قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 1/9/2009

- 'النهار'
سجعان القزي:
محور: أي مستقبل للإصطفافات السياسية في لبنان؟
..وتجمُّع 8 آذار لم يجتمع لرفض الانسحاب السوري والمحكمة الدولية فحسب، بل هو حركة سياسية وعسكرية تؤمن بوحدة لبنان واستقلاله، قاوم مكَـوّنها الأساسي (حزب الله) الاحتلالَ الإسرائيلي، لكنه يقوم اليوم مقامَ الدور السوري ويجسِّد امتداد الثورة الإيرانية شرق المتوسط (وتبين أيضاً وجود تباين بين أطراف 8 آذار حول حدود هذا الدور). لذلك إن الصراع بين التجمعين اللذين يحملان مشروعين متناقضين للبنان الوطن والهوية والنظام والمجتمع والإنسان، لن ينتهي إلا بغالب ومغلوب. لا أعني هنا أن فريقاً لبنانياً سيغلب فريقاً لبنانياً آخر، بل أقصد أن أحد هذين المشروعين سيغلب الآخر، إذ لا يمكن التسوية بين الاستقلالية والتبعية، بين الدولة والدويلة، بين الأمن والمربعات الأمنية، بين الحرب والسلام، بين الحداثة والجمود، بين الحياد والانحياز، بين السلاح الشرعي والسلاح غير الشرعي، وبين ولاية الفقيه والدولة المدنية. إذا كان مشروع 14 آذار المعلن هو الحقيقي والنهائي، فمشروع 8 آذار المعلن هو مرحلي وتمويهي يُخفي مشروع 'حزب الله' الأساسي بإقامة جمهورية إسلامية 'تحترم' الخصوصية اللبنانية. وهذا لا ينفي وجود مشروع سُـنّي سلَفي يرفضه 'تيار المستقبل' ويكبحه ـ يحلم بإقامة خلافة إسلامية لا تحترم الخصوصية اللبنانية، لأنه فكر تكفيري خلافاً لفكر 'حزب الله'. لهذه الأسباب، فشل قادة التجمعين في الخروج من الاصطفاف الحاصل بين 8 و 14 آذار مع أنهم التقوا في هيئة حوار وطني. وإذ لا أحد يملك كل الحقيقة، أؤمن بأن 'حزب الله'، بالأصالة والنيابة معاً، يتحمّـل مسؤولية الفشل لأنه لا يحاور الآخرين بل يفرض رأيه عليهم. فهذا الحزب واثق من قدرته على تحقيق مشروعه والسيطرة على الحكم في لبنان. وثقته ناجمة عن أسباب عدة أبرزها: إيمان مناصريه بقضيتهم، قدراته العسكرية، صموده الرائع في حرب 2006، الدعم المالي والعسكري الإيراني اللامتناهي عبر الحدود اللبنانية - السورية، عدم عداء إسرائيل التاريخي للحركات الشيعية في العالم العربي ولامبالاتها بالوضع الداخلي اللبناني، واستخفاف 'حزب الله' بالسياسة الأميركية في المنطقة بعد تعثرها الواضح في لبنان والعراق وأفغانستان وإيران (حتى الآن). وفي المقابل، لم ينجح تجـمّع 14 آذار في تخطي معارضة تجمّع 8 آذار حين كان الأخير ضعيفاً بين سنتي 2005 و 2006، ولا تمكَّن من أن يحكم معه بعد أن استقوى إثر حرب 2006. وإحراج تجمّع 14 آذار يعود إلى أسباب عدة أهمها: طبيعة مشروعه الرامي إلى بناء دولة لا إلى المواجهة والقتال. سيطرة الاعتبارات الطائفية على قرارات مصيرية كمشروع إسقاط الرئيس إميل لحود. تقوقع نسبي بعد كل عملية اغتيال أحد رموزه. تردد المكوِّن السنّي في اتخاذ مواقف معينة خشية فتنة سنَـيّـة - شيعـيّـة. إعطاء الأولوية للمحكمة الدولية على مشروع بناء الدولة. إصغاء فائق للنصائح السعودية والأميركية الداعية إلى التهدئة وعدم التصدي المناسب للتحديات الأمنية والعسكرية. اجتياح 'حزب الله' وحلفائه  العاصمة في 7 أيار 2008، وقبول النتائج السياسية لميزان القوى الجديد وتعميمها على باقي قوى 14 آذار من خلال تسوية الدوحة. حيادية سلبية للجيش اللبناني رافقها تخاذل قوى الأمن في السنوات الثلاث الماضية. إخفاق مكونات 14 آذار في أن تنسج بينها علاقة ودّية وشفافة وصادقة ومتوازنة وتنظيمية...وإذا كانت الأخطار الأمنية الداخلية المحيطة بتجمّع 14 آذار تعزز وحدته الاتحادية رغم زحول وليد جنبلاط، فإن الأخطار العسكرية الخارجية المحدقة بـ'حزب الله' من شأنها أن تطيح تجمّع 8 آذار في أي لحظة....


- 'الأخبار'
نادر فوز:
الحريري وعون بدآ الحوار ولم يتّفقا على التهدئة
..وفي الحديث عن الجو العام للقاء بعبدا، لعلّ أبرز ما يمكن قوله ما نقله أحد المطّلعين أنّ الاجتماع &laqascii117o;أشبه بجلوس اثنين &laqascii117o;متسنغفين" على طاولة واحدة". على الرغم من هذا الوصف &laqascii117o;اللاذع"، يمكن اعتبار هذه الخطوة هي الأبرز والأكثر إيجابية منذ تكليف النائب الحريري، على اعتبار أنّ الاستحقاقات الأخرى التي جرت في مجلس النواب لم تبشّر بالخير. وأبرز ما جرى في اللقاء أنّ الحريري خلط الوزارات وجزّأها، لتصبح على الشكل الآتي: وزارة لكل من الطاقة والمياه والخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات والتربية والتعليم العالي. أي بما معناه أنّ الحريري طرح إلغاء وجود وزراء بلا حقائب، وتابع طارحاً إمكان تأليف حكومة أقطاب. وافق العماد عون على هذين الاقتراحين، واتُّفق على أنّ يُعدّ الحريري اقتراحه في الأيام المقبلة، لتجري مناقشته على المستوى العام. وفي هذا الإطار، نقل مطّلعون أنّ عون قال للحريري إنّ الوزير جبران باسيل سيمثّله في الاجتماعات اللاحقة، أكانت في فترة غيابه أم بعدها....(للقراءة).
- البلد أنطوان غطاس صعب: حركة رئاسية باتجاه الحل؟!
...الــلــقــاﺀ ات الليلية بين الرئيس المكلف سعد الحريري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل تحمل فــي طياتها تفسيرات عدة تبعا للنقاشات الجارية على خط التأليف ويمكن ان يكون قد حصل توافق على فرملة انجاز التشكيلة الحكومية بموازاة البطﺀ في الاتصالات السورية – السعودية التي لم تتوقف اساسا والتصعيد الحاصل في الملف النووي الايراني مع اعــلان الخارجية الاميركية عدم تــجــاوب طــهــران بشكل كــامــل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتأكيد حصول اجتماع الاربعاﺀ المقبل للمدراﺀ السياسيين للدول الست المعنية بالمفاوضات مــا يفتح الــبــاب على مصراعيه على شتى الاحتمالات. واما ان تفاهما ضمنيا بين الحريري وحزب الله يؤسس لعلاقة مستقبلية افضل مع انخفاض حدة الخطاب السياسي واحياﺀ الهدنة الاعلامية التي تبقى نوعا من 'شعرة معاوية' بينهما, خاصة بما يمثلانه داخل طائفتهما وعلى امتداد مساحة الوطن. ويــكــرر حـــزب الــلــه عــلــى لسان مسؤوليه ونوابه ان الاتفاق على الاطــار السياسي يستلزم الانطلاق نحو الامام في دعم الرئيس المكلف، لكنه في المقابل يدعم شروط العماد عون كونه حليفا وليس وسيطا وهو تناقض بحد ذاتـــه لا يحمل على التفاؤل اذا ما اضيفت اليه العقبات العابرة للحدود لان الحل يجد طريقه الــى التنفيذ فــي اتــصــال هاتفي بسيط على غرار ما حصل في اتفاق الدوحة عندما قــام وزيــر الخارجية الايراني منوشهر متكي بتمرير كلمة السر الى حلفائه اللبنانيين في ساعة متقدمة من ذلك اليوم الفضيل....


- 'صدى البلد'
علي حلاوي:
لقاﺀ بعبدا: عون يصرّ على توزير جبران باسيل
... لــم يتأخر جــنــرال الرابية كثيراً وبناﺀ على نصائح عديدة وجهت الى الجنرال من بينها حزب الله الذي نصحه بضرورة الرد الايجابي على مبادرة الحريري كي لا تظهر المعارضة وتحديداً التيار الوطني الحر بمظهر 'المعطل' والرافض لمبادرات الحلول، اتى الرد الايجابي من عون وتم اللقاﺀ في بعبدا على مدار اكثر من ساعة وربع الساعة على مسمع رئيس الجمهورية. وتعليقاً على هذا اللقاﺀ تشير مصادر التيار الوطني الحر 'الى ان احداً من المعارضة او الموالاة لم يتوقع ان ينتج من اجتماع الرئيس المكلّف والعماد عون تذليل كامل لكل العقبات الحائلة دون تشكيل الحكومة بل ان هــدف الاجتماع ينحصر في جلوس الطرفين وجهاً لوجه والتحدث دون اي وسيط او طرف ثالث عن آرائهما وصورتيهما لتشكيل الحكومة، وهذا ما كان يدعو اليه الجنرال دائماً'. ويضيف المصدر' ان الجنرال اوضح للرئيس المكلّف الصورة الحقيقية لموقف التيار الوطني الحر الــذي يصر عــلــى ضــــرورة ان يمثل بخمس حقائب، هي حقه الــذي كفلتها لــه الانتخابات النيابية، واحــدة منها سيادية هي وزارة الداخلية، اضافة الى وزارة الاتصالات التي يجب ان تكون من حصة الوزير جبران باسيل الامــر الــذي يخوله الاستمرار بحملته الاصلاحية في هذا المجال'. وفـــي الــســيــاق ذاتـــــه، وصــف المصدر ذاتــه 'الــلــقــاﺀ بأنه كان ايجابياً، وبأن الطرفين تطرقا في جلستهما الـــى مختلف الامـــور المتعلقة بالتشكيلة الحكومية' موضحاً 'ان الحريري كان يستمع بدقة الى ما يقوله الجنرال الذي بــدوره اكــد للرئيس المكلّف انه لا يزال ينتظر منه موقفا حاسماً بالنسبة الى تشكيلته الحكومية ليتم حينها البناﺀ على الشيﺀ مقتضاه هذا ما اكده عون بأنه لن يقبل بغير وزارة الاتصالات لجبران باسيل تحت مبدأ انه يحق لكل كتلة نيابية ان تسمي وزراﺀها في الحكومة وهــو الامــر الــذي تحفّظ عليه الحريري الذي وعد بتفعيل آليات التواصل مع الرابية حتى خلال سفر الجنرال عون'. كــمــا تــطــرّق الـــرجـــلان بحسب الــمــصــدر 'الـــى مــوضــوع السجال والــحــمــلات الاعــلامــيــة المتبادلة بينهما، وسجّل كل منهما عتبا على الآخر في هذا المجال حول من بدأ بهذه الحملات، وهو ما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التدخل لوقف السجال، وتعهد الطرفان بالاستمرار في سياسة التخفيف من حدة ونبرة المواقف لنوابهما وكتلهما السياسية الامر الذي من الممكن ان يمهّد لولادة حكومية سريعة'.

- 'الأنوار'
رفيق خوري:
المؤامرة - الجريمة المستمرة:الواقع يكشف السرّ
(المؤامرة هي ثورة فشلت)، هكذا تكلم سعيد تقي الدين في خمسينات القرن الماضي ردا على محاكمة متهمين بمؤامرة لقلب النظام في عاصمة عربية. لكن الانقلابات العسكرية الناجحة ليست جميعا ثورات. ولا هي، وان استعار قادتها تعبير الثورة، بوليصة ضمان للتخلي عن عقلية المؤامرة وممارسة المؤامرات. فالذكرى الأربعون لما سمي (ثورة الفاتح) من أيلول هي الذكرى الحادية والثلاثون لمؤامرة كبيرة جرى خلالها تنفيذ واحدة من أخطر جرائم العصر: إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والزميل عباس بدرالدين على يد النظام الليبي. وهي المؤامرة - الجريمة المستمرة التي قوبلت باستنكار لبناني وعربي واسلامي من دون أية حركة فاعلة على مستوى الأنظمة لوضع نهاية لها. لا بالضغوط الجدية على النظام المسؤول عن ارتكابها. ولا حتى بدفعه الى كشف غوامضها. مع انه كشف الكثير مما فعله بالارهاب والعنف والتآمر حين خاف على نفسه وأعلن انه تاب. إذ فتح له الغرب أبوابه بقوة الحاجة الى النفط والغاز والصفقات التجارية، ولم تكن الأبواب العربية والاسلامية مغلقة أصلاً في وجهه. ذلك ان إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه ليس الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها آلة العقيد القذافي. لا في حق لبنان الذي يتذكر الدور الليبي في الحرب. ولا في حق دول عربية واسلامية وغربية عدة. وها هو في الذكرى الاربعين يستعيد من سجن اسكوتلندا المدان الوحيد في اسقاط طائرة لوكربي، عبر صفقة سياسية - تجارية مع حكومة بريطانيا. عشية تلك الرحلة اتصل الامام الصدر هاتفياً بصديق له ودعاه الى كأس شاي. وحين وصل الصديق الى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وجد مع الامام ابن شقيقته صادق الطباطبائي. كان الامام مهموماً وقلقاً. وكان يرى في انحراف المقاومة الفلسطينية عن هدفها المركزي بالتورط في الشؤون اللبنانية الداخلية خطراً على لبنان والوحدة الوطنية كما على القضية الفلسطينية ويريد انقاذ البلد والقضية الفلسطينية من مخاطر ان تصبح الحرب طائفية ومذهبية وأن يصبح الطريق مفتوحاً أمام حرب اسرائيلية واسعة. وهو طرح على صديقه سؤالين كبيرين: هل هناك وسيلة لإخراج الخطر من الجنوب غير السلاح? وهل هناك مجال للتحالف مع الاتحاد السوفياتي لإخراج الخطر. لم يطلب جواباً فورياً، بل التفكير في الأمر ثم تقديم الجواب بعد عودته. وذهب ولم يعد. لكن القذافي لا يزال في السلطة منذ أربعين عاماً. فالعقيد الذي انقلب على الملك السنوسي يفاخر اليوم بأنه يحوز لقب (ملك ملوك افريقيا). وما جرى للبنان وفي المنطقة يكفي لأن نعرف لماذا أخفي الامام الصدر، ولماذا لم تتحرك الانظمة العربية والاسلامية.


- 'الأنوار'
رؤوف شحوري:
من بركات ذكرى تغييب الإمام الصدر
احياء الذكرى الحادية والثلاثين لتغييب إمام الوطن السيد موسى الصدر ورفيقيه يتخذ أبعاداً تتضخم عاما بعد عام. وذلك يبدو في نظر المراقب الأجنبي والبعيد عن ثقافة المنطقة، أمراً مجافياً للمنطق كما يفهمه في مقاييسه الخاصة، ووفقاً لمقولة أن مرور الزمن هو أقرب طريق الى النسيان. غير أن قضايا طلب العدالة والاقتصاص من الظالم لها منطقها الخاص في مسار الأمم وفي كتابة تاريخها، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بأحد رموزها وقادتها الكبار. وتعاظم طلب العدالة والاقتصاص من الظالم في قضية تغييب الإمام موسى الصدر، سيتكرر بالوتيرة نفسها في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وسيتعاظم مع الوقت الى ان يستقيم ميزان العدالة ويتم الاقتصاص من الظالم. وبهذا المعنى ينبغي أن تفهم الصرخة التي أطلقها اللواء جميل السيّد قبل يومين كنداء لطلب العدالة والاقتصاص من الظالم. بركات الذكرى الحادية والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر غيّرت صورة الاهتمامات اليومية الصغيرة التي يعيشها اللبنانيون في هذه المرحلة. وتجلّت في الكلمة الجامعة التي ألقاها الرئيس نبيه بري رفيق جهاد الإمام الصدر ووارث مسؤولية القيادة بعده في (حركة أمل) وحركة المحرومين في الوطن. وقد أعاد فيها تصويب الأهداف والعمل العام من أجل تحقيقها، في اطار استراتيجية عامة تسمو عالياً فوق التكتيكات السياسية الصغيرة كما نرى مشاهدها اليوم تتكرر بوتيرة تدعو الى السقم والملل والتشاؤم. وهي تتلخص في اعطاء مضمون عملي لـ (الوحدة الوطنية) وحكومتها المنشودة، بالعمل لقيام الدولة العادلة والنظيفة والقوية، والتي تضع في مقدمة اهتماماتها خدمة الناس كمواطنين لا كرعايا طوائف و،مذاهب، وتوفير الخدمات كافة لهم في حاضرهم وفي مستقبل أجيالهم الآتية على كل صعيد. الذكرى الحادية والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر رسمت أفقاً جديداً في لبنان بين عشية وضحاها. وبينما كانت اهتمامات الناس والرأي العام مشدودة الى المسلسل السياسي اليومي المتعلق بتأليف الحكومة (وهو من (مسلسلات رمضان) كما سماه الرئيس نبيه بري!) تفتحت الانظار على أفق جديد أبعد مدى وأعمق مضموناً. و(الحدث) الذي كانت تنتظره الناس بكثير من الاثارة و(السيسبنس)، مر بصورة عادية، وباردة أو بفتور. ونعني به ذلك اللقاء الذي شكل عقدة المسلسل الرمضاني السياسي بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح، في القصر الجمهوري وبرعاية رئيس الجمهورية. البرنامج الذي عرضه الرئيس بري في كلمته بنقاطه الست ومضمونه يصلح ليكون الأساس في حكومة الوحدة الوطنية التي من المنتظر أن تشهد النور في موعد قريب من عيد الفطر السعيد... بل وهو مطالب مع كل القوى الأخرى - دون تصنيف بين موالاة ومعارضة أو أكثرية وأقلية - أن تتوافق على أن تكون هذه الرؤية الاستراتيجية، داخلياً وعربياً واسلامياً، في صلب البيان الوزاري للحكومة العتيدة.  
- السفير سليمان تقي الدين: يديرون أزماتنا ونعطيهم القرار
لم يتوقف قادة النظام العالمي عن محاولات إخضاعنا بالقوة. &laqascii117o;لم يخرجوا من أرضنا وبحرنا ومائنا وملحنا وجلدنا".. بل هم يتوغلون في تفاصيل حياتنا ويديرون مشكلاتنا وأزماتنا في كل مكان. أمن إسرائيل المتربعة فوق القانون الدولي وعلى تاريخ حافل بالجرائم ضد الإنسانية فوق كل اعتبار. العالم كله يجب أن يخضع لمتطلبات أمن الدولة اليهودية. مظلة فولاذية، درع صاروخية، تحالف استراتيجي مع أميركا، قوة نووية، لا شيء يعلو على خرافة الصهيونية وعرّابها الغرب الاستعماري. أما شعوب المنطقة الأخرى فيجب إغراقهم بالفوضى والدماء. يستغلون نقاط ضعفنا، لا شك في ذلك. يستخدمون تشوهاتنا السياسية قادة وجماعات بكل تأكيد. لكنهم يصنعون الجريمة ويحرّضون عليها ويستعملونها ويكذبون جهاراً نهاراً كما فعلوا في العراق. اخترعوا الأزمة اللبنانية منذ خمس سنوات وما زالوا يتابعون تعرجاتها. فجّروا الاستقرار اللبناني على علاّته وراحوا يعدون الناس بالحقيقة والعدالة والسيادة والاستقلال. هل هذه المطالب بحاجة لحرب إسرائيلية تدميرية على لبنان؟ هل العدالة بحاجة إلى خلق الشكوك والشبهات والحذر والكراهية والحقد بين الناس؟! هل العدالة كانت تستدعي الاتهام السياسي الذي مزّق الوحدة الوطنية وأخرج كل المشاعر العنصرية تجاه شعب شقيق وتجاه فئات لبنانية أخرى. هل العدالة كانت تستدعي تشويه عدالتنا الوطنية وتمريغها بالوحل عبر بعض الرموز والأدوات الأمنية والقضائية ومن خلال مجموعة من السياسيين والإعلاميين الملوثين في تاريخهم الوطني وسلوكياتهم وأخلاقهم وضمائرهم وارتزاقهم...


- 'النهار'
اميل خوري:
قبل البحث في نظام جديد وفي تعديلات دستورية لإثارة الخلافات..مطلوب الاتفاق أولاً على قيام دولة واحدة ووطن واحد  
...ويواجه عهد الرئيس ميشال سليمان بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، وجود سلاح خارج الشرعية، هو سلاح حزب الله وكونه سلاح لمقاومة اسرائيل ولتحرير الاراضي اللبنانية الباقية التي تحتلها، فهو مقدس وممنوع مسّه... ويستمر الخلاف بين اللبنانيين وزعمائهم على تقرير مصير هذا السلاح وقد تفاقم هذا الخلاف بعدما تحول الى الداخل في 7 أيار. والسؤال الذي لا جواب عليه حتى الآن هو: هل يستطيع الرئيس سليمان اقامة الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها على كل أراضيها، فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، ام تبقى دولة والى جانبها دويلة او دويلات لديها اسلحة تفوق اسلحة الدولة كماً ونوعاً، فيضطر كما اضطر اسلافه الى ادارة الازمات او التوازنات ريثما يتحقق السلام الشامل في المنطقة ولا يعود عندئذ مبرر لوجود اي سلاح خارج الشرعية؟ وما دام لا دولة في لبنان قوية وقادرة على حماية جميع ابنائها فان اي نظام واي دستور يبقى تطبيقهما خاضعاً ليس لدولة واحدة بل لاتفاق بين كل الدويلات...


- 'الشرق الأوسط'
مصطفى العاني(مدير قسم دراسات الأمن ومكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث):
مخابراتنا و&laqascii117o;إمبراطورية سليماني وداغان العربية"
&laqascii117o;منزل بدون باب" هكذا وصف أحد مديري أجهزة المخابرات الغربية دول العالم العربي. جاء هذا الوصف ضمن حديث عرضي حول النشاط المتصاعد والنفوذ المتنامي لأجهزة المخابرات الإيرانية والإسرائيلية في دول العالم العربي. وهو وصف لا يبتعد كثيرا عن قلب الحقيقة. فقد كانت هذه الملاحظة إشارة إلى النجاح الكبير، الذي تمكن خلاله رئيس جهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني (جهاز القدس) العميد قاسم سليماني، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (جهاز الموساد) الجنرال مير داغان، في تأسيس نفوذ مخابراتي فعال داخل أغلب دول العالم العربي مقابل انعدام شبه تام لأي نفوذ مخابراتي عربي مؤثر داخل إيران أو إسرائيل. فالقدرة المخابراتية التي تمكنت إيران وإسرائيل من بنائها داخل دولنا ومجتمعاتنا يعد أمرا مقلقا وخطيرا لكل من يدرك أهمية وفداحة قيام دولة أجنية بتأسيس ما يسمى &laqascii117o;رصيدا" مخابراتيا داخل دولنا ومجتمعاتنا والنتائج الوخيمة المحتمل تولدها عبر استخدام وتفعيل هذا &laqascii117o;الرصيد" لزعزعة أمن واستقرار دولنا وتفتيت مجتمعاتنا، أو للتأثير على صناع القرار فيها على اتخاذ قرارات، أو الامتناع عن اتخاذ قرارات محددة، وهو ما يفقد القيادات العربية استقلاليتها وحريتها في اتخاذ قرار لحماية المصالح الوطنية والقومية العليا...فبينما الولايات المتحدة تحتل العراق عسكريا فإن إيران تسيطر على مقاليد البلاد مخابراتيا وبكلفة مادية زهيدة ومن دون أية كلفة بشرية ولا سياسية. ففشل الولايات المتحدة في العراق هو بالأساس فشل مخابراتي وليس فشلا عسكريا. ومنذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران وحتى اليوم قامت القيادات الإيرانية بالاستثمار الواسع وطويل المدى لبناء مؤسسات مخابراتية فعالة تدعم سياسة الدولة الخارجية وتحافظ على مصالحها الاستراتيجية وتعزز نفوذها ومكانتها الإقليمية والدولية. وكان من نتائج هذا &laqascii117o;الاستثمار المخابراتي" أن تمكنت إيران من بناء &laqascii117o;دول داخل بعض دولنا"، وتفعيل طابور خامس يأتمر ويعمل بقرارات طهران ويحدد مواقفه لخدمة المصالح القومية العليا للدولة الفارسية. وأمسى صناع القرار في بعض أجزاء العالم العربي ينتظرون قرارات وتوجيهات القيادة الإيرانية، أو حتى تلميحاتها، قبل البت في أمور تتعلق بصلب السياسة الداخلية للدولة.  ومن خلال &laqascii117o;الاستثمار المخابراتي" الناجح تمكنت إسرائيل من امتلاك قدرات &laqascii117o;اليد الطولى" داخل بعض الدول العربية، تمكنها من جمع المعلومات الدقيقة أو تنفيذ عمليات التصفيات الجسدية أو العمل العسكري الناجح لكل من يشكل تهديدا لأمن الدولة العبرية. كما شاهدنا أخيرا في عمليات اغتيال عماد مغنية في قلب العاصمة السورية أو في تدمير المواقع النووية المفترضة في عمق الأراضي السورية أو في مهاجمة شحنات الأسلحة المفترضة في قلب الأراضي السودانية، وجميع هذه العمليات هي عمليات أو انتصارات مخابراتية أساسا وليست عسكرية....


- 'النهار'
سركيس نعوم:
أميركا 'خائبة' من سوريا... لكنها تعطيها وقتاً!
... ماذا تقول الجهات المذكورة(جهات أميركية متابعة) عن علاقة سوريا – اميركا اليوم؟ تقول اولاً، ان سوريا بشار الاسد كانت في مأزق او في ورطة بسبب موضوعات عدة. وتقول ايضاً انها قررت في المدة الأخيرة ولأسباب متنوعة الاقتراب اكثر من الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم انها قريبة جداً منها. من هذه الأسباب خوف سوريا من وصول الاصلاحيين الايرانيين الى السلطة او بالأحرى من استيلائهم عليها سواء بواسطة الانتخابات 'النزيهة' او بأي واسطة اخرى. وسبب الخوف اقتناعها بأن علاقتها الوثيقة، بل الاستراتيجية، مع ايران لا بد ان تتأثر سلباً، اي ان تتأذى في 'عهد' الاصلاحيين وخصوصاً اذا قرروا التقاط اليد التي مدها الى ايران الرئيس الأميركي عندما دعاها الى حوار شامل حول كل القضايا المختلف عليها بين البلدين. ومن الأسباب ايضاً اقتناع سوريا بشار الاسد بأن المحادثات والمناقشات الكثيرة التي جرت بين المسؤولين الكبار فيها وعدد من المسؤولين الاميركيين الكبار الذين زاروا سوريا، لم تسفر حتى الآن على الأقل عن اي نتيجة ايجابية ملموسة وحسية. اذ باستثناء قرار اوباما إعادة السفير الأميركي الى دمشق، وهذا امر قد يستغرق وقتاً طويلاً فضلاً عن تخفيف عقوبات معينة، فان سوريا بشار الاسد لم تحصل على شيء تستطيع بواسطته ان تبرر تغيير خطها السياسي والاستراتيجي المعادي لأميركا مباشرة او مداورة، او بالأحرى تعديله. هذا على الاقل ما يقوله السوريون، علماً ان الاميركيين يقولون شيئاً مماثلاً، اي ان اميركا لم تحصل من سوريا على اي نتيجة حسية وملموسة منذ بدء الحوار معها. طبعاً، يعني ذلك ان امل اميركا اوباما في سوريا بشار الاسد خاب، لكنه لا يعني – تلفت الجهات الاميركية المتابعة اياها – ان واشنطن ستوقف حوارها مع دمشق، بل هي ستعطي سوريا الوقت وسترى اذا كانت ستنشأ علاقة بين السفير الاميركي الذي سيعين في دمشق والرئيس بشار الاسد مشابهة للعلاقة التي كانت قائمة بين السفير السابق ادوارد دجيرجيان والرئيس الراحل حافظ الاسد، وكانت علاقةَ ثقةٍ متبادلة وتشاور مستمر وتعاون وصداقة تامة ومكاشفة كاملة. ويأمل صناع القرار في واشنطن ان يسمح بشار بنمو علاقة كهذه لأن من خلالها يمكن تحقيق الكثير من الانجازات.ماذا عن اميركا من جهة وسوريا والعراق من جهة اخرى في ضوء خلافهما الأخير؟.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد