قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 12/8/2009

- 'صدى البلد'
ايلي بدران:
مواقف جنبلاط فرملة أم انقلاب على مواقفه السابقة؟
كثيرون يتساﺀلون عن الانقلابة الجنبلاطية وقــلــة تــعــرف الــجــواب لــكــن الــجــمــيــع يــربــط بــيــن هـــذه الانــقــلابــة والتغييرات الاقليمية والدولية. مصدر في الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتبر ان 'انقلابه سببه شخصي فجنبلاط لم يألف ان يكون في الصفوف الخلفية لكن التطورات التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومسلسل الاغتيالات الاخرى وضعته وراﺀ قوى من مكونات قوى 14 شباط وقياداتها، رغــم تقدمه وجرأته الواضحة عن حلفائه سواﺀ في احتفالات 14 آذار او في المحافل الــدولــيــة مــن واشنطن الــى باريس والرياض'. واوضــح المصدر ان 'بعد التبدل في الادارة الاميركية والانفتاح على سورية، اعتبر جنبلاط ان رهاناته على تغيير النظام السوري باﺀت بالفشل اضافة الى التأخر في تقديم منفذي جرائم الاغتيال الى المحكمة الدولية وصولا الى عدم القدرة على تفكيك شبكة اتصالات حزب الله واحداث 7 ايــار... كلها عوامل دفعت جنبلاط الى الانقلاب على مراحل من تفويضه خصمه طلال ارسلان ترتيب العلاقة مع حزب الله، وصولا الى حدّ اعلانه جهارا ان بعد 7 حزيران غير ما قبله، ومع اقتناعه بأن المحكمة الدولية قد شارفت واستنادا الى المعطيات المتوفرة لديها على توجيه 'تهمة مــا' الــى حــزب الله وقياديين منه بالتورط في اغتيال الرئيس الحريري اســتــنــادا الــى تقرير صحيفة دير شبيغل، فانبرى جنبلاط للدفاع عن حزب الله'. مصدر في الامانة العامة لقوى 14 آذار يستغرب المواقف الجنبلاطية معتبرا ان 'سهامه لم تصب اهدافها هذه المرة، فالانفتاح الاميركي على سورية والمفاوضات لم تصل الى خواتيمها السعيدة التي يتمناها النظام البعثي، والموقف الاسرائيلي من اي اتفاق ايراني - اميركي على الــعــراق قد يجعلها تفقد حصرية زعامتها في الشرق الاوســط الامر الذي سيدفع الحكومة الاسرائيلية الى عرقلة اي اتفاقية او العمل على قلب المعادلات في المنطقة'. واشــار الى ان 'الموقف الايراني اليوم تسوده الضبابية بسبب حالة الانقسام التي تعمّ الداخل الايراني وهي تحاول اليوم جاهدة المحافظة على نفوذها الشرق اوسطي الذي كبر بعد الانسحاب السوري من لبنان حيث تقاسمت النفوذ مع المملكة العربية السعودية فــي حين بدا الموقف السوري بالموقف الملحق للموقف الايراني'. وقـــال: 'نــظــرا الــى اوضـــاع ايــران تبدو اليوم بأشد الحاجة الــى دعم اقليمي قوي لمجابهة الانقسامات المحلية الــتــي تعصف بها فهي تثبت شــعــارات ازالــة اسرائيل من الــوجــود وهــي تشعر بالقلق ليس فقط لاحتمال خرق هذه العادة بل ايضا من امكانية تبلور تحالف سوري - سعودي - اميركي في المنطقة يؤدي الى انسحاب حليفها السوري من المحور والحاقه بالمحور الاميركي في الشرق الاوسط'. بعد تقرير 'ديـــر شبيغل' ابلغ جنبلاط الــحــريــري وتــيــاره بــضــرورة الاكتفاﺀ مسبقا بما ســيــؤدي اليه التحقيق والــغــفــران درﺀ ا للفتنة، وجنبلاط الذي اشتهر باشتمامه رياح التبدل الدولي والاقليمي اتخذ قرارا بدعم المحور السوري- الايراني، فهل ستصيب رهاناته اليوم ام ان قراﺀته للاحداث ستخطئ هذه المرة ايضاً؟ مصادر ديبلوماسية اكــدت ان المنطقة مقبلة على 'تغييرات جذرية وفق ثلاثة سيناريوات مطروحة الاول يتضمن حربا اسرائيلية على حزب الله كجزﺀ من حــروب الواسطة مع ايران تكون في واقعها الجولة الثانية من حرب الاسيرين في العام 2006 وتستخدم فيها الدولة العبرية كل آلة الدمار الشامل التي طبقتها بنجاح في حربها في غزة'. السيناريو الثاني 'يبدأ بغارات جــويــة اســرائــيــلــيــة كــثــيــفــة على المنشآت النووية الايرانية تليها مجابهات عسكرية اميركية - ايرانية مباشرة'. والسيناريو الثالث 'يتضمن حربا اسرائيلية متزامنة على ايران وحزب الله معا'.هذه التطورات كفيلة لو نجحت بتغيير طبيعة المشهد الشرق اوسطي برمته الى حد بعيد بما في ذلك المشهد السوري نفسه، كما انها ستفرض تحديات كبرى على الوطن اللبناني الــذي يرجح ان يكون في قلب هذه المعمعة المحتملة. فهل ضبابية المشهد وصعوبة تقدير الفائز جعلا جنبلاط يعيد حساباته لو نجح حــزب الله مجددا في هزم الجيش الاسرائيلي وقلب المعادلة؟ ام ان حنين العروبة واليسار وحزب والـــده كمال جنبلاط استفاق في داخله الى حدّ التهجم على حلفائه المسيحيين وتعييرهم بالانعزالية والجنس العاطل؟.


- 'صدى البلد'
ريف نفاع:
قواعد اللعبة لا تسمح لبرّي بملاقاة جنبلاط
..تتجه الأنظار الــى عين التينة حيث يتوقع المراقبون من رئيس المجلس النيابي نبيه بري فك تحالفه مع التيار 'الــوطــنــي الحر'، والاكتفاﺀ بالتحالف مع 'حزب الله' والمقاومة. نشأت قبل الانتخابات النيابية معادلة قوامها الغاﺀ 14 آذار من جهة و8 آذار مــن جهة ثانية بحيث يــتــولــى المهمة الأولـــى الــنــائــب ولــيــد جــنــبــلاط ويــأخــذ الرئيس بري على عاتقه المهمة الثانية. وعندها تتألف كتلة من 24 نائباً تكون مستقلة عن الاصــطــفــافــات السياسية بين المعارضة والموالاة تدعم رئاسة الجمهورية وتكون بيضة القبان. وأطلق الرئيس بري اشارات عدة فــي هــذا المجال عندما تحدث عن 'تذويب' 8 و14 لمصلحة حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية وذلـــك فــور انــتــهــاﺀ الانتخابات الأخيرة... الخطوات المتسارعة جنبلاطيا، أفضت الى استيلاد اتفاق يقضي بــأن يــزور بيك المختارة دمشق بعدما عبد حــزب الــلــه طريقه. الزيارة أصبحت وشيكة... ما من شيﺀ يعيقها... ويبقى الموعد. أمــا 'للمرافقين'، فقد تــرددت معلومات عــن أن الرئيس بري سيرافق جنبلاط بالزيارة التي ستحصل في بحر هذا الأسبوع. من جهته اعتبر عضو اللقاﺀ الــديــمــقــراطــي الــســابــق أنــطــوان أنــــدراوس أن 'مـــا مــن وسطية مــمــكــنــة، وان كـــــان الـــهـــدف الالــتــفــاف حـــول مــقــام رئــاســة الجمهورية فقوى 14 آذار، في مختلف مكوناتها تدعم الرئيس ســلــيــمــان'. وأكـــد أن 'جنبلاط عاد ووضح موقفه وأعلن تأييده للأكثرية رافضاً أن تكون هذه الخطوة هادفة لالغاﺀ الاصطفافات الــســيــاســيــة والــقــائــمــة طــالــمــا نــرى فريق 8 آذار مستمراً في التعطيل'. واستبعد انــدراوس أن يتخذ الــرئــيــس بــري مــوقــفــاً مشابهاً مــن الــمــعــارضــة اذ انــه 'يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحزب الله الى حد الأســر'. ورأى أن 'الرئيس بري في حال كان يعد لخطوة مشابهة بالتنسيق مــع النائب جنبلاط، لكان اتخذ الموقف منذ وقت الا أن امتناع بــري مــن أخــذ موقف دفع جنبلاط الى اعــادة التفكير وســيــعــلــن مــوقــفــاً مــهــمــاً خــلال اليومين المقبلين يعيد الأمور الى نصابها'. من جهته نفى النائب عن كتلة 'التغيير والاصـــلاح' الان عون الأحاديث عن 'فك التحالف بين العماد ميشال عون وبري 'مشيرا الى أن' علاقتنا اليوم بالرئيس بــري طبيعية لا تخلو من بعض التباينات فــي وجــهــات النظر لكنها لن تؤدي الى القطيعة'. وأكد أن هناك لقاﺀات دائمة مع الرئيس بري يقوم بها موفدون مــن قــبــل الــعــمــاد مــيــشــال عــون للبحث في شؤون الساعة. وقال 'نحن والرئيس بري متفقون على ضرورة تعجيل تأليف الحكومة وعــدم السماح لموقف النائب جنبلاط في التأثير على الصيغة التي توصلنا اليها'....


- 'الحياة'
داود الشريان:
أضعف الإيمان - ليلة القبض على لبنان
يبدو ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قرر تشكيل الحكومة اللبنانية بطريقة تضمن له أمن اسرائيل. فهو قال إن &laqascii117o;حزب الله" اصبح &laqascii117o;طرفاً رسمياً، وسيكون لبنان مسؤولاً عن أي هجوم ينطلق من أراضيه ضد إسرائيل... إذ إنها (الحكومة) هي الجهة السيادية والمسؤولة"، رغم ان نتانياهو يعرف انها ليست كذلك في ظل ترسانة سلاح الحزب. وكأنه يقول للبنانيين قدموا للحزب ما يريد، لسنا مستعدين لدفع ثمن خلافاتكم، &laqascii117o;اصطفلوا".هذا التهديد سيضع سعد الحريري أمام خيارين، احلاهما الاستسلام لارادة الحزب، وتحويل نتائج الانتخابات الى كذبة. فهو إما ان يمارس الثقة التي منحها الشعب اللبناني للأكثرية النيابية، ويشكل حكومة لا تتيح لـ &laqascii117o;حزب الله" حق التعطيل، والتحكم بصناعة القرار الوطني، ويتحمل بهذا الخيار تبعات حرب أخرى، مردداً قول الشاعر &laqascii117o;ان حكينا ندمنا، وإن سكتنا قهر"، ويجد نفسه في الموقف الصعب ذاته الذي وضع فيه خلال حرب 2006 الرئيس فؤاد السنيورة، الذي كان صمته يعني القبول بتدمير البلد بلا ثمن، واعتراضه مرادفاً للتخاذل، والخيانة العظمى... وإما ان يشتري سعد الحريري ورقة الحرب من &laqascii117o;حزب الله" ويقي البلد ويلات مغامرة عسكرية جديدة، ويكافىء من لم يفز بثقة شعبه. انه بالفعل خيار سياسي موجع وصعب. بهذه النتيجة يمكن القول ان &laqascii117o;حزب الله" انتصر على اسرائيل في حرب تموز، وفرض نفسه كقوة اقليمية يحسب لها الف حساب، بدليل قدرته على الإفادة من تهديداتها في لبنان، فضلاً عن انه قرر البدء بفرض ارادته على البلد في شكل علني ومباشر، وهو اختبر سابقاً قدرته على احتلال بيروت، لكن التبعات السياسية لتلك التجربة لم تمنحه ما اراد على النحو الذي توقع، فقرر هذه المرة ان يفرض نفسه بمخاوف اسرائيل. الأكيد ان &laqascii117o;حزب الله"، بقصد او من دونه، اصبح يشبه، الى حد التطابق، بطل فيلم &laqascii117o;ليلة القبض على فاطمة"، والشعب اللبناني يقوم بدور شقيقته فاطمة. في ذلك الفيلم، كانت فاطمة تعرّض نفسها للموت من اجل تهريب السلاح لشقيقها البطل المقاوم في نظرها، لكنها اكتشفت في النهاية ان تلك التظاهرات التي يقودها شقيقها ضد الجيش البريطاني، كانت تصب في مصلحة المحتل. اليوم نحن أمام نهاية فيلم جديد اسمه &laqascii117o;ليلة القبض على لبنان"!.


- 'المستقبل'
فيصل سلمان:
الوسطيون!
كثيراً ما ردد الرئيس نبيه بري، قبل الانتخابات وبعدها، مقولة التزاوج والاختلاط و'التذاوب' إذا صح التعبير، بين فريقي 14 آذار و8 آذار. لم يكن بري يتنبأ وإنما كان 'يعرف' أن النائب وليد جنبلاط يستعد، منذ ما قبل الانتخابات، للخروج من 14 آذار. جنبلاط نفسه، لم يخفِ نواياه بل كان يرددها ولكنه لم يعلن يوماً توقيت ذلك الخروج الذي عندما اختاره، قضى على الولادة السريعة للحكومة وأعاد خلط الأوراق. لاحقاً أعلن جنبلاط أنه ذاهب نحو 'الوسط' وأوحى أنه سيتموضع الى جانب رئيس الجمهورية.هذا جانب من الصورة التي باتت وراءنا، ولكن ألم يكن متوقعاً من الرئيس بري أن يقدم على خطوة مشابهة تلاقي خطوة جنبلاط؟الذين يطرحون هذا السؤال، لم يطلبوا ولن يطلبوا من بري الخروج من حلفه المتين مع 'حزب الله' ولا الابتعاد بالتأكيد عن نهج المقاومة.هؤلاء كانوا يتوقعون من بري موقفاً من مسألة تشكيل الحكومة، أو بمعنى أوضح، كان متوقعاً منه أن ينأى بنفسه عن الذين يعرقلون قيام الحكومة من فريق 8 آذار.ومن يعرقل قيام الحكومة؟ ليس 'حزب الله' الذي يواصل مسؤولون فيه مطالبتهم الإسراع في تشكيل الحكومة، وليس سليمان فرنجية الذي طلب من النائب ميشال عون تسهيل التشكيل. الذي يعرقل هو النائب عون تحديداً، مفترضاً أن حلفاءه لن يتخلوا عنه.. ولكن لهؤلاء الحلفاء حسابات أخرى تتجاوز الواقع الداخلي.. فإذا افترضنا أن 'حزب الله' محرج في الضغط على عون، فما الذي يمنع بري من ملاقاة جنبلاط، فقط، لقيام الحكومة؟.


- 'النهار'
 عبد الحسين شعبان (كاتب عراقي):
عند تخوم ولاية الفقيه؟
...ويمكن السؤال: هل يعني الحدث الايراني توقف الثورة عند تخوم ولاية الفقيه أم هناك رغبة في تجاوزها؟ ولكن الى أين؟ لاشك في أن هناك كوابح وعقبات أمام تحلل التيارات السياسية تحت المظلة الخمينية من ولاية الفقيه، لكن الصراع السياسي، ولاسيما بين المحافظين والمجددين أو الاصلاحيين قد ساهم في ابتعاد الاخيرين عن المظلّة الخمينية حتى دون إعلان، خصوصاً بعد انحياز الولي الفقيه الى جانب أحد طرفي الصراع.ورغم خصوصية الحالة الايرانية، من حيث هي شكل من أشكال النظام الشمولي، ولكن بتعددية خاصة وانتخابات وتداول للسلطة ومجتمع مدني فيه حيوية أكثر من غيره من الأنظمة المشابهة، الا أن التعايش الهش والقلق بين التيارين بات وشيك الانحلال أو التمزق، الأمر الذي سيطرح إن آجلاً أو عاجلاً مسألة ولاية الفقيه على بساط البحث، ففي حين يتمسك بها المحافظون، سيسعى التيار الأصلاحي للتحلل منها تدريجاً، طالما أصبحت قيداً ثقيلاً عليه، خصوصاً انحيازاتها المسبقة لمصلحة خصومه، كما بيّنت ذلك الانتخابات الأخيرة.لقد أخرجت هذه الانتخابات ما كان خافياً تحت عمامة الولي الفقيه، لاسيما مرجعيته ومستقبل هذه المرجعية في ظل ولاية الأمة على نفسها، فهل سيحسم الصراع بين حكم ينتمي الى الماضي (الغيبة) وبين حكم ينتمي الى الحاضر والمستقبل، وخصوصاً إرادة الناخب، التي تمنح الشرعية وليس إرادة الولي الفقيه، وهو بشر قد يخطئ وقد يصيب، وإذا ما تدخّل بالشأن العام وانحاز الى طرف على حساب آخر، يكون قد دخل لعبة السياسة، الأمر الذي قد يفقده مرجعيته وحيدته ونزاهته، حيث لم تعد هذه المرجعية مستمدة من إمام غائب أو نائبه، خصوصاً إذا كان فيها شيء من الافتئات على المجتمع وتطلعاته، فالانتخابات شأن دنيوي وبشري وليست شأناً دينياً، يخص الامام وحده بقدر علاقته بالناس ومصالحهم.ان أهم وأكبر كوابح تطور الحالة الايرانية هو وجود مجلس صيانة الدستور وهيئة تشخيص مصلحة النظام، هذه التي يتربع فوقها الولي الفقيه، تتقدم على مصلحة الأمة، أي مصلحة مجموع الناخبين، الأمر الذي تقترب فيه فكرة الولي الفقيه من المستبد العادل، طالما كان ضمن تراتبية دينية، ولربما تفوق ذلك بكثير، خصوصاً اضفاء طابع القدسية عليه. لم يعد الناخب الإيراني في ظل خصوصية الحالة الايرانية، ملزماً بفتوى السيد علي خامنئي 'مرشد الجمهورية الاسلامية' أو غيره من المراجع الكبار، وهو أمر أفرزته الانتخابات الأخيرة، حين ادت الى الشك بصدقية مثل هذه الفتاوى وجدواها في ظل الانحيازات المسبقة، ولعل ذلك سيتم تفسيره باعتباره شكلاً من أشكال الاستبداد باسم الدين، الذي لا يمكن لإيران التخلص منه دون التحلل من استبداد ولاية الفقيه، وهو ما سيفرزه الصراع بين التيار المتشدد- الأصولي، والتيار الاصلاحي- المجدد، وإن كان جنينياً. ولعل ذلك سيحدد لا مسار التيارين حسب، بل مسار ايران كلّها لاحقاً، في القريب العاجل أو في الاستحقاق الآجل.


- 'الأخبار'
مهدي السيد:
نتنياهو: رياح الحرب لا تهبّ من الشمال
بعث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رسالة تهدئة بخصوص الأوضاع على الحدود مع لبنان، أشار فيها إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تشخّص وجود أي شيء استثنائي على الحدود مع لبنان، مضيفاً: &laqascii117o;ليس لدينا أي رياح حرب هناك". ورأى أن ما أُشيع في هذا الخصوص لا يعدو كونه &laqascii117o;عاصفة إعلامية، لكنها غير جوهرية". وانتقد معلّق الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، تسفي برئيل، التهديدات التي أطلقها نتنياهو ضد حزب الله والحكومة اللبنانية، أول من أمس، باعتبارها تساعد حزب الله على التسلح. وقال برئيل، تعليقاً على تهديدات نتنياهو، إنّ من الواضح للجميع في لبنان أن لا أساس واقعياً للتهديدات الإسرائيلية بضرب البنى التحتية المدنية في لبنان انتقاماً لأي عملية تحصل، ويبدو أنه في هذه الأثناء لا يوجد في لبنان من سيتأثر خصوصاً بالتهديدات الإسرائيلية.وسأل برئيل &laqascii117o;أي لبنان بالضبط يريد نتنياهو تحميله المسؤولية عن كل عملية ينفّذها حزب الله؟ ذلك أنه لا يوجد حتى الآن حكومة في لبنان، على الرغم من مرور شهرين على إجراء الانتخابات". أضاف: &laqascii117o;أي حكومة لبنانية تؤلّف ستقف خلف حزب الله في حال مهاجمة أهداف مدنية، فيما سيكون في وسع دمشق أن تتملص هذه المرة من المسؤولية".وأشار برئيل إلى أن حزب الله لم يتأثر قطّ بكلام نائب وزير الخارجية داني أيالون، مضيفاً إن حزب الله الآن في وضع مريح بحيث إنّ من شأن التهديدات الإسرائيلية ضده أن تعزّز مبرّراته لمواصلة عملية التزوّد بالسلاح كجزء من &laqascii117o;منظومة الدفاع" اللبنانية التي يرى الحزب نفسه شريكاً شرعياً فيها مع الجيش اللبناني.على صعيد آخر، ولمناسبة قرب حلول أعياد رأس السنة العبرية، أصدرت ما يُسمّى هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل تحذيراً جديداً للإسرائيليين المسافرين إلى خارج إسرائيل، بعد ادعائها ورود إنذارات عن نية حزب الله اختطاف إسرائيليين، وخاصة رجال أعمال، في أنحاء العالم انتقاماً لاغتيال عماد مغنية.ونصحت الهيئة الإسرائيليين باتخاذ الحيطة والحذر في جميع دول العالم والامتناع كلياً عن السفر إلى معظم الدول الإسلامية والعربية، بما فيها مصر، ولا سيما شبه جزيرة سيناء حيث يُنصح الإسرائيليون الموجودون هناك بالمغادرة فوراً.ودعت الهيئة إلى الامتناع عن زيارة مناطق معينة في بعض الدول، بما في ذلك المناطق الساحلية في كينيا وإقليم كشمير الهندي ومنطقة جنوب تايلند.وأوصى التقرير &laqascii117o;برفض أي عرض مغر أو غير متوقع، وبرفض قبول هدايا غير متوقعة أو عروض للترفيه من جانب جهات مشتبه بها أو غير معروفة". وأوصى أيضاً بالامتناع عن إدخال &laqascii117o;غرباء مشتبه بهم وغير متوقعين إلى الغرفة في الفندق أو المنزل".ونصح التقرير الموجودين في الخارج لفترة طويلة &laqascii117o;بكسر الروتين وتغيير الفنادق من فترة لأخرى، وتغيير مسار السفر، والمطاعم وأماكن الترفيه".وقال إيلكانا هارنوف، من هيئة مكافحة الإرهاب للإذاعة الإسرائيلية إن &laqascii117o;التهديد المتربّص بالمواطنين الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناء خطير للغاية"، مؤكداً أن التحذير الموجّه إلى الإسرائيليين بعدم زيارة هذه المنطقة هو في أعلى درجة. وقدَّر هارنوف عدد الإسرائيليين الموجودين حالياً في سيناء ببضع مئات، مشيراً إلى أن عددهم في الفترة نفسها قبل 6 سنوات كان يقدَّر ببضعة آلاف.


- 'الأخبار'
ياسين تملالي(صحافي جزائري):
بين &laqascii117o;ولاية" الشيعة و&laqascii117o;ولاية" الإخوان
عكَس مقال الدكتور عصام العريان في &laqascii117o;الأخبار" (&laqascii117o;إيران إلى أين: ولاية الفقيه أم ولاية الأمة؟"، عدد 29 حزيران 2009)، تذبذبَ موقف الإخوان المسلمين من السلطة القائمة في الجمهورية الإسلامية، بين مساندتها لأنها إحدى تجارب الحكم الإسلامي وانتقادها لأنها شيعية تعتمد نظرية &laqascii117o;ولاية الفقيه"، التي تنيب عالم الدين عن الإمام المغيّب في حكم جمهور المسلمين. ويتطلب بعض ما قاله الكاتب المناقشةَ من وجهتي نظر اثنتين: الأولى تصويباً لما نعتقده طرحاً تبسيطياً لأصول نظرية &laqascii117o;ولاية الفقيه" في الفكر الشيعي، ولما يسمّيه &laqascii117o;نظام ترقية" الفقهاء عند الشيعة، والثانية دفاعاً عما نعتقده من عدم وجود فارق جوهري بين &laqascii117o;ولاية الفقيه" و&laqascii117o;نظام الحكم الإسلامي"، كما تدعو إليه التيارات السياسية السنيّة.يقول الدكتور عصام العريان: &laqascii117o;جوهر نظرية الإمامة عند الشيعة جميعاً هو أن من يتولى أمر المسلمين وحكمهم، لا بد أن يكون بنصّ إلهي وليس باختيار حر من الأمة (...). لذلك جاءت النصوص التي يتم تأويلها بتعسّف شديد ولا تعترف بها الغالبية العظمى من المسلمين لتؤكد تلك النظرية. ثم اختلف الشيعة في ما بينهم، ولكن اشتهرت نظرية الإمامية الاثني عشرية التي حصرت الأئمة في آل البيت من ولد الحسين بن علي، لعدد 12 إماماً".نستسمح الكاتب في التعليق على ما يبدو لنا ابتساراً مخلاً. ليس صحيحاً أن &laqascii117o;الشيعة جميعاً" يؤمنون بأن &laqascii117o;من يتولى أمر المسلمين وحكمهم، لا بد أن يكون بنصّ إلهي". فالزيدية، مثلاً، لا يجعلون الاصطفاء الرباني شرطاً من شروط الإمامة. كذلك، نظرية الإمامة الشيعية لم تتكون في حقبة واحدة محددة، وتكوُّنُها لم يسبق زمنياً انشقاق الشيعة إلى فرق كثيرة، بل إن اختلاف الآراء بشأن الإمامة كان أحد أسباب هذا الانشقاق إلى زيدية يؤمنون بأنها حق لكل من يسعى إليها من نسل علي بن أبي طالب، وإسماعيلية يقولون بأنها صنو النبوة ووريثتها. ثم ما المقصود بـ&laqascii117o;اشتهار نظرية الإمامة الاثني عشرية"؟ المعروف أن أول نظرية إمامة &laqascii117o;اشتهرت" كانت النظرية الإسماعيلية، وذلك بتأسيس الدولة الفاطمية (909ـــــ1071)، وهي أول دولة علوية حقيقية في التاريخ.وينتقل الدكتور عصام العريان بالحديث إلى &laqascii117o;ولاية الفقيه" فيقول: &laqascii117o;كانت النقلة الكبيرة التي أحدثها الإمام الخميني هي نظرية جديدة للإمامة أو &laqascii117o;الحكومة الإسلامية"، كما سمّاها في كتابه الأشهر الذي حمل نفس العنوان. خلاصة ما وصل إليه الخميني أن الشيعة ليسوا في حاجة إلى انتظار عودة الإمام الغائب ليقودهم في دولة إسلامية، بل يمكن أن يتولّى أحد المراجع الكبار الولاية السياسية مع الولاية الدينية، فيتولى حكم المسلمين ويطبّق فيهم حكم الإسلام". وبغض النظر عن أن الخميني، في الكتاب المذكور، عرض نظرية ولاية الفقيه من جانب فقهي بحت، وأنه لم يتكلم عن &laqascii117o;الشيعة" وحدهم، كما يقول الكاتب، بل عن مجموع المسلمين، نتساءل: هل هو أول من طرح مشكلة الولاية السياسية لرجل الدين في غيبة المهدي؟ لا، بالتأكيد (وإن كان حلّه لها أكثر راديكالية من الحلول التي اقترحت من قبل). فقد شغل هذا الأمر فقهاء الشيعة الإيرانيين منذ أن فرض الصفويون المذهب الاثنا عشري مذهباً رسمياً لإيران في مطلع القرن السادس عشر. تحت حكم هذه السلالة التي أسست ثاني أكبر دولة شيعية في التاريخ بعد الدولة الفاطمية، تساءل هؤلاء الفقهاء: هل ترجع السلطة الدنيوية إلى الفقيه القادر على تأويل أوامر الإمام المغيب أم إلى &laqascii117o;سلالة العلويين" (كان الصفويون يزعمون أنهم من نسل علي). وكان منهم من أجاب بأن الفقيه هو ممثل المهدي على الأرض، وأن السلطة السياسية، بموجب ذلك، مخوّلة له وإن أناب عنه الملك في ممارستها. ويذكر في هذا السياق أن أحد أوائل الملوك الصفويين، تهماسب (1524ـــــ1576)، كان يعدّ نفسه رسمياً مجرد منفذ لإرادة &laqascii117o;نائب الإمام"، فقيه المملكة الأول (وهو ما يمكن مقارنته، شكلياً على الأقل، بإلحاح أحمدي نجاد على أنه خادم المرشد المطيع). صحيح إذاً أن الخميني أحدث &laqascii117o;نقلة" في الفكر الشيعي بتوحيده مقامَي عالم الدين والقائد السياسي، لكن هذه النقلة لم تأت من عدم، فالنقاش عن واجبات الفقيه السياسية عريق لدى الشيعة، بالنظر إلى الاضطهاد الذي قاسوه. وكما رأينا، فإن من علمائهم من عدّ الفقيه صراحة وليّ أمور المسلمين الدنيوية، وإن أناب عنه غيره في تسييرها، وهو ما يمكن أن يعدّ نواة نظرية الحكم الخمينية التي تميّز ولاية العالم &laqascii117o;الاعتبارية" عن &laqascii117o;الولاية التكوينية" الخاصة بالإمام المعصوم. ويتحدث العريان عن واجب اعتماد كل شيعي أحد الفقهاء الكبار مرجعاً للتقليد. لا شك في أن تقليد المراجع مهم في إيران وغيرها، لكنه لا يبدو في صميم الفكر الشيعي، بدليل أنه خاص بالاثني عشرية دون سواهم. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فإن تقليد عالم الدين كثيراً ما انتقد في إيران لأسباب دينية وسياسية، لا فقط من طرف مفكر معاصر كعلي شريعتي (كتاب &laqascii117o;التشيع العلوي والتشيع الصفوي") ولكن خلال حكم الصفويين ذاته، من طرف من سمّوا &laqascii117o;الإخباريين"، وهم فقهاء ردّوا على أقرانهم زعمهم أنهم &laqascii117o;قدوة للناس"، وذكّروهم بأنهم ليسوا كالرسول والأئمة الاثني عشر معصومين. ويضيف كاتب المقال: &laqascii117o;وعند الغيبة الكبرى بقيت هذه الولاية الدينية يتوارثها العلماء الذين تم تأسيس نظام محكم لترَقّيهم". وهنا نتساءل: ما هو &laqascii117o;نظام الترقية المحكم" هذا؟ المعروف أنه لا نظام لترقية طلاب العلم الديني لدى الشيعة سوى اعتراف معلّميهم بسعة علمهم، من جهة، وتزايد إقبال الناس عليهم (أي &laqascii117o;التصويت الشعبي" عليهم إن صح القول)، من جهة أخرى. لم يثبت في تاريخ التشيّع وجود &laqascii117o;نظام" توزع بموجبه الألقاب الدينية كـ&laqascii117o;حجة الإسلام" و&laqascii117o;آية الله" على طالبيها، ربما لسبب بسيط هو رفض الملالي أن تتولى هيئة نظامية مهمات ترقيتهم، لما يمنحها ذلك من سيطرة ووسائل ضغط عليهم. النقطة الأخيرة التي نود مناقشة الدكتور عصام العريان فيها هي: إذا غضضنا النظر عن ظواهر الأمور، هل من فارق جوهري بين نظرية &laqascii117o;ولاية الفقيه" ونظرية الحكم لدى الحركات الإسلامية السنيّة؟ قد يقال إن هذه النظرية الأخيرة غير مكتملة، بدليل أنها لا تزال إلى اليوم مثار جدل كبير. هذا صحيح، لكن ما يوحّد هذه الحركات، على اختلافاتها، أليس فكرة بسيطة: استيحاء التشريعات من المصادر الدينية أساساً لا من التفكير البشري؟ بعبارة أخرى، فإن &laqascii117o;الحاكمية الإلهية" بمعناها العام (ما يصلح للبشر في كل زمان ومكان موجود في الإسلام) هي أساس الحكم لديها، وهو ما تدل عليه عبارات مأثورة يجتمع عليها الإسلاميون، المعتدلون منهم وغير المعتدلين، من قبيل &laqascii117o;ما لم يتعارض ذلك مع الشريعة" و&laqascii117o;في حدود ما يسمح به الشرع". الفارق الوحيد بين نظرية الحكم الخمينية ونظرية الحكم لدى الإسلاميين السنّة هو أن الأولى &laqascii117o;تشخصن" الولاية السياسية وتحصرها في فرد واحد هو &laqascii117o;الفقيه العادل المتقي العالم بأمور زمانه" (الدستور الإيراني، المادة الخامسة)، مضفية عليه شبه عصمة اختص بها في الأصل الأنبياء والأئمة، فيما &laqascii117o;توزع" النظرية الثانية ذات الولاية بين العلماء (والحقيقة أن هذا الفرق ليس جوهرياً بدليل أن الدستور الإيراني ترك الباب مفتوحاً لخلافة المرشد في حالة وفاته أو عزله من طرف &laqascii117o;مجلس فقهاء"، وذلك في انتظار أن ينتخب مرشد آخر مكانه). إذاً، خلافاً لما يلمح إليه الدكتور العريان، لا يمكن أن نجزم بأن نظرية الحكم الإسلامي مبنية على مبدأ &laqascii117o;ولاية الأمة". لا يمكن أن نجزم بذلك، أولاً لأن من التيارات الإسلامية من يقول بالحاكمية الإلهية المطلقة (وهي أشد رفضاً لفكرة &laqascii117o;حكم الشعب" من المتعصّبين لـ&laqascii117o;ولاية الفقيه"، إذ ترى أنها شرك ما بعده شرك)، وثانياً لأن تيارات أكثر اعتدالاً (كالإخوان المسلمين)، بدعوتها إلى جعل الشريعة مصدر التشريع الرئيسي، تدعو في الواقع إلى إحكام رقابة رجال الدين على اختيارات الشعب.إذا أصبح الإسلام يوماً مصدر التشريع الرئيسي، ألن يحتاج ذلك إلى فقهاء يتولّون تأويل أحكامه واستنباط القوانين منه؟ بعبارة أخرى، ألن يولّى الفقهاء قيادة الأمة الفعلية كما يتولّى قيادتها في إيران المرشد الأعلى و&laqascii117o;مجلس صيانة الدستور" و&laqascii117o;مجلس الخبراء"؟ ألن يتدخلوا، بحجة التحقق من تطابق القوانين مع الدين، في كل المجالات الدنيوية من تعليم وصحة وإعلام وغيرها؟ ألن يطبقوا قبضتهم على المجتمع بحجة أن &laqascii117o;الإسلام دنيا ودين"؟ الجواب: نعم. حتى مشروع برنامج الإخوان المسلمين المصريين (المنشور في 2007) يقرّ بذلك: &laqascii117o;يجب على السلطة التشريعية أن تطلب رأي هيئة من كبار علماء الدين في الأمة، على أن تكون منتخبة أيضاً انتخاباً حراً ومباشراً من علماء الدين، ومستقلة استقلالا تاماً وحقيقياً عن السلطة التنفيذية في كل شؤونها الفنية والمالية والإدارية (...)، ويسري ذلك على رئيس الجمهورية عند إصداره قرارات بقوة القانون في غيبة السلطة التشريعية".ما الفرق بين &laqascii117o;هيئة علماء" كهذه و&laqascii117o;مجلس صيانة الدستور" في إيران الذي يرفض ما صوّت عليه البرلمان، إذا لم يتوافق، في نظره، مع الشريعة؟ لا فرق، في رأينا. أضف إلى ذلك أن كلتا الهيئتين غير منتخبتين، فتلك التي يقترحها الإخوان يختارها علماء لا يصوّت عليهم غير أقرانهم، فيما يعيّن نصف أعضاء &laqascii117o;مجلس صيانة الدستور" المرشد الأعلى ويعيّن بقيَّتهم البرلمان على أساس مقترح من رئيس السلطة القضائية (المعيّن بدوره من طرف المرشد).وقد يُرَدّ على هذا الكلام بأن الإخوان المصريين يؤمنون بفصل السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وبضرورة انتخاب كل مسؤولي الدولة السياسيين، وبطابع مؤسسات الدولة المدني، وأن هذه الأفكار سدّ منيع يقي &laqascii117o;ولاية الأمة" من &laqascii117o;ولاية الفقهاء". لكن كل هذه المبادئ موجودة في الدستور الإيراني. فالفصل بين السلطات فيه مضمون، والرئيس منتخب والبرلمان منتخب و&laqascii117o;مجلس الخبراء" منتخب والمرشد، على اتساع سلطاته، منتخب هو الآخر من طرف &laqascii117o;مجلس الخبراء" الذي له الحق في عزله، فضلاً عن أنه يتساوى مع أي مواطن آخر أمام القانون، كذلك فإن الدولة الإيرانية، رسمياً، مدنية، واستئثار رجال الدين فيها بالمناصب الحساسة لم يكن ثمرة مزايا منحهم إياها القانون، ولكن نتيجة دورهم في الثورة الإسلامية الذي تعاظم بعد القضاء على النخب الإيرانية العلمانية نفياً وإعداماً.هل تضمن هذه المبادئ الدستورية ديموقراطيةَ الجمهورية الإسلامية؟ لا، لأن أساس الحكم فيها &laqascii117o;ولاية الفقيه"، أي حق المرشد الأعلى (والفقهاء أعضاء &laqascii117o;مجلس صيانة الدستور") في إلغاء قرارات منتخبي الشعب. بالصورة نفسها، لن يضمن فصل السلطات وانتخاب المسؤولين السياسيين والاعتراف بطابع المؤسسات المدني عدم تحول &laqascii117o;الدولة الإسلامية السنّية" إلى دولة ثيوقراطية. فتطبيق ما يعدّ &laqascii117o;أحكاماً شرعية قطعية" وتكليف الفقهاء بإعادة النظر في ما يقرره البرلمان، سيكونان فاتحة انتفاء &laqascii117o;ولاية الأمة" التي يدعو إليها الدكتور عصام العريان، وبداية تشابه &laqascii117o;جمهورية الإخوان" مع جمهورية إيران.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد