- 'الحياة'
محمد مشموشي:
حزمة &laqascii117o;رسائل" شرقاً وغرباً... من لبنان الجنوبي!
لم يحدث في جنوب لبنان، في الشهور والأسابيع الماضية، سوى الانفجار التلقائي لما وصف بـ &laqascii117o;مستودع أسلحة" في خربة سلم. ولم يحدث، بعد ذلك بيوم واحد فقط، سوى ما وصف بـ &laqascii117o;الاختراق الشعبي" للخط الأزرق في تلال كفرشوبا رداً على اقامة قوات الاحتلال نقطة مراقبة في المنطقة، ثم بعد ذلك بيوم آخر تعرضت قوات &laqascii117o;اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة للرشق بالحجارة في بير السلاسل. هل في ذلك، كله أو بعضه، ما يبرر تلك الحملة السياسية والاعلامية والعلمائية على القوات الدولية (في بعضها اتهام بتنفيذ أوامر تل أبيب، وفي بعضها الآخر التجسس لمصلحتها)، وتالياً على القرار الدولي الرقم 1701، ثم على النقاط السبع للحكومة اللبنانية في الأيام القليلة الماضية؟!. غني عن القول إن اللبنانيين، فضلاً عن العرب والعالم، فوجئوا بإعادة تسخين الوضع في الجنوب ووضعه مجدداً في الواجهة، بعد هدوء شامل لثلاثة أعوام كاملة، فقط لأنهم نظروا الى المسألة من زاوية ضيقة، أو حتى من زاوية واحدة. بيد أن القضية، في أساسها، ليست كذلك، وانما هي عبارة عن جملة &laqascii117o;رسائل" وجهت ذات اليمين وذات اليسار، والى الداخل اللبناني كما الى الخارج الاقليمي والدولي، للقول بالفم الملآن وبصوت عال: &laqascii117o;نحن هنا، ومستعدون لقلب الطاولة عند الحاجة" . ذلك أن الجديد، على مستوى المنطقة وفي العالم، لم يحدث في لبنان، ولا في جنوبه تحديداً، في الفترة السابقة. وحتى الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء والمياه اللبنانية، أقله بحسب بيانات الجيش اللبناني، كانت قد خفت وتيرتها كثيراً في المدة الاخيرة وان لم يهدأ ضجيج تهديدات قادتها للبنان في حال تحريك الجبهة أو حتى اشراك ممثلين لـ &laqascii117o;حزب الله" في حكومته . الجديد كان في مكان آخر على الشكل التالي: &laqascii117o;اشتباك" علني بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وبعض زعماء أوروبا من جهة ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو من جهة ثانية حول المستوطنات في الضفة الغربية، تلويح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا باعلان مجلس الأمن الدولي منفرداً قيام دولة فلسطين واعتبارها أمراً واقعاً، تحديد مهلة زمنية لا تتعدى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) المقبل لانهاء المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي، دخول النظام الايراني في أزمة داخلية عميقة لا يعرف أحد متى وكيف تنتهي، فشل مفاوضات الصلح بين &laqascii117o;فتح" و &laqascii117o;حماس" وتصاعد عمليات التهويد الاسرائيلية للأراضي المحتلة، وأخيراً توجه لبنان – بدعم عربي ودولي كامل – لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع البلد مجدداً على طريق استكمال اعادة البناء وحل مشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية . واذا كان الأمر كذلك، فأية &laqascii117o;رسائل" لبنانية واقليمية هي ما ينطلق من جنوب لبنان في هذه الفترة، والى أي &laqascii117o;صندوق بريد" عربي واقليمي ودولي يتم توجيهها؟! لعل خطابي الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، قبل انفجار خربة سلم وبعده، يكشفان في مضمونهما (وحتى في كلماتهما المباشرة) بعضاً من هذه &laqascii117o;الرسائل". وأكثر، فلعل عودة السيد حسن الى حديث &laqascii117o;المؤامرة" اللبنانية والعربية في الأعوام الماضية، فضلاً عن الاسرائيلية والدولية، لاستئصال المقاومة في لبنان والمنطقة من ناحية ولفرض الخنوع والاستسلام على &laqascii117o;الأمة" من ناحية ثانية، تحدد بدورها &laqascii117o;صندوق البريد" الذي توجه اليه. ذلك أن هذا الكلام هو المفاجئ فعلاً، ان في قائله أو في توقيته أو في محتواه، بخاصة بعد أن ساد لدى اللبنانيين لفترة أن الزمن هو زمن &laqascii117o;تهدئة في المقام الأول"... وليس على الصعيد اللبناني فقط وانما على الصعيدين العربي والاقليمي أيضاً. واذا أضيف الى ذلك قول السيد حسن، هكذا فجأة ومن دون مبرر أو مناسبة، انه لا يريد أية &laqascii117o;ضمانات" من أية جهة، لا لسلاح &laqascii117o;حزب الله" ولا للمحكمة الخاصة بلبنان، يكون مسلسل &laqascii117o;الرسائل" التي أراد توجيهها – عشية وغداة مفاجآت الجنوب على الأرض – قد أخذ شكله النهائي.
