- 'النهار'
الحملة ضد حزب الله وعرب 48
رنده حيدر:
يمكن إدخال الإتهامات الإسرائيلية الأخيرة والموجهة ضد مواطنَين فلسطينيين من عرب 1948 بالتجسس لمصلحة حزب الله، ضمن إطار الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، ولكنها أيضاً تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحملة التي تتعرض لها الأقلية العربية في إسرائيل، منذ وصول اليمين المتشدد الى الحكم.
لا يمر يوم منذ وقف النار في آب 2006، من دون ان تفتعل إسرائيل مشكلة جديدة مع حزب الله. فعلى الرغم من الهدوء شبه التام الذي يسود الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ ذلك الحين، فإن الإسرائيليين ما زالوا يعتبرون أنفسهم في حالة حرب مع الحزب، وهي حرب نفسية أكثر مما هي حرب حقيقية، تتنوع فيها الأدوات والوسائل. فبعد الضجة الإسرائيلية التي لم تنتة فصولها بعد بشأن صواريخ 'سكود' التي زودت بها سوريا حزب الله، والتي اعتبرتها إسرائيل بمثابة خرق 'لتوازن الردع' الذي تدّعي أنها أقامته بعد حرب تموز 2006، ويمكن أن يشكل في المستقبل ذريعة للقيام بضربة عسكرية ضد الحزب؛ ها نحن اليوم أمام أزمة جديدة برزت عبر توجيه الإتهامات لفلسطينيين يحملان الجنسية الإسرائيلية بالتجسس لمصلحة حزب الله. تدور الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد حزب الله على اكثر من صعيد. فهناك أولاً الحرب السرية التي تجري بين أجهزة الاستخبارات، والتي شهد لبنان جزءاً مهما من فصولها خلال الأشهر الماضية، عندما نجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية في الكشف عن شبكات تجسس لمصلحة إسرائيل، مما وجه ضربة معنوية قوية ضد جهاز 'الموساد'. وهناك الضغوط الديبلوماسية التي تمارسها الخارجية الإسرائيلية على الصعيد الدولي للتضييق علىحزب الله، ومحاصرته دولياً، وتطويقه إقليمياً للحؤول دون إقدامه على أي عملية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. وهناك أيضاً التضخيمات الإسرائيلية بشأن عمليات التسلح الأخيرة للحزب، الأمر الذي ساهم في خلق صورة خارجية بأن الوضع على الحدود الشمالية هش، وخطير وينذر بالأسوأ؛ وأكبر دليل على ذلك كلام الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف من دمشق والذي حذر فيه من'كارثة'، في حال استمرار التوتر الحالي في المنطقة.حتى الآن لم تتجاوز الحرب النفسية الإطار الذي وضعته إسرائيل لها، وهي تعتقد وفقاً لآراء وتصريحات مسؤوليها أن هذه الحرب النفسية نجحت في ردع 'حزب الله'، عن أي عمل عسكري، مما يؤكد نجاعة سلاح الردع الكلامي. ولكن هذا لم يوقف مواصلة عمليات التسلح للحزب، مما يدل بحسب أكثر من مصدر مسؤول إسرائيلي على أن لا شيء يضمن استمرار توازن الردع النفسي، في حال حدوث هزات أمنية كبيرة داخل إسرائيل، أو تطورات إقليمية على صعيد المواجهة مع إيران. ويمكن هنا العودة الى التصريحات الأخيرة لنائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون، الذي أشار فيه الى أن إسرائيل باتت تملك القدرة التكنولوجية على توجيه ضربة عسكرية الى إيران، وهي قادرة على شن الحرب ضد غزة ولبنان والجيش السوري وحتى إيران في آن واحد. والملاحظ ان الحرب النفسية على حزب الله تصاعدت بصورة ملحوظة بعد أن اتضح للإسرائيليين بصورة لا تقبل الجدل أن الولايات المتحدة تعارض أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران. ليست هذه المرة الأولى التي يُتهم فيها فلسطينيو الداخل بالتجسس ضدها. فثمة نظرة إسرائيلية تخوينية دائمة تجاه هذه الأقلية العربية التي نجت من مخططات التهجير التطهير العرقي إبان حرب 1948. ومنذ وصول نتنياهو الى الحكم، شددت الأحزاب اليمينية من حملتها ضد الأحزاب العربية وضد الأقلية العربية، سواء عبر طرح مشروع قانون ينزع شرعية الأحزاب العربية في الكنيست في حال أجرت اتصالات بجهات عربية معادية لإسرائيل، أو عبر طرح مشروع قانون المواطنة الذي يحجب الجنسية الإسرائيلية عن كل عربي لا يؤدي قسم الولاء للدولة اليهودية الصهيونية، ويحظر عليهم الإحتفال بذكرى النكبة الفلسطينية وهي ذكرى احتفال إسرائيل باستقلالها.
- 'النهار'
لبنان ومرحلة إعادة النظر في 'الأحجام'!
سركيس نعوم:
.. ومن يعيد التدقيق في مجريات المرحلة الممتدة من الانتخابات النيابية عام 2005 حتى اليوم، يلفت المتابعون المشار اليهم اعلاه، يلمس ان ما فعلته سوريا في لبنان بعد خروجها منه بغية ازالة الاهانة التي لحقت بها فيه عام 2005 قد تحقق في معظمه تقريباً. اذ تحول الجنرال رقماً صعباً جداً على الصعيد المسيحي ولاحقاً على الصعيد الوطني بعد تفاهمه مع حزب الله. وعلى الصعيد السوري صار هو رمز المسيحية العربية المعتدلة في لبنان والمنفتحة على سوريا والقابلة بدورها اللبناني والمُغطِّية معظم سياساتها والمواقف. وقد ساهم ذلك مع حرب الـ2006 التي حقق بها حزب الله نصراً مهماً، ومع تحول 8 آذار المحلية والاقليمية الى الهجوم بعدما كان في الدفاع، وبعد نجاحه في قلب الميزان الداخلي لمصلحته انطلاقاً من عملية 7 أيار 2008 واتفاق الدوحة الذي 'شرعن' نتائجها - ساهم ذلك كله في وضع لبنان على سكة التحول الفعلي وإن غير الرسمي صيغة ودوراً وحكماً، وفي اعادة سوريا الى سكة الوصاية على لبنان ولكن بأسلوب جديد. وما كان ذلك ممكناً لو لم يحصل تحول جدي ايجابي حيال سوريا من المجتمع الدولي ساهم فيه كثيراً التقاء المصالح بينها وبين اعدائها المزمنين والمتنوعين...
- 'السفير'
لمَن يُصغي المسيحيون للبطريرك أم الرئيس؟!
ادمون صعب:
..فإننا نجد أن ثمة سؤالاً مشروعاً يطرحه على أنفسهم اللبنانيون عموماً، والمسيحيون منهم خصوصاً، والرئيس هو رئيس الجميع: إلى من نُصغي في مثل هذه القضايا(كقضية المقاومة وسلاحها)؟ أللسلطة السياسية، أم للسلطة الدينية والطائفية مع احترامنا الكلي لرؤساء الطوائف؟ وهل يحق لرئيس أي طائفة القفز من فوق المقامات وتجاوز المؤسسات في ما يعنيها من إدارة شؤون الدولة؟ ثم أليس من واجب رجال الدين النظر إلى المصلحة العامة، واحترام المسؤولين وعدم &laqascii117o;القوطبة" عليهم وإدخال المواطنين في متاهات يصعب الخروج منها بسهولة حول من يصدّقون في الأمور الخطيرة والمهمة: رجل الدين، أم رجل الدولة؟! مع ما ينطوي عليه مثل هذا الإشكال &laqascii117o;الشرعي" من توجيه رسالة خاطئة إلى العدو المتربص بنا الدوائر والذي يهدد وطننا يومياً، بأن اللبنانيين منقسمون حول العدو وشرعية التصدي له، إذا ما تعرض بلدهم لاعتداء منه. وبطريقة أوضح: هم منقسمون حول السلاح كما حول من يقود البلاد في حال تعرضها للخطر، وكأن البطريرك في قوله عن الرئيس إن &laqascii117o;له أسبابه" يوحي بأن الرجل مغلوب على أمره! وليس حراً في قراره...
- 'النهار'
أي حوار بعد الانقلاب عليه؟
نايلة تويني:
.. فهناك من أعلن مسبقاً انه سيطالب بسحب موضوع سلاح حزب الله من التداول. وهناك من هددّ بالانسحاب من الحوار لمجرد ان يتم طرح موضوع سلاح حزب الله في الإعلام. وهناك من قال مسبقاً انه سيحمي سلا ح حزب الله برموش العين. وهناك من اعتبر أن هذا السلاح أصبح خارج التداول ويجب أن تطرح في الحوار مواضيع أخرى. هكذا، وبكل بساطة، حسم موضوع الحوار من خارج طاولة الحوار، ومن خارج جلسات قصر بعبدا، ولم يؤخذ برأي الافرقاء الآخرين الذين يمثلون أكثر من نصف الشعب اللبناني. ولعل أشد ما يؤسف له أن هذا التطور، الذي يعتبر انقلاباً على اتفاق الدوحة نفسه مثلما هو انقلاب على البيان الوزاري، كما هو انقلاب على الدعوة الرئاسية إلى الحوار، حصل بعد الحملة الشهيرة على رئيس الجمهورية، واضطرار الرئيس إلى اتخاذ موقف من موضوع الحوار الذي يرعاه، يعتبر بدوره تبنياً لسحب سلاح حزب الله من التداول. فكيف يستمر الحوار إذاً ما دام الأمر قد حسم من جانب الرئاسة ومعها نصف المشاركين في الحوار؟ وماذا يفعل الآخرون إذا كانت مواقفهم ستعتبر مسّاً بممنوعات وتخطياً لمحظورات؟ وأين أصبحت إرادة الحوار بعدما حسم الشريك الآخر موضوع الحوار لمصلحته، أو على الأقل اقفل الطريق أمام البحث في جوهر المشكلة التي تفرض هذا الحوار من الأساس؟! إننا نرى، بكل صراحة، وحرصاً على هيبة المؤسسات والمتحاورين، ضرورة أن يتحلى الجميع بجرأة مواجهة الواقع والاعتراف بأن الحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية قد فشل، وان الخلاف وضع على الرفّ. وإذا كان لا بد من استمرار طاولة بعبدا فليبتكروا لها تسمية جديدة إحتراماً للصدق مع الذات ومع اللبنانيين.
- 'السفير'
ملاحظات على ضفاف الحملة على زياد بارود.. هل يملك &laqascii117o;المستقبل" حق تقرير المستقبل السياسي لوزير الداخلية؟
نبيل هيثم:
.. هل كان للهجوم على بارود ما يبرره ام أنه ناجم عن انفعال لا إرادي في &laqascii117o;لحظة تخلٍ" استجاب فيها البعض لـ&laqascii117o;نصيحة متسرعة" من بعض &laqascii117o;مستشاري القصر"، ام ماذا؟ تيار المستقبل يحصر سبب الهجوم بما أورده بارود في مؤتمره الصحافي، حيث يؤخذ على وزير الداخلية أنه لم يكن حياديا، بل انه قدم النتائج وكأنه يتقصد إعلان هزيمة مسبقة وغير مباشرة لتيار المستقبل بحديثه عن النسب المتدنية للتصويت في بيروت، بما يخدم منطق الخصوم. غير ان قراءة الاشتباك ومفاعيله، تستبعد فرضية انه &laqascii117o;ابن ساعته"، فلا تعزله عن مسار سابق حكمه جمر تحت الرماد، منذ تولي بارود وزارة الداخلية. وتستند تلك القراءة الى الملاحظات الآتية:
الملاحظة الاولى، منذ تولي بارود وزارة الداخلية، تتوالى محاولات وضع العصي في دواليب انطلاقته في ساحة هذه الوزارة الحساسة لإحراجه تمهيدا لإخراجه، والامثلة تكاد لا تحصى هنا، كالاثارة المريبة من حين الى آخر لموضوع السجون وافتعال حركات الاحتجاج، ومحاولة الهروب الكبير من رومية، وموضوع الحرائق التي تنقلت بين منطقة واخرى، والإشكال في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي وأزمة قائد الدرك، بالاضافة الى كثير من &laqascii117o;الحالات التمردية" التي تبقى طي الكتمان وبمنأى عن الاعلام، وخصوصا بعدما سد بارود مغاور التنفيعات في الوزارة.
الملاحظة الثانية، تسجـِّل لبارود، أنه أدار استحقاقي الانتخابات البلدية الحالية وقبلها الانتخابات النيابية في العام 2009، بدرجة عالية من النزاهة والحيادية، وقد أوجد هذا الامر لبارود سلسلة من الحاسدين الراغبين كل دقيقة في وضع العصي في دواليبه.
الملاحظة الثالثة، الطريقة التي ظهّر فيها بارود نتائج الانتخابات البيروتية والبقاعية، لم تخرج عن الاطار الطبيعي الخالي من أية خلفيات سياسية أو نوايا انحيازية مع هذا الفريق او ذاك، إلا ان ردة فعل المستقبل حيال ذلك، سلطت الانتباه إلى ان الطريقة التي ظهّر فيها بارود موضوع تدني نسبة المشاركة في بيروت، أثارت غضب تيار المستقبل وحفيظته، وكأن التظهير أضاء على أمر يرغب &laqascii117o;التيار" في حجبه وعدم الإشارة إليه من موقع مهم كوزارة الداخلية.
الملاحظة الرابعة، تكشف أن رد فعل تيار المستقبل على إشارة الوزير بارود الى أفضلية اعتماد النظام النسبي في بيروت كمحفز للناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية أكثر من النظام الاكثري، إنما عبر عن &laqascii117o;قلوب مليانة"، ليس على كلام بارود في المؤتمر الصحافي، بل جاء بمثابة رد فعل اعتراضي بمفعول رجعي يمتد الى مبدأ فكرة اعتماد النسبية في العاصمة التي سبق لوزير الداخلية ان أدرجها، وتمسك بها، كأبرز أساسيات الاصلاحات في مشروع القانون البلدي، ما يعني ان الهجوم على بارود لم يأت في سياق معزول، بل انه يظهر ان كل من يرغب في الاصلاح أو يعبر عنه، مستهدف من الطبقة السياسية المتنفذة.
الملاحظة الخامسة، أن بارود، خلال كل ما أثير حول موضوع الاتفاقية الأمنية، نجح في تحييد نفسه أولا، على رأس الهرم الأمني، ولم يجد نفسه ملزما بالدفاع عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي، في ظل التجاوز السافر لعمل المؤسسات ومنطقها.
الملاحظة السادسة، أن أياً من حلفاء المستقبل أو أصدقائه لم يجاره في الهجوم على بارود.
الملاحظة السابعة، تستبطن السؤال التالي: هل ثمة أمر ما يشوب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة عبر عن نفسه باشتباك بارود ـ عمار حوري؟
الواضح من حركة الاتصالات التي تلت الاشتباك، انها استطاعت أن توقف تداعياته عند حد معيّن، ولكن هل هذه المعالجة أطفأته نهائيا، ام ان للحكاية تتمة لاحقة. والسؤال الاهم، هل كان يحق لتيار المستقبل أن يلوّح بالمستقبل السياسي للوزير بارود، وهل يملك التيار فعلا أن يتحكم بالمستقبل السياسي لبارود، أو القدرة على ان يهز كرسيه في الحكومة أو غيرها؟.
- 'الشرق الأوسط'
إيران تعمل على تحريك شيعة باكستان وكسب ولائهم
هدى الحسيني:
المد الإيراني وصل إلى باكستان، ففي الأشهر الأخيرة جرت اجتماعات في سفارة إيران في باكستان مع ممثلين عن الشيعة هناك، خصوصا من المناطق التي فيها كثافة شيعية مثل كراتشي في مقاطعة السند، ودي قان وبانو وكوهات في المناطق الحدودية الشمالية الغربية، والهدف من هذه الاجتماعات إقامة مظلة جامعة لمنظمة شيعية باكستانية من أجل دعم الحقوق السياسية للشيعة ووضع حد للتمييز الذي تمارسه الدولة ضدهم.وحسب مصدر غربي مطلع، فإن هذه الاجتماعات التي شارك فيها عن الجانب الإيراني ممثلون عن &laqascii117o;الحرس الثوري" وعن جهاز الاستخبارات الإيرانية عُقدت بناء على قرار اتخذه مجلس الأمن القومي الإيراني في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2009. في الاجتماعات عبّر بعض القادة الشيعة عن إعجابهم بإيران كدولة مثالية يجب تطبيق مبادئها في باكستان خصوصا في ما يتعلق بدور الدين في الحياة اليومية، وكذلك بالنسبة إلى حماية نقاء الأفكار الشيعية من اختراقات الأفكار الغربية، كما عبروا عن معارضتهم القوية للوجود الأميركي والغربي في باكستان.في اجتماعين بالتحديد، سأل الطرف الإيراني زعماء الشيعة الباكستانيين عما لديهم من معلومات عن مساعدة باكستان لـ&laqascii117o;منظمة البلوش الإرهابية" - كما وصفوها - &laqascii117o;جند الله"، فكان ردهم الواثق، باستحالة أن تتحرك أي مجموعة أو منظمة في المنطقة من دون معرفة ودعم الحكومة الباكستانية، وأضافوا أن لا معلومات لديهم عن أي خطوات وقائية اتُّخذت أو على وشك أن تُتّخذ أو عن اعتقالات شملت أعضاء من &laqascii117o;جند الله" في باكستان، وعجزوا عن تقديم أي شرح يبرر سبب دعم باكستان لـ&laqascii117o;جند الله" ولم يستطيعوا أن يؤكدوا ما إذا كانت باكستان تساعد &laqascii117o;جند الله" بطلب من السعودية أو عما إذا التقى أعضاء من &laqascii117o;جند الله" أميركيين في باكستان.من جهتهم، طلب الإيرانيون من زعماء الشيعة الباكستانيين أن يشجعوا الشباب في مناطقهم ليقبلوا العروض الإيرانية بالتوجه والدراسة في الجامعات الإيرانية ومراكز الأبحاث والمؤسسات التكنولوجية، وبالذات الدراسة الدينية في قم. ووعد الإيرانيون من أجل زيادة عدد الطلاب الباكستانيين المخولين الحصول على منحة دراسية، بقبولهم حتى من دون إجراء امتحانات قبول في اللغة الفارسية (المطلوب من الطلاب دراسة اللغة الفارسية قبل بدء دراساتهم الجامعية في إيران).وطلب الإيرانيون من ممثلي الشيعة الباكستانيين في اللقاءات تلك، أن يقدموا إلى السفارة لائحة عما يحتاجونه لبناء مساجد جديدة، ولترميم المساجد القديمة وبالذات تلك التي دُمرت في عمليات انتحارية، كما طلبوا منهم القول عما يحتاجونه من كتب دينية ورجال دين أيضا.والمعروف أن إيران دأبت على إرسال العشرات من رجال الدين إلى الدول التي تضم شيعة بين أبنائها، كالعراق، وسورية، ولبنان، وكذلك البحرين ودول أخرى في الخليج، لكن لسبب ما، كانت أهملت شيعة باكستان حتى الآن.عدد من ممثلي الشيعة الباكستانيين أبلغوا الطرف الإيراني، أن الدولة الباكستانية تمارس باستمرار التمييز ضدهم، الأمر الذي أدّى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية إلى درجة تدفع البعض اضطراريا إلى اعتناق المذهب السني. واقترح هؤلاء أن تفتح سفارة إيران في باكستان نقاطا لتوزيع الطعام والغذاء في عدة مراكز يكثر فيها الشيعة، ورأوا، أنها إذا فعلت ذلك، فإن إيران تستفيد من أمرين: الأول أن تزداد هيبتها في أعين الرأي العام الباكستاني (الشيعة والسنّة)، والثاني أن يتقلص عدد الشيعة الذين يعتنقون المذهب السنّي.
السفارة الإيرانية وعدتهم بدراسة الاقتراح.
بعض هذه الاجتماعات عُقد في مبنى السفارة الإيرانية في إسلام آباد، وتم تقديم أحد أعضاء &laqascii117o;الحرس الثوري" على أنه دبلوماسي يعمل في السفارة، كما عُقدت اجتماعات أخرى في أماكن خارج السفارة اختارها أفراد الأمن الإيرانيون العاملون في باكستان. بعض هذه الاجتماعات كانت فقط مع أفراد من أبناء الشيعة في باكستان، وبعضها كان مع مجموعات من الشيعة يعملون لصالح إيران داخل أبناء طائفتهم.ويقول المصدر الغربي إن ما يقلق في هذه الاجتماعات أنه في أحدها، وقد جرى بين أفراد من الحرس الثوري الإيراني وموالين لإيران من أبناء الطائفة الشيعية في باكستان، نقل هؤلاء تمنيات زعماء طائفتهم أن تساعد إيران الطائفة على تنظيم نفسها سرا للدفاع ضد عمليات انتحارية يشنها عليها وعلى مناطقها ومساجدها أصوليون سنّة، وأيضا لتدافع عن نفسها في وجه العصابات الإجرامية، واقترح هؤلاء أن يتدرب الشباب الشيعة في إيران على استعمال الأسلحة في الأبنية المقفلة، وكذلك في الساحات المفتوحة. كان وقع هذا الاقتراح أكثر من طيب على السامعين الإيرانيين الذين طلبوا أن تقدم كل مجموعة شيعية حسب توزيعها المناطقي، الوقت الذي يناسبها، وعدد المشاركين لتجنب التضارب وكي تحظى كل مجموعة من الشباب أو الرجال بالتدريب الذي يناسب سنها.توثيق العلاقة ما بين إيران والمجموعات الشيعية الباكستانية يدخل الآن مرحلة جديدة من علاقة بدأها جهاز الأمن الإيراني مع الكثير من الباكستانيين السنّة والشيعة لتزويده بالمعلومات المطلوبة، خصوصا أن قسما منهم يعمل في عدد من الأجهزة الرسمية الباكستانية بما فيها جهاز الاستخبارات الباكستاني، وحسب المصدر الغربي المطّلع، فإن الكثير من المعلومات التي وفرها هؤلاء استعملها الأمن الإيراني في تعاطيه مع أفراد &laqascii117o;القاعدة" الذين لجأوا إلى إيران.نشاط مجموعة &laqascii117o;جند الله" المتطرفة في بلوشستان كان ولا يزال من أسباب توتر العلاقة بين إيران وباكستان، على الرغم من المساعدة الباكستانية في تسليم أحد قادة هذه المجموعة إلى إيران، خصوصا إذا نظرنا إلى الخلافات المتأصلة بين النظام الشيعي الإيراني والنظام السنّي الباكستاني. وإذا كان هذا النشاط مستجدا، فإن التوتر في العلاقة يعود إلى السنوات الماضية حيث دعمت كل دولة طرفا في أفغانستان. باكستان دعمت &laqascii117o;طالبان" في حين دعمت إيران &laqascii117o;التحالف الشمالي" الذي أطاح به &laqascii117o;طالبان" من الحكم. ثم إن محاولة إيران فرض نفوذها كقوة عظمى في المنطقة أوجد منافسة بينهما حول ماهية الدولة الأكثر نفوذا وامتدادا. ثم إن باكستان تملك القدرة النووية وإيران تبذل الجهود والأموال للحصول على هذه القدرات. وللتوتر سبب آخر بين الدولتين ولعدم الثقة بينهما، فالنظام الباكستاني يرتبط بعلاقة قديمة ووثيقة مع السعودية، وعلاقة قوية مع الولايات المتحدة، في حين تكنّ إيران العداء لهاتين الدولتين.التوجه الإيراني الجديد سيفتح بابا خطيرا جدا إذا لم تعمل الدولة الباكستانية وبالعمق على نزع أسباب مشاعر الغبن والقهر لدى الشيعة في باكستان، ويمكن للولايات المتحدة في علاقتها المندفعة نحو باكستان، بسبب أفغانستان وفروع &laqascii117o;طالبان"، أن تدفعها إلى رعاية أبناء الشيعة والطوائف الأخرى، وفتح أبواب الفرص أمامهم، كي لا يفاجأ العالم بأصولية سنّية تنافسها أصولية شيعية تهبّ عليه من الكثير من الدول الرابضة على براكين من البارود.