قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 3/1/2010

- 'السفير'
الحروب البديلة: احتلال الفضائيات
أمين محمد حطيط:

في سلوك يناقض دستورها وكل ما تدعيه الولايات المتحدة من حرية الفكر والتعبير والاعتقاد، يحضر الكونغــرس الأميركي قانوناً لمعاقبة الأقــمار الصــناعية التي تحمل موجات القنوات الفضائية المقاومة من لبنان الى فلسطين والعراق بحجة بث الكراهية ضد الشعب الأميركي والتحريض عليه، ما يعرض بزعمهم أمن الأميركيين وسلامتهم للخطر، وحقيقة الأمر وباطــنه يعاكــسان ظاهره حتى التناقض، معه فالفضائيات المتهمة بأنــها &laqascii117o;إرهابية" لم تذكر الشعب الأمـيركي بكلمة أو موقف أو عبارة يستدل منها ما ينسب اليها من بث كراهية، وان هذه الفــضائيات وبميزان الرصد الأروبي من قبل المنظمات المهنية المحايدة (على قلتـها) تقوم بدور تعبوي لمقاومة المحتل والمعتدي على حقوق شعوبها في البلدان المذكورة،

مع فضح سلوك جنود الاحتلال وفظاعاتهم في ممارستهم الأعمال العدائية العســكرية في الميدان، والتي يتجاوزون فيـها كل ما هو مــكرس حظــره في القانون الــدولي الإنــساني شاملاً المعاهدات الدولية من اتفــاقيات جنيف الى النظام الأسـاسي للمحكــمة الجنائية الدولية. وليـس أدل على صــدق هذا الأمر مؤخرا أفضل من تقرير غولدســتون وما ورد في الصحافة الغـربية عن فــظائع سجــن أبو غريـب ومعــتقل غوانــتانامو. إذاً حــقيقة دور الفــضائيات المشكـو منها أمران، شحن معنوي للمقاومة وجمهورها، وفضح واقعي وموضوعي لجرائم المحتل وسياساته، وليس في الأمر ما يمس أصلا الشعب الأميركي الذي يغفله أصحاب الفضائيات في أعمالهم ليركزوا على إسرائيل والإدارة الأميركية وسلوكهما الذاتي المنتهك للحقوق.

ومع أن أميركا تدرك جيدا أن ما نذكره أعلاه هو الواقع الذي يعرفه الجميع، فإنها على عادتها في اختلاق ما يناسبها من ظروف تبرر بها قرارات استعمارية عدوانية تريد تنفيذها، كما كانت قصة سلاح الدمار الشامل المزيفة التي اتخذت ذريعة لاحتلال العراق، فإنها اليوم تدعي أن عمل الفضائيات يسيء الى الأمن الأميركي، وتحضر لإسكاتها. والمؤلم في الأمر هو الاستعداد العربي للاستجابة، حيث إن الأقمار الصناعية التي سيوجه إليها الإنذار وتلزم بالتنفيذ هي أقمار عربية ملكية وإدارة، وان هذه الأقمار تستطيع أن تعرض عن الاستجابة لتلك الإنذارات من غير أن تمس خاصة أن كل احتياجاتها التقنية واللوجستية ذات مصدر أوروبي، وأوروبا غير معنية بالقرار الأميركي أقله حتى الآن، ورغم ذلك فإن ما تسرب عن اللقاءات المقفلة في مجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد في القاهرة في كانون الثاني الماضي، يشــير بوضوح الى استعداد عربي من قبل القــوى المالـكة للأقمار تلك، للاستجابة للطلب الأميركي، عندما يصبح القانون نافذا، وتجري الإدارة الأميركية تقييماً للقنوات الفضائية، تطلب بموجبه من تلك الأقمار وقف نقل موجات هذه الفضائيات المعادية لسياستها والسياسة الصهيونية.

إننا أمام خطر حقيقي يتمثل في وقف البث الفضائي لقنوات المقاومة وان المسألة قد لا تكون إلا مسألة وقت لا يتعدى الأشهر الثمانية وهي الفترة اللازمة للأميركيين من أجل وضع قانونهم موضع التنفيذ. لماذا استفاقت أميركا على &laqascii117o;حرب الفضائيات الآن وما الذي تستهدفه منه؟" والثاني &laqascii117o;هل هناك بديل يعطل الأهداف الأميركية من العدوان على الفكر والتعبير عن الرأي الآخر؟". في الإجابة الاولى نقول، ان أميركا كما اسرائيل وقفت على حقيقة مرة بالنسبة لها، وهي أن ما كانت تهدف اليه من عمليات عسكرية وحشية، متمثلة بالتدمير والمجازر والتهجير والتشريد بقصد فك جمهور المقاومة عن مقاومته، أو زرع الرعب فيه ودفعه مع المقاومة نحو الانهيار الإدراكي الذي يحقق للمهاجم المعتدي النصر من غير القتال والمواجهة. كل ذلك كان يتعطل بفعل من الخطة الإعلامية المقاومة البديلة التي نجحت في خوض حرب نفسية أفشلت حرب الخصم. ها نحن نقرأ في أكثر ما كتب عن حرب تموز 2006، ان إعلام المقاومة، خاصة المنار والنور، كان شريكاً أساسيا في صنع هزيمة العدو، ومن جهة اخرى فإن للإعلام المقاوم نفسه من التأثير على صنع الرأي العام في المنطقة عامة, وفي إسرائيل خاصة، كما التحكم بالمشاعر وردات الفعل، له الدور الكبير، ويكفي هنا أن نذكر بالقول السائد في اسرائيل بأن مصداقية الــسيد حسن نصر الله لديهم تفوق بكثير مصداقية مسؤوليهم، وانهم اذا أرادوا أن يعرفوا الحقيقة فإنهم يتابعون ما يبثه تلفزيون المنار.

لقد وقف الصهاينة والأميركيون على أهمية الإعلام المقاوم في المعركة كما قبلها وبعدها، ولأنهم يعدون لحرب جديدة فإنهم يريدون خنق هذا الإعلام قبل الدخول فيها، واننا نرى ان القانون الأميركي القمعي، هو فعل من سلوكيات الإعداد والتهيئة للظروف الاستراتيجية والميدانية التي تتطلبــها حرب جديدة يعد لها وتأمل أميـركا وإسرائيل كسبها سواء في لبنان أو غزة أو ما تبقى من مســارح العمليات في منطقة الشرق الاوسط. وقد لا نفاجأ بمستقبل تسكت فيه كل الفضائيات المعادية للعدوان الإسرائيلي والأميركي، تسكت مع انطلاق الرصاصة الأولى في الحرب المستقبلية الآتية، التي وإن كان بدؤها ما زال غير منظور في الأشهر المقبلة أو قل مستبعدا الآن، فإنها تبقى قراراً إسرائيلياً لا بد انه سينفذ عندما تطمئن إسرائيل الى الانتصار فيها، ويكون خنق الإعلام ضرورة لكسب الحرب النفسية التي تعتبر جزءاً هاما من الحرب كلها، كما لتغطية جرائم العدو أثناء الحرب.

أما البديل للفـضائيات اذا أسكتت، فينبغي ان يكون في أشكال متعددة يصعب النيل منها، ويتدرج برأينا من الشبكة العنكبوتية ـ الانترنت ـ الى توسيع في بث القنوات الأرضية مع تعاقد مع الدول المجاورة التي تسمح بإقامة محطات الاتصال وتقوية الإرسال أو إعادة الإرسال، وصولاً الى التعاقد مع محطات فضائية صديقة ينتقل اليها معدو بعض البرامج السياسية والعسكرية والاستراتيجية وتزود بالمادة الإعلامية المناسبة، وقد يكون امتلاك فضائيات بديلة على سبيل الاحتياط وبأسماء اخرى وبإدارة أشخاص غير معروفين، قد يكون حلاً يستفاد منه لأيام أو أسابيع تستلزمها الحرب النفسية والإعلامية خلال الحرب المقبلة. إننا مع قولنا ببــعد الحــرب الآن، فإننا نرى أن الحـرب النـفسية والإعلامية (وفيـها حرب الفــضائيات الآن) هي الحرب البـديلة. وان ربحها أو خسارتها يخط الطريق الى خسارة الحرب كلها أو ربحها. 


- 'النهار'
لا يــخــفـــى علــيـــه...
بقلم سمير شركس(مقرر لجنة لبنان التحضيرية للملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة):

طالعتنا جريدة 'النهار' الموقرة في عددها الصادر صباح الاثنين في 25/1/2010 بمقالة للأستاذ ألبر فرحات تحت عنوان 'ضعف المشاركة اللبنانية في الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة' وهو ما دفعني كمقرر للجنة لبنان التحضيرية للملتقى الى توضيح أمور قد تكون خافية على الاستاذ فرحات الذي نحمل تقديراً عالياً لعطائه الوطني، والذي كان شريكاً فاعلاً في كل الملتقيات السابقة كممثل لمنظمة التضامن الافروأسيوي.
أولاً: لا بد من التنويه باهتمام 'النهار'، وصفحة 'قضايا النهار' تحديداً، بنشر هذا العدد من المقالات حول الملتقى، بما يظهر أهمية الملتقى من جهة، ورحابة صدر 'النهار' من جهة ثانية.
ثانياً: نود تنبيه الاستاذ فرحات الى أن الغالبية الساحقة من ألوان الطيف السياسي والحزبي والنقابي والجمعوي اللبناني كانت ممثلة في الملتقى، سواء في حفل الافتتاح أو في جلسات النقاش الإحدى عشرة التي توزعت على قاعات في فنادق ثلاثة في بيروت.فكما التقى في رحاب الملتقى ممثلو لكل ألوان الطيف المقاوم في الأمة وممثلو ألوان الطيف المقاوم في كل قطر عربي يواجه الاحتلال سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان، فقد التقى ايضاً في ظلال المؤتمر قياديون بارزون من معظم القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب والحكومة، وكذلك قياديون بارزون من مختلف الاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية سواء من كان منها منضوياً في لقاء القوى والاحزاب أو من لم يكن كذلك من أحزاب يسارية وقومية واسلامية، ناهيك عن ممثلي النقابات والاتحادات والأندية والجمعيات من كل المناطق اللبنانية ومن شخصيات ثقافية وسياسية واقتصادية مرموقة ساهمت بمداخلاتها في جلسات النقاش بإغناء الملتقى على كل صعيد...
ثالثاً: على غرار العادة في التحضير لملتقيات سابقة أو العادة في بلدان أخرى، فقد جرى تشكيل لجنة تحضيرية في لبنان أثر اجتماع موسع ضم ممثلين عن معظم الاحزاب والهيئات والشخصيات اللبنانية، وقد حرصت اللجنة على أن تتواصل مع المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والنقابية لدعوتها وللاستماع الى ملاحظاتها، وليس من قبيل الصدف أن تختار اللجنة منسقاً لها هو الدكتور سمير صباغ العضو البارز في المجلس السياسي للحركة الوطنية سابقاً والمعروف كشخصية قومية عربية.
رابعاً: كان هناك حرص من منظمي الملتقى، خصوصاً الأخوة في 'حزب الله' أن تكون هناك كلمات في حفل الافتتاح لممثلي أحزاب قومية ويسارية شاركت بفاعلية في المقاومة الوطنية اللبنانية، لكن طول بعض الكلمات في الافتتاح حال دون أن تلقى كلمات عدة وتم تأجيلها الى صباح اليوم التالي لتتلى كشهادات عن تجارب المقاومة المعاصرة.
خامساً: لا يخفى على الاستاذ ألبر فرحات، وهو القانوني العليم والمناضل المجرّب، إن تلاقي كل التيارات الفكرية والسياسية الفاعلة في الأمة، من قوميين وإسلاميين ويساريين وليبراليين وطنيين ترك أطيب الأثر على الاجواء السياسية والشعبية في لبنان، كما كان شهادة جديدة للبنان ودوره وقدرته على أن يكون ساحة حوار وتفاعل وتواصل بين أبناء العروبة، وبينهم وبين أحرار العالم، وهل من شهادة أقوى على المشاركة اللبنانية الفاعلة من هذه الشهادة؟.
سادساً: في جميع الاحوال، فإن على القيّمين على هذا الملتقى، كما على ملتقيات مقبلة، ان يستفيدوا من ملاحظات نقدية كملاحظات الاستاذ فرحات الناجمة اساساً عن حرص وطني، وعن تجربة غنية.


- 'النهار'
كيف ينظر الفريق المنافس لـ14 آذارإلى أبعاد لقاء 'البريستول' ومشاركة الحريري فيه؟
إبراهيم بيرم:

قبيل التئام قوى 14 آذار في فندق البريستول، في لقائهم النادر، سعت رموز من فريق المعارضة، عبر اتصالات مباشرة واخرى بالواسطة، الى اقناع سيد هذا الجمع ان يكون الاحتفال  بالذكرى الخامسة لاستشهاد والده الشهيد رفيق الحريري هذه السنة مختلفاً، على اساس امرين اثنين: الأول ان يتمايز عن احتفالات الاعوام السابقة، التي كانت فئوية محضة، تنتهي عادة بمواقف تصعيدية تشحن البلاد بالمزيد من عوامل الانقسام والاحتقان، والثاني، ان يكون احتفالا وطنياً جامعاً، يعيد الى هذه الذكرى صورتها الجامعة، نظراً الى مكانة الرئيس الشهيد، فتُلقى فيه كلمات للرؤساء الثلاثة، تكون من وحي المناسبة ومكانة المحتفى بذكراه في الذاكرة الوطنية، وتستقي ايضاً من واقع الحال السياسي المفترض الذي آلت اليه الامور بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية (يفضل البعض تسميتها حكومة الشراكة الوطنية)، وبعد الحدث التاريخي المتمثل بزيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق.
وبالطبع كانت قوى المعارضة ولاسيما الرئيس نبيه بري و'حزب الله'، يتعاطيان مع الخطوة التي سيخطوها الحريري في هذا المجال من منطلق انها مؤشر ومعيار لسلوكه في المرحلة المقبلة، او هي مصداق لمضامين ما ارسله من اشارات ورسائل في الاشهر القليلة الماضية، والمنطوية على رغبة في ان يتبوأ بجدارة مقعد الرئاسة الثانية ويقدم نفسه بامتياز رئيساً لوزراء كل لبنان.اما وان رياح الحسابات الحريرية الدقيقة والمعقدة قد سارت باتجاه مخالف لما اشتهته سفن آمال قوى المعارضة، وتالياً آثر الرئيس الحريري ان ينضم الى الجمع الجالس خلف الطاولة المستطيلة في الفندق الأعرق في العاصمة، وان يصدر عن المجتمعين بيان بهذه الصيغة وبهذه المضامين، فان دوائر القرار والقراءة في مكونات الفريق الآخر لاذت بقراءة معينة لأبعاد المشهد السياسي الذي استحوذ ولا ريب على الاضواء والانظار عشية الاحد الماضي، وهو ينهض على الاسس والمعطيات الآتية: ان عنصر المفاجأة الذي يكاد يكون وحيداً في مشهد يوم الاحد المنصرم، كان انضمام الرئيس الحريري الى هذا الجمع المحتشد. من الاساس لم تكن هذه الدوائر جازمة وقاطعة في اعتقادها بأن الحريري لن يشارك في هذا اللقاء، فالامر كان في حسبانها في حده الأدنى، ولكنها كانت تلقت أكثر من رسالة ضمنية تفيد بأن الحريري سيحسب الف حساب قبل ان يغامر برصيده كرئيس وزراء لكل لبنان، وتالياً يعود الى مربعه الاول كزعيم لفئة سياسية....(للقراءة).


- 'النهار'
حنجلة على الشفير...
زيَان:

...يمكن إلقاء نظرة شاملة على التطورات، قبل الانتقال الى مراجعة التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، والتي يحذّر عَبرها من الوصول الى مواجهات 'قد تقع على الحدود الشمالية ومع غزة' في ظل غياب التسوية مع سوريا.والتي يشير من خلالها، وللمرة الاولى، الى أنه في حال اندلاع مواجهة على الحدود مع لبنان، 'فإن اسرائيل لن تحصر نفسها في ضرب أهداف لحزب الله فقط'.ولان هذه التصريحات تواكبها تحركات ميدانية، وتصريحات أميركية وايرانية، فإن 'السؤال الإيراني' الذي يتفرّد الآن بتحريك الاجواء الملبدة ويدفع بها نحو الحافة ذاتها، فإن صحيفة 'هآرتس' اعتبرت كلام باراك 'استثنائياً بشدّته'.أما من الزاوية اللبنانية، وحيث تتم عادة 'التصفيات النهائية' لحروب الأخطاء المميتة، ومواجهة العالم فوق البنى التحتية والعلوية، فإن قدامى المحاربين والمحللين والمخضرمين الذين رافقوا العدوانات والاجتياحات الاسرائيلية، يعتبرون أن من رابع المستحيلات بقاء وضع المنطقة على ما هو عليه.وخصوصا بعدما قررت طهران ان تعلن على الملأ انها تمون على 'كل المقاومات في المنطقة'، وقد استنفرتها وأصبحت جاهزة 'في حال استهداف إيران لأي هجوم أميركي أو إسرائيلي مشترك'.والتجارب المريرة والكثيرة، والتي كان آخرها عدوان صيف 2006 التدميري، تدفع بذوي الألباب ومَن تبقّى من العقلاء والحكماء الى التبصّر، والحفاظ على المناخ التوافقي الذي أعاد فتح البلد بعضه على بعض، وفتح أبواب الطوائف والمذاهب للولوج الى تفاهمات وتوافقات تنأى ببلد الموزاييك عن براميل البارود والأورانيوم.والذين يدركون حجم المخاطر الاقليمية التي تحاصر المنطقة، وفي يدهم الكثير من المفاتيح، مطلوب منهم قبل سواهم المحافظة على 'انجاز' الانفتاحات، والحؤول بشتى الطرق دون 'استعمال' لبنان ساحة للتصفية، أو بدلاً من ضائع.


- 'النهار'
أوباما 'المعطوب'... فرصة لعدوانية إسرائيل
سركيس نعوم:

... كيف يؤثر ضعف اوباما وخصوصاً اذا لم ينجح في ازالته على سياسة اسرائيل؟ التأثيرات قد تكون كثيرة ومتنوعة، الا ان ابرزها هو الذي يشير الى استدراج اسرائيل ايران الى الاشتباك معها بعد قيامها هي بضرب حزب الله في لبنان او بالأحرى بتوجيه ضربة مدمرة الى لبنان الذي صارت تعتبره لبنان هذا الحزب. في اي حال لا يعني ذلك في رأي المتابع الاميركي نفسه ان الوضع الراهن (الستاتيكو) وهو هادىء سيتغير في الاشهر المقبلة. لكنه قد يتجه نحو التغيير اذا تأكدت اسرائيل ان اوباما 'أُعطب' وصار مضطراً الى التفرغ لمعالجة قضايا الداخل الامر الذي يسمح لها باخراج مخططاتها 'العدوانية' المتنوعة من الادراج....


- 'الحياة'
عقوبات جديدة على إيران
رندة تقي الدين:

جاءت هيلاري كلينتون الى باريس لتتحدث مع الرئيس نيكولا ساركوزي حول العقوبات الجديدة على ايران. ففرنسا ترأس مجلس الأمن في شباط (فبراير) الحالي والإدارة الاميركية والحلفاء الاوروبيون عازمون على حضِّ الصين وروسيا على المضي قدماً في مجلس الأمن لتشديد العقوبات الدولية على النظام الإيراني. وباريس على قناعة بأن إيران تطور القنبلة النووية والرئيس ساركوزي متخوف جداً من ردة فعل اسرائيلية لضرب ايران ومن العواقب على المنطقة، وهو يقول ذلك لكل زائر يستقبله، ومن بينهم رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري والرئيس السوري بشار الاسد عندما يلتقيه. فساركوزي يدرك ان اي ضربة اسرائيلية لإيران ستشعل المنطقة لأن لدى النظام الإيراني اوراقاً عدة يحركها، اولها في لبنان حيث حليفه الاول &laqascii117o;حزب الله" بامكانه الرد على مثل هذه الضربة و"حماس" التي وعدت عبر خالد مشعل خلال زيارته الى السعودية أن حركته ستبتعد عن إيران وتعود الى محور العروبة. الا ان النظام الإيراني يتصرف مثلما كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يتحدى العالم بأسره ولكنه يستخدم اوراقاً يملكها في المنطقة في حين ان صدام حسين لم يكن يملك مثلها لتحريكها.وادارة اوباما لا تريد ضربة اسرائيلية لإيران لأنها تدرك ما سيحدث للعالم. فأسعار النفط سترتفع الى مستويات تؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي وعودة النمو في الولايات المتحدة. ثم ان ضربة اسرائيلية لإيران قد تضعف المعارضة الإيرانية ولو انها من داخل النظام. كما سيكون لها تأثير في الرأي العام في المنطقة من العراق الى سورية الى لبنان، وهو ما لا تريده الادارة الاميركية، لذلك تعمل هي وحلفاؤها في اوروبا لتطمين اسرائيل الى ان العقوبات على طهران ستعزز، كما انها تعزز قواتها في منطقة الخليج في كل من قطر والبحرين والامارات لكي تمنع مثل هذا الاحتمال، وتقول لحليفتها اسرائيل انه ينبغي تجنب مثل هذه الضربة والدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. الا ان احتمال نجاح ادارة اوباما في هذه المحاولة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية ضئيل على رغم التزام اوباما، لأن الوضع الداخلي الأميركي يفرض على الرئيس الأميركي حماية حلفه مع اسرائيل في المنطقة وعدم الخلاف مع نتانياهو عبر ضغوط يرفضها الحليف الاسرائيلي من الرئيس اوباما. إن الوضع معقد في المنطقة نتيجة التصرف الإيراني والعقوبات على رجال النظام لن تؤثر بشكل كبير عليه، فالمجتمع الدولي يبحث عن عقوبات تفرض على رجال النظام وليس على الشعب، فهذه سذاجة لأن النظام الإيراني يستخدم باستمرار شعبه للتصدي للعالم.والوضع الاقتصادي في إيران، كما تنقل المؤسسات الدولية، متدهور جداً. فهناك مستوى تضخم مرتفع ومستوى بطالة مخيف بين الشباب وإفلاسات مصرفية. والنظام لا يبالي وهو مستمر في تحدي العالم واستخدام اوراقه في المنطقة في لبنان وفلسطين واليمن. وتعمل فرنسا ديبلوماسياً مع الولايات المتحدة للحصول على تسعة أصوات في مجلس الأمن للتصويت على عقوبات جديدة على إيران. والسؤال هل ينجح المجتمع الدولي في هذه المهمة التي هي افضل من احتمال ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران؟ هناك بين الديبلوماسيين من يقول إن اسرائيل ستضرب عاجلاً او آجلاً المواقع النووية الإيرانية على رغم عواقب ذلك على العالم. فكلينتون ابلغت الجانب الفرنسي أن الادارة الاميركية عازمة على الاستمرار في محاولة الحوار مع إيران على أمور أخرى، وأن الملف النووي الإيراني يحتاج الى حزم دولي وعقوبات مشددة في حين أن اوباما يريد الاستمرار في محاولة فتح حوار على الامور الاخرى، وسريعاً سيرى اوباما انه لا يمكنه فصل الملف النووي عن الامور الاخرى وانه سيضطر للتخلي عن هذا التوجه لأن كل الديبلوماسيين المعتمدين في ايران يعرفون ان المرشد علي خامنئي لا يريد اي حوار او اي مد يد للولايات المتحدة. فالمواجهة ستبقى والشعب الايراني سيبقى رهينة لهذه المواجهة الا في حال تطورت المعارضة الداخلية التي هي حسب المراقبين الايرانيين والاجانب مستمرة على رغم القمع. فهل بإمكانها التغيير مع هذا التخويف والتهديد للشعب المتظاهر؟ وحده الوقت سيقول ما اذا كانت المعارضة الإيرانية التي هي من داخل النظام ستتوسع وتنظم في شكل أن يصبح لها رأس. فالوضع الإيراني الآن موضع قلق للعالم بأسره.


- 'الحياة'
قطر ترد على إيران
عبدالله اسكندر:

من الواضح أن التوتر الأميركي - الإيراني يتجه نحو التصعيد. ومن الواضح أيضاً أن منطقة الخليج تبقى ساحة هذا التصعيد. سواء تعلق الأمر بانزلاق الى مواجهة عسكرية او بقي في إطار الضغوط الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية.وبذلك تكون الدول الخليجية في صلب اي معادلة في هذا النزاع، بشقه النووي (وما ينطوي عليه من عقوبات دولية على إيران) او شقه الإقليمي (وما ينطوي عليه من تمدُّد لنفوذ طهران نحو الخليج). لذلك ستكون هذه الدول ومواقفها موضع حملة، فيها تهويل وإغراء، من أجل جذبها في هذا الاتجاه او ذاك.شراكة المصالح الاقتصادية والنفطية بين الولايات المتحدة ودول الخليج لا تحتاج الى دليل. إذ لا يترك اي من الجانبين مناسبة من أجل تأكيدها والتمسك بها. وتترافق هذه الشراكة، أحياناً، مع تلاقي المواقف والأهداف السياسية. ولا يخفي الجانبان طبيعة هذه العلاقة التحالفية.وهذا ما تنظر اليه إيران بعين حمراء دائماً. فعلى رغم سعيها الى إظهار الود الى الدول الخليجية، خصوصاً في مجلس التعاون، بعدما انقلبت المعادلة لمصلحتها في العراق، وبعدما تأزمت علاقتها مع اليمن. وهنا تبرز الازدواجية في الخطاب العلني الإيراني إزاء دول مجلس التعاون. فمن جهة، تحرص طهران على تبادل الزيارات مع عواصم هذه الدول. وتكثر التصريحات التي تشدِّد على العلاقات الإيجابية جداً معها. وتؤكد أن هدفها الاستقرار والأمن في الخليج وتبادل المصالح مع دوله. وهذا ما أعلنه مجدداً أمس الناطق باسم الخارجية الإيرانية بقوله إن العلاقات بين إيران والدول الخليجية &laqascii117o;جيدة جداً وودية" و &laqascii117o;إن التعامل الإيجابي في المنطقة هو التوجه الوحيد المناسب لإقرار السلام والاستقرار". ومن جهة اخرى، تهدد طهران هذه الدول من مغبة علاقتها مع الولايات المتحدة وتحذرها من أية خطوات أميركية تستهدف إيران. الى حد التلميح الى إمكان اعتبارها دول الخليج مسرحاً لعمليات عسكرية في حال اقدمت الولايات المتحدة او إسرائيل على مهاجمة الأراضي الإيرانية. اي أن طهران تفهم العلاقات الجيدة مع دول الجوار بأنها انضمام الى السياسة الإيرانية وخدمة المصالح الإيرانية، بغض النظر عن طبيعة هذه السياسة والأهداف ومدى تطابقها مع السياسة والأهداف الخليجية. أي أن تتحول دول الخليج الى تابعة لطهران، فتستقر الأوضاع ويسود الأمن. وأي مسعى خليجي لإيجاد صيغة وتسوية تحفظ حقوق الطرفين، سيكون في نظر طهران انحياز للاستكبار والغرب. وهذا ما يحصل عملياً في الملف النووي الذي ترفض إيران تقديم أية ضمانات حول نوعيته، معتبرة أن الكلام عن حسن الجوار يكفي وحده لطمأنة المناهضين لانتشار الأسلحة النووية في المنطقة والخائفين من الاختلال الكبير في ميزان القوى جراء حصول طهران على السلاح النووي. هذا الرفض تستفيد منه الولايات المتحدة بالتأكيد، سواء لتوسيع تحالفاتها او انتشارها العسكري في المنطقة الحساسة جداً بالنسبة الى اقتصادها، خصوصاً مع بدء العد العكسي لانسحابها من العراق، ومأزقها في افغانستان. ولمناسبة المعلومات الصحافية عن توسيع نشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركي في المنطقة، وبغض النظر عن الدوافع التي نُسبت للولايات المتحدة وراء الخطوة (التصدي للقدرة الصاروخية الإيرانية، طمأنة الحلفاء في المنطقة، إقناع اسرائيل بعدم شن هجوم على إيران)، لوحظ أن قطر هي بين الدول الخليجية التي يشملها نشر الصواريخ الأميركية، إضافة الى البحرين والإمارات والكويت وربما سلطنة عُمان. ومن البديهي أن هذه الصواريخ لا تنشر في دولة رغماً عنها، وانما بموافقتها. وهذا يعني أن قطر توافق على نشر هذه الصواريخ على أراضيها. وليس سراً أن دولة قطر تكاد تتطابق سياستها مع السياسة الإيرانية في كثير من المسائل التي تهم المنطقة، ويكاد الإعلام القطري أن يكون ناطقاً باسم السياسة الإيرانية. وعلى رغم هذه العلاقة المميزة القطرية - الإيرانية، لا تأمن قطر جانب إيران وصواريخها، في حال نشوب مواجهة في الخليج. ولذلك وافقت على وسائط الدفاع الأميركية فوق أراضيها. ويردُّ هذا الموقف القطري ضمناً على طهران التي تعتبر أن الوجود الأميركي وحده هو مصدر التهديد لدول الخليج، وان هذه الدول، مع كل ما يُقال، تظل تعتبر أن البرامج العسكرية الإيرانية، إضافة الى الطموحات الإقليمية، مصدر تهديد لها أيضاً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد