- صحيفة 'الأخبار'
سيف دعنا (أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدوليّة في جامعة ويسكونسن ـــــ بارك سايد):
صناعـة الثقافـة وحـرب المـواقع: من غسّان كنفاني إلى الإســلام الثوري
.... هذه المقاربة المختصرة في الثقافة هي استكمال للحوار مع السيد ناهض حتر، وتعليق على بعض ما جاء في مقالته الرابعة (&laqascii117o;الأخبار"، 13/10/2009). لذلك فإن السيد حسن نصر الله بإعلانه، مثلاً، أن &ldqascii117o;دم عماد مغنيه سوف يخرجهم من الوجود&rdqascii117o; يعكس إدراكاً عميقاً لمعنى الشهاده حين يصبح الشهيد عنواناً لبرنامج تحرّري، ودمه حاملاً لمشروع، وشاهداً (أصل كلمة الشهيد) على مرحلة وتاريخ بغضّ النظر عن إمكان إيقاع خسائر لدى العدو. نادراً ما نجح مشروع ذو طابع وبُعد تاريخي من دون أن يحمل لواءه شهيد أو شهداء ذوو مكانة رفيعة بين شعبهم (مثلاً، لا يذكر التاريخ نموذجاً كهذا عند العرب في الأندلس، والجميع يعرف ما حلّ بهم. يذكر فقط أن رجال الدين المسيحيين الإسبان هم من تبنّى هذا الأسلوب، ويذكر أيضاً كيف أثمرت دماؤهم).... المعنى أو الأهمية التي يكتسبها أي حدث تاريخي أو شخصية تاريخية مصدرها الحاضر إذن، لا الماضي أو الحدث نفسه أو الشخصية ذاتها. على العكس، يمكن أن يعاد إنتاج الحدث إو يُعاد تعريف الشخصية لخدمة الحاضر لا لتذكُّر الماضي أو حباً بالتاريخ. بهذا المعنى، فإنّ ثوريّة كربلاء مصدرها المواجهة مع المشروع الصهيوني، والحالة العربية الراهنة أو الحاضر وكل أشكال الاضطهاد التي تتطلّب وتحتاج وبقوة إلى استدعائها ورمزيتها. بالتالي، فان استدعاء رمزية الإمام حسين (الذي رفض أن يعطي بيده إعطاء الذليل، ولم يقرّ إقرار العبيد) في واقع العرب اليوم ليس بتموضع مذهبي على الإطلاق أو حتى تموضع إسلامي، بل هو نموذج إنساني لرفض الذل والاضطهاد. يمكن أن نجد مرادفاً في أغلب الثقافات الإنسانية التي شهدت حالة مقاومة للاضطهاد لمقولة الإمام حسين السابقة الذكر، أو لمقولة الإمام عليّ لأصحابه العطشى في معركة صفّين &ldqascii117o;الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين&rdqascii117o;، أو مقولة علي الأكبر (يا لرمزية ودلالة الأسماء) &ldqascii117o;ألسنا على الحق؟ إذن، لا نبالي، أوَقعنا على الموت أم وقع الموت علينا&rdqascii117o;. أليست هذه الاقتباسات مماثلة تماماً لشعارات المقاومين الإسبان ضد الفاشية في الحرب الأهلية الإسبانية؟ هل كان الثوار الإسبان مذهبيّين وعملاء لإيران؟أنا قرأت تجربة حزب الله من هذه الخلفية فقط (انظر: أنطونيو غرامشي، أعمال السجن: ف. لينين: خطتا الاشتراكية الديموقراطية)، ولكن يبدو لأنني اقتبست من القرآن بشكل مكثف للتأكيد على إمكان قراءته الثورية بدل الصورة النمطية الخاطئة (والقراءه غير الثورية أيضاً ممكنة، كما أشار السيد نصر الله في كلمته في مؤتمر المقاومة بقوله &ldqascii117o;ما ضيع فقيه حيلة&rdqascii117o;) استنتج السيد حتر خطأً (وبدون أيّ ضرورة مبرّرة في هذا الحوار) أنني شيعي ولبناني. وإذا كان هذا التصنيف مجرد حيلة صحفية بهدف التلميح إلى خلفية مذهبية لموقفي، فلقد أخطأ مرة أخرى، ولن أذهب إلى أيّ استنتاج آخر. ولأن