قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 1/8/2009

- صحيفة 'السفير'
لبنان بجيش و/ أو مقاومة؟/ ميشال سبع
الجيش في لبنان يملك سلاحاً ثقيلاً لكنه أقل بكثير مما تملكه المقاومة الإسلامية المتمثلة في &laqascii117o;حزب الله"، وهذا ما يطرح سؤالا عمّن يملك قرار حماية الوطن. واذا كان الجيش يأتمر برئيس الجمهورية أو رئاسة الوزارة فإن حزب الله يأتمر بنفسه، وبالتالي يطرح سؤال عن جدوى بقاء الجيش اللبناني، لأن الأموال التي تصرف عليه يمكنها أن تعزز موقع المقاومة، ما دامت هي المولجة بالدفاع عن الوطن.
لكن المشكلة المطروحة هي في الهوية الوطنية للجيش والمقاومة، فالجيش مؤسسة علمانية لكن المقاومة مؤسسة إسلامية وحالة شيعية، مما يعني أمرين: الأول هو استقـالة كل الفــئات غير الشيــعية من حماية الوطن، الثاني هو قبول كل الآخرين من غير الشيعة بقرار الوجود، أو عدمه، الصادر عن الشيعة المتمثلة بحزب الله. لذلك إذا كان التوجه لتحويل الجيش إلى مقاومة فهذا يعني تغييرا جوهريا في قيادة المقاومة وتخلي حزب الله عن حصريته بها، وتشكيل مجلس وطني لا طائفي لقيادة المقاومة تضم كل فئات الشعب اللبناني. أما إذا كان من المستحيل أن يتخلى حزب الله عن قيادته للمقاومة لأسباب تتعلق بالعقيدة الجهادية للمقاومة، فهذا يعني أن لا مندوحة من الجيش وبقائه واستمراريته.
ولكي يبقى الجيش عنواناً للعنفوان الوطــني، فهذا يعــني انه يجب أن يملـك قرار السلــم والحــرب وبالتــالي فهذا يستوجب أن تكون المقاومة رديفاً له. ومن أجل أن تكــون كذلك، فيجب أن تكون أيضا لا طائفية لتنسجم مع طبيعة الجيـش. وإذا كان حزب الله يحتفظ بخصوصية تركيبته، عندها وجب أن تشكل الطوائف أيضا فرقاً مقاوماتية تتوزع عليها الحدود أو المهمات الدفــاعية، حــيث إن الدفاع لا يعني بالضرورة عسكرياً، بل أيضا مدنياً ولوجســتياً...
في عيد الجيش تمر القطعات أمام أجهزة التلفزيون ليفخر بها المواطن ويعتز ويشعر بالقوة. ولكن لو قيّض لحزب الله أن يستعرض سلاحه أمام أجهزة التلفزيون فإن مشاعر الفخر والقوة كانت لتتجاوز ما يمكن رؤيته عند الجيش. ومن أجل أن تبقى المشاعر الوطنية تجاه الجيش قوية يلزم للجيش أن يكون قوياً، وبالتالي فتسليحه قرار في التركيبة الأمنية للبنان، ولعل ما يقال عن الإستراتيجية الدفاعية له علاقة بهذا الموضـوع، علما بأن المقاومة معنية بالدفاع فقط والجيش معني بالدفاع والهجوم، إلا إذا كان قول نابليون ما زال سارياً، وهو أن الهجوم أحياناً هو أفضل أشكال الدفاع.

- صحيفة 'النهار'
ممنوع على برنادوت وميتشل رسم حدود إسرائيل!/ سليم نصار
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتوقع حدوث مفاجآت عسكرية في منطقة الشرق، إذا بقي نتنياهو مصراً على منع الفلسطينيين من إنشاء دولة متكاملة قابلة للنمو والحياة. ومن المؤكد أن مخطط الحكومة الإسرائيلية سيصطدم بالمبادرة الأميركية التي سيطرحها باراك أوباما في الخريف المقبل. وهي مبادرة سياسية محكومة بسقف زمني محدد يصعب على نتنياهو التصدي لها من دون افتعال خيارين: إما الذهاب الى الحرب ضد 'حزب الله' في لبنان، وإما مهاجمة إيران لإحراج واشنطن... وإما تجديد مفاوضات السلام مع سوريا بهدف الانسحاب من مرتفعات الجولان!
إن الفترة الانتقالية التي تفصل المنطقة عن حدود المواجهة لا تزيد على الشهرين. ومعنى هذا ان الشرق الأوسط سيدخل فعلا أجواء السلام أو الحرب بعد نهاية شهر أيلول موعد انعقاد الاجتماع السنوي للأمم المتحدة. وبما أن أوباما ينتظر جواب إيران على اقتراحه لبدء المفاوضات حول الملف النووي، فإن هذا التاريخ سيساعد على رسم سياسة الرئيس الأميركي حيال حازمات الشرق الأوسط، الأمر الذي يوظفه الرئيس احمدي نجاد من اجل التملص من تحديد جدول زمني للمفاوضات مع الولايات المتحدة. وتحت غطاء التسويف والمماطلة يمكن ان تولد القنبلة النووية الإيرانية.

- 'النهار'
ثمن السلام من دون سلام؟/ سميح صعب
لقد أوقع الرئيس الأميركي نفسه في ورطة من خلال مطالبته العرب بخطوات موازية لخطوة وقف الاستيطان. وباتت إسرائيل اليوم متسلحة بمطلب التطبيع في مقابل الوقف المؤقّت للاستيطان. وهي موقنة انه ليس في مقدور الدول العربية اتخاذ خطوة من هذا النوع قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية.. فلماذا تريد إسرائيل التطبيع مع الدول العربية قبل الانسحاب من الضفة الغربية والجولان ومزارع شبعا؟ إلا إذا كان الإصرار الإسرائيلي على التطبيع يحمل نية نسف كل الجهود المبذولة حالياً لإعادة إطلاق العملية السلمية.
إن أميركا وإسرائيل تشككان في نية العرب التطبيع إذا ما نفذت إسرائيل انسحاباً من الأراضي العربية، وواشنطن وتل أبيب تخشيان أن يحصل الفلسطينيون على دولة مستقلة ويبقى الصراع. بيد أن الحقيقة التي لا تريد أميركا ولا إسرائيل أن تعترفا بها هي أن الصراع مع الدولة العبرية يتجاوز خلافاً على الأرض ليتعداه إلى صراع على الوجود كانت إسرائيل هي البادئة به أيضا.

- صحيفة 'الأنوار'
مبادرة أميركية أواخر الشهر!/ رؤوف شحوري
ان السر الذي لم يعد سراً، هو أن (القرار السياسي) الذي اذا شاء، يشيع الاستقرار والهدوء والطمأنينة، ويزيل الحواجز والعقبات، ويصل ما انقطع، ويقيم حكومات الوحدة الوطنية من (الكوما)... أو اذا شاء، يشلّ البلاد ويوقعها في التعطيل وربما بما هو أسوأ! أما من يصنع هذا القرار، ومن يشارك فيه، ولأي هدف، فهذا أمر آخر... بهذا المقياس كانت ولادة حكومة الرئيس المكلّف سعد الحريري أيسر وأسهل بكثير مما توقعه كثيرون، على الرغم من ضخامة الصعوبات وعلو الحواجز التي تواجهها. وأصبحت ولادة الحكومة قبل عيد الجيش أو بعده بقليل مسألة ثانوية، لأن المضمون الجوهري قد تحقق.
يواجه لبنان والعرب واقعاً جديداً قد يكون مصيرياً بالنسبة للمنطقة ككل. بعض ملامح هذا الجديد ان ادارة الرئيس باراك اوباما ابلغت السفراء الاميركيين في الشرق الاوسط انها ستقدم اواخر الشهر الجاري آب. اغسطس، مشروعاً متكاملاً للسلام في المنطقة، تعرضه على طرفي النزاع: العرب واسرائيل. ودون القفز سلفاً الى النتائج، يمكن القول ان المرحلة المقبلة ستكون شائكة وبالغة الصعوبة بالنسبة الى لبنان والعرب والمنطقة ككل. وما من تسوية، وبخاصة لأزمة متجذرة في الزمان والمكان مثل الصراع العربي - الاسرائيلي، دون تنازلات مؤلمة من الطرفين. وفي العادة، لا يتم تقديم مثل هذه التنازلات طوعاً، لأن معظم عمليات السلام في التاريخ لم تتم على البارد. والاستعجال الأميركي يوحي بأن الادارة الاميركية ترغب في ضرب الحديد وهو حامٍ، ولا بد اذن من اشعال نار حامية في الموقد! وهو الاحتمال الذي يعطي اهمية خاصة واستثنائية لحكومة سعد الحريري، وامكانية تضامنها وتماسكها في السراء والضراء!

- صحيفة 'الشرق الأوسط'
التقارب التركي ـ السوري.. الاختبار الأول/ سمير صالحة
المؤكد أن حكومة العدالة والتنمية التي تجد صعوبة في الخروج من مأزق جمود الوساطة التي بدأتها بين دمشق وتل أبيب تسعى لإيجاد البديل الذي يحمي موقعها ودورها الإقليمي، وكان الخيار الأوفر حظا هنا هو الدخول على خط العلاقات الأميركية ـ السورية للمساهمة في دفع هذا المسار... القاسم الجامع بين صعوبة تجدد الوساطة التركية على خط دمشق ـ تل أبيب، ودعوات أردوغان لأن &laqascii117o;تمارس سوريا ودرها الإيجابي"، هو التحركات التركية المتزايدة نحو دمشق في الأشهر الأخيرة، والمصحوبة بتحرك أميركي لا يقل زخما باتجاه العاصمة السورية. يعكس التنسيق التركي ـ الأميركي في التعامل مع هذا الموضوع، واقتناع واشنطن بما تقوله أنقرة حول ضرورة مراجعة أميركا لسياستها السورية. وسيكشف لنا مسار العلاقات الذي بدأ يأخذ بعدا استراتيجيا إقليميا ، في الأيام المقبلة، عن مدى قدرته على التعامل مع الظروف والوقائع الجديدة التي تعنيهما معا في أكثر من مكان.

- 'الشرق الأوسط'
عندما يكون من الحكمة ألا نفعل شيئا/ فريد زكريا
... ربما يمكننا القول بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تفقد الأساس الديني لسلطتها وتتحول إلى ديكتاتورية أخرى من ديكتاتوريات الشرق الأوسط، والاختلاف الوحيد هو وجود حركة معارضة لا يبدو أنها سوف تهدأ...
إن أفضل استراتيجية هي ألا نفعل شيئا. وقد فعلت هيلاري كلينتون ذلك بالفعل عندما أجلت مسألة التفاوض مع إيران. وفي حقيقة الأمر، فإن الكرة في ملعب طهران على أي حال. وفي شهر ابريل (نيسان) الماضي، قدم الغرب إلى إيران عرضا بإجراء المباحثات وقد كان ذلك العرض جادا وكريما. ولندع خامنئي وأحمدي نجاد يضعان تصورا للرد، حيث إنهما يزعمان أنهما سوف يفعلان. ويواجه الغرب قيودا، لكن قادة إيران يواجهون عددا أكبر منها.
وقد يجادل البعض بأن ذلك يسمح لإيران بالاقتراب أكثر من إنتاج القنبلة النووية. لكن الطريقة الأفضل لإبعاد شبح هذا التهديد الذي لا يزال غير وشيك، والذي كان يشكل دائما حجر عثرة، هي السياسة التي نجحت في مواجهة ستالين وماو وتنجح في مواجهة كوريا الشمالية، وهي الدولة التي يوجد بها نظام غريب وغير مستقر على الإطلاق.. إن الوقت لا يلعب في صالح النظام الإيراني. فوسط كل هذه الفوضى، لدينا إجابة واضحة عن السؤال الحرج. وهذا السؤال هو: هل هناك معتدلون في إيران؟ والإجابة هي نعم، هناك الملايين منهم.

- 'الشرق الأوسط'
العلاقات الخليجية الإيرانية؛ صراع التهديدات والتطمينات/ عبد العزيز بن عثمان بن صقر
الدعم العلني الذي قدمه المرشد الأعلى لضمان عودة أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة يحمل في طياته إشارات مؤكِّدة أن سياسة الرئيس أحمدي نجاد تتطابق مع رغبات ومواقف القيادة العليا في سلّم السلطة ولا تُعدّ سياسة أو مواقف شخصية تعكس أسلوب الرئيس الفردي في الحكم. فسياسة الرئيس أحمدي نجاد تُعَدّ انعكاسا وترجمة لأفكار ومواقف القيادة العليا، لذا فإن عودة نجاد إلى سدة الرئاسة تُعَدّ الضمان المطلوب لاستمرارها. من هذا المنطلق فإن دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية مقبلة على أربع سنوات أخرى في مواجهة سياسة إيرانية متشددة تقوم على تبني استراتيجية تدخلية تضمن للقيادات الإيرانية دورا مؤثرا في مسيرة التطورات الداخلية في العالم العربي، وتضمن تصاعد نزعة الهيمنة والسيطرة الإقليمية، وتضمن مسيرة متسارعة للمشروع النووي الإيراني...
دول مجلس التعاون الخليجي ستواجه تحديا جماعيا، آجلا أم عاجلا، يتمثل في ترسيخ سياسة الرئيس أحمدي نجاد الإقليمية وتعميق آثارها السلبية، مما سيؤثر في أمنها الداخلي والخارجي، وعلى استقلالها واستقرارها السياسي وازدهارها الاقتصادي، وعلى مكانتها الدولية وعلاقاتها الخارجية وتحالفاتها الاستراتيجية. لذا فإن تبلور الموقف الخليجي الموحَّد تجاه الطموحات الإيرانية يعد مطلبا أساسيا أكثر من أي وقت مضى رغم تباين المصالح والرؤى بين أعضاء دول مجلس التعاون تجاه فهم أو تفسير النيات والطموحات الإيرانية. وفي ظل نزعة القيادة الإيرانية لتجاوز حقوق السيادة وعدم احترام أسس استقلالية القرار في دول مجلس التعاون. فما أصاب عددا من الدول العربية الشقيقة من ويلات السياسة التدخلية الإيرانية، ومن ويلات اللعب على الورقة الطائفية، ونزعة بناء مراكز القوى والنفوذ داخل المجتمعات العربية سيصيب دول الخليج، عاجلا وليس آجلا، إن استمرت حالة عدم الاتفاق على تبني المواقف الموحدة وإظهار وحدة الصف والإيمان بوحدة المصير.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد