- صحيفة 'الشرق الأوسط'
إيران: احتدام الصراع على السلطة حول خامنئي وضد نجاد
هدى الحسيني:
أسلوب التشكيك الذي تعتمده إسرائيل مع لبنان وبشكل خاص مع حزب الله الذي يعتمد بدوره أسلوب التهديد والتخويف، بدأت تعتمده الولايات المتحدة مع إيران. فما أن صرح رئيس الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن بأن هناك خطة أميركية عسكرية جاهزة لضرب إيران، لم ينتظر الإيرانيون لسماع بقية العبارة: &laqascii117o;إن الضربة فكرة سيئة"، فجن جنونهم ولم يكتفوا بالتهديد: &laqascii117o;سنذهب إلى الجبهة وسنضرم النار بتل أبيب" (لم يشيروا إلى مكان الجبهة وما إذا كانت لبنان)، بل هددوا بأن أمن المنطقة سيتعرض للخطر و &laqascii117o;أن أمن الخليج للجميع أو لن ينعم به أحد!". وكأن النظام الإيراني سمح للخليج بأن ينعم بالأمن.إن أميركا وإسرائيل في سياستهما تجاه إيران وحزب الله تعتمدان حاليا مبدأ: إياك التدخل وعدوك في طور الانتحار.إذ مع تنامي الحصار صارت إيران تجد صعوبة في إيجاد شارين لنفطها، وصارت تخفض السعر للدول المستعدة للمجازفة.
في 27 من الشهر الماضي، اعترف عادل آزار مدير المركز الإيراني للإحصاءات بأن 40 مليون إيراني من أصل 70 مليونا يعيشون على، أو تحت، خط الفقر. وقال: &laqascii117o;بسبب البطالة وارتفاع نسبة التضخم وعدم وجود محاسبة شفافة للتبذير، فإن نسبة كبيرة من الإيرانيين تقترب من العوز". لا يتمتع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بالشعبية التي تمتع بها آية الله الخميني؛ إذ في عام 1979 لفته أحد المحيطين به إلى أن التضخم جعل حياة الناس صعبة، فرد الخميني: &laqascii117o;إننا نقاتل من أجل إقامة الجمهورية الإسلامية وليس من أجل تحديد سعر البطيخ".هذا الرد لا يجرؤ عليه مسؤولو النظام الحالي، وقد لا يكون لديهم وقت بسبب الصراعات الداخلية، إذ بدأ النظام يشن حربا على نفسه، فقبل أسبوع أقال خامنئي أكثر من 250 ضابطا من &laqascii117o;الحرس الثوري"، ويجري في الفترة الأخيرة تطهير مستمر لصفوف الحرس بسبب تخوف قسم كبير من هؤلاء مما ينتظر النظام. وبدأت مواجهة غلاة المحافظين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تخرج إلى العلن، بعدما كان الصراع داخليا منذ عام 2005 حتى العام الماضي، ولب الصراع حول من يكون الأقرب والأكثر تأثيرا على خامنئي. في 22 يوليو (تموز) الماضي، وفي كلمة ألقاها أمام &laqascii117o;أنصار حزب الله" (الإيراني) حذر المحرر السياسي في الصحيفة المحافظة &laqascii117o;كيهان" مهدي محمدي من حركة جديدة يقودها أحمدي نجاد، &laqascii117o;تدّعي أنها أكثر ثورية من المرشد الأعلى"، وتريد أن تؤلب مؤيدي حزب الله (يُعتبر حزب الله اللبناني امتدادا له) ضد المرشد الأعلى. وقال محمدي: &laqascii117o;هذه الحركة تريد أن تبعد الكل عن المرشد، حتى إذا ما تم لها ذلك، تستطيع أن تقول إن الكل تقاعسوا، لذلك يجب أن تكون السلطة كلها بأيدينا، لأننا فزنا بأصوات 25 مليون إيراني". واستطرد محمدي إلى أبعد من ذلك عندما اتهم الحركة التي تقف وراء أحمدي نجاد بأنها &laqascii117o;الطابور الثالث للفتنة"!. اللافت أن صحيفة &laqascii117o;كيهان" كانت من أكثر المدافعين عن أحمدي نجاد، ثم إن تجمعات &laqascii117o;أنصار حزب الله" كانت المكان التي يشن فيه الرئيس الإيراني حملاته ضد الإصلاحيين