- صحيفة 'السفير'
اتفاقية المحكمة الدولية في حكم الباطل بمفعول رجعي
البير فرحات:
قدم القاضي السابق الأستاذ عدنان عضوم دراسة قانونية وافية حول الاتفاقية التي عقدتها الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة (مجلس الأمن الدولي) بخصوص إنشاء محكمة ذات طابع دولي، وقبلها لجنة تحقيق دولية للكشف عن الجريمة الإرهابية التي تمثلت في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسلسلة من أعمال الاغتيال، الإرهابية مثلها، التي طاولت عدداً من وجوه السياسة والرأي العام في لبنان. ولسوف ندلي ببعض الآراء والملاحظات حول هذا الموضوع استناداً الى القانون الدولي العام والقانون الدستوري، من دون اللجوء الى تكرار كل ما جاء في حكم الرئيس عضوم من أبحاث واستنتاجات لا يشق لها غبار.
أولاً ـ في مفهوم الشرعية الدولية
أول ما نود التطرق إليه هو مفهوم الشرعية الدولية. هل تتمثل هذه الشرعية في القرارات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة بمختلف هيئاتها كمجلس الأمن والجمعية العمومية، ام انها تتمثل في شرعيتها وليس في تلك القرارات؟ إن هذه القرارات كثيراً ما تكون مخالفة للشرعة، لكونها في الأساس قرارات ذات طابع سياسي، تتحكم في اتخاذها مصالح الدول، لا سيما العظمى منها، والمساومات فيما بينها، وموازين القوى على الصعيد العالمي، بما فيه مبدأ إجماع الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي (ما سمي لاحقاً بحق &laqascii117o;الفيتو" عن خطأ).
إن تلك القرارات أكثر من ان تحصى. ونحن نعرف مثلا ساطعاً عليها، في قرار الجمعية العمومية بتقسيم فلسطين، وهي صلاحية تخرج بصورة قاطعة عن الشرعة. بعبارة اخرى فإن البعض من هذه القرارات يأتي كبيراً عن حق القوة وليس عن قوة الحق.
ثانياً ـ عدم التدخل في الشؤون الداخلية
ثمة مبدأ أساسي في شرعة الأمم المتحدة، هو ذلك الذي ينادي بالمساواة بين الدول كبيرها وصغيرها، وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقد نصت الفقرة السابعة من الفصل الأول من الشرعة الذي يتناول &laqascii117o;الأهداف والمبادئ"، بكل وضوح على ما يلي: &laqascii117o;ان بند هذه الشرعة لا يسمح للأمم المتحدة بالتدخل في الشؤون التي تعود في الأساس الى الصلاحية الوطنية لدولة ما، ولا تلزم الأعضاء بأن يخضعوا لإجراءات التسوية التي تنص عليها هذه الشرعة، الا ان هذا المبدأ لا يمس بحال من الأحوال تطبيق التدابير الزجرية المنصوص عليها في الفصل السابع". لقد حاول البعض تسويق نظريتي التدخل &laqascii117o;لإشاعة الديموقراطية" او &laqascii117o;لأسباب إنسانية" ولكنها نظريات سقطت مع سقوط نظريات &laqascii117o;الحروب الوقائية" و&laqascii117o;الضربات الاستباقية".
ثالثاً ـ تطبيق الفصل السابع محصور في النزاعات بين الدول
إن تطبيق الفصل السابع محصور بالنزاعات بين الدول، كلما لاحظ مجلس الأمن الدولي وجود تهديد ضد السلم، او تخطي حالة السلم او عملاً من أعمال العدوان. علماً بأن اللجوء الى هذا الفصل يأتي منطقياً وفي الواقع بعد استنفاد ما نص عليه تحت عنوان &laqascii117o;التسوية السلمية للنزاعات" الذي ينص بدوره على سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تجاوز تلك النزاعات.
السؤال الذي يطرح بهذا الصدد يتناول من هي الدولة التي تصرفت من خلال اعمال الإرهاب التي أودت بالشهيد رفيق الحريري ورفاقه بشكل أدى الى تعكير السلام، وتهديد السلم والأمن الدوليين؟ المقصود معروف وإن لم تصرح عنه السلطات اللبنانية وأعضاء مجلس الأمن الذين اتخذوا القرار: سوريا، مما يبرر طرح السؤال ليس فقط عن عدم قانونية القرار، بل أيضاً عن عدم الجدية التي تصل الى حدود الهراء.
رابعاً ـ الإخلال بالأصول الدستورية
للتفاوض والتصديق على المعاهدات الدولية
لقد حدد الرئيس عضوم بكل وضوح موقف الدستور اللبناني من التفاوض والتصديق على المعاهدات الدولية وإبرامها. وبيّن كيف ان مثل تلك الاتفاقية هي من المعاهدات الدولية التي يتطلب إقرارها صدور قانون بذلك عن المجلس النيابي.
هذا الأمر لم يحصل مطلقاً. ما جرى هو &laqascii117o;عريضة نيابية" وقعت عليها أكثرية من النواب. لا حاجة هنا الى كثير من التفصيل: &laqascii117o;ان شر البلية ما يضحك". هكذا تكون هذه الاتفاقية ساقطة وباطلة بطلاناً مطلقاً بمفعول رجعي وبحكم غير الموجودة nascii117lle et non avenascii117e وبالتالي فشأنها كشأن اتفاق القاهرة الذي افترض فيه ان توقيع قائد الجيش يغني عن سلوك السبل الدستورية.
وهذه الاتفاقية ليست بحاجة الى إبطال. يمكن للسلطات اللبنانية ان تعتبرها غير موجودة وأنها غير ملزمة بها، وتقوم على عجل باستدعاء القضاة اللبنانيين والتوقف عن التعاون معها بأي شكل من الاشكال. فقد اخذ القانون اللبناني بالتمييز بين بطلان العقد وانعدامه. فقد نصت المادة /196/ من قانون الموجبات والعقود على ان الموجب الذي ليس له سبب او سبب غير صحيح او غير مباح يؤدي الى اعتبار العقد الذي يعود إليه غير موجود. أما العقود القابلة للإبطال فقد عرف عنها المشترع اللبناني في المادة /233/ من القانون ذاته بأنها تلك التي تبطل من أجل عيب أصلي لحقها وقت إنشائها.
أما لجهة النتائج العملية بين الانعدام والبطلان المطلق فقد ذكر بعض الفقهاء فرقاً واحداً بين الحالتين، هو انه في حال الانعدام لا يضطر المتعاقد صاحب المصلحة ان يقدم دعوى لإعلان انعدام العقد بل ان العقد المعدوم يكون ساقطا من نفسه ولا يحتاج الى تدخل القاضي لإعلان انعدامه بينما إن العقد الباطل بطلاناً مطلقاً لا يمكن تجاهل وجوده، فهو يقتضي لإبطاله تقديم دعوى بذلك امام المحكمة الصالحة (لطفاً مراجعة د. جورج سيوفي، رئيس سابق في محكمة التمييز. النظرية العامة للموجبات والعقود ـ بيروت 1994/ص 282ـ 283 و Vocabascii117laire Jascii117ridiqascii117e وكذلك Gerard Corn, Pascii85F delta).
(Dictionnaire Jascii117ridiqascii117e, Ibrahim Najjar et aascii117tres, Librairie dascii117 Liban).
خامساً ـ جزاء مخالفة الدستور
والجرائم الماسة بالقانون الدولي
لكن هل ان رئيس مجلس الوزراء ومن معه قد خالفوا الدستور بشكل يستدعي محاكمتهم امام المجلس الأعلى؟
تنص المادة /70/ من الدستور على ان لمجلس النواب ان يتهم رئيس مجلس الوزراء والوزراء بارتكابهم الخيانة العظمى او بإخلالهم بالواجبات المترتبة عليهم كما تنص المادة /71/ على محاكمة المتهمين منهم امام المجلس الأعلى.
وبالإضافة الى ذلك فقد نصت المادة /288/ من قانون العقوبات وما يليها، وذلك تحت البند الخاص بـ&laqascii117o;الجرائم الماسة بالقانون الدولي على سلسلة من الأفعال تشكل هذه الجريمة ومنها: &laqascii117o;تعريض لبنان لخطر اعمال عدائية او تعكير صلاته بدولة اجنبية، او تعريض اللبنانيين لأعمال ثأرية تقع عليهم وعلى أموالهم" ويعاقب قانون العقوبات اللبناني على هذه الأفعال ولو لم تنفذ فعلاً بل اقتصرت عن حدود التآمر على ارتكابها. ألم يكن المقصود من كل تلك القصة اتهام سوريا زوراً وبهتاناً وتعكير صلاته بها وتعريضه لأعمال ثأرية؟ هنا المسألة ليست مسألة انتقام من أي كان. الا انه لا يجوز السكوت عن مثل تلك الإخلالات الفادحة بالواجبات، وتلك الخروق الخطيرة للدستور والانتظام العام.
هذا ما أردنا التوقف عنده على ضوء ما جاء في الدراسة القانونية التي قدمها مدعي عام التمييز السابق عدنان عضوم.
- 'السفير'
توجس وخوف من الغد في أحياء استيقظت بعد &laqascii117o;ليلة حرب": كيـف عـاش الأهـالي سـاعـات اشـتباكات بـرج أبـي حيـدر؟
جعفر العطار:
تكشفت، مع انبلاج الضوء أمس، مخلفات الاشتباكات التي اندلعت مساء أمس الأول في منطقة برج أبي حيدر بين عناصر من &laqascii117o;حزب الله" وآخرين من جمعية &laqascii117o;المشاريع الإسلامية"، بسبب إشكال فردي ما زالت تفاصيله مدعاة للتناقض بين الطرفين، إن من حيث السبب الحقيقي لبداية الإشكال أو لسبب توسعه ووقائع ما تخلله، في حين بدأت الأجهزة الأمنية المختصة تحقيقاتها على الأرض، بإشراف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا.
ولا تنحصر مخلفات أي إشكال أو اعتداء، بحصيلة الأرواح التي تزهق أو عدد الجرحى الذين يسقطون، أو الأضرار المادية التي تنجم عنه، على فداحتها. فالذين عاشوا &laqascii117o;ليلة الحرب" تلك، كما وصفوها، كانت لديهم مطالب حسّية تدين ما حصل ولكنها تتصل بما سيحدث: &laqascii117o;لقد عشنا ليلة تفوق في هولها ليالي حرب تموز.. ثم تبين أن الأمر &laqascii117o;تافه"؟ أين الدولة؟ ما هي الضمانة ألا تتكرر مثل هذه الأمور التافهة - القاتلة؟" كانوا يسألون.
وقائع ليلة دامية
صباح أمس، بدت بيروت كأنها رمت جانباً كاتم الصوت الذي رافق ليلتها الأليمة، والتي أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، لتعلن عبر أهلها أنها ضاقت ذرعاً: &laqascii117o;من يقوى، من المسؤولين اللبنانيين، على تحمّل فكرة أن يكون أحد أبنائه هو من يعيش في أي من المنازل الموجودة في عمق اشتباكات أمس؟ لقد كان ابني، وهو مراهق لم يتجاوز السادسة عشرة، وحيداً في المنزل الواقع خلف مسجد برج أبي حيدر، وأنا كنت في محلة سليم سلام". يقول سميح منقارة.
كان منقارة يبكي عند حافة الرصيف ليل أمس الأول، وهو يعجز عن دخول المنطقة للاطمئنان على ابنه. ويوم أمس، كان يتنقّل بين السيارات التي احترقت، وبين المنازل التي دمغت جدرانها برشقات الرصاص، متخيلاً كيف نجا ابنه بأعجوبة. كان الرجل الخمسيني واقفاً على ناصية الطريق، أمس الأول، يتحدث على هاتفه الخلوي بصوت متهدج &laqascii117o;أرجوك.. سأفقد أعصابي. انه في المنزل لوحده.. أرجوك".
حينها، أقفل الرجل المكالمة الهاتفية مع قريبة له، طلب منها أن تتوسط له عند الجيش اللبناني. من أجل ماذا؟ كان الوالد يريد الدخول إلى قلب المعركة حيث الاشتباكات، بغية إنقاذ ابنه. والرجل، الأب، ظلّ واقفاً ينتظر الرد حتى العاشرة ليلاً. هو، أمس، كان سعيداً. لم ينس.. ولن ينسى.
الروايات مازالت متناقضة
يتذكر أحد عناصر الجيش اللبناني أن زميله توجه إلى الدكان لابتياع غرض ما، فيلتفت لعنصر آخر قائلاً: &laqascii117o;هل اختطف فلان يا تُرى؟ لقد تأخر أكثر من خمس دقائق". قد تدل هذه العبارة على الجو الذي ساد أحياء برج أبي حيدر على امتداد يوم أمس، والتي على الرغم من تأكيد طرفي الإشكال أن ذيولها قد طوقت، إلا أن معالم الاحتقان، والتوجس، بدت واضحة على أكثر من سحنة، فضلاً عن سعادة طلوع الفجر من دون سقوط عدد أكبر من القتلى.
يبعث الانتشار الكثيف للجيش اللبناني بعض الاطمئنان في نفوس أهالي المنطقة، الذين جالوا بين السيارات المتضررة والمهشمة بنظرات تفقدية مستهجنة، فيما بدا مسجد &laqascii117o;برج أبي حيدر" أقلّ تأثراً مما كان متوقعا إذ صوّر على انه كان وجهة المعركة الأساسية. فقد تبّين ان المسجد لم يصب بأضرار كبيرة مقارنة بالروايات التي نسجت حوله في الليلة ما قبل الماضية.
يعرب شبان &laqascii117o;حزب الله" عن تأثرهم لفقدانهم لمسؤولهم محمد فواز. يقولون انه لم يكن مسؤولاً فحسب، بل انه كان صديقا لمعظمهم، واقترن اسم الرجل، وفقاً لآراء شبان &laqascii117o;الحزب" وأهالي المنطقة، بحلّ المشاكل: ففي حال وقوع أي مشكلة، كان فواز هو الحل، ليس بالضرورة عبر تواجده على الأرض، بل كان يكفي استخدام اسمه في بعض المرات في الإشكالات كي يصار إلى حلها فوراً، لأنه كان يتمتع بشعبية كبيرة".
بمحاذاة المسجد، يقف بعض سكان المنطقة يتجاذبون أطراف الحديث مع ممثلين عن الوسائل الإعلامية. روايات متناقضة عن سبب الإشكال وكيف بدأ: الاتفاق على الوقت، خلاف على هوية البادئ للاعتداء. ولكن هناك إجماعا على أن ما حدث لم يكن &laqascii117o;تافها"، كما ان هناك خوفا مشتركا من الأيام المقبلة.
يكرر المسؤول الإعلامي في &laqascii117o;جمعية المشاريع" عبد القادر الفاكهاني أن سبب الإشكال هو خلاف على وقوف إحدى السيارات، لافتاً إلى أن الجمعية كانت قد دعت في تلك الليلة &laqascii117o;حركة أمل" للإفطار، مشيراً إلى انه توجد كاميرات تؤكد أن شبان المشاريع لم يهجموا على أحد قبل تعرضهم للهجوم من قبل شبان &laqascii117o;الحزب"، وذلك في رد على رواية &laqascii117o;الحزب" التي تشير الى أن أحد عناصرهم فوجئ بتعرّض شبان من الجمعية له ولعائلته بالضرب المبرح، بمجرد أن قال لهم أنه يريد المرور. ومع ذلك، يصر الفاكهاني على أن ما حصل قد دُفن إلى غير رجعة".
تتناثر قطع من الزجاج التي تعود لأكثر من ثلاث سيارات كانت مركونة عند جانبي الطريق، طريق الاشتباكات، ممزوجة بزجاج وقع عن واجهة صالون للحلاقة الرجالية، يرفض صاحبه الإدلاء برأيه لأنه &laqascii117o;لا أريد أن أفيد أحدا من وسائل الإعلام!"
ما خفي كان أعظم
كانت حركة المارة والسير عادية، مصحوبة بنظرات استهجان وتفقد، فيما كانت حركة دوريات الجيش اللبناني تزداد توسعاً.
خلف الشوارع الضيقة الواقعة بين الأزقة المتفرعة في المحلة، ونزولاً خلف المباني، يظهر مشهد مخالف للأضرار &laqascii117o;البسيطة" البادية على الطريق العام: منزل فسيح، ارتفاعه نحو أربعة أمتار، تنبعث منه رائحة نتنة سببها احتراقه عن بكرة أبيه في خلال الاشتباكات. مازال حسين أحمد الحمبلي، صاحب المنزل، غير مصدّق لما يراه.
تروي زوجة الحمبلي انه في أثناء وجودهم، هي وزوجها وأولادها، في داخل غرفة صغيرة يعلوها لوح من &laqascii117o;الزينكو" قبالة المنزل الذي يعود إلى أكثر من 150 عاماً، عقب فرارهم من المنزل وتحضيراً للانتقال إلى مكان آخر أكثر أماناً، فوجئوا بوقوع قذيفة من نوع &laqascii117o;أر. بي. جي" بالقرب من المنزل، امتدت نيرانها لاحقا إلى جدران البيت &laqascii117o;كان يحترق أمام نظرنا، لكننا لم نقو على القيام بأي خطوة، في ظل انهمار الرصاص والقذائف".
تضيف السيدة التي كانت تحمل ابنتها الصغيرة: &laqascii117o;من سيعوض علينا؟ الحزب أم الأحباش أم الدولة؟ أو لا أحد؟ من كان سيعوض عني هذه الطفلة لو قتلت، أو في حال قتل زوجي؟ كانوا سيقولون انه إشكال تافه؟ ثم ماذا؟".
تضيف: &laqascii117o;حسنا، لقد خسرنا كل ما نملك في هذا المنزل، من أثاث أثري إلى تحف وحليّ، فضلاً عن مبالغ مالية كبيرة كان يدخرها زوجي، وكل المستندات والأوراق الثبوتية. الآن، لا نملك حتى قطعة ثياب! لقد احترق المنزل بالكامل!".
&laqascii117o;قمة التفاهة"!
كان القاسم المشترك بين أهالي محلة برج أبي حيدر ومنطقة سليم سلام، هو صوت الرصاص والقذائف، على اختلاف جذري تجلى بوقع الصوت والجزع في نفوس قاطني بقعة الاشتباكات، فيما زرع خوف من نوع آخر عند أهالي سليم سلام تجلى بانتقال أو توسع الاشتباكات إلى منطقتهم.
لم تتخيل أميرة بكداش، السيدة الستينية، ان يكون سبب الرصاص الذي سمعوه مع ارتفاع أذان المغرب هو لاشتباكات فعلية. كانت تتحلق حول مائدة الإفطار مع أفراد عائلتها فخاطبتهم قائلة: &laqascii117o;الحمد لله اننا تذكرنا بأن &laqascii117o;السيد" سيتحدث اليوم، واعتقدنا أن ما نسمعه هو صوت ألعاب نارية تطلق للمناسبة، فأكملنا إفطارنا بدون أن نشك بما يجري نصف ساعة، والرصاص يقوى صوته أكثر فأكثر. قذائف صاروخية!".
بعد نصف ساعة، عرفت السيدة وأفراد أسرتها بما كان يجري فعلا عاشوا بعدها لمدة أربع ساعات في خوف كبير، بموازاة خوف الأقرباء الذين راحوا يتصلون بهم من كل حدب وصوب بغية الاطمئنان.
تقول أميرة: &laqascii117o;التافه في الموضوع، انهم اعتبروا الحادث تافها! من يكون التافه في هذه الحالة؟".
تبدو دوريات الجيش اللبناني أقل عدداً هنا، في شارع &laqascii117o;الأوزاعي" الواقع في منطقة كورنيش المزرعة، على الرغم من ضراوة الاشتباكات التي شهدتها المنطقة، وخصوصاً إحراق محلات &laqascii117o;الديوان" المحسوبة على &laqascii117o;المشاريع"، بالإضافة إلى إحراق عدد من السيارات والدراجات النارية.
سعاد، الفتاة المغربية التي تعمل في محل للألبسة مقابل التعاونية، توشك على اتخاذ قرار ارتجالي، يقضي بإقفال المحل والمغادرة، من دون الاستئذان من صاحبة المحل. تقول الفتاة انها خائفة، ويزداد جزعها عندما &laqascii117o;أتذكر كيف مرت علينا، زوجي وأنا، تلك الليلة الشعواء: تخيلنا ان القذائف ستنهمر على رؤوسنا بين الفينة والأخرى".
تضيف سعاد، بحسرة: &laqascii117o;ما أجمل لبنان. أعني كم كان جميلاً. كان يشبه بسويسرا. أما اليوم فإن إشكالاً على أفضلية المرور أدى إلى ما أدى إليه. حرام...".
بالقرب من المحل الذي تعمل فيه سعاد، احترق محل آخر للألبسة، تقول سعاد أنه يعود لـ&laqascii117o;مدام عيتاني"، مشيرة إلى انها، أي المدام، لم تقو على رؤية المشهد في الصباح، فغادرت باكية حزينة. وأمام المحل، كان يقف إبراهبم كسّار محدقاً بمشهد السيارة والدراجات النارية المحترقة.
ولدان. لكسار ولدان اثنان، كان يمكن ان يفقدهما ليلة أمس الأول، عندما اندلعت الاشتباكات في هذا الحي عند الساعة التاسعة مساء، واستمرت حتى الثانية فجراً. فرضية ان يخسر ولديه، هي نفسها التي رافقت تفكير الناس أمس، تزامناً مع استذكارهم لتلك الليلة. ليلة الحرب.
يقول كسار انه رأى بعينيه مشهد المسلحين يترجلون من سيارات رباعية الدفع، موجهين بنادقهم إلى البنايات، فيما القوى الأمنية غائبة عن المكان، لافتاً إلى انه عمد إلى إطفاء أضواء المنزل كلها، وأحكم إقفال باب المنزل ومكث مع أولاده وزوجته في غرفة واحدة.
كان يمكن لتلك الغرفة ان تحترق، تماماً كما احترق منزل الحمبلي، الذي غادره مع عائلته قبل دقائق من تعرضه للقذيفة. كان لهذه العائلة ان تقتل، بسبب إشكال فردي.. تافه.
- 'السفير'
التوازن الأهلي في مسألة المحكمة الدولية
أحمد جابر:
تكبر كرة المحكمة الدولية وتتعاظم، وتتحكم معطياتها بمفاصل المشهد السياسي اللبناني على نحو مطرد، وتتوالد عناصر سياق سياسي جديدة، تضاف إلى العناصر السابقة، التي رسمت السياق وحددت وجهته.
لكن، وعلى سبيل الانسجام مع العادات السياسية اللبنانية، يظل من الأجدى الذهاب إلى العناوين الفعلية للقضايا المثارة، وعدم التوقف أمام ما يختاره أهل السجال الداخلي من شعارات معلنة، لهواجسهم وأهدافهم المضمرة. ما تجدر ملاحظته، في خضم السجال الدائر، هو معطى التوازنات الداخلية، وتبدل مواقع أطرافها ضمن التشكيلة السياسية الحالية، وسعي جميع الأطياف إلى تحسين شروط المشاركة في الحكم، من قبل فريق منها، والحد من الخسائر الإقصائية، من قبل فرقاء آخرين. تحتل المحكمة، كما العدالة، موقعها السياسي الممتاز، بصفتها عنصر استقواء وأرجحية وتفوق في الأخلاق وفي السياسة، ثم بالنظر إلى ما ينتظر القائلون بها منها. ومثل المنادين بكشف الحقيقة، يسعى المشككون &laqascii117o;بحقيقة الحقيقة"، إلى ذات الامتيازات التي يحاول الفريق الآخر الفوز بها. المعادلة، إذن، واضحة: قبول المحكمة مثل رفضها، في المآل الأخير، لجهة تأكيد النفوذ، وتوسيع مساحة التحكم بالتوجهات السياسية الداخلية.
لكن ما يحمل على الريبة والتوجس الشديدين، أن التجاذب حول سير التحقيق، في جريمة اغتيال رفيق الحريري ، بات استقطاباً، وهو ينحو منحى الفرز الحاد، أي أنه ييمّم وجهه صوب الانسداد السياسي الأهلي، الذي لا اسم له في نهاية المطاف، إلا زعزعة السلم الأهلي بعنف، بديلاً من تأرجحه الحالي، في &laqascii117o;سرير المناوشات الطائفية".
تتولى الخطب المتقابلة، تكثيف صعوبة الوصول إلى خيارات بديلة، ويقوم المروجون والمنظّرون بتعميم الصعوبة، بتكليف مدروس من مرجعياتهم الأهلية، وبمبادرات فردية طائشة، في نفس الوقت. الأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، منها التمسك بوجهة أحادية في الاتهام، والامتناع عن السير في مسلك مطلب &laqascii117o;العدالة"، من حيث المبدأ، أي كقاعدة ارتكاز سياسي، ينهض فوقها البنيان &laqascii117o;المسالم الهادئ" كله. ترجمة ذلك، إعلان الجاهزية، من الجميع، للتعاون على كشف الجهة القاتلة، التي أمرت بالاغتيال، وذلك بغض النظر عن الأدوات المنفذة، كذلك التحلي بالوعي المسبق، الذي يرفض أخذ كتلة أهلية كاملة، بجريرة بعض الاختراقات الأداتية فيها. أكثر من ذلك، عدم تحميل حزب بعينه، مسؤولية تصرفات بعض أفراده، خاصة، أن التماهي بلغ حداً عالياً بين الكتلة الأهلية وممثليها السياسيين، وأن الخطاب الذي يقود حركة التكتلات، صار بمثابة تبليغ فقط، تسقط من بين سطوره كل احتمالات النقاش والمراجعة.
تكتمل الصورة، من وجهها الآخر، حين يلاقي &laqascii117o;الادعاء" في الجريمة، حركة رافض التهمة ومستنكرها، من خلال الإعلان الصريح أيضاً عن رفض تعميم المسؤولية الفردية على المستوى الجماعي، الأهلي والسياسي، وعن أخذ موقع الحماية المعنوية والسياسية &laqascii117o;للجماعة"، التي تجهر بأنها مستهدفة في موقعها وفي مصالحها الداخلية. يؤسس ذلك لتركيز مطلب المحكمة الدولية على ركيزتين هامتين: الأولى، حماية مطلب الحقيقة الحقيقية، لأن في ذلك حماية لحياة اللبنانيين جميعاً، ورفع سيف القتل السياسي عن استقامة، أمورهم البينية. والثانية، حماية كل كتلة على حدة، من الاستهداف المخصوص، الذي ينسب إليها، ما تؤكد على التبرؤ منه في كل المناسبات. حصيلة تلك الواقعية، الحفاظ على السلم الأهلي، الذي يوفر الإطار الهادئ، الناظم، لاستكمال نقاش الملفات السياسية الحارة، ولمحاولة إيجاد الحلول، المؤقتة والنسبية، لها. ومن المعلوم أن المؤقت لا يفقد أهميته، خاصة، إذا أمَّن سبل الانفتاح على المعالجات المستقبلية.
تتطلب دعوة التفاهم حول المحكمة الدولية، وليس الالتفاف عليها، أو القفز من فوقها، حكمة سياسية، لا تبدو مفقودة كلياً، في أوساط القيمين على أوضاع المجموعات الأهلية اللبنانية، لكن تطويرها، أي الحكمة، تعترضه صعوبات واقعية كبرى، في طليعتها، بنية المتخاطبين الذاتية، التي قطعت شوطاً هاماً على طريق تقوقعها، فأقامت ضمن أسوار المخاصمة والاختصام. التقوقع الآنف الذكر، تشكله عناصر محلية، على علاقة بكل المسار الداخلي، الذي اجتازه الكيان اللبناني، في محطاته العديدة، وعلى اتصال وثيق بالمحطة الأهم في هذا المسار، محطة انفجار الحرب الأهلية عام 1975. وله، أي التقوقع، حبل سرته المتين، الذي يتغذى من الخارج ويغذيه، بحيث يستحيل النظر في النسق الخارجي معزولاً عن الدواخل، أو التدقيق في هذه الأخيرة، بالانقطاع عن مستنداتها الخارجية. الخلاصة، من هذا الترابط، هو ثقل الخارج، بمعونة الدواخل، في تقرير الصفقات وفي تفصيل التسويات، وفي فرض الأثمان على الوضعية اللبنانية. لقد بات واضحاً أن اللبنانيين يدفعون ثمن الاتفاق وثمن الافتراق، مثلما بات واضحاً، أنهم لا يرفضون &laqascii117o;قصة" علاقتهم بالخارج، ولا يرفضون فكرة، أن قصة العلاقة تلك، كثيراً ما تنزلهم في منازل الأتباع، والأدوات، ولا تعطيهم وضعية الحلفاء والفاعلين الأحرار.
لا بأس من الدعوة إلى توسيع مساحة التسوية، على صعوباتها، ولا بأس من المبادرة في اتجاه &laqascii117o;التوازن" الداخلي، على تعقيداته، ولا بأس أيضاً من محاولة اتخاذ مسافة ضرورية، عن الخارج، على تشابكات هذا الأمر. خلاف ذلك، الذهاب إلى الاستنفار والفرز، وتحديد موعد الجولات الساخنة الأهلية المقبلة، التي ما زال جمر قضاياها مغطى بكل اهتراءات التشكيلة اللبنانية.
- صحيفة 'الحياة'
أي سلاح في بيروت؟
زهير قصيباتي:
إذا كان &laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;جمعية المشاريع" توافقا على أن خلافاً فردياً &laqascii117o;تافهاً" أدى الى الاشتباكات الليلية في بيروت والتي استخدمت فيها قذائف صاروخية، وأوقعت ثلاثة قتلى، ما الذي يمكن اللبنانيين توقعه، إذا انتقلت الى الشارع صراعات كبارهم؟
قد يقال مجدداً إن وراء حال الاحتقان في الشارع، أزمة انقطاع الكهرباء وخطوط التوتر العالي &laqascii117o;الصامت" بين أطراف معنيين بالملفات الكبرى، مثل المحكمة الدولية والقرار الظني والاستراتيجية الدفاعية وكيفية تسليح الجيش واقتلاع العملاء الذين ينخرون في جسد البلد، طولاً وعرضاً... ومعنيين خصوصاً بدرء مشاريع الفتنة التي يجمعون على التحذير منها، ولا أحد يعرف من أين تنطلق شرارتها. وقد يعتبر بعضهم أن اشتباكات الثلثاء التي احتدمت ضراوتها على خلفية سبب &laqascii117o;تافهٍ"، وعلى مدى ثلاث ساعات، إنما تحمل رسالة حول القدرة على توريط &laqascii117o;حزب الله" في نزاعات في زواريب بيروت وأحيائها، لتجديد إشكالية السجال حول وظيفة سلاح المقاومة، بعيداً من خط التماس مع العدو الإسرائيلي، وبعيداً من إشراف الجيش اللبناني.
والحال ان مصادفة ليست حسنة زامنت كلمة الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله مع الاشتباكات التي روّعت المدنيين في منازلهم، وأعادت خلال بضع دقائق شبح الفتنة الى شوارع العاصمة اللبنانية. وبعيداً من تحميل أي طرف مسؤولية انفلات غريزة السلاح مجدداً، وما إذا صدقت المعلومات حول خطف مواطن وابنه من منزلهما في الليلة الظلماء، فواقعة برج أبي حيدر التي لا تشيع تفاؤلاً بصمود مديد لمفاعيل القمم العربية في بيروت، سبقتها تلميحات الى توقع إنعاش خطوط التوتر العالي بعد رمضان. وإذ يؤكد رئيس الوزراء سعد الحريري اقتناعه بوجود إصرار لدى بعضهم على تبديد مفاعيل القمم، بالتالي خشيته من محاولات لنسف التهدئة، يبقى مستغرَباً إصرار بعض الإعلام على رسم سيناريوات التوتير، وتوجيه رسائل سياسية الى أطراف معنية بتعقيدات المرحلة التي سُمّيت سابقاً &laqascii117o;عشية القرار الظني" للمحكمة الدولية. الواضح ان هدف تلك الرسائل هو استدراج مواقفٍ، تحت وطأة القلق على مصير البلد من تداعيات القرار الظني ومن &laqascii117o;احتمالات تسييس" المحكمة، لكن المقلق بعد فشل الاستدراج أن يكون &laqascii117o;التحريك" الأمني هو البديل، مدخلاً لتوريط حكومة سعد الحريري، ووضعها أمام مأزق مواجهات متنقلة.
قد ينطبق ذلك أيضاً على محاولة ما لشطب أولوية تسليح الجيش لتمكينه من رد الخروق الإسرائيلية على الحدود، لأن عودة التوتير الأمني في الداخل ستفرض أولوية إبعاد لبنان واستقراره عن الهاوية. وإذا كان بعض المتابعين رأى في ما حصل في واقعة البرج وكيفية تطويقها، تقدماً لـ &laqascii117o;جمعية المشاريع" على &laqascii117o;الجماعة الإسلامية"، وإقراراً بوجود السلاح في ايدي التنظيمات، فصدامات الشارع ودوي القذائف حوّلت الانتباه عن تأكيد السيد حسن نصرالله استبعاده إسقاط الحكومة، خصوصاً في الشارع. ولئن كانت حاجة &laqascii117o;حزب الله" الى حكومة سعد الحريري مبررة بأنها الخيار الأفضل لمتابعة تداعيات أي قرار ظني يتهم أشخاصاً أو جهات محددة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، طالما ان رئيس الوزراء هو وليّ الدم، تبدو مبكرةً قراءة ما قاله نصرالله بوصفه تعهداً بإبقاء الصراعات والخلافات تحت قبة البرلمان، بلا استثناء.
لا يلغي ذلك حقيقة التزامه ليل الثلثاء تهدئة ليس منها الاشتباك الدموي الذي تلى الخلاف &laqascii117o;التافه" في بيروت. بل إن دعوته الى الإنصات المتبادل بين الأطراف المعنيين بالملفات الكبرى، تكاد أن تتطابق مع دعوة رئيس الحكومة الى الحوار والهدوء، وإعلان طلاق بائن مع الصراخ في الخطابات وعبر وسائل الإعلام. حتى حين حض على طلب السلاح للجيش، اقترح أن تكون البداية من الدول العربية &laqascii117o;ونبقي إيران آخر دولة"، وفي ذلك حرص على عدم استفزاز الطرف الآخر الذي يأخذ على &laqascii117o;حزب الله" ارتباطه بولاية الفقيه، والنهج الإيراني. لكن ما لا يخفيه كثيرون هو تلمس ضابطٍ وحيد لإيقاع التهدئة لدى &laqascii117o;حزب الله"، يتجسد في معيار وحيد لكيفية التعامل مع ملف المحكمة، بصرف النظر عن صدقية نظرية الفصل بين القرار الظني الاتهامي والمحكمة. والخشية، قبلهما، أن تداهم الجميع انفجارات أمنية على خطوط التوتر العالي، ستعتبرها المعارضة سابقاً، مسعى جدياً لإسقاط معادلة &laqascii117o;الجيش والشعب والمقاومة"، وتفسرها 14 آذار بمحاولة لمقايضة المحكمة بالأمن.
على خطوط التوتر وحولها، هل ينكر أحد قدرة الخارج على التسلل؟ ماذا عن دور العملاء، إذا انفجرت خلافات غير &laqascii117o;تافهة"، بداياتها قتلى، وحصادها مزيد من السلاح، بعيداً من الحدود مع العدو؟.
ـ صحيفة 'اللواء'
<برغم أن الحادث وقع بين طرفين يُصنّفان من حيث الخيارات السياسية في خانة واحدة، إلا أن ذلك لا يعفي من طرح أسئلة حول الأبعاد الحقيقية لما جرى لا سيّما وأإنه كاد يُشعل حريقاً في كل أرجاء العاصمة>
عامر مشموشي:
الإشتباكات المفاجئة في برج أبي حيدر بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الأحباش) خطفت الاهتمام، عما عداها من قضايا تشغل الساحة الداخلية منذ فترة، نظراً الى عنفها الميداني وأجواء التوتر والقلق التي أشاعتها&bascii117ll;وبرغم أن الحادث وقع بين طرفين يصنّفان من حيث الخيارات السياسية في خانة واحدة، وبرغم أنهما أكدا أن لا خلفيات سياسية أو مذهبية له، إلا أن ذلك لا يعفي من طرح أسئلة حول الأبعاد الحقيقية لما جرى لا سيّما وأإنه كاد يُشعل حريقاً في كل أرجاء العاصمة&bascii117ll;
وأول الأسئلة التي طُرحت هل أنه (الحادث) بروفة، لما سيأتي بعدها، وهل هو الشرارة الأولى لإشعال الفتنة السنية - الشيعية على خلفية ما قد يصدر في القرار الاتهامي للمدعي العام الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهل هو رداً على الدعوات التي أطلقها ولي الدم الرئيس سعد الحريري الى التهدئة واعتماد الحوار الهادئ بدلاً من الاستفزازات والتحديات ولغة التصعيد والتخوين والمشفوعة في كل مرة بالتأكيد على الالتزام بالحقيقية والعدالة؟
وفي كل حال، بدا واضحاً أن الاحتقان في الشارع، شكّل بصرف النظر عن أي تفسير أُعطي للحادث، بيئة خصبة لاشتعال الفتنة المذهبية التي يدّعي البعض أنهم لا يريدونها ولا يسعون إليها، بل يحذّرون من الوقوع فيها في حال اتهم القرار الظني أفراداً من حزب الله، في ما يستبعد البعض الآخر حصولها لأن الفتنة بحاجة الى فريقين لإشعالها، الأمر غير المتوفر&bascii117ll;
وإذا كانت الاشتباكات بين حزب الله والأحباش توقفت فإن الأجواء المشحونة بقيت تتحكم بالوضع على الأرض، وأن أي حادث فردي كفيل بإشعال النار في كل أحياء العاصمة، وما تمدّد الاشتباكات أول أمس الى عدة أحياء إلا دليل على هذه الأجواء المشحونة، وإنذار الى القيادات السياسية في الطرفين لكي يبادروا فوراً الى تغيير أسلوب التخاطب المتوتر والجلوس الى طاولة واحدة والتحاور في ما بينهم بهدوء وبهدف الوصول الى خطة عمل مشتركة كفيلة بتبريد الأجواء المشحونة، وإبعاد شبح الفتنة المذهبية، وعدم الاكتفاء بمعالجة ما حدث في إطار حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية وعلى خلفية كونه حادث فردي حصل بين طرفين حليفين، من دون الأخذ بعين الاعتبار الحالة التي سادت شوارع بيروت في تلك الساعات الصعبة من الاشتباكات بين عناصرهما والتي كادت أن تؤدي الى انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة لولا مسارعة الجيش ومن ثم قيادتي الحزب والجمعية الى احتواء الموقف ورفع الغطاء عن أي مخلّ بالأمن، وهي على أي حال لم تخفّف من حالة الهلع والخوف الذي انتاب المواطنين الآمنين، ولن تشكل رادعاً يحول دون تجدد ما حصل وعلى نطاق أوسع في أية لحظة، خصوصاً وأن المسلحين الذين استخدموا في معارك أول أمس، مختلف أنواع الأسلحة الفردية والمتوسطة كالآر بي جي وغيرها من الأسلحة الحديثة المتطورة&bascii117ll;
فسواء كان الحدث فردياً لكنه تطوّر الى اشتباك مسلح وعلى نطاق واسع طاول عدة أحياء في العاصمة وتم تطويقه بعد سقوط عدة قتلى وجرحى في ساعات قليلة بعد أن ألحق خسائر وأضرارا فادحة في الممتلكات، وروّع سكان المناطق التي شهدت الاشتباكات، وأيضاً سكان العاصمة الذين لم ينسوا بعد أحداث السابع من أيار 2008، وما زالوا يعيشون لحظاتها العصيبة، أم كان مدبّراً ومخططاً له ليكون الشرارة التي تشعل نار الفتنة المذهبية الذي كثر التلويح والتهديد بها، فقد آن الأوان للتفكير مجدداً كيف يمكن درء هذه الفتنة ومنع تكرار ما حصل أول من أمس، وما يمكن أن يحصل مثله في أي وقت&bascii117ll;
وهذا يقتضي أول ما يقتضي أن تجتمع قيادات الطرفين المعنيين بالفتنة المذهبية حول طاولة حوار واتخاذ كل الاجراءات والخطوات والتدابير التي تؤدي الى وأد الفتنة واجتثاث كل أسبابها ومسبباتها&bascii117ll;
ويأتي في مقدمة هذه الاجراءات وقف كل ما يؤدي الى التشنج والاصطفاف المذهبي بدءاً بالتصريحات الحادة التي تحمل دعوات التحريض والتهديد والتخوين وما شابه ذلك، وصولاً الى اتخاذ قرار جريء وتاريخي بجعل بيروت مدينة منزوعة السلاح وتكليف الجيش اللبناني وكل القوى الأمنية بجمع السلاح على اختلافه من المواطنين وسكان بيروت وتحريم استخدامه تحت طائلة العقوبة القصوى، ولطالما كانت بيروت مدينة منزوعة السلاح مطلباً بيروتياً ولبنانياً ولا سيما بعد أحداث السابع من أيار المشؤومة، حيث ارتفعت أصوات كثيرة تطالب بنزع السلاح واعتبارالعاصمة مدينة مفتوحة خالية من السلاح، وهذا الطلب له مبرراته وأسبابه لأن أي انفجار في العاصمة بيروت التي تحتضن اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب له تداعيات خطيرة على السلم الأهلي، وعلى هذا النسيج اللبناني التعددي&bascii117ll;
غير أن هذا الدعوات لم تلق استجابة من جانب البعض مما ترك العاصمة تعيش على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة في ظل الأجواء السياسية المحمومة وفي ظل تمادي البعض في استخدام لغة التحريض والاستقواء والتهديد في خطابه السياسي منذ ما بعد السابع من أيار عام 2008، وما زال يمارس هذا الأسلوب حتى أيامنا هذه&bascii117ll;
فلماذا لا يكون ما حدث أول من أمس حافزاَ للجميع، لكي يلتقوا على اتخاذ هذا القرار، وينقذوا العاصمة من شرور ما هو آتٍ، لأن الآتي سيكون أعظم، إذا بقي أصبع كل فريق على الزناد بانتظار الوقت الذي يناسبه للضغط عليه، إذا كان الأمر خرج من أيديهم وأصبحوا هم لعبة في يد الآخرين يستخدمونها على الساحة اللبنانية أداة ضغط أو مساومة أو لتحسين شروط&bascii117ll;
- 'اللواء'
حرائق الشوارع والعودة للدولة
رضوان السيد:
على وقع الحرائق التي أشعلها المحتجّون على انقطاع الكهرباء في بيروت وأنحاء أخرى من لبنان، عاد السياسيون أو بعضهم للتقاذف بتُهم الإهمال أوا لتجاهل أو التآمر والتعمُّد&bascii117ll; وكان هناك من ذهب الى أن المقصود بالاحتجاجات الحارقة والمحروقة، الدفع باتجاه إسقاط الحكومة&bascii117ll; وقال وزير الطاقة إنه يملك خطة لحلّ المشكلة تحتاج الى أربع سنوات، بيد أن سوء الوضع الحالي وتردّيه لا يعود للقصور في موارد الكهرباء وإنتاجها وحسب، بل وإلى التعديات الكثيرة على الخطوط، وعدم دفع الفواتير&bascii117ll; وما مضى يومان على تصريحاته هذه حتى ذهب الى كسروان وأعلن من هناك عن الحاجة الملحاحة للسدود لأن مشكلة المياه أخطر من مشكلة الكهرباء!
ليس من الضروري أن تكون التحركات الاحتجاجية مخطّطاً لها&bascii117ll; لكننا تعوّدنا منذ عدة عقود في هذا البلد أن لا يجري أي شيء إلا تحت سقف معيّن&bascii117ll; إنما الوضع سيّئ بالفعل في مجال الكهرباء ومجال المياه وعدة مجالات في البنية التحتية، فضلاً عن التعرقل في أعمال الدولة ومؤسساتها الدستورية&bascii117ll; ومن حق المواطنين بتخطيط وبدون تخطيط أن يسألوا عن المرافق والمصالح الأساسية التي تقوم عليها حياتهم&bascii117ll;
وقد تلقّى المواطنون إجابات متنوعة ما كانت شافية، وممّا له دلالته أن تكون الإجابتان الأكثر صراحة واستقامة قد جاءتا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة&bascii117ll; أمّا رئيس الجمهورية فقد قال: <إننا نحتاج الى فترة هدوء طويلة لكي تستطيع المؤسسات الدستورية ممارسة عملها، ومن ضمن ذلك: إقرار الموازنة، والقيام بالتعيينات الإدارية>&bascii117ll; وبدا رئيس الحكومة نافد الصبر عندما قال: <لا بد من إقرار الموازنة في مجلس النواب لكي نستطيع الانصراف لمعالجة مشكلات الكهرباء والأمور المعيشية الأخرى>&bascii117ll;
إن الطريف أن الموازنة انقضى عليها في مجلس النواب حوالى الشهرين، واستغرق إعدادها وتعديلها وإقرارها في مجلس الوزراء زُهاء الأربعة أشهر&bascii117ll; وهذا في ظلّ حكومة وحدة وطنية، فكيف لو كانت الحكومة القائمة حكومة <إنقسام وطني>؟! ممّا لا شكّ فيه أن الانقسام لا يمكن أن يُنتج أسوأ من ذلك&bascii117ll; فقد انقضى علينا شهران تقريباً ونحن غارقون في محاولات حزب الله لاستهداف المحكمة ذات الطابع الدولي، وغارقون في مثلّث <الجيش والشعب والمقاومة> الذي ما بدا من وظائفه الكثيرة حتى الآن غير إثنتين هما: الثناء على ما يقوله الأمين العام للحزب، والمنع من التفكير في كيفية الدفاع عن لبنان خارج <مقاومة> حزب الله&bascii117ll;
إنما للمرّة الواحدة بعد الألف، يُدرك الناس في السنوات الأخيرة أنهم بحاجة للدولة، ومن أجل الأمن والأمان، ومن أجل صون المرافق الأساسية، ومن أجل تسهيل معايشهم، ثم من أجل صون السمعة والقدرة على التصرف والسعي في هذا العالم الظهور كدولة محترمة&bascii117ll; بيد أن اللبنانيين ما تمكّنوا منذ عدة عقود من الاعتماد على دولتهم في هذه الأمور <التافهة> (!) لأن اهتمام الكبار والميليشيات انصبّت على الأمور الكبرى والاستراتيجية&bascii117ll; ووحدها الفترة القصيرة التي كان فيها الشهيد رفيق الحريري رئيساً للحكومة، جرى الاهتمام بإعمار البلاد وخدمة العباد، وقد تمّ ذلك بأثمان باهظة من الأعصاب ومن السيادة ومن الأمن ومن الحياة الوطنية السويّة&bascii117ll;
إننا لا نطمع ولا نطمح هنا الى أن يستغني عظماء البلاد عن <القضايا الكبرى> التي ليس منها بالطبع الكهرباء والماء والغذاء والدواء والتعليم، لكننا - ومعنا بعض الذين كانوا يحرقون الدواليب على الطرقات - نطمع أن يخصصوا 20% من وقتهم بعد هموم التحرير والتقرير، للعناية بالكهرباء والماء، وليس المطلوب منهم كثيراً وإنما فقط تناسي العرقلات والصفقات لأيام حتى تمرّ الموازنة من أجل المرافق الحيوية&bascii117ll; أمّا التعيينات والأمور الأخرى فأنا على ثقة أنكم مهتمون بها لأن كلاً منكم عنده من يريد توظيفه&bascii117ll;
إن ما جرى بالأمس بين فريقين مسلحين في برج أبي حيدر ثم في مناطق أخرى، هو أيضاً من جنس ما نتحدث عنه: هشاشة السلم، وتكاثر السلاح، وعدم الاحساس بالمسؤولية في إطلاق النار، وربط كل شيء بمصالح فئوية وحزبية&bascii117ll; كل هذه الأمور تعني أنه لا غنى عن الدولة في الأمن كما في عيش المواطنين&bascii117ll;
وهذا الكلام قيل مثله مئات المرات منذ أربعين عاماً&bascii117ll; فمتى نصل الى مستقر&bascii117ll; لا بد من نهاية لهذا الانحلال&bascii117ll; لا بد من حدٍّ أدنى من الدولة&bascii117ll;
ـ صحيفة 'الديار'
ماذا يريد لبنان من الشيعة؟
نزار عبد القادر:
قرأت امس في صفحة &laqascii117o;قضايا النهار" مقالاً بعنوان &laqascii117o;ماذا يريد الشيعة من دولتهم؟" للدكتور والاستاذ الجامعي طلال عتريسي، الذي ارتبط معه بعلاقة صداقة وود منذ عدة سنوات، فاجأني صراحة المقال وخصوصا الحديث عن سياسة التهميش التي اعتمدها الموارنة والسنة بحق الطائفة الشيعية منذ الاستقلال، حيث &laqascii117o;لم يحظ الشيعة على مستوى الدور والمستقبل بأي اهتمام جدي لا عند نشوء الكيان ولا بعد الاستقلال".
قبل الشروع في تشريح وتحليل المفاهيم والافكار التي اوردها الكاتب في توصيفه لما لحق بالشيعة من غبن وظلم وحرمان يهمني ان الفت نظر صديقي وايضاً نظر القراء بأنني لا أنطلق في ردي على المقال من موقع مذهبي، بل أجد نفسي مدفوعاً الى ذلك من منطلقات علمانية صرفة، شكلت دائما الأساس في كل مقارباتي للشؤون الوطنية، وللعلاقات بين الشرائح الاجتماعية ولعلاقات المواطنين بالدولة.
ويهمني ايضاً ان أنوّه بالموقف التاريخي لرئيس جنود افريقيا الاسبق نيلسون منديلاّ والذي عبّر فيه عن قدرته الخارقة للتعالي فوق كل المآسي والجراح التي تسبّبت بها سياسة التفريق العنصري التي اعتمدتها الاقلية البيضاء ضد شعبه وضده شخصياً خلال عقود طويلة. طلب الرئيس مانيدلا عام 1995 من فريق &laqascii117o;الروكبي" المعروف باسم &laqascii117o;سبرينغ بوكس" ان يربح بطولة العالم لصالح جنوب افريقيا، وكان جميع اللاعبين في الفريق من الاقلية البيضاء، معتبراً ان ذلك يشكل خطوة اساسية على طريق شفاء البلاد من آثار الانقسامات التي ولدتها سياسة التمييز العنصري. كان فريق &laqascii117o;الروكبي" يمثل في نظر السكان الافارقة رمزاً لهيمنة الاقلية البيضاء، وقد حاول المشرفون على الرياضة بعد صعود مانديلا الى الرئاسة تغيير اسم وشعارات فريق &laqascii117o;سبرينغ بوكس" ولكن مانديلا قد حال دون ذلك انطلاقاً من قناعته بأنه لا يجوز تغيير كل ما انجزته الاقلية البيضاء، لان ذلك يعبّر عن &laqascii117o;فكر أناني وانحراف وطني، وان اعتماد مثل هذه السلوكية لا يخدم الامة". واضاف مانديلا في معرض كلامه عن الاقلية البيضاء &laqascii117o;ان علينا ان نفاجئهم بالعفة وكرم الاخلاق".
في اعتقادي، يمثل هذا الموقف الذي عبّر عنه مانديلا درساً لجميع اللبنانيين، ولقياداتهم للارتقاء فوق مشاعر الفرقة والانقسام، ولتجاوز كل مشاعر الغبن والتهميش التي تحدث عنها الدكتور عتريسي في مقاله حول حقوق الشيعة على الدولة وعلى بقية المذاهب، كنت انتظر من المقال ان يحمل لي &laqascii117o;مفاجأة" دعوة الطائفة الشيعية الكريمة للتعالي على سياسة الغبن &laqascii117o;التاريخي" من خلال اعطاء المثل الصالح للمذاهب الاخرى للانخراط في عملية بناء الدولة القادرة والعادلة، بدل الذهاب بعيداً في التحاقهم &laqascii117o;بما تسميه اليوم محور الممانعة او محور المقاومة او المحور السوري - الايراني، وبغض النظر عن التفسير الايديولوجي - الكربلائي لهذا الخيار الشيعي الثوري"، ويحاول الدكتور عتريسي ان يربط هذا الالتحاق، والاحجام عن المشاركة القويّة في بناء الدولة مع الطوائف الاخرى بالتساؤل &laqascii117o;المحق الذي يمكن ان يطرحه الشيعة" حول تأييد الطوائف الاخرى للمحاور المقابلة كمحور &laqascii117o;الاعتدال العربي". لا يمكن من خلال اعتماد مثل هذا المنطق القائم على رد الفعل &laqascii117o;العشوائي" في التعاطي مع المصلحة الوطنية العليا والمتمثلة ببناء الدولة على يد القوى الشيعية الاساسية التي حققت &laqascii117o;اسطورة" تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي. ينتظر اللبنانيون من القوى الشيعية السياسية وعلى رأسها حزب الله مثل تلك &laqascii117o;المفاجأة" التي دعا اليها نيلسون مانديلا شعبه كخطوة اساسية لاستثمار انجازات المقاومة في التحرير وحماية الجنوب.
تخيّم على المقال اجواء من الشك والريبة والألم حول علاقة الشيعة بالموازنة والسنة، وذلك انطلاقاً من الواقع السياسي والذي منع حصول معادلة متوازنة بين الطوائف. ومن اللافت ربط التطور الذي حصل في صفوف الطائفة الشيعية بعوامل خارجية مثل انتصار الثورة الاسلامية في ايران التي شكلت &laqascii117o;لاول مرة في التاريخ الحديث دولة مرجعية للشيعة" بالاضافة الى ظهور المقاومة المسلحة الجهادية التي خاضها الشيعة منذ 1982 والتي &laqascii117o;توجت بالظفر ضد الاحتلال". وهنا لا بد من لفت نظر الدكتور عتريسي بأن هناك افتئات على مساهمة الدولة اللبنانية مع بداية عهد الرئيس فؤاد شهاب في تطوير الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ونشر التعليم الرسمي في المناطق ذات الاكثرية الشيعية في الجنوب والبقاع. وكانت لسياسة التوظيف التي اعتمدت في القطاع العام 6 و6 مكرر الاثر الفاعل في عملية انصاف الشيعة وحصولهم على المواقع والنسب الوظيفية العادلة.
هذه الحقائق التاريخية لمسار الدولة وسياستها تجاه الجنوب والبقاع تدحض قول الكاتب حول &laqascii117o;ثلاثية التهميش"، او &laqascii117o;مثلث التجاهل" حيث &laqascii117o;لا دور فعلي في تركيبة النظام الطائفية ولا حصة موازية لحصص الطوائف الاخرى في ادارات الدولة". اما عن التهميش التنموي