قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 18/8/2009

- 'النهار'
ايلي الحاج:
من سينكسر... الحريري أم عون؟
...عام 2008 تم اتفاق الدوحة وبقي الجنرال الرافض وحده، حتى دخل رئيس كتلة 'حزب الله' النيابية محمد رعد جناح عون في الفندق الثالثة والنصف فجرا وابلغه ان المسألة انتهت، ولم يعد هناك مجال للمناورة اكثر. فوافق الجنرال...الا ان احتمال انكسار الحريري او انكسار عون ليسا الخيارين الوحيدين الممكنين، فهناك احتمال ثالث: ان يكون لبنان دخل ازمة بلا مدى منظور، فلا تتألف حكومة، ويظل الرئيس المكلف – والذي لن يعتذر قطعاً ينتظر ببرودة اعصاب وفاء 'حزب الله' بوعوده حل عقدة عون، ترى أين 'حزب الله'؟ قبل ثلاثة اسابيع توجه المعاون السياسي للامين العام لـ'حزب الله' حسين خليل من الضاحية الجنوبية الى الرابية وابلغ الى الجنرال عون ان الحكومة العتيدة لن تضم صهره. الخبر قديم يعرفه المتابعون السياسيون، حتى انه لم يعد خبرا. ولكن لم تمضي ايام حتى كان الوزير باسيل يطمئن الانصار في البترون الى انه لن تكون حكومة اذا لم يكن هو وزيرا فيها: 'ستسمعون كلاما كثيرا غير ذلك، فلا تصدقوا' صدق الوزير باسيل.الحريري تأكد لاحقا ان 'حزب الله' ليس في وارد التدخل لدى حليفه الغاضب من الحملة الاعلامية – السياسية المركزة على صهره.

وقيل للرئيس المكلف ان بيان الامانة العامة لقوى 14 آذار الذي اعتبر ان المعوق الرئيسي لولادة الحكومة هو 'مشكلة عائلية' يتوجب على 'حزب الله' حلها مع عون 'خربط' كل المساعي لايجاد حل ولكن سرعان ما استنتج الرئيس المكلف، ومن معه في قوى 14 آذار، ان المسألة أبعد من ذلك، وأن ما اعتقدوا انه اتفاق قد تم وأرسيت دعائمه بين السعودية وسوريا، وكانت مقدمة ترجمته عملية تكليف الحريري تشكيل الحكومة، لم يكن اتفاقا منجزا حقا. لذلك لم تتألف الحكومة، ولم يزر العاهل السعودي الملك عبد الله دمشق في طريق عودته من المغرب الى بلاده.من المعرقل تحديدا؟ هل هو 'حزب الله' لأنه يفضل انتظار زيارة الرئيس السوري بشار الاسد لطهران لمعرفة ماذا يكمن بعد الاتفاق بين دمشق والرياض؟ أم ان القيادة السورية تشارك الحزب في العرقلة مما يعني أن مساعي اعادة دمشق الى الصف العربي انتهت ومنيت بالفشل؟يميل سياسيو 14 آذار ومعهم الحريريون الى فرضية ان القيادة السورية 'مستقتلة' لمصالحة عرب الاعتدال، لكن تأييد انصارها وحلفائها في لبنان للجنرال عون في مواقفه توحي النقيض تماما. أين سوريا بالضبط من هذه المعمعة؟ وماذا ستفعل في الفراغ السياسي القاتل في لبنان، وخصوصا اذا ثبتت صحة المعلومات عن تراجع في اندفاعة تطبيع علاقاتها بالولايات المتحدة؟يتوقف السياسيون المذكورون هنا عند معلومات تلقوها حول قائمة بأسماء 300 أصولي تونسي قدمها الوفد العسكري الاميركي العالي المستوى الذي زار دمشق أخيرا الى السلطات السورية، محتجا على السماح لهؤلاء بالعبور من الاراضي السورية الى العراق للقيام بعمليات ضد الجيش الاميركي، كما يتوقفون عند خبر صاروخ 'السكود' المطور الذي ذكرت وكالة أخبار اميركية السبت الماضي ان السلطات السورية أجرت تجربة فاشلة لاطلاقه قبل أشهر، ليستنتجوا ان مسيرة تطبيع العلاقات الاميركية – السورية قد تكون وهما آخر يضاف الى وهم مصالحة سعودية – سورية أوصلت سعد الحريري الى مرحلة التكليف، لكن تلاشيها قطع أمامه جسور التأليف!..


- 'النهار'
خليل فليحان:
لبنان في القمة الأميركية – المصرية: قلق دولي من التجاذبات حول التأليف
.. ولفتت مصادر ديبلوماسية الى ان الاستمرار في الشروط التي يضعها بعض الزعماء من قوى 14 آذار كرد فعل على شروط اركان في قوى 8 منه هي 'غير واقعية وغير ديموقراطية، وإن إمعانهم في شحنها تارة وتبديلها مرة اخرى لا تدل على نيات صافية لاصحابها، ويتوجب على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ادراك خطورة الافساح في المجال امامهم للاستمرار على هذه الوتيرة، وعليه ان يحسم امره بعد مرور 53 يوماً على تكليفه، وإلا فإن ولادة الحكومة ستتعرض لمزيد من المخاض العسير، وهو يدرك انه لا يمكن إرضاء جميع الافرقاء لا سيما معارضيه الذين يريدون احباطه بمطالبهم 'المسكوبية'..ولفتت الى ان الحريري كلما عالج عقبة وضعت امامه عقبات، مستشهدة بالتباين في المواقف بين اركان قوى 8 آذار، فقد اتفق الحريري مع قيادة 'حزب الله' وحركة 'امل' على الاطار السياسي للحكومة وصيغة عملها من دون اشراك الجنرال، وعندما احتج الاخير على تجاهله وبدأ نواب ومسؤولون حزبيون يدافعون عن أحقية مطالبه كانوا يدركون ان بينها ما هو معقول وما هو مرفوض ولا يمكن التجاوب معه كليا لان ذلك سيولد مطالب مقابلة من فريق 14 آذار، وهكذا يبقى الرئيس المكلف يدور في حلقة مفرغة. واعربت عن دهشتها لحض نواب الحزب والحركة الحريري في تصريحاتهم على التعجيل في تشكيل الحكومة بعدما نالوا ما يريدونه بالنسبة الى آلية عمل الحكومة وعدم محاولتهم اقناع حليفهم بتليين مواقفه.

ووصفت 'التنوع في التعامل مع الحريري لتشكيل الحكومة بانه فريد في علم السياسة ولا تفسير له سوى السعي الى تحقيق اكبر قدر من المكاسب مهما طالت مدة التشكيل، في حين تنتظر لبنان الكثير من الاستحقاقات..واستغربت تمسك بعض زعماء التيارات والحركات والفاعليات السياسية بحقائب معينة كان يتسلمها منتمون اليها في الحكومة الحالية والحكومات السابقة. وسألت هل يعمل الوزراء هؤلاء لمصلحة تلك الاحزاب او للدولة ككل؟ ولجميع اللبنانيين او لفئة معينة؟ وهل نجاح احدهم في ادائه بالحقيبة التي يديرها، اذا نجح، يعني ان تبقى له؟.


- 'النهار'
راشد فايد:
الشاقول
الجنرال علامة فارقة في الحياة السياسية اللبنانية منذ خروج نظام الوصاية. في كل مرة يطل على اللبنانيين يتفوق على نفسه، يسجل مزيداً من إتقان الدور الذي قرّر اداءه: هو شاقول الأخلاق والوطنية، وصاحب الرؤية والنظرة الثاقبة، والمبادئ التي لا يزيح عنها. من معه هم أهل الأيدي النظيفة والحرص على الدولة. يترجم بلغته عناوين حليفه من نوع 'أشرف الناس'، و'أصدق الناس'، وإلى ما لانهاية له من أفعل التفضيل، فيرميها على نفسه وتياره وجمهوره ويمنعها عن الآخرين. خطابه يذكّر بمنطق الفاشية: كل العالم يستهدفه لنظافته، وكل الآخرين مافيات وكَذَبَةَ وسماسرة ورشاة، وعملاء لقوى إقليمية ودولية، إلا من ترك منهم 14 آذار أو تمايز عن قواها، فمغفور له اجتماعه مع المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية...


- 'المستقبل'
نصير الأسعد:
إيران المأزومة تعطّل أي تسوية على أبواب استحقاق العقوبات وسوريا تؤخّر 'نتيجة الإمتحان'..عون: 'العُقدة' الإيرانية ـ الحزب اللّهيّة و'المماطلة' السورية
... فقد خسرت إيران الإنتخابات اللبنانية في حزيران الماضي بفشل فريقها في الحصول على الغالبية النيابية، وكانت توعّدت بأن فوز فريقها سوف يغيّر وجه المنطقة. وتزامناً مع الإنتخابات في لبنان، سُجّل تراجعٌ للإمتدادات السياسية الإيرانية في العراق كما في الكويت. أما في فلسطين، فبالإضافة الى مشاهد الصراع في غزة ودلالاته وأبعاده، فإن المؤتمر السادس لحركة 'فتح' شكّل إيذاناً بمرحلة فلسطينية جديدة سواء على صعيد العلاقات الفلسطينية الداخلية أو على صعيد إعادة إنتاج الخارطة السياسية وتوازناتها عند محطة الإنتخابات التشريعية والرئاسية في الشهور المقبلة. والحال في اليمن تفيدُ أن 'الجماعة الحوثيّة' التي تدعمها إيران وتموّلها وتدرّبها، والتي أرادت إيران منها إختراق الجزيرة العربية وهزّ أمنها وإستقرارها، قد تلقّت في الأيام الماضية ضربات موجعة. تواجهُ طهران إذاً 'إستحقاق' العقوبات الدولية 'الموجعة' أواخر أيلول المقبل، وقد حصدت عدداً لا يُستهان به من الخسائر على الصعيد الإقليمي...

في مثل هذا 'المناخ' الإقليمي، أي في مثل هذه 'الزركة' الإيرانية داخلياً وإقليمياً على حد سواء، وأمام 'إستحقاق أيلول'، من الطبيعي إفتراض أن إيران ليست في صدد تسويات بـ'المطلق'، وأنها ليست في صدد تسهيل حصول تسويات حيث تستطيع أن تمنع حصولها. وبهذا المعنى، لا يمكن قراءة التصعيد في وجه تشكيل الحكومة في لبنان، إلاّ بوصفه إنعكاساً لقرار إيراني بمنع تسهيل التسوية، يلتزمه 'حزب الله' وينفّذه الجنرال ميشال عون.... فإن التصعيد العوني في وجه تشكيل الحكومة ليس من صنع عوني. فواقع الأمر أن 'حزب الله' الذي لا يرغب في أن يتصدر المشكلة مباشرة وبنفسه، أعطى عون 'تعليمة' العرقلة.. حتّى من غير أن يشرح له الحيثيّات. أي ان 'العقدة العونية' إنما هي عقدة إيرانية ـ حزب اللّهيّة. وافق 'حزب الله' على 'الإطار الحكومي' لكنه ربط نزاعاً عبر عون مع الوضع اللبناني.. في إنتظار إيران. ولما كانت العقدة الإيرانية ـ الحزب اللّهيّة تحصل على تقاطع مع مماطلة سوريّة، فإن الجنرال ليس سوى التقاطع بين العقدة من ناحية والمماطلة من ناحية أخرى.


- 'السفير'
عماد مرمل:
الحكومــة تدخــل رســمياً فــي نفــق الأزمــة.. الحريري يقاوم تبعات فقدانه لـ&laqascii117o;الأكثرية".. وعون يستثمرها
... وتؤكد المعلومات ان ما طرحه عون في مؤتمره الصحافي لا يندرج في إطار رفع السقف التفاوضي او المناورة التكتيكية، بل هو يعني ما يقول ويتمسك به، سواء لجهة الاصرار على توزير باسيل او لجهة المطالبة بحقيبة سيادية الى جانب وزارة الاتصالات، على قاعدة قناعته بأنه يستحق ما يريده، إلا إذا نجحت المساومات اللاحقة في ابتكار مقايضة توفق بين شروط الجنرال وحسابات الرئيس المكلف. ويبدو انه كان قد تناهى الى مسامع عون خلال الايام الماضية ما مفاده ان المحيطين بالحريري نصحوه برأيين حيال كيفية التعامل مع ملف شروط الرابية. أصحاب الرأي الأول اقترحوا على الرئيس المكلف القبول بتوزير جبران باسيل &laqascii117o;وعندها سيتساهل معك الجنرال في مسألة الحقائب وسيقبل ما ستعرضه عليه"،

بينما رأى اصحاب الطرح الآخر ان بالامكان إرضاء عون من خلال منحه حقيبة الاتصالات، &laqascii117o;وحينها سيتخلى عن باسيل الذي يرفع سعره ليقبض ثمن التنازل عنه لاحقا وتحقيق مكاسب في مكان آخر". إزاء هذا المناخ، قرر عون ـ حسب المعلومات ـ ان يكشف في مؤتمر صحافي علني عن فحوى ما كان يطرحه في الاتصالات خلف الكواليس، وهو تقصد بذلك ان يبعث برسالة الى أصحاب الشأن يؤكد فيها ان ما يطالب به خلال المشاورات البعيدة عن الاضواء هو جدي وليس للتكتيك التفاوضي، &laqascii117o;وبالتالي فإن باسيل ثابت في معادلتي وكذلك حقيبة الاتصالات والوزارة السيادية". وحسب شخصية مسيحية مخضرمة ومقربة من الجنرال، فإن الحريري أظهر حتى الآن انه لا يجيد كثيرا تقنيات لعبة تشكيل الحكومة، مشيرة الى انه كان ينبغي بعد مرور كل هذا الوقت على تكليفه ان يضع صيغة حكومية عملية يعرضها على رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، بما يساهم في تزخيم مشاوراته انطلاقا من مسودة وزارية، بدلا من ان يظل يسبح في الهواء. وتلفت هذه الشخصية الانتباه الى ان السعودية قامت بواجبها في تأمين مظلة داخلية وإقليمية لتكليف الحريري ومن ثم ساعدته في انتاج المعادلة الرقمية للحكومة، وعليه ان يستكمل الباقي بنفسه.


- 'صدى البلد'
ديانا سكيني:
جمود أميركي يبقي أطر التفاهم حاكمة
..لا يلغي الجمود الذي تشهده المشاورات السعودية - السورية بشأن لبنان، بالنسبة لمراقبين، مفاعيل الاتفاق العامة في رسم الــخــطــوط الــعــامــة لادارة اللعبة السياسية في البلاد بحيث تبقى روحــيــة التسوية هــي القائمة خصوصا فــي العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله... وتــــرى اوســــاط فــي الاقــلــيــة بــان 'الانــدفــاعــة الــســعــوديــة الايجابية' فرملتها 'الانعطافة الجنبلاطية التي جعلت المملكة تتريث لاعادة حسابات الربح والخسارة'. الأوساط نفسها تعزو ما تسميه 'افشال فرصة اتفاق كامل' الى الدور الاميركي الــذي 'كــان مساعد وزيــرة الخارجية جيفري فيلتمان عرابه'، فيما ترد اوساط في الأكثرية باتهام ايران بالعرقلة، بسبب عدم استساغة ابعادها الشكلي عن الملف اللبناني والــذي تجلى بالانزعاج الــذي ابدته سفارتها وحلفاؤها في بيروت من عــزوف رئيس اللقاﺀ الديمقراطي عن تلبية دعوة السفير الايراني الى العشاﺀ بعدما استمع الــى مشورة الملك السعودي عبد الله بــن عبد العزيز. الأوساط نفسها تربط بين موعد زيــارة الرئيس السوري الــى طهران وبين توقيت نشاط حزب الله على خط مساعدة الرئيس المكلف من اجل حلحلة العقد الحكومية، وهو الامر الذي يفيد الحزب في حصر الخلافات في ملعب الاكثرية ونزع تهمة العرقلة عن المعارضة خصوصا وان الاكثرية نجحت في حصرها اعلاميا في عقدة توزير جبران باسيل...


- 'صدى البلد'
بيار عقيقي:
إسرائيل تصمت وتنظر الى سورية
ماذا حدث في الأسبوع الأخير من مسلسل الصراخ الاسرائيلي؟ ولماذا خفتت أصوات مسؤولي تل أبيب وتــراجــع منسوب الكلام عن الحرب؟ وهل كنا على شفير المعارك وعدنا الى سلم مهزوز أم ماذا؟ كل الذين تابعوا وسائل الاعلام الاسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية، وجدوا ان 'الحرب باتت قريبة'، وفات الجميع أن الاسرائيلي حين يتكلم لا يفعل، وبالتأكيد هو لن يبدل العادة لأسباب عدة ومنها، أن الــصــراخ وحــده يكفي الطرف الآخر ليكون متأهبا، لو مهما غيّر الاسرائيليون من عادتهم. أما وإن صمتوا فالتأهب يجب أن يكون أفضل. أما ولماذا ارتفعت نسب الانتهاكات الاسرائيلية، وأقاموا ساترا ترابيا في أرض لبنانية، وزادوا مــن حجم التحركات العسكرية على الجانب الآخر للحدود، فذلك لعوامل عدة. فلنر الأمـــر مــن هـــذا الــجــانــب، يعيش لبنان صيفا سياحيا قلّ نظيره، وهو الأفضل له منذ أكثر من 5 ســنــوات، واذا كــان في كل عــام يحيا فــي مـــأزق سياسي أو أمني، فإنه لا يعرفه في هذا العام. ففي 2005 كــان زلـــزال اغتيال رئيس الوزراﺀ رفيق الحريري ما زال مستمرا، وفي 2006 كانت حرب تموز، وتبعتها حــرب نهر البارد في 2007 ومناوشات جبل محسن- باب التبانة من جهة وسعدنايل- تعلبايا من جهة أخرى في، 2008 أمــا الــيــوم فــإن غياب الاشــكــالات الأمنية هو سيف بيد السياحة اللبنانية. هذا ما يزعج اسرائيل، ويفيد لبنان.

التراجع الاسرائيلي معطوفا على كلام السيد حسن نصرالله عن أن لا حرب في لبنان قريبا، يندرج في سياق أمر واحد هو أن الاسرائيليين حاولوا قدر الامكان قتل السياحة المتنامية في لبنان عبر التهويل الدائم بأن الحرب ستندلع. هذا مــا جعل بعض الــعــرب يبيعون شققهم في لبنان، لكن التهويل لم يأت بثماره المرجوة. ماذا بعد؟ لــن تكون هناك حــرب فــي الأمــد القريب، لكن أيضا لن يكون هناك اطمئنان تام. فأخبار المفاوضات تفيد اسرائيل أكثر من عِبر الحروب. خصوصا وأن كامب دايفيد أعطاها ما لم تعطها حرب، 1967 واتفاقية أوسلو وهبتها أكثر من التصدي لانتفاضة الحجارة الفلسطينية. هوّلت اسرائيل وتوقفت، لا تريد اشعال حــرب، ولا تريد أن توحي بأنها غير قــادرة على شن حرب حاليا، إنها تفكر فقط في ما يجري في دمشق.


- 'السفير'
اهارون زئيفي فركش(رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية &laqascii117o;أمان"):
خبراء إسرائيليون: مواجهة المقاومة بأي إستراتيجية: إستهداف المدنيين 
سأختبر في هذه العجالة حالتين ملائمتين لقياس حالة الردع: الحالة الفلسطينية، وحالة &laqascii117o;حزب الله"، ومن خلالهما سنستطيع التعرض لطبيعة &laqascii117o;محاربة الإرهاب"، وكيفية مواجهة الدولة أو أي كيان سياسي لصيغة حروب الاستنزاف، وحرب العصابات. وبإمكاننا الآن استعراض أربعة نماذج في الشرق الأوسط أبدى الغرب في التعامل معها فشلا واضحا، وإدارة غير سليمة للتكيف معها: أفغانستان، العراق، لبنان، السلطة الفلسطينية. بداية أريد التطرق إلى طبيعة التعامل مع ظاهرة الردع بالنظر إلى قدرة الطرف الثاني، سواء في الحالة الفلسطينية، أو الساحة اللبنانية، خاصة عند الحديث عن بناء قوة الردع لدولة ديموقراطية. علما بأن الجهة التي تفعل عملياتها &laqascii117o;الإرهابية" تعلم جيدا ان عملها من وسط السكان المدنيين هو من يقيد حرية عمل الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي فهي تمارس ضغوطا هائلة عليها، وبالتالي تضع على هذه الدولة الديموقراطية مزيدا من المعايير والاعتبارات للتعامل مع مثل هذه الظواهر.

وإذا ما كانت المنظمات &laqascii117o;الإرهابية" تفتقر إلى حيازة طائرات الـF16 فإنها ستلجأ لاستخدام سلاح &laqascii117o;الانتحاريين"، وحتى لا نخطئ مرتين، يجب علينا أن نعلم أن هذه المنظمات إذا ما امتلكت منظومة تسليحية متقدمة، فإنها لن تتردد إطلاقا في استخدامها. وبالتالي علينا أن نتوقع أن هذه المنظمات ستكون جاهزة لاستخدام صواريخ &laqascii117o;القسام والزلزال"، وتهديد السكان المدنيين في إسرائيل، للتأثير على قرارات الحكومة الإسرائيلية. لذلك، سنلحظ خلال جولات المواجهة السابقة، أنه في الوقت الذي تشن فيه تلك المنظمات حربها ضد دول نظامية بعينها، فإنها تلجأ تلقائياً لاستهداف السكان المدنيين، علماً بأن المس بهم ليس أمرا عفويا أو اعتباطيا، بل إنها إستراتيجية دائمة وثابتة لهذه المنظمات. وحين تطالب إسرائيل بأن تنطلق لمحاربة تلك المنظمات، وتبذل جهودا حثيثة وفاعلة لعدم المس بالمدنيين والأبرياء، فإنها تبدو للناظر كما لو كانت مقيدة من الخلف، على الأقل هذا في ضوء السياسة الحالية، إذا ما افترضنا أن هناك سياسة أصلا! ومن خلال اللجوء إلى وسائل محددة، وملاحقة فعالة، وعلى المدى الطويل، لإحباط قدرات الخصم، يمكن عبر ذلك كله التأسيس لردع قوي ومكثف. وربما يكمن هنا الفرق بين الجهد الناجح، وما سبقه من جهود بذلتها السلطة الفلسطينية ولم تكن مجدية في وقف ظاهرة العمليات &laqascii117o;الانتحارية"، كما نجحت تلك السياسة الأمنية الإسرائيلية في مواجهة &laqascii117o;حزب الله"، على الأقل إلى حين انطلاق حرب لبنان الثانية. وهنا بالإمكان ملاحظة حجم التعاون والشراكة الفعالة بين مختلف الوسائل الأمنية، والتقنيات الالكترونية، سواء كان &laqascii117o;السيغينت" وهي المخابرات التقنية، أو &laqascii117o;الفيزينت" وهي المخابرات المطورة، أو &laqascii117o;اليومينت" وهي المخابرات البشرية التقليدية، إلى جانب ذلك كله المخابرات البحثية التحقيقية. كل ما تقدم، وبجانبه بالتأكيد حجم الجهد الأمني والعسكري الميداني المكثف، وما رافقه من تغيير في النظرة الأمنية، أدى إلى تحقق نتائج إيجابية هي الأكثر نجاحا على صعيد محاربة المنظمات &laqascii117o;الإرهابية" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضد السلطة الفلسطينية بين عامي 2002-2005. إجراء التغيير في صياغة المعادلة الأمنية الإسرائيلية ضد المنظمات المعادية، جاء في أعقاب اندلاع موجة من العمليات المسلحة المؤلمة، وأبرزها النجاحات الميدانية البارزة التي حققتها ظاهرة العمليات الانتحارية أواخر عام 2001، وبدايات عام 2002. ولذلك سنرى في مراجعة تاريخية أن معظم الجهود الإحباطية التي قام بها جهازا &laqascii117o;الشاباك" و&laqascii117o;أمان"، تركز أساسا في مكافحة ظاهرة &laqascii117o;الانتحاريين". وتحديدا في هذه النقطة بالذات، لم نفكر كثيرا وبما فيه الكفاية في وضع الحدود بين تلك الخطوات الميدانية الفعالة، النابعة أساسا من الجهود الإحباطية المكثفة لمنع &laqascii117o;الإرهاب"،

وبين الخطوات السياسية التي بدت غائبة، أو مغيبة. وبالتالي، فحين لا يستطيع ذلك المسلح إلى هذه المنظمة المعادية أو تلك، أن ينام عدة ليال متواصلة، وحين تمس عائلته بأذى، سيؤثر ذلك حتما على قدرته على مواصلة العمليات ضد إسرائيل، وإطلاق المزيد من القذائف الصاروخية، وكما لا يستطيع سكان سديروت أن يناموا لياليهم، فلا يجب أن ينام أهل غزة كذلك. المهم هنا في النظرية الردعية الجديدة أن يتم استهداف صناع القرار في تلك المنظمات المعادية، والجهات التنفيذية العملياتية وعائلاتهم، والجهات التي توفر لها الدعم الاقتصادي، وحماية عائلية وقبلية، كل ذلك سيؤدي حتما إلى حصول نتائج إيجابية بالتأكيد. إن أي نجاح لدولة ديموقراطية في مكافحتها &laqascii117o;للإرهاب"، وبناء قدرة ردعية مكثفة، يحتم عليها أن تعمل على إدخال عنصر السكان المدنيين إلى دائرة الفعل والفعل المضاد، انطلاقا من اعتبارات عقلانية بالدرجة الأولى، وربما معايير أخلاقية أيضا. هذه فرضية ردعية ميدانية ترسل رسالة إلى الجهة التي يراد ردعها، مفادها أنه في اللحظة الأولى لإطلاق القذيفة الصاروخية الأولى سيكون هناك رد حتمي وسريع عليها. الرد هنا يجب أن يكون مرتبطا بسرعة التحرك الميداني، وليس بناء على حجم الضرر المترتب فقط على هذه القذيفة أو تلك. التفسيرات الميدانية لهذا التصور تعني: يجب علينا الرد على كل إطلاق للنار باتجاهنا، حتى لو لم يقع في صفوفنا مصابون، وكل ذلك من أجل بناء ردع إسرائيلي فعال.


- 'السفير'
غسان طه (باحث جامعي):
مناقشة مقالة حول &laqascii117o;المنار" والدروس الدينية
تشكل مقالة الدكتور مصطفى علي الجوزو في عددي جريدة &laqascii117o;السفير" بتاريخ 10 و11/8/2009 التي حملت عنوان &laqascii117o;تلفزيون المنار والبرامج الدينية" وبالتحديد حول الروايات المتضمنة لحركة &laqascii117o;الخراساني" &laqascii117o;والسفياني" كعلامتين من العلامات التي تسبق ظهور الإمام المهدي المنتظر، والتي تدخل في حركة التاريخ المستقبلي الذي يسبق ظهور المهدي المنتظر، في حين كانتا بنظر الكاتب حركتين في التاريخ في مطلع القرن الثاني الهجري، وقد برز ذلك خلال قوله بأنَّ &laqascii117o;أبو مسلم الخراساني هو من كبار قادة العباسيين بل هو المؤسس لدولتهم، معتبراً إياه الخراساني المقصود، مع أنَّه مختلف تماماً عن أبي مسلم الخراساني، فهو صاحب راية حق ويظهر في آخر الزمان، ولذا لا يوجد ما يشير إلى دعوته إلى: &laqascii117o;الفتنة بين الشيعة والسنّة في الحسينيات والمساجد دون إثارتها على الملأ وخصوصاً على محطة تلفزيون &laqascii117o;المنار" الذي يحظى باهتمام إسلامي واسع بكونه تلفزيون المقاومة".

فما يمكن التذكير به في هذا المجال، أن الموضوع الأساس في الحلقة على شاشة المنار كان حول الإمام المهدي، وهو محل إجماع بين السنّة والشيعة كحتمية تاريخية، ما يعني أن الموضوع ليس محل سجال خلا ما هو موجود حول الغيبة، وكذلك لم تتعرض الدروس لخراساني في التاريخ ولا لأي شخص بعنوان السفياني في التاريخ. أمَّا إذا ورد ما قد يثير نقاشاً جراء تغاير الأفهام في بعض المرويات فهو يعبِّر عن الخصوصية والتنوع، وأعتقد أن المنار حافظت على هويتها الوحدوية، ولم تثر مسائل الخلاف، وهذا ما برز في الدروس الدينية المذكورة، ولكن الكاتب فسَّرها من البداية بخلاف مضمونها، فانهار مبنى النقاش من بدايته. أمَّا لناحية استدلالاته في الروايات بعد تمحيصها فهي لا تخلو من سجال للأخذ والرد. فالكاتب يشير إلى أنَّ السفياني والخراساني كانا في فترتين زمنيتين منفصلتين، فالأول السفياني خرج عام 132 للهجرة بعد مقتل مروان ابن محمد آخر ملوك بني أمية على يد أبو مسلم الخراساني في العام نفسه، بينما أن كلاً من السفياني والخراساني المستقبليين لم يحن زمانهما بعد، وكما جاء في الروايات يظهران في شهر واحد وفي يوم واحد كما جاء في عقد الدرر، والقول المختصر والبرهان المتقي ومنتخب الأثر، وحلية الأبرار حيث يتواجه السفياني مع جيش المهدي، وهذا ما يحصل في المستقبل ولا علاقة للتاريخ بذلك.

 أمَّا لناحية بناء الشك على انفراد الحديث المنسوب إلى النبي عند النيسابوري، والذي يرد فيه اسم السفياني فثمة نصوص وردت عند مؤرخين كثر تشبه هذا الحديث وفيها تفاوت وتفصيل ولكن يرد فيها اسم السفياني، على غرار جامع البيان للطبري، والكامل عند ابن الأثير، والتهذيب لابن عساكر، وتذكرة القرطبي وغيرهم، مثلها الكثير من الروايات التي تذكر اسم السفياني. وقد ورد اسمه لدى ابن حمّاد رواية مسندة إلى الرسول (ص) تذكر هذا الاسم وليس في تلك الرواية مشابهة بين شخصية السفياني كما وردت في التاريخ وشخصية في الرواية ما يعني أنهما شخصيتان مختلفتان. أمَّا مطارحته للرواية المنسوبة إلى النبي (ص) حول حديث الفتنة، والتي تصل إلى حد نفيه لوجود مثل هذه الرواية، لا سيما لورود اسم السفياني، لعدم استعمال النسب المعاصر في ذلك الوقت بل النسب إلى أهل القبيلة. فإنَّنا نجد أن الفتن السبع تندرج في الرواية على شكل الإطلاق، وتنسب كل منها إلى ناحية جغرافية، في حين أن إقران إحداها بالسفياني يمكن أن يفيد التخصيص. والتوصيف باسم السفياني لما يمكن عليه مستقبل الزمان في واقع الحال، أي وصف السفياني كما سيوصف به في زمانه خصوصاً في إكمال الحديث حين يقول: ومن هذه الأمة ـ أي منكم ـ من يدرك آخرها ـ أي الفتنة ـ، ولم يشر إلى من يخاطبهم، وإلاَّ لكان قال إن فيكم من يدرك أولها وفيكم من يدرك آخرها؟ وعلى أي حال إنَّ الحديث عن السفياني لم يكن غريباً عن المسلمين آنذاك، ولو كان السفياني هو نفسه من يدعيه الكاتب، فلماذا انطلقت عدة ثورات على العبّاسيين بهذا الاسم، أليس لأنه كان معروفاً في الروايات عند المسلمين؟.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد