قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 3/10/2009

ـ 'الحياة'
مسألة شيعيّة؟
حازم صاغيّة:
في منطقتنا أكثر من تلوّث واحد، وأكثر من سبب للتلوّث. اليوم يحتلّ أحدَ العناوين موضوعُ المعاملة التي يتعرّض لها أفراد شيعة، لبنانيّون وغير لبنانيّين، في دولة الإمارات العربيّة وفي غيرها. هؤلاء يُطرد بعضهم من وظائفهم وبعضهم من البلدان التي هاجروا للعمل فيها، وغالباً ما تترافق العقوبتان.
صحيح أن الخوف من إيران وسياساتها الراديكاليّة، ومن التنظيمات المتطرّفة، خصوصاً منها &laqascii117o;حزب الله"، يوفّر &laqascii117o;التبرير" المعلن أو المضمر لهذا السلوك. لكنّنا نعلم أن ما يحصل مع أفراد شيعة سبق أن حصل مع كثيرين كانوا يؤخَذون كأنّهم كلّ واحد، بجريرة حكومات أو أحزاب أو بلدان يُفترض أن الأفراد – الضحايا يشاركونها الولاء والانتماء. فما من شعب أو جماعة إلاّ تعرّضا في فترة سابقة إلى مثل هذا المصير: فهناك فلسطينيّون ومصريّون طُردوا من ليبيا، وفلسطينيّون ومصريّون طُردوا من العراق، ويمنيّون وأردنيّون وفلسطينيّون طُردوا من الخليج...، وهكذا دواليك.
ويتّفق العرب، مجتمعات وحكومات، على أمرين أساسيّين يشكّلان بعض الأعمدة المؤسّسة لثقافتهم العميقة، مهما اختلفوا في سياساتهم وأحلافهم: من جهة، التوكيد على أنّنا &laqascii117o;إخوان" وأن فلسطين &laqascii117o;قضيّتنا المركزيّة" جميعاً، ومن جهة ثانية، أنّهم لا يعترفون عمليّاً بوجود المواطن – الفرد، فيبقى هذا، عندهم، مجرّد تعبير عن طائفته أو دينه أو دولته. وهكذا ينزل به العقاب حين تسوء العلاقة بين دينين أو مذهبين أو دولتين.
وغنيّ عن القول إن من كانت هذه حاله ليس &laqascii117o;أخاً" للآخر الذي يشاركه الحال إيّاها، كما يستحيل على هذين &laqascii117o;الأخوين" أن تجمع بينهما، إلاّ في الخطابة، أيّة &laqascii117o;قضيّة مركزيّة".
إنّ ما يجري، بعيداً من الكذب &laqascii117o;الأخويّ" الذي نتبادله كما نتنفّس، لا ينمّ إلاّ عن اتّساع رقعة &laqascii117o;الآخر" في حياتنا: فهو بدأ يهوديّاً، ثمّ انضاف إليه المسيحيّ والكرديّ، ومنذ سنوات صار &laqascii117o;الآخر" يعني الشيعيّ عند السنّيّ، والسنّيّ عند الشيعيّ. ونحن اليوم على مشارف الانتقال إلى طور كلّ فرد فيه آخرٌ للفرد الثاني.
فإذا عطفنا على ذلك أن جزءاً أساسيّاً من اللوحة يُعنى بطريقتنا المتخلّفة في التعاطي مع العمالة الأجنبيّة، عربيّة كانت أم غير عربيّة، بتنا على يقين من اجتماع أسوأ الحداثة وأسوأ القدامة فينا. فمن الحداثة لا نأخذ إلاّ التنظيم والتأطير اللذين يتيحان للسلطات فرض السيطرة وإحكام القبضة وعدّ الأنفاس وصولاً إلى الطرد، ومن القدامة نأخذ الموقف من الغريب وإحداث المطابقة الكاملة، شبه الدمويّة، بينه وبين &laqascii117o;قومه".
وما من شكّ في أن &laqascii117o;القضايا" التي تحملها، وتستغلّها، الدول والتنظيمات الراديكاليّة تمدّ التوتّر العصبيّ الموروث بأسباب جديدة وغنيّة. ولهذا فإنّها تعيق تشكّل المجتمعات القليلة الاندماج كما تمنع استواءها الوطنيّ بحجج &laqascii117o;مقاومة إسرائيل" أو أميركا، فلا تخيف إلاّ الجار الأضعف. لكنّ ضرورة الحدّ من هذه &laqascii117o;القضايا" شيء وخلق &laqascii117o;قضيّة" ضدّ &laqascii117o;القضايا" شيء آخر. ذاك أن هذا النوع من الوطنيّات مقلق بدوره، ومن علامات القلق الذي يتسبّب به أنّه قد يدفع مواطنين شيعةً لم يندفعوا إلى أحضان &laqascii117o;حزب الله" وإيران إلى تلك الأحضان.
في هذا يتكامل الجهدان الراديكاليّ والمعتدل، من موقعيهما المتباينين، في إضعاف نسيج مجتمعاتنا ورفع صعوبات الاندماج الوطنيّ إلى استحالات.


ـ 'الديار'
تحالف عون – نصرالله أربك الاكثريّة وشلّ الدولة
إبراهيم الجبيلي:
(...) أثبت ميشال عون جدارته في حبك التحالفات، عرف جيداً من أين تأتي العزائم، ولأنه يؤمن بالقوة سبيلاً ونهجاً فتش عن القوة التي لن تقهر في المدى المنظور، تبادل وإياها الخدمات، فتوثّقت عرى العلاقات حتى تكاد لا تنفصم. هي استفادت حين رسخ لها التيار الوطني الحرّ عقيدتها الجهادية في وجدان الجماهير المسيحية، فأطلقت الهواتف الخليوية لبعض المحازبين والأنصار الأناشيد الثورية للمقاومة وتصدرت صور السيد حسن نصرالله شاشاتها.
كذلك العماد عون من جهته تمرجل بسلاحها في مواجهة خصومه خصوصاً في ليالي 7 أيار المؤلمة حين خرج الجميع يلملم الجراح المذهبية، وحده العماد عون قال: بعد 7 أيار ليس كما قبله.
ولن يكون عسيراً لأي مراقب أن يفهم أسباب المرجلة العونية حين يطل العماد ميشال عون عن وسائل الاعلام مساء كل اربعاء فور الانتهاء من اجتماع كتلة التغيير والاصلاح، يقرّع فلان ويطلق النعوت على الآخرين، ويتباهى: لعيون جبران ما تكون حكومة.
والويل لمن يجرؤ، فالجنرال متّن كثيراً وعميقاً علاقاته مع المد الشيعي، ومع السلاح الذي ينتصر، اضافة الى انه عرف جيداً وفاء وصدق حليفه، فكان التحامه مع حزب الله، ضربة معلم، وهم أعطوه دون حساب أو منّة، أسعفوه حين دعت حاجته، وفي الانتخابات النيابية جهّزوا له ماكنتهم الانتخابية، فكانت خير حليف وسترت الأعطاب في ماكنة التيار، علماً ان حزب الله لم تعوزه الماكنة لأن مرشحيه فازوا مسبقاً في كافة الدوائر.
هل كان لوثيقة التفاهم كل هذا الفعل وكل هذا السحر العارم؟ أم إن التحالف بين حزب الله و التيار الوطني الحر له رواية اخرى؟
فاذا كان إقرار الوثيقة بصيغتها النهائية احتاج لستة أشهر، فإن قرار التحالف كان حاضراً في أذهان القياديين، خصوصاً ان العماد عون شرح في مجالسه، المعاناة التي عاشها طفلا في شوارع حارة حريك، وان ظروفه تشبه كثيراً معاناة السيد حسن نصرالله، وفي هذا الخصوص يقول الجنرال عون: &laqascii117o;امهاتنا عرفن الجوع والفقر" ويضيف: خرجنا (السيد وأنا) من بيئة فقيرة واحدة، لذا سيكون سهلاً وطبيعياً اي تحالف بيننا.
ولأنهما لم يخرجا من البيوتات السياسية، ولم يصلا بالوراثة المزدهرة، فإن &laqascii117o;كيمياء" الاتفاق والتحالف سرت بسهولة بين الرجلين، وكانت مناقشة التفاصيل في الوثيقة لزوم ما لا يلزم، فاللقاء الحار في كنيسة مار ميخايل بين السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون، كان أصدق أنباء من كافة الوثائق وتفاصيلها.
وفي ليالي حرب تموز، تجلت النخوة المتبادلة، فكانت الرابية وهي في عمق المنطقة المسيحية، رافدة للمقاومين في الجنوب، تدير عمليات الإغاثة، وشكلت اللجان للاهتمام بالوافدين ولتأمين الاحتياجات اللازمة، كذلك سرت الشائعات والأقاويل عن طائرات اسرائىلية تحوم في اجوائها لأنها باتت مركزاً فاعلاً متقدماً تنصر حزب الله.
من ناحيته، أعلن الامين العام في أول مهرجان بعد النصر: اننا مدينون للتيار الوطني حتى يوم القيامة.
هذا الكلام، أثبتت الايام فعاليته، وأظهرت معانيه الحقيقية، ففي الانتخابات النيابية كان القرار النهائى للرابية.
ونال الجنرال حق تأليف اللوائح في الأقضية المسيحية دون اي شريك، وفي جزين مثلاً استطاع عون ان يفرض على حلفائه اللائحة التي اختارها وسط ذهول الرئىس نبيه بري ومباركة وتأييد من حزب الله، كذلك في المتن الجنوبي وزحله والبقاع الغربي.
واليوم تقف الاكثرية عاجزة، لا تستطيع ان تقلّع بالحكومة دون المرور بالجنرال ميشال عون وهو يحكم بقبضته الشروط، ويرفعها، تماماً كالخيط المنصوب في رياضة الوثب العالي.
لذا ليس أمام الرئىس المكلف الاّ إقناع صاحب الشروط بالتخفيف من غلوائها، حتى تسيّل له المعارضة حكومة الوحدة الوطنية.
وهكذا تدخل الأكثرية في دوامة أشبه بالدائرة، فاذا قررت تجاوز شروط عون، تصطدم بالخروج الشيعي من التركيبة استنكاراً، واذا خرجوا، تضيع حكومة الوحدة الوطنية، والبديل حكومة النصف زائداً واحداً التي ينتظرها 7أيار والفوضى في شوارع بيروت.
وهكذا دواليك.
وبقدرته العسكرية، استطاع الجنرال عون ان يصلي صواريخ غيره في المعارك التي يخوضها ضد خصومه، خصوصا عندما عرف ان مداها سيصل حتماً الى ما بعد..
بعد..الخصوم المحليين.


ـ 'المستقبل'
حكومة 'تصريف' الآمال.. أم الأعمال؟
أيمن شروف:
(...) المؤشر 'الغير واضح' المعالم لغاية الآن، يعني بالدرجة الأولى إيران وحوارها مع المجتمع الغربي، وإذا كان سفيرها في لبنان قد أعلن أن بلاده لا تتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية، إلا أن عودة قليلة إلى الماضي القريب بحسب ما يقول النائب عمار حوري، تكفي للدلالة على هذا الشيء، فحوري انطلق من خطاب السيد حسن نصر الله الأخير والذي 'افتخر فيه بالانتماء إلى المحور الايراني السوري' ليقول: 'إذا حصل تطورات ايجابية في ايران وسوريا عن طريق علاقتهما مع المجتمع الغربي فهذا سينعكس إيجاباً على تشكيل الحكومة انطلاقاً من قاعدة تدخل هذا المحور لدى حلفائهم في لبنان لإجبارهم على الحد من شروطهم التعجيزية، والتي تعيق عملية التشكيل'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد