- 'السفير'
ماذا بعد خلية حزب الله؟
رفعت سيد أحمد:
الآن وبعد أن أسدل الستار القانوني عن القضية التي عرفت باسم خلية حزب الله في مصر، وانتقلت من المربع القضائي إلى المربع السياسي، دعونا نتأمل في دلالاتها، والمآل الذي ستصل إليه خاصة ما يتعلق فيها بالعلاقة المستقبلية بين حزب الله والنظام المصري.
أولى الملاحظات: في ظني أن هذه القضية أخذت اهتماماً إعلامياً أكبر من حجمها، خاصة أن المتهـمين الـ(26) لم ينفذوا أي مخطط مما قيل إنهم كانوا يعــتزمون تنــفيذه لدعم المقاومة الفلسطينية أو لضرب أهداف اسرائيــلية (سياح ـ سفن ـ ... الخ)، لقد ظلت الأهـداف حبيــسة القلوب، وتم إلقاء القبض على المتهــمين في نوفمبر 2009 وهم لا يزالون ـ كما قالت أوراق القضـية ـ في طور الإعداد، ورغم ذلك وجد البعض من إعلاميي النظــام وسياسييه الذين يصمهم الجمهور عادة بالمنافقين لكل عصــر(!) الفرصة ليحولوا قضية غير كاملة الإعداد إلى جريمة كاملة الأركان، وإلى مناحة للدفاع عن وهم اخترعوه اسمه (الأمن القومي المصري)، ذلك الأمن الذي لم يحرك ساكناً لديهم عندما هدّدته عشرات الإهانات والاختراقات الاسرائيلية والأميركية، في السنوات الثلاثين الماضية (عهد مبارك) والتي وصلت إلى حد قتل المصريين على الحدود، وإلى حد التجسس العلني على قدرات مصر النووية والعســكرية! لم يتألم طابور المنافقين من الإعلاميين والســاسة بدرجــة الألم نفسه الذي ادعوه مع قضية خلية حزب الله، الأمر الذي يقطع بأن نواحهم لم يكن إلا لمصلحة إسرائيل علموا ذلك أم لم يعلموا!
ولنعد إلى الصحف لنرصد ونتابع ونندهش على (إعلاميي الصدفة) هؤلاء الذين انفعلوا وتمادوا في انفعالاتهم تجاه فعل نبيل لدعم شعب محاصر ومقاومة محاصرة كالمقاومة الفلسطينية حتى ولو كان هذا الفعل قد أخطأ (الوسيلة)، ولكنه حتما لم يكن في نذالة وحقارة وإجرام الانتهاكات الاسرائيلية لأمننا القومي شبه اليومية في هذا العهد وتحت ظلال كامب ديفيد السيئة الصيت. وكان من الممكن وبسهولة علاجه بالطرق السياسية بدلاً من تلك المعالجات المنفلتة والمسيئة لمصر ودورها العروبي المفترض.
ثاني الملاحظات: لقد فند محامو المتهمين وفي طليعتهم الفقيه القانوني د. محمد سليم العوا، الذي نؤكد جازمين أن مرافعته عن المتهمين تكتب بماء الذهب (والتي فاقت صفحاتها الـ60 صفحة)، قد فندوا ادعاءات الأمن والنيابة، ولو كان الأمر أمر قانون لحكم فوراً ليس ببراءة جميع المتهمين بل وبمنحهم أوسمة، لدعم المقاومة والشعب الفلسطيني، بعد أن تآمر الجميع عليه، ولا داعي للتحجج بفقرات مجتزأة من اعترافات تحت الإكراه والتعذيب عن فعل لم يتمّ! ولكن، لأن الأمر لم يكن أمر قانون وكان من ألفه إلى يائه أمر سياسة (وسياسة خايبة ولا مؤاخذة!)، لذلك حكم على هؤلاء المناضلين الشرفاء بهذه الأحكام القاسية والتي كانت في مجملها أحكاماً سياسية بامتياز.
ثالثاً: ولأن الأمر كان، وأصبح أمر سياسة، فأحسب أن من مصلحة مصر (الرسمية والشعبية) وبعد أن تحوّل أصدقاء النظام المصري في بيروت إلى الطريق الصحيح، وهو طريق دعم المقاومة والعلاقات الطـيبة مع حزب الله وسوريا، وبعد أن ابتعدوا عن طريـق واشنــطن وتل أبــيب لإدراكهم أنه كان طريقاً خاطئاً، بدأ باغتيال المخابرات الاسرائيلية والأميركية لرفيق الحريري، وانتهى بحرب يوليــو 2006، وأنه طريق لا يزال مستمراً لحصار حزب اللــه (أشرف وأنبل قوة مقاومة عربية وإسلامية)، بعد أن أدرك حلفاء مصر والسـعودية (وأعني هنا ســعد الحريري وجــنبلاط ومن كان معهما من فريق 14 مارس) لحقـيقة المؤامرة وخطرها على وطنهم، صار من الواجب على مصر أن تكف عن إرضاء واشنطن وتل أبيب، مجاناً، بمثل هذه القـضايا المفتعلة أو على الأقل التي تأخذ أكبر من حجمها الحقــيقي، وأن تستثمر هذه الأحكام القاسية بطريقة أخرى إيجابية تفتح من خلالها صفحة جديدة مع لبــنان كله وليس مع حزب الله وحده، وذلك بإصدار القرارات الرئاســية للعفو عن هؤلاء المتهمين الشرفاء، وفتح القنوات الدبلوماسـية الصريحة مع حزب الله وقوى المقاومة العربية (في العراق وفلسطين)، وأن يستقبل وبترحاب قادة هذه المقاومة في قصورنا الرئاسية على الأقل، مثلما نستقبل قتلة من عينة (باراك وبيريز ونتنياهو)، فقادة تلك المقاومة هم الأشرف والأكرم والأكثر دفاعاً عن أمننا القومي، إن فهمناه بمعناه الصحيح وليس بالمعنى الأميركي أو الاسرائيلي كما جرى في تلك القضية وغيرها، إن حجم التآمر الاسرائيلي على مياه النيل، وعلى سيناء بل والقاهرة (هناك 45 قضية تجسس اسرائيلي ضد مصر خلال الـ 25 سنة الماضية فقط) يكفي وحده ليدفع العقلاء في هذا النظام، لكي يعيدوا ترتيب علاقاتهم مجدداً مع الحلفاء والأصدقاء الحقيقيين، وأن يبادروا بفتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام والفهم والصراحة بين مصر وحزب الله باعتباره أهم وأقوى قوة سياسية مقاومة في لبنان بل وفي المنطقة، خاصة بعد أن أغلق الملف القانوني المفتعل لما سُمّي بخليته في مصر، ان هذا الأمر في ظني ضرورة أمنية واستراتيجية لمصر، هذا طبعاً لو أدرك العقلاء ذلك، ولو صمت صهاينة العرب ومارينز الإعلام والسياسة قليلاً، ولم ينفخوا في نار الخلافات الصغيرة لتزداد اشتعالاً على أتفه الأسباب، ونحسب أن مصر الدور والتاريخ كانت وستظل أقرب إلى روح المقاومة منها إلى روح هؤلاء المارينز. والله أعلم
- 'السفير'
فيروز تصدح في الناخبين: &laqascii117o;خبطة قدمكن عالأرض هدارة".. الضاحية الجنوبية: حيوية انتخابية متفاوتة بين البرج والغبيرة
غاصب المختار:
استفاقت بعض احياء الضاحية الجنوبية في بداية اليوم الانتخابي امس، على صوت المطربة فيروز يصدح في الناخبين &laqascii117o;خبطة قدمكن عالارض هدارة"، وكأن الضاحية تحتاج لمن يستحثها على المعارك الانتخابية، إذ عبّرت عن حيويتها باكراً ولو بنسب تصويت خفيفة لتتزايد تدريجياً مع حلول الظهيرة، خاصة حيث كانت &laqascii117o;ام المعارك" في بلدة الغبيرة اكبر بلدة في ساحل المتن (21 عضواً بلدياً و12 مختاراً)، سواء على مستوى البلدية او المخترة نظراً لوجود لائحتين وازنتين، أولى، توافقية مدعومة من &laqascii117o;حزب الله" &laqascii117o;وحركة امل"، وثانية، مستقلة تسمي نفسها &laqascii117o;عائلية اعتراضية"، وبسبب وجود عدد كبير من المرشحين للمخترة لا سيما في حي الجامع في الغبيرة.
لم ينفع نقل قلم الناخبين السنة الذكور من مركز اقتراع مدرسة البستان على طريق المطار الى مدرسة الشهيد عبد الكريم الخليل الرسمية (مدرسة الغندور) داخل الشياح (15 قلم اقتراع للسنة والشيعة)، في التخفيف من اقبال الناخبين وان كان قد لاقى فصل الذكور عن الاناث اعتراضات واستياء، عالجه وزير الداخلية زياد بارود باعتبار مركز انتخاب مدرسة الغندور &laqascii117o;نقطة حساسة" امنياً، فتمت زيادة عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، وهكذا مرت الانتخابات على خير وبنسبة اقتراع تفاوتت بين حي وحي وقلم وقلم، لكنها لم تنزل عن مستوى الاربعين في المئة.
الحماسة الكبيرة انتخابياً في الغبيرة تعكسها زحمة الناخبين والمندوبين امام مراكز الاقتراع الثلاثة وداخلها، وعمليات التشطيب و&laqascii117o;اللوائح الملغومة" ولم تقل الحماسة للانتخابات الاختيارية (المخترة) عن البلدية ان لم تكن اكثر حماسة لكثرة عدد المرشحين للمقاعد الاختيارية الاثنتي عشرة. (سبعة لحي بير حسن وخمسة لحي الجامع). وزاد الحماسة تفقد عدد من نواب المنطقة للعملية الانتخابية بجولات استمرت حتى قرب اقفال صناديق الاقتراع.
في برج البراجنة، تواجهت لائحة توافقية مدعومة من حزب الله وحركة امل من 18 مرشحاً، مع لائحة &laqascii117o;اعتراضية" من ثلاثة مرشحين، بالاضافة الى مرشحين منفردين، في معركة غير متكافئة جرت فقط لتسجيل موقف اعتراضي على طريقة اختيار اللائحة التوافقية والإصرار على ان تكون رئاسة البلدية لحزبي. فيما كانت معركة المخترة محتدمة حتى بين ابناء العائلة الواحدة، تماماً كما هي حال الغبيرة، واكتظت الطرقات المحيطة بمراكز الاقتراع بالناخبين والمندوبين وعناصر القوى الامنية.
وشهدت معركة المخترة نكهة خاصة في البرج لوجود سيدة وحيدة مرشحة هي سوسن منصور جمال الدين في حي المنشية. ولم يخل الأمر في بعض مراكز اقتراع حي السياد الثلاثة عشرة من تطور بعض الخلافات الانتخابية بين انصار ومؤيدي بعض المرشحين للمخترة الى تضارب محدود تدخلت القوى الامنية لحلها فوراً. وشهد مركز حي المنشية (9 أقلام في المدرسة الرسمية) انتخابات هادئة برغم كثرة المرشحين للمخترة فيها، كذلك الحال في اقلام اقتراع حي السنديانة السبعة في مركز مدرسة جلول الرسمية. لكن لم تتجاوز نسبة المقترعين في البرج الخمسين في المئة ان لم يكن اقل بسبب عدم الحماسة للمعركة البلدية.
المعركة في حارة حريك كانت على مقاعد المخترة السبعة، لا سيما الاربعة المسيحيون منهم، بعد فوز اللائحة التوافقية للبلدية بالتزكية، وتوزع الناخبون المسيحيون في اقلام مدرسة السان جورج (11 قلم اقتراع)، وجرت المعركة بين تسعة مرشحين مسيحيين ووسط اقبال ملحوظ للناخبين الذين اتى قسم كبير منهم من اماكن بعيدة عن الضاحية، فيما جرت معركة المخاتير الشيعة بين اربعة مرشحين شكل ثلاثة منهم لائحة وبقي الرابع منفردا. وشهدت اقلام اقتراع المسلمين في ثانوية حارة حريك الرسمية (عشرة اقلام) اقبالا للناخبين الشيعة تجاوز الخمسين في المئة، بينما كان اقل عند الناخبين السنة.
أما المفارقة الانتخابية اللافتة للانتباه فكانت في المريجة ـ الليلكي ـ تحويطة الغدير (15 عضواً بلدياً)، حيث جرت معركة على المقاعد البلدية الخمسة المخصصة لحي الليلكي بين سبعة مرشحين خمسة منهم على اللائحة التوافقية والاثنان منفردان، فيما فاز مرشحو المريجة وتحويطة الغدير بالتزكية. بينما جرت في حي تحويطة الغدير معركة على مقعد المختار بين مرشحين، وفاز مختارو المريجة والليلكي بالتزكية... فكانت الحصيلة إقبالاً انتخابياً خفيفاً بدا أقرب الى لقاء اجتماعي في عطلة نهاية الأسبوع بين الاهالي، ذلك أنه قلّ أن يلتقي الاهالي المسيحيون بسبب سكنهم خارج المنطقة وكانت الانتخابات فرصة للتلاقي وتبادل الأحاديث الاجتماعية..
- 'السفير'
نجونا من انقلاب عسكري!
نصري الصايغ:
عن انقلاب عسكري كان يجب أن يقع، تحدّث اللواء جميل السيد، وعن عدم تنفيذ فكرة الانقلاب، قال اللواء، إنه نادم.
مفاجأة، لم يكن لها الدويّ المفترض، لأن البلد مشغول جداً، في ترتيب خرائبه الانتخابية، البلدية، الحكومية، السياسية، الاقتصادية، المالية، التربوية، الصحية، المعيشية والخدماتية.
مفاجأة، كان يجب أن تتصدّر العناوين، وتفتح فيها ملفات النظام برمّته، لكن ذلك لم يحصل، لأن &laqascii117o;ركاب" البلد من اللبنانيين مشغولون جداً، في إعداد وجبات طعام غير فاسدة، وتوضيب لوائح أدوية غير مغشوشة، وتأهيل صحتهم لتمانع المرض.. وحدها.
كان على من يعنيهم الأمر، أن يسألوا اللواء السيد على الأقل، هل بلغ بكم اليأس مراراً، حتى فكرتم باجتراح جهنم الانقلاب، للانقضاض على جحيم الطبقة السياسية الفاسدة، وعلى النظام الطائفي المغلق بشدة فظة، وعلى المجتمع اللبناني نفسه، المصاب بانفصام بلغ حدود الميتاسكيزوفرينيا؟
فات اللبنانيين الاهتمام بانقلاب لم يقع ذات صباح، وفاتهم الاستماع إلى &laqascii117o;عذوبة" البلاغ رقم واحد.
من المثير، إضافة التأكد، من أن اليأس من النظام وأهله وناسه وثقافته وإعلامه وأشخاصه وكتابه قد ملأ الفضاء اللبناني برمته، وان هذا النظام، بكل هشاشته، أقوى النظم لانعدام البدائل وفقدان الوسائل.
ماذا لو وقع الانقلاب آنذاك؟.. أول النادمين لوقوعه سيكون جميل السيد نفسه.
أولاً: لم يعرف العرب انقلاباً عسكرياً، نقلهم من حال إلى حال أفضل، ولو قليلاً. ولم يعرف العالم الثالث انقلاباً عسكرياً، لم يستدع انقلابات، أفضت في خاتمة بنادقها، إلى القعود في السلطة والقعود عن الإصلاح.
ثانياً: لم يحكم العسكر بلاداً إلا وتركها على شفير حرب أهلية، اثنية، دينية، مذهبية، طائفية، مناطقية.. فلتنطق الأحداث العربية بالشواهد.
ثالثاً: لم يتسلّم العسكر حكماً من دون أن يحمي نفسه بشبكة أمان من &laqascii117o;عمالقة" الفساد. فقاد ذلك إلى التحكم بحريات الناس ثم بلقمة عيشهم... ارباب السلطة الدكتاتورية، يتربى الفساد على أيديهم... يحكمون بالعسكر، ويستبيحون المال العام. يمكن الاستشهاد بعدد المافيات التي تربت في ظل الحكم الشيوعي الاستبدادي، زمن الاتحاد السوفياتي.
رابعاً: بمن كان سيحكم جميل السيد؟ هل كان سيجلب معه الثكنة إلى الوزارات؟ أم هو كان مضطراً في حال فوزه، أن يستأجر رجالاً مدنيين، على ذمة أنهم ملائكة، في بلد، تعشعش الشياطين في سياساته؟ هل كان سيعيد تجربة اللواء فؤاد شهاب الإصلاحية، عبر أكلة الجبنة من الطبقة السياسية، وعبر &laqascii117o;أكلة الحريات الفردية السياسية" التي اختص بها جلاوزة وقادة المكتب الثاني؟
خامساً: هل كان بمقدوره تخطي البنية الطائفية العشائرية، أم أنه كان سيلجأ إلى ما كان متوقعاً لو نجح انقلاب فؤاد عوض وشوقي خير الله مع القوميين، في بداية الستينيات، حيث كان من المفترض، إيلاء الرئاسة إلى ماروني، والحكومة إلى سني، والمجلس إلى شيعي. أي إعادة ترتيب الهيكل الطائفي، بطائفيين مضموني الولاء، لأصحاب السلطة التي تستمد شرعيتها من قوتها، مهما بلغت نظافة شعاراتها وبالغت بها!!!
سادساً: هل كان يمكن للانقلاب الذي فطم قبل أن يولد، أن يعتمد على &laqascii117o;طبقة الضباط الشرفاء"؟ لعل اللواء السيد مقتنع، بأن الثكنات العسكرية، لم تخرج غير ما ألفناه من ضباط وقادة فرق وألوية. وما ألفناه وعرفناه، يدلّ على أن الثكنة لا تخرج عباقرة. ولا تخرج ضباطاً مستقلين عن طوائفهم ومناطقهم... وأظن ان التوقف عن الكلام في هذا المقام، يؤمن السلام للكاتب والمكتوب معاً.
سابعاً: هل كان السيد مؤمناً بأن الإصلاح ممكن من فوق؟ ووفق أي برنامج سياسي؟ كيف كان سيتعامل مع زعماء الطوائف؟ هل كان ينوي قذفهم عبر البحر إلى بلاد الله الواسعة؟ هل كان سيحجر على رجال الدين النافذين، أصحاب التضحية بالوطن لمصلحة قلة في الطائفة؟ لعل في إجابته يوما ما، ما يفرحنا لو كان ينوي، او سيحزننا، لو أنه كان يعفّ عنهم.
ثامناً: ماذا كان مصير الحريات عموماً، والحريات الطائفية المستفحلة خصوصاً؟ هل كان الانقلاب، لو نجح، سيصلح القضاء وكيف؟ التجارب في الأنظمة العسكرية تفيد العكس. فإذا كان القاضي يخاف ظل السياسي الطائفي، فكيف سيتعامل مع حاشية السلطة العسكرية وجزمتها؟ هل كان الانقلاب سيوقف زحف الديون ويعيد آلة الانتاج للاقتصاد، ويلجم وحش المال الزاحف على العقارات ومؤسسات الخدمات لخصخصتها؟ وألف سؤال من هذا المستوى...
أخيراً: لو نجح الانقلاب، ذات يوم، في أواسط التسعينيات، لكانت رحلة الفشل قد بدأت في اليوم التالي.
وإذا كنا نصلي ونقول: نجنا يا الله من النظام الطائفي الاستبدادي فإننا سنتضرع له ونتوسله، كي ينجينا من أي نظام عسكري أمني استبدادي، سيجد نفسه مضطراً، ان ينام في فراش واحد مع الطائفية، ليزني زنى سفاحاً، يسمّى وطناً.
مبروك للبنانيين، فشل انقلاب لم يقع ذات يوم. مع التأكيد، بأغلظ الإيمان، أن التغيير في لبنان، قيد الاستحالة.
- 'الأخبار'
الحارة والغبيري: باردة بلدياً عاجقة عالمخترة
منهال الأمين:
يوم بارد انتخابياً في الغبيري، زادته برودة التزكية في جارتها حارة حريك، انعكس حماوة في معركة المخاتير بين العائلات، وكذلك بين أهل التوافق، حزب الله وحركة أمل. &laqascii117o;بيرشحوا ناس وما بيسألوا عائلاتهم" يختصر اعتراض الرجل الستيني، وسط مجموعة من الأقارب، قرب مدرسة الغبيري للبنات، المشهد الذي أفضت إليه العملية الانتخابية في بلدات الضاحية الجنوبية، بعد التوافق الذي حصل بين حزب الله وحركة أمل، وقضى باعتماد النسبية في توزيع المقاعد البلدية، وفق نتائج الدورة الماضية. وهو ما وضع الحزب تحديداً أمام خيارات محسوبة بدقة، فحلّ الخيار العائلي ثانياً بعد الخيار الحزبي، لضمان وجود مجلس بلدي &laqascii117o;باليد"، ودفع الحزب والحركة إلى ترك انتخابات المخاتير &laqascii117o;تنفيساً" للجو العائلي المستاء من هيمنة الأسماء الحزبية. وإذ نجحت التزكية في حارة حريك، فإن لائحة منافسة غير مكتملة في الغبيري حملت اسم &laqascii117o;الغبيري للجميع"، خاضت المعركة في وجه لائحة الوفاء والتنمية التي يترأسها رئيس البلدية الحالي محمد سعيد الخنسا. أما المخاتير فشهدت معركة عائلية بامتياز، وخصوصاً في حي الجامع الذي أصبح بخمسة مقاعد اختيارية، بعدما كان اثنين فقط في الدورات السابقة، ما أدى إلى زيادة عدد المرشحين الذي وصل إلى 20. كذلك في حي بئر حسن، تنافست لائحتان من 7 أعضاء (بينهم المختار قاسم الخنسا القاسم المشترك بين اللائحتين) لكل من الحزب والحركة، إضافة إلى بعض المستقلين. ولم تشهد المنطقة إقبالاً كثيفاً، مع وجود ماكينة انتخابية لافتة للائحة الغبيري للجميع، من مندوبين متجوّلين وثابتين، وهو ما فسّره بعض الفاعلين في ماكينة اللائحة المقابلة بأنه ناجم عن &laqascii117o;تراخي لائحتنا بسبب التوافق، ما انعكس نشاطاً لدى الطرف الآخر، لعلّه يرفع من رصيده". وسُجّلت حادثة وحيدة طيلة النهار الانتخابي الطويل، تمثّلت في اعتداء على مندوب للائحة الغبيري للجميع قرب ثانوية عبد الكريم الخليل، بحسب ما أفاد المرشح أيمن فرحات. وشكا مواطنون ومخاتير ومرشحون من &laqascii117o;خربطة" في الأقلام بين مركزي البستان وعبد الكريم الخليل، وتحديداً للسجلات نفسها بين الذكور والإناث، إذ اضطر محمد فرحات إلى الاقتراع في الأخيرة، بينما زوجته لم تجد اسمها، فانتقلت إلى البستان. ولم تتجاوز نسبة الاقتراع في الغبيري 39%، إذ اقترع 7163، من أصل 19837 ناخباً.
أما في حارة حريك، فإن المشهد كان هادئاً جداً حتى الملل، بحسب إحدى المندوبات في مدرسة السان جورج، ولم تتجاوز نسبة الاقتراع في الأقلام المسيحية 33%، إذ اقترع 1500، من أصل 5000 ناخب. وأسهم في هذا الفتور التزكية في البلدية، وكذلك سريان شائعات عن تزكية في حي الرويس، إضافة إلى عدم اقتراع العماد ميشال عون. ومع هذا، فإن مناصري التيار حضروا من أماكن إقامتهم في جونية والزوق وجبيل وكسروان وغيرها. ويعزو زياد واكد (جونية) عدم الإقبال إلى &laqascii117o;زعل" البعض من التيار، وتحديداً عائلة واكد، الثانية عددياً بعد دكاش، رغم أن عون اختار رئيس البلدية منها &laqascii117o;فقد كنا موعودين بمختار أيضاً. ورغم استبدال مدرسة النخبة لضيقها، إلا أن الصناديق وضعت في الطبقتين الثالثة والرابعة من المدرسة، ما حرم العديد من كبار السن والمرضى الاقتراع، وخصوصاً أن المركز غير مجهّز لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ينسحب على جميع مراكز الاقتراع في الضاحية. والمرشحون للمخترة في حيّي الرويس والكنيسة، كلّ يدّعي وصله بعون، مع العلم بأن الأخير دعم المرشحَيْن الفائزين في الأول، وهيب أبي نادر ونصر نصر، ونافستهم ميليسا دكاش، وفي الثاني، المرشحين الفائزين أيضاً جوزف النقور وإميل دكاش، ونافسهما 4 مرشحين: المختاران الحاليان سمير النقور وجوزف كنعان وإيلي واكد ويوسف الأبيض. ويجزم أحد المرشحين بأن التيار لم يدعم أحداً، &laqascii117o;وكلنا مع الجنرال". أما في ثانوية حارة حريك، حيث نافس أحمد موسى الحاج، المرشح الدائم للدورة الثالثة على التوالي، والرافض لعضوية البلدية، في محاولة منه للفوز بأحد المقاعد الثلاث للشيعة في حي قرانوح. وارتفع صوته عالياً بسبب ما وصفه مخالفات قانونية جرت داخل حرم مركز الاقتراع، لجهة توزيع لوائح على الناخبين، ما استدعى تدخّل القوى الأمنية لمنع المخالفين. وشكا الحاج من الضغط الكبير الذي تعرّض له، من خلال &laqascii117o;مصادرة بعض الأصوات المؤيّدة له"، صارخاً في باحة المركز &laqascii117o;500 عم يتشاطروا على واحد.. تخنتوها". وهو استطاع أن يحصد 679 صوتاً، من 2316 اقترعوا، من أصل 5365 ناخباً مسلماً، بينهم نحو 700 من السنّة، فيما فاز بالمخترة المختاران الحاليان حسان سليم وفهد قاسم، والمرشح سليم بعجور.