قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 11/8/2009

- 'المستقبل'
خالد العلي:
الاستهداف المتجدّد لمشروع الرئيس الشهيد
... أوساط سياسية مطلعة توقفت ملياً عند موقف أعلنه قبل أيام قليلة أحد أقطاب فريق الثامن من آذار في معرض الحديث عن إمكانية زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سوريا وتداعيات التقرير الذي نشرته المجلة الألمانية 'ديرشبيغل' بشأن تورط أفراد من 'حزب الله' في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومطالبة البعض النائب الحريري بالاكتفاء بالحقيقة من دون العدالة في جريمة اغتيال والده. وقال هذا القطب ما معناه أنه إذا اكتفى الرئيس المكلف بالحقيقة وأصبح رئيساً للحكومة فإنه سوف يستغل موقعه هذا في عملية تسويق مشروعه السياسي والاقتصادي في لبنان وهو ذاته مشروع الرئيس رفيق الحريري.. فإذا اعترضنا ـ والكلام للقطب السياسي ـ على أي من مشاريع النائب سعد الحريري، سيأتي من يقول إن هذا الرجل تنازل عن دم والده فلا يجوز التشكيك في مشاريعه. وهكذا يعاد إحياء مشروع الحريري بحلة جديدة ويمرر في ظل مناخات يعاد إحياؤها للسيطرة على البلد على حد تعبير هذا القطب...


- 'الحياة'
خالد حاج بكري(كاتب سوري):
العاصفة الجنبلاطيّة داخل السياق اللبناني الأعرض
لم يكن السيد وليد جنبلاط خائفاً، بل كان مذعوراً، وليس لما قاله عن اليمين واليـسار، أو العروبة والانـعزال، والطوائـف والوطـن، قـيمة فعليّـة، لأنّ الحـسابـات الجنبلاطية في مكان آخـر تماماً، كانت كذلك عندما كان الرجل ركناً من أركان الرابع عشر من آذار، وبقيت كما هي بعد خروجه الكرنفاليّ، والأرجحُ أنها ليست سوى نسخة من الحسابات والتحسّبات التي تُجريها معظم الزعامات السياسية اللبنانية، فمن لم يكن منهم توريثيّاً، وقابضاً على كرسي زعامته بأصابع وأنياب ومخالب، فليتفضّل... ويتّهم. حقيقة الرجل أبسط من التحليلات التي شوّهتها، فلا الرياحُ الإقليمية، ولا الاصطفاف إلى جانب القويّ، كافيين لتفسير التحول الجنبلاطيّ، بل إنّ قنبلة دير شبيغل، والتأزم السياسي في طهران، يؤكّدان أنّ السفينة الإقليمية لا تسير وفق رياح الشيعية السياسية، ولا يصحّ بداهة إذن، اتهامُ الرجل بممالأة الأقوياء. أما العناق الغربي السوري فليس حارّا إلى الدرجة التي يمكنُها أن تلسع السيد جنبلاط، وتدفعه إلى اللهاث طالباً الصفح، ولأنّه شيـخ العارفين أنّ هذه المحاولة الديبلوماسية مجرّد انفتاح تكتيكيّ بارد، ومشروط، ومسدود الأفق أيضاً، فإنّ هذا الانفتاح غير كاف بطبيعة الحال لتبرير ارتمائه المفاجئ في أحضان النظام السوريّ، بعد صولات وجولات وتحديات... وما هو أنكى، وأدهى... وأقسى أيضاً. يبدو واضحاً أنّ الرجل يصدرُ في مواقفه عن ذهنية حراسة البيت السياسي الذي شيّدته العقلية الطائفية والنزعة الأقلويّة، والأوضح أنّ ذعر السيد جنبلاط مرتبط بهذا البيت المنيع، وليس بحقوق الطائفة أو أمنها، فهذه الطائفة انحازت بقضها وقضيضها إلى إرادة تحويل لبنان الرعويّ العشائري إلى دولة مدنية حديثة، وحراكها وتموضعها واكب حراكاً لبنانياً واسعاً ولم تكن وحيدة تسبح في فلك خاص.لقد أثبـتـت ذهـنـيـة حـراسـة البـيت المهيمن اليـوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّ السيّد جنبلاط ليس قادراً على الدخول في مغامرة زعامة وطنية يمكنها أن تسلبَهُ زعامته الطائفية، وبرهنت هذه الذهنية بوضوح أيضاً، أنّ لبنان غيرُ قادر، حتى الآن على الأقلّ، على إنتاج زعيم وطنيّ حقيقيّ... يبقى حيّاً... ولكونه يتأقلم مع المريخيين، ويعجز عن التأقلم مع المؤسسات الدستورية، لارتباط مشروعه وسلاحه بقوى غير لبنانية، وحاجة هذا الارتباط العضويّ إلى الارتياب المتواصل من فكرة الدولة، ومقاومة ولادتها، فإنّ حزب الله قاد تحالفاً عريضاً لإجهاض انتفاضة السيادة والحرية والاستقلال، وقاوم بضراوة أبسط محاولات الأكثرية النيابية ممارسة الحكم، وأحرق ألوف الإطارات، وقطع عشرات الطرق، وحاصر دار الحكومة، واستخدم السلاح في يوم حزين كي يمنع إقالة موظف، وليمنع بحثاً مؤسساتياً في شبكته الهاتفية، ونجح في إثارة جمهوره إلى الحدود القصوى ضد تلك اللحظة التاريخية النادرة، فحرمه عن سابق تصميم وتخطيط إمكانية الاستفادة منها وتثميرها، على رغم أنّ أبناء الطائفة الشيعية، أكثر من غيرهم، عانوا وما زالوا يعانون من مشكلة غياب الدولة وضآلة حضورها في مناطقهم... وفي طموحاتهم... أخيرا فإنّ ترسيم الحدود بقي ورقة مساومة يملكها المسلحون والقوى التي تساندهم، وأخفقت حناجر اللبنانيين في الوصول إلى قصاصة ورق صغيرة يوقعها السوريون تؤكد لمجلس الأمن لبنانية مزارع شبعا، فتضمن الحق الجغرافي، وتضع حدّا، أو نظاماً واضحاً، لسلاح مُقاوم لا يتورّع مُمتشقوه عن استعماله في قلب الطاولات، وفي صياغة أيام &laqascii117o;مجيدة" ضد لبنانيين تسوّل لهم نفوسهم أن يحوّلوا مستوطنتهم البشريّة إلى دولة...


- 'المستقبل'
ثريا شاهين:
لبنان يطلب دعماً عربياً ودولياً ضد التهديدات الإسرائيلية
...وتلاحظ مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، أن توقيت إطلاق التحذيرات الإسرائيلية والتهديدات ضد لبنان يحمل مدلولات على صعيد ما تحاول إسرائيل قراءته وفهمه من التطورات الاقليمية ومدى ارتباط التطورات اللبنانية الداخلية بها. بحيث تريد أن تستكشف مستوى خطورة التحولات على أمنها، والقيام بتهديدات استباقية، كونها منزعجة من تضافر المواقف المؤيدة للمقاومة. والمواقف الإسرائيلية التصعيدية كانت بدأت باستفزازات غير منطقية على الحدود بقصد قراءة مدى التغييرات اللبنانية التي حصلت لا سيما في ضوء إعادة التموضع التي قام بها رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، ودعمه للمقاومة، ذلك أن المعطيات التي حملتها موازين القوى الداخلية قبل هذه الخطوة انعكست على ضرورات التنبه جداً الى الخيارات الأمنية لتحرير الأرض واحتسابها جيداً، بسبب ما يمكن أن تكون عليه ردة الفعل الإسرائيلية. ومن بين التطورات الاقليمية التي تسعى إسرائيل لقراءتها وتوجيه رسائل في صددها عبر لبنان، ما يمكن أن يكون عليه موقع 'حزب الله' في أي تفاهم سعودي ـ سوري بالنسبة الى الوضع اللبناني، ومحاولة استطلاع دور الحكومة اللبنانية أياً تكن في المسألة، ما يفسر تناولها في التهديدات، الحكومة كون 'حزب الله' سيتمثل فيها. كذلك فإن اسرائيل، تستفيد من التوتير الكلامي سياسياً، عبر السعي الى توسيع الأوراق التي ستتسلح بها على عتبة احتمالات العودة الى المفاوضات السلمية، والتي تعمل الإدارة الأميركية لإطلاق آليتها في الخريف. ويهمها في الموضوع، ضمان أمنها، ما يجعلها تضع في سلم أولوياتها الضمانات الأمنية. كما يأتي التوقيت عشية التمديد الطبيعي لـ'اليونيفيل' في 27 آب الجاري، وسط عدم قبول أميركي بتغيير قواعد الاشتباك التي تتبعها القوة في أدائها لمهمتها. لذلك لا تستبعد المصادر، أن تقوم إسرائيل لاحقاً بتنفيذ تهديداتها، تحت أي ذريعة، سعياً لفرض تعديل القرار 1701 كأمر واقع، من ضمن الاتفاقات الدولية ـ الاقليمية، أو الاتفاقات السياسية الاقليمية في المنطقة التي بدأت تظهر بوادرها والتي تعنى بلبنان. في وقت يزداد الانفتاح الدولي على سوريا، ويزداد الانخراط التركي في مسائل المنطقة. ولا تستبعد المصادر، أن تكون تل أبيب تسعى من طريق التهديدات الى استكشاف مدى تأثير التغييرات الداخلية في لبنان، على التعاطي مع القرارات الدولية. وإذا كانت هذه المرحلة تحمل غياباً للحلول الكبرى في المنطقة، وقلقاً لدى قادة لبنانيين جراء هذا الواقع على الاستقرار، ما يوجب التضامن وتوحيد الصف، فإن إسرائيل في ظرف هذا الغياب، ستسعى الى فرض شروط أو وقائع جديدة، وإن عبر وسائل تفجيرية محدودة، يكون سلاح 'حزب الله' عنوانها الأساسي. وتفيد المصادر، أن المعطيات اللبنانية المستجدة وتلك الاقليمية، يجري تحليلها سياسياً وعسكرياً في إسرائيل، ما يستوجب بدء تحرك ديبلوماسي دولي لدرء المخاطر، وتشكيل حكومة بأسرع وقت تجسد في بيانها الوزاري الذي بات منتهياً، رؤية وطنية مشتركة تحمي البلاد.


- 'صدى البلد'
انطوان غطاس صعب:
إتجاه إلى تأمين الضمانة في الثنائي سليمان – بري
... كشفت مصادر دبلوماسية في بيروت عن ان الاسبوع الجاري سيشهد سلسلة تحركات تأمينا لقيام حكومة الــوحــدة قــبــل شــهــر رمــضــان حتى ينصرف جميع الافرقاﺀ الاقليميين الى التحضير لعملية السلام التي اطلقها الــرئــيــس الامــيــركــي بــاراك اوباما على المسارات الثلاثة السوري والفلسطيني واللبناني. وتوقعت حدوث زيارة مفاجئة لموفد عربي الى لبنان تدفع عجلة التأليف الى الامام يليها اجتماع مع الرئيس المكلف الذي اجرى مشاورات مثمرة مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز في المغرب بحضور الوزير عبد العزيز خوجه اسفرت عن اقناعه بالعدول عن اعتكافه. وسمع الحريري كلاماً مطمئناً بان الضمانة في وجه اي محاولة تعطيل للقرارات الوزارية مؤمنة بــوزراﺀ كل مــن رئــيــســي الــجــمــهــوريــة ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري البالغ عددهم ثمانية بالإضافة الى حصة الاكثرية, مع الابقاﺀ على الاطار السياسي المتفق عليه وربما قد يشارك في اللقاﺀ الاسبوعي في القصر الجمهوري ويتصاعد الدخان الابيض قبل مباشرته في محادثات حاسمة مع بقية الاطراف. ولفتت في هــذا المجال الــى تجاوب ســوري مع ضغوطات غربية, وتحديدا فرنسية, ساهمت في فك عقدة الثلث المعطل للمعارضة في حين ان العماد عون يصر على مطالبه ويبدو انه دخل في انقسام مع الثنائي الشيعي كان بدأ باعلان بري من القصر الجمهوري ان كل طرف يملك كل الحرية في اختيار ما يناسبه داخل الحكومة في اشارة ضمنية باتجاه رئيس تكتل التغيير والاصلاح... ولــم يكن الــنــائــب ولــيــد جنبلاط بعيدا عن هذه الاجواﺀ, انما راح يتابع بقراﺀاته الاقليمية المعطيات الناتجة عــن انــفــراجــات الــعــلاقــة الاميركية – السورية ويتخذ مواقف تمهيدية لخروجه من قوى 14 آذار اكملها في كلامه اثناﺀ انعقاد الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتركي الذي يجب ان يدرس جدا قبل الرد عليه وهناك من توقع حــدوث مستجدات قريبة تؤكد صوابية موقعه الجديد لجهة الــتــأزم الحاصل بين اميركا وايــران حول برنامج الاخيرة النووي. على انه لا يمكن تجاهل التزامن بين موقفه وقدوم وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني ايفان لويس الى بيروت وتــقــدم اتــصــالات بــلاده مــع الجناح السياسي لحزب الله كمؤشر الى انفتاح محتمل تجاه المقاومة بخاصة وان علاقة الدروز مع بريطانيا على مر التاريخ انتجت حماية لهم في احلك الظروف في ايام المتصرفية وصولا الــى الانــتــداب, متسائلة عن كلمة سر معينة بين الطرفين. قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي وتعليقا على ما يتداول عن تنسيق على خط كليمنصو – قريطم يقوده الوزير غازي العريضي توقع مزيدا من الانفراجات 'وكــل شيﺀ يــدرس في وقته ونحن في لبنان بلد التقلبات فكل دقيقة وساعة ويوم تتبدل المعطيات لتحل مكانها اخرى اكثر وضوحا ما يدل على ان انتظار انقشاع المشهد السياسي داخليا واقليميا ودوليا يبقى الحل الانجع'. وقال 'ان هناك قرارا متخذا من قبل رئيس الحزب بعدم الرد او الدخول في نقاش مع احد تسهيلا لمهمة الرئيس المكلف'.


- 'النهار'
اميل خوري:
ما دام السلام متعثّراً والملف النوّوي لم يعالَج والقرار 1701 لم ينفذ العبور إلى الدولة القوية القادرة مسار طويل وشاق
بات واضحاً انه ما لم يتم التوصل الى تحقيق سلام شامل في المنطقة ينهي الصراع العربي – الاسرائيلي او ما لم يتم التوصل الى تفاهم حول الملف النووي الايراني او تنفيذ القرار 1701 كاملاً، فان طريق العبور الى الدولة اللبنانية القوية القادرة تبقى طريقاً طويلة وشاقة، اذ لا مجال لانهاء وجود السلاح خارج الشرعية من دون ذلك. فـ'حزب الله' سيظل يتذرع لتبرير الاحتفاظ بسلاحه بوجود أراض لبنانية تحتلها اسرائيل وربما باراض عربية، والتنظيمات الفلسطينية تتذرع لتبرير احتفاظها بسلاحها داخل المخيمات وخارجها، بوجود خطر اسرائيلي عليها وبالدفاع عن حقها بالعودة. والسؤال الذي يطرحه هذا الوضع الشاذ هو: ماذا على اللبنانيين وقادتهم ان يفعلوا في انتظار ان يتحقق السلام الشامل او يعالج موضوع الملف النووي الايراني او ينفذ القرار 1701، هل يبقى لبنان ينتقل من غرفة الانتظار الى غرفة العناية ويعاني ابناؤه من المشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية ولا يجدون حلاً لها؟ لقد امل اللبنانيون في ان تكون نتائج الانتخابات النيابية سبيلاً للخروج من المأزق او النفق. واذ بهذه النتائج لا تغير شيئاً من الوضع الشاذ، فالأكثرية النيابية التي عليها ان تحكم والأقلية تعارض بموجب النظام البرلماني الديموقراطي وبموجب الدستور يتبين انها لا تستطيع ذلك لأن تشكيل الحكومات في ظل هذا الوضع لم يعد يتم على أساس تمثيل أحزاب سياسية كما في الماضي انما على أساس تمثيل مذاهب. وبما انه قام لأول مرة في لبنان 'تحالف شيعي' وهو الوحيد المسلح بين كل المذاهب والطوائف، فهو يفرض شروطه على الأكثرية كي يقبل المشاركة في الحكومة، واذا لم يؤخذ بشروطه، فانه يرفض المشاركة، وعندها لا يعود في الامكان تشكيل حكومة من دون ان تتمثل فيها الطائفة الشيعية، لأن ذلك يخالف الميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك اللذين نصت عليهما مقدمة الدستور. الى ذلك، وما دام في لبنان تحالف شيعي، يحتكر لنفسه قرار الطائفة وحق تمثيلها، فسوف يظل من الصعب تشكيل حكومات في لبنان من الاكثرية النيابية اذا رفض هذا التحالف المشاركة فيها الا بشروطه، وهذه المشاركة قد تشكل داخل الحكومة قوة تعطيل القرارات او قدرة تعطيل تنفيذها في الشارع اذا اقتضى الأمر كما حصل في 7 أيار الشهير... لذلك، فما دام السلام الشامل لم يتحقق بعد بين العرب واسرائيل ولا صار اتفاق على الملف النووي ولا تم تنفيذ القرار 1701 فان السلاح خارج الشرعية سيبقى موجوداً وقد يزداد اذا قررت طائفة من الطوائف ان تحذو حذو الطائفة الشيعية، وعندها لا قيام لدولة قوية قادرة يمكن ان تقوم في المدى المنظور، ولا حكومة يمكن تشكيلها من أكثرية نيابية تأتي بها الانتخابات، بل ستبقى حكومات ما يسمى 'الوحدة الوطنية' مفروضة ولا قرارات تصدر عنها الا بالتوافق حتى لو بقيت مجمدة الى أجل غير معروف وهو ما حصل مع حكومة تصريف الأعمال الحالية التي لم تستطع الاتفاق على ملء المراكز الخالية في الدولة وهي عديدة ولاسيما في وظائف الفئة الأولى مما يشل العمل ويوقف سير عجلته. وما دام ثمة تحالف مذهبي ومسلح يحتكر التمثيل ولا يمكن تشكيل الحكومات من دون تمثيله او تمثيل من يوافق عليه، فان لبنان سيظل يعيش وضعاً شاذاً يبقيه في نفق لا خروج منه إلاّ بالاتفاق على صيغة نظام جديد.


- 'النهار'
رندى حيدر:
إبقاء الوضع في الغجر كما هو 'أهوَن الشرور'
رأى الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب غيورا أيلاند في مقال أن أفضل حل لمشكلة قرية الغجر هو إبقاء الوضع الحالي لسكان القرية حتى بعد الانسحاب من الجزء الشمالي منها، ومما جاء في المقال: 'في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية للغجر، قال إن من الضروري إقامة سياج فاصل بين القسم التابع لإسرائيل وذلك التابع للبنان، مضيفاً أن العامل الأمني هو الأهم. وقبل درس جدوى هذا الحلّ، من الضروري معرفة كيف وصلنا الى هذا الوضع بحيث أن سكان القرية الذين يعتبرون أنفسهم سوريين ويحملون الهوية الإسرائيلية مجبرون على العيش في لبنان.تفسير هذا الأمر يعود الى خمسة أحداث. عام 1967، خلال حرب الأيام الستة، احتلت إسرائيل هضبة الجولان فغادر العديد من السكان السوريين الهضبة وحصل الذين بقوا على الجنسية الإسرائيلية، وبينهم سكان قرية الغجر من العلويين الذين كانوا تابعين لسوريا.عام 1974، بعد اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا أُرسلت قوة من الأمم المتحدة (الأندوف) الى هضبة الجولان لمراقبتها. وكان لديها خريطة تعتبر قرية الغجر تابعة لهضبة الجولان. عام 1978، بعد عملية الليطاني، سمحت إسرائيل لسكان القرية البناء على أراض تابعة للبنان. توسع القرية جعل القسم الجنوبي منها تابعاً لهضبة الجولان، في حين أن قسمها الشمالي بات واقعاً على أرض لبنان.عام 1981 ضمت إسرائيل الجولان وحصل سكان الغجر على الهوية الإسرائيلية، وشملت الخريطة التي وضعت بعد قانون الضم الجزء الشمالي (اللبناني) من القرية الى هضبة الجولان. وعام 2000 انسحبت إسرائيل من طرف واحد من لبنان، وجرى الإتفاق على أن يكون خط الإنسحاب خريطة تعود الى عام 1974، وعلى أن انتشار الجيش الإسرائيلي على الخط المرسوم على الخريطة معناه أنه أنهى انسحابه من لبنان، وهذا الخط أبقى مزارع شبعا داخل إسرائيل وقسّم قرية الغجر الى قسمين. رفضت الأمم المتحدة ضم المستوطنة الإسرائيلية المقامة على ارض لبنان الى هضبة الجولان على حساب لبنان. لقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بتسوية يبقى بموجبها سكان الغجر تحت السيطرة الإسرائيلية بمن فيهم المقيمون في القسم اللبناني، ولقد تعهّدت ذلك أمام الأمم المتحدة وسكان القرية. ويبقى هذا الوضع، على رغم غرابته الكاملة أهون الشرور. فبناء سور يقسم القرية قد يحسن الوضع العسكري ولكنه قد يؤدي الى الأمور الآتية: فقد يلجأ سكان القرية الى محكمة العدل العليا، لأن تقسيم القرية يتعارض مع قانون هضبة الجولان للعام 1981، كذلك يفرض تنازل إسرائيل عن الجزء الشمالي تغيير قانون الجولان مما يتطلب غالبية 61 صوتاً (...) لم يتغير شيء منذ موافقة إسرائيل عام 2000 على شروط الأمم المتحدة يجعلها تبدل قرارها'.


- 'صدى البلد'( مقال من دون إسم):
عدم توزير ارسلان... قلّة وفاﺀ أم أكثر!
...على صعيد المعارضة والــمــوالاة، يعتبر طلال ارســلان احد زعماﺀ المعارضة وقد اثبت ذلك وحقق في ولهذه المعارضة ما لم يحققه غيره عندما فتح بيته وذراعيه وجنّـد جماعته وقــدم الشهداﺀ منهم من اجــل ترتيب البيت الــدرزي اولا ثم تنظيم وتحسين العلاقة بين الدروز والشيعة وبين وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله تحديداً على الشكل الذي رأيناه ونراه في كل يوم. فهل يجوز لمن فعل هذا ولمن صالح بين طائفتين وزعيميها ان يتجاهل هــذان الزعيمان حق طــلال ارســلان بالمقعد الوزاري، ولن نقول اكثر واكبر من كلمة تجاهل. وهل قلة الوفاﺀ هذه مقبولة من الشيعة والــدروز اللذين وفــق طــلال ارســـلان بينهما ومنع اقتتالهما؟ ..ان كتل المعارضة، كما هو معلوم، تضم 57 نائباً يتوزعون 28 نائباً لكتل الاصــلاح والتغيير ومنهم كتلة برئاسة طلال ارسلان وتضم 4 نواب، و29 نائباً لكتل حزب الله وحركة امل بالاضافة الى كتلة الاحزاب القومية التي تضم 4 نواب، وهي لن تتمثل في الحكومة العتيدة على ما يبدو. وبالاستناد الــى ما تم التوافق المبدئي عليه سيكون لكتل الاصلاح والتغيير خمسة وزراﺀ ولكتل حزب الله وامــل خمسة وزراﺀ. وسيكون وزراﺀ الاصــلاح والتغيير كلهم من المسيحيين ووزراﺀ امل وحزب الله كلهم من الشيعة ما يجعل ارسلان الــذي تنتمي كتلته الــى الاصــلاح والتغيير محرومة من التمثيل. والحل لهذه المشكلة يمكن ان يكون بـ:
1- تنازل العماد عون عن مقعد مسيحي (كاثوليكي) يأخذه وليد جــنــبــلاط لــمــصــلــحــة تـــوزيـــر طــلال ارسلان.
2- اقــدام وليد جنبلاط، وبعد انتفاضته الاخيرة التي خلطت اوراق الموالاة والمعارضة، الى تسمية طلال ارسلان من ضمن حصته الدرزية.
3- تنازل الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة امــل) عن احــد المقاعد الشيعية لمصلحة مرشح شيعي يتوافق عليه هذا الثنائي مع وليد جنبلاط ليصار الى تعيين ارسلان في هذا المقعد كما حصل في حكومة السنيورة الاخيرة. ويمكن ان يؤخذ هــذا المقعد هــذه المرة من حصة حركة امــل التي يبدو ان حصتها ثلاثة وزراﺀ في حين ان حصة حزب الله وزيرين مع ان عدد نواب الكتلتين متساو...ان حسن نصرالله ووليد جنبلاط مطالبان امــام قواعدهما الشعبية بالوفاﺀ الذي هو من ابرز صفاتهما، وان توزير طــلال ارســلان من حصة احدهما هو بعض هذا... الوفاﺀ. وان غداً لناظره قريب!.


- 'الأخبار'
نقولا ناصيف:
بين المختارة والملك عبد اللّه: أوّلها مداواة بالأعشاب وآخرها تحالف
سارعت السعودية بعد 48 ساعة من إعلان رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط انفصاله عن قوى 14 آذار (2 آب)، إلى احتواء خلافه مع الرئيس المكلف سعد الحريري. التقاه موفد الملك عبد الله الوزير عبد العزيز خوجة (4 آب)، وذُكِر أنه رمّم علاقات الرجلين في أول أزمة دقيقة يصدفانها منذ قادا قوى 14 آذار قبل أربع سنوات في مواجهة سوريا. لكنّ الأزمة العلنية بينهما لم تكتم انتقادات، قاسية أحياناً، كانا يسرّان بها لبعض زوارهما، أحدهما حيال الآخر، منذ ما قبل انتخابات 7 حزيران. وظلّ تناقض وجهتي نظرهما حيال المرحلة التالية للانتخابات، وبإزاء حلفائهما في قوى 14 آذار، وخصوصاً حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، مطوياً إلى أن اختار الزعيم الدرزي لنفسه خياراً معاكساً حضّر حلفاءه له، فلم يصدّقوه... وهكذا تنظر الرياض إلى علاقتها بهما( أي بجنبلاط والحريري) على قدم المساواة في الغالب. وتجدهما حليفين موثوق بهما لها مذ قرّرت، بعد اغتيال الحريري الأب، أن تكون طرفاً مباشراً في الصراع السياسي في لبنان، لها وجهة نظر يمكن أن تتعارض مع ما يقول به فريق من اللبنانيين، وتصطدم بالضرورة بما تفكر فيه سوريا في هذا البلد....


- 'السفير'
مصطفى علي الجوزو:
تلفزيون &laqascii117o;المنار" والدروس الدينية: لقد قضى الخُرَاسانيّ والسُفيانيّ فعلامَ إيقاظ الفتنة بهما؟ (2)
في القسم الأول من هذا البحث التاريخي، عاد مصطفى الجوزو إلى مراجع عديدة تثبت الخلاف التاريخي في النظر إلى كل من الخراساني والسفياني. وهنا تتمة البحث.
طريقة النسبة القبَلية
وعلى الرغم من منـزلة الحاكم النيسابوريّ العالية عند علماء الدين السنة، فإننا نشك في الحديث الذي رواه، لانفراده، في ما نعلم، بروايته ـ فهو غريب ـ وكذلك لاضطراب متنه، ثمّ، وهذا هو الأهمّ، لورود اسم السُفيانيّ فيه. ومثل ذلك كل الأحاديث التي تحدثت عن السُّفيانيّ، في هذا الجانب أو ذاك. فنحن نشكّ شكاً يقارب النفي، في أن يكون النبيّ قد استعمل هذه الاسم، لأن الناس لم يكونوا في أيامه يُنسبون قبَليّاً إلى معاصريهم، بل إلى أصل القبيلة، وهو الجدّ الأعلى: كالنـزارية والمضرية والقضاعية، أو إلى فرع بعيد أو قريب، يكون هو الجدّ الثالث على الأقل. فلم يكن يقال للنبيّ وأبناء عمومته، مثلاً، مُطَّلِبيّين، نسبة إلى جدِّهم عبد المُطَّلب، بل كانوا هم وأقاربهم يسمون هاشميّين، نسبة إلى جدهم الثالث هاشم بن عبد مناف؛ ولم يكن بنو أمية يسمَّون في عهد النبيّ لا سُفيانيّين، نسبة إلى كنية أبي سفيان، ولا صخريّين نسبة إلى صاحب تلك الكنية: صخر، ولا حربيّين، نسبة إلى جدّهم حرب بن أمية، ولا حتى أمويّين؛ بل كان يقال لهم عَبْشَمِيّون، نسبة إلى جدّ أبي سفيان الثالث عبد شمس بن عبد مَناف، وهو أبو أميّة. وكان الهاشميون والعبشميون وأكثر أهل مكة ينتمون إلى جدّ متوسط هو قريش، فيسمون قرشيين، وإلى جد أعلى: مضر أو أبيه نزار، فيسمون مضريين أو نزاريين، ثم يرقون فيسمون عدنانيين كسائر أهل شمالي الجزيرة. أمّا تسمية الطالبيّين، نسبة إلى أبي طالب والد الإمام عليّ، فمتأخرة، استعملها المؤرخون العباسيّون، ومثلها تسمية الأمويّين. وكذلك ينبغي أن تكون تسمية السُفيانيّ. ويجب أن نفرق بين الدلالة على النسب القبَلي، والدلالة على أنصار الشخص، وذلك ما كان يسمى حزباً؛ فإذا كان للشخص حزب، أو نشأ بعد موته حزب يؤيده، نُسب إليه المحازبون له لا إلى جدوده، فيقال مثلاً: عثمانيّ وعلويّ، وقد وردا في بعض سلاسل السند، صفة لبعض التابعين (أي المعاصرين لبعض أصحاب النبيّ لا للنبيّ نفسه)، لكننا لا ندري إن كان ذلك من وصف المصنِّفين، أم كان مستعملاً في صدر الإسلام حقّاً. زد على عادتهم في النسبة القبَلية، استبعادنا لأن يسيء النبيُّ إلى أبي سفيان نفسه بمثل تلك التسمية، والرجل من أصحابه، ووالد زوجته رَملة (أم حبيبة)، وقد فقئت إحدى عينيه، يوم الطائف، وهو يحارب إلى جانبه، وولاّه النبيّ على نجران قبل أن يُتوفَّى. دع أن عينه الثانية قد فقئت من بعد في حرب اليرموك، أول عهد عمر بن الخطاب، فغدا أعمى.
إصطخر ليست على الحدود
وملحوظة اعتراضية، وهي أن إصطخر ليست على الحدود العراقية الإيرانية، خلافاً لزعم صاحب الدرس، بل هي بعيدة جداً منها؛ إذ هي أكبر كورة في منطقة فارس القديمة الواقعة اليوم في القسم الجنوبي الغربي من إيران؛ ويفصل بين فارس والعراق منطقة واسعة هي خوزستان. وإصطخر هذه تبعد، هوائياً، أي في خط مستقيم، أكثر من خمسمئة كيلومتر عن الحدود العراقية، وهو ما يزيد على ثمانمئة كيلومتر من الطرق المتعرجة، ويقارب ضعفي المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وما حاجة الخُرَاسانيّ إلى الهبوط من خراسان الواقعة في أقصى الشمال الشرقي من إيران، إلى فارس الواقعة في أقصى الجنوب الغربي منها، ثم الصعود شمالاً إلى العراق، وهو قادر على السير شمالاً في خط شبه مستقيم حتى يبلغ وسط العراق؟ لكنّ كثيراً من رواة الحديث القدماء، سواء في ذلك السنة والشيعة، لم يكونوا يعرفون الجغرافية، أو لا يدققون في الجزء الجغرافي من رواياتهم، فكانت هنات بعضهم في ذلك تطرح الشك على مروياتهم. وإذا وقع معاصرونا بمثل ما وقع فيه بعض أولئك القدماء طُرح الشكّ في منفعة دروسهم.
نسخة من صراعين
وعذراً إلى علماء السنة والشيعة، وقد شككنا بالأحاديث التي تتكلم على السُفيانيّ والخراسانيّ؛ وليت بعض المتعجلين منهم ينظر بعين العلم والنقد التاريخي إلى تلك الأحاديث، ويدرك معنا أنّ الذين رووها محدّثون متأخرون عن الطبريّ، الذي أرخ للخُرَاسانيّ والسُفيانيّ معاً، فاقتبسوا صورتهما عنه وعن غيره، على ما يبدو، وجعلوها نسخة غيبية من الصراعين المعروفين: الصراع بين الأمويين والعباسيين، والصراع بين العرب والفرس. فالسُفيانيّ، كما توحي كتب التاريخ، هو العربي المخلّص لقضاعة والأمويّين خاصة؛ لكنه في حديث الحكم النيسابوري صاحب فتنة قريبة من العهد الإسلامي؛ وهو في أحاديث الشيعة مجرم سفاح ينبغي التخلص منه لنشر العدل، قبيل الآخرة؛ والخُرَاسانيّ، كما توحي كتب التاريخ نفسها وبعض الأحاديث الشيعية، هو العجميّ المخلِّص للمسلمين، المستردّ من بني أمية حقوقَ بني هاشم، ولا سيما الطالبيّين، وحقَّ العجم في الحـكم، الذي سلــبهم إياه العرب، ولا سيما بنو أمية حين تعصبوا لقومهم؛ وهو ليس مذكوراً في كتب الحديث عند السنة.
تحاشي الإسقاط والخلاف
وحبذا لو تحاشى العلماء المعاصرون إسقاط الخلافات السياسية القديمة على الحاضر، ولم يلحّوا على قدوم الخُرَاسانيّ من إيران لمؤازرة المهديّ، بنوع من التغنّي، فذلك لا ينفع المقاومة في شيء، بل يزيد المنحازين عليها، ويجعل بعضهم يشعرون بأن صاحب الدرس متعصّب لإيران ـ وهو كذلك ـ وقد يَشعرون أيضاً أن ذلك المعلّم يتمنّى هيمنة إيران نفسها على العالم الإسلامي، ويرجو هزيمة العرب أمام المخلّص القادم منها. فضلاً عن أن تصوير بعض الأحاديث للسُفيانيّ على صورة إجرامية بشعة، تشعر بالإهانة لصحابيّ نسيبٍ للنبيّ، هو أبو سفيان الذي توفي سنة 31 هـ في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، أي قبل الفتنة بين عليّ ومعاوية بنحو خمس سنوات، وذلك لمجرّد أن ابنه سوف يقاتل الإمام عليّ، وحفيده سوف يقتل الإمام الحسين. نحن لا نريد الاجتراء على حرية المعتقد ولا اجتزاءها، لكنّنا نسأل علماءنا جميعاً، سنة وشيعة، أن يحصروا ما يثير الخلاف بمجالسهم وقاعاتهم وندواتهم الخاصة، لا أن يعلنوه عبر شاشات التلفزة، ولا سيما تلفزة المقاومة؛ ومَن ترَكَه منهم كليّة فهو الحكيم. وقد أوحينا رغبة في أن يعمدوا إلى التدقيق العلمي والنقد التاريخي، لكن لم يغب عن بالنا أن ذلك بعيد المنال، لأن الإيمان المطلق، عند فئة منهم، بصدق الرواة قد لا يسمح لهم بالنظر العلمي المجرد. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد