- 'الديار'
مذهبة قضية الإبعاد نعمة أم نقمة؟
إبراهيم جبيلي:
من الذي أقحم المبعدين اللبنانيين من الامارات في المعمعة السياسية وخلافات أهل الحكم في لبنان؟ ومن الذي حوّل بعدها الانساني، الى مادة دسمة يختزنها الافرقاء، ويتلذذون في تناولها أمام المحافل المعنية وأمام جمهورهم؟ وهل بات لكل قضية أو أزمة في لبنان عنوان مذهبي، له رجالاته من المذهب ذاته؟ كما جرى مؤخراً مع الرئيس نبيه بري الذي غادر الى الامارات حاملاً ملفات المبعدين الشيعة، ليتساوى اهتمام بري مع اللامبالاة الحكومية، والصفتان تؤشران الى مذهبية هذه الأزمة.هذه الأسئلة وغيرها التي ترافق قضية إبعاد اللبنانيين من دولة الامارات، أشعرت الناس وأصحاب القضية بالتحديد، أن أزمتهم ستطول، وهي تتنقل بين فريقي الأكثرية والمعارضة، خصوصاً ان رئيس المجلس النيابي الشيعي، تنكّب حمل ملفاتهم الى دولة الامارات السنية، فيخشى هؤلاء ان تصبح مأساتهم مادة مشتعلة في الصراع المذهبي. ناشط على خط المعالجة الانسانية لهذه المعضلة، يعتبر الوصف الوارد أعلاه غير دقيق، بل ان الحقيقة الكاملة تكمن في ان القادة الزمنيين والروحيين في الطائفة الشيعية، تداعوا الى اجتماع، لمناقشة تداعيات طرد اللبنانيين الشيعة من دولة الإمارات، فاذ صودف ان المبعدين هم شيعة، لكن الاجتماع الطارئ حصل لمنع أي سوء استغلال لهذا الموضوع، علماً ان الاجتماع حضره كبار العلماء، كالسيد عبد الأمير قبلان والعلامة محمد حسين فضل الله والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اضافة الى الرئيس نبيه بري. وفي هذا الاجتماع، يضيف الناشط، شدد المجتمعون على احترام السيادة الاماراتية على أراضيها، كما ذكّر المجتمعون أصحاب العلاقة والرأي العام، بالفتوى التي أصدرها العلامة فضل الله، فتفرض ان يوقّع اللبناني الذي يعمل في الخارج على التزام تام بتطبيق القوانين للبلد الذي يستقر فيه. ولم ينسَ المجتمعون، يضيف الناشط، تقديم الشكر لدولة الامارات على مساهمتها مع الفريق الدولي، في إزالة الألغام، وعدد المجتمعون المشاريع الإنمائية والإعمارية للإمارات في لبنان، كذلك مساهمتها في تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة. لكن الإشادة بأيادي الامارات البيضاء، لم تحجب المأساة التي كانت في طليعة بنود جدول الأعمال، حيث اتفق المجتمعون على المناشدات التالية:
- عدم الدخول في أزمة علاقات مع دولة الامارات، بل اعتماد كافة السبل واستنفاد جميع الاتصالات والزيارات الديبلوماسية لحلّ هذا الاشكال المأساوي.
وشدد المجتمعون على الزيارات الرسمية، للتوضيح المتبادل حول هذا الملف.
- وقف فوري لحملة الإبعاد، خصوصاً ان المعلومات التي ترد من الجالية اللبنانية هناك تفيد أن الخشية تتعاظم بين افرادها حول تدابير جديدة متوقعة، قد تبعد المزيد من امارة دبي كما حصل في الشارقة وابو ظبي.
- التمني على دولة الامارات العربية، اذا كان القرار نهائيا، ان تبادر سريعا الى دراسة الحقوق المالية لكل مبعد، خصوصاً ان معظمهم ترك موارده الانتاجية هناك مقفلة.
- الطلب من الأجهزة الاماراتية المتخصصة فرز الملفات ودراستها افرادياً، على ان يحال المرتكب الى المحاكم المختصة، وهذا تدبير لا غبار عليه بل سيلقى اجماعاً لبنانياً للتنديد بالأعمال المخالفة.
كان لهذا الاجتماع الطارئ ضرورات ملحّة، لأن الشعور لدى الشيعة أنهم مستهدفون في الأنظمة ذات الأغلبية السنية سوف تنسحب تداعياته على بعض دول الخليج، وهذا أمر مرفوض وخطير، يضيف الناشط الذي شرح لوفد الصداقة اللبنانية الاماراتية ظروف وتفاصيل الاجتماع، فحملت الجمعية الرسائل الايجابية الواضحة الى دولة الامارات. لكن الغريب والمريب في الامر، يوضح الناشط، هو كلام الرئيس فؤاد السنيورة الذي &laqascii117o;أنّب" وفد المبعدين أمام سفير دولة الامارات حين قال: &laqascii117o;أنتو رحّ تخربوا اسم لبنان في الخارج، وستضرّون اخوتكم الباقين في الامارات". فيما كان للرئيس المكلف سعد الحريري رأي مخالف حين شدّد أمام وفد الصداقة الاماراتية على ضرورة معالجة هذه القضية خصوصاً ان جمعية الصداقة تضم في صفوفها سنّة وشيعة ومختلف الطوائف.أزمة المبعدين تتفاعل داخلياً، فيما الامارات على موقفها وتعتبر ان القرارات الأخرى ستصدر تباعاً لتبعد المزيد. فهل ينجح الرئيس نبيه بري في وقف نزيف الإبعاد، أم تتحول قضية المبعدين بنداً في البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري.
- 'النهار'
إسرائيل – إيران: 2010 سنة الحسم
بقلم أنطـوان شلحـت ـ عكا:
..... بدأت بضعة مصادر واسعة الإطلاع في إسرائيل تشير إلى أن قدرات الولايات المتحدة وإسرائيل على مسّ المنشآت النووية الإيرانية هي قدرات محدودة للغاية. ويقول كبير المعلقين السياسيين في صحيفة 'هآرتس'، يوئيل ماركوس، مثلا، إن ما تدعيه إسرائيل بشأن المشروع النووي الإيراني غير مهم مطلقا، والأمر المهم فعلا هو أن نتنياهو يدرك أنه لا يملك القدرة على إزالة الخطر النووي الإيراني بضربة عسكرية ساحقة، لذا فإن خطوات إسرائيل، في معظمها، تهدف أساسا إلى إيجاد وضع تكون الولايات المتحدة فيه هي رأس الحربة في مواجهة إيران (عدد الصحيفة الصادر في 2/10/2009). ويضيف: على الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعجّ، في الآونة الأخيرة، بتحليلات تتوقع أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية إلى إيران، لا بُدّ من القول إن إيران ليست العراق، الذي سبق أن قام علنا ببناء مفاعله النووي الفرنسي، وكان (في عام 1981) هدفا سهلا لسلاح الجو الإسرائيلي. ويبدو أن المنشآت النووية الإيرانية كلها مبنية تحت الأرض وسط تحصينات كبيرة، علاوة على ذلك فإن أي عملية عسكرية تقوم إسرائيل بها، لا بُدّ من أن تجرّ عليها وابلا من الصواريخ، التي يحمل كل منها رأسا تفجيرية بزنة نصف طن وربما أكثر، فضلا عن وابل من الصواريخ سيطلق على المدن الإسرائيلية من مخابئ 'حزب الله'....
- 'الديار'
تصدّي رئيس المجلس لفضيحة الابعاد &laqascii117o;على أرض المنشأ"! حماية مسبقة لكل منتشر لبناني في أي مكان من العالم.. لو استردّ لبنان طموحه للعب دوره العربي المفقود
محمد باقر شري:
بُؤر الصراعات العربية الداخلية المعززة &laqascii117o;بحوافز" اقليمية ودولية، والتي تحتاج الى وساطات ومســاعٍ اقلــيمية ودولية لإغلاقها، لا تقتصر على قطر عربي واحد: نقول ذلك بمناسبة تصدّي رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري للقيام بمساع حميدة ومشكورة بين دولة اتحاد الامارات والمواطنين اللبنانيين الذين أبعدوا منها والذيــن كان سيلحق بهم ويشرب بعدهم &laqascii117o;كأس الابعاد" مواطنون لبنانيون آخرون... ولو كانت هنالك ثقة بنجاح ما تتولاه &laqascii117o;حكومة تصريف الاعمال" على هذا الصعيد، لما احتاج الأمــر الى ذهاب رئيس سلطة تشريعية يفترض - لو كان في مداولات الحكومة خير في هذا الموضــوع - ان لا يحــتاج الامر الى ذهابه بنفسه للبحث في الامر على ارض دولة الامارات العربية المتحدة حيث يحتمل ان يكون قد كشف من خلال اطلاعه على &laqascii117o;حقائق الإبعاد" ميدانياً، ان الدور الفاتر الذي لعبه رئيس حكومة تصريف الاعمال والذي قد ينقل فيه عدوى اسلوبه في التسويف والمماطلة الى هذا الملف الذي يُراكم &laqascii117o;رصيده" المعروف على صعيد يجعل الكارهين لاصل وجوده على رأس الحكومة &laqascii117o;ضــمانة" لإعاقة وعرقلة وتعقيد كل امر يأخــذه علــى عاتقه وخاصة اذا كان فيه خير ومصلحة لمواطنين يتعرضون للأذى والتمييز والعدوان عليهم وعلى حقـوقهم، سواء كان عدواناً اجنبياً او أخوياً عربياً، او عدواناً داخلياً من جانب &laqascii117o;آلة الحكم" نفسها على حقوق المواطنين! والواقع ان ذهاب رئيس مجلس النواب الى امارة قطر الشقيقة قبل الذهاب الى دولة اتحاد الامــارات مستهلاً المساعي الحميدة التي أخذ علــى عــاتقه بذلــها للوصــول الى نهايات سعيدة لمصلحة هؤلاء المواطــنين المبــعدين يؤدي الى اعادة التذكير بعبرة وحقيقة يمكن استخلاصـــهما، وهو ان ايــة دولــة وخــاصة اذا كانــت دولة عربية - مــهما كــان حجــمــها الديموغــرافي (امــارة قــــطر نمــوذجــا) - اذا رفــعت الى قــيادة سيــاسية كــفــوءة وبعــيدة النــظر ومبــرّأة من العُقَد والآفـات الكيـــدية والنزعات التمييزية الطائفية والظلامية البغيضة تستطيــع ان تلــعب دوراً يــفوق قــدرات اية دولة اخرى حتى لو كان حجمها الديموغرافي اكبر من حجمها هي بأضعاف المرات! نقول هذا رغم تحفظنا الذي لا نكتمه بل نقوله لمن يعنيه الامر كتابة او شفاهة، على اي دور يمكن ان تلعبه اية دولة عربية كبرت أم صغرت، ويكون هذا الدور &laqascii117o;متكئا" في قيـامه بهذا الدور على نفوذ او مخططات دول كبرى متورطة او منغمسة الى حد بعيد في تأييد العدو في عـدوانه او وقوفه موقفاً سلبياً من القضايا العربية العادلة او المشاركة عموما في ظلم العرب والافتئات عليهم، بل ان المبادرات الايجابية التي تأتي من جانب اية دولة شقيقة سواء كانت خليجية او غير خليجية تجاه بلدنا وشعبنا رأيناها تحظى بالتقدير حتى لو كنا مختلفين مع تلــك الـدولة في بعض سياساتها المتعلقة او ذات الصلة بالصــراع مع العدو الصهيوني. والمثال الصارخ على ذلك،ان امارة قطر على ما كان وسيظل لنا من اعتراضات كتابية او وجاهية على بعض سياساتها المتعلقة بأدائها في قضية الصراع العربي، فان الفئات التي تقاتل العدو الاسرائيلي بالذات قد غضت الطرف عن تحفظاتها على بعض سياسات قطر على هذا الصعيد، ولم تبخل بالثناء وحتى &laqascii117o;تأليف الاناشيد" والتفني بها في بعض اعلام المقاومة نفسها والتي تحيي الايادي الاسهامية البيضاء القطرية في التخفيف من نكبة الدمار على يد العدو الاسرائيلي، عندما راحت قطر تبذل المساعدات المباشرة لاعادة اعمار ما هدمته آلة الحرب المعادية في قــرى الصــمود الباسلة وخاصة في محاذاة الشريط الحدودي حيث دارت معارك الشرف والبطولة ضد العدو، ولدرجة جعلت حتى احد اركان النظام السياسي القائم عــندنا رئيــس مجلس النواب، ان لا يفــوته العــروج في طريــقه الى اتحاد الامارات على قطر والتذاكر مع &laqascii117o;قادتها" فــيما آلت الاوضاع في لبنان على ضوء &laqascii117o;الاسهام السياسي" الذي قدمته قطر الى لبنان عبر &laqascii117o;اتفاق الدوحة" الذي تحقق عن طريقه الوصول الى منجزات اساسية لبنانية، وهــو الآن يراوح في موضوع التكليف علّ &laqascii117o;اكسير الدوحة" يشارك في التوصل الى حــلول ايجابية يتطلع اليها اللبنانيون بالتنسيق والتوافق بعيداً عــن &laqascii117o;روح المحــاوِر" لأن اي طرف عربي يعترض على اســهام طــرف عربــي آخر غيره، في &laqascii117o;بلسمة" معاناة الاوضــاع السياسية في لبنان، يكون غير مخلص في مساعداته للبنان بل تكون مساعداته &laqascii117o;استعراضية" ايا كــانت هــذه المساعــدات فالمحــب للبنان يتمنى له ان تأتيه المساعدات من كل فج عميق!وعلى ذكر &laqascii117o;علو همة" الرئيس بري وتصديه لقضية الإبعاد من اتحاد الامارات، التي تعتبر خطورتها مرتبطة بالتوجه العام المولود حول الربط الاعلامي الشائع بين قضية الابعاد وبين لون المبعدين المذهبي، ما يستحق بذل جهد يكون في حجم &laqascii117o;خطورة" هذا الوباء، حتى لو اثبتت دولة اتحاد الامارات كما نأمل، انها ليست &laqascii117o;متورطة" فيما ينسب اليها اعلاميا على هذا الصعيد ولا بد ان تنفيه عمليا باتخاذ خطوات ايجابية عاجلة تثبت خطأ المعلومات القائلة بأن هذا الابعاد تم لدوافع طائفية وبمسعى اميركي يتمثل باعتبار كل من يتعاطف مع المقاومة ولو شفهيا انما هو &laqascii117o;ارهابي" يحب &laqascii117o;خراب بيته" واتخاذ تدابير عدائية ضده، ولان تعاطفه مع المقاومة حتى ولو بدعم شفهي لها، او البحث عما في قلبه ووجدانه من ايمان بها، انما يتجاوز حدود المغالاة في قمع الرأي وهو امر يتجــاوز حتــى ســلوك الجهات التي تقاتلها المقاومة: فرغم همجية التــدابير الاسرائيلية ضد من ينتمي الى المقاومة،فانه لم يصل بها الامر درجة ان تشق عن قلب المواطن العربي او الفلسطيني لتعرف ما بداخله من ايمان مكتوم للمقاومة علما ان اسرائيل او اية جهة معادية للمقاومة، تغش نفســـها او تكذب على ذاتها، اذا صدّقت ان اي مواطن عربــي سواء كان يسكن او يعمل في اتحاد الامارات او يعيش في قلب الولايات المتحدة التي تتولى اجهزة امنها وتجسسها في الـ&laqascii117o;سي آي إي" المخابرات المركزية الاميركــية او في مكتب التحقيقات الفيدرالي (الـFBI) تقــديم اسماء معينة لاي بلد عربي لكي يتخذ اجــراءات ضــد من يؤمن بالمقاومة او يساعدها، تجهل او تتجاهل حقيقة يفترض ان تعتبرها &laqascii117o;بديهية وشرعــية" وهــي ان كــل عربي او حتى اي مواطن يحوز على حد ادنى من الوعي والوجدان الانساني لا يكون متعاطفا مع المقاومة ومتمنياً القدرة على مساعدتها ودعمها، لانه ان لم يكن كذلك فلا بد مــن الــبحث عــن صدــقية انــتمائه لوطــنه وامتــه او حتى انتمائه لسوية الجنس البــشري واكبــر دليــل واضح حتى &laqascii117o;عميان القلوب والعقول" فوق عميان البصر والبصيرة، هو ثورة الوجدان العالمي وليس الوجدان اللبناني او العربي فقط، ضــد ما اظهــرته اســرائيل من همجية والمبررات والدوافع والاعذار في جنوب لبنان والضاحية وعلى امتداد حلقات الوصل اللوجســتي والتــواصــل الانــســاني بين المــناطــق اللبنانيــة خلال ايام العدوان وبعده عبر القــنابل العــدوانــية والتي لا يزال يتواصل دورهــا في قــتل المدنــيين والاطفال وتعطيل الحياة المدنية جــراء زرع ملايــين القنابل العنقودية واستمرار مفاعيلها المدمــرة حتى اليوم.بقي ان نقول لرئيس مجلس النواب الذي تصدى لهذا الملف بشكل ايجابي لانه يتبع سياسة &laqascii117o;اكل العنب وليس قتل الناطور"، الا اذا استنفدت جميع الوسائل السياسية والديبلوماسية، فانه لا بد من اتخاذ مواقف حازمة، لان الذي يحسن الديبلوماسية، اذا وجد آذانا صمّاء، فانه سوف &laqascii117o;يُسمع" من لا يسمع ويترحم مواقفه الى ما يجبر الاصمّاء على السمع لقولة الحق والنصير! علماً ان الرئيس نبيه بري مؤهل لان يلعب دوراً &laqascii117o;خلاقا وبناء" ليس في موضوع المعتدي في الامارات فقط، بل في التقريب بين الفئات المتخاصمة في اليمن فبكل ما دعا اليه الامين العام في اليمن، ومن ايقاف &laqascii117o;النزف الطائفي" بين الفئات المستدرجة رغما عنها في العراق لحرب طائفية لا تخدم الا العدو وهي تشكل فضيحة مستمرة، لا يتحملها ضمير او عقل عربي او في الحد الادنى من الوعي والاخلاص لوطنه وشعبه وامته ولا تنقص نبيه المجلس النيابي ورئيسه الكفاءة والقدرة حتى للعب دور &laqascii117o;توفيقي" بين النظام الوطني المستهدف بالسودان والاطراف السودانية المنغمسة مع النظام في حرب وصراع لا افق ايجابيا لها لان الحرب امامها والانفصال والتفتت ينتظرها. ومن حق المواطن الذي يكفيه همومه في لبنان ان يسأل ماذا يفيد لبنان ان يحل مشاكل غيره، دون ان يحل مشاكله والجواب على ذلك ابسط من بسيط وهو: ان لبنان الرسمي اذا توفرت له فرصة القيام بدور عربي توفيقي على هذا الصعيد، فانه يصبح اكبرمن صغائر الحرتقات عليه وربح المسؤولون فيه اكثر حياء من سياساتهم وحرتقاتهم التي تقزم لبنان.وهنا لا يحضرنا في النهاية الا آية تقول في الذين يريدون ان &laqascii117o;يتقوقعوا" &laqascii117o;هل اوكلتم على الاخرين اعمالا: الذي ضل سعيهم في الحياة. وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا!".
- 'السفير'
الإحتقان الاجتماعي والإحتقان الطائفي..&laqascii117o;مَن خصّه"؟
فواز طرابلسي:
&laqascii117o;أنا ما خصّني"! هذه هي آخر كلمات تلفّظ بها الشاب جورج أبو ماضي قبل أن يهوي ميتاً بطعنة سكين على باب منزله في عين الرمانة. لسنا ندري أقالها الضحية بنبرة التبرّؤ أم التساؤل المستنكر، بمعنى &laqascii117o;أنا شو خصّني؟". في الحالتين، أراد جورج أبو ماضي القول إنه لم يكن طرفاً في المعركة التي نشبت بين شباب من الشياح وشباب من عين الرمانة. حقيقة الأمر أن جورج أبو ماضي، &laqascii117o;خصّه". قُتل تحديداً لأنه يسكن منطقة معينة وينتمي إلى طائفة معينة. والذي قتله إنما قتله لأنه ينتمي إلى الجماعة ذاتها التي تشاجر القاتل أو القتلة مع واحد &laqascii117o;منها". وينطبق هذا المنطق حرفياً في الحالة المعاكسة، أي فيما لو تمّ الشجار في الشياح وكان الضحية أحد شباب الضاحية الجنوبية. بهذا المعنى ليست حادثة القتل في عين الرمانة الأسبوع الماضي بالحادثة الفردية تماماً. إنها أقرب إلى جريمة استبدالية قتَل فيها فرد نيابة عن أفراد من الجماعة التي ينتمي إليها (بالولادة). مع ذلك، فالأحزاب المعنية المسيطرة على المنطقة التي يسكن فيها المتهمون بالقتل تقول لنا إنه &laqascii117o;ما خصّها". سلّمت الأمر للسلطات الأمنية. وسارعت إلى نفي أي طابع سياسي عن الجريمة على اعتبار أن القتلة المفترضين والضحية (الذي صدف أنه عضو في التيار الوطني الحر) ينتمون إلى تحالف سياسي واحد. من حسن الحظ، أن قوى الأمن اكتشفت القتلة بسرعة وألقت القبض عليهم. واتخذ مجلس الأمن المركزي للمناسبة قرارات بتقنين حركة سير الدراجات النارية ليلاً وضبط المخالفات. وهي إجراءات ضرورية بذاتها. علماً أنها لن تمنع شباب الشياح ـ عين الرمانة من أن يعبروا الشارع الفاصل بين الحيّين راجلين جيئة وإياباً، إذا اقتضى الأمر. عند حدود الأمن والسياسة انتهى أمر حادثة عين الرمانة. لو أن اشتباكات من هذا النوع لم تتكرّر خلال الفترة الأخيرة لاكتفى المرء بتسجيل الحادثة. ولكن لما كان المصدوم في عين الرمانة يخاف من حادثة بوسطة، وجب التوقف لبرهة هنا ولو مجرد التفكير في الاحتقان الاجتماعي ودوره في تغذية الاحتقان الطائفي وصولاً إلى العنف. يزيد من إلحاح الموضوع أن حادثة الشياح ـ عين الرمانة تزامنت مع تساقط قذائف الإنيرغا بين باب التبانة وبعل محسن في طرابلس. وهنا يصعب أن تكون الحادثة فردية. مع أن أي مواطن من مواطني هذا الحي أو ذاك يستطيع أن يسأل سؤال جورج أبو ماضي &laqascii117o;أنا ما خصني"، متبرئاً من قصف الحي الآخر أو مستنكراً شموله بالقصف لمجرد أنه يسكن في الحي الذي يسكن فيه. هل حقاً أن الأحزاب والزعامات في الحالين &laqascii117o;ما خصّها" بما جرى؟ ومَن الذي أقنع جمهوره بأن هويته الوحيدة أنه ابن طائفة ومذهب؟ فسهل عليه إذا كان يشعر بالإحباط والتهميش أن يلقي باللائمة على سلاح الحزب الذي يدير شؤون الناس في الحي المقابل. وإذا كان يشعر بالحرمان الاجتماعي، أن يلقي باللائمة على أبناء الحي المقابل، على اعتبار أنهم من أصحاب الامتيازات. وماذا يملك الذين &laqascii117o;خصّهم" أن يقدّموه تجاه تزايد الإفقار في الحيين الطرابلسيين؟ تفريغ المزيد من الشباب في الميليشيات؟ ومَن لم يجيّش بعد لنفسه ميليشيا هناك؟.خلال الأسبوع، كان الذين يفترض أنه &laqascii117o;خصّهم" منشغلين بقضايا وطنية غاية في الخطورة، يضربون المندل في ما إذا كانت قمة دمشق بين سين وسين قد أقرّت توزير الراسبين في الانتخابات أم لا، وما إذا طاولت مَن سوف يتسلّم وزارة المواصلات أم لم تطاوله. وإذا ضرب المنادل يدور حول درجة الحرارة في لقاء رئيسي الدولتين بين &laqascii117o;دافئة" و&laqascii117o;فاترة"...