- 'الحياة'
قصة قمتين ثلاثيتين... للحرب في دمشق ثم للسلام في اسطنبول!
محمد مشموشي:
تشبه، الى حد التماثل، قمة اسطنبول الثلاثية بين الرئيس السوري بشار الأسد وحاكم دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، زميلتها قمة دمشق الثلاثية في شباط (فبراير) الماضي بين الأسد والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله. في الشكل، ثمة تماثل بين القمتين من حيث التركيب... &laqascii117o;سيبة"، كما يقول مهندسو العمارة، تساعد على اكمال البناء – اذا اريد ذلك – وتقوى على مقاومة العيوب من الداخل والزلازل من الخارج، باعتبارها تقوم على ثلاث أرجل، فضلاً عن أنها صلبة بما فيه الكفاية اعتماداً على أنها تتم على ارفع مستوى لدى الأطراف الثلاثة.
وفي المضمون، ثمة تماثل بينهما كذلك انطلاقاً من أن موضوعهما واحد هو الحرب والسلام في المنطقة، مع أن أولاهما (قمة دمشق) تمحورت حول احتمالات نشوب الحرب والاستعداد لها، فضلاً عن تحويلها الى حرب اقليمية، وحتى دولية، شاملة في حال تعرض أحد أطرافها لاعتداء اسرائيلي أو أميركي، بينما أكدت الثانية الحاجة الى تجنب الحرب والعمل من أجل اشاعة السلام في كل مكان.وبينهما، فإن سورية (القاسم المشترك، بل لعلها الجامع المشترك بين القمتين) لعبت دور نقطة الارتكاز بين ايران و &laqascii117o;حزب الله"، رأسي الحربة في ما يسميانه حربهما الكونية ضد اسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وبين تركيا وقطر، ذات العلاقات الخاصة مع تل أبيب واللتين ترتبط احداهما بعضوية حلف شمال الاطلسي، بينما تستضيف الثانية على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط من جهة ثانية. هل هي صورة سوريالية، تلك التي شهدتها العاصمة التركية قبل أيام بالنظر الى تلك التي شهدتها العاصمة السورية قبل شهور، أم أنها صورة واحدة، بالمعنى السياسي للكلمة، ولكن في &laqascii117o;كادرين" فوتوغرافيين مختلفين؟لعل عدداً من الحقائق الديبلوماسية، والوقائع على الأرض، تكشف أبعاد الصورتين... بل ربما الصورة الواحدة في مكانين متباينين.في الحقائق، أن مياهاً كثيرة جرت في جداول المنطقة في خلال الفترة الفاصلة بين القمتين في شباط الماضي وأيار (مايو) الحالي:
- كانت التهديدات الاسرائيلية بالحرب، ولا تزال عملياً، تغطي المشهد العام في المنطقة من ايران الى سورية ولبنان، فضلاً عن فلسطين. لكن الجديد في الأسابيع الأخيرة كان التركيز على سورية تحديداً، انطلاقاً من اتهامها – أميركياً بالذات، وعلناً للمرة الأولى – بتزويد &laqascii117o;حزب الله" أنواعاً من الأسلحة الصاروخية اعتبرت مخلّة بالتوازن العسكري على الحدود بين لبنان وإسرائيل. ترافق ذلك مع موقفين أميركيين في وقت واحد: اعلان واشنطن تمسكها بالعمل على مواصلة تحسين علاقاتها مع دمشق في مرحلة أولى، ثم تأخير اجراءات تعيين سفيرها اليها من الكونغرس في مرحلة ثانية. وقد لا تكون هناك حاجة الى التدقيق في معنى هذه الرسالة التي يبدو أن دمشق فهمتها بسرعة.ولعل ما كشفت عنه صحيفة &laqascii117o;الواشنطن بوست"، في افتتاحيتها يوم 26 نيسان (ابريل)، عما وصفته بـ &laqascii117o;الاحراج الذي تسببه سورية لادارة أوباما التي تصر على بناء العلاقات الديبلوماسية وتعزيزها مع الرئيس بشار الأسد... بعدما اتهمت سورية بنقل أسلحة الى &laqascii117o;حزب الله" في لبنان بطريقة سرية وغير قانونية"، يكفي للتدليل على ذلك. أضافت الصحيفة أن ادارة أوباما باتت &laqascii117o;في موقف بالغ الحرج، حيث إنها تضطر للدفاع عن سياسة الانخراط (في التسوية) وتجبر في الوقت نفسه على تنبيه دمشق وتهديدها باللجوء الى عمل عسكري"... وأنه &laqascii117o;سيكون على هذه الادارة تالياً أن تأخذ خطوات ملموسة لربط سياسة الانخراط هذه بالمزيد من الضغط، مثل فرض المزيد من العقوبات على سورية".
- تحدثت واشنطن مراراً، بعد ذلك وفي أثنائه، عن تمييزها بين سورية وإيران في ما يتعلق بالموقف من عملية التسوية (أي عملياً، الحرب والسلام) في المنطقة، عندما قال مساعد وزير خارجيتها جيفري فيلتمان في أكثر من مناسبة، وأمام لجنة خاصة في الكونغرس، إن سورية عملت دائماً من أجل التسوية بين العرب والاسرائيليين وكانت ولا تزال جزءاً لا يتجزأ منها فيما ليست ايران كذلك.
- جرى التشديد من جانب تل أبيب، بخاصة في الفترة الأخيرة، على أن لا نية لديها لمهاجمة سورية أو لبنان عسكرياً، وعلى أن مخاطر الحرب في المنطقة تنطلق من ايران، ومن ايران وحدها، على خلفية برنامجها النووي من ناحية، ولكن بسبب ترسانتها الصاروخية المتزايدة، والبعيدة المدى، من ناحية أخرى. وقد تم ابلاغ سورية بهذا الأمر، عبر رسائل مباشرة عدة كانت آخرها تلك التي نقلها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال زيارته دمشق الأسبوع الماضي، اضافة الى تصريحات علنية من كل من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها ايهود باراك.
في ظل ذلك، وعلى خلفية أن علاقات سورية &laqascii117o;الجديدة كلياً" مع تركيا بنيت أساساً على قاعدة اقامة توازن مع علاقاتها &laqascii117o;القوية جداً، ومنذ عقود مديدة" مع ايران، ليس مبالغاً به في شيء اعتبار أن قمة اسطنبول الثلاثية خطوة جديدة على الطريق اياه. وليس من دون دلالة هنا أن تشارك في هذه القمة قطر، على ما هي عليه من علاقة خاصة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وأن تكون قد سبقتها جولة واسعة لرئيس حكومتها وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وشملت دمشق وبيروت، حيث قال في الأخيرة كلاماً يصب في الاتجاه ذاته، اتجاه تجنب الحرب في المنطقة: بالوحدة الوطنية، وليس بالسلاح، ينبغي الوقوف في وجه التهديدات الاسرائيلية للبنان. لقد بات جلياً أن الحصار على سياسات ايران الحالية يضيق يوماً بعد يوم، في العالم وحتى في المنطقة، في الوقت الذي تتحرك دول محايدة (تركيا والبرازيل في هذه الحالة) لكسر الجدار العالي بين اللجوء الى العقوبات المشددة، المقررة مبدئياً في مجلس الأمن بداية الشهر المقبل، والعودة الى اقتراح الدول الست + ألمانيا حول تبادل اليورانيوم العالي التخصيب في دولة ثالثة. وغالب الظن أن قمة اسطنبول الثلاثية، وتشديداتها على السلام وتجنب الحرب في المنطقة، كانت في هذا السياق، أو أقله في سياق اعلان أطرافها أنهم باتوا يدركون جيـداً هـذه الحقيقـة ويعملون على أساسها.... بل لعل كلام المسؤولين الايرانيين في هذه الفترة أيضاً عن استعدادهم للعودة الى مناقشة اقتراح تبادل وقود اليورانيوم في الخارج مؤشر الى ذلك.
- 'صدى البلد'
خطوة إلى الوراﺀ
موشيه أرنس(هآرتس):
أفضى فرضان الى اتخاذ القرار: أن يحد حزب الله نشاطه في الساحة السياسية اللبنانية بعد أن يحرز هدفه وهو تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وأنه اذا استمر مع كل ذلك في نشاطه العسكري الموجه الى اسرائيل فستكون حرة في الرد بقوة. تبين أن الفرضين كانا مخطوﺀين. بعد الانسحاب الاسرائيلي، امتلك حزب الله عددا كبيرا من الصواريخ بعيدة المدى، وتحول من منظمة عصابات الى قوة عسكرية مدربة جيدا.عندما عملت وزير دفاع قبل باراك أجمعت على أن يهدم الجيش الاسرائيلي البنى التحتية في شمالي لبنان ردا على هجمات حزب الله. أفضى ذلك الى وقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا لكن باراك الغاه. والى ذلك نصب حزب الله بعد أقل من خمسة أشهر من انسحاب الجيش الاسرائيلي من جانب واحد كمينا للجيش الاسرائيلي في الجانب الاسرائيلي من الحدود، وقتل ثلاثة جنود وأخذ جثثهم الى لبنان. ولم يأت الرد الاسرائيلي الشديد.أيمكن رغم كل ذلك ان نقول ان قرار الانسحاب كان صحيحا؟ كيف يبدو ميزان اسرائيل في عشر سنوات التي مرت منذ ذلك الحين؟إن أول شيﺀ في جانب الواجب هو خيانة حليفنا، جيش لبنان الجنوبي. لقد حارب رجاله الى جنب الجيش الاسرائيلي لسنين النتيجة ثلاث سنوات من الارهاب الدامي. تهشمت قدرة الردع الاسرائيلية وكلفت الحاجة الى اعادة بنائها ثمنا باهظا.وبدأ حزب الله، الذي استولى على جنوب لبنان حتى الانسحاب، يستولي بعده على لبنان كله. تهدد صواريخه اليوم مواطني اسرائيل جميعا. أصبح هذا التغيير الأساسي في الميزان الاستراتيجي في المنطقة ممكنا بسبب الانطباع الخاطئ الذي نشأ وكأن الانسحاب أفضى الى هدوﺀ في شمال اسرائيل. في حين كانت النتيجة الحقة قتلا ودمارا أكبر في حرب لبنان الثانية.وماذا عن جانب الحق من الميزان؟ انخفاض عدد المصابين من الجيش الاسرائيلي الذي وقف في المعدل على قتيلين في الشهر حتى الانسحاب وكان يمكن أن يظل بلا تغيير لو بقي الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان. لكننا هنا ايضا اذا اخذنا في الحسبان عدد القتلى بعد الانسحاب – في الانتفاضة وفي حرب لبنان الثانية – حصلنا على نتيجة حساب سلبية جدا. أي ان الانسحاب الذي تم للاسباب غير الصحيحة كان خطوة غير صحيحة.حظي قرار الانسحاب من جانب واحد بتأييد واسع في زمانه، وأفضى وعد باراك في الانسحاب كما يبدو الى فوزه بالانتخابات، ولا يزال يحسب صحيحا الى اليوم. ان كثيرين يرون الوجود الاسرائيلي وراﺀ خطوط الهدنة في 1949 – الاحتلال – سبب جميع أزمات اسرائيل.أفضى هذا الاعتقاد الى انسحاب من جنوب لبنان، والى الانفصال المأسوي من غوش قطيف، والى الاخفاق في حرب لبنان الثانية، والى اطلاق حماس الصواريخ والى استمرار الضغط للانسحاب من يهودا والسامرة ومن الجولان بغير اعتبار للنتائج.
- 'السفير'
إيران تكتب تاريخاً
ساطع نور الدين:
انتهت أزمة البرنامج النووي الإيراني، وبدأت عملية تسوية الأزمات التي رافقته منذ البداية، وتفاقمت طوال السنوات السبع الماضية، حتى اتخذت شكل حروب غير مباشرة، كانت أبرزها الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز العام 2006 وعلى غزة في كانون الاول العام 2008. النهاية بائسة وعاقلة في آن معا. هي أشبه بإعلان الفشل التام لطهران التي قررت في العام 2003 استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم وبناء مفاعلات نووية متعددة وإنتاج أجهزة طرد حديثة، لكنها أخفقت طوال هذه المدة الطويلة في تخطي حاجز الـ3,5 في المئة من التخصيب، وهو الحاجز الذي يقف عنده في العادة الأكاديميون والطلاب الجامعيون في سعيهم الى اكتساب المعارف الذرية الأولية. وهي أشبه بالإعلان المدوي عن ان كل ما أثير من عواصف حول البرنامج النووي الايراني، وساهم بعض المسؤولين الايرانيين في إثارتها، لم تكن سوى نفخ في الرمال ومضيعة للوقت والجهد الذي كان يبذل للتفاوض مع الغرب حول صفقة سياسية مشرفة تشمل الطموحات الإيرانية غير النووية. لكنها نهاية عاقلة، تحمي في المقام الاول أرواح أكثر من ثلاثة ارباع مليون ايراني مصابين بالسرطان ويعتمدون على النظائر المشعة التي ينتجها مفاعل طهران، المهدد بالتوقف عن العمل مع نهاية الشهر الحالي، ما لم يتلق اليورانيوم المخصب بدرجات عالية، وتؤكد ان القيادة الايرانية ليست خرقاء كما يبدو من تصريحات بعض مسؤوليها السياسيين، ولا هي انتحارية كما يبدو من بعض مواقف قادتها العسكريين الذين كانوا حتى الأمس القريب يجرون مناورات متلاحقة لكي يعلنوا عن إنتاج طائرات وصواريخ وسفن لا يمكن ان تصمد في اي حرب جدية مع نصف مليون جندي اميركي يحيطون بإيران من كل جنب! سحبت طهران من التداول تلك الذريعة الغربية التي كان يفتعلها الغربيون لعدم التفاوض معها، مع علمهم المسبق والأكيد بأن برنامجها النووي ما زال بدائيا، ولم ولن يصبح عسكريا بأي حال من الاحوال، وهي ذريعة موروثة من حقبة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي اعلن ايران في محور الشر برغم انها كانت شريكا في محور الخير الذي شكل في اعقاب هجمات 11 ايلول 2001.. وكان الغرض منها إبقاء النظام الإيراني تحت التهديد او السيطرة وعدم الاعتراف بشرعيته الداخلية ومصالحه الخارجية. الآفاق التي فتحت أمس غير محدودة لا بالزمان ولا بالمكان، وهي اشبه بنقطة تحول دولية تاريخية. الطريق اصبحت سالكة لتلك الصفقة او المصالحة الاميركية الايرانية التي يتوق اليها الشعبان، والتي ترسم الحدود لسنوات او ربما لعقود مقبلة بين واشنطن ومشروعها العربي والاسلامي وبين طهران ودورها في ذلك المشروع الذي لا يزال في بداياته الاولى.. ولن يعطله تهديد اصولي ينتمي الى الماضي ولا صراخ اسرائيلي استخدمه الاميركيون انفسهم من اجل الوصول الى هذه النتيجة الايرانية الايجابية. هو مكسب سياسي باهر للرئيس الاميركي باراك اوباما، تلقاه مثل هدية ثمينة من طهران، التي يرجى ان لا تنسى حلفاءها الذي خاضوا معها، وعنها أحيانا، تلك المواجهة الضارية وغير الضرورية حول برنامجها النووي على مدى السنوات السبع الماضية.
- 'السفير'
الحريري و&laqascii117o;حليفه" جعجع: الى أين؟
غاصب المختار:
لقد ألغى سمير جعجع كل تضحيات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وكل الانتصارات والانجازات التي حققتها، لا سيما تحرير معظم مناطق الجنوب ومعظم الاسرى لدى العدو، وإقامة توازن الرعب الذي يردع العدو. قال جعجع لتلفزيون الكويت ان &laqascii117o;ما يسمى خط الاعتدال العربي هو الوحيد القادر على ايصال القضية الفلسطينية الى الحل العادل حتى نشهد قيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة". أضاف ان &laqascii117o;كلمة مقاومة هي كلمة شريفة وجميلة وشاعرية، لكن الفريق الآخر يستعملها لأسباب وغايات أخرى"، وأشار الى أن &laqascii117o;كل ما يقوم به الفريق الآخر منذ 10 اعوام لم يعط القضية العربية واحدا في المئة مما أعطته خطوة واحدة قامت بها شرطة دبي عبر كشفها ملابسات جريمة اغتيال (القيادي في حركة حماس) محمود المبحوح. ولبنان هو من ضمن هذا المحور (الاعتدال)، ولكن يحاول البعض جره الى المحور الآخر، وأكثرية الشعب اللبناني لم تكن يوما مقتنعة بطريقة العمل الأخرى". وفيما يستعد الرئيس الحريري للسفر إلى واشنطن، بعد تنسيق المواقف مع سوريا ودول عربية أساسية اخرى، يسعى سمير جعجع لتسويق فكرة إخفاق المقاومة والصمود والممانعة، في مؤشر اضافي حول عدم تجانس حكومة الوفاق الوطني في السياسة الخارجية، لا سيما السياسة التي يفترض ان تتبعها الدولة بمواجهة الاحتلال ومخاطره ونواياه وأطماعه. هذا الكلام لجعجع هو الاكثر وضوحا الذي يعبر عن جوهر مواقف وازنة في الاكثرية الحالية، ونظرتها الحقيقية للصراع مع العدو الاسرائيلي. ربما لا يعكس بالضرورة الموقف الحرفي او الضمني الدقيق لرئيس الحكومة، لكنه بات يستلزم من الحريري وضع النقاط على الحروف، قبل ان يتسبب جعجع بمزيد من الإحراج وربما التوتر في علاقته بسوريا وبالقوى السياسية الأخرى المشاركة في الحكومة، لا سيما &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل". فإلى متى يمكن أن تستمر هذه الحكومة بسياسة متناقضة كهذه؟ وإلى متى يمكن ان يحتمل الحريري سياسة جعجع ويحميها بل ويبررها، من دون ان تؤثر على علاقاته بالاطراف الآخرين؟ وما هو موقفه من هذه السياسة؟ وكيف يوفق بين سياسة الاعتدال وسياسة المقاومة؟ بات الجواب على هذه الاسئلة ملحا قبل ان يورط جعجع حليفه الحريري بما هو أخطر!.
- 'السفير'
&laqascii117o;هواجس عونية" بلا مبرر!
واصف عواضة:
يشعر البعض في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" هذه الأيام بشيء من الخيبة. تنتاب هؤلاء &laqascii117o;نقزة" من الحلفاء أفرزتها نتائج الانتخابات البلدية في بيروت وجبل لبنان والبقاع، ويخشى ان تتجذر في المرحلتين المقبلتين في الجنوب والشمال. ربما تكون بعض الهواجس مشروعة، لكن الأكيد ان &laqascii117o;التيار الحر" بحاجة الى مراجعة صريحة بعد الانتخابات البلدية، أولا مع النفس، وثانيا مع الحلفاء. والأكيد اكثر ان هذه الهواجس العونية تقلق الحلفاء بقدر ما تقلق التيار، ان لم يكن أكثر، لأن هؤلاء حريصون جدا على شراكة الجنرال ميشال عون وتياره وانصاره. في كواليس &laqascii117o;التيار الحر" الكثير من الكلام المقرون بالانفعال تجاه الحلفاء، شيعة وأرمن وكاثوليك، من دون ان يعفي ذلك السنة والموارنة الحلفاء على وجه الخصوص. فلا يخفى على أحد ان المعركة البلدية في جبيل فتحت ثغرة في العلاقات العونية الشيعية بدأت تتنسم منها رياح صفراء. فالاصوات الشيعية في جبيل رجحت لائحة الخصوم على لائحة التيار. لا يريد العونيون ان يسمعوا او يناقشوا أبعد من ذلك. هم لا يرون مبررات للثنائي الشيعي في خذلان لائحتهم في جبيل، ولا يريدون ان يصدقوا ان معركتهم الجبيلية لم تكن ضد 14 آذار، بقدر ما كانت في وجه رئيس الجمهورية الذي يحرص الثنائي الشيعي على صداقته وتفاهمه معه وهو &laqascii117o;يحمي المقاومة برموش العيون". هناك من يرى ان الهواجس العونية ليست مبررة. فالرأي العام الشيعي بغالبيته المطلقة ينظر الى العماد عون كحليف وشريك لا يجوز معه فكاك, وكقائد وطني كبير لا يشق له غبار، وأكثر من ذلك يعتبره واحدا من زعماء المقاومة. ويحفظ الشيعة جيدا للجنرال وتياره ومؤيديه الاحتضان الكريم لهم في جبل لبنان خلال حرب تموز، ووقوفه الى جانب المقاومة على الرغم من الضغوط التي تعرض لها من الداخل والخارج. وعليه لا يمكن للشيعة ان يفرّطوا بهذا الشريك ايا تكن الدوافع ولعل التيار الحر يعرف جيدا ان السيد حسن نصر الله يحفظ العهود ويصدق الوعود جيدا. ولا يقل الرئيس نبيه بري حرصا على العماد عون، على الرغم من الجرح الذي خلفته معركة جزين النيابية والتي يؤكد رئيس حركة &laqascii117o;أمل" انه صار من الماضي. والذين لم يفهموا مفاعيل وثيقة التفاهم بين &laqascii117o;حزب الله" والتيار الحر، لن يفهموا معنى الشراكة، بل لا يريدون ان يفهموا. وما ينطبق على شيعة حسن نصر الله ونبيه بري، ينسحب على كاثوليك الياس سكاف وأرمن مختاريان وبقرادونيان، وكذلك على موارنة سليمان فرنجية وسنة عمر كرامي وعبد الرحيم مراد واسامة سعد. وعليه لا داعي للقلق والانفعال, ولا ضرورة لبعض فلتات الألسن التي تدور في بعض الحلقات الضيقة للتيار الوطني الحر والتي باتت تزعج العماد عون نفسه، وهو عبر عن ذلك في أحد اجتماعات تكتل التغيير بقوله لبعض النواب &laqascii117o;دققوا في أرقام أعضاء في التيار أعطوا أصواتهم لزياد حواط"! لن يُنقص من قيمة العماد عون وتياره خسارة موقع بلدي من هنا او مختار من هناك. واذا كان الحلفاء يتفهمون هواجس التيار، فعلى العونيين ان يتفهموا من جانبهم دوافع حلفائهم في المواقف التكتيكية ما دامت الاستراتيجية واحدة. ولعل المراجعة المطلوبة مع الذات ومع الآخرين بعد &laqascii117o;هيصة" الانتخابات البلدية، ستعيد الأمور الى مجاريها، باعتبار أن أحدا لم يحرق مراكب العودة حتى الآن.
- 'اللواء'
إستهداف السنيورة مستمر والمعارضة تنقل معركتها ضده الى عاصمة الجنوب
فادي شامية:
ما يزال الاستهداف السياسي للرئيس النائب فؤاد السنيورة جارياً على قدم وساقٍ، تارة من باب سياسي، (بصفته حليفاً لـ <الشيطان الأكبر>) وتارة من باب إنمائي (من خلال طرح السؤال السهل: ماذا فعل السنيورة لصيدا مذ أصبح نائباً؟)&bascii117ll; هذا الاستهداف يتولاه النائب السابق أسامة سعد، بالأصالة عن نفسه -بعد هزيمته المدوية في الانتخابات النيابية- وبالنيابة عن حلفائه، تصفيةً لحسابهم مع هذا الرجل الذي حمى الجمهورية بصلابة غير متوقعة، يوم كان الجنون يعصف باللبنانيين جميعاً&bascii117ll; في الشق الإنمائي لا يتوقف الدكتور أسامة سعد عن التساؤل غير البريء حول المشاريع الإنمائية في المدينة، معتبراً أنها مجرد <حكي في حكي>&bascii117ll; وبغضّ النظر عن صحة ما يدلي به سعد، فإن النهج السياسي لرئيس <التنظيم الشعبي الناصري> يقوم أساساً على مساءلة الآخر والتشكيك به، لا على الإجابة عن سؤال ماذا فعلت أنت لتنمية المدينة، منذ العام 2002 (العام الذي أصبح فيه نائباً بالتزكية خلفاً لشقيقه مصطفى) حتى العام 2009؟ علماً أنه خلال هذه الفترة (أقله حتى العام 2005) كان سعد نائباً عن المدينة، وحليفاً لحركتي؛ <أمل> ولـ <حزب الله> ولسوريا - في عزِّ قوتها في لبنان-، (وأصبحت البلدية بيده اعتباراً من العام 2004)، ولم يكن ينقصه أي نفوذ أو سلطة في أي مجال من المجالات، وقد كان خصومه السياسيون في أسوأ مراحل الحصار السياسي، وصولاً إلى خروج الرئيس الحريري من السلطة&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ومع ذلك كله ظل سعد يسأل الآخرين عما فعلوا، دون أن يخبر أحداً عما فعل هو من أجل المدينة!&bascii117ll; ولما قامت النائب بهية الحريري، بالتعاون مع الرئيس السنيورة، بتشكيل لقاء تحت عنوان: <سبل التعاون من أجل النهوض بمدينة صيدا وتنميتها>، بعد الانتخابات النيابية، انزعج النائب السابق أسامة سعد ? الحريص على التنمية في صيدا-، فأعلن في 14 آذار الماضي أن <صيدا ليست بحاجة إلى تشكيل مجالس لوردات مالية وغير مالية، لا تسمن ولا تغني من جوع، إنما وظيفة (هذه الاجتماعات) الحقيقية تتمثل في خدمة أهل البلاط أو مجلس الحكم المحلي في المدينة برئاسة تيار سياسي فئوي مذهبي>!&bascii117ll;أما في السياسية، فإن الاستهداف متواصل لـ <تيار المستقبل> في صيدا، ولا سيما للرئيس السنيورة، وقد وصل هذا الاستهداف في 24 آذار الماضي إلى ذروته، مع استقبال أسامة سعد وفداً من <التيار الوطني الحر>، حيث طالب <بمحاسبة جميع السياسيين الذين هددوا بسياساتهم الوحدة الوطنية في لبنان بمن فيهم (الرئيس فؤاد) السنيورة>!&bascii117ll; هذه المرة تجاوز سعد حدود الخلاف السياسي، ليقلب الحقائق ويبني عليها نتائج قضائية، إذ بات الرجل الذي حمى الجمهورية مهدِّداً للوحدة الوطنية، أما الذين اعتصموا أمام السراي، ثم استباحوا العاصمة وعدداً من المناطق، بما فيها صيدا، وتسببوا باحتقان مذهبي هائل، فقد اعتبرهم سعد حماةً للوحدة الوطنية!&bascii117ll; وفي سياق واضح من تجاوز الحقائق، أطلق سعد موقفاً عجيباً، في العاشر من نيسان الماضي، فقال: <أما وقد أطاح أركان النظام الطائفي في لبنان بالبنود الإصلاحية لقانون الانتخابات البلدية، كما أطاحوا سابقاً بفكرة قانون عصري للانتخابات النيابية، وكما فعلوها أيضاً في فضيحة إسقاط حق الشباب بالمشاركة في الانتخاب، ها هم يعملون اليوم على تهريب الانتخابات البلدية (بحجة احترام المهل) بما يضمن إنتاج مجالس بلدية خاضعة لأرباب هذا النظام>&bascii117ll; تجاوز سعد للحقائق كان فاقعاً هذه المرة، ذلك أن الذي أطاح بالبنود الإصلاحية في قانون الانتخابات هم حلفاء الدكتور أسامة سعد على وجه التحديد، ولعل الناس لا تنسى تصاريح كثيرة من قبل بعض حلفاء سعد اعتبرت أن النسبية غير ملائمة (خلافاً لموقفها في مجلس الوزراء!)&bascii117ll; ومن المعلوم أن رفض النسبية قد ترك شرخاً في العلاقة بين عون وبين حليف حليفه نبيه بري، تحدث عنها بوضوح النائب في تكتل <التغيير والإصلاح> يوسف خليل، في حديث أدلى به لصحيفة <الشرق الأوسط>، في 25 آذار الماضي، فأشار إلى أن <عون رفض ديمقراطياً إجراء الانتخابات بالقانون القديم حتى لو بقي وحده، في حين يجد حلفاؤه في حركة أمل وحزب الله أن ظروفهم تتطلب عدم التعديل>!&bascii117ll; ولعل الناس تتذكر أيضاً (في موضوع إقرار قانون الستين) كيف جعل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من إقرار قانون الستين (الذي صار متخلفاً وطائفياً في ما بعد) شرطاً لفك الاعتصام عن السراي، وكيف فرض حلفاء أسامة سعد في اتفاق الدوحة قانون الستين لإجراء الانتخابات، وكيف اعتبره العماد ميشال عون تحريراً للصوت المسيحي!&bascii117ll; ولعل الناس لم تنسَ بعد، (في موضوع تخفيض سن الاقتراع) كيف توحّد الصوت المسيحي، لاعتبارات ديموغرافية، بما فيه حلفاء سعد وحلفاء خصومه، لتعليق الموافقة على تخفيض سن الاقتراع بإصلاحات أخرى، خلافاً لرغبة الرئيس سعد الحريري، الذي لم يمتنع عن إعلان أسفه!&bascii117ll; كل هذه الحقائق قلبها أسامة سعد، جاعلاً من مساوئ حلفائه مذمةً لخصمه، في خداع مقيت للناس، و<تصريفٍ نفسي> عن العجز عن انتقاد من يحالفهم إلى حد الارتهان أحياناً&bascii117ll; إستهداف الرئيس السنيورة واقع ومستمر، أليس في ذلك دليل على حجم الإرهاق الذي سببه الرجل -وما زال- لكل المستقوين على الدولة؟!.
- 'صدى البلد'
النكبة الفلسطينية... ومناورة (4تحول)
نسيب حطيط:
من مميزات النكبة الفلسطينية المستمرة، هو انفضاض أكثر العالم العربي عن دعم القضية، وبدل احتضان الضحية (الفلسطيني) يفتح العرب عواصمهم للسفارات الإسرائيلية بضائعها وسياحها ولكسب الأجر من الله سبحانه، يدعى رئيس الوزراﺀ نتنياهو إلى مأدبة إفطار بالقرب من حدود غزة المحاصرة.والأكثر ذلا أن يصر العرب على مبادرتهم للسلام، ويستجدون الموافقة الإسرائيلية عليها وبدون جدوى، حيث تعرض إسرائيل شروطها وكلما قدم العرب مبادرتهم، قامت إسرائيل ببناﺀ منظومة جديدة، وتقدمت نحو المسجد الأقصى للاستيلاﺀ عليه وبناﺀ الهيكل المزعوم. القدرة والقرار، بينما امتلكت الانظمة القدرة العسكرية ولم تمتلك جرأة القرار وتحمل مسؤولياته.فأي تحول وتغيير ينتظرهما الجميع، وأي ثابت سيبقى... هل تزول إسرائيل وتهزم وتتحرر فلسطين وكل الاراضي المحتلة... ام تنكفئ المقاومة وينتصر المشروع الأميركي لتقسيم المنطقة بعنوان الشرق الأوسط الجديد..؟الأمل بالله والمقاومة... لا القرارات الدولية والمفاوضات...بعد النكبة الفلسطينية العام 1948 وحتى حرب تشرين 1973 توحد العرب حول فلسطين وبعد اتفاقيات كامب ديفيد، صار أكثر العرب يستجدون السلام، ولم يبق إلا بعض العرب وفي طليعتهم سورية تحمل لواﺀ الممانعة والمقاومة إلى جانب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، واستعادت الأمة بعض روحها وعزتها، انطلاقا من جنوب لبنان حيث حررت أول أرض عربية من الاحتلال وعانوا خسائر شديدة. تركوا بلا تردد. ووقع بعضهم في يد حزب الله. خيانة الحلفاﺀ أمر خطير وستكون له آثار بعيدة المدى على اسرائيل.كانت للصورة التي نشأت لاسرائيل بعد الانسحاب '(خيوط العنكبوت' كما قال حسن نصرالله) آثار تكاد تكون مباشرة، عندما بدأ مخربون فلسطينيون الانتفاضة الثانية في قصد الى نجاح حزب الله في الشمال. وكانت بدون مفاوضات وبدون شروط في ايار العام، 2000 ونمت ثقافة المقاومة وترسخت في حرب تموز 2006 حيث ولأول مرة صارت إسرائيل - الداخل جبهة عسكرية بعدما كانت الحرب الإسرائيلية تقوم على ارض الآخرين وبعيدة، عن الخطر والعمليات الحربية، إلا أن الاعتراف الإسرائيلي بقدرات المقاومة، العسكرية، والتي تمثل أول طرف عربي قادر على ضرب تل أبيب وغيرها، حيث يمتلك إن الامل بنهاية النكبة الفلسطينية يكون بالمقاومة الواعية والموحدة، ولا يكون من نافذة المفاوضات العبثية غير المشروطة والتي ولدت في أوسلو ولم تنتج بعد عقدين من الزمن، سوى التراجع والتنازل عن الحقوق التي اغتصبها الاحتلال، حيث من الخطورة أن يشرع الاحتلال مصادرته للأرض والهوية، بالتوقيع باسم الضحايا من اللاجئين والمحاصرين، والأفضل الف مرة ان تبقى الارض محتلة وفق العدالة والقانون الدولي والشرائع الدينية والأخلاقية مهما طال الزمن، من ان تعطي للمستعمر شرعية قتلك وطردك من أرضك.في ذكرى نكبة فلسطين تبدأ إسرائيل مناوراتها الأوسع في تاريخها (نقطة) 4تحول والتي تحكي مأزق الاحتلال في ذروة التحول الجيو سياسي والديموغرافي (الدولة اليهودية) الذي يتعرض له، حيث كانت المرحلة الأولى، احتلال فلسطين وتأسيس الكيان، والثانية التوسع خارج فلسطين المحتلة، والثالثة التصحر الاحتلالي بعد الانسحاب من سيناﺀ ولبنان، والرابعة حماية الوجود، والبقاﺀ وللمفارقة فقد اختارت إسرائيل التوقيت الملتبس لتاريخ مناوراتها بين تاريخ وعد بلفور(51ايار) واتفاق (71أيار) مع لبنان و(52أيار) يوم التحريرو(32ايار) الانتخابات البلدية في الجنوب.