- صحيفة 'السفير'
الأيام الأخيرة لما تبقى من 14 آذار/ نصري الصايغ
تناضل قوى 14 آذار، لتثبت أنها ما زالت على قيد الحياة. فات الأوان من زمان. كان عليها أن تتنبه إلى اقتراب نهايتها، عندما ختمت مسيرتها، بتحقيق نقطة بدايتها. يمكن النظر إلى 14 آذار أنها من منذ ما يقارب السنوات الثلاث، لم تعد تملك 14 آذار سوى لغة التحريض. فيما كان كل شيء حولها وفيها يتغير. واللائحة تطول.
. جنبلاط لا يطيق البقاء في المراوحة والخسارة. عرف أن ما يلي، سيغير لبنان، تغيرت أميركا... تغيرت باريس... و14 آذار لم تتغير. وكل من لا يتغير في لبنان... يصبح أثراً بعد عين. وبالطبع، مع تغير أميركا، والعالم، تغيرت الدول العربية. ومعها السعودية. وباتت الضفتان السورية والسعودية تلتقيان في رفد الحالة اللبنانية، بما تحتاجه من تغيرات هادئة.
وبالطبع، تغير لبنان، وظلت قوى 14 آذار، بلا اتجاه جديد. بات برنامجها اليومي، البحث عن كيفية الخروج من برنامج 14 آذار &laqascii117o;التاريخي". عليها أن تفتح صفحة صعبة لم يعد لـ14 آذار محفظة سياسية. والمحفظة المالية لم تعد قادرة على تأليف حالة بزخم ذاتي. صارت تجمعاً ما تحت الطوائف والمذاهب، وهي التي بدأت، بزخم عبّر عن حالة تتخطى الطوائف والمذاهب.
فلتكن الانتهازية، ولو لمرة، ذات منفعة عمومية، لكل لبنان. أخيرا... ماذا عن 8 آذار؟ لا أعرف للثامن من آذار أياما أولى لتكون لها أيام أخيرة. ما بقي منه، تفاهم مؤجل التنفيذ بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
نصيحة: أجمل النهايات، تلك التي تحدث في أوقاتها المحددة. فلننته من أمرين انتهيا: 14 آذار و8 آذار؟ ما الجديد؟ فلنبحث معا، عن معنى &laqascii117o;اليوم الآخر". فهل يكون الغد يوماً آخر؟
- 'السفير'
إيران شكراً / رياض رعد
لا نشكر إيران على ثورتها، التي أطاحت أشد وأقوى الأنظمة الاستبدادية، في المنطقة، وشكّل مع إسرائيل &laqascii117o;كماشة" لحصار الوطن العربي في سبيل إضعافه وتسهيل الهيمنة الاستعمارية عليه. ولا نشكرها على إغلاق السفارة الإسرائيلية، ورفع الراية الفلسطينية في سماء طهران، ولا على دعمها غير المحدود للمقاومة الإسلامية اللبنانية، والمقاومة الفلسطينية، تينك المقاومتين اللتين جعلتا من إسرائيل بالتحرير سنة 2000، وحرب تموز في 2006، وحرب غزة في 2008، &laqascii117o;نمراً من ورق".
علامَ نشكرها إذاً؟ نشكرها لأنه بفضل &laqascii117o;أطماعها"، و&laqascii117o;طموحاتها" الفارسية، &laqascii117o;استطاعت ما لم يستطعه الأوائل"إن الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان الذي يأكل ما تبقى من فلسطين، وتهويد &laqascii117o;القدس"، والمدن والقرى العربية وإعلان فلسطين دولة يهودية، وما يحمله ذلك من مخاطر ليس على حق العودة فحسب، بل حتى على عرب الداخل.
وإن غزو العراق وتدميره، دولة وشعباً، ومجتمعاً. وإن نشر القواعد العسكرية الأميركية، هنا وهناك كالفطر، وعلى امتداد الوطن العربي في مشرقه ومغربه. كل ذلك لم يكف لتحريك أنظمتنا، بل على العكس، لقد هبوا لتسخيف، بل تعهير المقولة القومية، ونعي التوجهات الوحدوية، ورفعوا شعارات &laqascii117o;الأولاً"، فأصبحت هذه بوصلة كل قطر، وطائفة، ومذهب، وحتى العائلة، وأصبح الوطن &laqascii117o;آخِراً"، في أحسن الأحوال. أما حين لاحت أشباح &laqascii117o;الأطماع الفــارسية"، فقد دبت الروح في الجثث الهامدة، واكتشفت الأنظمة عروبتها، وصارت كاللازمة على الألسن.
وبالمناسبة، نريد أن نطرح سؤالاً، على هذا المجتمع الدولي، المزدوج المعايير، اولا، وعلى حوارييه العرب، ثانيا، ما دمتم تسكتون على شعار الدولة اليهودية، بل بعضكم يؤيد ويدعم ذلك، وعلى أرض &laqascii117o;فلسطين المحتلة"، فلماذا تقيمون الدنيا ولا تقعدوها على إيران، كونها دولة إسلامية وعلى أرضها ولشعبها؟
- صحيفة 'النهار'
إنه السابع من آب...لم يتغير شيء / انطوان نصر الله (قيادي في التيار الوطني الحر)
... نكتب بعد ثماني سنوات على السابع من آب بروحية المتصالح مع الذات والآخر والرافض أن يستغل هذا اليوم من اجل تحقيق مكسب شعبي او نقطة على أحد. نكتب للذكرى والعبر. ففي لبنان الاحداث تعيد نفسها الى درجة التكرار الممل والحزين. ما يجري اليوم يشبه كثيرا ما حدث قبل ذلك السابع الشهير وبعده، الاطراف الداخلية تتعامل مع التطورات الخارجية وفقا لرؤية ضيقة تنتهي عند حدود مصلحة بقاء الزعامة، ومن الممكن التضحية بمجموعة او بفئة من اجل الفوز بالموقع او برضى من يوزع الحصص. انه قدر وطن الأرز الذي لم يكن يوما أولا.
- صحيفة 'الاخبار'
أوباما يراسل الأسد... ودمشق ترحّب بجنبلاط / ثائر غندور
يتحدّث القادمون من الشام منذ عدّة أشهر عن تسوية سوريّة ـــــ سعوديّة، يمكن تلخيص جوهرها بعبارةٍ واحدة: إعادة إحياء اتفاق الطائف.فالدولتان، سوريا والسعوديّة، كانتا أمام خيار من اثنين: تجديد الطائف أو دفنه. فكان التجديد لكن لماذا تُبادر السعوديّة إلى خطوة أخرى، وقد فاز فريقها اللبناني بانتخابات حزيران؟
يُجيب زوّار الشام بأن الاتفاق سبق الانتخابات، ومع ذلك فإن السعودية خسرت المعركة الداخليّة في لبنان في 7 أيار 2008. ثم جاءت الانتخابات بمثابة &laqascii117o;شيك غير قابل للصرف إذا لم تفتح سوريا مصرفه". وهكذا كان. فُتح المصرف وجرى تبادل المصالح .
ولتأكيد كلامهم، يقول زوّار سوريا إن زيارة وزير الإعلام السوري عبد العزيز خوجة إلى النائب وليد جنبلاط لم تأتِ لوقف اندفاعته السياسيّة، بل إن الحديث لم يتجاوز علاقة جنبلاط بسعد الحريري وعدم جواز تعرّضها لأزمة، وهي أزمة لا يريدها جنبلاط ولا حتى السوريون.
كذلك فإن خوجة أبلغ جنبلاط، بحسب المصادر عينها، أن لا &laqascii117o;ينقز" من الانفتاح السعودي على دمشق، لأن هذا لمصلحة لبنان، فكان ردّ جنبلاط: هذا يريحنا.وينقل متابعون أن بيان تيّار &laqascii117o;المستقبل" الذي صدر بعد موقف وليد جنبلاط في الجمعيّة العموميّة للحزب التقدمي الاشتراكي، لم يكن بسبب موقف الأخير الانفتاحي تجاه سوريا، بل لأنه رأى أن هذا الموقف يؤثّر على توازنه مع النائب ميشال عون، وخصوصاً أن الحريري تبلّغ كلمة السرّ السعوديّة بشأن تحسين العلاقة مع سوريا، وهو يعرف قبل غيره أنه سيكون موضع رعاية سوريّة.
رسالة من أوباما إلى الأسد
يعرف السوريون أن هناك من لا يزال يسعى جدياً إلى ضرب تفاهمهم مع السعوديّة، وذلك عبر إحياء الصراع السني ـــــ الشيعي. وتأتي إسرائيل في مقدّمة من يسعى إلى إشعال هذه الفتنة. ويجد هذا السعي الإسرائيلي صدىً له داخل الإدارة الأميركيّة. وفي هذا الإطار، ينقل سياسيّون لبنانيّون كلاماً عن مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان يدعو فيه عدداً من القوى السياسيّة إلى البقاء في موقعها السياسي.
- صحيفة 'الحياة'
عاني الموقف الجنبلاطي ومحاذيره / راغدة درغام
مهما كانت دوافع النائب وليد جنبلاط وهواجسه، فقراءته للسياسات الدولية والإقليمية وتصرفاته على الساحة اللبنانية تثير القلق منه وعليه. الخوف عليه ناتج من تصرفاته وتقلباته وكأنه الرجل الميت الذي يمشي على قدميه... الى مصير يتنبأ به أو يسعى إليه. والتخوف منه ناجم عن تسرعه في استباق الأحداث .ما تتطلبه المرحلة الراهنة على الصعيد اللبناني هو العمل نحو الفهم الكامل لدوافع جنبلاط.
ما انطلق منه وليد جنبلاط لم يأت من فراغ إنما له علاقة اساسية بالسياسة الأميركية نحو منطقة الشرق الأوسط بالدرجة الأولى. فهو يبدو واعياً لاحتمالات التباعد واحتمالات التقارب بين سورية و &laqascii117o;حزب الله" وبين إيران وسورية وأكبر شكوكه تصب في إسرائيل التي يخشى ان تكون تدبّر فخاً تلو الآخر لفلسطين ولبنان وربما ايضاً لإيران. في بعض النواحي، ان وليد جنبلاط على حق وفي أجزاء منها قد يكون مخطئاً أو مفرطاً. فسورية مثلاً، أعلنت تكراراً ان خيارها الاستراتيجي هو خيار التفاوض والسلام مع اسرائيل ولم تقل ان المقاومة هي خيارها الاستراتيجي، وبالتالي لا داعي لإعلان المقاومة خياراً استراتيجياً للبنان. لا داعي للتشكيك في التزام القيادة السنية في لبنان بعروبته لمجرد انها وللمرة الأولى رفعت شعار &laqascii117o;لبنان أولاً". ولا لزوم للمزايدة على القيادة الفلسطينية الشرعية . ان لبنان مؤهل ليكون شريكاً فائق الأهمية للإدارة الأميركية في مسائل الشرق الأوسط وما أبعد منها وذلك إذا أحسن الاستفادة من مواقعه المميزة سلباً أو ايجاباً. فلبنان واجهة السلم والحرب في الشرق الأوسط وهو ايضاً مختبر صنع العلاقات الإقليمية وبوتقة اختبار الموازنات الإقليمية والدولية. إنه موقع مهم في حرب باراك أوباما على التطرف من منطق مختلف عن حرب جورج دبليو بوش على الإرهاب. فعلى الأراضي اللبنانية توجد مختلف المجموعات التي تلعب مختلف الأدوار. الكل يقول ان &laqascii117o;حزب الله" له مكانه ومكانته
وأن الرهان عليه ليتخذ القرارات الحكيمة والإجراءات الضرورية التي تثبت ان لبنان هو مخرجه الطبيعي ومصيره اذا تخلى عن مشروع تحويله ساحة لإيران وطموحاتها وذريعة لإسرائيل لتقصفه تكراراً.
إنما العبء لا يقع على أكتاف &laqascii117o;حزب الله" عندما يستبق احد قرارات المحكمة الدولية بالخوف على لبنان من حرب اهلية يشعلها &laqascii117o;حزب الله" إذا صدرت قرارات ظنية تتماشى مع مقال &laqascii117o;دير شبيغل" الذي وجّه تهمة التورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في اتجاه &laqascii117o;حزب الله" بعيداً من سورية. فبغض النظر عن صدق جميع الفرقاء والأفراد الذين يريدون تجنيب لبنان حرباً أهلية ويريدون إيقاف قطار المحكمة إذا كان القطار سيؤدي الى مثل هذه الحرب، واقع الأمر هو ان &laqascii117o;حزب الله" يبقى بريئاً حتى الى ما بعد صدور أي قرارات ظنية ضد أي من أفراده الى حين الادعاء والدفاع والمرافعة في عملية تستغرق طويلاً وقد تسفر عن مفاجآت.
- صحيفة 'الشرق الاوسط'
ولات الجنبلاطية والأوضاع اللبنانية / رضوان السيد
كانت النتيجةُ المباشرةُ لخطاب جنبلاط و&laqascii117o;تموضُعاته" الجديدة، بحسب التعبير اللبناني المستجدّ، تعطيل تشكيل الحكومة لأَمدٍ يطول أو يَقْصُر. ذلك أنّ صيغة 15+5+10 التي توصَّلَ إليها الرئيس المكلَّف سعد الحريري مع حزب الله وحركة أمل، والتي تجاوز فيها الثُلُثَ المعطِّل العتيد، تحسبُ جنبلاط ووزراءَهُ من ضمن أكثرية الـ15 لقوى 14آذار.
ومن وجهة نظر جنبلاط وكثير من المُراقبين أنّ إسرائيل ستلجأُ للحرب على حزب الله وربما على إيران، لتغيير مسارات الإدارة الأميركية الجديدة. وإذا تعرض حزب الله لضربةٍ أو سدَّد ضربةً استباقيةً إلى إسرائيل بواسطة قوته الصاروخية؛ فإنّ ذلك يعني اضطراباً شديداً بالداخل اللبناني، وقد يتحول لنزاعٍ داخليٍ، يريد جنبلاط تجنُّبه أو البقاء على الجانب الآمِنِ فيه. ثم إنه في حالة النزاع مع إسرائيل، يريد هو أن يكونَ مع قوى التحرر والمقاومة.
وهناك خامساً القلقُ الذي تشعر به الأقليات في المرحلة الجديدة التي دخلت فيها المنطقة، ودخل فيها العالم. وبالإضافة لذلك؛ أي الاصطفاف مع القوي؛ فإنّ حركة جنبلاط باتجاه الوسط تجعلُ منه بيضة القبّان عندما يسودُ الصراعُ بين الكُتَل الكبيرة؛ إذ إنّ سائر الأطراف تكونُ محتاجةً إليه، بدلاً من أن يكونَ جزءًا صغيراً في كُتلةٍ
كبيرةٍ وشاسعة.
وسواءٌ أَبَطَّأَ جنبلاط من حركته وتنقلاته الآن، بالضغوط العربية والمحلية، أو استمرَّ في تقلباته؛ فلا شكَّ أنه أَنجز نقلةً بعيدة المهوى من منزلة العدوّ الأول لحزب الله وسورية في لبنان، إلى منزلة طالب الودّ والمُستخذي
أمام الطرفين. وستكون لهذا التحول آثارُهُ في التركيبة السياسية اللبنانية الحالية، بعيداً عن الأحكام الأخلاقية والأَيديولوجية. فالسياسة لدى عُتاة الدوغمائيين هي وعْيُ الضرورة؛ وجنبلاط ليس منهم بالتأكيد؛ بينما هي لدى
الأحنف بن قيس: تَجرُّع الغُصَص، وانتهاز الفُرَص!