قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 29/7/2010

ـ صحيفة 'السفير'
تنبؤات نجاد
ساطع نور الدين:
 
في مثل هذه الايام من العام 2006، عندما كان العدو الاسرائيلي يكثف عمليات تدمير المباني والمنازل على رؤوس اصحابها في الجنوب والبقاع والضاحية، ويمد حملته العسكرية الى منطقة الحدود اللبنانية السورية، اطلق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تصريحا لا يعبر عن نبوغه السياسي المبكر بقدر ما يثير الشكوك حول دوره في المس بالمصالح التي يدعي حمايتها والاهتمام بها.
قال نجاد يومها بالحرف انه اذا تعرضت سوريا لهجوم اسرائيلي فإن ايران ستدخل الحرب. ونزل تحذيره كالصاعقة على اللبنانيين الذين كانوا يجاهدون في حينه لانتشال الجثث من تحت الانقاض، والذين رأوا في الموقف الرئاسي الايراني تقليلا من شأنهم وحجم تضحياتهم.

وكان تصريح نجاد مبنيا على قراءة فريدة لتلك الحرب التي لم ينته لبنان حتى اليوم من احصاء ضحاياها، الذين انضم اليهم ثلاثة شهداء سقطوا بالقنابل العنقودية في الجنوب الشهر الماضي وحده، ولم يستكمل اعادة بناء ما دمرته من مساكن.. وهي قراءة لا تزال راسخة في ذهن الرئيس ومفادها ان الدولة الصهيونية سلكت طريق زوالها النهائي من الوجود، ولن تنجو من هذا المصير الحتمي حتى بالحرب التي تستعد لشنها مع الاميركيين على دولتين في المنطقة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، بحسب نبوءة رددها نجاد اكثر من مرة طوال السنوات الاربع الماضية، وآخرها بالامس، ووضع تلك الحرب التي قال ان القرار الاميركي الاسرائيلي بشنها قد اتخذ، في سياق الحرب النفسية على ايران!
ومرة اخرى، كرر نجاد بالامس قوله ان هاتين الدولتين اللتين المح الى انهما لبنان وسوريا، لن تحتاجا الى دعم مباشر من ايران، لان الحرب المقبلة ستؤدي حتما الى نهاية النظام الصهيوني. وهو ما يوحي بان الرئيس الايراني لا يتوقع اندلاع تلك الحرب، بناء على معلومات مؤكدة لديه بحسب تعبيره، لكنه يتمنى حصولها فعلا.. بغض النظر عن صحة معلوماته التي يبدو انها كانت دقيقة الى حد ما العام الماضي عندما كادت الحرب تنشب فعلا جراء الاشتباه الاميركي الاسرائيلي بصور جوية لشحنات اسلحة متقدمة كانت تعبر الى الاراضي اللبنانية!

الاستعدادات الاميركية الاسرائيلية لشن حرب جديدة على لبنان ليست خافية على احد، والتثبت منها لا يحتاج الى معلومات الرئاسة الايرانية او سواها. لكن كشفها على هذا النحو من قبل نجاد، وتحديد موعدها بعد ثلاثة اشهر، لا ينمّان عن استخفاف بالاميركيين والاسرائيليين، الذين قد يعمدون الى تقديم ذلك الموعد او تأخيره ما دام اصبح معروفا، بل عن اساءة للبنانيين الذين يكافحون لانكار الحرب والسعي بأي شكل من الاشكال لتفاديها.. والذين لم يتلقوا تلك المعلومات الخطيرة الا عبر نص مقابلة تلفزيونية اجريت مع الرئيس الايراني مساء الثلاثاء الماضي.
تنبؤات الرئيس الايراني كانت على الدوام محيرة، وكذلك نياته، حتى لو كان همه الرد على اولئك الذين يتوقعون او يتمنون حربا اميركية اسرائيلية على ايران؟


ـ صحيفة 'النهار'
نعم... لا تزال 'حرب الآخرين'!
نايلة تويني:

لفتني في إطلالات الأمين العام لـ 'حزب الله' السيد حسن نصر الله تكرار انتقاده شعار 'حرب الآخرين على ارض لبنان' الذي يعتبره بمثابة شعار 'قوة لبنان في ضعفه'، وهو أمر يستحق النقاش ما دامت الحملة الاستباقية على المحكمة الدولية تظهر أن هناك ما يتجاوزها ايضاً إلى مسائل لا تزال تشكل عناوين خلافية عميقة.

من حق السيد نصرالله أن يخالف هذا الشعار، ويعلن اعتراضه عليه في أي لحظة، وهذا ما نؤمن به في إطار إيماننا بالحق الديموقراطي في الخلاف والاختلاف، ولكن من حقنا نحن على السيد نصرالله أن نطرح مفهومنا ايضاً حيال ما نعتبره الحقيقة التاريخية للحروب على لبنان، وفي لبنان، التي جسدها الشعار. حين طرح غسان تويني هذا الشعار أمام الرأي العام المحلي والدولي، كان يصرخ أمام مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة 'دعوا شعبي يعيش'، وكانت ثمرة تلك الصرخة القرار 425 الذي جسّد الانتصار الديبلوماسي الفريد للبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي العام 1978. لا نقول ذلك من باب المزايدة على السيد نصرالله، الذي نميز تماماً ما بين خلافنا السياسي معه، وتضحياته وحزبه في مواجهة إسرائيل، بل لنؤكد ان شعار حروب الآخرين على ارض لبنان، الذي تبناه كثيرون بعدما أطلقه غسان تويني، ما كان إلا علامة القوة اللبنانية في مواجهة الاستباحة الخارجية للبنان بدءاً بالاحتلال الإسرائيلي. ولا نقول ذلك بطبيعة الحال دفاعاً عن شعار غسان تويني، وهو لا يحتاج إلى دفاع، بل لنؤكد انه بعد أكثر من 32 عاماً على 'ولادة' هذا الشعار، ها هي حقيقة لبنان المؤلمة تثبت صحته تكراراً، وها نحن اليوم بالذات الأجيال التي لم تكن ولدت يوم أطلق هذا الشعار، نعاني بدورنا المعاناة نفسها التي سبقتنا إليها أجيال أهلنا ومعلمينا الكبار.

فأي تفسير للكثير من الأزمات التي عشناها ونعيشها غير حروب الآخرين التي لا تزال تتخذ لبنان مسرحاً لها؟ ولماذا استشهد من استشهد لولا هذه الحروب المستمرة وإن بوجوه ووسائل مختلفة ومتغيرة ومتبدلة؟ وهل كانت دماء شهداء الاغتيالات، كما دماء شهداء المقاومة، سوى دليل أن لبنان كله يرفض الرضوخ للضعف ويقاوم على كل الجبهات؟
إن الخلاف السياسي لا يبرر، في نظرنا، مخالفة الوقائع التاريخية للحرب، خصوصاً متى كانت هذه الحقائق لا تزال تضغط على أيامنا، ولا يمكن لأي طرف ان يدحضها بعد مرور عقود ساهمت في تأكيدها وترسيخها وإثباتها في عشرات التجارب والأزمات، وحتى الحروب. أما أفضل اعتراض على هذه الحقيقة، التي نصر على اعتبارها حقيقة وليست شعاراً، فيكون عبر مراجعة كل السياسات التي أدت وتؤدي إلى استمرار حروب الآخرين على ارض لبنان، لكي تصبح هذه الحقيقة فعلا من التاريخ، ولا تبقى كابوساً في حاضرنا ومستقبلنا.  


ـ 'السفير'
من رفيق الحريري إلى سعد: &laqascii117o;تصـرّف كرجـل دولـة"
 ادمون صعب:

ولدي الحبيب سعد،
أنا في قلق كبير على لبنان، وعليك شخصياً، خصوصاً بعد الأنباء المتواترة التي بلغتنا هنا عما يجري في البلاد مع اقتراب صدور البيان الاتهامي في قضية اغتيالي وما تفرّع عنها من اغتيالات لرجال أحرار في وطننا العزيز.
وقد زارنا أخيراً علاّمة كبير ورجل رؤية وموقف كان لهما أبلغ الأثر في الإنجازات التي حققتها المقاومة البطلة منذ نشأتها، وكانت حرب تموز 2006 آخر إنجازاتها. وقد تحسّرت كثيراً لأن الأقدار وأيدي الغدر لم تمهلني حتى أشهد تلك اللحظة المباركة التي رفع فيها أبطال المقاومة رأس الأمتين العربية والإسلامية، وقضوا مرة جديدة على أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر.
وقد زاد في آلامي التي لمّا أشف منها إلى الآن، رغم مرور أكثر من 5 سنوات على الجريمة، ما بلغني من العلامة السيد محمد حسين فضل الله من مؤامرات تتعرض لها المقاومة، سواء من خلال شبكات التجسس التي كُشف عدد منها وبقي الكثير، أو من خلال ما سُرّب في الإعلام الخارجي الذي توجهه الصهيونية من &laqascii117o;سيناريوهات" تتعلق بمضمون البيان الاتهامي الذي أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أخيراً أنه سيصدر في أيلول المقبل وسيوجّه الاتهام إلى عناصر في &laqascii117o;حزب الله" بالمشاركة في الجريمة.
وإني إذ أستغرب هذا الأمر وأعتبره فخاً للبنان وللعيش المشترك فيه، أشتم منه رائحة إسرائيلية كريهة تستهدف المحكمة والسلم الأهلي في لبنان قبل استهداف المقاومة و&laqascii117o;حزب الله" تحديداً.

وإني أريدك أن تدرك جيداً أن ليس في لبنان طرف واحد، مهما اشتدت الخصومات بين الأطراف وتناقضت التوجهات السياسية، لا يريد المحكمة لأنها الطريق الوحيدة للوصول إلى الحقيقة.
... وها أنت تلمس بنفسك مدى محبة الرئيس بشار لرفيق الحريري، وتستشعر حرارة العاطفة التي أحاطك بها في الزيارات التي قمت بها لدمشق.
من هنا أدعوك إلى مراجعة نقدية للمرحلة التي أعقبت اغتيالي في 14 شباط 2005، و19 كانون الأول 2009 يوم دخلت دمشق من &laqascii117o;النافذة السعودية" على ما صرّحت، والتبصّر جيداً في ما سُرّب في الإعلام حول المحكمة، والذي نقلت بعضه ـ قبل التحقق من صحته ـ إلى قائد المقاومة. وهذا خطأ كبير كان ينبغي أن تستشير في شأنه قبل الإقدام عليه، من يخلصون لك من غير ذوي المصالح والنيات السيئة أمثال شريكتي وحبيبتي نازك، والرئيس سليم الحص الذي أشعر بالندم حيال ما فعلته به وقد ترفّع عن رد الإساءات وغمرك بعطفه، وكذلك الصديق الدكتور بهيج طبارة الذي أبعدته عنك تصرفات الرئيس فؤاد السنيورة، سامحه الله.
والآن، بعد الزوغان وانحسار التحريض، أدعوك، يا ولدي الحبيب، إلى أن تفتح البصر والبصيرة في شأن ما سُرّب في الإعلام أو ما تناهى إليك حول ميل المدعي العام في المحكمة دانيال بلمار إلى توجيه الاتهام إلى عناصر من &laqascii117o;حزب الله" بالاشتراك في عملية اغتيالي، الأمر الذي يتناقض مع كل ما بنيته مع المقاومة وقائدها واستمر حتى اللحظة الأخيرة من حياتي.
ولئن فكّرت في أداء دور محامي الشيطان، فإني أدعوك، كما أدعو نفسي، إلى التساؤل: لماذا يريد &laqascii117o;حزب الله" اغتيالي؟ وهل ذلك ممكن في عقيدة الحزب السياسية والدينية؟ وهل من مسوغ لمقاتل آمن بأن إسرائيل هي العدو، وأن مقاتلتها واجب شرعي لأنها تحتل أرضنا، بأن يتحول بين ليلة وضحاها إلى قاتل لرجل بريء، بل حليف، وداعم للمقاومة ومدافع عنها ومتبن لعقيدتها ولحقها في الدفاع عن أرض الوطن المحتلة. وقد ظهر ذلك جلياً في الجهد الذي بذله لإنجاز &laqascii117o;تفاهم نيسان" عام 1996؟
ولا أظن أن الذين نصحوك بإطلاع السيد حسن نصر الله على فحوى التسريبات كانوا صادقين. وأحسبهم قد دفعوك إلى مأزق، إن لم يكن إلى مهلك للبنان.. فلو كنت مكانك لعرفت مَن أستشير، قبل أن أقرّر مفاتحة السيد نصر الله بالأمر. وكان عليك البحث عن المسرّبين وأهدافهم والطريقة التي استطاعوا بها الوصول إلى المعلومات، ثم التصرف بمسؤولية، بعد عرض الأمر على مجلس الوزراء وتوجه كتاباً إلى مجلس الأمن، بواسطة الأمين العام للأمم المتحدة، باعتبار أن المحكمة الخاصة بلبنان قد أنشأها المجلس بحسب ميثاق المنظمة الدولية. حتى إذا ثبت التسريب، طالب لبنان بمحاسبة المسؤولين عنه، وبوقف العمل في المحكمة إلى حين تعيين مدع عام جديد.
أما ذهابك إلى نصر الله ونقل قلقك إليه حيال ما سُرّب حول وجود ميل لدى النيابة العامة إلى اتهام عناصر &laqascii117o;غير منضبطة" من &laqascii117o;حزب الله" بالاشتراك في عملية الاغتيال، فقد كان خطأً كبيراً، يضاف إليه خطأ آخر بتكليفك نواباً في &laqascii117o;تيار المستقبل" تكذيب الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" والقول إنك لم تبلغه هذا الأمر صراحة بل أطلعته على سيناريوهات عدة بينها سيناريو يقول بإمكان صدور اتهام لعناصر من الحزب.
لقد كان الأولى بك، بعدما تعلمت من تجربة سيناريو اتهام سوريا، أن تنقل الحقيقة إلى نصر الله، لا التسريبات، وهو المتشوّق إلى معرفة قتلة رفيق الحريري وأن تزوره، في حال حصول إشكال أو التباس.
بين ما أطلعت نصر الله عليه وما أعلنه هو على لسانك بالحرف: &laqascii117o;يا سيد في شهر كذا أو شهر كذا سيصدر قرار ظني يتهم أفراداً من حزب الله، وهؤلاء جماعة ليسوا منضبطين (...) وهم الذين قاموا بهذا الموضوع". وفي ظني أن نصر الله يسجل كل اللقاءات، وأنه لم يكذب. كما لم يشأ، بترفع وإباء أن يرد على نواب &laqascii117o;المستقبل"، ويكذّبك يا بني، لأنك ابن الشهيد رفيق الحريري. وأتمنى أن تكون فهمت وتعلمت، راجياً ألا يتم ذلك على حساب الوطن.
والآن ما العمل قبل خراب البصرة، ورفض &laqascii117o;حزب الله" القرار الظني، وكذلك رفضه تسليم أي عنصر من الحزب إلى المحكمة، وخصوصاً بعد ما تردد أن الجيش سيرفض أي طلب يقدم إليه لاعتقال المطلوبين من &laqascii117o;حزب الله"؟
نصيحتي لك أن توقف الأبواق المحيطة بك، وأن تتوجه مباشرة إلى مقابلة الأمين العام للحزب، وتعتذر له عمّا صدر عن نواب في &laqascii117o;المستقبل" من تكذيب له في موضوع الاتهام، مؤكداً ثقتك به وبالحزب، مع وعد بالتعاون معه من أجل الوصول إلى الحقيقة، وقبول القرار الظني إذا كان مستنداً إلى وقائع أكيدة وموثقة، والتسليم بما تقرّره المحكمة والمعاونة في تنفيذه.
هكذا يجب أن يتصرف ابن رفيق الحريري، مصراً على الوصول إلى الحقيقة وسوق قتلة والده إلى المحكمة. أما الغفران فلا وجود له في الإسلام، بل هناك الرحمة، فالجأ إليها ولكن بعد إعلان الحقيقة.
ولن يسامح اللبنانيون مَن هرّب المحكمة إلى مجلس الأمن ووضع رقبة لبنان تحت رحمتها. إلا أن هذا الأمر يجب ألا يستمر هكذا، ولا يفيد الحكومة أن تتصرف كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال بينما البلاد على شفير فتنة ويتربص بها العدو الإسرائيلي.
لذلك يجب اتخاذ قرار إجماعي في مجلس الوزراء بملاحقة شهود الزور واستدعاء القضاة اللبنانيين، لا لسحبهم من المحكمة احتجاجاً على التسريب، بل للاطلاع على حقيقة التحقيق والبحث معهم عن مخارج بالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة. وهذه وصيتي لك.
ودمت لأبيك الذي يحبك كثيراً
رفيق الحريري"
(طبق الأصل)

ـ 'السفير'
كتـاب مفتـوح إلـى الرئيـس سعـد الحريـري - البحـث عـن القاتـل يبـدأ مـن هنـا
 نصري الصايغ:

I ـ إننا نحب الحياة
دولة الرئيس
لنفترض أن قراراً ظنياً صدر، يتهم عناصر من حزب الله، بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لنفترض ذلك. لكن، قبل ذلك أؤكد لك أننا شعب يحب الحياة، حباً يبلغ حد الهوس والاحتراف، وله مع الحياة حكايات لا يشحب فرحها أبداً. ولدينا، يا دولة الرئيس، مئات الأسباب لهذا الحب.
لو تسنى لك أن تكون معنا في بعلبك، حيث للأعمدة الستة، شقيق سابع، يدعى &laqascii117o;السكر بالفن"، على كتف معبد باخوس، إله الخمر. لو تسنى لك أن تسهر برفقة الموسيقى والرقص والشعر، لأدركت، بلمس الحواس، كم أن حب الحياة معتّق عندنا، ومتصل بالروح وأمكنة الوطن المتخيل. لو أتيح لك أن تكون معنا نحن اللبنانيين، في جبيل، لتخلّيت عن الهندام البروتوكولي، وصفقت ملء شغافك لموسيقى تجترح تأليه الفرح. لو كنت معنا في بيت الدين، لما شعرت أنك في ضيافة مفترضة من وليد جنبلاط، بل كنت نسيت السياسة والسياسيين، وأقمت هناك طليق القلب. فالفرح وحب الحياة لا سياسة لهما.
لو أمضيت معنا فسحة يوم في مليتا، لشعرت مثلنا، أننا نحب الحياة بكرامة وحرية وعطاء... لكنت توقفت وقلت بنبرة ناصرية: &laqascii117o;إرفع رأسك يا أخي"، لدنوت من التراب وتحسست قداسته المعطرة بالدم. لو كنت معنا في مليتا، متحف المقاومة والانتصار على العدو الإسرائيلي لوقفت في صدر القاعة الكبيرة، لتسمع &laqascii117o;اعترافات" قادة إسرائيل بالهزيمة.
ستقرأ بتمهل عذب ما قاله اسحق شامير، رئيس وزراء العدو الأسبق:
&laqascii117o;لم يخطر ببالي أن أحيا لهذا اليوم الذي ترغم فيه إسرائيل وجيشها الذي وصفه أعداؤنا بأنه الجيش الذي لا يقهر، على الفرار أمام طرف عربي"... لو كنت هناك لطلبت ممن معك أن يسجل أقوال قادة اسرائيل: &laqascii117o;ما الذي حدث؟ كيف جرت الأمور على هذا النحو؟ بضع مئات من جنود حزب الله يجبرون الدولة الأقوى في الشرق الأوسط على الظهور بهذا الشكل الانهزامي". ستفرك يديك فرحاً وتبتسم بغبطة. يا دولة الرئيس، عندما تتابع ما قاله شامير: &laqascii117o;لقد أثبتنا للعرب دوماً أنه يجدر بهم ألا يحاولوا إرغامنا على تقديم تنازل لهم بالقوة، لأنهم في النهاية، هم الطرف الذي سيتنازل. لكن حزب الله أثبت أن هناك عرباً من نوع آخر".
ستفرح يا دولة الرئيس، لأن شيمون بيريز، سيعترف أمامك، وستقرأ ذلك بأم عينيك، بأن &laqascii117o;الجيش الإسرائيلي دخل حرباً (تموز) ولم يحصل فيها مجد ولا انتصارات. نحن اليوم نظهر أضعف مما كنا. خسرنا من قوة ردعنا أمام العالم العربي الذي سلّم عموماً بوجود دولة إسرائيل... منذ ذلك التاريخ، تراجع موقفنا، وأستطيع القول، إن إسرائيل كانت مشكلة العالم، أما اليوم، فالعالم هو مشكلة إسرائيل".
كلام حاسم. أليس كذلك؟
في مليتا، ستجد يا دولة الرئيس شعباً مؤمناً، يحب الحياة بطريقة فذة، طريقة التصوف بالقضية والعشق لمسالكها ومآلاتها. طريقة تقوم على ابتداع القرابين عبر مراسم الشهادة والعطاء بلا حساب. طريقة، فرضت على أرييل شارون الاعتراف بأنه &laqascii117o;لأول مرة في تاريخنا، نبادر إلى سحب الجيش الإسرائيلي، يفسرها العدو والصديق معاً، بأنها انكفاء بلا شروط".
ستشهد معنا هناك، يا دولة الرئيس، &laqascii117o;حكاية الأرض للسماء" وهي حكاية، نسج مقدماتها وعقدها وحلولها، قائد الانتصارين، عماد مغنية.
معك حق يا دولة الرئيس، نحن شعب نحب الحياة. وبقدر حبنا لها، نخاف عليها، إذ سرعان ما ينقلب الفرح في لبنان إلى غم وهمّ. يتجوّل القلق بيننا كسؤال: &laqascii117o;متى تبدأ الفتنة"، مع رجاء، &laqascii117o;من يوقف الفتنة"؟ مع أمل ألا يتحول الوطن إلى &laqascii117o;مقبرة للحياة" نهيل عليها دموعنا ونطعم التراب مواسم أبنائنا وآبائنا وأمهاتنا... وما تبقى من الوطن.
II ـ لا تعداد لضحايا القرار الظني
دولة الرئيس
لنفترض أن القرار سيصدر غداً، بصيغة الاتهام المباشر لعناصر من حزب الله، بارتكاب الجريمة.
أول التداعيات: إقامة حفلات غير معلنة، لوداع الأفراح، والقبض على &laqascii117o;حب الحياة". حصل ذلك مراراً. تاريخ لبنان، في خمسة عشر عاما من الحرب، كان تناوباً لأعراس مختصرة تعقبها جنازات مديدة. عرف لبنان كيف يرخّص الحياة وينفقها كالحيوانات الشاردة في طوائفها والمستفحلة في مذاهبها.
ماذا بعد؟
نصل إلى السياسة. ولبنان صاحب قواعد سياسية لا تخطئ. ديموقراطيته المشوهة، مدرسة في تلقين الدروس، وليس من يتعلم منها.
أولى الضحايا، يا دولة الرئيس، حكومتك. لن يبقى منها وزير إلى جانب وزير. هم لا يتطايقون الآن، فكيف إذا صدر الاتهام. سينفرط العقد الهش، وتصبح رئيس وزارة، مشلّعة، مستقيلة، تسيّر أعمالاً، لم تعد قابلة لأن تسير.
تصير حكومتك وأنت على رأسها، بلا سلطة ولا قرار ولا شرعية. ولا طاقة للمعارضة على تأليف حكومة من دونك، إلا إذا توهمت أنها أكثرية، بإضافة نواب اللقاء الديموقراطي إلى حساباتها. فيما وليد جنبلاط يناسبه أن يبقى بين &laqascii117o;البور" و&laqascii117o;الفلاحة".
وعندما تتعطل سلطة القرار، تشل المؤسسات، ويضطر الجيش إلى التحصن بثكناته. فمن أين يتلقى قراراته السياسية... الأمثولة تقول: الجيش على الحياد. لا يجوز الزج به في أتون الصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية. الخوف عنده يصونه. الخوف عليه ومنه ينجيه.
لكن من ينجي اللبنانيين؟ من يضمن أمنهم؟ وهكذا، يا دولة الرئيس، يصبح اللبناني بلا أمن، مكشوفاً كل يوم. خائفاً في كل لحظة. وعندها يخشى من الأعظم.
لا أمن، لا جيش، لا سلطة، لا قرارات، هذا يساوي الفلتان الغرائزي الطبيعي. والطبيعة عندنا فصول طوائفية، لا ربيع فيها، غير ربيع الدماء. وسيصير السقف اللبناني العالي: &laqascii117o;منع الحرب الأهلية". أليس صحيحاً يا دولة الرئيس ما قاله السيد حسن نصر الله، اننا عشنا في لبنان، على مدى أربع سنوات، على شفا حرب أهلية، كان يمكن أن تندلع كل يوم.
وطن على الصليب... والجلجلة بلا نهاية.
فما العمل؟ هل نستسلم أم نقاوم؟
III ـ من سيبقى على قيد الحياة؟
دولة الرئيس، لنفرض أن القرار الظني سيصدر غداً في جريمة الاغتيال، لا بد من التذكير:
ان &laqascii117o;النعيم" اللبناني جار لصيق للجحيم. من يصدّق أن لبنان يحتل المرتبة الأولى في الاغتيالات. دولة ديموقراطية مبنية على التوافق، كما هو مفترض، ترتكب الغدر والاغتيالات. الأنظمة الدكتاتورية لا تحتاج إلى اغتيالات ترتكب سراً. الإعدام يتم جهاراً وبلا محاكمة والتهمة الملفقة جاهزة. في الأنظمة الديموقراطية الحقيقية، الاغتيال استثناء. عندنا لائحة تطول، وقد طالت رجالات وقادة ومفكرين، رؤساء جمهورية وحكومة ونواباً و... لم يعدنا أحد بعد، إلا بالمزيد من الاغتيالات.
اغتيل أنطون سعادة بمحاكمة صورية ظالمة. واغتيل رياض الصلح انتقاماً، واغتيل معروف سعد قصداً وعمداً (أين محاكمة قتلته؟) واغتيل كمال جنبلاط تصفية له ولمشروعه، واغتيل طوني فرنجية بهمجية ووحشية من قبل القوات اللبنانية، بقيادة بشير الجميل وسمير جعجع، واغتيل بشير الجميل عقاباً له، واغتيل رشيد كرامي، ثم رينيه معوض، فأي جحيم هذا البلد؟ من بقي من قادته الذين دشنوا الحرب اللبنانية على قيد الحياة في نهايتها. من؟
بلد يقتل قادته ويأكل أولاده.
دولة الرئيس... لا يليق اللون الأسود بنا. بعد اغتيال والدك، كرت سبحة الاغتيالات... احتل الأسود الثياب والقلوب. كان الحزن خبزنا اليومي، عشاءنا السري، وكنا نتساءل: من التالي؟
لم يعاقب أحد من القتلة. وحده سمير جعجع سيق الى السجن، بتهمة تفجير الكنيسة، ثم أدخل الى ملف الرئيس كرامي، وحكمت المحكمة بإدانته. وأمضى أحد عشر عاماً سجيناً، أدخله القضاء السجن، وأخرجته السياسة.
من غيره؟
لا أحد.
لذلك، يا دولة الرئيس، نصر عليك بأن تذهب في البحث عن الحقيقة الى النهاية. الحقيقة الدامغة. الحقيقة المحسوبة بدقة الشهود، لا بصدّيق التزوير. الحقيقة المثبتة بالأدلة اللا لبس فيها، وليس بالاستنتاجات، وتلفيق الأدوار.
نريد أن تذهب الى النهاية، كي يعاقب القاتل الحقيقي، وليس القاتل المشتهى، أو القاتل المرغوب، أو القاتل المؤقت. لا نريد حقيقة متنقلة، بين اتهام لسوريا، تبين بهتانه، وحقيقة قضت باعتقال الضباط الأربعة ظلماً. نريد حقيقة، قد لا يرضى بها أعوانك وبعض من آل سياستك.
نريد، ولو لمرة واحدة، أن نكتشف القاتل الحقيقي، لينجو لبنان.
IV ـ المحكمة الدولية ليست امرأة قيصر
دولة الرئيس
لنفرض أن القرار سيصدر غداً... 14 آذار ستعتبره الحقيقة وتدافع عنه، متهمة عناصر من حزب الله بالارتكاب، من رؤوس شفاهها، فيما قناعتها أن القرار هو قرار الحزب بقيادته، وليس بعناصر مخترقة... المقاومة وحلفاؤها سيعتبرون القرار إعلان حرب على المقاومة، وإعلان بدء الفتنة في لبنان.
هل هذا واضح يا دولة الرئيس؟
لا تعليق على ما يقوله من حولك. نحن بانتظار ما ستقوله أنت. وما ستقوله أنت، هل سيجيب عن الأسئلة التي تبدأ من الشك بالمحكمة؟
دولة الرئيس، المحكمة ليست امرأة قيصر، عايناها مع ديتلف ميليس، إنها كانت &laqascii117o;امرأة سوق" وليس امرأة منزهة. عرفناها أنها مبتذلة ومهترئة وملفقة... فكيف ندافع عن محكمة، هكذا بدأت سيرتها؟
دولة الرئيس، المحكمة ولو كانت دولية، ومتمتعة بحصانة مجلس الأمن، فإنها لا تملك حصانة النزاهة والعدالة. يكفي أنها ارتكبت عاهات قضائية مثبتة، روج فريقكم لها. فريقكم لعن سوريا وأخرجها من لبنان. أسقطتم حكومة برمّتها. اعتقلتم ضباطاً أربعة وشهّرتم بهم... ثم، لماذا لم تقدموا بعد على تنقية صفوفكم من شهود الزور ومن خطط ونفذ ولفق شهادات وشهود الزور؟
دولة الرئيس، ان فريقاً في لبنان لا يثق بالمحكمة، ولديه حججه، وفريقاً يثق بالمحكمة. برغم ما يعتورها، بمعرفة منه أو بتغاض منه، من ارتكابات، كان آخرها رفض المحقق/ المدعي العام دانيال بلمار، بجواز تسليم شهود الزور للواء جميل السيد، كي يقاضيهم في محكمة ما، في بلاد الله الواسعة.
لا ثقة بهذه المحكمة، وبكيفية إدارتها لهذا الملف، ودخول سياسة لعبة الأمم فيه. أما القضاء اللبناني، فلا حول ولا قوة إلا بالله. إنه ليس من هذا العالم المبني على الحقوق والشفافية.
Vـ لنذهب إلى الحقيقة معاً!
دولة الرئيس
لنفترض أن قراراً صدر غداً، يتهم عناصر من حزب الله بالارتكاب، فماذا سيحدث أيضاً؟
قيل لنا، ليس في لبنان إمكانية لحماية كل المساجد. ولا إمكانية لحماية الحسينيات، ولا إمكانية لحماية الشخصيات السياسية والدينية، ولا إمكانية لحراسة المنشآت ووسائل الإعلام، ولا إمكانية لمنع أي انفجار، يبدأ في... وينتقل إلى... كل لبنان.
من المستفيد؟
لن يقال بعد ذلك، إذا كان القرار الاتهامي صحيحاً أو مزوراً. القرار، ان كان كامل الأوصاف النبيلة، أو معقل الأخلاق والسياسة، فإنه سيكون بوابة الجحيم. وعليه، فالتطرف سيقضي على الاعتدال. والتعصب سيصير نبيّ الشرائع، ومنه تصدر فتاوى القتل.
إنه لأمر مرعب حقاً!
من يبقى منا بعد ذلك؟
هل واثق يا دولة الرئيس، بأن الأحوال ستتبدّل، وقد تنقلب، ولا يبقى منا أحد في لبنان، لا أنت ولا نحن ولا... إلا من... يا لها من صورة رهيبة!
وعليه، يا دولة الرئيس، فإن أمر أمننا وحياتنا رهن بقرار منك. ما هو؟
لا أعرف على وجه التحديد والتفصيل. قد يكون اقتراح الرئيس الحص، أو سواه، لنعد القضية برمتها إلينا. لنذهب الى اكتشاف الحقيقة معاً. فلتقل الأمور بكل صراحة. فلتكشف الأوراق المخبأة، الأوراق الملغومة، الأوراق الملعونة... فلنفتح الملفات الأمنية السابقة والراهنة. فليستدع شهود الزور ومشغلوهم. فليضم الدليل على المرتكب، صغيراً أم كبيراً، وليشهد الجميع على ذلك.
من دون أن نذهب معاً الى هذه الحقيقة، فكل حقيقة أخرى ستقود لبنان الى المقصلة... وسيكون على المقاومة أن تحمي بالقوة سلاحها وبقاءها


ـ 'السفير'
القرار الظني والفتنة مستبعدان.. واقتراح الحص غير مأمون النتائج
مصطفى الجوزو:

كثيرون خافوا الفتنة بعد تنبّؤ مجرم الحرب أشكنازي بصدور القرار الظني عن المحكمة الدولية واتهام حزب الله باغتيال الحريري ونشوء فوضى في لبنان، في أيلول المقبل؛ وأنا أميل إلى مخالفتهم، على الرغم من ثقتي بعديد منهم. ورئيس الحكومة اللبنانية ينفي احتمال الفتنة، وأنا أميل إلى تصديقه في ذلك، خلافاً لعادتي.
فالسؤال: ما مغزى صدور الإعلان والتنبّؤ عن رئيس الأركان الصهيوني؟ ولماذا صدوره قبل شهر ونصف الشهر تقريباً من الموعد المزعوم، والمحاكم، وبخاصة الدولية، تعتصم بالسرية، فكيف إذا كانت الثقة بها مهتزة؟ وما مغزى أن تهبّ الجوقة السياسية الإعلامية نفسها تقريباً، التي كانت تتوعد سوريا بالقرارات الظنية، لتنكر على حزب الله شكه في صدقية المحكمة الدولية، ولتتوعد بعظائم الأمور إن لم يصدر ذلك القرار الظني؟ وهل من مصلحة سعد الحريري أن تنشب الفتنة؟
الإعلان الصهيوني
لا نعرف أن رؤساء أركان الجيوش يشغلون أنفسهم بقرارات المحاكم غير العسكرية، وينتحلون صفة الناطقين باسمها؛ فإذا فعل أحدهم ذلك فلا بد من أن يكون وراء فعلته غاية غير قضائية، تخدم، على الأرجح، أغراضاً عسكرية. والجيش الصهيوني في حاجة ماسة إلى صرف النظر الدولي عن جرائمه وخططه ومشاريعه: جريمة أسطول الحرية، وحصار غزة، وجرائم التهويد... الخ. فكل ذلك يستدعي ضجة تشغل الآذان عنه. وأمر آخر ذو أهمية اقتصادية استراتيجية، هو التنقيب عن المحروقات، ولبنان يحاول أن يفيد من ثروته النفطية والغازيّة المحتملة الوجود في البحر، والكيان الصهيوني يمضى قدماً في التنقيب، ويريد أحد أمرين: إما الاستئثار بكل ثروة المتوسط النفطية والغازيّة، أو فرض الصلح على لبنان وجعل استغلاله لثروته الحارّة رهن الإرادة الصهيونية. فحتى ينصرف لبنان عن مشاريع التنقيب، وكي لا يسمع العالم مطالبه المحقة، لا بد من شغله بقضية كبيرة. والفلسطينيون في لبنان يطالبون بحقوقهم الطبيعية، ومنحهم تلك الحقوق يجعلهم أكثر استقراراً، فتقل بينهم النزاعات والجرائم، ولا تعود المخيمات مباءة للإرهاب، فيرتاح أهلها وجيرانها، وترتاح الدولة اللبنانية، ويصبح بوسع الفلسطينيين المطالبة بحقوقهم الوطنية المغتصبة بقوة أكبر؛ ولصرف الهمّ عن ذلك لا بد من افتعال مشكلة.
عناصر غير منضبطة
إن إيحاء سعد الحريري للسيّد بكون تهمة الاغتيال محصورة بنفر من أعضاء حزب الله غير منضبطين، وأياً كانت منزلة المومأ إليهم، وأياً كان الغرض من هذا الإيماء، سواء كان الإقناع بأن يكون أولئك النفر كبش فداء للحزب، أو إخبارَ السيد بما هو شائع معروف، فإنه عمل لا يدل على فطنة، ويحتمل إحدى شبهتين: إما محاولة استدراج السيد، أو إعلامه بما هو معلوم ـ والتذكير بشائعة قبيحة، ضرب من التعيير، ويعني غالباً المشاركة في الاتهام ـ. وكيف يمكن لعاقل أن يتصور أن يقوم عناصر غير منضبطين بهذه الجريمة الضخمة، وهل هم يعملون لحسابهم أم لحساب جهات أخرى، ومن هي تلك الجهات؟ سخف من السخف، وهو يشبه عرضاً أن يدّعي أحدهم أن ابنه القاصر هو الذي أطلق النار من مسدس أبيه على الضحية، أي أن تلقى التهمة، بصورة غير مباشرة، على الابن والأب معاً. لقد كان من غير الحكمة عرض الأمر على السيد، لأنه صار معروفاً أن المحققين، حتى الصغار منهم، بستدرجون المستجوَب، فيعرضون عليه قبول نسبة الجرم إليه، أو إلى أحد أقاربه أو أصحابه، أو الاعتراف بالمشاركة فيه، على أن يخففوا عنه الحكم، أو يساعدوه في طلب التبرئة. وهم في ذلك كله إنما يضمرون اتهاماً له، ويريدون مراودته، لعله يضعف فيعترف، ولو كان بريئاً. لكنه أسلوب لا ينطلي على من هو بألمعية السيد، ولا سيما وهو واثق من براءة حزبه.
لكن ذلك العرض بذاته يدل، خلافاً لتوهم الكثيرين، على أن المحكمة الدولية، في حالة التنكر الدولي التي أشرنا إليها، تريد أن تنتهي من قضية المرحوم رفيق الحريري بأي صورة، ولا سيما أن طُرق الحقيقة قد سدت في وجهها، وأن المشتبه فيهم الحقيقيين، في الداخل والخارج، ممنوع اتهامهم. فهي لم تعد تطلب الحقيقة بقدر ما تطلب حفظ ماء الوجه. ولذلك لجأت إلى حيل التحقيق البدائية، على أمل أن تنجح في المراودة، وتمضي في عملها آمنة. فإذا أخفقت في ذلك، وهو الأمر الراجح، فإنها تسكت، وتكذّب شائعة القرار الظني. ويعرف الكثيرون أنها تجربة مبتذلة، فقد سبق أن عُرض على سوريا أن تجعل كبش الفداء لقضية الحريري بضعة ضباط تحصر التهمة بهم، فتكون الدولة السورية بمعزل عن الاتهام. وقد رُوّج هذا العرض بقوة كأنه أمر مفعول، واقتنع الرأي العام بصحة الخبر، لكن تبين من بعد أنه كرة اختبار، وأن سوريا لم توافق عليه.
ومن المستبعد، خلافاً لرأي أحد نواب الشمال، أن يُستدعى أعضاء من حزب الله إلى المحكمة، فإذا امتنعوا من الحضور صدرت في حقهم أحكام غيابية، لأن المحكمة في الحالة التي هي عليها لا تستطيع تحدي حزب الله وجمهوره، وهي تعلم أن أحكامها عليه ستكون بلا فائدة.
يبقى رأي من رأى أن اتهام عناصر من حزب الله بالجريمة ليس كارثة، وهو رأي صحيح مبدئياً، فلا أحد فوق الحق، حتى الأنبياء، لكن شرط وجود العدل الحقيقي؛ وكلنا يعلم أن العدل الدولي صوري ونسبي، ولا سيما بإزاء خصوم الصهيونية العالمية. هذا ولا نجد أهمية لتحذير ميليشي من عودة الاغتيالات، في الوقت نفسه، فقد بشر بالاغتيالات غير مرة، ولأكثر من موعد، ولم يُغتل أحد والحمد لله، حتى صار من الصعب تصديق نبوّته، ومن السهل ضمّها إلى الإسرائيليات.
الفتنة ستظل نائمة
وسواء أراد الحريري استدراج السيد، أو اراد مجاذبته الحديث البريء، فإنه لا يمكن أن يتمنى الفتنة أو يسعى إليها، ونحن نصدقه في إعلانه ذلك، على الرغم من إصراره على أن يحالف قدامى حلفاء العدو الصهيوني، المتهمين الأُول في اغتيال أبيه، لأننا نعلم أنْ ليس من مصلحته أن تسود الفوضى أو تستيقظ الفتنة في عهد أول حكومة يرأسها، ففي ذلك قضاء على مستقبله السياسي، ولا نعتقد أنه على تلك الدرجة من الطفولة السياسية بحيث يقبل الانتحار السياسي كرامة لعيني دولة أجنبية أو لأهواء جماعات لبنانية. بل لعله أراد إقناع السيد بموضوع العناصر غير المنضبطة لظنه أنه بذلك يجنب لبنان الفتنة. كما أننا لا نستبعد أن يحذو الرجل حذو وليد جنبلاط في قضية اغتيال والده، بعد أن يدرك عقم التعويل على المجتمع الدولي، وعبثية البحث عن القاتل، وإن أعلن أنه لا يساوم على دم أبيه. ولو أن القضاءين الدولي والمحلي يسعيان فعلاً إلى كشف الحقيقة، لتوصلا إلى مجرم واحد، على الأقل، من أولئك الذي ارتكبوا جرائم الاغتيال والتفجير في لبنان، وقوى الجيش والأمن اللبنانية مشهود لها بالخبرة والذكاء، ولا يصعب عليها اكتشاف المجرمين حينما تعطى الضوء السياسي الأخضر.
الجوقة السياسية الإعلامية
ولا ينبغي للجوقة السياسية الإعلامية التي تصدت لخطاب السيد في شأن المحكمة الدولية أن تخدعنا، أو تحملنا على تبديل رأينا. فهي جوقة جاهزة دائماً للهجوم على خصومها، سواء كانوا على حق أم على باطل. ونحن لا ننكر أثرها في الرأي العام اللبناني والعربي إثر اغتيال المرحوم رفيق الحريري؛ فقد استطاعت الانقلاب على الدولة اللبنانية العربية، واتجهت بها اتجاهاً مريباً، لكننا لا ننكر في الوقت نفسه وجود قرار دولي بذلك، ولولاه لما كان عمل تلك المجموعة سوى فقاعات. والشيء الوحيد الذي نخشاه هو أن يكون القرار الدولي نفسه لا يزال متخذاً، ويرمي إلى تقسيم لبنان، فتستفيد منه تلك الجوقة التي فيها كثير ممن يحلمون بالفيدرالية أو باللامركزية. ونحن نحسب أن اغتيال الحريري كان يرمي إلى تلك الغاية التي تسعد العدو الصهيوني، فلما أخفق الانقلاب السياسي في تحقيقها، أوعزت الدول الأميركية المتحدة إلى العدو الصهيوني بعدوان سنة 2006، وبشرّت بشرق أوسط جديد، هو نفسه الذي بشرت به عند غزو العراق، وأدى إلى تقسيم أقوى دولة عربية، فلما أخفق العدوان على لبنان، حاولت الفتنةَ المذهبية في السابع من أيار المشؤوم فما أفلحت، فهل تحاول خطتها نفسها من خلال المحكمة الدولية؟ نستبعد ذلك، لما ذكرناه عن التجربة السورية، وعن تحفّظ الحريري المفترض، وإن كانت الأخبار عن شحنات الأسلحة إلى ميلشيات اليمين اللبناني لا تبعث على الطمأنينة.
اقتراح سليم الحص
يبقى اقتراح الرئيس الحص، عافاه الله، الذي وافق عليه السيد، بقيام حوار حكومي في موضوع المحكمة، وهو اقتراح نبيل لكنه غير عملي. فالجوقة المشار إليها لن تبدل من مواقفها، وبينها من هو ضالع في استيلاد شهود الزور وتدريبهم وتمويلهم، وهي لن تتوانى عن مطالبة حزب الله بالرضوخ لقرارات المحكمة، وربما أشارت بصورة جدية، وربما فجة، إلى كونه متهما، وحزب الله يرفض هذا المنطق أساساً، وستكون معركة قد تفضي إلى فتنة فوق ما يمكن للقرار الظني أن يثيره. ولو أننا نتوقع من تلك الجوقة تقديم المصلحة العامة على الحزازات والانتماءات المشبوهة، لقلنا إن الحل هو في إلغاء المحكمة الدولية، وتولي القضاء اللبناني القضية، واستعانته بقضاة عرب، عند الضرورة، واستجابة جميع اللبنانيين، بلا استثناء، لما يطلبه ذلك القضاء منهم، في هذا الشأن، وخضوعهم لما يصدره من أحكام. لكن هيهات..


ـ 'النهار'
المظلة العربية وأزمة 'حزب الله'
علي حمادة:

الحملة غير المنطقية التي يشنها 'حزب الله' على المحكمة الدولية نتيجة تخوّفه من مضمون القرار الظني الذي لم يصدر بعد، وما من احد يعرف ما يتضمنه او من سيتهم بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هذه الحملة تهدف الى اثارة الرعب في صفوف اللبنانيين لدفعهم الى مربع المفاضلة بين سلامة كل منهم والقرار الظني (على اعتبار انه سيتهم افراداً من 'حزب الله' بالضلوع في الجريمة)، كما تهدف الى مزيد من التقويض لبنية الدولة وللقانون في لبنان حيث تبرز فئة على انها فوق القانون والاعراف والشرائع... وحتى البشر. فالتهديد ضمناً بحرق البلد قبل صدور القرار الظني هو ضرب من ضروب الاستقواء على اللبنانيين بالقول لهم ان الحزب المذكور وكل من ينتمي اليه ليسوا من طينة البشر، وتالياً هم خارج اطار المحاسبة. هل تذكرون كيف قتل النقيب الطيار سامر حنا (وهناك اكثر من قاتل)، وكيف اطلق الفاعل بكفالة، والمحاكمة الجارية بتقطع مريب تسير كأن قتل حنا عمل في منزلة سرقة رغيف من الحانوت؟!
هذا واحد من امثلة كثيرة، لان المناسبة ليست مناسبة تقديم الحساب بل للفت النظر الى ان لبنان لا يمكن ان يؤخذ رهينة لاجندة 'حزب الله' من دون حسيب او رقيب. ولذلك فإن القمة الثنائية او الثلاثية او الرباعية مع الرئيس سليمان التي ستضم كلاً من راعي 'الطائف' الملك عبدالله بن عبد العزيز، و'الدوحة' الامير حمد بن خليفة، والرئيس السوري الطرف الآخر في المظلة العربية للبنان، ستكون بمثابة رسالة عربية جامعة (بمباركة مصرية من بعيد) لجميع الاطراف وتحديداً 'حزب الله' والايرانيين، بأن اللعب باستقرار لبنان، او انتهاج مسار عنفي في التعبير عن اي موقف سياسي ممنوع عربياً، والاهم انه لا يحظى بتغطية الحليف العربي الحاضن للحزب. من هنا فإن التلاعب بأمن الناس، والهجوم على الاستقرار في لبنان، او العمل كما يشاع على تنفيذ انقلاب في الشارع ضد المؤسسات والشرعية له ثمن كبير جداً، لا يقدر حتى تنظيم في حجم الحزب المذكور وقوته ان يتحمله، وخصوصاً اذا صار في وضعية انقلابية.
لقد دلّ مسلسل الاطلالات الاعلامية للامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله على ان ثمة تحشيداً واستنفاراً وتحضيراً للارض للقيام بشيء ما يعتمد القوة والسلاح والترهيب. وما من شيء حتى الآن يشير الى ان تغيراً جوهرياً طرأ على المخطط سوى الارجاء بسبب الحراك العربي في لبنان. لكن الامور يمكن ان تتدحرج مرة جديدة نحو الأسوأ اذا ما صحّت التوقعات بأن الفريق المسلّح في البلد يتجه للخروج عن اي سيطرة (خارج ايران) كون سيف المحكمة ليس وحده المصلّت فوق الرقاب، بل ان نظام العقوبات ضد ايران يكاد يكون سبباً اساسياً في رغبة الايرانيين في تفجير عدد من الازمات في المنطقة رداً على 'الوجع' الذي تتسبب به العقوبات.
والحال، فإن تحذير الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من ان اسرائيل والولايات المتحدة تعدان لحربين ضد دولتين عربيتين (يقصد لبنان وسوريا) في غضون ثلاثة اشهر، يضمر توجهاً ايرانياً للجوء الى حرب مع اسرائيل تعيد خلط الاوراق في لبنان ('حزب الله' والمحكمة) وفي ايران (العقوبات والبرنامج النووي). فهل تتحقق نبوءة نجاد؟
ان المظلة العربية التي يفترض في أنها ستستقر فوق لبنان الجمعة المقبل ستتعرض لاختبار صعب في الايام التي ستليه، وسيكون اداء نصرالله وصحبه مؤشراً ليس لمناعة المظلة ومتانتها فحسب، بل لمدى انفلات 'حزب الله' من كل ضابط ايقاع عربي وانخراطه في مسار ايراني صدامي عربياً ودولياً.
ان المحكمة باقية، والقرار الظني الذي سيصدر عاجلاً ام آجلاً سيتهم من يتهم ولا طائل من كل عمل ينتهج العنف مع اللبنانيين سوى تأكيده ان ثمة فريقاً مأزوماً يزيد من غربته الداخلية والخارجية.


ـ صحيفة 'الشرق الأوسط':
تصعيد حسن نصر الله.. &laqascii117o;يكاد المريب أن يقول خذوني"!!

بانتظار الخطاب الذي وعد الشيخ حسن نصر الله بأنه سيلقيه يوم الثلاثاء في الثالث من أغسطس (آب) المقبل، بدل يوم الجمعة الثلاثين من يوليو (تموز)، والذي من المنتظر أن يكرسه لمسألة الاتهام الظني الذي وجهه المدعي العام الدولي لبعض أعضاء حزبه فإن استمرار المواجهات الكلامية الداخلية يشير إلى أن لبنان يندفع تحت ضغط هذه المستجدات نحو استحقاق خطير والحكمة القديمة تقول: &laqascii117o;والحرب أولها كلام". لم يصدر عن المحكمة الدولية، المكلفة بكشف النقاب عن قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري ومعاقبتهم، أي شيء رسمي، ومع ذلك فإن السيد حسن نصر الله مستمر في التعامل مع التسريبات الصحافية التي أشارت إلى اتهام بعض أعضاء حزب الله بالمشاركة في ارتكاب هذه الجرائم وجرائم الاغتيال الأخرى، التي سبقتها والتي تبعتها، على أنها حقيقة وعلى أنها مؤامرة دولية تستهدف &laqascii117o;المقاومة" التي هي حزبه، وهو يواصل وصف القرار الظني الصادر عن المدعي العام الدولي، وفقا لهذه التسريبات، بأنه موجود بالفعل، وأن دوافعه سياسية، وأن التوظيف السياسي هو الذي أدى إلى فتح هذا الملف في هذه الفترة بالذات.

واللافت أن الأمين العام لحزب الله يواصل الإصرار على أن هناك قرارا ظنيا ضد أعضاء في حزبه بالفعل. ولذلك فإنه وعلى هذا الأساس لم يخفف من حملته التصعيدية رغم أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي قال &laqascii117o;سيد المقاومة" إنه هو الذي أبلغه بهذا القرار الظني، قد أكد أكثر من مرة أنه لم يتلق أي شيء رسمي بهذا الخصوص لا من المحكمة الدولية ولا من غيرها. وأيضا رغم أن باريس قد دعت اللبنانيين، على لسان مَن وصف بأنه &laqascii117o;مصدر فرنسي رفيع المستوى"، إلى الهدوء وعدم استباق نتائج التحقيق الدولي مؤكدة أنه لا معلومات لديها حول تحقيقات المحكمة الدولية في هذه المسألة.
وقال هذا المصدر، الذي وصف بأنه رفيع المستوى: &laqascii117o;ليس لدينا أي معلومة تؤدي بنا إلى التشكيك في جدية أعمال المحكمة الدولية وأستغرب التشكيك في هذه المحكمة قبل أن تعلن نتائج عملها مما سيؤدي إلى نتائج معاكسة". وقد جدد التأكيد على أن &laqascii117o;المهم بالنسبة لفرنسا هو ألا تكون هناك جرائم في المستقبل مثل هذه الجريمة".. فإظهار الحقيقة هو الطريق الأفضل لردع من لديه الميل للجوء إلى العنف والإجرام وهذه المحكمة هي لوضع حد &laqascii117o;للإفلات من العقاب".

والواضح، وفقا لهذه المستجدات، أن أحداث بدايات هذا الشهر يوليو والشهر الذي سبقه، أي يونيو (حزيران)، لم تكن مجرد &laqascii117o;هبّة" عفوية قام بها أهالي الجنوب اللبناني ضد قوات الـ&laqascii117o;يونيفيل" الدولية والقوات الفرنسية تحديدا، وأنه كان وراء الأكمة ما وراءها منذ ذلك الحين وأن الدافع هو الضغط على الفرنسيين الذين يتميز موقفهم من المحكمة الدولية بكل هذه الجدية وبكل هذا الإصرار على ضرورة مواصلة عملها حتى النهاية. وهنا فإن ما أصبح شبه مؤكد هو أن السيد حسن نصر الله كان قد علم بأمر قرار الاتهام الظني الذي يقال إن المدعي العام الدولي قد أصدره ضد أعضاء في حزبه، حزب الله، منذ ذلك الحين فلجأ إلى هذا التصعيد الآنف الذكر الذي استهدف الفرنسيين في القوات الدولية دون غيرهم.
ولعل ما يعزز هذا الاعتقاد، الذي يصل حدود اليقين، هو أن المصدر الفرنسي نفسه، الذي وصف بأنه رفيع المستوى، قد قال في تصريحه الآنف الذكر مشيرا إلى حزب الله دون أن يسميه: ليس لدى باريس أي معلومات &laqascii117o;حول نتائج تحقيقات المحكمة الدولية"؟! ولكن التوتر السائد حاليا حول الموضوع قد يكون ناتجا عن أن لدى البعض معلومات لا يملكها غيره.. إن كل التوتر السائد والقلق ربما يكونان ناتجين عن تقدم أعمال هذه المحكمة.

فهل يا ترى كان السيد حسن نصر الله قد حصل على معلومات مؤكدة حول نتائج تحقيقات المحكمة الدولية تضمنت اتهامات رسمية لبعض عناصر حزبه بالتورط في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، هذا مع الإشارة إلى أنه قد قال في التصريحات التي كان أدلى بها يوم الخميس الماضي: نعم كل المعطيات التي لدى حزب الله تقول: إن هناك قرارا ظنيا ولكن تم تأجيل الإعلان عنه لأسباب سياسية.. إن هذا القرار موجود وإن كل المشاورات التي تجري والتي أجراها الرئيس السابق المدعي العام للجنة التحقيق الدولية بلمار في واشنطن ومع أعضاء من مجلس الأمن من فرنسيين وغيرهم لها علاقة بالتوقيت السياسي لإطلاق هذا الاتهام...؟!

في كل الأحوال وبغض النظر عن كل هذا فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار ونحن بصدد الحديث عن كل هذه التطورات التي وضعت لبنان على حافة انفجار جديد ربما يتجاوز بخطورته كل الانفجارات السابقة هو لو أن السيد حسن نصر الله &laqascii117o;ليس خائفا وليس قلقا"، كما قال في خطابه يوم الخميس الماضي. فلما لجأ إلى كل هذا التهديد والوعيد الذي لجأ إليه واستهدف فيه، وإن بصورة مواربة، حتى سعد الحريري وبصورة مباشرة تيار المستقبل ومجموعة &laqascii117o;14 آذار" ومعظم الأطراف المسيحية المارونية.
لقد كان المفترض أن يتحلى قائد كبير على هذا المستوى برباطة الجأش وأن يسيطر على أعصابه وألا ينتفض كمن لدغته عقرب لدى سماع أن هناك قرارا ظنيا على الطريق يستهدف بعض عناصر

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد