- صحيفة 'السفير'
يوسف الاشقر:
لن يغفروا للبنان ما حققه في حرب تموز 2006. أميركيون، إسرائيليون، أنظمة عربية &laqascii117o;معتدلة" وأقليات سياسية لبنانية، الكل يجمع على أمر واحد: لا بد من أن ينزلوا بلبنان أشد العقاب، وحجتهم أنه قام بما لا يغتفر: أنجز نصرا لم يكن من حقه، وارتكب بذلك خطيئة السخرية من محرماتهم المشتركة، ومن تلك الخاصة بكل منهم.
بضربة واحدة، نسفت حرب تموز معتقدات حياتهم (أو بقائهم) محدثة خللاً مربكاً في أسس امتيازاتهم، المعروفة بأنها وجودية. كما كشفت هذه الحرب سر الحقبة الجديدة الأعظم: ميزان القوى التقليدية تنحى عن العرش، ولم يعد لأميركا واسرائيل حق التفرد بالقرار في نتائج الحرب.
في ما يخص الأنظمة العربية &laqascii117o;المعتدلة"، فقد رفعت الحرب بنتائجها الغطاء عن الكذبة الكبيرة، ان لم نقل الخديعة: انصياعهم المزمن لاسرائيل لم يكن مبرراً.
أما من جهة الأقلية اللبنانية، يبدو أن هذه الحرب تكفلت بفضح حماقة الاكتشاف &laqascii117o;العبقري" المزعوم، المستخدم ببراعة، والذي يصر ويؤكد أن قوة لبنان في ضعفه.
هذه التداعيات كلها جعلت القوى المتضررة تسارع للتفكير بسبل الاقتصاص من لبنان لمحو عمله &laqascii117o;المدمر" هذا من الذاكرة، وبأقصى سرعة ممكنة، قبل أن تجرؤ أعداد لا تحصى من ضحايا غطرسة السلطة أن ترفع رأسها أو حتى أعينها، وخوفا من أن تصل الشعوب العربية، الخاضعة للإذلال والاضطهاد من قبل اسرائيل ومن قبل حكامها على السواء، الى أن تستلهم من التجربة اللبنانية فيتأكد لبنان حينها من أهليتها للدفاع عن نفسها والعيش بكرامة.
بل أبعد من ذلك، لا بد من أن يعاقب لبنان على تطفله على نادي القوى، حيث لم يكن له وجود أبداً.
كان لبنان، دائماً، الطفل الأصغر في العائلة العربية، الذي يؤخذ من يده ويختطف من الآخرين. صحيح أنه كان يدعى الى المناسبات العائلية، ولكنه لم يشارك يوما في اجتماعات الأعضاء الكبار حيث تؤخذ القرارات أو في الأغلب، اللاقرارات. هذا المخلوق الصغير (وفق المعايير العسكرية العالمية) الذي يدعى لبنان، غير الموجود بالنسبة للبعض ولا يدخل في حسابات البعض الآخر، ها هو ينبت فجأة منفرداً على الساحة، يدخل عنوة على هذه الأطراف، ويجبرها على تغيير قواعد اللعبة التي ظنت أنها أبدية.
تطفل لبنان، من وجهة نظر القوى المعنية، لا سيما الاسرائيلية ـ الأميركية، يعد مضاعفة خطيرة لسببين: الأول أنه يشكل اهانة لها أما الثاني فلأن نتائجه المتوقعة تفوق قدرتها على الاحتمال.
فقد شعرت كل من اسرائيل وأميركا أن هذه الحرب قد زجت بهما في ورطة كبرى، هي، بنظرهما، الدعوة الى احترام قانون جديد ستخضع له منظومة الحرب في القرن الواحد والعشرين، يستبعد الاستسلام لقوى احتكار السلطة المحتمة. وبالتالي وجدت إسرائيل نفسها ملزمة برفض هذه النتيجة التي تهدد هيمنتها المؤكدة وبالتالي علّة وجودها. وعليه، متسلحة بتواطؤ بعض قادة الأحزاب أو على الأقل، بقبولهم الضمني، عقدت إسرائيل العزم على معاقبة لبنان.
الحرب الاستباقية. ساقتها مسبقاً ضد لبنان على جبهتين، في داخل البلاد وفي خارجها، حيث كثفت عملياتها الامنية وحملاتها السياسية والإعلامية. فحرب الأفكار، بامتياز، هي ما يمهد للحرب العسكرية التي لا تنتظر. بينما المتواطئون، المحليون والعرب تحديداً، ينتظرون هذا الحدث ويعوّلون على المكاسب التي ستعود عليهم منه، دون أن يجرؤوا على الاعتراف بآمالهم الدنيئة، الخاطئة والخطيرة في آن. أما ما بقي من مجتمع دولي فيبدو كأنه يجهل هذه الاحتمالية، أو على الأرجح، يعتبرها شأناً داخلياً. والآخرون لا يبدو عليهم كأنهم يعون وحشية حرب مماثلة، بالأبعاد التي يمكن أن تأخذها وبتداعياتها التي لا توفر أحداً.
لا يمكن إلا أن يشلّنا الرعب، إزاء فكرة حرب مماثلة، وإزاء المواقف الوقحة التي تطلق من هنا ومن هناك في دائرة الموضوع. فهذه الحرب ستكون كارثية. ستقحم الشرق الأوسط في دائرة النار، التي يرجح أن تتطور لتصبح حرباً إقليمية أو حرب قارات. كما أنها ستجر دماراً ماديا وجسديا لا سابق له، يقاد مبدئيا تحت لواء نظرية الأرض المحروقة، إن لم نقل المجتمعات المحروقة. ولن تتوانى الأطراف المتنازعة أن تلجأ الى استخدام أسلحة الدمار الشامل في نهاية المطاف أو في بدايته كتدبير &laqascii117o;وقائي" أو &laqascii117o;احترازي". والأسوأ من أسلحة الدمار الشامل، ما يماثلها من قيم تحكم فكرة هذا الدمار في كلا المعسكرين، وفي كل معسكر على حدة.
ما سبق يدعونا الى إعادة التفكير ليس فقط في العمليات العسكرية وما ينتج عنها من دمار مادي غير مسبوق، إنما أيضاً وتحديداً، بالأثمان المرعبة والخسائر البشرية والحضارية الفادحة التي سيشهدها الانسان والمجتمعات، في كلا الطرفين، والتي تتخطى حدود المواقف التي يتخذها الناس.
لنفكر أيضا في الجسور البشرية التي ستنهار مفسحة المجال لجدران الفصل لتأخذ مكانها، ولجدران المواجهة، التي ستسيطر على المشهد، ولنفكر أيضاً وأيضاً بالخوف والحقد اللّذين سيحكمان مواقفنا، علاقاتنا وردود أفعالنا.
يلزم أن نستحضر الحالة التي سنصلها في استفحال الغرائز المتوحشة التي ستسيّر أفعالنا وردود أفعالنا، والتيقن من أن القيم القبلية ستتحكم بالمجتمع من الجانبين دون حاجة لوجود قبائل وأن القيم العصبية ستعشّش في الكهوف كما في ناطحات السّحاب. بايجاز، لنفكر جديا بهذه العودة القسرية والسريعة باتّجاه البربرية. هذه البربرية المتسلحة بوسائل تدمير مطلقة، التي ستقودنا الى سلوك انتحاري جماعي.
لا بد إذاً من أن نمنع اسرائيل من التفكير بحرب مماثلة. الأمر الذي يصبّ في المصلحة الوجودية لجميع الأطراف دون استثناء، في اطار الحفاظ على الإرث البشري الذي يشكل الضمانة الرئيسية لبقائنا في هذه الحقبة الجديدة من العولمة بجانبها المهيمن، والموصوفة للأسف، بعولمة الخطر والتهديد. من هنا، تبرز الحاجة الى توفر شرطين ضروريين ولو لم يكونا كافيين.
أولا: لا بد من إقناع اسرائيل بصرف النظر عن حرب كهذه.
ثانيا: لا بد من جعل لبنان أكثر إقناعاً.
اذاً، كيف نقنع اسرائيل بالتخلي عن فكرة الحرب؟
لن يكون مجدياً بمكان التوجه الى القيادات الاسرائيلية والى المنظمة الصهيونية، المصرّة على اندفاعها المتهور، مهما دعتها الحقائق الجديدة لسلوك الاتجاه المعاكس. ولن يكون مجدياً على حد سواء التوجه الى المنظمة المتوحشة للمحافظين الجدد ولغيرهم ممن يُدعون بأصدقاء اسرائيل الذين، بحجة حبهم وتشجيعهم لها، يقودونها الى الجنون والانتحار. لا بد إذاً من مخاطبة العالم أجمع والاسرائيليين تحديداً، لتحذيرهم من مغبة هذا الجنون والتسابق نحو الانتحار الذي لا تراعي تداعياته أي جهة، أكانت قريبة أو بعيدة.
ما يتطلبه &laqascii117o;إقناع" القيادات بصرف النظر عن الحرب، هو إجبارهم على القبول بالحقائق المستجدة على مؤسسة الحرب في عصرنا الحالي. وعملية إخضاعهم لهذا المنطق تفترض قيام معارضةٍ حازمةٍ بوجه مخططات الحرب، تمارس الضغط الجدي من كافة الاتجاهات. ويقترن عملها بوجود وعي مسبق بحتمية هذه الخطط والثقافة الكامنة وراءها. إذ لم يعد الأمر يتعلق بنبش ذاكرة الماضي المظلم فقط، بل تعداه الى ضرورة التنبه الى خطورة المشاريع التي ترتسم في الوقت الراهن، وإلى أهمية تقديم شرح دقيق حول الأسباب التي تجعل هذه الحروب المرتقبة موسومة بدمار استثنائي على الصعيد العالمي، وبإبادة لإسرائيل على وجه الخصوص.
اللغز الواجب حله هو الجواب عن السبب الذي يجعل هذه القواعد الجديدة تناسب اسرائيل تماماً، بحيث لا تكون الحرب خيارا لها، أو على الأقل ليست خيارها الأوحد، إنما تصبح نوعاً من الولع أو مجرد أسلوب حياة.
لقد أتينا على ذكر أحد القوانين الجديدة التي غيرت مفهوم ميزان القوى، الذي كان يمتلك في الماضي قرار الحرب ويحتكر من خلاله السلطة المطلقة. بينما في الوقت الراهن لم تعد هذه القوانين تكتفي بكسر صورة احتكار السلطة بل تعدته الى إعاقة عملها مثبتة بذلك أن المنتصرين ايضا، الأكثر قوة و تطوراً والأشد ثراءً سيكونون أكبر الخاسرين. &laqascii117o;الغنيمة" لن تسلك الطريق نفسها، كما الحال دائماً، من المهزوم الى المنتصر، فالإله الجديد للحرب سينتزع الغنائم من الطرفين، والعائدة الى المنتصر المزعوم قد تكون الأكثر ثقلاً والأشد إيلاماً. وتلك التي تخص اسرائيل تحديدا، ستكون على الأرجح مصيرية.
ما يمسّ إسرائيل في المقام الأول هو شكل الجبهات التي سترتسم في الحرب المقبلة. في السابق كانت الحروب تجري على ساحات تختارها الجيوش بعيدا عن المدنيين الذين يبقون بمأمن من الخطر. الوضع الآن بات مختلفا، فقد بدأت الحروب الحديثة تنزلق أكثر وأكثر باتجاه المجتمعات المدنية للمتحاربين، وفقدت الأطراف المتنازعة قدرتها على اختيار ساحة المعركة التي تناسب خططها.. وهذا ما يفسر أن حدود الداخل (حيث يتواجد المدنيون)، ولا سيما حدود القوى العظمى، أصبحت تستحوذ على اهتمام المسؤولين العامين وتثير قلقهم.
في الحرب المرتقبة، قد يخرج جيش ما منتصراً من معركة ما معزولة، لكن الشعوب، في المعسكرين، وفي خارج المعسكرات، لن تخرج سوى مضرجة بالدماء، هذا إن خرجت.
الواضح أن القوى العظمى هي الأكثر ميلاً لتجاهل هذه الحقائق. فاسرائيل تبدي ثقة وتجاهلاً مضاعفاً، لكونها قوّة عظمى إقليمية تعتمد على قوّة عظمى عالمية. وكلما ازدادت ثقة اسرائيل بنفسها، كلما ازداد الخطر المحدق بها، علما بأن إسرائيل كانت أول من برهن هذه الحقائق واكتشف القواعد الجديدة لمؤسسة الحرب خلال حرب تموز، ولكن دون أن يجعلها هذا الامر تستخلص النتائج الايجابية منه، أو أن تتصرف على أساسها. وسبب ذلك؟ إما أنه الجهل والغرور، أو نتيجة سوء نيات حكامها. فهؤلاء قرروا، بملء ارادتهم، أن يُخدعوا بتقرير فينوغراد، كي يتمكنوا بدورهم من خداع جمهورهم القريب ومن ثم العالم أجمع. ومغامراتهم المتهورة قد تستمر دون رادع (...)
يعتقد الاسرائيليون أن فشل حربهم في تموز يرجع الى اسباب ظرفية، وبالأكثر الى هفوات عملية: خطأ في الحكم، سوء ادارة، نقص في المعرفة الشخصية، انعدام التواصل، سوء أداء في الدوائر العليا للجيش، استخفاف بالعدو، ثقة زائدة بالنفس، مغالاة في تقدير المزايا التكنولوجية...
باختصار لقد أورد تقرير فينوغراد جميع اسباب الفشل ما عدا السبب الحقيقي أو الجوهري : فشل اسرائيل لا يعود الى سبب تقني انما الى خلل جسيم في المبدأ. سنتطرق إليه لاحقاً.
وعلاوة على التقرير، قامت اسرائيل باطلاق الاكاذيب مروّجة أن الحرب أتت نتيجة قرارات اعتباطية وعانت من نقص في الاستعداد.
التوصيات التي قدمها فينوغراد، لا تقل خطأ وفداحة عن استنتاجاته. فبما أنه حصر الأسباب المزعومة بأخطاء ظرفية وشخصية وبالتهور في الأحكام التكتيكية، فهذا يعني أنه يكفي في هذه الحالة ان تقتصر توصياته على معالجة الأسباب المذكورة لاعادة تقويم الوضع؛ واذا كان الخطأ المزعوم عسكرياً بامتياز (كما أورد التقرير)، فينبغي على إسرائيل عندها إذاً أن تطوّر آلة الحرب وتصحح سلوك رجال الحرب فقط. واسرائيل تدعي انها تسلك الطريق الصحيح باختيارها الحرب كأسلوب حياة، فتعيد في هذه الحالة ملاءمة استراتيجيتها العسكرية مع الحفاظ على الخطط الحالية نفسها والمعايير والمفاهيم التي تحكم حياتها وعلاقاتها.
إذاً، لم يعد مدهشاً بتاتاً أن توكل اسرائيل مهامها &laqascii117o;الإنقاذية"، القائمة على المحافظة على أسلوبي الحياة والتحرك الآنف ذكرهما، الى الجيش بشخص القائد أشكينازي. وهو من عهد اليه ابقاء الشعب الاسرائيلي على اطلاع حول آلية انجاز العمل، أي طمأنته حول أهلية الجيش لخوض حرب جديدة بنجاح. وكما هو واضح فإن هذه السلسلة من الخلاصات والتوجيهات تشكل بالنسبة للاسرائيليين مصدر إغراء، لا بل دعوة ضمنية للدخول في الحرب.
وفي حين كان يفترض أن يقرع تقرير فينوغراد ناقوس الخطر ويساهم في اقناع اسرائيل بالتراجع عن خيار الحرب، قدّم لها تأكيداً لخوض الحرب بطريقة أخرى.
ان تقرير فينوغراد يرسي دفاعاً في الاتجاه المعاكس بوجه من يؤمن بجدية هذه المخاطر. وهو، على الأقل وكحد أدنى، كان ينبغي أن يطلع الإسرائيليين على الحقائق الجديدة، غير أنه على العكس قدم رأياً مسيّساً ومزوراً. ما نسوقه من براهين ضد هذا التقرير، يلقي الضوء على المسائل المغلوطة والموجهة التي أثارها، وعلى تلك التي أسقطت منه عمداً.
وللكشف أكثر عن زيف الخداع الإسرائيلي لا بد من الإشارة إلى أن حرب تموز لم تكن عفوية أو نتيجة تسرع في الحكم، بل تم الإعداد لها مليا. إذ لم يخطط لها عشوائيا حفنة من الرجال في الحكم، بل نظمت بدقة بالتعاون المشترك بين جميع مؤسسات السلطة على كافة الأصعدة، علما بأنها لم تعان من نقص في الاعداد، بل كانت أكثر حروب اسرائيل عبر التاريخ إعداداً وتحضيراً.
في العمق، نكرّر: لا تعود هزيمة إسرائيل الى سبب تقني إنّما الى خطأ فادح في المبدأ. ولا ترتبط بآليات القرار والتنفيذ بقدر ما هي مرتبطة بمنطق وعمق هذه الآليات. ولا ترتبط بكيفية عمل هذه الآلة الدولية بموازاة ارتباطها بعقليتها. وهي ترتبط قليلاً برد فعل غير مدروس بموازاة ارتباطها بأسلوب تفكير اسرائيل المغالي وقليلا بعدم كفاءة الماكينة الحربية بمواجهة تبلور قيمتها الجديدة: لم تعد تقدم الجواب لشيء.
والأسوأ أيضا: لم تعد تجيب عن أي سؤال الا وتطرح غيره. هي أسئلة عديدة ومقلقة.
الضربة التي تلقتها اسرائيل والتي تشكل خطراً علينا عبرها، لا يمكن ان تشفى منها أو تبعدها عنها ببساطة التغيير في الخطط انما بتغيير جذري للأذهان في اسرائيل.
كل ما ورد أعلاه حول موازين القوى الجديدة، وما تم ايراده من حجج لاثبات خدعة تقرير فينوغراد، يبقى رسالة ميتة اذا لم يتمكن من أن يصل، وبالوقت المحدد، الى أوسع شريحة من الرأي العام، لا سيما الاسرائيلي. لا بد من أن يستعين بالأداة الأساسية، وهي حملة سياسية واعلامية لا حدود لها، بهدف قيام معارضة محكمة وفاعلة في وجه وحوش الحرب. هذه مهمة جوهرية ينبغي الاسراع لإنجازها قبل أن يتهور حكام اسرائيل، المصابون بجنون السلطة، ويزجوا العالم في دائرة النار حيث لا مفر.
لبنان يضطلع بواجب دقيق وخاص في هذه المهمة. في العام 2006، كان مقنعاً لدرجة أنه ألزم اسرائيل بالانسحاب. في العام 2010، لا بد أن يكون على درجة بالغة من الاقناع تجعل اسرائيل تتخلى عن فكرة الحرب الجديدة التي تحلم بها ليل نهار.
**تعريب: هيفاء زعيتر