- 'صدى البلد'
في تأكيد خطر حزب الله على لبنان..؟!
عباس المعلم:
المخاوف اللبنانية من التهديدات الاسرائيلية ليس لها ما يبررها، فاسرائيل صديقتنا واذاكان هناك من تهديد للبنان فلن يأتي الا من مغامرة عسكرية قد يقوم بها 'حزب الله'، حسنا فعل وقال وزير خارجية فرنسا صديقة لبنان؟ ! السيد برنار كوشنير، لكنه لم يفلح كما العادة بشرح هذه النظرية المعجزة التي لم يحل لغزهااكبر عباقرة وجهابزة السياسة والتحليل السياسي والبعد الدبلوماسي في العالم، لان السيد كوشنير لا يحب 'الكلام الكثير والمستفيض'؟ ! او القروشة على الطريقة اللبنانية، بل هومؤمن بنظرية اللبيب من الاشارة يفهم، والحمدلله ان في لبنان كما في الوطن العربي لا يزال لدى البعض قدرة على فهم الغاز واحجية رجال الدبلوماسية الغربية الراقية المبنية كما يقال عنها على المبادئ والشرعية والاستقرار العالمي.
لذلك من الواجب علينا تأكيد نظرية كوشنير كما جــاﺀت لكن مع ابــرازنــا لبعض التفاصيل التوضيحية دفاعا عن الوزير الفرنسي كي لا يكون عرضة لانتقادات غير منطقية، وليس علينا التذكير بان اسرائيل بدأت اعتداﺀاتهاعلى لبنان منذالعام 1948 وغزت وارتكبت مجازر في عدد من القرى الجنوبية منذذلك الحين, ودمرت مطار بيروت واغتالت العديد من الشخصيات قبل العام 1970، وقامت باجتياح للجنوب العام 78 واجتياح للبنان العام 1982 وقسمت لبنان وعملت على تغذية الحرب الاهلية والاقتتال الداخلي خصوصا في حرب الجبل واقامت حزاما امنيا في جنوب لبنان وبقاعه الغربي تنفيذ التوصية عالم فلكي صهيوني تنبأ قبل الميلاد بمقاومة تدعى 'حزب الله' ستظهر اواخر القرن العشرين وتحوي مئات آلاف من اللبنانيين سيكون من اهم اهدافها تحرير جنوب لبنان العام 2000 وتحقيق انتصار في حرب تموز العام 2006 التي استعادت من خلالها اسرى ومعتقلين لبنانيين بعضهم امضى في سجون الاحتلال اكثر من ثلاثة عقود، كماان هذه المقاومة دأبت بعدهذه الحرب على مواصلة مسيرتها من اجل استعادة مزراع شبعا اللبنانية والموثقة بخرائط الانتداب والاستعمار الفرنسي للبنان، وبالطبع فان كل هذه التوقعات للمتنبئ الصهيوني تأخذنا الى تأكيد كلام السيد كوشنير عن خطورة حزب الله على لبنان وبالمناسبة هناك تسلسل عائلي وثيق بين المتنبئ والسيد كوشنير.ان خطورة حزب الله على لبنان واضحة وليست بحاجة لتفسير،
والدليل على ذلك ان الطيران الاسرائيلي يخرق الاجواﺀ اللبنانية بشكل يومي ويحتل اراضي لبنانية من اجل ردع خطورة حزب الله على لبنان، ربما محق كوشنير في توصيفه هذالعدة اسباب اهمها انه لو كانت اسرائيل هي الخطر على لبنان لما كان ينتشر اليونيفيل في الجنوب بل داخل فلسطين المحتلة خصوصا وان ابرز مهام اليونيفيل منع المقاومة من التسلح اواي اعمال قدتستهدف اسرائيل، ثانيايرى السيد كوشنير ومعه امريكا واسرائيل طبعا ان تزود الجيش اللبناني بسلاح متطور وتسليمه خرائط الالغام والقنابل العنقودية المقدرة بالملايين من شأنهاان تعاظم خطورة حزب الله على لبنان.
- 'النهار'
'المــلـتقــى العربـــي الـــدولـــي لـــدعــم المقاومــة': أيـــة 'نتـــائــج'؟.. لن يؤثر على المقاومة تشويشُ المهزومين
بقلم جمال المحسن(عضو اللجنة الاعلامية 'للملتقى'):
إن النقاش الدائر في وسائل الإعلام والصحف حول الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة الذي انعقد في بيروت بين 15 و17 كانون الثاني الحالي هو دليل عافية وحيوية فائقة تتماشى مع أهمية الملتقى وفكرته واهدافه وهو الذي جمع الآلاف من الشخصيات والقوى والفاعليات العربية والاسلامية والعالمية...لقد نجح الملتقى في الدفاع عن شرعية المقاومة في ظل ظروف قاسية وحملات إعلامية صهيونية واميركية وغربية وحتى عربية أحياناً، تريد أن تسبغ عليها صفة الارهاب وتسحب عنها الشرعية وتحمّلها مسؤولية تدمير السلام. فالمقاومة حق مشروع لمن تقع ارضه تحت الاحتلال، وهذا الحق المشروع ينبغي الدفاع عنه بقوة وتفنيد حججه في المحافل والملتقيات وكل وسائل الاتصال الجماهيرية. وفي الصفحة الاولى لدورية 'الانباء' الصادرة يوم الثلثاء 19 كانون الثاني 2010 كتب السيد سعد كيوان: 'شهد لبنان نهاية الاسبوع الماضي عجقة وضجيجاً وصراخاً وكلاماً على عواهنه عن الممانعة التي عقدت من أجلها المؤتمرات، وأطلقت التصريحات والعنتريات والتحديات، وها هو السيد حسن نصرالله يعلن عبر شاشة عملاقة من قصر الأونيسكو أنه سيغيّر وجه المنطقة اذا حصلت مواجهة بين المقاومة واسرائيل موحياً أن حزب الله بات قادراً على شنّ حرب استباقية وليس الدفاع عن النفس فقط... كلام ردّد صداه رفيقه في الممانعة والارتباط بالمرجعية ذاتها، خالد مشعل...'. فقط نقول للسيد كيوان ان حديث المقاومة معمّد بدماء الشهداء وبجهوزية المقاومة وقدرتها على رد أي عدوان اسرائيلي، وهذا الحديث بعيد كل البعد عن العنتريات التي تحدث عنها. وهنا نحيله الى مشهد تلاوة البيان الختامي للملتقى في بلدة مارون الراس حيث شاركت فيه الشخصيات العربية والدولية على بعد أمتار قليلة من الاحتلال الاسرائيلي الذليل على حدود فلسطين المحتلة بفعل الانتصارات العظيمة التي حققها المقاومون الابطال بقيادة السيد حسن نصرالله على رُبى جبل عامل وجنوب العرب عام 2000 وعام 2006.إننا نعيش في ظل موقف العزّة والكرامة والعنفوان، ولن يؤثّر عليه أي تشويش من هنا أو هناك.
- 'النهار'
'المــلـتقــى العربـــي الـــدولـــي لـــدعــم المقاومــة': أيـــة 'نتـــائــج'؟.. العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
بقلم عبد الامير الركابي(كاتب عراقي شارك في اعمال 'الملتقى'):
....للأسف حين نكون منتصرين وحدنا، وبغض النظر عن أي اعتبار، فان حديثنا لايعود له الكثير من الوقع. ذلك أننا نتحول وقتها محددين للمدى والافق الذي يصله خطابنا، ونصير مهيئين لسماع انفسنا فقط. السيد حسن نصر الله وجد ان كلمته لا تملك اية روح، فاضطر وهو يقرأها للاعتذار قائلا: 'نحن المشايخ لا نحسن القراءة من نص مكتوب'. بصراحة كانت كلمتة اسوأ ما قاله وسمعناه منه في حياته، ربما كنت اتمنى شخصيا لو انه لم يقرر السير على سطر ونسيان او نكران السطر الاهم، فقد ركز على توالي الانتصارات العسكرية، ونسي في مقابلها ويا للأسف ما هو اجدر بالذكر، التراجعات على مستوى المشروع التاريخي. كنت استطيع من جهتي ان اضع في مقابل كل بارقة انتصار ذكرها وسمّاها نهوضاً عسكرياً، حدثا او لحظة مأساة وانهيار، نابعة من الجوهر ومن الاساس المحرك لكل مقاومة، ترى ما هي الحصيلة؟ لم اشعر يوما كما شعرت الآن بانني بعيد عن مثل هذا المنطق. الا ان السيد قال إنه ليس مختصا بالحديث عن 'الجوانب السوداء في تاريخ الامة' فذلك من اختصاص من هم 'سواه' ـ من قناة من كان يغمز يا ترى؟ ـ وهذا كلام تأكيدي لا اظن ان السيد قد دقق في معناه. لقد وضع نفسه مجانا في المكان الذي يعكس مأزقة واحادية منظوره. الا انني برغم ذلك وغيره، لن اطلق عليه تسمية زعيم مقاومة عهد الانهيار، مع ان خطابة يُقرأ تماما من هذه الزاوية. مشعل ليس خطيبا بارعا، ولا يتمتع بالكاريزما اللازمة. ومع ذلك كانت كلمته هنا باهتة جداً. السيد حارث الضاري، الزائد، والموجود خطأ، ظل يتحدث لخمس وثلاثين دقيقة، ملقيا علينا درسا في التاريخ القريب وببرود لا يليق بمقاوم، وقد اطال الى حد الاملال، الى ان اضطروا لمقاطعته وطلبوا اليه ان يختصر اويتوقف، ما الذي تبقى بعدها؟ تكرار وتكرار محير، ويمنع المرء حتى من لذة المماحكة لو خطرت له. هل ندقق بما جرى بمقياس الحكم على المؤتمرات، ام المهرجانات، او الملتقيات؟... في كلمة السيد حسن نصرالله في افتتاح / المؤتمر/ الملتقى/ المهرجان، ترد عبارة تقول، إن صعود الخميني والثورة الايرانية على اثر خروج مصر من الصراع العربي - الاسرائيلي، كان دليل الخط البياني الصاعد على طريق المقاومة. وعند هذه النقطة يذكر هو كلاما ويسكت، ليتركنا نفسر ونستنتج. ومن حقنا ونحن نفعل ذلك، ان نركض وراء ما خفي، بينما الوقائع ونوع الصلات والتحالفات تداهمنا الآن. هل تصلح الثورة الايرانية بديلا من المشروع التحرري العربي؟ طبعا هو لا يطرح ذلك على بساط البحث والمعالجة. في المقابل يمكن تبني مفاهيم والدفاع عنها، وان هي لم تناسب او لاتوافق بعض الامزجة او الآراء. فثمة برأينا مقاومة نشهد حضورها اليوم، تنتمي الى عصر انهيار مشروع الامة وتهاوي حلمها الحديث، والمقصود هو مشروع النهضة، الذي بدأه العرب قبل اكثر من قرن ونصف القرن، وانهار منذ عام 1967 واستمر يتهاوى، ومن وقتها تحولت المقاومة مقاومة زمن الانهيار...والتاريخ لن يضع 'حماس' او 'الجهاد' او 'حزب الله' ابداً، في موقع عبد الناصر وياسر عرفات وعبد الكريم قاسم والحركة الوطنية العربية، وزخمها الهائل، او يناظر بينهما. لأن هؤلاء كانوا يمثلون مقاومة اخرى، وزخما من نمط مختلف، فهم قد ابدعوا داخل ارضهم، واخطأوا واصابوا في قلب التاريخ والحياة وصعودهما الحي. لم يستعيروا مصادر قوتهم من آخرين، بينما 'المقاومة' الآن تتعثر على ابواب الطوائف، وتحمل السلاح بقرار فئوي وذاتي، يعجز عن الخروج من حدود مايمثل، لاحسب مقاييس الامة وشروط نهضتها، بل وفق مبررات نابعة مما دون طموحات الامم والدول الموحدة. الحديث او الاشارة هنا تعني ان ما مضى وانهار، كان قد تضمن يوما سيرة مقاومة امة وشعوب، وجدت في التاريخ، وارادت ان تحقق حلمها مثلها مثل بقية شعوب الأرض الناهضة على امتداد العالم، وقد فشلت، وخسرت معارك كبرى، وتكشفت تجاربها ومساراتها عن نواقص قاتلة، وعن قصور، الى ان انهارت، وبعضها احتل عسكريا من جديد بعد ان كان قد تحرر منذ وقت طويل...