ويتهمهم بأنهم يريدون الفتنة، والأبرز أن &laqascii117o;أنصار حزب الله" هم العمود الفقري لغلاة المحافظين ومن الأتباع المتشددين لآية الله مصباح يزدي. وما كان ممكنا التخيل أن يقف واحد بينهم وينتقد أحمدي نجاد ويتهمه ببث آيديولوجية الفتنة. قد يكون هناك ما هو أبعد من قلق المتشددين من طموحات أحمدي نجاد الذي يريد أن يستأثر وحده بالتأثير على خامنئي، ذلك أن توترا أعمق بدأ يظهر بين الرئيس الإيراني ومرشده الديني الأكثر تشددا مصباح يزدي. الأسبوع الماضي قدم محمد ناصر صاغي بيريا، مساعد مقرب من يزدي ومستشار الشؤون الدينية لأحمدي نجاد، استقالته، بسبب ما وافقت عليه الحكومة من أسلوب الثياب وقصات الشعر للرجال والنساء. أحمدي نجاد لم يقبل الاستقالة بعد. المهم في هذا، أن بيريا قدم استقالته بعد لقاء جمعه بيزدي مما يعني أن الأخير طلب منه أن يضع مسافة بينه وبين أحمدي نجاد. وكان الذي أثار غلاة المحافظين، التحذير الذي أطلقه أحد حلفاء أحمدي نجاد، إسماعيل رحيم مشائي الذي قال: خلال سنة سنصل إلى مرحلة، حيث إن &laqascii117o;أنصار حزب الله" سيعزلون الرئيس. هذا التحذير دفع المحرر السياسي في &laqascii117o;كيهان" مهدي محمدي إلى طرح السؤال في التجمع: ما الذي يخطط له أحمدي نجاد وسيدفع حزب الله" إلى عزله؟ هذا الصراع المفتوح بين حلفاء الأمس، دفع خامنئي إلى إصدار فتوى غريبة (20 من الشهر الماضي) يعلن فيها أنه ممثل الإمام الغائب (المهدي) وبالتالي على الجميع طاعته. خامنئي في منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية منذ أكثر من عقدين، ولم يشعر في السابق بالحاجة إلى إصدار أي فتوى بهذا الشكل العلني، ليؤكد سلطته.ويقول مراقب سياسي عربي إن إيران لم تكن مرتاحة أبدا للزيارة المشتركة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد. ويضيف أن سورية لإرضاء طهران تكرر أن المقاومة خط أحمر، ثم كانت كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مباشرة بعد الزيارة التي وصفها الرئيس بشار الأسد بالناجحة، وفيها يحذر المعلم من أن المحكمة الدولية هي ضد استقرار لبنان. يقول المراقب السياسي العربي: &laqascii117o;أولا: علينا أن نفرق بين ما يقال علنا وما يقال في الجلسات المغلقة. ثانيا: أبلغت تركيا إيران وحزب الله أنها لن تسمح بتعريض السنّة لأي هجوم. ثالثا: كان اللافت الصمت السوري عندما دعمت الجامعة العربية المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين". يدعو محدثي إلى مراقبة المواقف السورية التي لا بد أنها تتابع ما يجري من صراع على السلطة داخل إيران. أما بالنسبة إلى حزب الله في لبنان، فكان من عادة الرئيس السوري حافظ الأسد في الحرب اللبنانية أن يدعم حزبا ثم يعمل على قص أجنحته. تصرفات دمشق ستكون البارومتر السياسي؛ فإذا ما شعرت بأن علاقاتها مع إيران وحزب الله استنفدت مفعولها، وأن تلك السفينة آيلة إلى الغرق، فإنها ستقفز منها، وإذا شعرت بأن إيران وحزب الله سيخرجان منتصرين تستمر دمشق في المناورة. وبكل الأحوال، فإن الخضات الأخيرة التي تتعرض لها إيران وحزب الله، سمحا للرئيس السوري بتقوية علاقاته مع الغرب وبقية الدول العربية باستثناء مصر، وسمحت له بمضاعفة نفوذه في لبنان. وبهذا تكون العلاقة التي بناها الأسد مع إيران في لبنان، استثمارا عادت كل أرباحه إلى دمشق حتى الآن!.
- صحيفة 'النهار'
تقرير مجموعة الأزمات الدولية [2]التــوصيـــــات لواشــــنطــــن وبيــــروت وتـــــــــــل أبيـب
في ما يلي التوصيات التي تضمنها تقرير مجموعة الازمات الدولية حول لبنان الصادر حديثا والذي نشرناه في 'قضايا النهار' امس تحت عنوان: مفتاح الحل مفاوضات بين اسرائيل وسوريا:
إلى الحكومة الأميركية:
تكثيف الجهود، بما في ذلك على المستوى الرئاسي، لإعادة إطلاق مفاوضات السلام الإسرائيلية – السورية، وتالياً الإسرائيلية – اللبنانية في موازاة المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وإقناع رئيس الوزراء نتنياهو بإعادة التأكيد على الالتزام الذي عبر عنه زعماء إسرائيليون سابقون بالانسحاب الكامل إلى حدود عام 1967 على افتراض تلبية جميع الاحتياجات الإسرائيلية الأخرى.
إطلاق حوار مستدام ورفيع المستوى مع سوريا يهدف إلى تحديد مسار واضح وذي صدقية نحو تحسين العلاقات الثنائية ودور إقليمي فاعل لسوريا في أعقاب التوصل إلى اتفاق سلام.
الضغط على سوريا، في إطار مفاوضات السلام المستأنفة، لوقف عمليات نقل الأسلحة إلى 'حزب الله'، وعلى إسرائيل للتوقف عن انتهاك السيادة اللبنانية.
إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة:
الطلب إلى الأمين العام مراجعة البعثات والمكاتب المختلفة التي تتعامل مع لبنان وقضية السلام في الشرق الأوسط، بهدف تطوير سياسة أكثر شمولاً واتساقاً وتعزيز التنسيق في ما بينها.
إلى سكرتيريا الأمم المتحدة:
النظر، في هذه الأثناء، بتفعيل مهمة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 في مكتب المنسق الخاص، من خلال انخراط فعال مع مختلف الأطراف.
إلى الأمم المتحدة وحكومتي إسرائيل ولبنان:
استعادة الزخم نحو تنفيذ القرار 1701، والتركيز على الأهداف الأكثر قابلية للتحقيق، وذلك بالقيام بما يلي:
الشروع في نقاشات للتوصل إلى تسوية موضوع قرية الغجر، تنسحب إسرائيل بموجبها من الجزء الشمالي (اللبناني)، وتتولى 'اليونيفيل' السيطرة، مع وجود للجيش اللبناني؛
استعمال تلك النقاشات لإطلاق مفاوضات حول الشروط اللازمة للتوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار.
إلى البلدان المشاركة في قوات اليونيفيل، وخصوصاً الأوروبية منها:
إعادة تأكيد التزامها بالمحافظة على المستوى الحالي لقواتها.
اتباع سياسة تسيير دوريات فعالة من أجل منع أي وجود ظاهري لـ'حزب الله' في المناطق الواقعة تحت مسؤوليتها، وفي الوقت نفسه بذل الجهود للتواصل مع السكان المدنيين.
التحقيق في انتهاكات القرار 1701 وإدانتها علناً واتخاذ الإجراءات المناسبة ضدها، خصوصاً محاولات إعادة تزويد 'حزب الله' بالأسلحة وانتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية.
إلى الأمم المتحدة وحكومات الولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا، وإسرائيل، وسوريا ولبنان:
النظر في تأسيس مجموعة اتصال أو، بدلاً من ذلك، آليات تشاورية أقل رسمية، لمناقشة تنفيذ القرار 1701 ومعالجة النقاط الملتهبة والتركيز على ما يلي:
التزام الأطراف المعنية بالامتناع عن إصدار تصريحات وأعمال استفزازية؛
وضع حد للتهديدات الضمنية أو الصريحة بإلحاق الأذى بالمدنيين أو بتخريب البنية التحتية المدنية في أي حرب مستقبلية؛
وضع حد للاغتيالات؛
التدخل الفوري في حال وقوع أعمال عنف من أجل نزع فتيل الأزمة.
إلى الحكومة اللبنانية و'حزب الله':
بذل كل جهد ممكن لمنع الأعمال العدائية من قبل المواطنين المدنيين ضد موظفي وممتلكات الأمم المتحدة.
إلى الحكومة اللبنانية:
زيادة عدد القوات المنتشرة في الجنوب وتزويدها بالمزيد من العتاد والتدريب.
- 'النهار'
الروايات الإسرائيلية للاشتباك الحدودي
بقلم رنده حيدر:
بغض النظر عن كل التفاصيل التي أحاطت بالإشتباك الحدودي بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي أول من أمس، فإن ما حدث كان من الممكن أن يتحول الشرارة التي كانت ستشعل ما قد يطلق عليه تسمية 'حرب لبنان الثالثة' التي كثرت السيناريوات الإسرائيلية التي تتحدث عنها.
من وجهة النظر الإسرائيلية الحادثة خطيرة ليس فقط لأنها الأولى التي يسقط فيها قتلى من الجيش الإسرائيلي منذ حرب تموز 2006، ولا لكونها أول اشتباك حقيقي مع الجيش اللبناني الذي انتشر على طول الحدود الجنوبية قبل اربع سنوات؛ وإنما لأنها حدثت في ظل وضع داخلي لبناني شديد الحساسية، وفي ظل ظرف شديد الأهمية بالنسبة لإسرائيل التي منذ النتائج الملتبسة لحرب تموز تسعى الى إسترجاع قدرتها على الردع التي يعتقد كثر في إسرائيل بأنها تضررت بفعل هذه الحرب، وتنتظر الحصول على ذريعة تمنحها الشرعية للقيام بعمل عسكري كبير ضد لبنان، بهدف القضاء على القدرة العسكرية لـ'حزب الله' الذي تتهمه إسرائيل بأنه أعاد بنائها في الأعوام الماضية، بحيث باتت أقوى وأخطر مما كانت عليه الحال قبل حرب لبنان الثانية.
وإذا كان التركيز الإسرائيلي حتى اليوم على الخطر الذي يمثله 'حزب الله'، فإن العنصر الجديد الذي دخل على صورة المخاطر من لبنان هو الجيش اللبناني. وهنا تتباين التحليلات الإسرائيلية حول دور هذا الجيش وحول من يقف وراء ما حدث. فإذا كان الموقف الرسمي الإسرائيلي كما عبر عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عما جرى؛ فإن موقف وزراة الخارجية ينحو نحو اعتبار 'حزب الله' هو المخطط لما يسميه المسؤولون العسكريون في إسرائيل 'الكمين' الذي نصبه الجنود اللبنانيون للجنود الإسرائيليين.
أما موقف القادة العسكريين فيترجح بين الإثنين. فريق منهم وفق ما نقل المراسل العسكري لصحيفة'هآرتس' يعتقدون أن 'الكمين' أُعد بصورة مسبقة من جانب الضابط المسؤول عن الموقع العسكري للجيش اللبناني، وبتشجيع من قيادته، وأن هذا الضابط كان على صلة مباشرة بقيادته عند وقوع الحادث، ولكن ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان تلقى أمراً واضحاً من القيادة بفتح النار على القوة الإسرائيلية، أم أنه فسر التعليمات وفق ما يرغبه.
هناك تحليل إسرائيلي آخر يذهب الى ما هو ابعد من ذلك، فوفق ما نقلته صحيفة 'معاريف' فإن عناصر من'حزب الله' قد تسللت الى الجيش اللبناني، وأن الحزب هو من خطط لكل العملية، وإلا ما الذي يفسر وجود صحافيين ومصورين تابعين للحزب في المكان قبل وقوع الحادث.
ولكن صحيفة'هآرتس' نقلت تقديرات لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي ترجح أن الحادثة وقعت بمبادرة من ضباط وقادة الكتيبة اللبنانية، ونتيجة لفهم خاطىء لتوجهات قيادة الجيش اللبناني التي في الآونة الأخيرة صعّدت من لهجتها المعادية لإسرائيل، وأنه ليس للحزب علاقة بالحادثة، وأن لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة كانا على علم مسبق بأوامر اطلاق النار.
وفي مطلق الأحوال، فالأكيد اليوم أن حصر اسرائيل المسؤولية بالجيش اللبناني وإستبعاد 'حزب الله'، كان من العوامل التي ساهمت الى حد كبير في لجم التدهور وفي عدم تحول الحادث الحدودي الدموي الى سبب لإندلاع حرب جديدة ليست إسرائيل كما يبدو في معرض الدخول فيها الآن.
الحادثة أسست لمعادلة جديدة لأي مواجهة مقبلة بين لبنان وإسرائيل هي اعتبار اسرائيل ان الجيش اللبناني جزء لا يتجزأ من القوة العسكرية لـ'حزب الله'، وإذا كان الحزب قد نجح حتى الآن في تكبيد إسرائيل ضربات موجعة فهذا يعود الى أسلوب حرب العصابات الذي يستخدمه، أما حادثة الأمس فقد أدخلت معطيات جديدة على الوضع الهش على الحدود مع لبنان.
ومن أخطر الانعكاسات لحادثة الأمس والتي في دول أخرى قد تكون مجرد حادثة حدودية محصورة النتائج، أنها في نظر الإسرائيليين تعكس تآكل قدرة الردع الإسرائيلية، وتراجع صورة الجيش الإسرائيلي في نظر أعدائها، الأمر الذي يتطلب في نظر عدد من المعلقين الإسرائيليين تحركاً مدروساً يعيد تذكير خصوم إسرائيل بتفوقها العسكري الساحق عليهم.
- 'النهار'
في انتظار نتائج مفاعيل القمة الثلاثية على أرض الواقع.. المنطقة تواجه سباقاً محموماً بين الحرب والسلام
اميل خوري:
.. وفي المعلومات ايضا ان ايران تحاول من خلال اعلان قبولها العودة الى المفاوضات على برنامجها النووي بدون شروط مسبقة طرح عروض مغرية مثل مبادلة سلاح 'حزب الله' بالملف النووي او دور حيوي لها في المنطقة.من جهة اخرى، لفتت اوساط سياسية قول وزير الدولة عدنان السيد حسين انه 'لا يجوز انهاء المقاومة من اجل العدالة ولا يجوز انهاء العدالة من اجل المقاومة'...وفي انتظار ان تظهر تباعاً نتائج القمة الثلاثية اللبنانية – السعودية – السورية، ليس بالاقوال انما بالافعال، فإن التأويلات والتفسيرات والتكهنات تبقى كثيرة ومنها 'هل يؤدي الاختلاف في النظرة الى الوضع في لبنان والعراق خصوصا والمنطقة عموما الى حصول تباعد بين سوريا وايران؟هل لبنان ذاهب في مقابل الحصول على استقراره في اتجاه وصاية عربية – سورية جديدة بغطاء دولي، او الى نوع من شبكة حماية عربية ودولية، فيدفع ثمن الاستقرار كما دفع في الماضي ثمن وقف الاقتتال الداخلي القبول بوصاية سورية دامت ثلاثين عاما؟ان الاشهر المقبلة كفيلة بالاجابة عن كثير من الاسئلة، ولا سيما منها على سؤال: هل المنطقة دخلت سباقاً محموماً بين السلام والحرب، ولمن ستكون الغلبة؟..
- 'النهار'
الانزلاقات والمظلّة
زيّان:
.. يبقى أن ما يهم اللبنانييّن دائماً وأبداً، وفي الدرجة الاولى والأخيرة عدم الانزلاق الى مغامرات حربجيَّة غير محسوبة تعود بالبلد وشعوبه وقبائله الى مقارعة الحجة والرأي بالسيف والقنا، مما يمهٍّد لدخول الشياطين المتربصة في صميم اللعبة الجهنميَّة.هنا، ومرة أخرى، يبدو حجم القمة الثلاثية في بعبدا، وأهمية الزيارة الثنائية للملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشّار الأسد، وجديّة ما طرح حول المظلة العربية، والقرار العربي، وصلابة المبادرة والموقف العربييّن.والكثير من تفاصيل هذا الاستنتاج، أو هذا التصوّر، يمكن التقاطه من خلال التمعُّن والتأني في مراجعة كلمات السيٍّد حسن نصرالله خلال ظهوره التلفزيوني الأخير.صحيح ان الاتصالات العربيَّة والدوليَّة كان لها دورها في منع توسيع رقعة القتال جنوباً، إلا أن قسماً كبيراً من هذه الاتصالات كان همه الوضع الداخلي والتسونامي السياسي الذي كان يمكن أن يتعرَّض له من جراء التوغل في 'تشريح' ملفات لا تزال سريَّة.أيّامُ ويبدأ اللبنانيون بتلمسُّ طلائع المتغيٍّرات.
- 'النهار'
نقل الحزب 'سكوده' إلى لبنان يُشعِل الحرب
سركيس نعوم:
..انتقل الحديث مع الناشط المهم نفسه الى لبنان فسألته عن احتمالات شن اسرائيل حرباً عليه كما يشيع. اجاب: 'ان شن حرب على لبنان ارجئ تنفيذه في اعتقادي، ولم يسقط. وبحسب معلوماتي فإن تسليم 'حزب الله' مجموعة من صواريخ 'سكود' وصواريخ اخرى يعني اندلاع الحرب الاسرائيلية عليه وعلى لبنان في صورة فورية. ويعني ذلك عندما تسلمه سوريا هذه الصواريخ. وهذا الامر قد يؤذي سوريا نفسها. علماً ان ذلك موضوع آخر، وهو موضع بحث نوقش داخل القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية. واستناداً الى معلوماتي نفسها فان الحزب تسلّم الصواريخ المذكورة لكنه ابقاها في 'مخازنه السورية'، واذا سمحت سوريا له بادخالها الى لبنان تكون ارتكبت عملاً عدائياً ضد اسرائيل لا بد ان تُحاسَب عليه'. ما هي الذريعة التي ستستعملها اسرائيل لشن حرب على لبنان؟ سألت. أجاب: 'الذرائع كثيرة. منها اطلاق صواريخ من مناطق لبنانية على اسرائيل. ولا يعني ذلك ان اي صاروخ يُطلق وخصوصاً اذا كان مجهول الهوية سيتسبب بحرب فورية على لبنان. ومنها ايضاً سقوط قتلى وجرحى نتيجة اطلاق الصواريخ. هناك اقتناع اسرائيلي بأن 'حزب الله' صار جزءاً من حكومة لبنان. لذلك فإن الرد العسكري سيكون على لبنان وفي الوقت نفسه على الحزب. وسيتسبب ذلك بتدمير البنى التحتية للبنان كلها او معظمها'. علّقتُ: ان اسرائيل تخدم بعمل كهذا 'حزب الله'. ذلك انها ستدمّر كل شيء في لبنان. اما 'حزب الله' فقد 'يستشهد' عدد من قياداته، ومئات من عناصره. لكن بنيته الاساسية ستبقى قائمة، وذلك لا بد ان يسمح له بالنهوض من تحت الانقاض وتسلّم الزمام. على كل دعني اسألك الآتي: هل تكون الحرب المقبلة مثل حرب 2006؟ اجاب: 'كلا طبعاً. قد تكون لدى الاستخبارات الاسرائيلية المتنوعة معلومات مهمة عن البنية التحتية لـ'الحزب' فتدمرها اسرائيل بالصواريخ. ردَدتُ: لكن ذلك لن يفيد فالحرب غير البرية يربحها 'حزب الله'. اما الحرب البرية فقد تربحها اسرائيل، علماً ان ذلك ليس اكيداً. اولاً، لأن عدد ضحاياها الاسرائيليين سيكون بالآلاف وذلك ما لا تتحمله. وثانياً، لأن الجندي الاسرائيلي يريد ان يعيش ولأن مقاتلي 'حزب الله' يعشقون الموت بل الاستشهاد. علّق: 'لن تقوم اسرائيل بشن حرب برية لأنها لا تستطيع ان تتحمل خسائرها البشرية التي ذكرت'...
- 'النهار'
دخلنا موسوعة غينيس للجواسيس؟!
راجح الخوري:
.. ليس المثير أن تصل سلسلة الاتهام والتوقيف الى مراتب أو رتب عليا، ولا الاثارة ان هذه التوقيفات والاتهامات أصابت أحياناً عسكريين سابقين يفترض انهم تربوا على العقيدة الوطنية، التي تنظر الى اسرائيل كعدو وجودي للبنان والعرب، الأشد إثارة للذهول، هو هذا العدد الكبير والمتزايد للمتهمين والموقوفين بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، ولكأن لبنان سيقتحم بلا منازع موسوعة غينيس للعملاء والجواسيس، وهو فعلاً ما يبعث على المرارة وعلى التعرق خجلاً وحرجاً من الناقورة الى النهر الكبير.
ثمة ما يدعو الى التساؤل: هل هي الجينات في تكوين الانسان اللبناني من كل الطوائف والمذاهب، التي توقعه في هذه التجربة البغيضة... قطعاً لا!
وهل هي الحاجة المادية؟ قطعاً لا، قياساً بيسر بعض المعتقلين، وقياساً ببخل العدو، الذي استطاع ان يشتري العملاء بحفنة من الدولارات!
إذاً لماذا ينساق هذا العدد الكبير من اللبنانيين الى العمالة والتجسّس؟
تحتاج هذه الظاهرة المخجلة، الى تأمل هادئ وعميق بحثاً عن الأسباب والدوافع التي جعلت كل هؤلاء يقعون في حبائل اسرائيل. ومن الضروري بالتأكيد العمل لاكتشاف هذه الأسباب، على الأقل لمنع هذه الظاهرة واستئصال دوافعها.
هل هي الحرب الأهلية الطائفية والمذهبية الطويلة، التي غرق فيها لبنان قرابة عقدين ولم تنته مفاعيلها النفسية و'الثقافية' بعد؟
هل أعوام العار بين شرقية وغربية، وسقوط أكثر من 200 الف قتيل و750 ألف جريح، ودخول الاحتلال الاسرائيلي لبنان، من الأسباب التي أدت الى تفاقم ظاهرة العملاء؟
وما هو السرّ في ان العملاء يأتون من معظم الطوائف والمذاهب تقريباً؟
إن أسئلة من هذا النوع، لا تقبل أجوبة سطحية ومستعجلة، لأن هناك ما يمكن اعتباره اختلالاً في ثقافة المواطنة، ربما نتيجة الاختلاف المزمن بين اللبنانيين على الوطن وهويته. وربما لأن أيام العبث الدموي المجنون، أيام الخطف على الهوية والقتل على الهوية والسحل على الهوية وتقطيع الجثث على الهوية، فتحت معابر السقوط أمام هذا العدد المتزايد من الضعفاء، الذين جنّدهم العدو لمزيد من فصول المذبحة المفتوحة بيننا.
لا يكفي ان نغرق في الذهول والإثارة أمام هذا المسلسل المخجل من اصطياد العملاء. ولا يكفي ان نصفق للأجهزة الأمنية التي تجعل من لبنان أرض 'سافاري الجواسيس' كما قلنا سابقاً.
- 'النهار'
رغم المحاذير التي ترتّبها عوامل متفجّرة على أبواب الخريف.. المواجهة الجنوبية لا تنذر بتفلّت لبناني أو إقليمي
روزانا بومنصف:
أخذت الاشتباكات بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي أول من أمس بعدا مقلقا اذ هي وقعت بعد يومين على سقوط صواريخ قيل انها مجهولة على ايلات الاسرائيلية والعقبة الاردنية مما أثار انشغال الدول الكبرى التي أبدت تخوفها على الاستقرار في المنطقة. والمواقف الدولية الداعية الى الهدوء تكون روتينية او بديهية في اوضاع مماثلة لكن ردود الفعل على ما حدث في الجنوب بدت متسارعة، ولم تقتصر على الدول المشاركة في القوة الدولية العاملة الواقعة بين نارين، بل شاركت فيها دول اخرى بينها روسيا ودول عربية. وتقول مصادر معنية ان هناك اسبابا للقلق على رغم ما توافر لها من معلومات في ذروة التهديدات الاسرائيلية التي اخذت مداها قبل شهرين من ان لبنان لن يشهد صيفا حارا على الارجح لعدم وجود مصلحة لاحد في حرب تكرر تجربة حرب 2006. اذ ان اي شيء يمكن ان يفجر حرباً كبيرة لان امورا مماثلة يعرف الجميع كيف تبدأ ولا احد يعرف كيف تنتهي. اضف ان هناك مؤشرات عدة تركت علامات استفهام كبيرة بدءا من التهديد بالحرب والاستعداد لها. والتوقعات الغربية في شكل خاص وفي مراكز ابحاث اميركية تتحدث عن حرب قريبة من دون موعد محدد، لكنها ترى انها لا بد حاصلة في الوقت الذي يراه احد الافرقاء المعنيين مناسباً.
واقترن الكلام على حرب محتملة بالنسبة الى البعض مع توقعات عن قرب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الوقت الذي تصاعد التوتر على اثر الحملات التي بدأها الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله ضد المحكمة.
وتقول المصادر المعنية ان الوضع الناشئ في الجنوب امكن استيعابه بسرعة خشية ان يتدهور بدخول عناصر جديدة على الخط. وقد تحددت المواقع والمسؤوليات من خلال بيانات لكل الاطراف المعنيين بمن فيهم الأساسيون اي لبنان والقوة الدولية واسرائيل. لكن الامر لا يعني في اي حال ان تكراره غير محتمل بل على العكس من ذلك. اذ تخشى هذه المصادر ان تتوالى الحوادث الصغيرة بما يمهد لاجواء لن تكون قابلة للاحتواء بعد حين مشيرة في هذا الاطار الى التوتر الذي سجل في الجنوب بين القوة الدولية والأهالي قبل شهر تقريبا وصولا الى الاشتباك الاخير بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي من دون اغفال التوتر الشديد للوضع في لبنان نتيجة المخاوف التي اثارها 'حزب الله' بافتراض ان اتهامات ستوجه الى عناصر منه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وخصوصاً مع مسارعة بعض الدول الى تحذير رعاياها من التوجه الى لبنان على ما فعلت كندا هو هل ان الامور الى تدهور وهل يخشى من حرب في المدى المنظور؟
واقع الامور ان ثمة رأيين متناقضين. احدهما يبني على ما حصل قبل يومين من اطلاق صواريخ على العقبة وايلات من اجل ترسيخ الاعتقاد ان محاولة احباط المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين يمكن ان تستمر عبر تفجير من مكان ما يحتمل ان يكون جنوب لبنان احد هذه الامكنة. في حين تقول مصادر اخرى بناء على معطيات تملكها ان ما حصل في الجنوب لا يتعدى حدود ما حصل وخصوصا بعدما وضعت المسألة في اطار التباس حصل حول تحرك الاسرائيليين من دون تنسيق مع القوة الدولية فضلا عن الالتباس حول تحديد الخط الازرق. ولا مصلحة للبنان حتى ولو كان الطرف المعني في هذه الاشتباكات هو الجيش اللبناني وليس 'حزب الله' في اي حرب تقوم بينه وبين اسرائيل اذ ان الوضع الميداني لن يختلف في اي من الحالين. وتفيد المعلومات لدى المصادر نفسها ان اسرائيل لن تجرؤ في الوضع الراهن على شن حرب على لبنان او افتعال اي شيء قد يقود الى حرب لأنها بذلك تعطل الجهود الاميركية من اجل اطلاق المفاوضات المباشرة وفرص حزب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الفوز في الانتخابات النصفية للكونغرس اوائل تشرين الثاني الماضي. اضف ان ثمة تبادلا للاتهامات من جهات عربية عدة شملت الاردن ومصر والفصائل الفلسطينية كـ'حماس' مثلا حول اطلاق الصواريخ مع الاصرار على نفي مسؤوليتها وخصوصاً من جانب 'حماس'. الامر الذي يعني بالنسبة الى هذه المصادر ان احدا لن يأخذ على عاتقه مسؤولية تعطيل المسار الحالي للامور الاقليمية، اقله في المرحلة القريبة جدا لاعتبارات ومصالح متعددة. الامر الذي يؤدي الى عدم المبالغة في اعطاء الاشتباكات في الجنوب اكثر من حجمها.