- 'صدى البلد'
ديانا سكيني:
قصص الإغتراب الشيعي... الحزينة
لم يكن ابعاد لبنانيين شيعة من الامــارات الحلقة الاولــــــــــى فـــــي مــســلــســل 'اســـتـــهـــداف الاغـــتـــراب الشيعي'، كما يسميه ابناﺀ الطائفة المتوجسين من مصير مجهول تنسج خيوط ضبابيته استحالة الفصل بــيــن الــمــذهــب والانــتــمــاﺀ السياسي حتى اشعار آخر. واقع بات يشغل القيمون على الطائفة الذين يجتهدون في النقاشات التي تنتهي الى خلاصات لا تفضي الى حلول جدية. طالما ان المعادلة الكفيلة بانهاﺀ الظاهرة تقضي كما يقول البعض متندرا 'امـــا بالفصل بين الشيعة وحزب الله، او بين الاخير وايران'.. وكلاهما من اضغاث الاحلام..
فكر حسن نصر الله كثيراً في تغيير اســمــه، قبل ان يعدل في اللحظة الاخــيــرة. لــم تكن مسألة إيقافه في مطار ليبرفيل في كل مرة يدخل البلاد التي قضى فيها 20 عاما، هي ثلثا عمره، للتدقيق في هويته تثير ازعاجه بالقدر نفسه الــذي بــات عليه الامــر حين تــزوج وانجب وكثرت تنقلاته وعائلته بين لبنان والغابون. حسن نصر الله الاسم الكفيل بتحويل صاحبه الى 'كيان سياسي مضطهد' في الاماكن التي تعادي حزب الله وتتربص بتمدد النفوذ الايراني اليها، يعكس صورة رمزية عن ظاهرة تنبئ بتحول كل شيعي الى مشروع مؤامرة في عيون النظام الرسمي في دول الاغــتــراب، حيث بــات يصعب بالنسبة لكثير من الدول الفصل بين الهوية المذهبية والــســيــاســيــة خــصــوصــاً فــي ضــوﺀ الحقيقة الماثلة بقبض حزب الله على ولاﺀ أغلب الشيعة اللبنانيين. ولما كان حزب الله يشكل امتدادا إيرانيا بالنسبة للدول المناهضة لطهران، فان مؤيديه الذين تكثر الــتــقــاريــر عــن كونهم احـــد اهم مصادر تمويل الحزب ذي المنظومة العسكرية والمالية المؤسساتية الضخمة، قد تحولوا الــى اهــداف امنية مشروعة لكل جهاز مخابراتي اراد تحييد ساحاته عن تأثيرات الصراع الاميركي الايراني، او اراد الانخراط في المعركة العالمية ضد انبلاج فجر إيران النووية.
هــذه الظاهرة بــدأت تقلق في الــســنــوات الاخــيــرة القيمين على الطائفة وعلى رأسهم حــزب الله الذي رفع الصوت اخيرا في قضية المبعدين من الامــارات، كما حركة امل والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والعلامة السيد محمد حسين فضل الله. وغالبا ما كانت النقاشات الداخلية تفضي الى خلاصة ضرورة الحوار مع الانظمة في الدول المعنية والتقليل من الظاهرة الانفلاشية للتبرعات التي كانت تجمع لصالح المقاومة، بالتوازي مع فتح العين المخابراتية على نشاط الاجهزة المخابراتية المعادية في تلك الدول والهادفة الى النيل من الاغتراب الشيعي في اماكن وجوده النافذ. الــهــاجــس مــن تــنــامــي ترعرع الجهاز الامــنــي التابع لحزب الله في البيئات الشيعية الاغترابية يــتــعــدى الــتــوجــس مــنــه قضية التمويل، اذ يعتبر الامن في مقدمة المحاذير التي استدعت نشاطا اسرائيليا استثنائيا بعد اغتيال الــقــائــد العسكري فــي حــزب الله عــمــاد مغنية حيث كتبت مئات التقارير الاسرائيلية التي جردت كل الاماكن على الخريطة الدولية التي من الممكن ان تشكل مساحة جغرافية لانتقام الحزب من اهداف اسرائيلية. وبالطبع كانت الــدول التي تحتضن الاغــتــراب الشيعي في مقدمة متابعة الموساد، دون ان تكون الوحيدة. الأمن ايضا يحضر في حذر الدول العربية المعتدلة من نشاط الحزب فيها بعد الكشف عن خلية تابعة له في مصر. وقد فسر المراقبون خطوة الامارات العربية المتحدة بابعاد قرابة 45 مــن المقيمين مــن اللبنانيين الشيعة ومن الفلسطينيين من انصار حماس في السياق المذكور. علما ان المبعدين ليسوا ممن ثبتت عليهم التهم الامنية بشكل علني اذ ان الوقائع تشير الى ان تخطي الامور لمسألة الشكوك، والا فــان المنطق يقول بان هؤلاﺀ كانوا سيدفعون ثمنا اقسى لو ان ثمة تهماً امنية تثبت تورطهم في قضايا تودي باصحابها الى القضاﺀ.
يتحدث قريب لأحد المبعدين لـ 'صدى البلد' عبر رسالة الكترونية عن الاثر السلبي الذي خلفته الخطوة بحيث لــم يعد يــجــرؤ اللبنانيون الذين كانوا في الماضي يحملون اعلام حزب الله وينزلون الى الشارع في مناسبات عدة من تكرار الامر نفسه اليوم، بل ان الكثير منهم بــات يفضل اخفاﺀ مذهبه او نزع صور الامين العام لحزب الله حسن نصر الله من اماكن العمل وحتى المنازل'. ويربط المتحدث بين الخطوة المفاجئة وبين المناخ الطائفي المحموم الذي 'شهدته المنطقة العربية في السنوات الماضية، حيث غالبا ما كان بالامكان مشاهدة نسخة من السجال الحاصل في بيروت بين انصار حزب الله وتيار المستقبل، بين شيعي وســنــي لبنانيين او عربيين في الامارات'. ويضيف 'لم نعد نشعر بالامان في المكان الذي احتضننا وعائلاتنا لسنوات طويلة. فما المطلوب؟ ان نتخلى عن انتمائنا السياسي وحتى لو تظاهرنا بالامر، فهل سيتمكنون من نزع هذا الولاﺀ من قلوبنا؟ . نريد ان نعرف ثمن مــاذا ندفع اليوم؟هل ثمن تحرير الجنوب وعدائنا ومقاومتنا لاسرائيل؟'.
ســــؤال لا يـــتـــردد الــمــهــنــدس اللبناني الشيعي حسن. غ المقيم في دبي من الاجابة عنه 'الشيعة يدفعون ثمن التصاق حــزب الله بــايــران، واذا كــان العالم يعادي ايــران فما الــذي يجبرنا نحن على دفع الثمن'؟ . الشاب الذي مضت 3 سنوات على عمله في شركة مقاولات رائــدة في دبي يقول انه 'لا يجوز التعميم، فنحن نعيش بحرية تامة ولا احد يزعجنا لكن ابعاد اللبنانيين احدث ارباكا واعتقد انه هدف الى ايــصــال رســالــة تحذيرية وصلت بقوة' ناقلا 'جو استبعاد المقيمين لكر سبحة القرار الاماراتي بابعاد المزيد من الاعداد'. ويتساﺀل حسن عن ظاهرة 'تستعصي على فهمه: ' 'فكيف يلاحق بعض رجال الاعمال الشيعة بحجة ارتباطهم بحزب الله وايران ولا يجرؤ احد على التعرض للجالية الايرانية الكبيرة في دبي او حتى البحرينية التي تشهر تأييدها لايران'؟ . القلق من استهداف الاغتراب الشيعي يطال ايضا الولايات المتحدة لدى ابناﺀ الطائفة، وهو قديم العهد حيث اوقــفــت الحكومة الفيدرالية العشرات من اللبنانيين منذ احداث الحادي عشر من ايلول تحديدا بتهم تمويل حزب الله او الحصول بشكل غير شرعي على بث قناة المنار او القيام بنشاط سياسي داعم للحزب الــذي ما زالــت واشنطن تضعه على لائحة المنظمات الارهابية.
وقد بلغت مظاهر الحذر لدى شيعة ميشيغن درجة عدم التجرؤ على النطق بعبارة حزب الله اثناﺀ مكالماتهم الهاتفية، او اخــفــاﺀ صــور السيد نصر الله او الشعارات التي تمت الى الحزب بصلة خوفا من ملاحقتهم. أمــا فــي افريقيا الــســاحــة التي تتقاطع عدة تقارير على انها ساحة نشاط هائل للحرب الاستخباراتية بين الموساد وحزب الله، فقصص الاغتراب الحزينة تحكي عن توجس دائم من استهداف المصالح التجارية الخاصة بالشيعة اللبنانيين الذين تربط الكثير منهم علاقات وطيدة بحزب الله. ويــقــول الــدكــتــور عبـد اللطيـف الحناشـي في تقرير حــول مطاردة الــنــفــوذ الإيـــرانـــي فــي أفــريــقــيــا ان المهاجرين اللبنانيين الشيعة شكلوا سندا قويا للوجود الإيراني في الكثير من الدول الأفريقية.
ويقدر عددهم في أفريقيا الغربية بأكثر من ربع مليون شخص '15 ألفاً منهم في نيجيريا'. وتشير بعض التقارير الاستخباراتية إلى أن أكثر من 200 مليون دولار سنويا تصل إلى حزب الله اللبناني ُتجمع من الشيعة اللبنانيين في أفريقيا وأميركا اللاتينية، ويأتي نصف المبلغ مــن أفريقيا. ويربط الحناشي بين نشاط حزب الله والوجود الايــرانــي فــي افريقيا الــهــادف إلى تحقيق أمرين مترابطين، يتمثل الأول في تحقيق سيطرة استراتيجية على باب المندب الذي تعتبره إيران منفذا حيويا لتحركاتها الملاحية خوفا من حــدوث أي خلل أو اضطراب في منطقة القرن الأفريقي من شأنه أن يؤثر مباشرة على النشاط الاقتصادي الإيراني المرتبط بموانئها البحرية. أما الثاني فسياسي، إذ يمكن أن تشكل الدول الأفريقية، بالنسبة إلى إيران سندًا هاما في المحافل الدولية التي تبدو بحاجة أكيدة لذلك.
وأمـــــام الــتــرابــط الــــذي يحكمه الامـــر الــواقــع بين السياسة وبين الــحــيــاة اليومية للمغتربين، يرى بعض المراقبين ان الحاجة باتت ملحة الى جهد رسمي ودبلوماسي لحماية مصالح وعيش المغتربين اللبنانيين. وهــو الامــر الــذي بــادر اليه رئيس الجمهورية عبر ايفاده شخصية امنية الــى الامـــارات فــي محاولة لمعالجة قضية المبعدين. وبانتظار الحيثيات الموجبة للابعاد التي ينتظر الجانب اللبناني الــحــصــول عليها، يتوقع الا تثمر الــمــبــادرة الرسمية عــودة للمبعدين... وانما عدم جعل القضية تمر مرور الكرام.
- 'السفير'
مايسة عواد:
المشنوق بعد حلقته على &laqascii117o;المنار": عاتب على القناة وأعتذر من المشاهدين
انتظر كثيرون حلقة &laqascii117o;حديث الساعة" مساء الجمعة المنصرم، ذلك أن ضيف الزميل عماد مرمل كان النائب نهاد المشنوق، أي أنها من الحلقات النادرة التي تتم فيها استضافة وجه سياسي من &laqascii117o;تيار المستقبل" على &laqascii117o;المنار"، في وقت تعاني الشاشات اللبنانية التابعة لفريقي 8 و14 آذار على حد سواء من مقاطعة معظم السياسيين الذين لا يلتقون مع توجهاتها. انطلقت الحلقة مع المشــنوق كضيف وحيد في الاستوديو، ما بشّر بحلقة جدلية تذهب إلى العمق بسبب تعارض توجهات الضيف من جهة والقناة المضيفة من جهة اخرى .
لكن الحضور &laqascii117o;الصحّي" هذا سرعان ما عاد ووقع في مطب الانفعال والردود الشخصية عبر اتصالين هاتفيين أولهما مع اللواء جمــيل الــسيد وثانيهما مع وزير الاتصالات بالوكالة جبران باسيل. عندما توجه الزميل عماد مرمل نحو ضيفه قائلاً &laqascii117o;يبدو ان كلامك بدأ يثير ردود الفعل"، لم يكن مفاجئاً للمشاهدين ان يكون اللواء السيد على الطرف الآخر من الهاتف، بعدما عارض المشنوق مقولة إن الضباط سجنوا ظلماً &laqascii117o;بل يتحمل رؤساء الأجهزة الأمنية مسؤولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري لا أستطيع ان أحددها أنا .."، لكن اللافت كان قول السيد على الهواء &laqascii117o;ما كنت عم شوف الحلقة، بس تلفنولي وخبروني أنه تم تناول نقطتين لهما علاقة بمسؤولية الضباط وموقف القاضي بلمار". رد السيد على كلام المشنوق معتبراً انه &laqascii117o;قد يكون هناك تقصير (من قبل الضباط) لكن الأصول تقضي ألا يكون هناك شهود زور كما حدث معي ومع الضباط الآخرين"، مسمياً زهير الصديق وهسام هسام وعبد الحليم خدام ومنتقداً الزميلة &laqascii117o;الحياة" لاقتطاعها كلام بلمار.
توسع اللواء السيد في الشرح. كان المشنوق يستمع بهدوء حتى قال السيد ان &laqascii117o;كل ضابط من الضباط الأربعة أكثر براءة من دم الحريري من ابنه نفسه ومن المحاوَر أيضاً". هنا اتخذت الحلقة منحى آخر: &laqascii117o;يا جنرال هذا كلام شخصي ما بيطلعلك انت تقوله. ما بعتقد انو سمعتك بتساعدك تحكي هيك" يقول المشنوق. يرد السيد: &laqascii117o;.. انت خليك حكِي عن الطواويس بالافطارات". المشنوق: &laqascii117o;يا عماد الحق عليك عم نفوت بالشخصي. يا سيدي أيه طواويس ان شا الله يطلعلك تعمل طاووس، كتير عليك الطاووس أصلاً. خلينا بالسياسة والقانون". يرد السيد &laqascii117o;أصلاً ما عم بحكي معك وما بحب لهجتك"، يتصاعد التوتر &laqascii117o;وما تحب لهجتي شو أنا طالب إيدك أصلاً"، يجيب المشنوق من جديد. يقول السيد لمرمل &laqascii117o;أصلاً ما عم بحكي معو واللي قلتو عنّوا مصر عليه" ويأتي الجواب مرة أخرى &laqascii117o;بشرفني ما تحكي معي، قليل التهذيب".
وبين &laqascii117o;انتو عم تضحكوا عاللبنانيين" (السيد) و&laqascii117o;عأساس هو كان يلاطــف اللبنانيين. نحن نضحك عليهم؟" (المشنوق) وغيرها من العبارات ذهبت الحلقة إلى الشق الشخصي. يحدث كل هذا، والزميل مرمل لا يتدخل مكتفياً بالاستماع حتى قبيل انتــهاء المكالمة. تنبه المشنوق إلى تحوّل الحلقة عن مسارها لكن بعد فــوات الأوان، ثم عادت الاســتراحة بالحلقة إلى محاورها ولو أن التــوتر أتى على هدوء البداية. كان الملف الثاني الساخن عن تشكيل الحكومة وإصرار المشنوق على عدم توزير الراسبين. تناول الحديث بشكل مفصل وضع الوزير جبران باسيل. يقول المشنوق &laqascii117o;ما بدي فوت بالشخصي" عند سؤاله عن رمزية جبران باسيل بالنسبة إلى الجنرال عون.
تحتل تعقيدات التشكيل حيزاً ثم يقاطع الزميل مرمل المشنوق &laqascii117o;ما بعرف لماذا لا يمر كلامك مرور الكرام"، معلناً تلقي اتصال من باسيل الذي تم تناوله في المحور السابق. حتى اللحظة كان رد فعل المشنوق ممازحاً &laqascii117o;أنت مُصر إني اختلف مع كل الناس". توجه الزميل مرمل نحو باسيل بالسؤال عن تعليقه على كلام المشنوق، إلا ان الوزير قال &laqascii117o;أول شي مش أنا اتصلت إنتم اتصلتم فيي. اسألني كي أجيبك". اختفت بسمة المزاح عن وجه المشنوق. &laqascii117o;اتفضل" يقول. يعترض باسيل على عدد من النقاط ويصر المشنوق على انه لم يقل ما نُقل لباسيل عن لسانه. يشير إلى أن هذه الحلقة هي فخ نصب له ويهدد بالانسحاب. مرة أخرى هو الهدوء قبل عاصفة الهجوم الشخصي.
يتحدث باسيل عن &laqascii117o;فيتو" على التيار الحر &laqascii117o;طلبنا الداخلية رفضوا.. العدلية في العام 2005 رفضوا، تسلمنا الاتصالات وعملنا بعض التعديلات صاروا يرفضوا يعطونا إياها.. مش عارف ليش لازم نضلنا ننظف &laqascii117o;جيّة" الفريق الحاكم"، هنا ينفعل المشنوق &laqascii117o;مش عارف إذا كان لازم تشتغل بسوكلين". يعاتب مرمل ضيفه هذه المرة، يقول باسيل إنه لم يسمع ما قيل، ويطمئنه مرمل الى أنه لن يخبره &laqascii117o;لأنو ما كانت مرقت ع خير" يقول باسيل &laqascii117o;حسناً ما بدنا نفوت بالشخصي"، ويجيب المشنوق &laqascii117o;معك حق". سرعان ما يعود ضبط الأعصاب من جديد بعدما أصاب الحوار ما أصاب من دخول في تجاذبات شخصية أبعد ما تكون عن السياسة. ويبدو أن هذه النقطة تحديداً هي ما أزعج النائب المشنوق، الذي يؤكد لدى سؤال &laqascii117o;السفير" عما حدث في البرنامج: &laqascii117o;هي حلقة أفضّل أن أمحوها من ذاكرتي، أنا آسف لموقف &laqascii117o;المنار" وتصرف زملاء أعتبرهم أصدقاء. عزّ علي الأمر كثيراً. وآسف وأعتذر من كل المشاهدين والمشاركين في الحلقة لأن هذه ليست الطريقة التي أريد أن أوضح أفكاري بها أو أحاور الآخرين عبرها. الأسلوب الشخصي لا معنى له ولا أستسيغه".
بدوره أوضح الزميل مرمل ان &laqascii117o;اللواء جميل السيد هو من اتصل". لكن مرمل يشير في المقابل إلى انه كان قد اتفق مع الوزير باسيل على مداخلة &laqascii117o;أكثير ان نضمن مشاركة رمزية للرأي الآخر ولو عبر الهاتف؟". لكن إذا كان الاتفاق قد تم مع باسيل لماذا أوحيت أنه هو مــن اتصل؟ &laqascii117o;القــصة لم تكن لا فخاً ولا كميناً بل النية كانت سلــيمة، لو علمت بأن الأمور ستؤول إلى هنا لكنت قلت اننا من اتصلنا". بأي حال، لا يبشر واقعنا بالخير إن كان النقاش في البرامج الحوارية سيؤول كل مرة إلى هذه النتيجة عند استضافة شخصية لا تلاقي القناة في توجهاتها، لكن يبقى هناك بصيص أمل عندما يكون هناك أشــخاص في موقع السلطة مستعدون للاعتذار إلى الجــمهور والمشاركين على حد سواء، لايمانهم ان لــغة الحوار الحقيقية لا تمر بالتجريح المتبادل على شاشات التلفزة.
- 'الديار'
محمد باقر شري:
منعاً لإختلاط الصورة عمّا يجري في اليمن:محاولة لإلقاء الضوء على &laqascii117o;هوية"الحوثيين
... يبقى ان نسال فيما يتعلق بالموضوع الذي بدأناه في حرب &laqascii117o;الحوثيين" و"الصالحيين" - اذا صح التعبير - (نسبة الى علي عبدالله صالح)والتي دونها حرب &laqascii117o;الحثيين والآشوريين" في التاريخ !هل ان الحوثيين هم زيديون ؟والجواب هو انهم كشيعة زيديين في الاصل، لم يجدوا كبير فارق بين الشيعة الزيديين والشيعة الاماميين الاثني عشريين. ومن خلال دراساتهم اخذوا باجتهادات أئمة اهل البيت الاثني عشرولم يتوقفوا عند الامام محمد الباقر بل اعتقدوا ان زيدا ابن علي ابن الحسين (الملقب بزين العابدين او السجادّ ) شقيق الامام الباقر، الذي استعجل الثورة ضد الحكم الاموي وهو الذي تحول في نظر جميع المسلمين سنة او شيعة الى(مُلك عضوض ) حسب التعبير الفقهي ،فلم يراعِ هذا الحكم الفضائل التي تحلّى بها الرسول(ص) والخلفاء الراشدين وخرج حتى على مراعاة الفرائض الاسلاميةعلماً ان الامام الباقر نصح شقيقه زيدا بعدم القيام بالثورة ضد &laqascii117o;الحكم القائم الظالم &laqascii117o;من حيث التوقيت،فقد اعلن زيد الثورة واظهر بطولة وبسالة في مقاومة الظلم ولكنه &laqascii117o;استُشهِد &laqascii117o;في تلك الحرب ضد النظام الاموي وصُلِب على شجرة عالية وبقي مصلوبا مدة طويلة دون ان يجرؤ الناس على انزاله عنها ،وكان المارّة يقولون &laqascii117o;بأسى":"أما آن لهذا الفارس ان يترجّل ؟
اي ان ينزل عن &laqascii117o;صهوة &laqascii117o;المكان الذي صُلب فيه ليضع قدميه على الارض ويترجل ! ورغم اعتدال المذهب الزيدي في نظر جميع المسلمين سنة وشيعة،فان الحاكم &laqascii117o;تيمناً"بسيرة زيد ابن علي الذي يعتبره الزيديون مؤسسا لمذهبهم وله منهجه الفقهي الخاص الذي يتضمن اجتهادات ضمن الثوابت الاسلامية التي ياخذ بها الزيديون ،فان بين هذه الاجتهادات وجوب ان يؤكد الامام او الحاكم عند الزيديين، قدرته على إثبات وجوده،ولو بامتشاق &laqascii117o;السيف"ضد الظالمين اياً كانوا في الداخل او الخارج .ويبدو ان هذا مايعتبر الحوثيون انهم فعلوه ضد النظام الحالي معتبرين انه نظام غير عادل الا اذا لبّى لهم طموحاتهم ومطالبهم .في حين انه يعتبر اخذهم باجتهادات متممة للمذهب الزيدي، امرا محظورا عليهم ،اضافة الى اوضاعهم الاجتماعية التي يرون فيها تمييزا ضدهم من جانب السلطة القائمة.ورغم ما استنتجه الرئيس علي عبدالله صالح من ان عرض ايران وبعض الجهات العراقية المحسوبة على تيار السيد مقتدى الصدر بالتوسط بينه وبين الحوثيين فقد اعتبر هذا العرض برهانا على انهم يدعمون الحوثيين وان تبرعات بعدة الاف من الدولارات تؤكد امكانية تدخلهم في شؤون اليمن الداخلية!.
ولقد كان ترحيب ناطقين باسم النظام اليمني القائم بمناشدة السيد حسن امين عام حزب الله في لبنان للرئيس علي عبدالله صالح إيقاف القتال وإيجاد صيغة لوقف هذا النزف،دليلا على مدى مايتمتع به سيد المقاومة &laqascii117o;من مكانة في قلوب حتى بعض الانظمة العربية ومن بينها النظام اليمني ،وهو امر يشكّل تزكية لذلك النظام بانه يتمتع &laqascii117o;بثقة نسبية" من جانب مقاومة لبنانية هتفت لها الملايين في حرب تموز عام 2006 مثلما هتفت لشعب غزة الذي تعرّض للابادة الوحشية من العدو. ورغم تجدد القتال من صعده بعد وقفه، إثر مناشدة &laqascii117o;السيد حسن"،فلا بد من متابعة الجهود على هذا الصعيد ،وعلى السيد حسن الا يعبأ ببعض الاصوات التي تتصدى لسعيه المشكور لحقن الدماء العربية والاسلامية .ومامن شك ان وقف النزف في اي بلد عربي ضرورة وطنية وقومية وانسانية:ذلك ان اية اضافة لهذه الحرب العبثية من اية جهات غير يمنية حتى لو كانت شقيقة او صديقة اذا لم تكن مشروطة بالسعي لحقن الدماء انما هي تآمر على الامة وعلى الذات وخدمة للعدو سواء كانت في ادنى الارض العربية او اقصاها .
- 'النهار'
جهاد الزين:
صعود 'الحرس الثوري' هل يغيّر النظام الإيراني ؟
.. لكن من المعروف للمراقبين الجادين للوضع الايراني ان مرحلة الرئيس محمد خاتمي (1997) بدأت تشهد صعود نفوذ 'الحرس الثوري' في ظل دعم 'المرشد الاعلى للثورة' السيد علي خامنئي لهذه المؤسسة ضد التيار المسمى 'الاصلاحي' الذي اصبح الرئيس خاتمي على رأسه يومها. لكن الاندفاعة الهجومية فعليا في الاقتصاد والمال والخدمات (بما فيها – يقال – الاقتصاد الموازي) بدأها 'الحرس الثوري' في ولاية خاتمي الثانية التي تميزت ايضا بتراجع موقع رئيس الجمهورية وانقضاض اعنف من اخصام خاتمي 'المحافظين' على الشارع بما فيها ظاهرة اعتقال المعارضين من سياسيين وصحافيين وناشطين دون ان يتمكن خاتمي من فعل شيء كرئيس، واحيانا في ظل صمته المطبق حيال البعض منهم. لكن هذا السياق التصاعدي لنفوذ 'الحرس الثوري' لا ينبغي ان يفهم، كما الكثير من الظواهر في ايران بشكل جامد.
فـ'الحرس' كمؤسسة تعرض دائما – وما زال – ليكون هو ايضا مسرح تجاذب تيارات مختلفة وحتى متنافسة من داخل النظام، سمحت سياسيا، لا امنيا، ببعض مظاهر 'الشِللية' (بكسر الشين في مفردة شِلة). وحتى غلاة 'المحافظين' المؤيدين للرئيس احمدي نجاد يعترفون بأنه على مستوى القاعدة، نال منافسه مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي لا تزال موضع جدال داخلي وخارجي، نسبة تفوق النصف من عدد اصوات الناخبين في 'الحرس الثوري' وهو الذي يتجاوز عدد المجندين فيه المليون نسمة. لكننا هنا نتحدث عن قمة الهرم في المؤسسة لا عن قاعدتها فقط... ويتداول المراقبون الايرانيون في طهران منذ فترة اسماء عدد من الشخصيات النافذة في 'الحرس الثوري' او التي جاءت من صفوفه الى مواقع في الحكومة او في الجيش (نجار، مصطفوي، محسني وغيرهم)...
3 – ذهبت دراسة لـ'معهد ابحاث الدفاع الوطني' الاميركي (RAND) هذا العام الى مقارنة وضعية 'الحرس الثوري' بما آلت اليه كجيش للنظام السياسي الايراني، بوضعية كل من الجيش الباكستاني والجيش الصيني (في النظام الشيوعي)، قبل الغاء المصالح الاقتصادية للاخير في التسعينات المنصرمة. النقطة الاساسية في المقارنة هي المصالح الاقتصادية الكبرى التي يديرها كل من هذه الجيوش، او كان يديرها كما في حالة الجيش الصيني.
في الواقع النماذج المعاصرة مختلفة. فهناك تجربة الجيش التركي، كذلك الباكستاني، المصري، وإن كان كل منها بدأ يأخذ مدى مختلفا مع اختلاف نمط تطور النظام السياسي نفسه...
- 'النهار'
بقلم مصطفى الحسيني – القاهرة:
تحــالف اسـتراتيجي بين مصـــر وإســرائيل؟
... إلا أن جيمس لاروكو المدير السابق لـ'القوة المتعددة الجنسية في سيناء'(&bascii117ll;) يرى أن هناك 'شراكة في المصالح الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل غير مسبوقة في تاريخهما كدولتين، وأن تلك المصالح الاستراتيجية المشتركة في تزايد تدفعه الأحداث والتوجهات، الإيجابية منها والسلبية داخل المنطقة وخارجها'. ويستطرد قائلاً: 'ويتصادف أن تلك المصالح الاستراتيجية من بين الأولويات الأولى لكلتا الدولتين: إيران، غزة / حماس؛ السيطرة على الحدود (لمنع التهريب، بما فيه وخصوصا تهريب السلاح ... مكافحة الإرهاب (بما في ذلك، وخصوصا 'حزب الله' و'القاعدة')، العلاقات المصرية / الإسرائيلية/ الفلسطينية، عملية السلام'.
تجد الدولة المصرية نفسها مضطرة لإخفاء تلك الشراكة الاستراتيحية التي يلحظها تحليل الديبلوماسي الاميركي المخضرم والذي يعمل الآن أستاذا في كلية الحرب الاميركية، وراء أغلفة متعددة ومتنوعة. مثل 'تحقيق المصالحة بين الإخوة الفلسطينيين' وما قالت السلطات المصرية إنه 'إعتداء حزب الله على السيادة المصرية' و'تدبير أعمال تخريبية داخل مصر'، استنادا إلى القبض على ما وصفته السلطات المصرية بأنه خلية لذلك الحزب في مصر، بينما يرى عديد من القانونيين المطلعين على أوراق القضية أنها مسألة ملفقة، وتكشف الصحافة الإسرائيلية أن مصدر ما أعلنته السلطات المصرية في هذا الشأن هو الأجهزة الأمنية الإسرائيلية...