قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 11/8/2010

- صحيفة 'السفير'
هل كان السيد مقنعاً؟
نصري الصايغ:

لم يكن السيد مقنعاً. القرائن التي قدمها لاتهام إسرائيل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم تكن مقنعة، لفريق لبناني، لا يريد أن يقتنع أبداً. وكان السيد مقنعاً. فالقرائن التي قال عنها إنها غير قطعية، سيتعامل معها فريق لبناني بأنها أدلة مثبتة ونهائية وتدين إسرائيل. فاللبنانيون ليسوا على قناعة واحدة، فلكل قناعه الذي يخفي قناعته. فماذا قدّم السيد إذاً؟ بالتأكيد، لم يكن الهدف الإقناع. فالقرائن، برغم أهميتها، لا ترقى إلى مكانة الأدلة المادية والحسية المثبتة. انما، إذا قورنت، في الشكل على الأقل، بما قدمته المحكمة الدولية، بترسانتها الكبرى، وبدعمها الهائل، واحتضانها الدولي الفتاك، وتلقينها الشهود والملفات والحيثيات، فإننا سنجد أن السيد حسن نصر الله قدّم مادة دسمة لتحقيق جديد، أخفقت في تقديم النزر اليسير منه قوى 14 آذار، المؤمنة &laqascii117o;بوحي المحكمة"، وقدرة لجنة التحقيق على كشف &laqascii117o;الحقيقة". إذا كان النقص في القرائن عيباً، فإن تلفيق الأدلة جريمة. والسيد لم يدّع العصمة. عرض ثم عرض ثم عرض، ورأى العالم كله ما عرضه. سمعنا عملاء اعترفوا ورأيناهم بالصورة. سمعنا اعترافات علنية مسجلة. ثم عرض نماذج لعملاء لبنانيين. عملوا في خدمة إسرائيل لسنوات، واختصوا بالرصد والإيواء ونقل المتفجرات وتفجيرها. رأينا طائرات إسرائيلية، (المفروض دائما وضع الصفة الملاصقة لإسرائيل، فيقال طائرات العدو الإسرائيلي) تمسح لبنان جواً، وتحصي أبنيته وطرقه ومواقعه وأنفاسه. وتركز على من يشتبه بأنه يصلح لعمليات أمنية. رأينا أن معظم الرصد هو حول مسارات مواكب الحريري في بيروت، وبينها وبين فقرا وصيدا. رأينا تركيزاً ومداومة. وليس هذا مجانياً، ولا تقوم الـ&laqascii117o;إم كا" بسياحة ترفيهية في سماء لبنان. المحكمة الدولية (اللهم، نجّنا من كل من وما يحمل صفة الدولية) &laqascii117o;فضيحة دولية"، إلا عند أصحاب الغايات الدولية، محلياً وإقليميا... فضيحة مطنطنة... حتى صرنا نتعامل معها، وفق المنطق التالي: &laqascii117o;إذا صدقت صدقاً مبيناً، فهي كاذبة". وتكذيبنا لها، ليس بناء على موقف مسبق، بل هو تأسيس على ما ارتكبته من فضائح: أدناها، شهود الزور، واعتقال الضباط الأربعة، واتهام سوريا... وأقصاها، رهن لبنان برمته، لأربع سنوات ماضية، وطموحها بتقييده أربع سنوات لاحقة، والتفرغ مدى الحياة، لإلغاء كل حياة مقاومة فيه. &laqascii117o;الحقيقة" التي تبحث عنها &laqascii117o;المحكمة الدولية"، ليست من قتل الحريري، بل من يدفع ثمن قتل الحريري... دفعت سوريا ثمنا باهظاً. أُخرجت من لبنان، مُهانة وذليلة. وكادت ألا تعود أبداً، لولا فداحة الرهانات الأميركية الخاسرة، ونجاعة رهانات سوريا الرابحة، بصمودها وعدم تخليها، واكتفائها بطلب التعافي. &laqascii117o;الحقيقة" المطلوبة دوليا، هي تدفيع حزب الله ثمن الجريمة. وعليه فمن سيجرؤ على التحقيق مع جندي إسرائيلي، مع مشغّل إسرائيلي، مع &laqascii117o;مارماتون" إسرائيلي، مع أي شيء يمت لإسرائيل بصلة؟ سفينة الحرية نموذج. لن نجد مجنوناً واحداً يصدّق أن إسرائيل ستأذن بذلك، وأن واشنطن ستسمح بذلك، وأن أوروبا ستحبذ ذلك، او ان دولا عربية مسطحة ستفرح بذلك... الحقيقة المطلوبة هي الحقيقة التي تؤدي إلى وضع المقاومة ومن معها، على منصة الإعدام. إذاً، لماذا قدّم السيد عرضه؟ أقل الإيمان، أن يدافع المرء عن نفسه، عندما يتهم. ومن قواعد العدالة، أن يعطى المتهم حق الدفاع عن النفس. أقل الإيمان أيضا، وقف مهزلة المحكمة الدولية، وعملائها السياسيين في لبنان. أقل الإيمان أيضا، أن يوفر للبنانيين قرائن تدين سواه، ولقد فعل السيد ذلك. لكن كل هذا لا يكفي. سئل الأفغاني من قبل كاتب فرنسي، ما العدالة؟ فأجاب: &laqascii117o;عندما تتعادل القوى". إذا كانت &laqascii117o;المحكمة الدولية" قوية بما فيه الكفاية، معنوياً ومادياً وإعلامياً، فإننا اليوم بتنا أمام قرائن قوية، مدعومة بحزب قوي. لم تقوَ عليه إسرائيل وأميركا و... من يتلو مزاميرهما في بلاد العرب المسالمة، وبعض اللبنانيين المستبسلين في تبرئة إسرائيل. هل هذا آخر المطاف في عملية التصويب؟ الطريق مفتوح على ما لا تحمد عقباه. لأن عدم الأخذ بالقرائن، كأحد ممكنات البحث عن الحقيقة، ورفض الاعتراف بجدية هذه القرائن لاستكمالها سيؤدي حتماً إلى الأسوأ. والأسوأ: أن يصار إلى مواجهة &laqascii117o;عدالة" المحكمة القوية بعدالة حزب الله. أغلب الظن أن عدالة الأقوى ستفوز. والحزب برهن على قوته وفاز. حذار من تجربته مرة أخرى. قرارات الخامس من أيار مسّت &laqascii117o;سلاح الاتصالات"، فكان السابع من أيار. وإذا مس القرار الظني حزب الله ووجد من يصفق له في لبنان، فلا حول ولا قوة... للعدالة وجهان، وجه القبول الطوعي، ووجه القبول القسري. وعلى اللبنانيين أن يختاروا.
- السفير جهينة خالدية: بين رافض لمضمونه وخائف من الأعظم ومرتاح لحقيقة مثبتة بالقرائن!.. يحللون خطاب &laqascii117o;السيد"... في الطريق الجديدة والأشرفية والضاحية
العرض الأول، لم يكن كافياً. يستحق خطاب السيد حسن نصر الله، مساء أمس الأول، حول اتهام إسرائيل باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما احتواه من صور ومعلومات، إعادة مشاهدة لمرة ثانية وثالثة ورابعة إذا أمكن. هكذا استفاق اللبنانيون، أمس على خطاب معاد بثه على بعض الشاشات، أو على مقتطفات منه. ففي أحياء مختلفة في بيروت كالطريق الجديدة، صبرا، برج أبي حيدر، الأشرفية والحمرا، كما في الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت المعطيات التي قدمها &laqascii117o;السيد" حديث الناس. وكان يمكن للمرء سماعها تتردد حتى على ألسنة نساء يشترين خضارهن ومونتهن، على بعد يوم من حلول شهر رمضان. وكان يمكن للسائل أن يلحظ تبدل تعليقات الناس خلال النهار، كلما صدر تصريح لأحد السياسيين، فيتبنونه ويكررونه من بعد قائله، أو يرفضونه ويشجبونه. النقطة الأساسية التي انقسم حولها الشارع عُبر عنها في الأسئلة التالية: هل ما قدمه &laqascii117o;السيد" يُعتبر أدلة وقرائن أم مجرد معلومات بعضها صُممَ تقنياً؟ وفي حال صحت هذه المعلومات، لماذا أخفيت حتى الآن؟ الإجابات عن هذه الأسئلة عكست بطبيعة الحال انقساماً سياسياً تقليدياً، فتسمع، من جهة، تأييداً كاملاً للخطاب من دون أي نقاش أو تشكيك &laqascii117o;لأن &laqascii117o;السيد" لا يقدم إلا الحقائق"، وتعود، من جهة ثانية، لتشهد على رفض تام لكل ما جاء فيه &laqascii117o;لأن &laqascii117o;السيد" سبق له أن وعد وأخلف". الرأيان الواضحان هذان، لم يمنعا ظهور رأي ثالث وسطي، مقتنع بمضمون ما جاء في خطاب &laqascii117o;السيد"، بغض النظر عن شخصه أو موقعه، &laqascii117o;لأن ما قدمه تضمن حقائق لا تحليلات مبهمة". في الطريق الجديدة، حيث تسمع صوت السيد نصر الله صادحاً من تلفزيونات موزعة في المحال التجارية في شارع عفيف الطيبي والملعب البلدي وكاراج درويش وصولاً إلى الدنا وصبرا، يشير البعض الى ضرورة التوقف جيداً عند المعطيات المعلنة، إذ بحسب ما تشير مهى وهي موظفة في استديو للتصوير &laqascii117o;حان وقت التعامل مع المعلومات المنطقية ومع ما هو مقنع منها، بغض النظر عن مصدرها". وتعود لتذّكر بأن جريمة بهذا الحجم لا تحتاج إلى التبصير أو تحليلات سياسية، بل تحتاج إلى قرائن وهو ما قدمه لنا &laqascii117o;السيد"، لهذا بتنا نؤمن بأن إسرائيل هي المتورط الأساسي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى أن يثبت العكس". ولا يُخفي زميلها محمد أن &laqascii117o;خطاب السيد بعث الخوف في قلبه، والخشية من ارتداداته التي قد تتعدى الفتنة الداخلية، وتصل إلى رد إسرائيلي مباشر". رأي &laqascii117o;أبو أحمد"، وهو صاحب متجر للثياب، مغاير تماماً، إذ يعتبر أن &laqascii117o;وسائل الإعلام ضخمت حجم خطاب السيد، وجعلتنا نظن أنه سيقدم أدلة دامغة غير قابلة للشك، في حين أن جزءاً كبيراً من معطياته غير موثوق في مصدره. وكل ما يمكننا قوله للسيد &laqascii117o;انتظر قرار المحكمة ومعطياتها التي ستُظهر أن صورك، ليست إلا لُعبا تقنية بحتة". هنا يعلق عباس الخطيب، وهو صاحب محل لبيع المجوهرات، بأن &laqascii117o;البعض يرفض تصديق &laqascii117o;السيد" بمعزل عما اذا مقتنعا بمضمون ما يقول، ولو خرج قائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع اليوم وقدم المعطيات نفسها، لصدقه هؤلاء". في الحمراء، تبدو آراء الناس متنوعة، إلى حد ما، إذ تلفت سهى، وهي موظفة في مكتب للاستشارات القانونية، الانتباه إلى أن &laqascii117o;كل ما يمكن فعله إزاء المعلومات &laqascii117o;الثقيلة" هو إعادة التفكير في كل ما حصل خلال السنوات الخمس الماضية، وفي كل ما أشيع عن عمل المحكمة الدولية، وشهود الزور، وانقسام الشارع واتهامات فريق 14 آذار لسوريا باغتيال رفيق الحريري". وتضيف &laqascii117o;قد يكون ما قاله &laqascii117o;السيد" بالنسبة لأغلبية مؤيدي &laqascii117o;تيار المستقبل" &laqascii117o;تفسيراً للماء بعد الجهد بالماء"، في حين قد تفاجأ هذه الأغلبية بأن &laqascii117o;حزب الله" هو الوحيد الذي يملك الحقيقة كلها". لكن قدرة &laqascii117o;حزب الله" على جمع الأدلة بهذه السرعة كانت بحد ذاتها، موضع شك لدى جوزيف، وهو صاحب مكتبة في الأشرفية، إذ يُعبر عن صدمته من &laqascii117o;قدرة الحزب على جمع القرائن في مدة قصيرة، وهو ما يشير إلى تقدم لافت للانتباه في أجهزته وخبراته، أو إلى أنه كان يجمع هذه الأدلة منذ مدة طويلة تحضيراً للدقيقة التي &laqascii117o;يصل فيها الموسى لذقنه"، حتى يقدمها ويبرئ ذمته". وفي كلتا الحالتين نحن مقبلون على &laqascii117o;أشهر مخيفة بحق، خوف من الداخل على الداخل، وخوف من إسرائيل على لبنان، إذ لا بد من أن هذه الأخيرة سترد على طريقتها على تصريحات السيد". ويعود جوزف ليوضح &laqascii117o;خوفنا الأساسي أن تحاكمنا إسرائيل على طريقة من ليس معنا، فهو ضدنا، وتضعنا أمام فتنة داخلية ومن ثم حرب علينا". الخوف هذا يزول عند قاسم جابر، الموظف في متجر لبيع الهواتف الخلوية &laqascii117o;إذ أدخلت معطيات السيد نصر الله، الراحة إلى نفوس كثيرين من اللبنانيين، وبتنا أكثر بعداً عن الفتنة التي كان سيسببها القرار الظني". يقول إن الخطاب &laqascii117o;يأتي ضمن سياسة المفاجآت التي لطالما اعتمدها &laqascii117o;حزب الله"، والتي يُفضل عبرها ألا يكشف كل أوراقه، لأسبابه الخاصة وربما لتجنب البلد خضات سياسية ما"، علماً بأن كل الأدلة التي أعلن عنها في المؤتمر الصحافي &laqascii117o;نقلت مستوى الحديث عن المحكمة الدولية من زواريب السياسة اللبنانية الضيقة إلى مستوى الإثباتات". بدوره، يقول ربيع وهو فني تقني ان &laqascii117o;كل التعليقات السياسية عن الصور الجوية بأنها مستقاة عبر الأقمار الاصطناعية وبرنامج &laqascii117o;غوغل إيرث"، ليست دقيقة، إذ يمكن لأي خبير أن يعرف أنه لا يمكن تحريك صور كهذه يميناً ويساراً بهذه الحرية، وبهذا الشكل عبر الأقمار الاصطناعية. إذ حان وقت العقل، ووقت الاقتناع بأن السيد لم يخطئ يوماً".   


- صحيفة 'النهار'

أميركا تدفع لبنان إلى حضن إيران!
راجح الخوري:

إلى متى سيستمر البعض في أميركا في جرّ الكونغرس مثل بقرة عمياء؟ وإلى متى ستبقى الإدارات المتعاقبة على البيت الابيض، ألعوبة في ايدي اللوبي الصهيوني، تنساق الى تبني سياسات حمقاء تضر بالمصالح الاميركية في الشرق الاوسط بمقدار ما تخدم مصالح اسرائيل، لتتساوى واشنطن وتل ابيب نهاية الامر في حصاد كراهية العرب والمسلمين؟! بكثير من المرارة والاستياء تُطرح هذه الاسئلة الآن في معظم الاوساط اللبنانية، التي تتابع بمزيد من الذهول فصول الحملة الصهيونية في الكونغرس الاميركي على الجيش اللبناني، واتهامه بتبني سياسات 'حزب الله' والوقوع تحت تأثيره.واذا كانت القوى الصهيونية النافذة في الكونغرس تقوم منذ زمن بعيد باخضاع المصالح الاميركية لرغبات اسرائيل، وهو فعلا ما يرفع منسوب الكراهية العربية والاسلامية للسياسات الخارجية الاميركية في المنطقة، فان الامور تتجاوز الآن كل حدود الغباء، عندما يقف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي هوارد بيرمان، ليعلن تعليق المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والمقدرة بنحو 100 مليون دولار لأنه 'قلق من التأثير الذي تملكه ميليشيات حزب الله على الجيش'، مضيفا: 'الى ان نعلم المزيد عن حادث عديسة وطبيعة تأثير حزب الله والتأكد من ان الجيش عامل مسؤول، لا يمكن ان أسمح لأميركا بالاستمرار في ارسال السلاح الى لبنان'. وبغض النظر عن التواضع الشديد في فعالية الاسلحة الخفيفة التي يحصل عليها الجيش من اميركا، رغم كل الدعوات الى تسليحه جيدا ليلعب دوره الوطني في حماية الحدود وضبط الهدوء، فان اصواتا اخرى في الكونغرس ترتفع الآن ومنها على سبيل المثال صوت النائب الجمهوري اريك كانتور، داعية الى معاقبة الجيش اللبناني وتجميد المساعدات المخصصة له. وفي هذا السياق لا يتوانى كانتور عن القول: 'يجب الا يسير لبنان على خطين مختلفين. اذا اراد الاصطفاف مع 'حزب الله' ضد القوى الديموقراطية والاستقرار والاعتدال، فان ذلك سيكون له عواقب. لقد قدمت الولايات المتحدة المساعدات الى لبنان لبناء جيش يكون قادرا على لجم قوة حزب الله'!هذا الكلام التافه لا يخدم لبنان ولا يخدم اميركا، بل يخدم اسرائيل وخصوصا اذا كانت الغاية من تسليح الجيش لجم 'حزب الله' وهو ما قد يؤدي الى حرب اهلية وخصوصا الآن مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي، في حين تستطيع اميركا مثلا ان تضغط على اسرائيل للانسحاب مما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، وعندها يعرف 'حزب الله' كيف يدخل تحت مظلة الدولة والجيش.وعندما يتجاهل كانتور السبعة آلاف خرق اسرائيلي للقرار 1701 بما فيها من اعتداءات ووقوع ضحايا احيانا ليقول: 'لقد ولّت ايام تجاهل استفزازات القوات المسلحة اللبنانية لاسرائيل وحمايتها لـ'حزب الله' ولبنان لا يستطيع الافلات من المسؤولية'، فانه يذهب الى حدود ادانة الضحية ومؤازرة القاتل، رغم انه يزعم طبعا انه يتحدث بمقتضى المفهوم الديموقراطي!انه 'المنطق' المشين يتعالى مرة جديدة من الكونغرس وسط صمت ادارة اوباما الغارقة في وحول وعودها المنهارة حيال ازمة الشرق الاوسط. لكن الهدف الاعمق عند هؤلاء هو دفع لبنان مثلا، الى الوقوع في احضان عروض التسليح الايراني، وعندها يقف هوارد بيرمان واريك كانتور وامثالهما ليقولوا: أولم نقل لكم. ها هو لبنان في قبضة الارهابيين!..


- 'النهار'

أفظع من عدوان: إنها فضيحة
سمير عطاالله:

.. مئة وخمسون مشتبهاً فيه ومتهما ومدانا، بالتعامل مع اسرائيل، حتى الآن. الصحافة، وحتى البيانات الرسمية، وصفت الجميع بالعملاء، من دون انتظار المسارات القانونية المألوفة. لكن الحالة الوحيدة التي وجدت من يطالب بوضعها ضمن الاجرائية القانونية، والتمهل في النعت حتى الاثبات، هي حالة العميد فايز كرم. ففي الوقت الذي تقبل الجنرال ميشال عون الوقع الصعب، استمر رفاق العميد كرم يأملون في أن تكون الحقيقة هي ما يعتقدون وليس ما يقال. فقد كثر عليهم ان يفيقوا ذات يوم ليجدوا ان حزبياً بارزاً قد خدعهم طوال هذا الوقت. أما الجنرال فقد رأى في المسألة قدرية ذات سابقة. فكما حدث للمسيح يسوع بن مريم بنت داود، مع يهوذا الاسخريوطي، هكذا وقع له ان يبيعه بثلاثين من الفضة، أحد أقرب الحواريين.لم يستهجن العونيون وحدهم حالة فايز كرم وانما كثيرون آخرون ايضاً. فما الذي يدفع رجلاً ابن عائلتين، الجيش وكرم، الى السقوط في هاوية من هذا النوع. على ان هذه الاسئلة لم تُثر لدى توقيف ضباط عاملين ومتقاعدين آخرين، في الجيش، والأمن العام، لأنه لم تكن لأي منهم السمعة الحزبية التي لفايز كرم. غير ان الاعتقال أو حتى التهمة ثم الادانة، لا يضير التيار الوطني الا من حيث الشعور بالخيبة. عدا ذلك فالذي يقع في الخطيئة، يقع فيها وحده، ويتحمل وزرها وحده.في هذا الباب يجب ان نتوقف عند موقفين اتخذهما رجل دولة يدعى نبيه بري. الاول، عندما تحرر الجنوب وفرَّ اللحديون الى اسرائيل، يومها قال رئيس مجلس النواب، إن اكثرية اللحديين من الشيعة لا من المسيحيين. والآن، فيما تردد ببغاوات الجهل الوطني ان 'العملاء نتاج بيئة حاضنة'، يقف نبيه بري ليقول بكل شجاعة ان 'العملاء من جميع الطوائف'. انها كارثة وطنية اكثر مما هي عدوان اسرائيلي. الخيانة لا تنبت ولا تنمو في الطوائف. 'العميل ليس قريبا لأحد' قال السيد حسن نصر الله مساء الاثنين، وهو يتحدث عن اعترافات احمد نصر الله. والظاهرة الاكثر ألماً هذه المرة، ان العمالة موزعة على الطوائف والمذاهب. لأن الحاضن للعمالة صار المناخ العام، الذي امّحت فيه جميع القيم، وصار القاسم المشترك الفساد، واصبح النظام السياسي والاجتماعي قائماً على توافق كاذب وتواطؤ غير قابل للشك: التواطؤ على بيع الارض والوطن والاقتراع على ثوب الدولة...


- 'النهار'

مع الجيش... طبعاً ولكن !
عبد الوهاب بدرخان:

..لا شك في ان زيارة الرئيس سليمان وكلامه ساهما في تعديل الانطباعات المشوشة التي سادت غداة الاشتباك، خصوصا مع تزكية 'اليونيفيل' للرواية الاسرائيلية، وكذلك بعد الايحاءات التي اشاعها خطاب الامين العام لـ'حزب الله' مساء يوم الحدث. ففي حدود ما قاله الرئيس لا مجال للتشكيك بوجود اجماع وطني وراء الجيش 'اساس الشرعية'. لكن مع ابراز الحاجة الى 'الاسلحة الدقيقة من الدول الصديقة'، والى 'المساعدة من اشقائنا' اي العرب، تصبح المسألة فيها نظر.فالدول المعتبرة صديقة كلها مع اسرائيل بلا استثناء، ولعلها كانت تفرد للبنان نظرة خاصة باعتباره دولة غير محاربة، ثم ميزت – بشيء من الايجابية – بين الدولة (والجيش) والمقاومة حين كانت الارض محتلة، ومنذ 2006 راحت تميز – بسلبية – بين الدولة والمقاومة، الى ان فقدت امكان التمييز بينهما مع تماهي الدولة والجيش والمقاومة وما يستتبعه من اسقاطات على الازمة بين ايران والدول الغربية (الصديقة) ومعها اسرائيل.اما الدول الشقيقة، الموزعة بين 'اعتدال' و'ممانعة' و'لا اعتدال' و'لا ممانعة'، فقد يبدو الامر اكثر استشكالا للبنان وللاشقاء في آن، اذ ان الاشقاء، معتدلين وممانعين، تموضعوا على نحو يتفادون فيه اي حرب مع اسرائيل، فضلا عن التعرض لاي اعتداء منها، وحتى حين يعتدى عليهم، وفي العمق، يعضّون على الجراح مغلبين رصيد السلوك الحسن على المشاكسة التي قد تجلب لهم وجع الرأس. وعلى افتراض ان هؤلاء الاشقاء يتمتعون بمحبة عميقة للبنان ويرغبون فعلا في مساعدته فانهم بلغوا بدورهم – مثل 'الاصدقاء' – النقطة التي فقدوا معها امكان التمييز بين الدولة (وجيشها) وبين المقاومة. ولعلهم – اكثر من 'الاصدقاء' - يتفهمون الدواعي الداخلية لهذا التماهي، الا ان التفهم شيء والموافقة شيء آخر. وبالتالي فإن 'الاشقاء' غير المحاربين لم يعودوا مستعدين لمساعدة الشقيق المحارب، حتى لو كان مضطرا للحرب. يعني ذلك ان لبنان – واقعيا – متروك  لـ'شقيق' واحد و'صديق' واحد فقط لا غير، اي لسوريا وايران، والاخيرة تسلح 'حزب الله' وترعاه وتقيم علاقة تحالفية مع سوريا، التي تسلح الجيش اللبناني وترعاه وتقيم علاقة تحالفية مع 'حزب الله'. ولا داعي للمجادلة في ان الزاوية الاضعف في هذا المربع هي تلك التي يمثلها الجيش اللبناني. وهذا ليس سرا، لا على اللبنانيين، ولا على الاشقاء او الاصدقاء او حتى العدو الاسرائيلي. صحيح ان لبنان لا يزال يتمتع بتعاطف دولي وعربي خاص، لكن كلما اشتد التأزم الاقليمي – الدولي مستهدفا ايران بسبب الملف النووي و'حزب الله'، او مستهدفا سوريا بسبب ايران و'حزب الله'، فان لبنان هو الساحة المتاحة والمفضلة للجميع، حتى ليبدو كأنهم متفاهمون ضمنا في هذا الشأن.


- 'السفير'

أي دولة عدا أميركا
ساطع نور الدين:

في بيروت، ثمة قلق غير مفهوم وغير مبرر من الحملة المتصاعدة في الكونغرس الأميركي على الجيش اللبناني، والتي تهدف الى وقف دعمه وتسليحه بحجة انه واقع تحت نفوذ حزب الله. وهي حملة سبقت اشتباك العديسة الأخير، لكنها اكتسبت نتيجته زخما اضافيا يمكن ان يؤدي الى تجميد برنامج جديد لتزويد الجيش بمعدات عسكرية تبلغ قيمتها مئة مليون دولار اميركي. ومع ذلك فإنها تظل من نوع المزايدات التي يلجأ اليها عادة انصار اسرائيل في الهيئة التشريعية الاميركية، لا سيما عشية اللجوء الى قواعدهم الانتخابية كما هو مقرر بعد شهرين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وهناك مجال للشك في ان تلك الحملة المدفوعة من جانب اسرائيل، هي ابعد من كونها تنافسا بين بعض اعضاء الكونغرس الاميركي على كسب اصوات اليهود الاميركيين، وأقرب ما تكون الى مسعى اميركي جدي لفرض شروط جديدة على المعونات المخصصة للجيش اللبناني... استفاد من اشتباك العديسة، الذي يمكن في هذا السياق الاشتباه بأنه كان كمينا اسرائيليا هدف الى البرهان على ان سلوك وحدات المؤسسة العسكرية اللبنانية غير موثوق، كما هدف الى اختبار رد فعل حزب الله وأدائه ودفاعاته! وبغض النظر عن صحة هذا الاشتباه، فإن الجيش اللبناني أصبح بالفعل أمام امتحان اميركي صعب، يطرح السؤال المخيف حول ما اذا كان اعضاء الكونغرس ومعه الاسرائيليون قرروا رفع الغطاء عن تلك المؤسسة وشرعوا في البحث عن مؤسسات او خيارات لبنانية بديلة لتحقيق المصالح الاميركية والاسرائيلية في مواجهة حزب الله وحلفاء سوريا وإيران اللبنانيين. وهو احتمال بعيد حتى الآن، لانه سبق للاميركيين والاسرائيليين ان سلكوا هذا الطريق وعادوا منه خائبين اكثر من مرة خلال العقود الماضية من الازمة اللبنانية. الاقرب الى المنطق هو ان الكونغرس وإسرائيل يريدان اليوم وضع لائحة توجيهات او تعليمات خاصة بدور الجيش اللبناني وجدول اعماله ومراكز انتشاره، تتناسب من وجهة نظرهما مع المئة مليون دولار الاضافية.. التي تقررت من دون مراجعة اميركية وإسرائيلية مسبقة للتجربة الماضية من التعاون المتجدد مع الجيش طوال السنوات الخمس الماضية التي اعقبت الخروج العسكري السوري من لبنان، والتي لم تشهد تلك المواجهة او حتى المحاصرة التي يتمناها الاميركيون والاسرائيليون لحزب الله وسلاحه! هناك اذاً، دفع اميركي اسرائيلي في هذا الاتجاه، تحت ذريعة المعونة العسكرية الجديدة، التي لم تأت من فراغ ولا من الصدفة، لكنها جاءت في سياق برنامج اميركي مكثف لدعم عدد من الجيوش العربية والاسلامية التي تواجه تحديات خطيرة من اسلاميين يهددون المصالح الاميركية.. ولا تقتصر انتماءاتهم على التنظيمات الشيعية، التي تمثل من وجهة النظر الاميركية تهديدا بسيطا بالمقارنة مع التنظيمات الاسلامية السنية التي تشكل خطرا على السلم الاهلي والاقليمي والعالمي، على ما توحي به معركة نهر البارد التي يستخدمها الاميركيون دليلا على الحاجة الى دعم الجيش اللبناني. ولهذا السبب المزدوج، لا بد من وقفة لبنانية تقاوم إغراء المئة مليون دولار، وتسعى إلى استبدالها بمساعدات او صفقات مع اي دولة في العالم، عدا اميركا، التي لا يمكن لاي عاقل ان يجهل مخاطر التحالف العسكري معها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد