- صحيفة 'السفير'
ضعف أوباما .. وحسابات الفرص الضائعة
سمير كرم
برهن الرئيس اوباما بما لا يدع مجالاً للشك على انه رئيس ضعيف. ويرتكز ضعفه هذا على نقص خبرته في مجال السياسة الخارجية بكيفية استخدام أسلحة الضغط الدبلوماسية لتحقيق أهدافه.
بدلاً من ان يجد اوباما في تقرير غولد ستون نقطة ضعف اسرائيلية تجعلها في وضع لا تستطيع فيه ان تفرض على واشنطن والمجتمع الدولي شروطها، فإن اوباما كشف ضعفه في اقصى مداه عندما استجاب لرغبة اسرائيل في دفن هذا التقرير. والواقع انه استجاب لسلاح الترهيب الذي رفعته اسرائيل بوجه الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا زاعمة ان التقرير أدان اسرائيل اليوم وستدان هذه الدول نفسها على الأسس ذاتها بتقارير مماثلة على ما ارتكبته ولا تزال ترتكبه ضد المدنيين في العراق وأفغانستان وباكستان والشيشان ...الخ
في مجلس الامن عاد اوباما الى التهديد بالقوة العسكرية مؤكداً انها ليست خياراً مستبعداً. وبدا وكأنه يرضي اسرائيل وقادتها الذين وصلوا الى حد اتهامه بأنه يدفع اسرائيل نحو الحرب ضد إيران لأنه لا يريد للولايات المتحدة ان تؤدي هذا الدور .
وبعد ... يثبت رئيس اميركي آخر ان اهتمامه بالشرق الاوسط هو اهتمام بعملية السلام وليس بالسلام ذاته. المهم لديه ان تبدو حركة عملية السلام مستمرة ... وبصرف النظر عن احتمال سقوط اولئك الذين يشاركون في هذه الحركة. وللحقيقة فإنه لا لوم على رئيس اميركي لضعفه يختار ما اختار اوباما... لا يتجاوز حدود عملية السلام الى السلام. فالحرب ليست في حسابات العرب اصلاً... وإسرائيل تعرف ذلك وتستغله.
- صحيفة 'النهار'
أي مستقبل للإصطفافات السياسية في لبنان؟ [9] الصراع في الإسلام وعليه 'باقٍ معنا'
سيمون كرم
تبقى مسألة الصراع الكبير في الإسلام وعلى الإسلام. هذه قضية القضايا، ومسألة المسائل، وحجر الرحى فيما نحن فيه واقعون وعليه قائمون.صراع المضمون والهوية والمستقبل هذا، لا يختصره صدام السنة والشيعة الذي راح يتحول واقعا مريرا ومدمرا، هنا وهناك وهنالك.
أقران إبن تيمية المعاصرون أطلقوا صيحة الجهاد والحرب الأهلية الإسلامية في آن معا: القرضاوي من قناة 'الجزيرة'، وفضل الله، بعد إعادة تأهيله، من تلفزيون 'المنار'. جهاد ضد الحضارة المعاصرة لأنها خارجة وكافرة، وحرب داخلية للإستحواذ على السلطة في الإسلام وكتابة قانونه. انخراط في منطق 'نحن وهم'، ثم نقل المنطق القاتل الى الذات الداخلية ليفجرها.ماذا لو انهارت بنية الإسلام تحت وطأة هذه الحرب المزدوجة المفتوحة على الداخل من موقع الرفض والتكفير، وعلى الخارج من موقع رفض الحضارة والهجرة الى الماضي؟
خلاصة الأمر أن المسلمين اللبنانيين، شيعة وسنة، إحيائيين أو رواد حداثة، سوف يبقون على الخطوط المتقدمة في هذا الصراع. إنه يطال حياتهم ومستقبلهم. هذا فضلا عن مقتضيات المزاج اللبناني، حيث التحزب تقليد، والمصلحة عموما دنيئة، والنفس أمّارة بالسوء...
تلبنن المسلمين، سنة وشيعة، يبقى ناقصا في نظرهم لأنه غير منعتق من طغيان مصالح النظام العربي، وطموح إيران وجموح سياستها.إذا دمرت حروب المسلمين لبنان، فمن المشكوك به أن يستطيع المسيحيون استخلاص أرض لهم ووطن من أحشاء الكيان الصريع، الذي شكل طويلا قبلة أحلامهم، والذي ناضلوا من أجله وصنعوه في لحظة ما على صورتهم ومثالهم.فالصراع في الإسلام وعليه 'باق معنا'، جيلا، وربما قرنا، والله أعلم؟
- صحيفة 'الاخبار'
مذهبيّون حتى العظم
حسان الزين
جولة على طرائق &laqascii117o;فهم" كل مذهب للطائف وعلاقته به توضح القول. وبما أننا نتحدث عن الطائف، فلنبدأ مع السنيّة السياسية. هذه تتعامل مع الطائف كما تتعامل مع السُنّة النبوية.
المحطة الثانية في الجولة عند الشيعية السياسية. فعلاقة هذه بالطائف تُضمر الخروجَ من التقيّة والقواعد التي أُرسيت في المرحلة الأولى من الشراكة بقيادة سُنيّة، إلى شراكة بقيادتها هي، أو على الأقل شراكة &laqascii117o;تعطيلية" تجعلها صاحبة القرار، أو في الحد الأدنى، تجعلها جزءاً مقرراً. وهذا يخفي نزوعاً تاريخياً لاسترجاع &laqascii117o;الحق" في الإمامة والولاية.
المحطة الثالثة في الجولة الميتافيزيقية الطائفية عند الدرزية السياسية. علاقة هذه بالطائف باطنية قلقة.
رابعاً، عند المارونية السياسية. وهذه منذ اللحظة الأولى من الطائف يتنازعها مفهومان وتيّاران؛ واحد كنسي وآخر علماني.
المحطة الخامسة عند الأرثوذكسية السياسية غير المبلورة في مؤسسة حزبية أو حالة أيديولوجية، إلا أن لهذه المدرسة نظرة تحتمل بعض التنوع، بحسب الجهة السياسية والأيديولوجية وعلاقاتها ومصالحها. للتذكير، اتفاق الطائف يتحدّث عن تأليف لجنة وطنية لإلغاء الطائفيّة السياسية، ولعله بات بحاجة إلى لجنة وطنية لتفسيره.
- صحيفة 'الاخبار'
لماذا تراجع النفوذ الخارجي للسعودية؟
حمزة الحسن (باحث سعودي)
في أعقاب احتلال الكويت، بدا واضحاً أن الدور السعودي الإقليمي قد انتابه الضعف والتراجع أكثر مما مضى. واستمرت السعودية في سباتها الخارجي إلى أن وقعت أحداث أيلول (سبتمبر) 2001، وما تلاها ومع نصف الإفاقة المتأخرة تلك، استمرّ العجز السعودي، وتزايدت الخسارة والنفوذ السياسيان في المحيط الإقليمي والإسلامي.
ثانياً ــــ اعتمدت السعودية على سياسة بذل المال والهبات والمساعدات على طائفة كبيرة من الدول، وقد كان المال مسهّلاً وميسّراً للسعودية لتمدد نفوذها وتعمم خيارها السياسي. لكن، منذ بداية التسعينيات، وبسبب الضائقة الاقتصادية يومها، فضلاً عن تغيّر المنهج السياسي، قلّصت السعودية من مساعداتها.
ثالثاً ــــ كان النفوذ السعودي الخارجي، وإن تمتّع بقدر من الاستقلالية في بعض القضايا، يتنفس في فضاء النفوذ الغربي/ الأميركي.
حتى المساحة الاستقلالية الضيّقة التي كانت لدى السعودية في الماضي، والتي عبّرت عنها في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، خسرتها، وصار لزاماً عليها أن تتنازل أكثر فأكثر لإرضاء الحليف الأميركي، وما المبادرة العربية إلا شاهدٌ على ذلك.
رابعاً ــــ لقد تخلّت السعودية عن دور الوسيط الذي كان يوفّر لها هامش الحركة، ويمنحها فرصة التمدد السياسي.
خامساً ــــ تغيّر النظرة السعودية تجاه قضية فلسطين، واعتبارها عبئاً يجب التخلّص منه بأيّ طريقة. سادساً ــــ ظهور القوة الإيرانية السياسية وتمددها في المنطقة العربية سابعاً وأخيراً ــــ يبقى القول إن الوضع الداخلي السعودي القلق من تصاعد العنف القاعدي، وتأخر الإصلاحات السياسية، وزيادة السخط الشعبي، والخلافات بين أجنحة الحكم، وسيطرة شخصيات هرمة على زمام السلطة، انعكست آثارها على حماسة الحكم في لعب دور خارجي متميّز.
- صحيفة 'الحياة'
اسرائيل: طهران تهدد عمق أوروبا الوسطى... وتطور أسلحة لاستعمالات متعددة
آمال شحادة
حمل الإسرائيليون تقارير الى الجمعية العامة تتناول الملف الإيراني من مختلف جوانبه في محاولة لتجنيد العالم الى جانب الموقف الإسرائيلي وشملت التقارير أيضاً العلاقة مع العراق وأفغانستان. وسعى الإسرائيليون عبر ما طرحوه من تقارير الى إقناع الغرب بأن إيران والتنظيمات التابعة لها تشكل خطراً ليس فقط على إسرائيل والمنطقة بل على العالم بأسره، ما يلزم اتخاذ خطوات حازمة وحاسمة وفورية لمواجهة هذا الخطر. وسعت إسرائيل عبر تقاريرها الى اتخاذ موقف دولي يساهم في الحد من الدعم الروسي والصيني للمنظومة الصاروخية الإيرانية، وروّج معدو التقارير ان إيران تمتلك مجموعة كبيرة من الأنظمة المدفعية الصاروخية.
وتابع التقرير: &laqascii117o;تتحمل إيران ووكلاؤها، خصوصاً حزب الله وحركة &laqascii117o;حماس"، المسؤولية عن مقتل آلاف الأشخاص. فقد تورطت إيران في الإرهاب العالمي الممتد من المساجد المتعاطفة مع إيران في ألمانيا، التي تدعو إلى أيديولوجية الثورة الإيرانية، إلى الهجمات المميتة التي خططت وتم تنفيذها في دول أميركا اللاتينية والعراق
وأفغانستان وغيرها، بمعرفة وإرشاد قياديين إيرانيين رفيعي المستوى بينهم المرشد علي خامنئي والرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني". في جانب الدعم لحركة &laqascii117o;حماس" يدّعي الإسرائيليون ان عدداً كبيراً من عناصر الجناح العسكري للحركة تدرب في إيران على التكتيك العسكري وعلى استعمال السلاح وقام الحرس الثوري بتدريب 150 عنصراً من كتائب عز الدين القسام في طهران. ويدّعي الإسرائيليون ان في طهران 150 عنصراً آخر، فيما وصل الى سورية مدربون تم تأهيلهم في إيران وقاموا بتدريب 650 عنصراً من الحركة. وتدّعي إسرائيل ان إيران تزود &laqascii117o;حماس" بالمال منذ فوز الحركة في الانتخابات عوضاً عن المساعدات الأميركية والأوروبية.
حزب الله
في تحريضها على العلاقة بين إيران وحزب الله وما تشكله من خطر على المنطقة، شددت إسرائيل في تقاريرها على الدعم المالي المستمر لحزب الله وادعت ان إيران تقدم دعماً يقارب مئة مليون دولار لمنظمة حزب الله، إضافة إلى 300 مليون دولار تدّعي انه تم تحويلها إلى الحزب في أعقاب &laqascii117o;حرب تموز".
وأضاف التقرير: &laqascii117o;تزود إيران حركة &laqascii117o;طالبان" صواريخ من عيار 107 ملمترات وقذائف ومتفجرات من نوع C-4 وأسلحة خفيفة. كما زودت إيران حركة &laqascii117o;طالبان" بصواريخ أرض-جو التي تم استخدامها ضد القوات البريطانية".
- 'الحياة'
ضرب إيران لن يجدي نفعاً
باتريك سيل
لماذا تحتاج إيران إلى قدرة على الردع؟ لأنّ الولايات المتحدة هدّدتها على مرّ السنوات الثلاثين الماضية بـ&laqascii117o;تغيير نظامها" ولأن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي بأكمله (باستثناء سورية) دعموا العراق في الهجوم الذي شنّه عليها عام 1980. وبالكاد تمكنت إيران من الصمود في نضال بين الحياة والموت على مدى ثماني سنوات استخدم خلالها النظام العراقي أسلحة كيماوية ضدها.
ولن تجعل التهديدات العسكرية إيران تذعن لأوامر الغرب وإسرائيل. فلن تجدي العقوبات نفعاً لأن روسيا والصين لن توافقا على فرضها. فإيران هي حليف استراتيجي لموسكو فيما الصين هي شريك تجاري أساسي لها. وتزود الصين إيران بثلث حاجتها إلى النفط مما يضعف أي محاولة تهدف إلى شلّها من خلال تقليص إمدادها بالوقود.
ففي حال أراد اوباما التوصل إلى نتائج مثمرة، يجب أن يعامل إيران بالاحترام الذي تستحقه ويتخلى عن اللجوء إلى التهديدات ويوافق على إجراء مفاوضات هادئة. فسواء أعجبه الأمر أم لا، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعاون إيران في أفغانستان والعراق ولبنان وحتى في حلّ النزاع الخطير بين العرب واسرائيل.