قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 12/10/2009

- 'الأخبار'
محمد وهبة:
العودة إلى نقطة البداية.. قصص عن المُبعدين من الإمارات: من هم؟ وما هي استثماراتهم؟..
...وكان مكتب ربيع المذبوح يشحن البضائع من دبي والشارقة إلى أفريقيا وإيران ولبنان، بضائع مختلفة، مثل الثياب والإلكترونيات، &laqascii117o;وكنّا نتعامل مع الحبتور للإلكترونيات، ونستورد الفحم من ميناء الفحم، ونأخذ السيارات من سوق العوير إلى أفريقيا... وكانت لدينا خطط توسعية ونقل مركز الشركة الأساسي من بيروت إلى دبي لكننا ألغينا المشروع حالياً بعد ما جرى". ويشير إلى أنه كان يشحن نحو 10 حاويات شهرياً تتراوح قيمتها، بحسب نوع البضاعة، بين 20 و70 ألف دولار لكل واحدة. وبعد الإبعاد، واستغلال الكفيل له، ينصح المستثمرين &laqascii117o;بألا يستثمروا في الإمارات. إذا كانت المسألة اليوم ضد المقاومة، فمن سيُطرد إذا تغير الوضع السياسي، الإمارات لم تعد ملاذاً آمناً للاستثمار فيها"....


- 'الأنوار'
فؤاد دعبول:
تطورات أمنية تسابق الحلول السلمية من طرابلس الى عين الرمانة..(أضغاث أحلام)تتوارد منذ ثلث قرن وحكومة الوحدة أمام مخاض مصيري دقيق !!
... والآن، بعد هدنة استمرت من العام 1992، موعد إقرار (اتفاق الطائف)، تندلع حروب شبيهة بما حدث في العام .1975 يومئذٍ انتصر المسيحيون على الفريق الآخر، والآن (انتصر) الفريق الآخر على المسيحيين الآمنين في منازلهم والأحياء الهادئة. هل قام (خوارج) من الشيعة، يمتطون عادة الدراجات النارية، على الوفاق القائم بين العماد عون و(حزب الله) بموجب (وثيقة التفاهم) خصوصاً وان الذين اقتحموا (عين الرمانة)، ونسبوا الى حركة (أمل)، تنصل منهم زعيم الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال انهم قدموا من (برج البراجنة) الى (عين الرمانة) وليس من الضاحية الجنوبية. والحمد لله ان مخابرات الجيش اللبناني ألقت القبض على معظم المتهمين باقتحام (عين الرمانة) على دراجات نارية، الأمر الذي يمهد الى معرفة الجهات الكامنة وراءهم، وكشف الجناة الذين قتلوا (عريس عين الرمانة)، وهو شاب وحيد عند ذويه.... واستغربت دولة كبرى لجوء اسرائيل الى تحرّك اسرائيلي غير اعتيادي، لتغطية افشالها التسوية التي سعى اليها الرئيس باراك أوباما منذ تسلمه مقاليد الرئاسة. وتوقعت ان يخفق المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل في جولته الحالية والتي ستكون الأخيرة له في هذه المرحلة على الأرجح وتحويل تلك التسوية ملفا عاديا في جدول أولويات الرئيس الأميركي. وشددت على أهمية الانتهاء من تأليف الحكومة في أسرع وقت لمواجهة ما تخطط له اسرائيل ضد لبنان، مع التسليم بأن الجيش اللبناني ساهر على الحدود والقوة العسكرية لـ (حزب الله) يقظة ومستعدة لأي طارىء. والسؤال المطروح: ما هي التدابير المتخذة على صعيد لبنان كله وليس فقط في الجنوب لمواجهة حرب اسرائيلية محتملة، في وقت لم يخف المسؤولون الاسرائيليون، حكوميين وعسكريين، ان أية مواجهة مع الحزب ستمتد الى الأراضي اللبنانية بكاملها وستكون قاسية أكثر من حرب تموز 2006? وعززت هذا الاحتمال بمعلومات توافرت لديها عن التعبئة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لجنوده المنتشرين في المنطقة الشمالية وعلى مشارف الحدود اللبنانية المتاخمة، داعيا في حال حصول أي مواجهة مع مقاتلي (حزب الله) الى اعتماد أساليب قتالية تختلف عن تلك التي تعتمدها الجيوش النظامية....


- 'الأنوار'
عمر حبنجر:
الحكومة إما هذا الأسبوع وإلا لبعد الانتخابات العراقية!
...على أنه ثمة مواعيد لاستحقاقات أخرى، تصبّ في خانة التريث والتأجيل، تبعاً لارتباطها بالعوامل الإقليمية الساخنة. ففي العشرين من تشرين الأول الحالي يتعين صدور التقرير الدولي حول ما تم تنفيذه من القرار الدولي 1559، وفي الثلاثين منه تدق ساعة التقرير الدوري عن القرار 1701 الذي يرعى الوضع الراهن في الجنوب، وسط مخاوف من اعادة استخدام الورقة الجنوبية إقليمياً، حال تعثر أو فشل المباحثات الدولية - الايرانية حول النووي الايراني. وتعززت هذه (المخاوف) مع حملة قناة (العالم) الايرانية على المملكة العربية السعودية في الوقت الذي كان الملك عبدالله في لقاء قمة مع الرئيس بشار الأسد في دمشق...مصادر شبه رسمية، وعن قراءتها لنتائج القمة، لاحظت أولاً، الاختلاف في البيان المشترك، غير المشترك، الذي نقلته (سانا) السورية و(واس) السعودية. سانا ركَّزت على اعتبار حكومة الوحدة الوطنية هي الأساس لاستقرار لبنان، بينما تجاهلت (واس) هذا التوصيف لحكومة الوحدة الوطنية، مما طرح علامة استفهام حول ما اذا كانت الوكالة السعودية حذفت هذه الفقرة، أم ان الوكالة السورية أضافتها?.. وفي كلا الحالين، دليل على غياب وحدة الموقف...وهنا ثمة من يلاحظ ان بعض الأكثرية متمسكة بتحفظ طهران على قمة دمشق، التي تحاول العبث بوجودها في لبنان والمنطقة، في الوقت الذي أعلن حزب الله ترحيبه بالقمة الدمشقية، وجوابا تقول المصادر شبه الرسمية، ان من رحبوا بالقمة ونتائجها هم حلفاء دمشق في النهاية. أما المعارضة وفي مقدمتها حزب الله فترى العلّة بالموقف الأميركي الضاغط من أجل التريث في فتح الذراعين لدمشق، ريثما يتوضح مآل علاقاتها الاستراتيجية مع ايران، والتفصيلية مع لبنان....


- 'الشرق الأوسط'
راجح الخوري:
عن انتفاضة الملك عبد الله وقمة دمشق.. &laqascii117o;حركة تصحيحية" في العلاقات العربية
... إيران التي تحاول مصادرة القضية الفلسطينية قافزة فوق كل العرب وهم أهل الحق وأهل القضية، وذلك عبر رفع شعارات المقاومة والممانعة، وقد تمكنت من خلال تحالفها مع سورية أن تؤمن دعماً لـ&laqascii117o;حزب الله" ساعده في تحقيق انتصارات ضد العدو الإسرائيلي، وهو ما شكل دفعاً مضاعفاً للأذرع الإيرانية المتحركة في المنطقة، التي ما لبثت أن لعبت دوراً مؤثراً في العراق ثم أحبطت &laqascii117o;اتفاق مكة" الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين بين السلطة الفلسطينية و&laqascii117o;حركة حماس"....


- 'السفير'
طلال سلمان:
لحكومة تتجاوز خطوط التماس في الكيان المهدّد بالحرب الأهلية
... ليست مبالغة القول إن خطوط التماس قائمة في كل مكان في لبنان، وبالتالي فهي قائمة بين اللبنانيين واللبنانيين في مختلف مناطقهم.. لا يتصل الأمر بالشياح ـ عين الرمانة (حيث لهذا الخط سمعة دولية!!)، ولا بجبل محسن ـ باب التبانة في طرابلس، (بكل ما يرافق ولادة الخط الجديد من رعاية متعددة الاطراف)، ولا ببعض مناطق البقاع وطرقاته (عرسال ـ العين ـ اللبوة ـ الهرمل فضلاً عن سعدنايل ـ تعلبايا... إلخ)، ولا ببعض أنحاء الجبل حيث الذكريات قابلة للاشتعال متى توفر السلاح.. إن خطوط التماس قد باتت داخل النفوس، تهدد الحياة الأسرية، ومكوّنات المجتمع الأهلي.. إن خطوط التماس تمتد طولاً وعرضاً، على مدار الساعة، وهي مكهربة الآن... فلا بد من شجاعة استثنائية لاقتحامها، لاستنقاذ ما تبقى من &laqascii117o;الدولة"، وعبرها يمكن استنقاذ &laqascii117o;الرعايا" الذين لم يفقدوا الأمل بعد في أن يكونوا &laqascii117o;مواطنين"! ولا يريدون بالقطع أن يعيشوا في أسار حرب أهلية لا يمكن لأي طرف أن ينتصر فيها، بل الكل سيخرج مهزوماً وبجراح ثخينة ليعيش في ظل وصاية جديدة قد تزيّنها أعلام السيادة والاستقلال وانتصار الديموقراطية، لكن الغائب الأساسي عنها سيكون &laqascii117o;المواطن" الذي سيفتقد، إضافة إلى الوطن، دولته التي كان يحلم بأن توفر له الأمان... خارج خطوط التماس قاتلة الأوطان وأهلها!.


- 'السفير'
وسيم ابراهيم(بروكسل):
المؤتمر الدولي للعلاقات &laqascii117o;السنية الشيعية" والسقوط في &laqascii117o;المبالغات" الإعلامية!
لم يلغ كلام منظمي المؤتمر الدولي للعلاقات &laqascii117o;السنية ـ الشيعية" في بروكسل، خلال تقديمهم دوافعه وغاياته، الأسئلة عن جدواه وأبعاده. في افتتاح المؤتمر، أطلّ البروفسور سامي الزمني من جامعة &laqascii117o;كنت" (أحد المنظمين)، وبدأ كلامه بطرفة. لا بأس، انتظر حضور مؤتمر دولي، أن يقدّم له بحجة انعقاده، لكن الزمني حدثهم عن زيارة له مع طلابه الى مدينة &laqascii117o;بترا" الأثرية، ولقائه بعائلة عربية لم تسأله إن كان عربيا أم لا، بل &laqascii117o;سألوني هل أنت مسلم أم شيعي". طبعا، ترك الزمني استغرابه المضاعف عالقا على ملامحه لبرهة، ليثبّته لدى من يراه وسمعه. ولم يأت بعد ذلك ما يوضح &laqascii117o;ضرورة" انعقاد المؤتمر الدولي، أكثر مما فعلت &laqascii117o;الطرفة". لاحقا قال أمين عيد الشلال، من جامعة &laqascii117o;لوفن الجديدة" المشاركة في التنظيم، إن المؤتمر عقد لأنهم يريدون &laqascii117o;تكوين فهم ومعرفة عميقين عن العلاقات المعقدة بين السنة والشيعة". المنظمون لم يقدموا أجوبة شافية عنها بقيت قائمة: ما الجديد الآن؟ وهل هناك في العلاقات &laqascii117o;السنية الشيعية" ما يستأهل عقد مؤتمر دولي في عاصمة أوروبا، يجتمع فيه أكثر من 20 باحثا، فضلا عن المدعوين من مراكز بحث ودبلوماسيين؟ يقول الباحث الشاب توما بييريه من جامعة &laqascii117o;لوفن الجديدة" إن فكرة انعقاد المؤتمر تعود الى العام 2006، لكنه انتظر حتى هذا العام كي يحصل على التمويل اللازم. وعن أسباب انعقاده، يوضح أن كلاما كثيرا يخرج في &laqascii117o;وسائل الإعلام" عن &laqascii117o;الخلافات السنية الشيعية"، ومعظمه &laqascii117o;نقاش كاريكاتوري وسطحي"، ولذلك يريد المؤتمر &laqascii117o;الغوص" في الأمر أعمق &laqascii117o;لتجاوز" تناوله الإعلامي. ألا يبدو غريبا عقد مؤتمر دولي ليفنّد &laqascii117o;المبالغات" الإعلامية؟ يقول بييريه، ببعض الارتباك: &laqascii117o;النقاش مهم كي نفهم". وبعد مراجعة أوراق البحث التي يناقشها المؤتمر، تظهر ورقة بحث وحيدة تتناول العراق. فإذا كان المؤتمر يريد أن &laqascii117o;يفهم"، ألم يكن الأجدى توسيع تناوله الموضوع العراقي والاحتلال فيه، خصوصا أن غيث &laqascii117o;المبالغات الطائفية" بدأ بعد احتلال العراق؟ يؤيد المتحدث باسم المؤتمر الاستنتاج الأخير، ويقرّ بأنه كان من اللازم التوسع في الشأن العراقي، لكن &laqascii117o;الباحثين فيه قليلون بسبب صعوبة الوصول الى العراق والأوضاع فيه". واللافت انه لدى الحديث مع باحث أوروبي، من المدعوين لحضور المؤتمر، قال إنه سمع من بعض المشاركين فيه أنهم أنفسهم يعتبرون انعقاده تحت عنوانه العريض &laqascii117o;مبالغة". مشّط الباحثون دولا عربية عديدة، بحثا في موضوع المؤتمر (امتد لثلاثة أيام واختتم يوم الجمعة الماضي). تناولوا لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، الخليج العربي ومصر، إضافة الى إيران وباكستان وأذربيجان ودول أخرى. ورقة البحث من فلسطين تطرقت الى &laqascii117o;التهديد الشيعي في فلسطين: بين الفوبيات والبروباغندات"، وفيها اعتبر الباحث جون فرانسوا لوغرين، من المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، أن الحديث عن &laqascii117o;التهديد" تروج له &laqascii117o;خطابات متضخمة"، يغذّيها سلفيون فلسطينيون، وتطورها الى &laqascii117o;بروباغندا" مجموعة تضم دول &laqascii117o;محور الاعتدال" وحلفائها مع حركة فتح، وهي منظمات ودول &laqascii117o;تختلف في ما بينها وتتوحد على العداء لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولحزب الله وإيران وسوريا"، بحسب لوغرين. ورقة البحث التي تناولت العراق لم يكن محورها علاقة الاحتلال بالخلافات الطائفية، بل الواقع القائم. تناولت وجهات النظر المتغيرة في مسألة نظام الدولة لدى &laqascii117o;الزعماء الدينيين السنة والشيعة" في العراق، معتبرة أن الحديث عن تقسيم العراق لا يتجاوز &laqascii117o;الإثارة في الصحافة الدولية"، وان العراقيين وممثليهم من الطائفتين &laqascii117o;يتمسكون برؤية نظام وطني موحد مع تعايش طائفي". وفوّت غياب معدّ هذه الورقة، الباحث النرويجي رايدر فيسر عن المؤتمر (أرسلها مسجّلة)، فرصة التوسع في نقاشها باتجاه العوامل المتغيرة المرتبطة بالاحتلال، وتأثيره على استنتاجات الباحث. ولم يستطع بعض &laqascii117o;الباحثين الأكاديميين" الأوربيين، المختصين في الشأن اللبناني، إخفاء استيائهم من ورقة البحث التي ألقاها جوزف الآغا، الأستاذ في جامعة رادبوت الهولندية. وبعضهم جادله. وجوزف الآغا له عدة أبحاث ومؤلفات متعلقة بحزب الله، ونشرت له جامعة امستردام كتابا بعنوان &laqascii117o;التحولات في فكر حزب الله". يخلص في بحثه الى أن جماعة &laqascii117o;فتح الإسلام" تشكّل &laqascii117o;التهديد الأمني الأول لكل من الدولة اللبنانية وحزب الله"، معتبرا أن روابط فتح الأسلام &laqascii117o;العابرة للحدود الوطنية، باتجاه (تنظيم) القاعدة والجهاد العالمي" تسعى الى &laqascii117o;جعل لبنان عراقاً آخر". ويتعرض الباحث الى &laqascii117o;استعراض القوة" لحزب الله في أيار 2008، مشيرا الى أن الحزب &laqascii117o;مد يده" الى &laqascii117o;السلفية الجهادية، أعدائه الأيديولوجيين"، ووقع معهم ورقة تفاهم سعيا &laqascii117o;لدرء الفتنة في المستقبل". نسأل أحد المستائين من ورقة الآغا مآخذه عليها، وهو يعدّ بحثا عن موضوع السلفية في لبنان، ويجول هناك مستقصيا، فيرفض أي نقاش. يقول: &laqascii117o;انه (الآغا) كاذب وعمل بروباغندا لحزب الله". نستوضحه أين &laqascii117o;الكذب" برأيه، فيرفض الحديث مطلقا، وبانفعال يردد: &laqascii117o;إنه كذب"؟! كل ذلك يطرح تساؤلات إشكالية حول &laqascii117o;موضوعية" الباحثين، وبالتالي خلفيات أبحاثهم. نستفسر من دارس عربي مقيم في بلجيكا، كتب بحثا لجامعته عن &laqascii117o;السلفية" في لبنان، فيقول إنه تعرّف بالصدفة على عمل الباحث الأوروبي &laqascii117o;المستاء"، معتبرا أن الأخير لديه &laqascii117o;صلات مشبوهة" وقد كتب تقارير عدّة لوزارة دفاع بلده، ونشرتها على موقعها الالكتروني، في شؤون مختلفة، منها اللبناني. بعد المراجعة يتضح أن الباحث الأوروبي &laqascii117o;المستاء"، كتب بالفعل عدّة أبحاث وتقارير نشرتها وزارة دفاع بلده؟.


- 'الحياة'
عرفان نظام الدين:
من يستعد لزلزال القدس؟
يوماً بعد يوم تتكشف حقيقة المؤامرة الصهيونية الكبرى تجاه القدس الشريف وبصورة خاصة النيات الخبيثة المبيتة لهدم المسجد الأقصى المبارك تمهيداً لإقامة ما يسمى بهيكل سليمان على أنقاضه وفق خطة منهجية مدروسة ومبرمجة تستغل الوقت والتدرج وتعتمد على الدعايات السوداء أولاً لنسج روايات تاريخية زائفة عن المقدسات وغيرها ثم على تواكل العرب وترددهم وعدم اتخاذهم مواقف حازمة وفاعلة وقاطعة لوقف الإجراءات التعسفية والأعمال الإجرامية ومنع إتمام هذا المخطط الرهيب. واليوم يبدو الاستحقاق الخطير ماثلاً للعيان، وما كان يبيت في السر صار علنياً يردده الصهاينة بكل وقاحة وصراحة ما يدفعنا لدق ناقوس الخطر والتحذير من قرب إقدام إسرائيل على عمل إجرامي كبير متحدية العالمين العربي والإسلامي والعالم بأسره وضاربة عرض الحائط بكل القرارات الشرعية الدولية وكل القيم والمبادئ والضوابط الأخلاقية والدينية والتاريخية والحضارية والتراثية. فكل الدلائل تشير إلى ان &laqascii117o;ساعة الصفر" لدى الصهاينة قد حانت، كما ان تصريحات ومواقف حكومة الليكود والصهاينة المتطرفين برئاسة بنيامين نتانياهو تصب في هذا الاتجاه وتمهد لتحوّل شامل يستهدف إكمال مؤامرة تهويد القدس العربية والبدء بمشاريع حفر وتنقيب وأعمال تؤدي إلى زعزعة أركان المسجد الأقصى المبارك وتعريضه للدمار لتمحو آثار مسجد سيدنا عمر بن الخطاب وقبة الصخرة المشرفة والحرم الشريف بكامله. وما أعمال التنقيب وحفر الأنفاق سوى حلقة من سلسلة إجراءات خطيرة يقوم بها الصهاينة لتحقيق هذه الأهداف الإجرامية. فقد كشفت &laqascii117o;مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن شبكة جديدة من الأنفاق المتواصلة والمرتبطة تبنيها إسرائيل أسفل حي سلوان في القدس المحتلة بطول 600 متر ترتبط ببعضها لتصل إلى منطقة باب المغاربة وساحة البراق، الحائط الغربي للمسجد الأقصى. وجاء الكشف بعد أيام من الإعلان عن نفق جديد أسفل سلوان بطول 120 متراً، يصل الأقصى، واتضح لاحقاً ان الحديث يدور عن أكثر من نفق، ما يشكل خطراً كبيراً على المسجد وبيوت الفلسطينيين في البلدة القديمة، إذ ان بعضها قد تصدّع نتيجة الحفريات. كما كشف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 عن مؤتمر يجري الاستعداد له من أجل السعي إلى بناء الهيكل الثالث... والمؤسسة الاحتلالية تسير بأسلوب مجنون هستيري يجتمع فيه الدور الرسمي والشعبي من أجل تهويد القدس وبناء الهيكل الأسطوري الكاذب على حساب الأقصى. وفي وقت متزامن أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إسحق أهارونوفيتش، أوامره لشرطة الاحتلال بزيادة وجود قواتها في المدينة المقدسة من أجل ما سمّاه &laqascii117o;تعزيز السيادة الإسرائيلية في شرق القدس". ولو ربطنا هذه التطورات بالإعلان عن بناء مستوطنات استعمارية جديدة في القدس وتوسيع المستوطنات القائمة ومصادرة المزيد من الأراضي في حي سلوان والأحياء العربية الأخرى ومواصلة التعدي على سكان القدس الأصيلين من مسيحيين ومسلمين، لأدركنا حجم المؤامرة الكبرى وتأكدت لنا حتمية الدعوة للحذر واليقظة والتنبه والمطالبة بالإسراع بقيام تحرك عربي حازم قبل فوات الأوان، خصوصاً ان نتانياهو وأركان حكومته العنصرية رفضوا كل الضغوط والمطالب الأميركية بتجميد الاستيطان وعملية التهويد والإصرار على بناء مستعمرة جديدة في حي الشيخ جراح المقدسي الشهير. ومشكلة العرب والمسلمين أنهم لا يقرأون ولا يتابعون الأحداث والتطورات ثم يعملون على ربطها وتفسيرها بحسب تسلسلها، والأهم من كل ذلك أنهم لا يتخذون المواقف المبدئية الحاسمة والقرارات الوقائية التي تتمتع بالصدقية والجدية قبل ان تقع الواقعة أو &laqascii117o;يقع الفأس في الرأس"، فيتحولون إلى &laqascii117o;ظاهرة صوتية" تندد وتستنكر وتحتج وتغضب لتقتصر ردات الفعل على التظاهرات والبيانات ومهاجمة العالم بأسره وتحميله مسؤولية ما جرى ويجري من دون أن نفكر ولو للحظة بمسؤولياتنا وواجباتنا الوطنية والقومية والدينية والجهادية أو بالاعتراف بسلسلة الأخطاء والخطايا التي ارتكبناها، وما زلنا على امتداد التاريخ، بحق أنفسنا وأمتنا وقضايا مقدساتها. ومن يريد ان يتذكر، لعل الذكرى تنفع وتجدي، يجد ان القصة قديمة وطويلة ومترابطة ومبرمجة ومتدرجة. فقد بدأت قبل نكبة 1948 بسيطرة اليهود على الجزء الشرقي من القدس وشروعهم ببناء مساكن وأحياء كاملة توجوها في الحرب بالسيطرة عليه ليشكل اللبنة الأولى في مخطط قضم المدينة المقدسة وضمها تمهيداً لإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل. فقسمت القدس بين شرقية وغربية وكان يفصل بينهما حاجز وهمي أطلق عليه اسم &laqascii117o;بوابة مندلبوم". وبعد التهويد التام لهذا الجزء ومصادرة ممتلكات العرب وهدم مقدساتهم الإسلامية والمسيحية، جاءت حرب حزيران (يونيو) 1967 الكارثية فسنحت الفرصة للصهاينة بالسيطرة على القدس الشريف وإطباق الطوق من حوله لتبدأ المرحلة الثالثة من التهويد وفق خطة خبيثة أوجزها بالمراحل التالية:
1- إجبار عدد كبير من أهل القدس الأصليين أباً عن جد على النزوح من مدينتهم المقدسة.
2- التضييق على الأهالي الذين صمدوا في أرضهم بشتى الوسائل من مصادرة ممتلكات والحصار المالي والاقتصادي والاعتقال والتعذيب ومنع البناء ووقف المشاريع وفرض ضرائب ورسوم مجحفة.
3- مصادرة الأراضي والممتلكات العائدة للنازحين وفق ما يسمى بقانون &laqascii117o;الغائبين" وبناء مساكن ومتاجر تمنح أو تباع لإسرائيليين يهود.
4- تقديم إغراءات مالية لمالكي الأراضي والعقارات لحملهم على بيع ممتلكاتهم مباشرة أو عبر الاحتيال من طريق واجهات باسم شركات وهمية تعود في الأساس لجهات صهيونية، واعتماد سياسة الترهيب والترغيب في حالات أخرى بحيث يعاقب من يرفض البيع وتستخدم ضده كل وسائل الإكراه والابتزاز والتهديد.
5- تزوير الكثير من الصكوك والسندات العقارية وتحويل ملكيتها من أفراد وشركات ومؤسسات تعود لمواطنين عرب إلى جهات إسرائيلية.
6- قضم الأحياء العربية وتوسيع المستعمرات الصهيونية تدريجياً لإتمام مؤامرة التهويد التي وصلت خطورتها إلى حد التصفية الكاملة بعد ان تبين انه لم يبق من الأراضي والممتلكات العربية في القدس الشريف سوى 12 في المئة من حجمها الأصلي قبل الاحتلال.
7- البدء بالمسيحيين العرب أولاً لحملهم على الهجرة والنزوح ومصادرة ممتلكاتهم والتعرض لمقدساتهم والتضييق عليهم. ولدى الأمم المتحدة والجهات الدولية المختصة وثائق وشهادات لبطاركة ومطارنة ومواطنين تفضح هذه الأعمال وتحذر من ان عدد السكان المسيحيين في القدس قد انخفض وتقلص بنسبة 75 في المئة عما كان عليه قبل الاحتلال. وقد تزامن هذا التهويد ضد المسيحيين مع ضغوط على الفاتيكان لحمله على تحريف الإنجيل المقدس وشطب كل ما يشير إلى مسؤولية اليهود عن صلب السيد المسيح عليه السلام، وما يتعلق باليهود بشكل عام. وقد تحقق لإسرائيل ما تريد بعد صراع طويل لكنها لم تكتف بذلك بل أكملته بمصادرة معظم ممتلكات الكنائس المسيحية وبنت فوق أراض تابعة لها مستوطنات، كما احتالت على بعض رجال الدين لحملهم على بيع أراض خاصة بطوائفهم لشركات تبين في ما بعد أنها إسرائيلية.
8- بعد هذه التصفية الجسدية والمادية للمسيحيين من أبناء القدس الأصليين، التفتت الآلة الصهيونية الجهنمية إلى العرب المسلمين فاتخذت إجراءات تعسفية وعنصرية ضدهم لقطع شرايين الحياة عنهم ومنعت عنهم العمل والتجارة وبناء أو توسيع مساكنهم لحملهم على النزوح وخفض عدد أبناء القدس الأصليين الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 350 ألف مواطن عربي. وانتقل المخطط من الأفراد إلى المقدسات فتم منع بناء المساجد. وهدم بعض المساجد الأخرى وتم تحديد عدد المصلين في المسجد الأقصى إلى ان اندلعت الشرارة الأولى بالإقدام على إحراق المسجد الأقصى المبارك في آب (أغسطس) 1969 وتبعتها شرارات أخرى تمثلت في الهجمات المتكررة للمتطرفين على المسجد ومحاولة الصلاة في الحرم الشريف وصولاً إلى عمليات الحفر والتنقيب وبناء الأنفاق التي أشرت إليها.
وهذا غيض من فيض والحبل على الجرار. والأسئلة الملحة المطروحة الآن هي: إلى متى الرضوخ والسكوت عما يجري؟ وهل سنظل ننتظر وننتظر ونشاهد القدس وهي تختفي من الوجود؟ وهل نحن بحاجة إلى مزيد من الدلائل والشواهد والإثباتات لنتأكد من ان الآتي أعظم وان الخطوة التالية ستكون، لا قدر الله، هدم المسجد الأقصى المبارك؟ وهل نحن بحاجة للتدقيق والتأكد من ان هدف الصهاينة النهائي هو هدم المسجد الذي بارك الله من حوله وبناء الهيكل المزعوم على أطلاله؟!. نعم إنها حقائق لا تحتاج الى اثبات كونها وقائع دامغة لا تنقصها البراهين. فماذا سيفعل العرب وبماذا سيرد المسلمون وقد ناهز عددهم البليون والمئة مليون إنسان؟. كيف يسكت هؤلاء وهم يعرفون ان الله عز وجل قد خص القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بمعجزة الإسراء والمعراج وجعله سبحانه وتعالى قبلة الإسلام الأولى، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي نوه الله تعالى بقدره ومكانته في قوله عز وجل: &laqascii117o;سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير" (سورة الإسراء – آية 1). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: &laqascii117o;لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى". وهناك المزيد من الآيات البينات والأحاديث النبوية الشريفة والوقائع والوثائق الإسلامية التي تؤكد الأهمية القدسية القصوى للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك سنعود إليها في مقال آخر، ولكن كل ما جرى ويجري يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من مغبة التمادي في السكوت على الضيم واللامبالاة في مواجهة أخطار التهويد والتعرض للمؤسسات، فالقدس الشريف يرزح تحت نير احتلال بغيض يهدف إلى طمس هويتها. والأقصى في خطر أكيد، وعلينا ان نحذر من ان تنفيذ المخطط الصهيوني وتهديد المسجد الأقصى المبارك سينجم عنه زلزال مدمر يجتاح العالم كله ويهدد الأمن والاستقرار ويشعل نيران حروب وفتن واضطرابات وأعمال عنف وإرهاب تطال الجميع ولن ينجو منها أحد. فمن ذا الذي يستعد لمواجهة هذا الزلزال الرهيب؟ ومن يعمل ويتحرك لمنع وقوعه؟ ومن الذي سيتصدى للجرائم الصهيونية؟. إنها أسئلة مشروعة تتطلب الإجابة عليها الكثير من الجهد والعمل والجهاد والجدية والحزم والحسم... فهل من مجيب؟ اللهم فاشهد إني قد بلغت!!.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد