- 'السفير'
محمد العبد الله:
مستحيل الحكومة... حكومة المستحيل
هدّدت حكومة اسرائيل الحكومة اللبنانية بتحميلها المسؤولية عن أي خرق أمني يحصل على &laqascii117o;حدودها" انطلاقاً من لبنان (يعني المقاومة الاسلامية حتما في المنطق الاسرائيلي أو الشهية الاسرائيلية). وهذه الشهية تستطيع ساعة تشتهي ان تتدبر خرقا اسرائيليا وتنسبه حتما إلى حزب الله (المقاومة)، كي تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤوليته، فتدمر لبنان كله بحسب التصريح ـ التهديد الاسرائيلي. فيلزم لاسرائيل وجود حكومة لبنانية كي تحملها المسؤولية إذ لا تستطيع ان تحمّل هذه المسؤولية لحكومة تصريف أعمال. يلزمها &laqascii117o;خصم" أو عدو مرئي وواضح (الجيش اللبناني، البنى التحتية، المدن والقرى) كي تقصفه بالطائرات و&laqascii117o;تنتصر" عليه تعويضا عن فشلها في حرب تموز او انتقاما وثأراً لهذا الفشل. فالمقاومة ـ حزب الله عدو غير مرئي ولا تستطيع ان تنال منه قنابل الطائرات، إضافة إلى أنه يمتلك قدرة على الرد والتدمير المقابل، ما يجعل الضربة خاسرة وبدون جدوى. وعلى وجهي الاحتمال: وجه الشهية الاسرائيلية لتدمير لبنان ووجه الضغط على الحكومة اللبنانية كي تتدبر أمرها مع المقاومة ـ حزب الله في مجريات تشكيل الحكومة وفي هذا السياق، سيكون تأجيل تشكيل الحكومة لشهور وسنوات هو (منطقيا) تأجيل لتنفيذ التهديدات الاسرائيلية لشهور وسنوات على سلك من التوتر المتصاعد لمصلحة العيادات النفسية (الانهيارات العصبية لدى ما نسميه الشعب اللبناني) ولمصلحة شركات الطيران (هجرات متصاعدة لمن استطاع إلى الهجرة سبيلا). لكن هذا التأجيل الذي قد لا يناسب إسرائيل بخصوص رغبتها في الثأر والانتقام قد يناسبها بخصوص انصرافها إلى الإمعان في تصفية حساباتها الفلسطينية (تهجير واستيطان ومماطلة في متابعة &laqascii117o;عملية السلام"). بالمقابل، فإن هذا التأجيل قد يكون مناسبا (منطقيا) للمقاومة اتقاءً لضربة اسرائيلية وشيكة، لكنه (عمليا) لا يناسب المقاومة من حيث الحاجة إلى وجود حكومة &laqascii117o;شرعية" تكون هي المسؤولة أمام المجتمع الدولي بخصوص الاحتجاج والشكوى والتفاوض واستصدار القرارات، في حال وقوع العدوان الاسرائيلي، وأمام جموع المهجرين والشهداء والجرحى وإعادة إعمار ما قد يتهدّم. على ذلك، فإن تأجيل التشكيل الحكومي لا يناسب اسرائيل ويناسبها في الوقت نفسه ولا يناسب المقاومة ويناسبها في الوقت نفسه. بينهما يقع مأزق الرئيس المكلف وفريق &laqascii117o;الأكثرية" في عدم قدرتهما على الانصياع لشروط المعارضة &laqascii117o;الأقلية" إذ ممنوع عليه مثل هذا الانصياع من قبل جهات عليا تؤثر عليه وعلى فريقه إضافة إلى قناعاته وقناعات هذا الفريق بحد ذاتها وعدم قدرته على رفض هذه الشروط في ضوء &laqascii117o;موازين القوى" التي يعرفها جيدا والتي تجعل الكلام عن أكثرية وأقلية نيابية مجرد ورقة شكلية ضعيفة في مجريات النزاع. إذاً، يقع التشكيل الحكومي ولبنان بأسره، في هذه المرحلة، في منطقة المستحيل السياسي، ويقع تقدير وانتظار الرئيس بري لتفاهم سوري سعودي يجترح معجزة الخروج من هذا المستحيل، في منطقة المستحيل نفسها والموازية لها. وحتى إذا حصلت المعجزة التي ستكون خرافة سئم الصغار والكبار من الاستماع إليها فإنها ستكون حكومة المستحيل الناتج عن مستحيل الحكومة كما قال بصيغة ملطّفة الرئيس عمر كرامي. وذلك على إيقاع الهجمة السياحية غير المسبوقة للتمتع بجمالات لبنان وتصاعد موجودات المصرف المركزي من العملات الصعبة وإعلان اليأس من الحد من انتشار انفلونزا الخنازير وتناسل المنظمات الارهابية في أكثر من مكان وازدهار موجات الغناء والطرب والرقص في عموم لبنان... وإعصارات الشتائم المتبادلة في جميع وسائل الاعلام بين الفرقاء المتنازعين... وجوهر الأمر واقع في مكان آخر يتعلق بالتحولات &laqascii117o;التاريخية" التي حدثت في لبنان... ولذلك حديث آخر.
- 'الأنوار'
المحلل السياسي:
عون يتهم نصف لبنان بالعمالة
لم يعد يجوز السكوت، وقيادات 14 آذار والأكثرية النيابية سترد حتماً على الافتراءات والاتهامات التي ساقها ضدها العماد ميشال عون في أحدث مقابلة تلفزيونية معه. يقول الجنرال: (اسرائيل تدعم الأكثرية لأن الأكثرية تدعم التوطين)! يعني هذا الاتهام ان واحداً وسبعين نائباً تدعمهم اسرائيل لأنهم يدعمون التوطين، ولأن الدستور اللبناني يمنع التوطين و(الأكثرية معه) (بحسب الجنرال) فهذا يعني ان واحداً وسبعين نائباً متهمون بالخيانة العظمى، ناهيك عن اللبنانيين الذين انتخبوهم.هناك أولوية قبل تشكيل الحكومة، فمن المؤكد ان الأكثرية ستتصدى لهذه الاتهامات الباطلة لأن الصمت لا يجوز وأكثر من ذلك، ان ردّها سيكون مقروناً بالمنطق والمعطيات والوثائق بدءاً بالدستور اللبناني الذي منع التوطين، مروراً بمقررات الحوار الوطني التي تمّ التوافق فيها على بند رفض التوطين وصولاً الى مشروع القانون الذي تقدّم به عشرة نواب من مجلس النواب السابق من أبرزهم الشيخ بطرس حرب في خصوص التوطين. التحرك السريع لنواب الأكثرية للرد على الاتهامات التي ساقها العماد عون ضدهم، لا بد من مناقشة هادئة معه لوضع حدّ لهذه (الفزاعة) التي تُستَخدَم موسمياً للتغطية على أي شيء آخر.
ان ما يريد العماد عون تغطيته هو بالأصل الوصول الى رئاسة الجمهورية التي لم يحصل عليها لا من الخارج ولا من الداخل ثم توزير صهره جبران باسيل وزيراً للاتصالات مجدداً، فهو، (بدايةً)، أحرق الأسماء التي وردت في تشكيلة الرئيس المكلّف، حين أعلن انه سيُطبّق فصل الوزارة عن النيابة، مستبعداً بذلك النواب الذين كانوا مشاريع وزراء وهم: آلان عون والدكتور فريد الياس الخازن واللواء ادغار معلوف... يبقى أن نقول كلمة أخيرة للعماد عون: في معرض توجيه الاتهامات للخصوم وتركيب ملفات الخيانة لهم هل نسي الذين يدافع عنهم اليوم انهم كانوا يركبون الملفات له والتي تبدأ بالاتصال بالعدو الاسرائيلي ولا تنتهي بالأموال العامة ووضعها في حساباته الشخصية? وهل يذكر العماد عون ان بعض الأمنيين السابقين اتهموه زوراً بأنه حمل معه الى السفارة الفرنسية في 13 تشرين 1991 سبعة عشر مليون دولار بالدبابة? يا ترى كيف أصبح يركب الملفات اليوم مع الذين عانى سبعة عشر عاماً منهم?.
- 'الأنوار'
فؤاد دعبول:
لبنان يبحث عن حكومة في غابة (لا تنبت) فيها حكومات..قصة التكليف والتأليف والاعتذار والاستشارات والبلاد (تستعد) (للتعايش) مع (فراغ طويل)
أدرك وليد جنبلاط فوراً، أن تقرير مجلة (ديرشبيغل) ينطوي على أبعاد سياسية خطيرة، ويمهد لفتنة على الساحة اللبنانية، لا يمكن التكهن بحجم نتائجها، وحوادث 7 أيار في بيروت، لاتزال تجثم على الرؤوس. وأدرك وليد جنبلاط أن (الحرب المذهبية) التي اندلعت في بيروت، بين (الشيعة) و(السنة)، ستمتد، اذا لم تكن قد امتدت الى الجبل، وأوقعت معارك بين (الشيعة) والدروز، والطائفتان موجودتان في بعض بلدات الجبل من الشويفات الى كيفون، وانه مقيم في البلاد بين المختارة و(كليمنصو)، فاتصل بالأمير طلال ارسلان حليف (حزب الله)، وعهد اليه بمعالجة الأمر، مطلقاً يده في تقرير ما يراه مناسباً، لتأمين حماية متكاملة لطائفة الموحدين الدروز. وكان وليد بك صادقاً في موقفه، فتجاوب المير طلال معه، ولاقاه (حزب الله) في منتصف الطريق، ونجا الجبل من شظايا 7 أيار، وأطلق الزعيم التقدمي مجدداً، فكرة وحدة اليسار اللبناني....
- 'السفير'
نبيل هيثم:
من الانتخابات الصدامية.. إلى الانفتاح والتلاقي .. إلى سحب اليد الممدودة..فشل الحريري في &laqascii117o;التكليف الأول" .. فهل ينجح في الثاني؟
... بعد عودة الحريري مباشرة، قام &laqascii117o;حزب الله" بمسعى حواري بهدف جمع الحريري وعون، لعل اللقاء بينهما يتيح فسحة أمل لتفكيك وإذابة عناصر الأزمة بينهما، فعقدت سلسلة لقاءات بين الحريري والحاج حسين خليل، إضافة إلى اجتماعات مماثلة مع عون نجحت في إقناعه بلقاء الحريري. في وقت كانت حركة الأخير تسير في سياق تلك الخارطة، وإنما بخطى مشوبة بالارتباك، الذي بدا من خلال تأكيده في آن معا على حكومة وحدة وطنية وعلى مقولة الأكثرية والأقلية. وبدا جليا أكثر في اللقاء الفاشل في بعبدا حينما طرح على عون تشكيل حكومة أقطاب من 14 وزيرا فوافق الجنرال فورا مبديا استعداده أن يكون وزيرا في تلك الحكومة، كما طرح عليه موضوع فصل وزارات ودمج وزارات. سافر عون بعد اللقاء، على أساس أن الرئيس المكلف سيعد تصوّرا حيال الطرح الأول، وأن يبقى خط الاتصال مفتوحا مع الوزير جبران باسيل إذا ما تطلب الأمر، لكن الحريري تراجع عن طرحه. ربما لأنه انتبه بعد ذلك أن طرح حكومة الأقطاب يعطي المعارضة أكثر من الثلث المعطل إذ إن حصة الرئيس نبيه بري و&laqascii117o;حزب الله" في هذه الحكومة ستكون 3 وزراء وحصة عون 3 وزراء، عدا عن حصة رئيس الجمهورية، إضافة إلى حصة النائب وليد حنبلاط، فماذا يبقى للحريري وفريقه.. واضح أنه قدم هذا الطرح ليرفضه عون ففاجأه بقبوله؟. بعد هذا اللقاء الفاشل، أكمل الحريري في سياق خطبه التمهيدية للاعتذار، التقى جبران باسيل مرة واحدة والنتيجة &laqascii117o;طواحين هوا" كما قال باسيل. ودخل &laqascii117o;حزب الله" مجددا، ودخل أيضا الرئيس بري للحؤول دون الاعتذار الذي قد يدخل البلد في الحائط، استنفر وليد جنبلاط واتصل بالحريري طالبا التروي وعدم التسرّع، واتصل صباح الخميس ببري وسليمان للمساعدة فيما كان الحريري في طريقه إلى بيت الدين، وأوفد الوزير غازي العريضي إلى السعودية فعاد بأجواء تريث على الأقل حتى يوم السبت، لكن الرئيس المكلف خالف الكل واعتذر...
- 'الأخبار'
حسن خليل:
الحكم من وراء السّتارة
اعتذر سعد الحريري واضعاً البعض في حيرة: إذا كان الهدف الضغط وشراء الوقت بانتظار حدث إقليمي لينعكس محلياً، كان في وسعه الاستمرار تكليفاً والامتناع تشكيلاً. هل القصة س ـــــ س إقليمياً أم م ـــــ م (موالاة ـــــ معارضة) محلياً؟ مهما تكن الأسباب، الواضح أن لبنان والمنطقة قادمان على تطورات ما تُعدّ للخريف المقبل، تتطلّب آليات عمل خاصة. قبل الاعتذار، تقدم الحريري بتشكيلة فيها أسماء بعضها معروف وبعضها الآخر لم يُسمع بها من العامة من قبل. أبرز تلك الأسماء هي التي طُرحت لوزارتي المال والاقتصاد. للمال اقتُرحَ اسم ريّا الحفّار، وهي موظفة في وزارة المال ضمن برنامج ascii85NDP الذي تدرّج من خلاله المرحوم باسل فليحان عندما عمل مع فؤاد السنيورة، الذي بدوره كان وزيراً خلف الستارة للمرحوم رفيق الحريري، وزير المال حينها. بعدها اكتشف جورج قرم، وزير المال في حكومة سليم الحص، خبيراً مقيماً في باريس اسمه جهاد أزعور فوظّفه في مكتبه الاستشاري وبعدها معه في الوزارة. بعد ولاية قرم، يظهر أن السنيورة أُعجب بأزعور (للمناسبة وزارة المال هي التي تدفع مقابل خدمات ascii85NDP التي أصبحت مصدر تخريج لوزراء المال). ونتيجة ليونة أزعور في إعادة التموضع وتجيير الولاء، وصل إلى أن يكون وزير المال لاحقاً. وهناك مَن يعتقد بأنه قد يكون الوزير خلف الستارة لريّا الحفّار هو والسنيورة، وذلك لأمور أكثر استراتيجية لعرّابيه الإقليميين. أمّا ندى مفرّج، فهي موظفة أكثر تواضعاً من ريّا الحفّار تعمل في البنك الدولي في مكتب المندوب العربي في مجلس الإدارة. طبعاً، إعلامياً، وما دامت الماكينة قادرة على ذكر كلمة &laqascii117o;البنك الدولي"، تصبح الموظفة المقترحة في قياس بول كروغمان، أشرس الاقتصاديين الأميركيين انتقاداً للمنظومة المالية العالمية. ريا الحفار وندى مفرج تفاجآن بأنهما قد تصبحان &laqascii117o;معالي الوزيرة" غطاءً لوزيرين خلف الستارة.هذه هي وقاحة الممارسة السياسية في لبنان، ولكن قصة &laqascii117o;الوزيرتين" ما هي إلا نموذج صغير لما هو أكبر وأخطر خلف الستارة.حتى لو افتُرضَ أن سعد الحريري طريّ العود في السياسة وذو نيّة حسنة في الأهداف، يجب البحث عمّن خلف الستارة: منهم مَن يبخّر له بلغة الشوارع والعنترة، ومنهم مَن يوحي ويخطّط له في بيروت وباريس، كما يوحي لوليد جنبلاط المتقلّب بدون تردد مع غزارة الاعتذار عن سوء القراءة والتقدير.وهناك مَن يقول إن السعودية لا تضمر إلا الخير للبنان وتعمل على هذا الأساس. ولكن ما الذي يفسّر تراجع التفاؤل على مسار &laqascii117o;س ـــــ س" بعد التقدم الأخير. من وراء الستارة جهة إقليمية تريد من العرقلة في الساحة اللبنانية الضغط على سوريا لأخذها إلى تخفيف نفوذ حماس في الساحة الفلسطينية، وخاصة في غزة.هذه الجهة الإقليمية هي أيضاً واجهة لأجهزة دول كبرى تعمل من خلف الستارة.
محلياً، الهدف &laqascii117o;رجل مزعج" اسمه ميشال عون لأنه &laqascii117o;الطرف المسيحي" الذي استطاع أن يلجم &laqascii117o;الزحف الخليجي" إلى لبنان لضمّه، ولاحقاً سوريا، إلى &laqascii117o;منظومة الاعتدال ورأس المال".ودولياً، لهذه الجهة ومَن وراءها هدف أيضاً، مشاغبٌ اسمه ميشال عون مصحوباً بحزب الله، لأنهما العقبة الأساسية أمام التوطين الذي يمثّل المخرج الرئيسي لفصل لبنان عن النزاع العربي ـــــ الإسرائيلي، وحل عقدة &laqascii117o;حق العودة".نشاط السفارة وما يُحاك خلف الستارة لم يعد عملاً سرياً بالمطلق. فرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يزور مصر رسمياً، لكنه يعلن أنه سيجتمع مع عمر سليمان مدير الاستخبارات. وهل مَن لا يذكر أن كوندوليزا رايس أتت إلى المنطقة واجتمعت في جلسة واحدة إلى ستة رؤساء أجهزة استخبارات عربية أمام الكاميرات. غازي العريضي يطير في ليلة ظلماء ليجتمع مع مقرن بن عبد العزيز. في لبنان يتصرّف السفراء العرب والأجانب بوتيرة فريدة لا يمارسونها في أي بلد آخر، كأنهم جميعاً يعملون لمَن خلف الستارة في الشؤون اللبنانية. أصبحت المجاهرة بكسر الأعراف والتقاليد الدبلوماسية أمراً طبيعياً.تطورات عديدة قد تشهدها المنطقة قريباً. الملف النووي الإيراني عاد إلى الواجهة مجدداً. الاستيطان على قدم وساق وكذلك محاولات التوطين. أما بني عرب، فكلٌّ يغني على ليلاه في أمّة أبي نواس، فيما تعمل وطاويط الليل خلف الستارة. السعودية تبتعد عن سوريا مرة أخرى التي تُحاصَر من الباب العراقي، ومصر هدفها أن تعود المرجع الأول عربياً ولو بالعرقلة. هذا يجعل لبنان الحلقة الأضعف في الجو الاصطفافي ضمن مفتاح عدة الشغل الرئيسية: المذهبية و&laqascii117o;محكمة دير شبيغل". أين المعارضة؟ وما هي أدوات عملها، غير عناوين الرفض والممانعة؟ لا تنسيق إلا عند الإحراج، وفقط في العناوين العامة. تشكيك مستمر بين بعض الأفرقاء. لا فريق عمل مشتركاً ولا حتى استراتيجية موحدة. اختلاف إلى حد التباعد على أمور الدولة. سنوات مرّت وشاركت في الحكم. صحيح تصدّت للمؤامرات الخارجية بكل شجاعة، لكنها تغاضت إلى درجة أنها غطّت ممارسات الطرف الآخر وممارسات بعض أطرافها، حتى جاء مَن يقول: &laqascii117o;هيك معارضة بدها هيك موالاة". كل هذا وتستمر السفارات في العمارات في عملها وتستمر &laqascii117o;قصاصات الورق" مع مَن خلفهم وراء الستارات في عملهم، والآتي أعظم.
- 'السفير'
ساطع نور الدين:
إيران تستعد للحرب
النص المنشور في عدد &laqascii117o;السفير" يوم السبت الماضي، لـ&laqascii117o;حزمة الاقتراحات الايرانية من أجل مفاوضات شاملة وبناءة" مع الدول الست الكبرى، دقيق جدا، ومثير الى حد أنه يستدعي مراجعة الكثير من الفرضيات التي أطلقت حول تلك الازمة الناجمة عن البرنامج النووي الايراني، والتي تتضمن الكثير من سيناريوهات الحرب الاميركية أو الاسرائيلية على ايران.. وتدرج التوتر الاخير على الحدود اللبنانية الجنوبية الأسبوع الماضي في هذا السياق.
لم تسقط من النص سوى العبارة التقليدية التي تستهل بها الدولة الايرانية رسائلها الرسمية المهمة والموجهة تحديدا الى الخارج وهي: &laqascii117o;باسم الله، قاسم الجبارين". وعدا ذلك فإن هؤلاء &laqascii117o;الجبارين" الستة الذين تلقوا النص المكون من خمس صفحات والمكتوب بلغة إنكليزية متقنة، لم يخطئوا مغزى العنوان الذي يتناسب تماما مع المحتوى الحاسم في تحديد موقف إيراني يردده الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين الايرانيين يومياً تقريبا ومن دون أي تعديل أو تنقيح يذكر. الرسالة هي مجرد اختصار لمواقف نجاد وخطاباته الاخيرة التي وجهها في أعقاب الانتخابات الرئاسية، تبدأ من الاعلان عن أن عصر سيطرة الامبراطوريات العسكرية شارف على نهايته، وتخلص الى اقتراح البحث في حلول للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، ولا تأتي على ذكر البرنامج النووي الايراني بأي حرف أو كلمة، لا من قريب ولا من بعيد.. اللهم إلا اذا كان ما ورد في إحدى فقرات الرسالة هو إيحاء غير مباشر الى ذلك البرنامج، وفيه &laqascii117o;ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد ان تعلم الدروس من أخطاء الماضي، وعدم الإصرار على المسارات غير المجدية التي أثبتت انها من دون طائل، هو مفتاح النجاح في المفاوضات المقبلة". وكذا القول &laqascii117o;ان التزام جميع الاطراف المعنية اولا في تكوين بنية جديدة للتفاعلات الدولية تكون خالية من الأخطاء السابقة وتعبر عن النيات الحسنة من جميع الاطراف بالكلام والأفعال التي تظهر الالتزام بالعدالة والقانون ثانيا، على أن تؤدي الى مرحلة جديدة من المفاوضات من أجل تعاون بعيد المدى، مع نظرة لتعزيز السلام الدائم والأمن في المنطقة والعالم". غابت عن النص فقط عبارة واحدة قالها نجاد في خطابه الاخير الاسبوع الماضي، عندما دعا فيها الدول الكبرى الى التحلي بالشجاعة والاعتراف بهزيمتها أمام ايران، لكن قراءة الرسالة تحتوي بالضبط على هذا المعنى، وتؤكد أن طهران قررت التفاوض أو على الاقل استكشاف فرص التفاوض من موقع قوة مرتفع جدا، ورفعت السقف الى الحد الاقصى الذي ينفي أولا صفة الضعف الداخلي التي يتحدث عنها الغرب منذ الانتخابات الاخيرة في إيران، ويؤكد إيمانه بأن أميركا هزمت في العراق وفي أفغانستان وفي لبنان وفي فلسطين، وهي بالتالي مكرهة وليست مخيرة للعودة الى طاولة المفاوضات من هذه النقطة. وبناء على تلك الرسالة تلقت طهران دعوة عاجلة من الدول الست الى التفاوض في بحر هذا الاسبوع أو الاسبوع المقبل على أبعد تقدير، وتركت الانطباع بأنها هي التي تستعد لشن الحرب على أميركا، لا العكس، وهي التي تتوقع أن يدفع الاميركيون ثمن هزائمهم الاخيرة.. وإلا فإن المفاوضات يمكن أن تستمر دهرا قبل أن تصل الى البرنامج النووي.