ما ان تخرج المقاومة اللبنانية من ساحة الصدام العسكري مع الجيش الاسرائيلي عام 2006، وتثبت انها تستطيع الصمود لا بل والانتصار، حتى تجد نفسها وحيدة داخل مجتمعها فتضطر لاستعمال السلاح في مواجهته، وهي لا تجد بنيويا ما تقوله، او ما تحل به هذا الاشكال او المأزق الذي لا حلول له. بينما هي لا تملك من المقومات غير زخم طائفتها، فهنا وعلى مثل هذا الوقع تجد ووجدت بالأصل مبررات حضورها وحياتها. وهذا المأزق يتكرر في فلسطين منذ الايام الاولى لانتهاء العدوان الاسرائيلي، وقبله منذ ان اختصت 'حماس' بالقطاع، ومأزقها يترجم سلوكا مضادا لحرية اهالي غزة، ولأبسط مقومات رغبتهم بالتمتع بحقوقهم المدنية من دون وصاية وقهر. فهل تعاني غزة حصار اسرائيل ومصر فقط؟ الا تعاني ايضا من حصار ثالث، يستحق رفع النداء ضده، هو حصار 'حماس'؟ لقد كان عبد الناصر قمعيا، وارتكب ابو عمار ما لا يحصى من الأخطاء، غير ان اخطاء هذا وذاك كانت من اكثر الادلة على العلل القاتلة التي ظلت تنخر قلب الامة لامشروعيهما هما بالذات، وفي حينه ظلت مشكلات المقاومة / المشروع التاريخي، ذات مصدر بنيوي، يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى، الواقع نفسه. والموقف منها والتفكير العفوي بها، اقرب الى ان يقع على الامة اجمالا، بينما القصور الذي تعاني منه مقاومة زمن الانهيار، لايجعله يعامل باعتباره شأنا بنيويا عاما، على الاقل لأن مقاومة الحاضر معزولة وجزئية عمليا. وهي قد نشأت كذلك بناء على مبررات اخرى مختلفة، الامر الذي يجعل من تبنيها شعارات عامة ووطنية وانسانية على وجه الاجمال، كاشفا لعمق تناقضها....من الممكن ان نتقبل حالات بعينها باعتبارها بدلا عن ضائع، وكمحطة عابرة. الا ان 'حماس' و'حزب الله' لن يعرفهما التاريخ كحالات قيادة للأمة، حتى وان كانا يتصوران ذلك او يريدانه. فما نشهده هو مقاومة 'تقنية'، ارتكزت الى مبررات جزئية، في ظل انهيار وتراجع المشروع التاريخي. واهم ما على قوى التحرر، التي تشتت ميدانها وقواها وتقلصت منذ بضعة عقود، ان تفرق اليوم بين حالتين ومرحلتين، وان تضع المقاومة الحالية في مكانها وفي حدود حقيقتها التاريخية، بدءا من العراق وتجربته، الى فلسطين، الى لبنان. وليس من غير جدوى، لا بل من اللازم ان يفكر الاحرار في العالم العربي بمؤتمر من نوع آخر، ينكب على البحث في الطريق المؤدية الى عودة المقاومة 'عربية' ومتصلة بمشروع النهضة المستأنف بعد عقود الانهيار، كي يبحث في سؤال: هل الافق اصبح مغريا للمراهنة على استئناف 'المشروع التاريخي'؟ لتكن المناسبة الحالية (المهرجان الملتقى) بداية، حتى يتم تسجيل نقطة انطلاق مثل هذه الوقفة الجديدة، فليس منطقيا البقاء تحت سطوة نموذج مقاومة تتعثر على ابواب الطوائف، وتستعير مشاريع من خارج المنطقة، وتعتاش على فكرة وواقع موت الامة واندحار مشروعها، بينما نحن نسميها او نسبغ عليها صفات لا تنطبق عليها.
- 'النهار'
'المــلـتقــى العربـــي الـــدولـــي لـــدعــم المقاومــة': أيـــة 'نتـــائــج' ؟ضعف المشاركة اللبنانية
بقلم البير فرحات(محام):
... اما المحور القانوني الذي شاركت في أعماله فثمة بعض الملاحظات حوله: فقبل كل شيء لم تكن هناك ورقة مطروحة للنقاش . كما ان الرئاسة لم تلعب دوراً يزيد عن دور العرّيف الذي يعطي الكلام لطالبيه، ويكتفي بابداء الملاحظات حول التوقيت. وهكذا قامت غالبيّة المشاركين بالقاء خطابات عاطفيّة يمكن ان تلقى في اية مناسبة، واي مكان- في حين كان ينبغي على الرئاسة ان تحرك النقاش من خلال طرحها للنقاط الواردة في الورقة (لو وجدت). وكان معظم المتكلمين يخرجون من القاعة بعد القاء كلماتهم لأنهم يحسنون الكلام ولكنهم لا يحسنون السماع، ولأنهم لم يأتوا لكي يناقشوا الآخرين، او لكي يستمعوا الى نقاشهم لكلماتهم.وما عدا نفرا قليلا من الحقوقيين الذين طرحوا افكاراً واسئلة واقتراحات، فان ما ميّز غالبيّة المداخلات، بما فيها مداخلات الحقوقيين، هو الموقف العدمي من القانون. وقد تجلى ذلك الموقف في نظريتين الأولى هي القائلة بأن القويّ هو الذي يضع القوانين، وان المؤسسات الدوليّة واقعة تحت سيطرة قوى الإمبرياليّة- الصهيونيّة، وفيتو الدول الخمس الدائمة العضويّة، مما يستنتج منه عدم اهميّة المنازلة على صعيد القانون، وتكريس الجهود لتنمية القوة العسكريّة طبعاً. والثانية هي التي تنادي برفع شعارات الحد الأعلى 'انتقاماً' من تعنت الخصم عن القبول بما يتوافق مع حال الشرعيّة الدوليّة حالياً، متناسين ان طرح مثل تلك الشعارات من شأنه اتاحة الفرصة للعدو للتأثير على الرأي العام الدولي بدعوى كوننا متطرفين، وهو ما جرى عندما ادلى بعض المسؤولين بتصريحات ناريّة بصدد ازالة اسرائيل، او تصريحات لقادة المقاومة تتناول مصير اي عدوان اسرائيلي مقبل. وهي تصريحات اذا كان يقصد منها تحذير العدو، فانه ينبغي التفكير في وقعها في الداخل اللبناني لدى من يجري تخويفه من سلاح 'حزب الله'، وجلهم ليسوا اعداء للمقاومة.على كل حال فان الرد على ذلك المنطق العدمي يأتي من العدو نفسه. والا لماذا رأيناه يتآكله القلق من تقرير صدر عن هيئة 'حياديّة' ادانته وادانت 'حماس' معاً؟ وفي حين يقول دعاة الازدراء بالقانون وبالقرارات الدوليّة ان رجوع بلجيكا واسبانيا عن اعطاء قضائها 'صلاحيات دولية شاملة' يدل على عدم جدوى النضال في هذه الساحة، فاننا نسألهم عما اذا كانوا لا يدركون ان الحرب سجال، يوم لك ويوم عليك، وانها في النتيجة ليست سوى 'الجهاد الأصغر'....
- 'الأخبار'
أزمة المقاومة في قطاع غزة
معتصم حمادة(صحافي فلسطيني):
...هذا الارتباك والتردد في وضع المقاومة الفلسطينية في القطاع، يدعونا للتوقف أمام إحدى محاضرات الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، والرئيس السابق لأركان جيش العدو، حالوتس، قال فيها إن الهدوء في لبنان، (بعد عدوان تموز/ يوليو2006) وفي القطاع (بعد &laqascii117o;عملية الرصاص المصهور") إنما سببه وصول الرسالة بوضوح إلى الطرفين اللبناني والفلسطيني بأن الرد الإسرائيلي على أي استفزاز سيعتمد استراتيجية &laqascii117o;الضاحية"، في إشارة إلى سياسة التدمير الشامل التي اعتمدها طيران العدو في لبنان في حرب 2006 وتسوية أحياء بأكملها بالأرض. وهو الأمر الذي تكرر أيضاً في العديد من الأحياء في قطاع غزة. وهذا الارتباك والتردد في وضع المقاومة يدعونا للتساؤل إذا كان حديث حالوتس صحيحاً أم أن فيه مبالغات؟ سيبقى السؤال مطروحاً، مع التأكيد أننا بالضرورة مع المقاومة الراشدة التي تأخذ بالاعتبار المصالح الفلسطينية بعيداً عن الغوغائية الإعلامية التي يتبعها بعض الفصائل والمسؤولين دون أي حساب واقعي لطبيعة اللحظة السياسية. في تقديرنا، أن المقاومة تعيش وضعاً معقداً، من أهم أسبابه الانقسام، وفشل حماس في المواءمة بين متطلبات السلطة ومتطلبات المقاومة. ونعتقد أنها ليست المرة الأولى التي تعيش فيها المقاومة الفلسطينية وضعاً صعباً. ونعتقد، في السياق نفسه، أن المخرج من هذا الوضع سيكون مصدره الضفة الفلسطينية، لا قطاع غزة. فالأوضاع في الضفة تتجه نحو الانفجار في تراكمات، ولو كانت تبدو للمراقبين بطيئة. وحين تنفجر الأوضاع في الضفة، وتخترق السقف السياسي الذي يرسمه حالياً رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، فإن القطاع سوف يقف عند مفترق طرق: إما أن تبقى حماس تغلب مصلحتها في السلطة على مصلحة المقاومة، وتفقد بذلك المشروعية السياسية لوجودها كطرف مقاوم، وإما أن يتحول القطاع، بكل أذرعه العسكرية، إلى جزء من الانفجار الفلسطيني في وجه الاحتلال والاستيطان، وتتكامل الأدوار بين إقليمي الضفة والقطاع، وتشق الحالة الفلسطينية حينئذ الطريق نحو مرحلة نوعية جديدة.
- 'الحياة'
الديموقراطية اللبنانية وعراقيلها
فوزي زيدان(كاتب لبناني):
.... يضمن نظام المحاصصة الطائفية المعتمد في لبنان، نفوذ القيادات السياسية على حساب الدولة، واستمرار زعامتها المذهبية على حساب الوطن. فالقيادات المسيحية لا تعارض إلغاء الطائفية السياسية في المطلق، لكنها ترفض إلغاءها في وجود السلاح في يد طائفة دون سواها، ويؤيد بعضها الإلغاء على مراحل ودون تسرع ووفق خطة مدروسة ومتفق عليها وطنياً، ويطالب بتطوير النظام الطائفي وجعله أكثر عدالة وحداثة، ما يؤدي إلى حماية الوجود المسيحي في لبنان وعدم خسارة نفوذهم، خصوصاً بعد التبدل الديموغرافي لصالح المسلمين. وتتريث القيادات السنية في موافقتها على إلغاء الطائفية السياسية، خوفاً من سيطرة الشيعية السياسية المسلحة على مؤسّسات الدولة وقرارها. كما أن مطالبة الدروز بإنشاء مجلس الشيوخ وتبوؤ رئاسته نابعان من رغبتهم في استعادة الدور الطليعي الذي كانوا يتمتعون به قبل قيام دولة الاستقلال. وفي انتظار إلغاء الطائفية السياسية، الذي تشير الدلائل إلى عدم تحقيقه في المدى المنظور، تتمسك الشيعية السياسية بالديموقراطية التوافقية، كونها تدعم المزاوجة بين سلاح &laqascii117o;حزب الله" والدولة، بحكم الخصوصية الشيعية لهذا السلاح، وتترك الحزب يحتفظ إلى أمد غير منظور بمنظومة مسلحة تعمل خارج أمرة الدولة. فالمطالبة بوضع سلاح الحزب بإمرة الدولة يثير الهواجس لدى غالبية الشيعة التي تعتبره حافظاً لكيان الطائفة وحامياً لمكتسباتها وداعماً لموقعها المؤثر في السياسة اللبنانية.....