- الى العالم العربي، أن كل ما قد يرد في الذهن عن &laqascii117o;ضعف" المقاومة، أو تضاؤل قدرتها على الحركة في المرحلة المقبلة، وبخاصة في لبنان بعد حرب العام 2006 والقرار 1701 ونشر قوات &laqascii117o;اليونيفيل" المعززة جنوبي الليطاني، ليس الا من قبيل الوهم الذي ينبغي على أصحابه أن يتخلوا عنه. وبالقدر ذاته، فالوضع اياه ينطبق على المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة &laqascii117o;حماس" في مواجهة كل من &laqascii117o;فتح" وقوات الاحتلال الاسرائيلي. وفي سياق الوضع الحواري المستجد بين السعودية ومصر من جانب وبين سورية من جانب ثان، وبينهما وبين الادارة الأميركية حول مراحل التسوية المقبلة، فـ &laqascii117o;الرسالة" هذه موجهة الى سورية بقدر ما هي موجهة الى الأطراف الأخرى كلها أيضا.
- الى ايران، أن حلفاءها الاستراتيجيين على الأرض العربية – في لبنان وفلسطين أساسا – ما زالوا على قوتهم، وعلى موقفهم وتصميمهم، على رغم مما يحدث الآن، أو قد يحدث لاحقاً، في الداخل الايراني، فضلا عن أنهم باقون على جهوزيتهم للعمل عندما تقتضي الحاجة... بما في ذلك الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية ذاتها اذا ما كان هناك داع للدفاع. و &laqascii117o;الرسالة" هنا ليست ايرانية فقط، وانما اسرائيلية وأميركية وأوروبية – وحتى عربية – كذلك... وليسمع من يريد أن يسمع، كما قال السيد حسن وأعوانه في &laqascii117o;حزب الله" في أكثر من مناسبة ومجال.
- الى السلطة الفلسطينية، أن أية تسوية للوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة – مع مصر أو حركة &laqascii117o;حماس" أو مع اسرائيل – لا يمكن أن تكون مقبولة، أو حتى أن تمر، ما لم تأخذ في حسابها شروط المقاومة المفتوحة في هذه الحالة على المطالب والنيات الايرانية... وربما السورية أيضا لجهة سلم الأولويات في التفاوض بين الجولان من جهة والقضية الفلسطينية من جهة ثانية.
- الى لبنان أخيراً، أن حكومة تحت اسم &laqascii117o;حكومة وحدة وطنية"، أو أي اسم آخر، يمكن أن تشكل في أي يوم، حتى من دون أن يشارك &laqascii117o;حزب الله" فيها كما قال السيد حسن، لكن ذلك شيء وسلاح المقاومة شيء آخر . حتى &laqascii117o;الضمانات"، في نص البيان الوزاري للحكومة أو من خارجه، ليست مما يهم الحزب لا الآن ولا في المستقبل... لسبب واحد هو رفض البحث بهذا السلاح أو بما يتصل بدوره ومهامه الا في ضوء ما تحتاجه القضايا الكبرى لـ &laqascii117o;الأمة" (الاسلامية باعتبارها تشمل العربية أيضا): هزيمة الغرب والصهيونية العالمية، والتحرر الكامل للشعوب .
- 'البلد'
محمد دهشة:
الإنسحاب من الغجر... مناورة سياسية أم حقيقة؟
.. أعــاد إعــلان الاذاعـــة الاسرائيلية منذ يومين (الاحــــد) عــن استعداد قوات الاحتلال الاسرائيلي الانسحاب من الغجر تسليط الاضــواﺀ على هذه الــبــلــدة الــتــي تشكل نقطة ساخنة وربما متفجرة مثل 'برميل بارود' في الصراع الاسرائيلي ـ اللبناني لا يعرف احد متى ينفجر، لكن مصادر سياسية جنوبية بارزة توقفت باهتمام بالغ امام هذا الاعلان اذ انه يتزامن كل مرة مع الجولات المكوكية الاميركية والغربية للمنطقة لبذل جهود حثيثة لاعادة احياﺀ عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وكأنه يأتي تهربا اسرائيليا من اي استحقاق كمن يدفع الثمن من جيب غيره. كما انه يتزامن مع كل استعداد لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، اليوم مع الرئيس المكلف سعد الدين الحريري وبالامس القريب تكرر الامر مع الحكومة السابقة ـ حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة حيث اعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلي انها تعتزم الانسحاب منها، ووصفتها مــصــادر دولــيــة حينها بأنها هدية الــى الحكومة اللبنانية في مواجهة خصومها السياسيين لجهة البيان الوزاري وطرح سلاح المقاومة. ووفــق المصادر، فإنه مهما يكن مــن أمــر، فــان استغلال 'اسرائيل' للتوقيت يهدف الــى إحـــداث شرخ لبناني أو زيادته ولكن حزب الله يؤكد كل مرة ان قضية السلاح لم تعد ترتبط بالانسحاب الاسرائيلي من بلدة الغجر ولا حتى بتحرير مزارع شبعا وانما بإرساﺀ معادلة 'توازن الرعب' واستراتيجية الدفاع الوطني، مستندا في ذلك الى ان القرار 1701 الصادر في 11 آب 2006 قد ألزم إسرائيل بالانسحاب الفوري غير المشروط من القسم اللبناني من بلدة الغجر الذي احتلته في العام 2006 بعد ان انسحبت منه في العام 2000. ونقلت الوسائل الاعلامية 'ان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي غــال سيعرض على وزيــر الخارجية أفيغدور ليبرمان التقارير والبحوث التي أجرتها الأذرع الامنية ومختلف الوزارات بشأن قضية الغجر وسيبلور ليبرمان استنتاجات سيطرحها لاحقاً على المستوى السياسي، في وقت رجحت الإذاعــة الصهيونية قبول إسرائيل باقتراح' اليونيفيل 'والقاضي بأن ينسحب الــجــيــش الإســرائــيــلــي من الشطر الشمالي لقرية الغجر على أن تضمن قوات الطوارئ الأمن فيها وتمنع دخــول عناصر أخــرى وتمنع عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، علما ان' اليونيفيل 'كانت تقدمت باقتراح لانسحاب' إسرائيل 'من الغجر مقابل أن تتحمل قــوات الطوارئ مسؤولية ضمان الأمن فيها. ومــع الاعـــلان الاسرائيلي يتكرر التساؤل هل تتوصل قوات الاحتلال الاسرائيلي والقوات الدولية والجيش اللبناني الــى اتفاق في هــذا الشطر يسحب فتيل التفجير القابل للاشتعال بين فترة وأخـــرى؟ وهــل يكون بين الحلول تسلم 'اليونيفيل' الإشراف والإدارة في الشطر الفاصل بين شمال البلدة وجنوبها؟ أم تتولى المسؤولية الكاملة في الإدارة والاشراف على بلدة الغجر بكاملها؟ علماً ان هــذا الأمر الأخير هو ما كان قد طالب به الرئيس السنيورة والقاضي بتسليم الادارة والاشراف على مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا الــى قــوات الأمــم المتحدة مرحليا وصولاً، الى حل دائم لاحقاً. مــيــدانــيــا، ووفـــق شــهــود عيان ابلغوا 'صدى البلد' وتقاطعت مع معلومات امنية في الجنوب لم يطرأ اي جديد على واقع البلدة او المنطقة المحيط بها، لا تعزيزات اضافية لقوات الطوارئ الدولية توحي بقرب الاستعداد للانتشار فيها وبالمقابل لا تفكيك اسرائيليا لاي من المواقع او الدشم، كل شيﺀ على حاله من، الهدوﺀ قطعه ظهر امس تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق المنطقة وبين الحين والآخر اصوات جنازير الآليات لدوريات روتينية لكل من القوات الدولية والجيش اللبناني، فيما تــواصــل الكتيبة الاسبانية المتمركزة في المنطقة إقامة سياج لمنع دخول الابقار الاسرائيلية بركة 'بعثائيل' التابعة لبلدة كفرشوبا بعد الخروقات المستمرة لها....
- 'الحياة'
وليد شقير:
&laqascii117o;قنبلة" جنبلاط فاجأت الأقربين قبل الحلفاء رغم الاقتناع بصحة قراءته لتحولات الخارج
لم تقتصر الصدمة التي أُصيب بها الوسط السياسي اللبناني، على حلفاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، نتيجة المواقف – القنبلة التي أطلقها أول من امس في الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب، بل شملت المسؤولين الحزبيين الذين تشكلت منهم هذه الجمعية والتي كانت مخصصة للقضايا التنظيمية وإعادة هيكلة الحزب.وعلى رغم ان بعض هؤلاء كان سمع منه في جلسة مناقشة للمواقف التي كان يعلنها قبل شهرين من الانتخابات النيابية والتي بدأ من خلالها التمهيد لفكرة مغادرة تحالف قوى 14 آذار، أنه في 8 حزيران (يونيو) غداة الانتخابات سيعيد النظر بتحالفاته، فإن ما أعلنه نزل عليهم كالصاعقة من ناحية توقيته وأسلوبه والسرعة التي اعتمدها في الإفصاح عن درجة افتراقه عن قوى 14 آذار. وتقول أوساط مطلعة عادة على خلفيات مواقف جنبلاط وبينها من هم محازبون أو مؤيدون لمواقفه أو يثقون بمبادراته، ان عنصر المفاجأة جاء من ان المعلومات التي كانت قائمة لدى هذه الأوساط قبل يوم الأحد هي ان العلاقة بين جنبلاط والرئيس المكلف تأليف الحكومة زعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري كان يغلب عليها التفاهم والتنسيق في معظم الأمور، ان في ما يتعلق بتأليف الحكومة أو في ما هو أبعد منها، أي التعاطي مع الوقائع الجديدة في المنطقة ولبنان وأن هذا التفاهم يشمل اتفاقهما على قراءة هذه الوقائع من الانفتاح الأميركي على سورية، الى التقارب السعودي – السوري وفكرة زيارة الحريري دمشق كرئيس للحكومة من اجل تطبيع العلاقات بين البلدين، ووجوب تعزيز اجواء الانفتاح الداخلي والقيام بالخطوات اللازمة من اجل إنهاء الحساسيات السنية – الشيعية وتحضير لبنان لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية الماثلة امامه، انطلاقاً من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ومن أسباب المفاجأة لدى هذا الوسط ايضاً ان بعض المحيطين بجنبلاط كانوا يعتقدون، نتيجة مناقشات معه ان مراجعة أسس التحالف بين قوى 14 آذار ستخضع لمراجعة بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية التي أعقبت الانتخابات أي من تشكيل الحكومة، وأن لا بد من جلسات مصارحة في هذا السياق ليبنى على الشيء مقتضاه، لكن جنبلاط أعلن شبه الطلاق مع هذه القوى في خضم عملية التأليف. ولم يخف عنصر الصدمة والمفاجأة عند هذه الأوساط وبعضها قريب من جنبلاط، تفهمها الموقف الذي صدر عن &laqascii117o;تيار المستقبل" رداً على ما أعلنه جنبلاط بالإصرار على شعار &laqascii117o;لبنان أولاً &laqascii117o; وعلى استمرار التيار في إطار &laqascii117o;ثورة الأرز" وإشارته الى &laqascii117o;التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة..."، رداً على إصرار جنبلاط على التمسك بتاريخ الحزب العروبي والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية والعمال والفلاحين واليسار. ويقر هؤلاء بأن موقف جنبلاط بالخروج من الأكثرية اثناء تشكيل الحكومة وفيما كان الحريري يفاوض المعارضة من اجل تأليفها لا بد من ان يكون شكّل صدمة للرئيس المكلف، تضعف موقفه التفاوضي، ما أملى صدور البيان الذي صدر عن &laqascii117o;تيار المستقبل"، خصوصاً ان جنبلاط قرن موقفه السياسي بالتهكم على حضور الرؤساء الأربعة الاحتفال بعيد الجيش، وكان الحريري رابعهم... بل ان بعض هذه الأوساط رأى ان الحريري صبر مدة لا بأس بها منذ اشهر على انتقادات جنبلاط، لا سيما انه كان حمل على شعار &laqascii117o;لبنان أولاً" الذي هو اسم التكتل النيابي الأكبر الذي يتزعمه الحريري، غداة تكليفه تشكيل الحكومة أواخر شهر حزيران (يونيو) الماضي. وكان في كل مرة يعقد معه جلسة مصارحة تنتهي الى توضيح الأمور والتفاهم على معالجة ملاحظات جنبلاط بالتواصل والحوار. بل ان الحريري كان يتفهم بعضها. وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان كل هذا دفع بعض المحازبين الى مناقشة جنبلاط في الملاحظات التي أبداها في الاجتماع الحزبي. فالأوساط المواكبة للتحولات التي يدعو إليها منذ مدة تقول: &laqascii117o;إننا مع قراءته السياسية للتغييرات الحاصلة دولياً وإقليمياً، ونفهم هواجسه من الفتنة المذهبية ومن التعبئة عند الدروز والسنة والشيعة طوال السنوات الماضية من التأزم السياسي، ومن إمكان حصول تسويات في التقارب الدولي – الإقليمي والإقليمي على حساب لبنان، ومخاوفه من آثار القرار الظني الذي يمكن ان يصدر عن المحكمة الدولية في ضوء التسريب الذي حصل في مجلة &laqascii117o;ديرشبيغل" على صعيد الفتنة الداخلية وتوجهه نحو تطبيع العلاقة مع سورية... بل كنا نتفهم حرصه على هذا الجانب على انه موقف مساعد للرئيس الحريري يساهم في تغطية التحولات التي سيقوم بها الأخير بدوره، لكن ما كان عنصر صدمة ومفاجأة مقلقة هو إعلانه مواقف غير منسقة مع المقربين منه، ولا مع الحريري، لا بل بدت أقرب الى المشكلة مع الأخير".وتعرض الأوساط السياسية المتعددة ما لديها من ملاحظات كالآتي:
- ان جنبلاط بإلغائه صفة الأكثرية عن قوى 14 آذار بخروجه منها، يغيّر بسرعة فائقة نتائج الانتخابات النيابية التي شغلت العالم كله نظراً الى دقة الوضع اللبناني في هذه اللحظة في الإطار الإقليمي، في مقابل انشغال ومراهنة دول أخرى أبرزها ايران وسورية على ان تكون الأكثرية لمصلحة قوى 8 آذار. وقد يرتب إلغاء نتائج الانتخابات، سياسياً موقفاً من الدول التي تراقب الوضع اللبناني وتحتسبه من ضمن توجهاتها الإقليمية.
- ان جنبلاط في خطواته يستبق تدرج التقارب السعودي – السوري الذي على طاولته ملفات اقليمية إضافة الى الملف اللبناني، ولخوضه السباق مع هذا التقارب مفاعيل قد لا تكون ايجابية اذا كان يؤدي الى حرق المراحل لأن هذا قد يعود بدوره الى إحباط بعض الخطوات وتأخيرها، مخافة ان تتم قبل إنضاجها.
- ان خوف جنبلاط من جر لبنان الى مفاوضات مع اسرائيل وفي الوقت نفسه من قيام اسرائيل بحرب ضد لبنان وحرصه على قيام شبكة أمان لحماية لبنان من انعكاسات ذلك، بحيث يتم إنضاج كل الخطوات الانفتاحية مبرر وفي محله. فالسرعة في هذه الخطوات بعد مدة من التعبئة تقود الى رفض لتوجهاته في وسط الجمهور السني بسبب فتحه معركة مع الحريري، وإلى مشكلة مع جمهوره الدرزي، ظهرت في مناسبات عدة بفعل عدم تقبل سرعته في التحول بعد ان قام هو شخصياً بتعبئته ضد سورية و &laqascii117o;حزب الله" وسلاحه، مقابل البدء في تقبله ضمن الجمهور الشيعي الذي يحتاج الى وقت من اجل ذلك بفعل التعبئة الحاصلة في المرحلة الماضية، فضلاً عن عدم تقبل الجمهور المسيحي الموالي لـ14 آذار لخروجه منها. وهذا يؤدي عملياً الى ما يشبه التعرية لجنبلاط.
- ان الوضع بخروج جنبلاط من قوى 14 آذار يقود الى مشهد يبدو فيه مسيحيو 14 آذار في مشكلة مع حلفائهم المسلمين، في ظل وجود، مشكلة بين زعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون وبين حلفائه المسلمين، ظهرت في الانتخابات وازدادت في عملية تأليف الحكومة. فإذا قررت القوى المسيحية التجمع والتحالف ألا ينشئ ذلك اصطفافاً مسيحياً – إسلامياً بينما الهدف هو إنهاء الاصطفاف السني – الشيعي نظراً الى أضرار الاصطفافات المذهبية والطائفية، أياً كان نوعها؟.
- 'السفير'
حلمي موسى:
أوباما يستعد لـ&laqascii117o;حملة علاقات عامة" في المنطقة...ميتشل: سمعت من العرب ما يخالف تصريحاتهم
يعمل الرئيس الأميركي باراك اوباما على الالتفاف على المصاعب السياسية التي تواجه خطته لتحقيق السلام بين إسرائيل والعرب، عن طريق ما بات يعرف بالدبلوماسية العامة. ولهذا السبب، فإنه ينوي الشروع قريبا بحملة علاقات عامة في إسرائيل والدول العربية، وفق ما أفادت صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركية... وأفادت &laqascii117o;نيويورك تايمز" أن اوباما ينوي البدء بحملة علاقات عامة يعرض فيها رؤيته للسلام في الشرق الأوسط عن طريق مقابلات يجريها مع العديد من وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية. ونقلت عن المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط جورج ميتشل، قوله ان هناك نظرة عامة خاطئة ترى أن كل الاتصالات الجارية مع إسرائيل تدور حول المستوطنات. وأضاف &laqascii117o;من الخطأ وصف الأمور على هذا النحو.. فنحن لا نسعى للطلب فقط من الإسرائيليين القيام بأمر وإنما نطلب من الجميع القيام بأمور".. وشدد (ميتشل) على أن الدول العربية لم ترفض طلب اوباما تنفيذ مبادرات حسن نية تجاه إسرائيل، بل على العكس من ذلك &laqascii117o;تلقينا بالإجمال ردودا إيجابية ورغبة بالعمل على شكل تصريحات علنية من جانب ولي عهد البحرين والرئيس المصري" الذي سيزور واشنطن في 18 آب الحالي. وقال انه في الحوارات المغلقة، سمع من العرب ردودا بشأن إسرائيل تختلف عن التصريحات العلنية. وأكد أن &laqascii117o;العرب مستعدون لدراسة خطوات جديدة". وأشارت &laqascii117o;نيويورك تايمز" إلى أن ميتشل لم يرغب في تفصيل الخطوات التي يبدي العرب استعدادهم لتنفيذها. لكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين أنها تتعلق بفتح مكاتب تمثيل مصالح إسرائيلية في الدول العربية، ومنح تأشيرات دخول للإسرائيليين إلى هذه الدول، والسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، ومنح مقابلات صحافية لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وتابع ميتشل أن &laqascii117o;السعوديين يريدون المساعدة. ومثل كل من نتحدث إليهم، يريدون تحقيق سلام يشكل أساسا لإنهاء النزاع"..وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الموعد الأولي المتفق عليه بين نتنياهو وميتشل في لندن، هو 26 آب الحالي. ويهدف هذا اللقاء إلى تسوية القضايا موضع الخلاف بين الحكومتين بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين، وتجميد الاستيطان، وإزالة البؤر الاستيطانية. كما أن هذا اللقاء سيحاول بحث نتائج مؤتمر حركة فتح وبلورة موقف مشترك منه. وتشدد المصادر الإسرائيلية على أنه ليست هناك فرصة لبدء مفاوضات مع الفلسطينيين قبل لقاء نتنياهو مع ميتشل في لندن، وأنه إذا كانت المفاوضات ستبدأ، فإنها لن تكون قبل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول المقبل، وبعد تنسيق كل الخطوات بين إسرائيل والأميركيين. وشددت المصادر الإسرائيلية على أن لقاءات نتنياهو مع القادة الأوروبيين ستركز على الموضوع الإيراني الذي يحاول نتنياهو إثارة الانطباع بأنه الأشد إلحاحية من أي موضوع آخر. غير أن نتنياهو سيحاول إقناع القادة الأوروبيين بعدالة مطالبه الاستيطانية، مستكملا بذلك المساعي التي بذلها بهذا الشأن مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني.
- 'السفير'
سليمان تقي الدين:
عن وهم لا شفاء منه!
...لسنا مَن يحرّر القدس ولكننا حرّرنا بيروت وحرّرنا الجنوب. وما زالت لدينا مهمة الحفاظ على التحرير. لقد صار لهواً الحديث عن &laqascii117o;السلاح" وقد صار مهزلة الحديث عن &laqascii117o;الغجر وشبعا وتلال كفرشوبا". المهمة الآن أن نجعل من تحرير الأرض قاعدة لبناء مقوّمات السيادة الفعلية ورد الأمانة إلى أهلها والبلد إلى سكانه والدولة إلى مواطنيها. ما ينقص المشروع الوطني هو التكامل بين التحرير والحرية بالمعنى الواسع للكلمة. لا معنى أن تحرّر أرضاً لتقدمها إلى قوى سياسية واجتماعية تابعة. الوطنيون اللبنانيون أدركوا هذه الحقيقة من قبل، هذا النظام الطائفي لا يحافظ على تضحيات شعبه، بل هو يهدرها في متاهات النزاع على السلطة. ربما صار اليوم البعض من داخل النظام يدرك عمق الأزمة ولعله يفكّر أن لا معنى لأي موقع سياسي في بلد متأرجح بحسب المناخات الإقليمية. العودة إلى مشروع الدولة مطلب أساس. هل هذا وهم؟! ربما، لكننا لن نشفى منه.
- 'البلد'
ميسم رزق:
أقليتان تتناطحان والأكثرية... 'جنبلاطية'
لعبها النائب وليد جنبلاط، واصـــاب، اعــاد طــائــفــتــه وحـــزبـــه الــى الخط الــذي رأت عينه السياسية 'الصائبة' انها الاسلم، وبات البلد من دون اكثرية واقلية، بل اصبح هناك فريقان يـــعـــمـــلان عـــلـــى قــطــف الثمرة التي بدأ بزرعها جنبلاط منذ أكــثــر من شـــهـــريـــن كــــل حــســب مصلحته فيما بقي هو وراﺀ السور الاقوى. بــعــد تــصــريــحــات قلبت الــطــاولــة وسلطت نفسها سيفاً يقلب الطاولة، ويعيد رسم الخريطة السياسية في الــبــلاد. وتصاعد تأثيره على مسار تأليف الحكومة، لا بد من انتظار عودة البيك من دمشق، التي من الممكن ان تكون الزيارة قاضية هذه المرة، قبل معرفة المواقف النهائية من تمرده الجديد. المواقف الاخيرة صبت كالصاعقة على قــيــادات الــرابــع عشر مــن آذار فمنهم مــن بــات يؤيد طروحاتها، ومنهم مــن يعمل على استخدام الحجج لتبرير 'القنبلة' الاخيرة حيث اصــبــحــوا غــيــر مستوعبين للطلاق الــمــفــاجــئ، رغــم معرفتهم بما بدأ يزرعه النائب وليد جنبلاط منذ فترة، الا انهم تفاجأوا بحركة الانفصال السريعة هذه والصريحة. في هذا الوقت تقول المعلومات ان النائب جنبلاط سيصبح في سورية خلال الساعات القليلة المقبلة لاكمال عملية 'الانــقــلاب' ربما ولتصحيح مسار العلاقة التي دامت أكثر من 28 عاماً لتقطع بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبعد ان كانت للعالم خطة واضحة استخدم بها فريقا من اللبنانيين ليدور الــدولاب مرة اخرى فيعرف جنبلاط وحده كيف يمسك به. ومن جهة اخرى يقول احد المصادر ان الرئيس المكلف سعد الحريري ســوف يعتذر في حال لم تؤلف الحكومة قبل يوم الخميس اذ سنعود حينها لتمرير وقت زائد لفعل استشارات نيابية جديدة، وتسمية النائب الحريري مجددا حيث تؤكد المصادر ذاتها اصرار الاطراف الاقليمية الخارجية عليه. بعد اعلان تيار المستقبل تمسكه بمبادئ 14 آذار، مشددا على أن 'هذا اليوم يــوم إنصاف رفيق الحريري، الذي كرس حياته لفتح أبواب العروبة الــحــديــثــة الــقــائــمــة عــلــى الاعــتــدال والانفتاح والتطور'. لافتا إلى أن شعار 'لبنان أولاً سيبقى شعارا' لم يعد لبنان أكثرية وأقلية، وبــات هناك فريقان يعملان لشد البوصلة كل الى جهته. على المستوى الحكومي يبدو اننا ذاهبون الى حكومة تكنوقراط لانه لن يقبل اي طرف خارجي بتأليف حكومة تكون فيها المعارضة أكثرية في الحكومة بعد الحرب الذي خاضها العالم لتجديد أكثرية الاكثرية، هذا العالم الذي لم يقراً النائب جنبلاط جيداً، فمصلحة المختارة فوق مصلحة لبنان أولاً وهذا ما بات واضحاً، وباتت الــســلــطــة والــمــعــارضــة عــلــى نفس المسافة وبقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وحــده 'الثلث الضامن' الذي سيطالب به الجميع، ثلث اطاح بكل ما هو غير مستمر وغير ثابت، ثلث سيؤدي الى عودة 'الابن الضال'، ثلث جنبلاطي يــكــرّس مفهوم أن جنبلاط هو 'الرجل- الفيصل' في كل العهود والأيام. رأى تيار التوحيد 'أن تيار المستقبل ازعجته المراجعة السياسية التي أجراها رئيس اللقاﺀ الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ما دفعه لاصدار بيان لا منطق فيه يتحدث عن التواريخ المعيبة، مع ان تيار المستقبل يكاد يكون التيار الاكثر حاجة لنسيان الماضي ودفع الناس لنسيانه، لان الماضي اكثر ما يدين هذا التيار'.
- 'السفير'
كلير شكر:
على حبل المصالحات المسيحية الرفيع: تواصل متقطع فوق جسر العبور... بين &laqascii117o;التيار الحر" و&laqascii117o;القوات" و&laqascii117o;الكتائب"
... في المقابل فإن بعض المتشائمين يرون أن تموضع الأطراف المسيحيين منذ العام 2005 يشكل عائقاً أمام إنشاء إطار مؤسساتي للعمل المشترك بين مختلف هؤلاء الأطراف. ذلك أن مسيحيي الأقلية النيابية ذهبوا بعيداً في علاقة عضوية مع &laqascii117o;حزب الله" وامتداداته الإقليمية، كما أن مسيحيي الأغلبية ذهبوا بعيداً في علاقاتهم مع &laqascii117o;تيار المستقبل" وامتداداته العربية أيضاً. ولذا لا بدّ للفريقين المسيحيين من إعادة ترسيم علاقاتهما مع 8 و 14 آذار قبل التقدّم نحو توحيد الموقف المسيحي....
- 'السفير'
عمار نعمة:
زيارة أوغلو لإستكمال وساطة الرياض... وتطويق القاهرة؟ الدور التركي يتقدم وواشنطن تقيّمه إيجاباً.. بشروط ...والوساطة(التركية بين سوريا والموالاة) تحمل دلالتين:
أولاً، هي ترفع الحرج عن الوساطة المجهضة التي قامت بها الرياض خلال الاسابيع الماضية من دون ان تعطي نتيجة، ذلك ان السعودية كادت ان تحقق انجازاً في خرق مع دمشق قبل تتويجه بلقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بسبب العرقلة الاميركية ـ المصرية التي أجهضت الوساطة.
ثانياً، إنها قررت الحلول مكان الطرف السعودي، بموافقته والاتفاق مع دمشق، لاستكمال ما قد بدأ، في ما تعتبره أوساط متابعة التفافاً جديداً على الدور المصري لا يشمل المسرح اللبناني فقط. إذاً، تدرك تركيا أهمية البوابة اللبنانية التي اختارت العبور من خلالها نحو دور أكبر في المنطقة. وعندما قررت أنقرة المشاركة في قوات &laqascii117o;اليونيفيل" قبل أعوام ثلاثة، فقد كانت بذلك تدشن هذه المرحلة، بموافقة إيجابية من قبل المقاومة، وهو ما يفسر الترحيب الشعبي من قبل الجنوبيين بالأتراك وعدم التوجس من قواتهم إلى حد عدم تسجيل حوادث اعتراض على تواجدهم على الأرض الجنوبية....
- 'السفير'
عماد مرمل:
14آذار تصاب بـ&laqascii117o;اليتم السياسي" وتواجه الأسئلة الصعبة: عندما يُكرس وليد جنبلاط نفسه... رئيساً رابعاً!
...من الواضح ان صدمة 7 أيار شكلت نقطة تحول في مسار تفكير جنبلاط. يومها أدرك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ان الخيط الرفيع بين المغامرة السياسية والمواجهة الاهلية كاد يُقطع، الأمر الذي كان سيجر الدروز والشيعة الى حرب المئة عام. منذ ذلك الحين، وضع رئيس الحزب التقدمي حجر الاساس للبناء السياسي الجديد الذي راح يرتفع طابقا بعد طابق، مستعينا في تشييده بخبرته &laqascii117o;المعمارية". وبناء عليه، لم يكن صعبا الاستنتاج خلال الاشهر الماضية، ان جنبلاط بات يشعر بأن وجوده في 14 آذار أصبح يشكل عبئا عليه، إلى حد انه غدا بمثابة &laqascii117o;حمولة زائدة" تحد من حرية الحركة لديه في الاتجاه الذي يراه مناسبا، بعدما أصبح مقتنعا بأن وظيفة هذا الجسم السياسي قد انتهت وان مدة صلاحيته قد تجاوزت التاريخ المسموح، فكانت بداية الانسحاب بتعليق عضوية الحزب التقدمي في الأمانة العامة لـ14 آذار...لكن قوى 14 آذار فازت(بالإنتخابات)، وبالتالي وجد جنبلاط نفسه مضطرا الى تنفيذ &laqascii117o;جراحة" الانفصال، بعدما أمضى الاسابيع الماضية في ضخ &laqascii117o;البنج" في عروق جمهوره وحلفائه، من خلال تعديلات متدرجة في سلوكه وخطابه، قادته الى الاجتماع مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وإلى إطلاق مجموعة من المواقف العروبية التي أخذت في طريقها شعار تيار المستقبل &laqascii117o;لبنان أولا". وهكذا، تبين بين ليلة وضحاها، ان مئات ملايين الدولارات التي أنفقت على الانتخابات النيابية، وخصوصا من قبل قوى الموالاة، قد ذهبت هباء، لأن كلمة واحدة من وليد جنبلاط افقدتها &laqascii117o;قيمتها الشرائية" على المستوى السياسي، وأعادت خلط الاوراق في صناديق الاقتراع بما قاد الى تغيير ملامح الاكثرية والاقلية، باعتبار ان نواب اللقاء الديموقراطي الـ11 لم يعد يمكن احتسابهم ضمن ما كان يسمى &laqascii117o;الغالبية النيابية"، بحيث باتت القوى تتوزع في المجلس على الشكل الآتي: 60 نائبا لـ14 آذار، 57 للمعارضة، و11 لوليد جنبلاط، ما يعني أن أحدا بات لا يملك الاكثرية البرلمانية الحاسمة. والأهم في هذا السياق ان جنبلاط نجح عبر خروجه من 14 آذار في التحول الى كتلة وازنة ومرجحة في مجلس النواب، تماما كما ان وزراءه الثلاثة المفترضين في مجلس الوزراء سيكتسبون &laqascii117o;قيمة مضافة" بما يجعل معادلة 15 ـ 10 ـ 5 تنقلب فعليا الى 13للموالاة ـ 10للمعارضة ـ 5 لرئيس الجمهورية ـ و3 لجنبلاط....
- 'الأخبار'
جان عزيز:
وقائع جنبلاطية
واقعة أولى: يروي أحد أركان 14 آذار أنه تحادث هاتفياً مع جنبلاط مساء الأحد الفائت، أي بعد ساعات قليلة على زلزال خطابه الانقلابي في مؤتمره الحزبي، ومن البوريفاج بالذات. قال له &laqascii117o;الزعيم الانفصالي": يمكنكم اعتباري أنني ما زلت ضمن فريق 14 آذار رقمياً. فهم الركن الآذاري الموقف والرسالة على طريقته كما يحب أن يفهمهما، وكما أحب فريقه تفسيرهما، منذ ما قبل الانتخابات، ومنذ شريط الخلوة الدرزية المسرّب الشهير. المسألة كلها، يقول الركن نفسه، أن جنبلاط خائف. لقد قرأ الأمور بوضوح، وأبلغنا إياها صراحة، قال لنا إن ضربة ستوجه إلى حزب الله، إمّا عبر إسرائيل، وإما عبر المحكمة الدولية. وهو فهم موقف حسن نصر الله بوضوح أيضاً: تل أبيب مقابل الضاحية الجنوبية ــــ أي على طريقة 12 تموز وما تبعه، وبيروت الغربية مقابل أي قرار ظني دولي، على طريقة 7 أيار وتداعياته. &laqascii117o;أنا سأحيد من الدرب". هذه هي كل رواية جنبلاط، بحسب المسؤول الآذاري. لماذا لم نردّ؟ اتفقنا على خطوات ثلاث: بيان يصدر عن تيار المستقبل، تكليف الحريري الاتصال بجنبلاط لبحث موقفه وخلفياته ومؤداه، والتزام الصمت الكامل وعدم الانجرار إلى أي سجالات. قال جنبلاط في مجلسه: أوباما آتٍ بنفسه إلى دمشق، فإلى أين يريدوني أن أذهب؟!...واقعة ثالثة: ينقل أحد المتابعين لحركة جنبلاط الأخيرة، قوله في مجلس خاص: &laqascii117o;ما دام أوباما آتياً إلى دمشق، فإلى أين يريدونني أن أذهب؟". هذه هي الحكاية، يؤكد المتابع العارف. المسألة لا علاقة لها بانقلاب، ولا مناورات ولا مؤامرات. إنها قراءة بسيطة للتطورات السياسية المعروفة والمعلنة. وليس صحيحاً أن الحركة الجنبلاطية مقطوعة عن التنسيق السعودي. فجنبلاط ينسّق كل خطوة، بدقة ومباشرة مع الملك عبد الله... واقعة رابعة: في 12 آب 2007، أي قبل عامين لا ينقصهما غير بضعة أيام، قال وليد جنبلاط: &laqascii117o;خائن في صفوفنا الذي قد يفكر على طريقته من قريب أو من بعيد من فريق 14 آذار بالمساومة أو التسوية. أصلاً سيحكم بالإعدام المعنوي والسياسي. أنتم أيها الرفاق، يا شباب 14 آذار، أنتم أشرف وأنبل ما في الدنيا، وهم القتلة والمجرمون..."...
- 'الأخبار'
ثائر غندور:
سامي ونديم الجميّل: علاقة قسريّة
مرّ مرور الكرام غياب النائب نديم الجميّل عن الغداء ـــــ المصالحة الذي جمع الرئيس أمين الجميّل ونوّاباً من حزبه إلى النائب سليمان فرنجيّة وأسرته. بعد أيّام قليلة من هذا الغياب، زار نديم الجميّل رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوّات اللبنانيّة سمير جعجع. انتشر في الأوساط كلامٌ عن تأثير جعجع في ابن بشير الجميّل، ما دفعه النائب الشاب إلى هذا الموقف. في المبدأ، بحسب العديد من العارفين ببواطن الأمور داخل حزب الكتائب، هناك خلافٌ مبطّن بين الشابين(سامي ونديم الجميل). وينقل هؤلاء امتعاض نديم من الاستفراد بالقرار السياسي للحزب، واتخاذ المبادرات قبل الاحتكام إلى رأي المكتب السياسي. وقد يكون اللقاء بين &laqascii117o;آل الجميّل وآل فرنجيّة"، كما يصفه أحد أصدقاء نديم الجميّل، من أهم النقاط التي ينتقدها نجل بشير الجميّل. وفي رأي الصديق، فإن اللقاء لم يكن اجتماعاً سياسياً، بقدر ما هو محاولة لعزل سمير جعجع. فالبيان الذي صدر عن المجتمعين لا يحتوي على أي موقف حقيقي من القضايا الأساسيّة، تحديداً العلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله...وهناك من يراهن على خلاف بين الرجلين. البعض يراه لمصلحة سمير جعجع، وآخرون يرونه مناسباً لإبعاد سامي أكثر عن معراب. لكنّ وجهي آل الجميل الجديدين يحرصان على عدم الحديث عن علاقتهما. هما يعرفان أكثر من غيرهما أن العديد من السياسيين يرغبون في أن يسمعوا صراخاً يعلو في الصيفي يؤدّي إلى القضاء على الكتائب ليتحوّل جزءاً من التاريخ اللبناني.