- 'الأخبار'
الإسلام الثوري وأزمة الاستشراق الجديدة
سيف دعنا(أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدوليّة في جامعة ويسكونسن ــ بارك سايد):
... مثلاً، أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006، خاطب قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله الإسرائيليين (وأنا أعتقد أنه كان يخاطب وعي الجماهير العربية أساساً) بالقول لهم &laqascii117o;أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون: أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين... وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم، وحضارتهم، وثقافتهم... الخ). جملة واحدة حددت معنى الحرب وجعلت كل العرب، مسلمين ومسيحيين، قوميين وماركسيين، طرفاً فيها. طبعاً لم يشارك كل العرب في المعركة، ولكن الوطن العربي بعد الحرب هو غيره قبلها ووعي العرب بأنفسهم وبإسرائيل (كما هو وعي الإسرائيليين بأنفسهم وبالعرب) اختلف جدياً بعد الحرب. &laqascii117o;إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" يقول السيد نصر الله مقتبساً آية قرآنية، ثم تسمعها في أغنية، وقصيدة، وتراها على &laqascii117o;تي شيرت" وبوستر، وتصير وعياً وقناعة، وتصير حقيقة بفعل الخطاب الجديد (ماذا سيحصل لفكرة إسرائيل في الوعي العربي لو وضعت كل الدول العربية شعار &laqascii117o;أوهن من بيت العنكبوت" على طوابع البريد، أوراق وقطع النقد، مداخل الأحياء،.. الخ)....(للقراءة)
- 'النهار'
الردود على إلغاء الطائفية أظهرت الافتقار الى إستراتيجية ثانية..الموقف الدفاعي للمسيحيين لا يكفل لهم الضمانات للمستقبل
روزانا بومنصف:
..... قد اظهرت المصالحات الاقليمية مع الولايات المتحدة والحوار الايراني الاميركي جسامة ما يمكن ان تتسبب به بعض السياسات من اضرار لا يمكن تصحيحها بسهولة، خصوصا ان الطائفة المسيحية مثلا ليست بقوة دول ومصالحها للمقايضة عليها كما قد تفعل سوريا او ايران. وهذا يشكل شرحا لواقع الامور وهو ليس استدراجا للخارج لرعاية اوضاع الطوائف في لبنان، فيما يلح الحرصاء على لبنان من خارج لجعل لبننة الاهداف والتطلعات الهدف الاساسي الذي يحيّد لبنان عن الصراعات الاقليمية على غرار الاعتقاد السائد في شأن 'حزب الله'. وفي حين دار الجدل 'البيزنطي '، في الايام الاخيرة حول ابقاء المقاومة خيارا محتملا من ضمن البيان الوزاري للحكومة، فان السؤال القلق حول لبنان لا يتصل بما اذا كان الحزب سيستخدم هذا السلاح من اجل تحرير مزارع شبعا بقدر ما يتعلق بفاعليته والقلق منه اذا وجهت اسرائيل ضربة عسكرية الى ايران، وما سيعاني لبنان من تبعات ذلك بحيث يكون مجددا ساحة لحرب الاخرين وليس لمصلحته هو. ووفقا للمراقبين انفسهم، فان ما اقترحه بري، وان لم يكن جديدا في مضمونه او في كونه قد لا يتخطى واقع المناورة السياسية لاهداف محددة او حتى لاهداف بعيدة، مرتبط بالظروف السياسية التي قد تختلف بحيث تجد اقتراحات مماثلة صدى لاعتبارات لا يمكن التنبؤ بها منذ الآن علما ان اقتراح بري فاجأ كثرا ليس من حيث توقيته فحسب بل من حيث مبدأ الطرح في ذاته، فيما يردد مسؤولون مسلمون امام رؤساء البعثات الديبلوماسية ان المسيحيين هم ملح لبنان ولا يمكن ان يبقى هو نفسه من دونهم، وتاليا لا يفهم المبرر لتخويفهم واثارة نقزتهم مجددا من تحالفاتهم السياسية، وان يكن هؤلاء ادرجوا ما اقترحه بري في اطار الرد على الجدل حول سلاح 'حزب الله' وعدم رغبة المسيحيين عبر رأس كنيستهم وزعماء سياسيين في توفير الغطاء الذي يحتاج اليه في الداخل، في وقت يضعف هذا الموقف حلفاء الحزب المسيحيين وفق ما ظهر في الانتخابات النيابية، وتراجع هؤلاء الحلفاء مسيحيا ثم على مستوى الجامعات والنقابات لاسباب من بينها طبيعة التحالفات السياسية التي حصلت بين 2005 و2009....
- 'النهار'
زمن 'الأخ الأكبر'
راشد فايد:
... ودائماً، للتذكير بأن '14 آذار' قضية وطن، وليست ورقة يساوم عليها السياسيون. وهي إن لم يحمل جمهورها السلاح للدفاع عنها، فإنه لن يسقط الديموقراطية كحق له في حمايتها وما نادت به. وهي في 2005 سبقت قياداتها ولم تلحق بهم. ولن تفعل اليوم ما لم تفعله بالأمس.
- 'السفير'
بري يشعر بالمرارة ولكنه ليس محبطاً .. معركة إلغاء الطائفية السياسية: &laqascii117o;التكفير" في مواجهة &laqascii117o;التفكير"
عماد مرمل:
... يؤكد المقربون من بري ان الحملة التي شُنت عليه لم تسبب له الإحباط وإن تكن قد ولّدت لديه شعورا بالمرارة، وبالتالي فهو مصمم على المضي قدما في طرحه لان شعار إلغاء الطائفية السياسية ليس من ممتلكاته الشخصية، بل انه التزام دستوري، من واجبه ان يفي به، انطلاقا من موقعه في رئاسة المجلس النيابي، وإذا كان هناك من تعديل سيطرأ، فهو سيطال التكتيك ولن يشمل الاستراتيجية. ويشير هؤلاء الى ان الهجوم العنيف الذي طال الدعوة الى تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية إنما كشف عن الكثير من المستور، وساهم في تعرية النوايا المضمرة للقوى الداخلية التي اعتادت على تنظيم قصائد الهجاء في النظام الطائفي، وكاد يصدقها اللبنانيون، قبل ان يتبين انها لا تحتمل في حقيقة الأمر مجرد فكرة البحث في كيفية التخلص منه...
- 'الأخبار'
جبهة العمل الإسلامي: تركة فتحي يكن الثقيلة
إيلي حنا:
...رئيس مجلس القيادة في حركة التوحيد الإسلامي، هاشم منقارة، كتب منذ أشهر كلاماً واضحاً في نشرة الجبهة مفاده أن الجبهة مطالبة بقراءة نقدية واضحة وصريحة، أولاً لبنيتها الداخلية وارتباط قواها بعضها ببعض، وثانياً لتحالفاتها في إطار قوى المعارضة... يسوق الشيخ كلاماً عن &laqascii117o;مرحلة دعم فيها حزب الله وجود تنظيم سنّي معارض لتيار المستقبل، لكن اليوم مع حكومة الوحدة وعدم تماسك الجبهة بغياب مؤسسها، بقي إطار الجبهة اسماً لا أكثر"....
- 'النهار'
البيان الوزاري كنص طويل: يمكن تلافي الهدر الكلامي
جهاد الزين:
..لا أتحدث هنا عن مضمون المواقف السياسية، فهذه الحكومة هي حصيلة وفاقية سعودية – سورية حاظية برضى أميركي وايراني وتأتي لتكون ثاني حكومة وفاقية ما بعد 'مؤتمر الدوحة' الذي أنتج اتفاقا يمنع الحرب الاهلية بين اللبنانيين، وتحديدا هذه المرة بين الاجهزة المسيطرة على الطائفتين السنية والشيعية.على هذا المستوى، وفاقية الحكومية، أيا يكن موضوعها السياسي الأمني، هي فوق النقاش... لولا الضجة الاعلامية المفهومة التي قادها بعض 'مسيحيي 14 آذار' وكان طبيعيا أن يقودوها كمبرر لا غنى لهم عنه لمنع ظهورهم بشكل كامل في موقع 'منسي' في السياسة اللبنانية بعد التوافق الاقليمي – الدولي على التعايش في لبنان وليس في كل المنطقة بين المحورين العربيين – الاسلاميين الرئيسيين!عدا ذلك... ولا نريد – جوهريا – من السياسة اللبنانية اليوم غير منع الحرب الاهلية، كان بامكان رئيس الوزراء الجديد ان يسجل في مرحلته الجديدة اختلافا شكليا ذا معنى: صدور بيان وزاري مقتضب، كان يمكن ان يكون بنسبة نصف البيان الحالي على الاقل دون أن يضيع موقف واحد من المواقف التي يعتبرها ضرورية فيه (.. وكبيان منع حرب أهلية يكفينا منه البند 6 فقط كبند ضامن للسلم الأهلي حتى لو صدر وحده!)....
- 'صدى البلد'
غادة حلاوي:
الطرح الـ 'نبيه' ومصالحهم الضيّقة
... للأسف فان كل ما قيل ردا على اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يكن على مستوى المسؤولية، ان من ناحية ان رئيس المجلس تحدث عن تطبيق بند من بنود اتفاق الطائف او لناحية استحالة ربط تشكيل هيئة الغاﺀ الطائفية السياسية بغيرها من بنود الطائف، علما ان تشكيل هذه الهيئة يكون ممكنا اذا ما توافرت الارادة السياسية لذلك، فضلا عن ان هدف هذه الهيئة ووظيفتها يمكن ان يكونا تحضير الارضية المناسبة لمثل هذه الخطوة الوطنية. واذا اعتبر البعض ان شرط تطبيق هذا البند من الطائف هو الغاﺀ الاحزاب الطائفية في لبنان فان في هذا القول ادانة لقائله لان كل احزابنا في لبنان طائفية ومذهبية والمحاصصة في الوظائف والمراكز العامة وقبلها في الوزارات والمقاعد النيابية كلها خاضعة لاعتبارات سياسية وطائفية ضيقة. ولا تفسير للقيامة التي قامت سوى ان المطلوب استمرار السيئ على سوئه....
- 'المستقبل'
نجاد المتشدّد يرفع سقف مطالب إيران ليتفاوض مع واشنطن انطلاقاً من شرعية التخصيب بنسبة 3,5..العرب بين مأزقَي القوة النووية الإيرانية وخطر الحرب
أسعد حيدر:
هل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد 'مجنون' حتى يرمي بلاده في قلب 'إعصار النار' الذي تقف على حافته؟ وإذا كان نجاد فعلاً 'مجنونا'، فماذا عن العقلاء في إيران وهم كثر في مواقع القرار، ألا يمكنهم الوقوف في وجهه ومنعه من هذا 'الجنون' القاتل، خصوصاً أنّ مصير إيران والإيرانيين في أساس هذه اللعبة؟يمكن إضفاء كل النعوت على أحمدي نجاد، من المتطرف إلى المتشدّد إلى الانقلابي المهدوي، لكن بالتأكيد ليس مجنوناً. نجاد جزء مهم من 'آلة' مصاغة بدقة على قياس إيران. المرشد آية الله علي خامنئي ركب 'سفينة' التجديد لنجاد رغم كل المحاذير والمخاطر التي كانت تحيط بالعملية، لأنه اعتقد منذ البداية أنّ طريقة نجاد في إدارة الملف النووي والتعامل مع الغرب قد نجحت، وأنه ما زال قادراً على النجاح في 'المرحلة الاوبامية'، رغم التغيير الذي حصل في الإدارة الأميركية الجديدة....
- 'السفير'
كيف نظر رجال الاستقلال الأوائل إلى الأمر في ظل تمسكهم بالعيش المشترك؟..إلغاء الطائفية السياسية يهدد أمجاد &laqascii117o;ملوك الطوائف" ولا يمس بحقوق الطائفة
أحمد الزين:
...إن الشراسة في الهجوم على مبادرة رئيس المجلس نبيه بري لتشكيل الهيئة الوطنية لا يستند إلى أي أساس أو خوف مبرر خصوصاً بالنسبة للطوائف عندما تستكمل انعكاسات إلغاء الطائفية السياسية إن على صعيد قانون الانتخاب، وإن على صعيد مجلس الشيوخ، ولكن في السياسة كما في كل الأمور لا يمكن التسليم بمقولة &laqascii117o;الفن للفن" فلماذا مثل هذه الهجمة إذاً؟. إلى ان يثبت العكس لا يمكن تفسير ذلك إلا بوجود طاقم سياسي وتوابعه يدينون بما وصلوا إليه من نفوذ وتأثير لتأجيج الغرائز الطائفية فبنوا مجدهم بفضل انعكاسات ذلك التأجيج. وما ساعدهم في ذلك إلى حدود التكافل والتضامن معهم النصوص التي جمدها الحكم الذي توالى منذ ما بعد مبادرة رئيس الحكومة رياض الصلح سنة 1947، التي جاءت لتؤكد ان مقولة إلغاء الطائفية من النفوس أولاً ساقطة، فالطائفية تدافع عن ذاتها وتتركز أفقياً وعمودياً في ظل &laqascii117o;انقراض" الرجال الرجال، مما يجعل أي مس بالنصوص المتعلقة بها مستحيلاً. كما ان معادلة المساواة بين إلغاء الطائفية من النفوس والنصوص أيضاً صعبة، وفي ظل هذا وذاك يصبح البدء بإلغاء النصوص هو المخرج &laqascii117o;فهل جاء اليوم دور الرجال الرجال يا ترى أم ان عددهم سيقتصر على فرد واحد؟.
- 'السفير'
نكسة التجربة السويسرية
ساطع نور الدين:
ليست المئذنة بمثابة حربة، على ما وصفها يوماً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، برغم أن الهندسة العثمانية للمساجد المنتشرة في معظم أنحاء العالمين العربي والإسلامي، ترفعها في السماء مثل رمح مستدق، أو حتى مثل صاروخ عابر للقارات والديانات والثقافات. وليس الأذان هو النداء الأبرز الى الإسلام والمسلمين، برغم أنه الأول والأقدم .. والأكثر إثارة للجدل وحتى الخلاف في أكثر من مكان وزمان. فجأة ومن دون سابق إنذار، قررت سويسرا أن تنضم الى هذا الجدل وأن ترتقي به الى مستوى التعديل الدستوري الذي يطلبه الشعب السويسري بغالبيته الساحقة، في استفتاء عام يستكمل التقليد الشائع لدى السويسريين أكثر من أي شعب آخر في العالم، باللجوء الى الاستفتاءات عندما يصطدمون بأي معضلة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ويحظر بناء المزيد من المآذن على الأراضي السويسرية، وبالتالي الحد من الأذان الذي يطلقه المسلمون السويسريون الذين يمثلون نحو ستة في المئة من مجموع السكان البالغ سبعة ملايين ونصف مليون نسمة. هو سبب إضافي للتوتر وربما الاضطراب بين العالم الإسلامي والغرب المسيحي، يأتي من مكان غير متوقع أبدا، ليضع الجانبين تحت رحمة متشددين ومتطرفين يرون في المئذنة تحدياً وفي الأذان تهديداً، ويعتبرون أن انتشار الإسلام في أوروبا فتح جديد أو غزو متأخر، يتخفى بقناع ديني، ليستكمل حروباً وصراعات سياسية تدور على أكثر من جبهة إسلامية، أو لينقل تلك الحروب الى جبهات خلفية جديدة. نتيجة الاستفتاء السويسري المفاجئة كشفت عن عمق الخوف من الإسلام لدى ما يقارب ثلثي السويسريين، الذين ما إن أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم الحقيقي حتى كذبوا استطلاعات الرأي السابقة التي كانت ترجح أن يقتصر تأييد الحظر على نحو 35 بالمئة من الناخبين، ورفضوا نداءات حكومتهم وسياسييهم المعتدلين والمنفتحين، وقرروا الإنصات الى تحذيرات &laqascii117o;حزب الشعب" اليميني المتطرف من مغبة ارتفاع المزيد من &laqascii117o;الصواريخ" الإسلامية في سماء سويسرا ومن مغبة تردد المزيد من أصوات المؤذنين في المدن والقرى السويسرية.. حيث هناك حوالى 110 مساجد، أربعة منها فقط ترفع الأذان، أما البقية فإنها تخضع للتقاليد أو تلتزم بأوامر المجالس المحلية وتكتفي برفع الأذان داخل المسجد فقط، كما هي الحال في معظم البلدان الأوروبية. الأرجح أن القرار السويسري الجديد لن يثير احتجاجات شبيهة بتلك التي أثارتها الرسوم الدنماركية قبل أعوام، ولن يستدرج فتاوى إسلامية ضد حزب الشعب أو قادته، لكنه يضع سويسرا في مواجهة غير مبررة وغير مفهومة مع العالم الإسلامي الذي يتوزع بين السير خلف الإرهاب المعروف وبين الحذر من كل ما هو غربي وبين النظر الى بلد الحياد والتعددية باعتباره نموذجا فذا يطمح مسلمون كثيرون الى استلهامه في بلدانهم المضطربة.. كما يضعها في صدام مع مسلميها الذين يعبرون عن رغبة في الاندماج بالمجتمع السويسري، تفوق رغبة بقية المسلمين الأوروبيين، الذين خرج منهم إرهابيون أكثر مما خرج من ديار الإسلام. هي نكسة للتجربة السويسرية الفريدة التي استفاد منها المسلمون على اختلاف اتجاهاتهم.