المنحازين والمؤيدين لحزب الله من كل الأطياف، الأديان، المذاهب، والبلدان، يجب أن يثير هذا الاهتمام، ونجاحه حتى الآن يستوجب الاحترام الشديد، لا أن يحاكم وفق رؤية وموقف مسبّق يجهد في البحث عن دليل يتيم وتعميمه. هذه منهجية بائسة وعبثية لا ترى الواقع. غالبية الفلسطينيين مثلاً (93%) ينظرون بإيجابية إلى حزب الله (وأغلبهم بإيجابية شديدة) وهذا أكثر بكثير مما يحلم به أيّ فصيل فلسطيني، وغالبية منهم أيضاًَ (70%) تفضّل أن يتولى الحزب التفاوض على الجندي الإسرائيلي الأسير في غزه (انظر استطلاع الرأي الذي أجرته جامعة النجاح). وفي مصر، كان السيد حسن نصر الله الشخصية القيادية العربية المفضلة أيضاً في استطلاع آخر (انطر: نيكولاس نو: صوت حزب الله). قلّما يخطئ العقل الجمعي، رغم الحملات المموّلة جيداً التي تستهدف تزوير وعيه، ولهذا يجب احترامه والثقه به.لن أجادل أكثر مما فعلت في المقالة السابقة بخصوص موضوعة القومية، وكون الإسلام الثوري صيغة جديدة للقومية العربية في عصر النيوليبرالية. رؤية السيد حتر مفرطة في التشييء، خاطئة في عرضها للقومية كمفهوم (كظاهرة اجتماعية، تاريخية، متجددة، متغيرة، ومرنة ـــــ انظرمثلاً بنديكت اندرسون: المجتمعات المتخيّلة، وإريك هبسباوم: الأمة والقومية، وأيضاً اختراع التقاليد)، وتتجاهل كلياً خصوصية المفهوم في التاريخ والتقليد العربي والإسلامي (فكرة الأمّة والدولة) حيث لا عداء بين العرب وإيران المسلمة.مره أخرى، يمكن أن نحاكم التجربة الإسلامية الثورية استناداً إلى مقاربة عقلانية تتضمّن النقد أيضاً، وهذا ما كنت أصرّ عليه منذ البداية، أو أن نقع في فخ أُخطبوط صناعة الدعاية المضادة والمموَّلة جيداً. من لا يعتقد أن تجربة حزب الله والإسلام الثوري أكبر وأعقد بكثير من أن يجري الحكم عليها بتبسيطية الفسطاطين الطفولية....
- صحيفة 'السفير'
حلمي موسى:
الصواريـخ تضـرب إسـرائيـل والأميركيـون يتولـون الـردع
تبدأ اليوم المناورة الأميركية ـ الإسرائيلية الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين، والتي يراد منها، إضافة للبعد التدريبي، توجيه رسالة واضحة لإيران ولأعداء إسرائيل الآخرين. وتهدف المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة، التي تجري للمرة الخامسة، للتدرب على التنسيق بين قوات كل طرف وقوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة. وبغية إضفاء قدر كبير من الأهمية على المناورة المشتركة أوكلت واشنطن أمر قيادتها لقائد الأسطول السادس الأميرال مارك فيتزجيرالد. ويعتبر فيتزجيرالد الضابط الأميركي الأرفع مرتبة الذي يقود مناورة مشتركة مع إسرائيل. ونشرت وسائل إعلام متخصصة أن فيتزجيرالد سيتولى، في إطار قيادته للمناورة، مسؤولية أمرة سلاح الجو الإسرائيلي أيضا. وتستند فكرة المناورة إلى احتمال تورط إسرائيل في حرب شاملة، تتعرض فيها لهجمات صواريخ متوسطة المدى من سوريا، وصواريخ متوسطة المدى وأخرى قصيرة المدى من &laqascii117o;حزب الله"، وصواريخ بعيدة المدى من إيران وصواريخ قصيرة المدى وبدائية من قطاع غزة. وكان محرر الأخبار الخارجية في قناة &laqascii117o;سكاي نيوز" تيم مارشال قال إن القرار بإجراء المناورة في الخريف وليس في الربيع كما جرت العادة يمكن تفسيره كزيادة في الجاهزية، لكنه يعتبر الأمر مجرد &laqascii117o;توجيه رسالة". واعتبرت صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" أن كلا من إيران وسوريا و&laqascii117o;حزب الله" يتابعون بقلق الاستعدادات لمناورة الدفاع الجوي &laqascii117o;جونيبر كوبرا". وذكرت إن محافل إسرائيلية نقلت في الآونة الأخيرة رسائل تهدئة في قنوات مختلفة، موضحة انه لا توجد أي نية لاستغلال المناورة لأعمال هجومية. ولكن إلى جانب القلق تبدي إيران وسوريا اهتماما شديدا بنتائج المناورة وتحشد جهودا استخباراتية لكشف نقاط الضعف لإسرائيل في دفاعها ضد الصواريخ....(للقراءة).
- 'السفير'
طلال سلمان:(مع الشروق )
حوار عتيق مع أمير قطر في ضوء وقائع الحاضر: واشنطن كبوابة للعبور من الانتماء العربي إلى إسرائيل
...ذهبت الى الدوحة، فعلاً، وجلست الى الشيخ حمد أستمع إليه. قال: ـ لم تكتف السعودية بأرضها التي بحجم قارة، بل طمعت بهذا الشريط الحيوي من أرض إمارتنا الصغيرة الذي يربطنا بدولة الإمارات، وحشدت جيشها، وهددتنا، فخفنا من أن تقدم على مغامرة لا قبل لنا بمواجهة أعبائها. وهكذا فقد توجهنا الى واشنطن نطلب تدخلها، فأعرضت عنا. قلنا: لعل الأفضل أن نحرجها فنخرجها... وهكذا تحرشنا بإيران، وأرسلت وفداً كبيراً الى طهران فرحبت به قيادة الثورة الإسلامية فيه، وعقدنا اتفاقات، وأطلقنا التصريحات الودية. لكن واشنطن لم تتحرك. فكرنا، وقررنا أن نستفز واشنطن، فأرسلنا وفداً كبيراً الى صدام حسين. لكن الإدارة الأميركية لم تتحرك... ثم فوجئنا بها تتصل لتبلغنا أن بوابتنا إليها هي إسرائيل، وليس أي مكان آخر، فإن نحن شئنا رعايتها فعلينا أن نفتح الباب لعلاقات جدية مع الحكومة الإسرائيلية! وختم الشيخ حمد حديثه التبريري بالقول: وبالفعل أرسلت وزير خارجيتي فالتقى شيمون بيريز، وعندما عاد الى فندقه وجد من يبلغه بموعده في وزارة الخارجية الأميركية. كانت الرسالة واضحة: بوابة واشنطن إسرائيل، ادخلوها تصلوا إلينا! لم أقتنع بطبيعة الحال بهذا التبرير الذي سرعان ما حول : &laqascii117o;العيديد" ـ نقطة الخلاف مع السعودية ـ الى أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق، والذي فتح أبواب قطر أمام إسرائيل، ممهداً لانفتاح &laqascii117o;دول" أخرى في الخليج العربي، على رأسها سلطنة عمان، أمام الاجتياح الإسرائيلي، بينما تغطي دماء الفلسطينيين أرض بلادهم التي تغصب منهم لتمنح لوحوش المستعمرين المستقدمين من أربع جهات الأرض ليقيموا مستوطناتهم فوقها، طاردين أهل الأرض من أرضهم الى التشرد في الشتات. وكان بديهياً ألا تقنعني هذه الذرائع التي تحول الأخ الشقيق الى عدو وتفتح للعدو البيت العربي، في حين أن إسرائيل كانت آنذاك لا تزال تحتل بعض لبنان وتقاتل شعبه الذي وقف صامداً خلف مقاومته حتى انتصرت إرادته وتم تحرير المحتل من أرضه في 25 أيار العام 2000. لماذا هذه الاستعادة لحكاية قديمة عفا عليها الزمن وغطت عليها وقائع هائلة بدلت خريطة منطقتنا، وكادت تبدل طبيعة العلاقات بين شعبها الواحد، أو شعوبها الشقيقة وذات المصالح المشتركة؟!.....
- صحيفة 'النهار'
هيام القصيفي:
'الجيش في جهوز تام ببيروت ونشرناه من عين الرمانة إلى كفرشيما'..مرجع عسكري بارز لـ'النهار': عقيدة المؤسسة لم تتغيّر وفكرة حامات لبنانية..مَن يتورّط في الحرب فسيكون أول الخاسرين والعسكر لا ينحاز إلى أي فريق
فان المؤسسة العسكرية اتخذت سلسلة تدابير(بعد إشكال عين الرمانة) يشرحها المرجع العسكري البارز بالقول: '... نعرف ان الجرح كان كبيرا في عين الرمانة، لكنّ هناك اطرافاً محليين عملوا على تهييج الوضع طائفياً، وكان لا بد من احكام الطوق الامني في المنطقتين خشية ان يستغل أي طرف الوضع لاشعال المنطقة. اعترف بأننا خلال الانتشار قسونا على بعض الناس من اجل ضبط الوضع ومنع تفاقمه، بعدما حاول البعض الافادة لتضخيم ما حصل. ولولا ما فعلناه لكان الفلتان عم المنطقة وادخلناها في اتون من نار، وتحولت مجددا خطوط تماس. ما حدث كان عمل مجموعة من الزعران، وجرح عائلة ابو ماضي كبير، الا اننا فوتنا فرصة الارتداد الطائفي للحادث. لقد اوقفنا بعض الناس في عين الرمانة الذين هاجموا الاليات العسكرية بالحجارة وافرجنا عنهم بعد ساعات، لاننا اردنا استيعاب الوضع ومنع تفاقمه واستغلال البعض له. انا افهم لوعة الاهل، الا اننا عالجنا الوضع سريعا والقينا القبض فورا على مجموعة من المتورطين، وعملت مديرية المخابرات لاحقا على القبض على المطلوبين الاساسيين الاثنين المتهمين بالقتل'. ويؤكد ان الجيش 'ثبت حاليا مجموعة من قواه العسكرية ونشرها على الخط الفاصل بين عين الرمانة والشياح، وكذلك مد الانتشار الى كفرشيما - الحدت، واجرى توزيعا للجنود واستحدث نقاطا ثابتة واخرى كقوى احتياط جاهزة للتدخل السريع، اضافة الى انه يسير دوريات في صورة مستمرة ودائمة في البقع التي يرى انها حساسة من اجل منع أي طرف من الاصطياد في الماء العكر'...البقعة الامنية الثانية التي يركز الجيش عليها حاليا هي طرابلس. ويقول المرجع العسكري البارز 'أنا مقتنع بأن الطرفين في باب التبانة وبعل محسن لا يريدان أي مشكلة. لكن هناك طرفاً ثالثاً، اما أن يكون متضرراً من القمة التي عقدت في دمشق، وإما انه لاسباب بحت داخلية هو الذي يفتعل المشاكل. وهذا الطرف الذي اقفلت عنه حنفيات المال يريد القول 'نحن هنا ولا تقدرون على الاستغناء عنا'. وهو الذي يفتعل الحوادث، ولا ينبغي الاستهانة به لان عناصره منظّمة. لكن الجيش تحرك سريعا واتخذ تدابير عملانية ووقائية عسكرية ومخابراتية. الامور في طرابلس تحت السيطرة ولو حدثت بعض التوترات من حين الى آخر. ولكن الجيش لم يترك ولن يترك الوضع. نحن في الوسط ولسنا مع أي طرف ولا مع أي فريق'.وعن اتهام رفعت علي عيد المخابرات المصرية بالاضطلاع بدور المحرض في حوادث طرابلس، يجيب: 'لبنان ويا للاسف ساحة كبيرة للاستخبارات، وكل فريق لديه علاقات مع قوى خارجية. نحن لا ننفي ولا نؤكد ما قاله احد الاطراف، ولا نعرف اذا كان هؤلاء موجودين أو لا'. منذ حادثة خربة سلم وصولاً الى طيرفلسيه ثم الجهازين الذين فجرتهما اسرائيل، تتابعت الحوادث جنوبا، فما هو موقف الجيش؟ وما هي المعلومات التقنية حولها؟ يجيب: 'ما رأيناه في خربة سلم فعليا كان مخزنا. لكن ما نعتقده انه كان مخزنا لتجميع القذائف من المناطق. ووجدنا قذائف قديمة ومنها ما يحمل عبارات عبرية، وهي قذائف لا احد في لبنان يملك لها دبابات او أي آليات، لا الجيش ولا المقاومة. وتقرير الجيش و'اليونيفيل' كان مشتركاً، والنتيجة واحدة. ونحن لا نعرف ما كان الهدف من هذا المخزن. اما بالنسبة الى طيرفلسيه، فنحن وصلنا و'اليونيفيل' بعد نحو ساعة ونصف ساعة، وما رأيناه عبارة عن كاراج محروق، واؤكد انه لم يكن مخزنا، ولم نعرف بعد نوعية ما انفجر فيه، لكن لا اثر للبارود مطلقاً'. بالنسبة الى جهازي التنصت، ومتى وضعا قبل حرب تموز او بعدها، يقول: 'هما جهازا تنصت وبث مع بطاريات، وحين اكُتشفا، فجرهما الاسرائيليون، ونعتقد انهما فجرا لاسلكياً بواسطة الطائرات التي تحلق في المنطقة. معلوماتنا التقنية حتى الان ان وضع البطاريات جيد، أي انها من دون تآكل او اهتراء او صدأ، مما يعني انها وضعت حديثاً، وبعد حرب تموز. وكذلك فان المنطقة التي وضع فيها الجهازان كانت منطقة اشتباكات خلال حرب تموز، ولم يتمكن احد من السيطرة عليها. واستنتاجنا حتى الساعة ان الجهازين وضعا بعد الحرب'...وهل يعتبر اطلاق النار تطورا نوعيا في عمل الجيش، يجيب: 'ابداً، هذا جزء من مهمتنا، الطائرات الاسرائيلية كانت تحلق بكل وقاحة وفق الجيش وتصوّر، وكرامة الجيش لا تسمح بان تدعها تمر من دون أي رد فعل، واذا تمكنا من النيل منها بالاسلحة التي نملكها فلن نقصر. حقنا ان ندافع عن كرامتنا وبلدنا. لقد اطلقنا النار من مضادات ارضية 23 ملم. وعلى كلّ، اعترضت 'اليونيفيل' فابلغناها انه اذا حلقت الطائرات مرة ثانية فسنقوم بالامر نفسه، وفعلا عادت الطائرات واطلقنا النار مجددا، مما حدا باسرائيل على ابلاغ القوة الدولية توقفها عن الطيران'. وعن اتهام بعض الافرقاء الجيش بأنه يقف الى جانب 'حزب الله' يجيب: 'المقاومة لبنانية، وانا لا استطيع ان اقف مكتوفاً لدى أي اعتداء اسرائيلي، بل سنقاتل الى جانب المقاومة واهلنا. ثمة واقع جنوبي، فهل اقف مع الاسرائيلي ضد ابن بلدي؟ حزب الله لم يعترض الجيش مرة خلال ادائه مهماته في الجنوب، ولا مرة اصطدمنا به. والمقاومة في الجنوب موجودة لان عناصرها من ابناء المنطقة، في خربة سلم او طير فلسيه او غيرهما، المقاومون ابناء المنطقة، وخلال حرب تموز لم يستقدم 'حزب الله' عناصر من خارج المنطقة، بل كان المقاتلون من ابنائها'..ربطا بالسلاح وبالعقيدة ما هي قصة قاعدة حامات؟ يؤكد المرجع الأبرز أن 'الفكرة انطلقت خلال اجتماع قيادي لاركان جيش العلميات، بعدما اضطر الجيش الى اخلاء مدرسة التعليم القائمة في برمانا التي تدرب المغاوير والقوات الخاصة والمجوقلة وتسليم الارض الى اصحابها، وهو ما أوجب البحث في ارض بديلة. وتبين ان ثمة قراراً سابقاً باستخدام ثكنة عرمان في طرابلس، لكن عرمان بعيدة، ونحن في حاجة الى مكان وسطي للتدريب الاولي ولتأهيل الوحدات في صورة دائمة، والاستعانة بها بطريقة فورية وسريعة اذا استدعت الحاجة، وهذا الامر لا يتوافر في عرمان. ففتشنا عن منطقة وسطية بديلة بين بيروت والشمال من اجل تأمين قدرة تحرك مباشرة وفورية، فتشنا بين الدامور والناعمة والبترون، وتبين لنا ان حامات هي الافضل، وتناسب ما نبتغيه للتدريب...سؤالان اخيران: لماذا يتّهم الجيش بانه مع المعارضة اكثر مما هو مع الاكثرية؟ يجيب المرجع العسكري الابرز: 'اتحدى أي طرف ان يقول لنا اين كنا مع هذا الطرف او ذاك. الجيش يقف على الحياد وهو ليس مع 8 او مع 14 آذار. الجيش مع الدولة وانا مع الدولة، ونحن نتابع المشاكل ومفتعليها من أي طرف كانوا، من مناصري 'حزب الله' او 'امل' او 'المستقبل'. واذا دقّقنا في السنة الاخيرة لوجدنا ان الموقوفين في بيروت من مناصري المعارضة اكثر بكثير من موقوفي الموالاة'.وختاماً، يقول عن جوزف صادر: 'لا معلومات لدينا عن الموضوع، وجوزف صادر ليس عندنا. لقد فتشنا عميقا في هذا الملف، ويا للاسف لم نجد شيئاً، ونتصل بكل القوى والفاعليات التي يمكن ان تكون لها علاقة بالملف. لم نتوصل بعد الى شيء نطمئن به العائلة'.
- 'النهار'
شارل سابا:
قراءة في مقالات محور 'أي مستقبل للإصطفافات السياسية في لبنان ؟'..الـمــشــترك بين الـمــتنــافـــريـــن
....تؤكد المساهمات( حول مستقبل الإصطفافات السياسية في لبنان) كافة، مباشرة أو تلميحاً، وجود تباين وعدم تكافؤ داخل كل من الاصطفافين(قوى8 و14 آذار). ويُذكر من هذا القبيل أن تيار المستقبل و'حزب الله' هما القوتان الرئيستان في إدارة الصراع وتسوياته وحلقتا الوصل الأساسيتان بصراعات المنطقة انطلاقاً من كونهما وكيلين 'شرعيين' عن الدولتين المتنافستين في قيادة 'العالم الإسلامي'. وتجدر هنا الإشارة إلى أن السفير السابق سيمون كرم تبحّر في شرح أبعاد هذا 'الصراع في الإسلام وعليه'، مشيراً ببعض الوقائع إلى أن 'حزب الله' وتيار المستقبل منخرطان في دوائر صنع قرار المحورين الإقليميين وليس فقط في صراعهما على الساحة اللبنانية.وفي موازاة ذلك، لفت أكثر من مشارك في المحور إلى الدور 'الثانوي' الذي تلعبه القوى المسيحية والزعامة الأكثرية الدرزية في وضع أسس الصراع بين الاصطفافين، الأمر الذي يوسع من مجال تحرّكها ومناورتها بالمقارنة مع 'حزب الله' وتيار المستقبل. هذا الهامش من المناورة هو من الاسباب التي مكّنت النائب وليد جنبلاط من تنفيذ تموضعه الاخير الذي اعتبره العديد من المساهمين اول تجليات الوضع الاقليمي الجديد في الاصطفافات اللبنانية....
- صحيفة 'صدى البلد'
انطوان غطاس صعب:
الجنوب ميزان الشرق الأوسط
... الــلافــت ان ولــيــامــز يــحــرص في مــواقــفــه عــلــى الــربــط بــيــن هشاشة الوضع الامني والتعثر في تشكيل حكومة الــوحــدة الــوطــنــيــة. وتشير مصادر معنية الى ان ما حصل في الجنوب وقبله كشف شبكات العدو التجسسية, وشبكة الباروك التي تم لفلفتها من دون توضيحات كافية ومقنعة من قبل المسؤولين, هي عوامل كافية لتفسير التهافت على هذه 'الوزارة المسمومة' كما سماها رئيس اللقاﺀ الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مفضلا عدم اسنادها الى وزير من كتلته, ليتبين ان القصة لا ترتبط بالعماد عون او الوزير جبران باسيل انما توجس حــزب الله من اعطائها الى فريق الاكثرية والتفريط بالمكتسبات الامنية التي يمكن ان تؤمنها للمقاومة. ويبدو ان اطرافا خارجية فهمت هذا الوضع, فسارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى اقتراح يقضي باسنادها الى رئيس الجمهورية لموقعه الحيادي. وعـــن الاعـــتـــداﺀات الاســرائــيــلــيــة المتكررة, ترى المصادر انها تأتي فـــي تــوقــيــت مــتــزامــن مـــع انــعــقــاد الجولة الثانية من مفاوضات الدول الست وايــران في فيينا, والغموض المحيط بــمــوقــف طــهــران لناحية التشدد او التساهل فــي موقفها مــن التخصيب. وحتى ذلــك الوقت فان طهران ستستخدم اوراقها في الــعــراق وفلسطين وبــالاخــص لبنان لان الجنوب يشكل المكان المناسب لادارة الــمــحــادثــات مــع الــغــرب على قاعدة المفكر السياسي ريمون ارون القائلة بــان الدبلوماسية والحرب تتماشيان جنبا الــى جنب. وهكذا فان الجنوب 'ميزان' الاحداث الشرق اوسطية وارض خصبة لاستقطاب المشاريع الاقليمية على ارضه عند نشوب الخلافات الايرانية – الدولية, الاميركية – السورية – الايرانية, او حتى الفلسطينية – الفلسطينية.
- صحيفة 'المستقبل'
أسعد حيدر:
مفاوضات فيينا تقنية تعزز بناء جسور الثقة بين واشنطن وطهران..حل النزاع الأميركي ـ الإيراني يفرض التهدئة على كل الساحات
... 'الحرب الناعمة' التي تهدف إلى إشغال النظام الإيراني بتفجيرات قومية وعرقية ومذهبية داخلية، توقفت لكنها لم تنته. العملية الإنتحارية التي سقط فيها عدة جنرالات من الحرس الثوري ـ أبرزهم الجنرال شوشتري، الذي يقود فرقة القدس، ويشرف على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، أي أنه يتولى العلاقة مع حزب الله وحركتي حماس والجهاد. إلى جانب ذلك فإن وقوع العملية في مقاطعة بلوشستان الإيرانية تحمل رسالة واضحة لطهران، بأن أي تدخل إيراني في أفغانستان في حال مواجهة مباشرة مع واشنطن، يعني إنزلاق إيران نحو حرب داخلية في إقليمها البلوشي، في إطار مشروع قديم وهو 'بلوشستان الكبرى' الإيرانية والباكستانية والأفغانية. الرد الإيراني على العملية الإنتحارية ضد قيادات الحرس الثوري تحديدا، قد لا يكون بعيدا. لكن كلما تقدمت المفاوضات ونجحت حول الملف النووي، كلما تدعمت جسور الثقة بين طهران وواشنطن. الهدوء على هذه الجبهة سيمتد حكماً إلى باقي الساحات، ولا شك أن لبنان هو المستفيد الكبير من الإتفاق....