قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 12/1/2010

- 'الأنوار'
الشائعة التي تغزو لبنان : الحرب ... هل ستقع؟
رؤوف شحوري:

الاشاعة أسرع من الخبر. وسرها في انتشارها دفعة واحدة وفي الوقت نفسه على امتداد الوطن دون معرفة مصدرها بالتحديد. والشائعة التي تغزو المجتمع اللبناني حالياً والمتداولة في البيوت والمكاتب وأماكن العمل وسيارات النقل وفي كل مكان تقريباً، تتلخص بكلمة واحدة: الحرب! وكلما التقى اثنان كان ثالثهما هذا السؤال: (هل ستشن اسرائيل حرباً جديدة على لبنان?).

وقوة الشائعة هذه المرة هي في أن مَن يطرح السؤال ومَن يسمعه مقتنعان ضمناً بحتمية وقوع هذه الحرب، دون معرفة سر هذا الاقتناع! وكل واحد يبحث عن القرائن من وحي الوقائع المحيطة به، وما يتم تداوله في أجهزة الاعلام، لترسيخ هذا الاقتناع، وليس لنفيه! وهذه الشائعة مختلفة هذه المرة من حيث القوة والانتشار. وللاجابة عن هذا السؤال لا بد أولاً من معرفة بعض الحقائق الأولية...الحقيقة الأولى هي أن اسرائيل لم تتغير من حيث طبيعتها العدوانية، وهي تزداد قوة من حيث التسلح والدعم الأميركي المفتوح لها على كل صعيد.

وما ساعد على تنامي نزعتها العدوانية انتصاراتها السهلة في حروبها النظامية ضد الجيوش العربية، وتكريسها بانتصارات سياسية عبر معاهدات الصلح... ولكن ما تغيَّر هو (العدو) الذي تواجهه في الموجة الجديدة من حروبها ولم تكن تحسب له حساباً. وحرب تموز 2006 على لبنان كانت نتيجة خطأ في الحسابات الاسرائيلية.

وكانت القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل تعتقد أن نمط المقاومة الذي تواجهه في لبنان لا يختلف عن نمط المقاومة الفلسطينية التي واجهتها سابقاً و(انتصرت) عليها بالحرب والسياسة. واسرائيل مقتنعة اليوم بأنها تواجه (عدواً) من نمط لم تألفه من قبل، وتتطلب مواجهته وإلحاق الهزيمة به حلولاً لم تتوصل اليها بعد. وكان أمين عام (حزب الله) قال يوماً إنه لو كان يعرف بأن خطف الجنود الاسرائيليين سيقود الى الحرب لما سمح بهذه العملية... وما لم تقله اسرائيل علناً حتى الآن، انها لو كانت تعرف بأنها ستواجه ما واجهته في حرب تموز 2006، لما أقدمت على شن تلك الحرب!. الحقيقة الثانية، هي أن الشروط المسبقة التي تضعها اسرائيل لشنّ أية حرب تتلخص بالنقاط الآتية:
- أن تكون حرباً خاطفة وتتم في زمن قصير، وأن تدور على أرض (العدو) وليس على أرضها. وأن تنزل بهذا العدو أضراراً فادحة يتعذر عليه الخروج منها الا بعد وقت طويل. وأن لا تتحمل اسرائيل الا الحد الأدنى من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
- أن يتوافر الظرف الملائم لشنّ هذه الحرب، إما من حيث قيامها بضربة غادرة تفاجئ هذا (العدو) وتقضي على قوته العسكرية بالضربة الأولى، وإما أن تتمكن بالضغوط السياسية من تجريده من سلاحه أولاً قبل شن الحرب عليه.
- ومن شروط اسرائيل لشنّ أية حرب جديدة، التمهيد لها بافتعال الفتن في المجتمع المعادي، والا يكون في حالة استقرار سياسي وأمني. والوضع المثالي هو أن يكون في حالة احتراب داخلي تنهكه في الداخل قبل شن الحرب والقضاء عليه.
كل هذه الشروط غير متوافرة حالياً بالمطلق لقيام اسرائيل بشن حرب على لبنان لأن كل الشروط الاسرائيلية المسبقة غير متوافرة حالياً... وليس هناك ما يضمن لاسرائيل أن حربها الجديدة على لبنان ستكون (خاطفة)، أو أن هذه الحرب ستدور على الأرض اللبنانية فقط في الحرب البرية وليس في الجليل ومدنه ومستوطناته وفي أنحاء أخرى من فلسطين أيضاً. وفي الحسابات الاسرائيلية أن الخسائر في الأرواح والممتلكات لن تكون راجحة كثيراً لمصلحة اسرائيل في أية حرب جديدة، وأن معادلة التدمير ستكون بمدن في مقابل مدن، وبنى تحتية في مقابل بنى تحتية، ومنشآت عسكرية في مقابل منشآت عسكرية، وعاصمة في مقابل عاصمة، وهكذا... ولم تجد اسرائيل حلاً بعد لهذه المعادلة. ثم ان الضربة المفاجئة والغادرة قد تكون متوافرة ضد الطيران المعادي في الحرب النظامية، وهو أمر غير متوافر في أية حرب ضد لبنان. ثم ان كل المحاولات قد فشلت حتى الآن لنزع سلاح هذا (العدو). أما الشرط الأخير المتعلق بأن يكون المجتمع المعادي في حالة عدم استقرار قبل شن الحرب عليه، فإن عكسه هو ما ينطبق على لبنان حالياً، من حيث قيام حكومة وحدة وطنية، واتساع نطاق المصالحات السياسية بين قواه الفاعلة وغير ذلك. باختصار، لا حرب اسرائيلية على لبنان في المدى المنظور. أما (العدو) الذي تتوافر فيه نسبة كبيرة من الشروط الاسرائيلية فهو قطاع غزة، والحرب على القطاع قد تقع للاجهاز عليه بعد فترة من انجاز الجدار الفولاذي المصري على الحدود المشتركة هناك!.


- 'صدى البلد'
قاموس لبناني فريد
عباس المعلم:

.... قد تكون المقاومة أخطأت عندما طرحت موضوع سلاحها للحوار لأنها كانت تعتقد أنها ستحاور أفرقاء على قاعدة حماية الوطن وتحصين الوحدة الوطنية، وواقع الحال هو أن هناك أفرقاء يريدون حواراً لنزع السلاح وإلغاء كلمة مقاومة بكل مفرداتها ، فهؤلاء لا يعترفون بالمقاومة ولا بشهدائها ولا بانجازاتها ، فلا عجب أن تحفظ بعض الوزراء على بند المقاومة في البيان الوزاري ، ولا عجب أن تحدثت الصحف الإسرائيلية عن وسائل سياسية لنزع سلاح المقاومة وهو الكلام نفسه لنائب في البرلمان اللبناني، وليس مستغرباً أن تستضيف وسائل الإعلام الإسرائيلية في المستقبل بعض الشخصيات اللبنانية لتقديم التحليل السياسي في النشرات الإخبارية خصوصاً في ما خص حزب الله وسلاحه.


- 'السفير'
مسيحيو 14 آذار يفقدون التوازن... بفارق كبير من النقاط .. جنبلاط لا يرغب باستبدال &laqascii117o;خطوط التماس"... لكنه &laqascii117o;يؤهّل" مساره
خضر طالب:

.... وبحساب سريع يتبين أن ما تحقق حتى الآن على مستوى المصالحات الوطنية، كنتيجة للمصالحة السعودية ـ السورية، جاء كله على حساب مسيحيي 14 آذار وموقعهم ودورهم وتأثيرهم، ولصالح جميع خصومهم، وعلى الأخص منهم التيار الوطني الحرّ الذي بدأ يقطف متأخراً ثمار خياراته السياسية التي اعتصم بها و&laqascii117o;عضّ عليها بالنواجذ" عندما بدت في لحظة ما ضعيفة وغير قادرة على الصمود... ماذا يملك مسيحيو 14 آذار من خيارات بعد أن انفضّ الحلفاء تباعاً، طوعاً أو بحكم الواقعية، وبات تحالف 14 آذار قاب قوسين أو أدنى من خيارات حاسمة تحدد مصيره؟ لا يرغب الرئيس الحريري بالتخلي عن هؤلاء الحلفاء، لكنه لا يستطيع أن يستمر في خياراتهم. ولا يريد وليد جنبلاط استبدال خصوماته وتحالفاته، لكنه غير قادر على مواكبة طموحات حلفائه &laqascii117o;الطارئين". يبحث أعضاء الفريق المسيحي في 14 آذار عن مخرج لأزمتهم التي تعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل عام 2005 عندما اجتمعوا في قرنة شهوان لإصدار بيانات دورية تترجم نداءات بكركي، وتخفف عنها أثقال المواجهة السياسية، لكنهم عاجزون عن مغادرة خطابهم السياسي الذي ساهم في حصولهم على مساحة وافية من الضوء. يحاول حزب الكتائب السير على حافة الهاوية باحثاً عن توازن في الخيار السياسي الذي لا يقطع الطريق مع الماضي ولا يدخله الطريق الذي سبقه إليه كثير من حلفائه، لكنه يبدو أقرب إلى السقوط منه إلى البقاء على طرف الجرف. لا تستطيع القوات اللبنانية التخلّي عن شعاراتها ومواقفها وخياراتها لأنها تكون قد استسلمت بالكامل لخيارات التيار الوطني الحر، وبالتالي يكون رئيسها الدكتور سمير جعجع قد أسلم القيادة إلى الخصم &laqascii117o;بالفطرة" العماد ميشال عون ومعه &laqascii117o;العدو" اللدود سليمان فرنجية، فضلاً عن خصوم آخرين بالجملة والمفرّق لم يعرف يوماً كيف يصوغ معهم خطوط التواصل تحسباً لاحتمال اللقاء. هي خسارة بالنقاط حتى الآن لمسيحيي 14 آذار، لكن بفارق كبير، تسبب بفقدان التوازن، وبحصر الخيارات المتاحة بين ثلاثة أيسرها الانسحاب وأوسطها الاستسلام وآخرها السقوط بالضربة القاضية...


- 'السفير'
معلومات عن ضم وفرز عشوائي ورشى..المسح العقاري في منطقة بنت جبيل: اعتداءات على الملكيات الخاصة والعامة
علي الصغير:

بدأت الدوائر العقارية في الجنوب منذ حوالى سنة عمليات المسح العقاري في عدد من قرى وبلدات قضاء بنت جبيل التي لم تكن قد وصلتها هذه النعمة بعد، خاصة في القرى المحررة، أو تلك التي كانت محاذية للشريط الحدودي السابق. قبل ذلك، كانت عمليات التحديد العقاري في تلك القرى ما تزال تخضع لما يعرف بمعاملة &laqascii117o;العلم والخبر" التي تتم عبر افادة مختار مع موافقة الجيران على الخريطة المرفقة مع ما كان يرافق هذه العملية البدائية من مشاكل ونزاعات بين الجيران من جهة، والورثة من جهة اخرى. كان يفترض بمشروع المسح القعاري أن يحل جملة من المشاكل التي كانت تدفع بالخلافات والخصومات أحيانا إلى حد ارتكاب الجرائم، إلا أن الواقع الحالي، أتى مخالفا للاماني في ظل ما يتردد ومعظمه في حكم المؤكد، عن &laqascii117o;تمريقات" من هنا، وتعديات على المشاعات من هناك، بالإضافة إلى قيام عدد من المساحين بطلب مبالغ مالية من اصحاب العقارات لقاء القيام بهذه المهمة التي اوكلته إليهم الدولة....


- 'السفير'
رسالة إلى الشيخ طنطاوي
ممدوح رحمون(عضو مجلس الإدارة في مؤسسة القدس الدولية):

تابعنا تصريحاتك منذ أكثر من عام، عندما تصافحت بحرارة مع كبير مجرمي الحرب ـ شمعون بيريز. يومها ادعيت أنك لم تتعرف عليه لضعف في البصر. وصدّقك البعض، ولم يصدّقك الآخرون، وأنا واحد منهم.
أما اليوم وقد سمعنا تصريحك، وباسم المجلس التشريعي للأزهر الشريف أيضا ـ وبكل أسف ـ بقولكم، إن من يهاجم إقامة الجدار الفولاذي بين مصر وغزة، فإنه مجرم بحق مصر، لأن هذا الجدار، هو للدفاع عن الحدود المصرية وأمنها القومي... وتجاه من؟ تجاه الجيوش الفلسطينية الجرارة، التي ستقتحم الحدود المصرية الآمنة منذ أيام السادات، وحتى يومنا هذا؟ لقد فاتك أن غزة منذ حرب 1948 وقيام الكيان الصهيوني على أرضنا في فلسطين، كانت تدار من قبل الحاج أمين الحسيني، ورئيس وزرائه أحمد حلمي باشا، ولأشهر معدودات فقط، ثم بقيت منذ ذلك التاريخ تحت سيطرة الضباط المصريين وفي عهدة مصر، فكيف سيتحلل النظام المصري الآن من هذا القطاع؟ لن أدخل في التفاصيل السياسية، بوضعها الراهن في مصر، ولكنني سأتكلم معك ومع رفاقك من الناحية الإنسانية، فكيف تقبلون أن يجوع أهل غزة بنسائها وأطفالها وشيوخها، وتمنعون عنهم الغذاء والماء والدواء، والشرفاء من أهل الأرض يتسابقون لحملها إليهم ـ ومنهم اليهود المؤمنون ـ وأنتم تردونهم على أعقابهم؟ بتهمة تهريب المخدرات الى مصر، الخالية منها قبلهم؟... فإذا كانت السلطة المصرية لا تستطيع القيام بواجبها، فتتهمون بذلك أهل رفح، ونحن لا ندري هل هي رفح الفلسطينية أم رفح المصرية!... لقد شرّعتم فتح الخنادق، وإغراقها بالمياه، ولم يلفت انتباهكم للخنادق التي تشق تحت المسجد الأقصى المبارك! منطق غريب وعجيب، ألا ساء ما تفعلون... ثم علينا أن نسأل، ألست مسلماً تؤمن بالله ورسوله، فإن كنت كذلك فاستمع إلى ما قام به رسولنا العربي الكريم محمد بن عبد الله: &laqascii117o;في إحدى حملاته على بلدة يهودية كانت قد آذته أيما إيذاء، ذهب لقتالهم فتحصنوا في موقعهم جيدا، فما كان من أحد مقاتليه إلا أن جاء إليه قائلا: يا رسول الله، هل ترى هذه الساقية التي تغذي البلدة بالماء، فهل نقطعها عنهم أم نسممها؟ فانتفض النبي عليه السلام قائلا: إن هذه المياه تسقي الأطفال والنساء والمرضى، فإن أنهيكم عن ذلك نهياً قاطعاً، فالمقاتل الشريف يقاتل بسيفه ورمحه لا بلقمة العيش وشربة الماء". كان ذلك مع اليهود، فهذا هو نبيّنا وقائدنا، وهذه أخلاقه، فهل سمعت بذلك، أم تغاضيت عنه؟ حضرة الشيخ الكبير، أنت تمثل الأزهر الشريف، وليس هناك من مانع من أن تقتدي بزميلك الدمشقي، الشيخ محمد شكري الاسطواني، وتمد رجلك، ولو مرة واحدة، بدلا من أن تمد يدك، فبذلك يصلح الحكم وتصلح الحكومة، وتنقذها من جهل الجاهلين. فهذا أكرم لك وللسلطة التي تمثلها أمام الله وأمام الناس، فأنت مسؤول أمام الله أولا وآخرا، فعامل بالتي هي أحسن. فالفلسطينيون أهلنا وعشيرتنا ولن نتخلى عنهم مهما غدر الزمان بهم وبنا والعاقبة لنا أولا وآخرا، وسترى بأم عينيك هزيمة العدو على أيدينا عاجلاً أم آجلاً. ولا تنس دماء الشرفاء من العسكريين المصريين الذين كانوا رفاقنا في القتال عام 1948 وعلى بطاح القدس وفلسطين... ولقد خرج من بين هؤلاء الأبطال أكبر زعيم للأمة العربية هو الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر. فكن معنا حتى لا ينطبق عليك قول الشاعر العربي الكبير بدوي الجبل حيث قال: سألوا عنك في المحنة الكبرى فكان الجواب صمتاً عميقا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد