- 'اللواء'
محمد سلمان:
جيش يدافع وشعب يقاوم
في المعادلة العسكرية والأمنية والسياسية والسيادية، انه لا لبنان من دون جنوب، ولا جنوب من دون جيش وشعب ومقاومة، وان للبنان عدو واحد ودائم هو إسرائيل الطامعة بالارض احتلالاً، والمياه سرقة، والمناقضة بعنصريتها للنموذج اللبناني في الوحدة الوطنية والحوار الدائم بين الثقافات والحضارات العالمية، والمهزومة معنوياً وميدانياً، امام الانتصارات اللبنانية على آلتها العسكرية وحربها العدوانية قبل وأثناء وبعد حرب تموز 2006&bascii117ll;هذه المعادلة، تجددت على الأرض اليوم، من خلال إحباط الجيش والمواطنين المقاومين لعملية تجسس إسرائيلية في منطقة حولا - ميس الجبل، وذلك بتعطيل أجهزة تنصت إسرائيلية وتفكيك أجهزة أخرى في المكان، ومن خلال تصدي مدفعية الجيش اللبناني لطائرة تجسس إسرائيلية من دون طيّار، كانت تشارك في التخطيط والتنفيذ للعملية الإرهابية بواسطة هذه الأجهزة&bascii117ll; المخطط التخريبي الإسرائيلي يندرج في مسلسل الخروقات اليومية للسيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية، وللقرار 1701، وهذا ما تؤكده تقارير ومشاهدات <اليونيفل> ويذهب المراقبون إلى تصنيف وتوصيف العملية الإسرائيلية، بأنها تندرج في الآتي:
1 - استمرار التعطيل الإسرائيلي للقرار 1701، في محاولة تغيير للقواعد التي كان من اجلها، ليصبح حماية للاحتلال والأمن الإسرائيلي&bascii117ll;
2 - الايقاع بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفل، بتعطيل التنسيق الميداني بينهما في المهمات الموكولة إليهما على صعيد تنفيذ القرار 1701&bascii117ll;
3 - محاولة رسم واقع جغرافي جديد على الأرض، لتوظيفه في فرض شروط تخدم إسرائيل في مفاوضات السلام العادل والشامل&bascii117ll;
4 - التغطية النارية والدعائية النازية على جرائم القوات الإسرائيلية أمام صمود الجيش والشعب والمقاومة وانتصارهم على الآلة العسكرية لهذه القوات&bascii117ll;
5 - التغطية على فشل إسرائيل والداعمين لها في تعطيل حصول لبنان على مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن، مما يتيح له المشاركة المعنوية في مناقشة المشاريع المطروحة لحل أزمة المنطقة، وهذا إضعاف للموقف الإسرائيلي على الساحة الدولية&bascii117ll;
6 - التغطية على انكسار وانكشاف واكتشاف وملاحقة واعتقال شبكات التجسس والعملاء الإسرائيلية&bascii117ll;
7 - التغطية على فشل إسرائيل الإعلامي والمخابراتي في إيقاع الفتنة بين اللبنانيين، والهادفة إلى استبدال الصراع العربي - الإسرائيلي، بالصراع اللبناني - اللبناني طائفياً ومذهبياً، وبالخلافات العربية – العربية....
- 'الأنوار'
رؤوف شحوري:
(التأليف) في مهبّ الحرب الخفية ...
....كان بوش يعتقد أن حربه ضد العراق وأفغانستان ستكون أشبه بنزهة عسكرية، ولكنها قادته وبلاده الى الجحيم المستعر الى اليوم. وهكذا كان يظن أولمرت رئيس وزراء اسرائيل أيضاً في حربه على لبنان. واكتشف خليفتاهما أوباما في أميركا ونتنياهو في اسرائيل أن لغة الحرب لم تعد تخيف أحداً من أعدائهما. واكتشفا أيضاً، بحسابات الورقة والقلم، أن أية حرب كلاسيكية جديدة ضد ايران أو لبنان أو ضدهما معاً، ستكون باهظة الثمن، وغير مضمونة النتائج، وقد تتخطى قدرة كل منهما على التحمل. بعد تباين عابر في المواقف بين تل أبيب وواشنطن، عاد التناغم بين العاصمتين على اتخاذ القرار المناسب الذي يخدم الأهداف الثابتة بوسائل متغيرة. والجانب الواضح من هذا القرار لدى الولايات المتحدة واسرائيل، هو ان شن حرب كلاسيكية ضد ايران أو لبنان لم يعد مطروحاً في المدى المنظور... ولكن ما هو البديل? البديل هو الحرب الخفيّة والتي هي أكثر لؤماً وضرراً وغدراً، وبتكلفة أقل بكثير من الحرب الكلاسيكية، والتي يمكن التنصّل منها ومن نتائجها في أي وقت، مع تعذر امكانية تقديم الاثبات والبرهان على أية تهمة توجه اليهما في هذا الشأن. والهدف من هذه الحرب الخفية هو استنزاف العدو في عمليات طويلة النفَس، وخنقه تدريجاً بالحصار (مثل غزة)، وبتجفيف مصادر تمويله وقوته بالعقوبات (مثل ايران)، وبعمليات الاغتيال والتصفية، وبالتجسس على حركته بعد اختراقه بكل الوسائل المتاحة. وهذه الحرب الخفية بدأت فعلاً، ومن تجلياتها التي ظهرت في وقت متزامن تقريباً، في ايران بالهجوم على الحرس الثوري الايراني وتصفية بعض قادته. وفي لبنان باكتشاف (وصلات) التجسس على شبكة الهاتف الثابت وتفجيرها، كما جرى قبل يومين في الجنوب اللبناني قرب الحدود. في جحيم هذه الأجواء الأمنية الضاغطة اقليمياً ومحلياً، يتضح شيئاً فشيئاً ويوماً بعد يوم، ان العقدة الحقيقية والدائمة في طريق التأليف الحكومي، هي وزارة الاتصالات بالذات، وتحديداً في الجانب الأمني المتعلق بالمعلومات في وظائفها. وسواء أكان الأمر مجرد صدفة أم حقيقة، فان وزارة الاتصالات بطبيعة تكوينها تؤهلها لأن تكون من حيث المبدأ اما جزءاً من الحرب الخفيّة، واما جزءاً من التصدّي لتلك الحرب!.
- 'صدى البلد'
حسين قطيش:
عقبات التأليف هل انتهت كلها... وكيف؟
لم يكن جبران باسيل ووزارة الاتصالات وحدهما عقدة تأليف هذه الحكومة، بل هناك اكثر من عقدة لم يعلن عنها وكل الامل في ان يكون الرئيس المكلف قد تغلب عليها، ومنها:
- ١ من سيكون وزيراً للخارجية؟ شيعي ام غير شيعي؟ ياسين جابر الذي رشحه سعد الحريري ام محمود بري الذي يطالب به شقيقه الرئيس بري ام احد السفراﺀ الشيعة من وزن الوزير صلوخ، وهو ما يقترحه حزب الله ورئيس الجمهورية؟
- ٢ من سيكون الوزير الماروني السادس؟ بطرس حرب من اجل توازن بتروني بعد حسم توزير جبران باسيل، ام نسيب لحود المطالب به من مراجع كلمتها مسموعة؟ ام ان هذا الوزير ستصر عليه القوات اللبنانية في حال عدم اعطائها وزيرين مسيحيين (ارثوذكسي وكاثوليكي) مع حقيبتين لهما احداهما حقيبة رئيسية؟
- ٣ من سيمثل حزب الله في هذه الحكومة؟ حسين الحاج حسن او طراد حمادة من البقاع ومحمد فنيش او نواف الموسوي من الجنوب؟ وهل سيقبل حزب الله بحقيبة الزراعة او العمل مع حقيبة ثانوية هي التنمية الادارية او الشباب والرياضة؟
- ٤ من سيختار سعد الحريري لتمثيل سنة بيروت وكذلك سنة طرابلس. واذا لم يكن تمام سلام من بيروت ومحمد الصفدي من طرابلس فمن سيختار من زنهما؟ وهل هو بالفعل يريد ريا الحسن لوزارة المالية ام انه سيعود الى نديم المنلا المرشح لهذا المنصب منذ ما قبل الانتخابات؟
- ٥ من هو السني الذي سيكون وزير دولة من حصة رئيس الجمهورية، غالب محمصاني ام عدنان قصار؟
- ٦ ما هي الحقيبة التي ستعطى للوزير الماروني الذي سيسميه سليمان فرنجية: الشؤون ام الزراعة ام العمل؟
وهل استقر فرنجية عى تسمية فيرا يمين ام سيقع الخيار على غيرها من شخصيات تيار المردة؟
- ٧ هل جرى استبعاد طلال ارسلان وحزبه نهائياً عن التمثيل ام ان مداخلات لا تزال تحصل بين عون وجنبلاط ونصر الله لتوزير ارسلان او احد اعضاﺀ حزبه على الاقل، مروان ابو فاضل مثلاً؟
- ٨ اذا كان الوزير الماروني الاول من كتلة العماد عون هو صهره جبران باسيل فأي وزارة ستسند اليه غير وزارة الاتصالات؟
الطاقة مثلاً ام التربية؟ ومن هو الماروني الثاني من الكتلة العونية فريد الياس الخازن ام ابراهيم كنعان ام غيرهما، ولاي حقيبة؟
- ٩ من هو الوزير الدرزي الثالث لجنبلاط بعد الاول الذي هو غازي العريضي ولوزارة الاشغال والثاني الذي هو وائل ابو فاعور لوزارة المهجرين؟ وهل يكون هذا الثالث الذي ستسند اليه حقيبة 'دولة' هو بهيج ابو حمزه ام مروان خير الدين ارضاﺀ لارسلان ام شخصية درزية ثالثة مقبولة من ارسلان؟
- ١٠ هل استقر تمثيل مدينة زحلة على النائب الكاثوليكي طوني ابو خاطر من حصة القوات اللبنانية ام ان تطورات قد تحصل لمصلحة توزير نقولا فتوش او ايلي سكاف؟
- ١١ من هو الارمني من كتلة تيار المستقبل: جان اوغاسبيان ام غيره من النواب الاربعة، ام ان سعد الحريري سيختار احد نواب الاقليات لهذا المقعد: نبيل فريج او باسم الشاب او شخصية من خارج النواب، كما فعل والده في السابق عندما اختار الراحل باسل فليحان، وهو من الاقليات، للمقعد الارمني الثاني في احدى وزاراته؟
- ١٢ بالنسبة للمقعد الارمني الاول المخصص لحزب الطاشناق من سيكون فيه؟ الوزير الحالي آلان طابوريان لمتابعة مشاريعه في وزارة الطاقة ام النائب القريب من الحريري آغوب بقرادونيان ام رئيس الحزب هوفنيك مختاريان؟ مع الاشارة هنا الى ان حزب الطاشناق كان اتخذ قراراً في السابق بفصل النيابة عن الوزارة. ومن المعروف انه في كل وزارة يجري تركيب الاسماﺀ والحقائب بشكل معقّد بسبب تعدد الطوائف والاحزاب والكتل وضرورة تمثيل وارضاﺀ الجميع، لان شعار هذه الحكومة هو الوحدة الوطنية، ولا يجوز – خلافاً لما كان يحصل في الماضي – ان يبقى خارج هذه الوزارة من يمكن ان يزعلوا ويعارضوا ويتجرأوا على قول كلمة 'لا ثقة' عند التصويت على هذه الثقة في مجلس النواب!.
- 'النهار'
بقلم مالك أبي نادر(قيادي في 'التيار الوطني الحر'):
رد من 'التيار الوطني الحر' على الإعلامي في قناة 'المنار' محمد شري: كتابة - من حيث لا تدري - ضد 'وثيقة التفاهم'
....ألا يأتي من يسألنا بعض الاسئلة التي لن نجد لها اجاباتٍ مقنعةٍ...ألم يكن العامل الاسرائيلي هو السبب المباشر للتعبئة العامة الشيعية في لبنان؟ وهل ان الشيعة لجأوا لايران الشيعية لتدعمهم في معركتهم ضد المارونية السياسية في الثمانينات والتسعينات وضد الحريرية السنية بعد العام 2000؟ واستطراداً هل ان التدخل الايراني المباشر منذ الثمانينات حتى يومنا هذا، وبالحجم الذي لا يمكن تجاهله، يمكن اعتباره مساعدةً مذهبية تسمح للشيعة بالوقوف بوجه السنة وغيرهم؟...ينتقل بعدها الكاتب(شري) الى تحليل بعض الاصطفافات الداخلية اللبنانية مؤكداً انها مصلحية آنية بامتياز مشككاً بكل التحالفات والتفاهمات السياسية والمجتمعية لأن اهدافها حسب تحليله هي فقط لتأمين غلبةٍ ما او لاستعادة مجدٍ غابرٍ قضت عليه قوى اقليمية استدرجها اطرافٌ لبنانيون آخرون لمصلحتهم فقط. مصوراً ان ما رمى اليه التيار الوطني الحر من تفاهمه مع 'حزب الله' ومن ورائه الطائفة الشيعية هو حشدٌ شعبيٌ وعسكريٌ لاسترداد الامتيازات التي أمنها الطائف للسنة، من رصيد المسيحيين، بدون ان تكون له اية اهدافٍ اخرى. لان تبايناً حاداً في الايديولوجيات يمنعهما من إيجاد تصور مشترك يمكّنهما من التعايش والتلاقي الا في العداء للعدو المشترك. وفي هذا ما يظهر عدم جدوى النقاط العشر التي تضمنتها وثيقة التفاهم، وان ملحقاً سرياً يتم العمل بموجبه بين الطرفين على قاعدة تحالف الاقليات في وجه القوة الكبرى. وهل إن الطائفة الشيعية بحجمها الحالي وعلاقاتها الاقليمية والقدرات المالية والعسكرية التي تأمنت لها منذ الثمانينات حتى الآن تخاف ان تُهزم امام الطائفة السنية في لبنان؟ ام ترى ان معركتها ستكون ضد اسرائيل ومن وراءها؟ وطبعاً بديهيٌ السؤال: لماذا لم تسعَ الطائفة الشيعية للسيطرة على لبنان وحكمه وفقاً لإيديولوجيتها الفقهية، طالما انها تستطيع ذلك بشهادة الاعداء و'اهل البيت' ؟...لقد حاول الكاتب(شري) من حيث لا يدري وهذا ما افترضه من خلال هذا المقال ('مرحلة موقتة' - 'قضايا النهار' – 16/10/2009):
- افراغ وثيقة التفاهم من مضمونها الوحدوي مشككاً بدعوة واضعيها جميع الاطراف اللبنانية الى تبنيها. والتلميح الى ان 'تقيةً ما' يمارسها موقعوها للوصول الى اهداف اخرى.
- الإيحاء باستحالة التفاهم والتعايش بين التيار وما يمثل على الساحة المسيحية والشيعة بسبب التباين بين الايديولوجيات التي لا يمكنها ان تتقاطع.
- القطع بان لا مؤامرة اسرائيلية او دولية تستهدف الكيان اللبناني فالامر لا يعدو كونه صراع مصالح طائفية فقط.
- الايحاء بان تجربة 'حزب الله' ستفشل في المدى البعيد لأنها لا تستطيع ان تحكم تبعاً لعدم تمكنها من الخروج من منطق المقاومة الى منطق الدولة.....
- 'الحياة'
داود الشريان:
أضعف الإيمان ـ انفجار &laqascii117o;الحرس الثوري"
اذا صحت تهم التحريض على الإرهاب الذي استهدف قيادات &laqascii117o;الحرس الثوري" الإيراني، والتي وجهتها طهران الى بعض الدول، فربما اصبح حادث محافظة سيستان في بلوشستان منعطفاً مهماً في تاريخ الإرهاب، وبداية لتبديد غموضه، وصولاً الى وقفه. لكن المتأمل لتصريحات المسؤولين الإيرانيين يستشف أن الاتهامات الإيرانية لأميركا وبريطانيا وباكستان، كانت محاولة لمداراة البعد الداخلي للهجوم الانتحاري الذي استهدف قادة &laqascii117o;الحرس". لا شك في ان كثرة التصريحات، وتعدد المتهمين والدوافع زادا غموض الحادث الإرهابي المتوحش. لكن استعراض دور &laqascii117o;الحرس الثوري" في حياة الإيرانيين ربما يضيء شمعة وسط العتمة التي خلفها الانفجار المفزع، فالحرس اختصر الدولة ودور الأمن والجيش، وهيمن على مفاصل الحياة العامة، وتدخل في قضايا عقود الإنشاءات والمشاريع، وسيطر على الحدود، والسوق السوداء، وقضايا التهريب، وله دور في البرنامجين النووي والصاروخي، ويدعم المقاتلين في العراق ولبنان وأفغانستان، ويدير &laqascii117o;قوة القدس" التي تصنف كمنظمة إرهابية، ناهيك عن ان بعض قياداته الذي قتل في الحادث له سمعة غير حسنة في التعامل مع سكان بلوشستان التي شهدت الحادث. البيان الصادر عن القوات المسلحة الإيرانية حاول ارضاء البلوش، وأوكل اليهم مهمة &laqascii117o;تطهير المنطقة من الإرهابيين والمجرمين"، فضلاً عن ان تصريحات اخرى أشارت الى أن الانفجار &laqascii117o;استهدف التعايش المذهبي في المحافظة، وبث الخلاف بين الشيعة والسنّة"، وبعض المسؤولين تحدث عن &laqascii117o;أعداء الثورة، والعاملين على زعزعة أمنها". بالتالي، يمكن القول إن الحادث الإرهابي تعبير عن وضع إيراني محتقن، تداخلت فيه قضايا الفساد والنفوذ والمذهبية، وإن شئت فهو نتيجة لتجاوزات &laqascii117o;الحرس الثوري" في بلوشستان وأفغانستان، وتعديه على مصالح وحقوق آخرين سهّلوا الحادث، وغضوا الطرف عن منفذيه. اتهام طهران المباشر لكل من واشنطن ولندن ليس جديداً، وهو جزء من الخطاب الإعلامي الإيراني، وفي هذا الحادث استثمر لتعطيل، أو تحقيق مكاسب في المحادثات بين طهران والدول الكبرى حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. اما اقتران الاتهام بالثأر فهو حديث غير جدي، رغم أن بعض العرب أبدى قلقه على جنوب لبنان، فهذا مستبعد، لأن إيران اليوم مشغولة بنفسها، وربما دفعها الحادث الى معاودة النظر في سياستها الإقليمية.