قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 15/9/2009

- 'الأخبار'
ناهض حتر(كاتب وصحافي أردني):
الإسلام السياسي وزواج النيوليبرالية والمذهبية: حزب الله نموذجاً
من بين كل منظمات الإسلام السياسي، أظهر حزب الله أنه الأكثر تقدماً وفعالية. كما لا نظير للأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، في أوساط الإسلام السياسي وتاريخه كله: قائد وطني كبير حقاً، وواسع الأفق، وصاحب قضية عيانية هي مقاومة إسرائيل، ومقاتل شجاع، ويتّسم بلا شك بالصدقية والنزاهة. ورغم ذلك كله، بل بسبب ذلك كله وسواه من الفضائل، فإن نصر الله يقدم للباحث البرهان على أن الإسلام السياسي محكوم بالزواج الحتمي مع النيو ليبرالية والمذهبية. وسنتأكد من ذلك من خلال وقفة مع نصّين لنصر الله: تصريحاته بشأن قضية الحاج عز الدين، ورسالته في تأبين عبد العزيز الحكيم. قضية الحاج صلاح عز الدين: معه حق نصر الله. فهناك العديد من المتربصين بحزب الله، بسبب كفاحيته ضد إسرائيل، الذين أفادوا وسيفيدون من قصة إفلاس الحاج صلاح عز الدين. وقد تكون الشائعات، بالفعل، أكبر بكثير من الحقيقة. وقد تنكشف الحقيقة عن أن الحزب غير متورط في القضية التي تخضع لتحقيقين، عدلي وحزبي.على أنّ كل ذلك، على أهميته، يعني القضاء والحزب وجمهوره والمتضررين، ولا يعني الفضاء العام للنقاش الفكري الذي لم يعد بمقدور الحزب تجاهله. وللنقاش، سوف نعتمد نص الدفاع الذي أدلى به نصر الله نفسه (جريدة الأخبار، 8 أيلول 2009). يقول: 1 ــــ &laqascii117o;إنّ ما حصل هو مصيبة لحقت بالكثير من العائلات وهي مدعاة للتأثر والحزن"، 2 ــــ &laqascii117o;لم يشجع الحزب المواطنين أو المنتسبين إليه على وضع أموالهم في عهدة &laqascii117o;الحاج صلاح"، لكن قد يكون للحزب بعض الأموال مع الرجل، لا تتجاوز أربعة ملايين دولار". 3 ــــ &laqascii117o;إن هناك من بالغ كثيراً في الأرقام، المبلغ الفعلي الذي أضاعه عز الدين بحدود 400 مليون دولار"، 4 ــــ &laqascii117o;إن عدداً محدوداً جداً جداً من مسؤولي حزب الله استثمروا أموالهم مع عز الدين، وأن بينهم من وضع التعويضات التي حصل عليها جراء دمار منازلهم في حرب تموز"... أما المسؤول الذي استثمر بملبغ مليون دولار أميركي فقد وضح أنه &laqascii117o;جمع أموالاً من إخوته وأقاربه وأصدقائه ليضعها بعهدة عز الدين". حسناً:1 ــــ إفلاس عز الدين هو إذاً &laqascii117o;مصيبة". والمصيبة مصادفة عرَضية، وعند المؤمنين قضاء وقدر. لكن هذه &laqascii117o;المصيبة" بالذات حتمية. فالاستثمارات، في حالة عز الدين، ليست أسهماً في شركة مسجلة، ولا تخضع للرقابة والمحاسبة، ولا تضمنها أصول ولا قوانين أو هيكليات مصرفية أو تجارية. ولذلك، فهي غير قانونية أصلاً، وتتضمن، ابتداءً، مغامرة يدركها المستثمر ضمناً، ولكنه يقبل عليها طمعاً بأرباح أكبر لا تتحقق بالمساهمات المقوننة المتعارف عليها. ولتحقيق تلك الأرباح، يلجأ منظمو جمع الأموال، على افتراض صدقيتهم، إلى ألوان من الأعمال غير الشرعية والمضاربات المالية والعقارية، وذلك لكي يضمنوا أرباحاً تفوق معدلات السوق (التي تتراوح بين 5 في المئة في الإنتاج الحقيقي و15 في المئة في العمليات المصرفية المضبوطة).وفي هذه الحالة، فإن منظمي الاستثمارات ذات الربحية الأعلى مضطرون لتدوير الأموال وتضخيمها مرات عدة في شبكة معقدة من المعاملات والمغامرات، تفوق بالحتم الأصول الحقيقية المعتد بها كضمانات. هنا، يكون الإفلاس نتيجة حتمية للتناقض الحاصل بين حجم الأموال وحجم الأصول. &laqascii117o;مصيبة" عز الدين كانت، إذاً، مكتوبة في جذر نشاطه ومآل حتمي لهذا النشاط المستند إلى أسلوب النيو ليبرالية المتوحشة في جني أرباح أكبر مما يولّده الاقتصاد الحقيقي بواسطة الفقاعات المالية والعقارية. وما حدث مع عز الدين هو صيغة متخلفة مما حدث في النظام الرأسمالي العالمي الذي بلغت معاملاته المالية 2000 ترليون دولار، فيما قيمة الاقتصاد العالمي الحقيقي لا تزيد عن 44 ترليون دولار، فكان حتمياً أن تندلع الأزمة المالية للرأسمالية في سلسلة من الإفلاسات. 2 ــــ لا نعتقد أن حزب الله أصدر تعميماً لمنتسبيه وجمهوره باستثمار أموالهم لدى الحاج عز الدين. لكن الحزب شجعهم على ذلك، أولاً، بخلوّ نهجه السياسي والثقافي من أية نزعة نقدية مضادة للرأسمالية، بل حتى للرأسمالية النيو ليبرالية ورؤيتها للعالم وقيمها القائمة على تحقيق الربح السريع الفاحش بأي ثمن، وثانياً، بقيامه هو نفسه باستثمار أربعة ملايين دولار مع الحاج عز الدين، ما يسبغ الشرعية على نشاطه، ويبذر الطمأنينة له بين أعضاء الحزب وأنصاره، وثالثاً، بقيام مسؤولين فيه بالاستثمار لدى الحاج عز الدين، بل إشغال أحدهم، باعترافه شخصياً، بجمع الأموال لمصلحته.ونتوقف هنا عند المصيبة الفعلية التي انكشفت، جراء سقوط عز الدين، وهي التي تتلخّص في أن قسماً من مسؤولي حزب المقاومة وكادراته وأنصاره وجمهوره، مندرج في ثقافة البزنس النيو ليبرالي في أردأ أشكالها وأكثرها تخلفاً.وبينما يتوقع المرء من حزب الله أن يُلهم مناصريه قيم الإنتاجية والقناعة والتعالي على الطمع ونبذ الربح السهل وتنزيه الذات عن الأعمال غير القانونية، وتصعيد الروح الإنسانية، نراه متورطاً، بهذا القدر أو ذاك، في إلهام مضاد.وفي رأيي أن هذا منزلق لا مفر منه للإسلام السياسي، حتى في أحسن صوره السياسية كما هي حال حزب الله، لأنه لم يتوصل بعد إلى امتلاك رؤية اجتماعية تقدمية تنهض على الإنتاجية والتشغيل والتنظيم المدني والنقابي والتوزيع العادل للثروة من خلال الصراع الطبقي، وتظهير مفهوم تنموي معاد للنيو ليبرالية.إنّ الرؤية الاجتماعية للإسلام السياسي تظل محكومة بمفهوم العمل الخيري. وهذا، عدا كونه بالنسبة لمنظمات الإسلام السياسي وسيلة براغماتية للتحشيد، يمثل، مفهومياً، اعترافاً بشرعية اللامساواة الاجتماعية، ومداواة جزئية لمآسيها، لا استئصالها. وعلى كل حال، فإن شرعية اللامساواة الاجتماعية لدى الإسلام السياسي تنبع أصلاً من شرعية الملكية الخاصة والتجارة والربح عنده. 3 ــــ والأموال التي أضاعها عز الدين، حسب تقديرات نصر الله، لا تقل عن 400 مليون دولار. ولئن كان السيد يستصغر هذا المبلغ (!) فهو بحد ذاته مبلغ ضخم جداً بالنسبة للاقتصاد اللبناني الحقيقي، وخصوصاً أنه ناجم عن تجميع (وتصدير) مدخرات عدد كبير من الأسر، ما يضاعف التأثير الركودي لسحب المبلغ من التداول، سواء في تأسيس مشروعات إنتاجية عائلية أم في شراء السلع والخدمات. إنها ضربة للاقتصاد الوطني جاءت، هذه المرة، لا من حيث هو متوقع، أي من عتاة الرأسماليين المرتبطين بالمشروع الأميركي، بل من طرف قوى تناهض ذلك المشروع بالسلاح، ولكنها تمكّن له ثقافياً وقيمياً.
إن مأساة الأسر التي أضاعت مدخراتها مع الحاج عز الدين، هي مأساة ثقافية وقيمية بالدرجة الأولى. وهي تشير، سياسياً، إلى انتشار هاجس الصعود واللحاق بالطبقات العليا، باعتباره الهاجس المحوري للحياة. أين ذهبت الـ400 مليون دولار؟ لقد انتقلت من أيدي العديد من الأسر المتوسطة الحال إلى جيوب قلة من الرأسماليين المحليين والأجانب، أولئك الذين خسر الحاج عز الدين أمامهم. بمعنى آخر، فإن الحاج، مدعوماً من حزب الله ومستغلاً ثقافة المال لدى جمهوره، عمل كآلية نهب للمدخرات الاجتماعية لمصلحة كبار الرأسماليين. وهو كان، في التحليل الأخير، واحداً منهم. ثانياً، تأبين الحكيم: كان أسعد أبو خليل محقّاً في نقده اللاذع لنصر الله بسبب برقيته، المدهشة، في تأبين الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم. إنه لمستهجن، بالطبع، ولا يستقيم أن ينعى شيخ المقاومة في لبنان، بقصيدة مديح، شيخ العملاء في العراق، فيصوره مجاهداً قضى حياته في نصرة الشعب العراقي المظلوم وإعزازه!الحكيم، كما هو معروف، أداة استخبارية إيرانية. وبرز، خصوصاً، في دور الجلاد ضد أبناء شعبه ممن وقعوا في أسر القوات الإيرانية في حرب الخليج الأولى. ولا يهمنا، هنا، السجال بشأن تلك الحرب نفسها، وبشأن ما إذا كانت إيران ظالمة أو مظلومة فيها.على كل حال، من الثابت قطعاً أن الحكيم عاد إلى العراق على ظهر الدبابة الأميركية، وأنه شرعن الاحتلال، وتعاون مع المحتلين، وانخرط في الحرب الأهلية. وقف الحكيم ضد المقاومة العراقية، سنية وشيعية، شريفة أو إرهابية. وكان عموداً من أعمدة حكم مندوب المحتلين بريمر، ومن بناة نظام المحاصصة الطائفية، وأخيراً لا آخراً، من دعاة تقسيم العراق على أسس إثنية ومذهبية، ومشروعه الأساسي كان، ولا يزال بالنسبة لورثته، هو فصل الجنوب العراقي وإنشاء إمارة على أرضه تحت راية مذهبية. ربما لم تكن برقية العزاء حجة في هذا النقاش لو أنها كانت رسالة بروتوكولية مصوغة بكلمات محايدة. لقلنا عندها إنها واجبات مفروضة بحكم صلات معقدة. لكن برقية نصر الله مكتوبة بكلمات حارة صادرة عن وجدان أسيف لفقدان أخ مجاهد! إنه وجدان يعبر، واعياً أو غير واع، عن أولوية الولاء المذهبي والصلة المذهبية والمشروع المذهبي. ففي هذا الوجدان أن الحكيم جاهد ضد البعثيين لا ضد وطنه، وعذّب وقتل جنوداً وضباطاً وعلماء سنّة أو شيعة مرتدين لا عراقيين. وعمالته لإيران ليست خيانة لوطنه، فلا وطن إلا المذهب. أما عمالته للاحتلال الأميركي فهي ضرورة لـ&laqascii117o;إعزاز" طائفته وتأمين حكمها لنفسها بنفسها في إمارة شيعية صافية. وما رافق ذلك من دماء فهو قتال لا قتل، وأما الإثراء غير المشروع... فهو حلال ما دام لنصرة المذهب وزعامته. هناك العديد من الإسلاميين السنّة الذين يعتبرون إسرائيل أقل خطراً من ــــ بل حليفاً محتملاً ضد ــــ الشيعة. وفي المقابل، الإسلاميون الشيعة في العراق اعتبروا الاحتلال الأميركي، بالفعل، حليفاً ضد السنّة. وحتى حزب الله، وحتى السيد نصر الله، أيّد ضمناً احتلال العراق وتقسيمه استناداً لرؤية مذهبية. وفي ظل هذه الرؤية، لا مبادئ مطلقة في السياسات. فإذا كان القتال ضد إسرائيل يحقق مصالح الطائفة في لبنان، فهي، إذاً، مقاومة، وإذا كان الاحتلال هو الذي يحقق مصالح الطائفة في العراق، يصبح التعاون مع المحتلين جهاداً.حرّر حزب الله الأرض عام 2000، لكنه لم يحرر الإنسان من الجور الاجتماعي وثقافة المال والعصبية المذهبية، وربح معركة 2006 فعلاً في ميدان القتال، لكنه خسر معارك التحرر الوطني والمساواة والوحدة والتقدم الاجتماعي. وسيخسرها حتماً ليس لعجز في قدراته، بل لأن الإسلام السياسي، في كل صوره ومذاهبه وأحزابه، محكوم في منطقه الداخلي بزواج الأسوأين: النيوليبرالية والمذهبية. قد يكون، في هذا الظرف أو ذاك، خصماً سياسياً لنظام الهيمنة الإمبريالي القائم، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ولكنه عضو أصيل فيه.


- 'الشرق الأوسط'
مشاري الذايدي:
استنزاف الطائفة
حينما نقول إن هناك مشكلة طائفية في منطقة الشرق الأوسط، فماذا نعني بالضبط؟ العبارة فيها إيهام ولبس، في اللفظ والمعنى، أما اللفظ فهو يجزم بوجود &laqascii117o;طوائف" تتصارع وتتحارب بينها، والحاصل أن هناك توتر ومناطحة بين &laqascii117o;طائفتين" فقط، هم الشيعة والسنة، في العراق ولبنان والخليج واليمن وباكستان. ويوجد أصداء لهذا الصراع في المغرب ومصر والأردن وسوريا من خلال الحديث عن حملات التشييع المنهجية في هذه البلدان الأربعة التي لا يوجد بها شيعة أو يوجد بها شيعة بشكل يكاد لا يذكر.إذن لا معنى للحديث عن طوائف، بل طائفتين، تحتكران ساحة المناطحة، قد تدخل طوائف أو تيارات من هذه الطوائف بشكل فضولي وطفيلي في هذه المناطحة كما هو حال تيار الجنرال عون أو حزب وليد جنبلاط في لبنان... لكن تيار المستقبل مع سعد الحريري أصبح أكثر عصبية وأشد توترا، من السهل القول إن هذا التحفز الطائفي السني عبر المحرك الحريري، لم يكن إلا ردة فعل على السفور الطائفي الفج لحزب الله الخميني وتابعه حركة أمل، لم يكن الحريريون، أقلها في مستوى نخبهم وخطابهم، ينطلقون من حساسية طائفية، لكن التعطيل المنهجي المستمر من قبل الحزب الإلهي الأصفر وغزوات الاعتصام والخيام واجتياح بيروت واحتكار النقاء والشرف ووصم الحريريين، وتبعا السنة، بالعمالة لأمريكا، وإسرائيل ضمنا، هذه الأشياء، وغيرها، هي التي حشرت جمهور المستقبل بالزاوية وأفقدت قيادته القدرة على ضبط المشاعر الطائفية الغرائزية. لكن هل تكفي هذه المطالعة لفهم الهيجان الطائفي العام، ليس في لبنان فقط، بل في العراق الذي يديره &laqascii117o;شيعة السلطة" لا شيعة العراق، كما يصفهم الصحافي العراقي حسن العلوي، بطريقة انتقامية بدائية، العراق يكتظ بتخمة طائفية مغثية، وبدأت الحالة العراقية تصرف هذه التخمة على الجوار كله، وخطاب أمير الكويت الأخير الذي حمل غضبا شديدا من بروز النعرة الطائفية في بلاده، يمثل ضجرا من هذا الأثر السيئ...إيران، من قبل الخميني حتى، كانت تقارب المسألة الشيعية مقاربة تصب في المصلحة السياسية، اشتغلت على الموضوع الطائفي لا حماسة للنعرة الشيعية بل من أجل حلب ثمار هذا التعصب الطائفي، وقد رأينا هذه الثمار تتساقط رطبا جنيا في سلة ملالي طهران من خلال حقول لبنان التي احتكر شيعتها حزب الله الخميني بعدما بذر هذه البذرة موسى الصدر من قبل. ويحدثنا عالم الاجتماع والكاتب اللبناني أحمد بيضون، في ورقته الخاصة في نفس كتاب حازم، عن كيفية تسرب الطقوس الصفوية الصاخبة إلى شيعة لبنان، وكيف أن التشيع اللبناني من قبل لم يكن فاقعا ولا مسرحيا في ظهوره، حتى جلبته تأثيرات إيرانية، ثم انحصرت في مدينة النبطية، ليأتي حزب الله بعد ذلك بمدة ويعمم &laqascii117o;الحالة النبطية" في كل لبنان الشيعي، ويلقحها بمضامين خمينية احتشادية، وتّرت المزاج الشيعي اللبناني، كل ذلك لم يكن مجرد حماسة طائفية مجردة بل أداة سياسية لخلق حاضن جماهير وعازل نفسي للجماهير المطلوب احتشادها حول هذا المشروع السياسي. في اليمن يأتي المثال صارخا، فقد تحول زيدية اليمن الذين هم أقرب إلى &laqascii117o;أهل الحديث" السنيين منهم إلى الشيعة الإمامية، تحولوا إلى جيب خميني، بفعل ضغوط سياسية داخلية وخارجية، وليس بسبب مبررات فكرية محضة، السياسة هنا قادت الفكر وخلقت الطائفة. صفوة القول إن بعث الحس الطائفي الشيعي ـ السني، ليس إلا أداة بيد السياسي هنا وهناك، وغالبا الطوائف يتصرف بها ويتحكم بوتيرة تهيجها خمودها لاعبٌ سياسي. حتى أكثر الطوائف انغلاقا وعزلة، مثل الطوائف الباطنية الإسلامية، تتخلى عن تمثيل طوائفها مراعاة لمنطق السلطة وحمايتها، حصل ذلك في مصر الفاطميين من قبل ويحصل الآن....


- 'السفير'
جورج علم:
سـيناريـوهـات
استغلّت الحكومة الإسرائيليّة حادثة إطلاق صاروخي الغراد الى أبعد الحدود، وقامت بحملة إعلاميّة مركّزة ضدّ لبنان، وتقدّمت بشكوى الى الأمم المتحدة، ووضعت الموضوع في رأس جدول محادثاتها مع السناتور جورج ميتشل، وعندما تقدّمت الحكومة اللبنانيّة بمذكرة رسميّة الى الأمم المتحدة تشتكي القصف المدفعي الإسرائيلي على الجنوب، جاء الردّ على لسان بنيامين تنياهو محملاً أياها مسؤوليّة ما جرى. أما العبر المستخلصة، فأولها ان الجهة التي قامت بإطلاق الصاروخين قد قدّمت خدمة مجانيّة لإسرائيل في هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان والمنطقة، أياً تكن هويتها وانتماؤها وعقيدتها وموقعها السياسي والديموغرافي، لأن ما قامت به وفّر الفرصة المؤاتيّة، والمبرر القاطع كي تستمر إسرائيل بحربها المفتوحة. وتتعدد الأغراض من هذه الحرب بتعدد المراجع المتابعة، إذ يعتبر البعض أن تننياهو سبق له وحدد المواصفات التي يريدها في حكومة ما بعد الانتخابات النيابيّة، وتقع حادثة الصاروخين لتزيده إصراراً على ألاّ يكون &laqascii117o;لحزب الله" مكان في عضويتها، وإلاّ فإنها تتحمّل مسؤوليّة أي عمل عسكريّ ينطلق من الجنوب، ويستهدف فلسطين المحتلة. ويرى البعض الآخر أن نتنياهو يسعى الى &laqascii117o;سيناريو ما"، وإن كانت حظوظه حاليّاً لا تزال متواضعة، ويرمي الى فرض واقع جديد ينال من هيبة ورصيد سلاح المقاومة، ويفقد المعارضة وتحديداً &laqascii117o;حزب الله" الكثير من أوراق القوة، ويعززّ من المناخات السياسيّة الضاغطة باتجاه تشكيل حكومة من لون واحد، ومن الأكثرييّن دون سواهم، ومن تهيئة الظروف الدوليّة والإقليميّة والعربيّة التي تدفع بدمشق وبيروت الى استئناف المفاوضات للوصول الى رزمة من التفاهمات حول الملفات العالقة، من الجولان وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان، الى وضع اللاجئين، الى تطبيع العلاقات... ويرى البعض الآخر أن مثل هذا &laqascii117o;السيناريو" يحتاج الى ضمانتين غير متوافرتين في الوقت الراهن. حرب إسرائيليّة مضمونة النتائج. ومجتمع دولي قادر على الدفع بسوريا ولبنان الى طاولة المفاوضات. والنتيجة أن إسرائيل لا تزال غير واثقة بعد من نتائج ومردودات أي حرب قد تشنّها على &laqascii117o;حزب الله"، وأن المجتمع الدولي غير مطمئن أيضاً لأي نوع من أنواع الخطط المرسومة لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي بصيغ واضحة يمكن تسويقها عند &laqascii117o;أصحاب الحقوق المغتصبة". ويأتي من يقول إن المنطلقات قد تختلف، فيما الأهداف المرسومة تبقى واحدة، بمعنى ان التعبئة الإسرائيليّة ضد حكومة يشارك فيها &laqascii117o;حزب الله" تؤدي الى ردود فعل فوريّة إن على المستوى الإقليمي او المحلي، وهي ردود معبّر عنها حاليّا بخطاب سياسي متشنج، ما بين الأكثريّة والأقليّة، عالي النبرة والمضمون، وينحرف بقوة باتجاه فتح ملفات لا تزال موضع خلاف عميق بين اللبنانيين، وتنكأ الكثير من الجراح، وتستحضر الماضي بآلامه وخيباته، ولكن هذه المرّة بتحريض وتشجيع خارجي ضاغط ومؤثر، الأمر الذي قد يدفع بالمعارضة برئاسة &laqascii117o;حزب الله" الى خطط استباقيّة قد تقود الى دوحة جديدة، او طائف جديد، في حال استمر الأميركي والإسرائيلي ينفخان في رماد التوازنات الداخليّة لإشعال نار الفتنة، والعودة بالوضع الى صيغة غالب ومغلوب، وأكثرية تحكم وأقليّة تعارض، والدفع بالمشاريع والخطط السابقة التي ربطها الأميركي يوماً بثورة الأرز وأهدافها، نحو التنفيذ... وإذا كان الحديث عن &laqascii117o;دوحة ـ 2"، ينمو ويتطور في الوسط اللبناني، فإن السؤال يبقى: هل ينعقد يوماً ضمن ضوابط أمنيّة تضمن السلم الأهلي، أم بعد إعصار مدمّر؟.


- 'السفير'
كارين سالم:
المعارضة تفضّل رجل &laqascii117o;المفاوضات الباردة" على &laqascii117o;رجل المواجهة"..الحريري &laqascii117o;مختلف" عن السنيورة... لكن البداية غير مشجعة 
...في قناعة المعارضة اليوم أن السنيورة &laqascii117o;أصبح من الماضي"، وخيار العودة اليه يعني بشكل أو بآخر سقوط ورقة التفاهم السوري السعودي وتقدم الخيار الأميركي المصري في المنطقة، لكن يبقى في نظر المعارضة أن الخيار السياسي الأكبر لدى السنيورة والحريري هو السعودية. &laqascii117o;المملكة" إذا القاسم المشترك بين رجلين. الأول رجل &laqascii117o;المواجهة بامتياز" والثاني رجل &laqascii117o;المفاوضات الباردة". بعد الاعتذار ستكون المعارضة، بكل أطيافها، معنية بالجلوس مجدداً على الطاولة مع الحريري الابن للتفاوض على ما يبدو على &laqascii117o;السلة المتكاملة"، بعدما تكون قد استبعدت خيار السنيورة ونجيب ميقاتي غير المرضى عنه سورياً. في رهانه على عودة الأمور الى المربع &laqascii117o;الحريري" الأول، يفترض فريق الأقلية أداءً أكثر مرونة من جانب &laqascii117o;الرئيس المعتذر" كشرط من شروط النجاح في مهمته الجديدة، لكن على أن لا تأتي فرصة &laqascii117o;التجديد" لمحاولة دخول السرايا على حساب بناء جسور الثقة مع الطوائف الأخرى. الشرط الآخر، والأكثر أهمية، أن يكون أقل مغامرة من سلفه بمعنى إحساسه بأن لديه ما يخسره كزعيم، ولا يقدم على خطوات غير محسوبة ارتكبها... وما يزال يرتكبها فؤاد السنيورة. هنا تفيض &laqascii117o;قريحة" بعض المعارضين عندما يتحدثون عن &laqascii117o;مآثر" السنيورة التي كادت تدمّر البلد... حتى قبل دخوله السرايا. زيارته دمشق للمرة الأولى والأخيرة في 31 تموز 2005، أوحت للناشطين على خط بيروت دمشق أن &laqascii117o;حكم السنيورة" لن يكون نزهة، والوقائع لم تكذب هؤلاء. الرجل الظل لرفيق الحريري و&laqascii117o;راعي" ما يمكن وصفه بأنه أكبر عملية هدر للمال العام في تاريخ لبنان، الذي صار &laqascii117o;أول" بين ليلة وضحاها، لم يتردّد في تخطي أكثر من خط أحمر. دخل في منظومة انحراف الحقيقة عن مسارها عندما وضع بشكل غير مباشر، بعد اعتقال الضباط الأربعة، أميل لحود في دائرة الشبهات، واستفاد من المقاطعة العربية والغربية لرئيس الجمهورية لتقوية شبكة علاقاته الدولية... ولعب دور &laqascii117o;الرئيس الفعلي" للدولة والناطق باسمها. دوره غير المنضبط في &laqascii117o;حرب تموز"، مقاربته &laqascii117o;النارية" لاستقالة الوزراء الشيعة في تشرين الثاني 2006 وتجاوزه رفض رئيس الجمهورية المشاركة في جلسات مجلس الوزراء وتمسكه بدستورية الحكومة.. حكومة السنيورة التي عصت على صوت المليون معترض وعلى السابع من أيار. بنظر هؤلاء، دور السنيورة في مرحلة تصريف الأعمال يبدو أكثر خطورة من كل ما سبقه، وهو الذي يتحدث بنفس مذهبي عن &laqascii117o;طائفة الطوائف" التي يصنّفها كـ&laqascii117o;عرق نقي"...


- 'السفير'
ساطع نور الدين:
القاعدة هنا؟
يبدو ان ما قالته اسرائيل منذ اللحظة الاولى لانطلاق الصاروخين من سهل بلدة القليلة الجنوبية يوم الجمعة الماضي صحيح، او على الاقل هذا ما اكده البيان الصادر في بيروت امس عن جهة غير معروفة من قبل اطلقت على نفسها اسم &laqascii117o; كتائب عبد الله عزام - سرايا زياد الجراح"، وأعلنت مسؤوليتها عن العملية التي دقت الكثير من أجراس الإنذار على الحدود اللبنانية الجنوبية. فور سقوط الصاروخين شمالي مستعمرة نهاريا، تنبه الاسرائيليون قبل سواهم لتلك المصادفة اللافتة: تمام الساعة الرابعة و45 دقيقة من بعد الظهر بتوقيت بيروت والساحل الشرقي للمتوسط، اي تمام الساعة التاسعة و45 دقيقة صباحا بتوقيت نيويورك والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وفي اللحظة ذاتها التي كان فيها الاميركيون يحيون الذكرى الثامنة لهجمات 11 ايلول 2001، ويقفون دقيقة صمت على ضحايا البرجين والبنتاغون.. ويتجنبون للمرة الاولى هذه السنة حقول بنسلفانيا، موقع سقوط الطائرة الرابعة التي كان يقودها اللبناني زياد الجراح، والتي لم تبلغ هدفها المحدد، اي مبنى الكونغرس الاميركي في الكابيتول هيل. بيان السرايا الذي يستحيل التثبت من صحته، يبدد الكثير من الشكوك التي ثارت حول تلك العملية وأهدافها التي انحدر بها البعض في لبنان الى حد ربطها بتعثر عملية تشكيل الحكومة الجديدة، او بالغ البعض الآخر الى حد ادراجها في خانة التحذيرات التي توجهها ايران الى الاميركيين هذه الايام من مغبة المس ببرنامجها النووي.. لكنه في المقبل يمثل الاعلان الرسمي الاول من نوعه عن ان تنظيم القاعدة موجود في لبنان، وهو ايقظ احدى خلاياه النائمة لكي تقوم بهذه العملية الاستعراضية المريبة، من دون الحاجة الى التخفي وراء شبكات او تنظيمات اسلامية اخرى مثل &laqascii117o;فتح الاسلام"، لا يزال بعض الجمهور اللبناني يعتقد انها ترتبط بالقاعدة، الذي لم يسبق ان منح علامته التجارية لاحد! لكن البيان الذي لا يجيب على الكثير من الاسئلة، يستمد مصداقيته من الرسالة الصوتية التي وجهها زعيم القاعدة اسامة بن لادن لمناسبة الذكرى الثامنة لهجمات 11 ايلول، وأذيع نصها بالامس، وفيها تركيز جديد على علاقة الاميركيين مع اسرائيل، وإنذار صريح بهجمات جديدة اذا لم يفكوا هذا التحالف ويوقفوا الحرب على المسلمين في افغانستان والعراق.. ما يوحي ان التنظيم قرر كما يبدو فتح جبهة المواجهة مع العدو الاسرائيلي، التي كانت تحتل موقعا ثانويا بالمقارنة مع بقية جبهات المواجهة مع الغرب، كما قرر تحويل لبنان بالتحديد من ارض نصرة الى ارض جهاد. وجه الغرابة الوحيد في البيان انه يذكر اسم عبد الله عزام الذي قتل في افغانستان قبل هجمات 11 ايلول 2001، واتهم بن لادن نفسه بتصفيته مع انه كان من تلاميذه. لكن الاستنتاج أن ثمة انشقاقا في تنظيم القاعدة بين اتباع الرجلين، اعلنته الخلايا الموجودة على &laqascii117o;الساحة اللبنانية"، هو قفز في ذلك المجهول الاسلامي الذي ظهر اخيرا في لبنان، وبعد طول ترقب. 


- 'النهار'
نوفل ضو (عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار)
محور: أي مستقبل للاصطفافات السياسية في لبنان؟
الاصطفـــاف الإنقـــاذي
...فالمشروع السوري – الإيراني، الذي يسعى الى تحويل لبنان ورقة من بين مجموعة اوراق عراقية ويمنية وفلسطينية وغيرها، في استراتيجية شاملة للمواجهة مع المجتمع الدولي، فشل في إخضاع اللبنانيين على الرغم من كل التوظيفات الأمنية والعسكرية والمالية والإعلامية والسياسية والإقتصادية التي وضعها في تصرف حلفائه الداخليين. وبقيت 'ثورة الأرز' و'انتفاضة الإستقلال' حاضرة في وجدان 'شعب 14 آذار' وقواه السياسية والإجتماعية والفكرية والثقافية والحزبية الفاعلة لتشكل حالة ممانعة ومقاومة سلمية لجر لبنان الى حيث يفقد هويته ودوره وميزاته وخصائصه ومبررات وجوده.... لكن المؤسف أن هذه الحركة الشعبية – السياسية(لقوى 14 آذار) وقفت عند حدود الطائفة الشيعية الممسوكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وعسكريا. وفشلت قوى 14 آذار في إحداث الإختراق المطلوب. لا بل إن 'حزب الله' عاد بعد انكفاء مرحلي، ليستعيد زمام المبادرة، ويطل على الساحة السياسية من بوابة تغذية الإصطفاف الطائفي والمذهبي للحد من اندفاعة قوى '14 آذار'. وهكذا وقع مع التيار الوطني الحر 'وثيقة التفاهم' ليحقق من خلالها هدفين أساسيين:
1 - فك العزلة الوطنية التي وضع نفسه فيها نتيجة رفضه الشراكة مع بقية مكونات المجتمع اللبناني في بناء دولة تختلف عن تلك التي يطمح اليها 'حزب الله عقائديا&rdqascii117o;.
2 - ضرب 'الحالة اللبنانية' المستجدة من خلال الشراكة المسيحية – السنية – الدرزية المعبر عنها في انتفاضة 14 آذار، وإيقاظ بعض الغرائز المسيحية من خلال التحالف مع 'التيار الوطني الحر' الذي رفع شعارات مواجهة تهميش المسيحيين في الحياة السياسية والتصدي لتحجيم دورهم السياسي ورفض إلغاء حضورهم في مؤسسات الدولة، كغطاء لطموحات النائب ميشال عون الشخصية.
وهكذا نجح 'حزب الله'، ومن ورائه سوريا وإيران، في إعادة إطلاق 'حالة' الإصطفاف الطائفي في لبنان، باعتبارها مدخلا يبرر لدمشق وطهران ويؤمن لهما الامتداد السياسي والحزبي داخل الحياة العامة اللبنانية، وبالتالي الوسيلة الفضلى لضرب 'مشروع الدولة' وتحويل الإصطفاف في لبنان من سقفه السياسي الإيجابي المرتكز على الآليات الدستورية للنظام وتداول السلطة، الى سقفه الطائفي السلبي المدمر لمفهوم الدولة والحائل دون قيامها على مفاهيم مشتركة وجامعة.وأكمل 'حزب الله' لعبة انتاج الإصطفاف الطائفي، فارتد الى الداخل بعد حرب تموز 2006، مخوِّنا خصومه السياسيين، ودافعا الوزراء الشيعة الى الإستقالة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، ومحتلا وسط العاصمة بيروت بالتظاهر والاعتصامات، وصولا الى احتلال بيروت ومهاجمة الجبل بقوة السلاح في 7 ايار 2008. مما ايقظ الغرائز السنية والدرزية بعد الغرائز المسيحية والشيعية ووضع 'مشروع الدولة' في حالة العناية الفائقة....


- 'السفير'
مارلين خليفة:
محاولات لم تتبلور لمنع اختصار الطائفة بشخص الحريري. .سنّة المعارضة: علاقات مقطوعة أو متقطعة مع مصر والسعودية
..الاستقطاب الطائفي الحادّ يفيد منه &laqascii117o;تيار المستقبل" وزعيمه رئيس الأكثرية النيابية ورئيس الحكومة العتيد سعد الحريري. في المقابل تبدو المعارضة السنية مقطوعة الأوتار الصوتية، بلا خطاب موحّد ولا إطار جامع ولا فاعلية ميدانية. فما هي أسباب انكفاء رموز سنية عريقة ومنها من يتميز بالاعتدال والخطاب الوطني الجامع؟ وما دور المملكة العربية السعودية ومصر العرًابتين التاريخيتين لسنّة لبنان؟ تتجنّب الشخصيات السنية المعارضة قدر الإمكان التعرّض مباشرة للدولتين المذكورتين، وإن أفصحت عن شيء فهي تطلب عدم ذكر اسمها، ويبدو &laqascii117o;الهمس السني" أشدّ بلاغة من التصريح المباشر: يتهم سنة المعارضة المملكة العربية السعودية بأنها &laqascii117o;دائماً متورطة مع فريق عربي دون آخر، والسنة في لبنان ينقادون الى ميادين صراعاتها، وكثيراً ما تكون الخصومة مع سوريا مما يؤثر سلباً على موقعهم السياسي". وتهمس الشخصيات السنية أن أحد أخطاء الدولتين المذكورتين هو &laqascii117o;التشجيع على القوقعة الطائفية"، أما الاتصالات بين الطرفين &laqascii117o;فكانت مستمرة مع بعض قيادات الدولتين لإقناعهما بالعدول عن سياسة تمييز فريق سني عن آخر، لكن اعتباراتهما أكبر من لبنان وتتعلق بصراع النفوذ مع إيران، وهما سائرتان بهذا المنحى وتسلّحان سنة لبنان بالمذهبية وستتحملان يوماً تبعة تحويل هوية هذا الشارع"، كما تقول إحدى الشخصيات السنية المعارضة، مضيفة إن &laqascii117o;المملكة تحديداً تستمر في سياسة التهميش لقيادات المعارضة السنية وتحجب عنها إمكاناتها المادية الهائلة التي تصب في مكان واحد"...


- 'صدى البلد'
ليلى جرجس:
السلاح في لبنان... 'ما الو لا دِين ولا رب'
عمليات النقل اللامسؤولة للمعدات العسكرية والأمنية، وما يرتبط بها من تجهيزات عبر حدود الدول، خير دليل على ما وصل اليه لبنان في اقتناﺀ السلاح واستخدامه حتى وصل الأمر الى وجود أكثر من مليوني قطعة سلاح موزعة على الأراضي اللبنانية، ما يعني ان السلاح موجود في كل مكان وعند كل الأطراف. وهنا لا بدّ من طرح سؤال بسيط: هل كل هذه الأسلحة مرخصة ولماذا لا تتخذ القوى الأمنية الاجراﺀات اللازمة ولماذا وصل أصلاً لبنان الى هذا المستوى المتردي في اقتناﺀ السلاح؟تــخــطــى مــلــف الأســلــحــة في لبنان اطاره السياسي ليدخل في أفــق المصالح والاستراتيجيات الدولية تحت غطاﺀ 'الحفاظ على الكيان والوجود'. لم يعد السلاح مجرد قطعة للدفاع عن الذات او ضد العدو وانما تعدى مفهومه الــعــســكــري بـــأشـــواط ليشمل الــيــوم الــمــنــاســبــات السياسية والاجتماعية برمتها، من ابتهاج الى تظاهرات واحتجاجات، وصولاً الى الأفراح والأحزان...وامـــام فوضى التسلح هذه والتجارة غير المشروعة قامت بعض الجمعيات الداعمة للسلام بإرسال مسودة تتناول مخاوف ومخاطر ونتائج هذه التجارة الى الأمــم المتحدة لابـــرام معاهدة دولية تحدّ من تجارة الأسلحة الفردية. وقــد وافــق لبنان على توقيع هذه الاتفاقية، فهل سنتمكن من الحدّ من الاتــجــار بالأسلحة ا لخفيفة لننتقل فــي مــا بعد من شريعة الغاب الــى شريعة الانسان حيث القانون هو الآمر الناهي؟ في هذا الاطار أكد رئيس 'حركة السلام الدائم' فادي أبي علام ان موضوع السلاح يخضع لمصالح الــدول بشكل أساسي ولأسباب كثيرة أهمها: الشق الأمني وانعكاساته، الحفاظ على الــتــوازنــات الاقليمية، باعتباره تجارة مربحة... واعــتــبــر ان الــســلاح متوافر في السوق، الــســوداﺀ والنزاعات مستمرة ومتزايدة، كما ان السلاح لا يستخدم فقط في المناسبات السياسية، بل في المناسبات العائلية، مثل الـــزواج والــعــزاﺀ وغيرهما، ما يشرّع استخدامه في لبنان وتحت أي ذريعة كانت. ويخلص ابي علام الى انه 'كان لا بدّ من رفع الصوت عاليا والمطالبة باتفاقية دولية تحدّ من الاتجار بالأسلحة الخفيفة، لأن ما يجري في لبنان أخطر من الحروب ذاتها، لــذلــك يــتــوجــب علينا التحرك سريعاً'. وطالب بعدم توزيع السلاح لا سيما في المناطق التي تشهد انتهاكات خطيرة او اعمالا ارهابية لأن من شأنها ان تشعل النار وتعلن الحرب. 'فحتى الحروب لها قواعدها وأصولها ويحظر استخدام المدنيين والأطــفــال كسلعة لها'.'ومــا يزيد الطين بلة' على حدّ قول أبي علام 'اعتراض او تحفظ بعض الــدول للتصويت على الاتفاقية الدولية للحدّ من هذه الفوضى السلاحية كأميركا، سورية، اسرائيل وايران. ما يعني ان معظم الدول العربية اتخذت موقفا سلبيا او معترضا ضمنيا لأنه لا يتناسب مع مصالحها، ما يبقي لبنان ساحة مفتوحة امام تهريب السلاح من والــى الدول المجاورة'. وعن الخطوات المتوجبة للحدّ من انتشار السلاح؟ يجيب أبي عــلام ان هــنــاك مجموعة أفكار يمكن العمل بها للحدّ من هذه الظاهرة وتتلخص بالآتي: 1- السعي الى ايجاد قانون عـــادل يــراعــي حــقــوق الانــســان ومصالح الناس. 2 – دعم الدولة اللبنانية لــمــعــاهــدة دولــيــة تــحــد من الاتجار بالأسلحة الخفيفة وتــوعــيــة الـــنـــاس عــلــى أهمية القانون. 3 – الــضــغــط عــلــى الــدولــة لتوقيع الاتفاقية. 4 – مراجعة القوانين الوطنية لتتلاﺀم مع الاتفاقيات الدولية. 5 – مــراقــبــة كيفية تنفيذ السلمية، لأنه لا بدّ من استئصال هذا المرض الخطير المتربص في ذهون اللبنانيين ألا وهو 'ثقافة العنف'. وانــســحــاب ســوريــة فــي لبنان عــاد الكلاشينكوف الــى التألق، والـــى زيــــادة الــطــلــب عــلــيــه في الــســوق الــســوداﺀ فــارتــفــع سعر القطعة منه مــن 100 الــى نحو 700 ووصل مؤخراً الى 1000، $ وبندقية 'ام' 16 والرشاشات والمسدسات التي تشهد اقبالا كثيفا عليها. فــي حين ارتفع سعر مخزن الرصاص للرشاشات من دولارين الى 30 $. مشيراً الى ان أسعار السلاح شبه متقاربة في مختلف المناطق ســواﺀ في الضاحية الجنوبية ام كسروان ام طرابلس. وعن كيفية الحصول عليها؟ يؤكد أن تهريب الأسلحة يكون عبر المعابر الحدودية، فهناك كميات هائلة من الأسلحة من صاروخ إلى مسدس تهرّر على الحدود السورية- اللبنانية. أما الطريقة الأخرى المعتمدة لتأمين السلاح فهي عبر بيع الحشيشة إلى إسرائيل مقابل الحصول على الأسلحة. في حين ان عملية التهريب عبر البحر أصبحت شبه معدومة بعد صدور القرار 1701. كما أشار المصدر الى ان تجار الأسلحة عادة لا يميزون بين هذا الطرف او ذاك وكل همهم هو بيع ما عندهم وتحقيق الربح السريع. وكشف أن الأسلحة المتداولة حاليا هي بشكل أساسي الكلاشينكوف وبندقية 'ام' 16 اضــافــة الى الـــمـــســـدســـات ولـــكـــن لا وجـــود لأسلحة ثقيلة لصعوبة ادخالها وتخبئتها. 'الخطر الأكبر في السلاح' على حد قول المصدر يكمن في استخدامه في الداخل كما جرى في 7 ايار، كما انه لا يجب ان ننسى ايضاً السلاح الفلسطيني الموجود داخل المخيمات التي هي عبارة عن مخزن للسلاح التي تشهد أيضا عملية بيع وشراﺀ فيها. هــذا بــالاضــافــة الــى ان هناك مناطق تعجز الدولة عن الدخول الــيــهــا مــثــل الــضــاحــيــة والــبــقــاع، والسبب يعود الــى عــدم تنظيم الدولة لهذا الملف، فنحن في لبنان نطبق شريعة الغاب، في حين ان في سويسرا مثلا لا تطلق رصاصة واحــدة الا بمعرفة الدولة. فحتى الشركات الأمنية اصبحت تابعة لأطــراف واحـــزاب سياسية لأنها تفتقر الى التمويل. فالسلاح في لبنان بكلمتين: 'ما الــو لا دين ولا رب'.


- 'النهار'
بقلم سالم الخاقاني (صحافي عراقي):
الإنقسام الشيعي في العراق..المسؤول الأمني الإيراني الذي هدّد نوري المالكي
قد يبدو الانقسام الشيعي - الشيعي العراقي الحالي مجرد تنافس على موقع رئاسة الوزراء، بين الفصيلين الرئيسين، 'حزب الدعوة' الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي آلت رئاسته الى عمار الحكيم بعد وفاة والده عبد العزيز اخيراً. الا ان وراء هذا الانقسام خلافات عميقة في المنهج والرؤى حول ملفات رئيسة تتعلق بشكل العراق المطلوب وخريطة علاقات قواه ومكوناته. فضلا عن التنافس وروح الالغاء بين التنظيمين الاسلاميين الشيعيين منذ تأسيس 'المجلس الاعلى' في طهران عام 1982 وتحوله من جامع للتنظيمات العراقية الى تنظيم منافس لها وعلى راسها 'حزب الدعوة' فان ملفات خلاف جديدة ظهرت بين التنظيمين منذ اسقاط الاميركيين نظام صدام حسين العام 2003. من بينها طبيعة العلاقة بين الشيعة والاكراد الذين بدوا الاكثر تنظيما والاكثر اقتناصا لمرحلة الفوضى، في توسيع مناطق نفوذهم وسعيهم الى تحقيق مكتسبات يصعب التراجع عنها، سواء في تغيير ديموغرافيا بعض المناطق المراد ضمها الى اقليم كردستان، او في كتابة دستور يعطي لاقليم كردستان حقوقا وصلاحيات تفوق ما تحويه كتب العلوم السياسية من مواصفات الاقليم الفيديرالي.الافتراق ظهر منذ البداية بين 'حزب الدعوة' و'المجلس الاعلى' الذي يرى ان ما يجمع الشيعة بالاكراد اكثر مما يجمعهم بالعرب السنّة. يستدلون في ذلك على ان المحيط العربي السني للعراق لن يسمح لسنة العراق بالتعايش، دون مشاكل، مع حقيقة النفوذ الشيعي في السلطة، وان هذا المحيط سيوظف خلافاته السياسية مع ايران تدخلا في العراق وتحريكا لسنّته ضد شيعته، على خلفية اتهام شيعة العراق بالتبعية لايران. في المقابل يرى 'حزب الدعوة' ان ما يجمع الشيعة العراقيين مع مواطنيهم السنّة اكثر بكثير مما يجمعهم مع الاكراد على صعيد المستقبل. ومع اعترافهم بوحدة المظلومية التي تجمع الشيعة والاكراد في العراق بسبب السياسات العنصرية والطائفية للانظمة المتعاقبة في العراق، الا ان الاكراد - حسب 'حزب الدعوة' - مآلهم الانفصال وتشكيل دولتهم المستقلة، وان من يبقى في العراق هم العرب السنّة الذين يجب ترتيب العلاقة معهم وتطمين مخاوفهم لسد الطريق على اي استغلال اقليمي لهم. ربما يفسر هذا التوجه، مواقف امين عام 'حزب الدعوة'، رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي كما سلفه ابرهيم الجعفري قبل خروجه من الدعوة والتي توصف بالحازمة، في وجه تمددات كردية سابقة وحالية، فيما يتطلع الاكراد اليوم الى رئيس وزراء 'مجلسي' هو في الغالب عادل عبد المهدي المعروف بعلاقاته العميقة بهم الى درجة تخيف المتوجسين من الانفصال الكردي وتدفعهم الى الاصطفاف وراء المالكي رغم اختلافهم معه في مواقف عدة.ولا يبتعد ملف الخلاف 'الدعوتي - المجلسي' الثاني عن الملف الاول حين يتوجس 'الدعوة' من موضوع الفيديرالية كما وصفها الدستور العراقي والذي يدفع العراق في حال تطبيقها الى التفتت، لذلك فهو يميل الى حكومة مركزية قوية يقول ان احداث السنوات الماضية اثبتت انها جرت بسبب غيابها، وهو ما يخالف رغبة 'المجلس الاعلى' المتحمس لفيديرالية الجنوب والتي خفف من المجاهرة بها انتظارا لفرصة وعي شعبية جديدة تدعمها.كما تأتي العلاقة مع ايران خطا ثالثا للتباعد 'الدعوتي - المجلسي' الذي لم يظهر منذ نيسان 2009 بل يمتد الى بدايات تأسيس المجلس واتهام قادته الدعوة بعدم الايمان بولاية الفقيه وعدم طاعة الولي حينما انتقل ثقل 'حزب الدعوة' الى ايران هربا من الذبح التي تعرضت له في العراق أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي. هذا الاتهام استمر يلاحق الدعوة حتى من بعض قيادييه الذين انشقوا عنه لاحقا ليؤسسوا جناحا للحزب اتخذ اسما لافتا هو ' تنظيم العراق'، ما زال يتحمل تهمة الارتباط العضوي بإيران، فيما ظل الحزب الأصلي محل عدم ثقة من الايرانيين اتخذت اليوم شكل الموقف غير المرتاح من سياسات المالكي الذي يقول بعض القادة الايرانيين في مجالسهم الخاصة انه عاص وانه لا يمكن الوثوق به. الموقف الايراني هذا يدخل عاملا قويا في الانتخابات البرلمانية المقررة في منتصف كانون الثاني المقبل، فمجموع تجربة الايرانيين مع المالكي تدفعهم الى السعي لاحتوائه داخل الائتلاف الذي أعاد انتاج نفسه منتظرا عودته اليه مع رفض اي حديث عن ترشيحه لرئاسة الحكومة القادمة في وقت يبدو مرشح 'المجلس الاعلى' عادل عبد المهدي خيارا لا يمكن العودة عنه. المالكي الذي كشفت الانتخابات المحلية الأخيرة شعبية كبيرة له يرى ان جذبه الى بيت الطاعة الائتلافي، وبضغط ايراني، انما يهدف الى كبحه ومنعه من الحصول على رئاسة ثانية للحكومة في حين ان شعبيته المستمدة في جانب كبير منها، من المستائين من اداء الائتلاف الحالي، ستتراجع اذا ما إنضم الى الائتلاف الجديد.الجانب الإيراني تدرج في ضغوطه على المالكي لئلا يبقى مستقلا عن الائتلاف. احد الموفدين اوصل له قبل شهور رسالة ايرانية تقول ان 'موقفنا سيكون اكثر من الزعل' اذا لم تنضم الى الائتلاف. وعندما استمر في عناده الذي زاده هذا التهديد، جاءه التهديد الثاني: 'اذا استمررت في عنادك سنكسر ظهرك'. اللافت ان هذه الرسائل التهديدية تأتي من شخص يرئس فرعا في استخبارات 'الحرس الثوري' خاصا بالعراق يدعى قاسم سليماني الذي يدير الخطوط الايرانية في الملف العراقي، وهو ما يثير حفيظة المالكي المعروف بعناده امام التهديدات خصوصا اذا جاءت من رجل استخبارات يرى لنفسه الحق في اصدار الأوامر لرئيس حكومة بلد مثل العراق. وكثيرا ما ينقل عنه مقربون قوله انه لن يدع العراق لعبة بيد قاسم سليماني. لكن كثيرين يتساءلون عن قدرة المالكي على مواجهة دولة بحجم ايران وقوة تأثيرها في العراق، في وقت يقف شبه وحيد في مواجهتها لا سند له لا من القوى الشيعية ولا السنية ولا الكردية بعدما اثبتت الازمة الاخيرة مع سوريا ان الجميع، حتى المؤمن بخطه، ربما ينقلب عليه في لحظة ما، ليتركوه مكشوف الظهر، بل وربما المشاركة في 'كسر ظهره' كل بدافع معين وبهدف قد لا يلتقي بالضرورة مع اهداف الاطراف الاخرى، لكنه السباق الى مجلس النواب الذي تستثمر فيه الاطراف الاقليمية طاقات كبيرة تبدو، على تباينها واحيانا تضادها، تلتقي عند منع فوز المالكي بفرصة البقاء في رئاسة الحكومة. هل يرضخ المالكي للامر الواقع ويعود الى ائتلاف مضمونة خسارته فيه، أم يظل منفصلا يقاوم الضغوط مراهنا على تضامن معه، وقدرة شعبية على نصرته كما حدث في الانتخابات المحلية؟


- 'النهار'
رندى حيدر:
دوري غولد: هضبة الجولان مهمة لإسرائيل ونتنياهو لم يتعهّد الإنسحاب منها
أثارت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' جدلاً كبيراً داخل إسرائيل بعد نشرها للمرة الأولى وثيقة رون لاودر، التي تعهد فيها بنيامين نتنياهو خلال ولايته السابقة الإنسحاب الكامل من هضبة الجولان. ونشرت الصحف الإسرائيلية أكثر من مقال يؤكد عدم صحة ما جاء في الوثيقة، بينها المقال الذي نشره موقع القدس الالكتروني للشؤون العامة لكل من مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية دوري غولد، والعقيد في الإحتياط شمعون شابيرا المستشار العسكري السابق لرئيس الحكومة، كذّبا فيه موافقة نتنياهوعلى الإنسحاب الكامل من الجولان، ومما جاء في المقال:' إن تحقيق السلام الحقيقي بين إسرائيل وسوريا هدف يستحق الثناء ويشكل حجر الأساس في التوازن الإقليمي. ولكن للأسف الشديد قدم ريتشارد هاس ومارتن أنديك في مقالتهما المنشورة في 'الفورين أفريز'، عدد شباط، شرحاً خاطئاً للإقتراح الذي قدمه الى سوريا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال فترة ولايته السابقة بين 1996 - 1999، لا سيما عندما يقولان ان

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد