قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 28/8/2010

- صحيفة 'السفير'
نقاش هادئ لبيروت المنزوعة السلاح
واصف عواضة:

لم يكن ينقص &laqascii117o;حزب الله" للانقضاض عليه في هذه المرحلة المحمومة, الا حادثة برج ابي حيدر التي راح ضحيتها ثلاثة شبان بينهم مسؤول الحزب في المنطقة. لقد بدت قيادته كـ"بالع الموسى" امام ما حصل من خسائر ودم ودمار وترويع للناس, خصوصا وان الاشتباك جرى مع فصيل حليف من مذهب مختلف, وسط أمواج الحساسيات التي تجتاح المنطقة بين قطبي الطائفة الاسلامية.
وبعيدا عن التحقيق الذي تولاه الجيش, وايا تكن النتائج التي سيفضي اليها, ومهما كانت هوية &laqascii117o;الطابور الخامس الذي دخل على الخط", فان &laqascii117o;حزب الله" اصيب بجرح بليغ, لن تنفع المسكنات في علاجه, بل يفترض اتخاذ مبادرة في حجم هذا الجرح الذي قد يتفاقم ويتسع على ضجيج التحريض والاستغلال السياسي الذي يصوب نحو هدف واحد هو المقاومة وسلاحها.

ولا شك ان قيادة الحزب على أعلى المستويات ناقشت وتناقش الخيارات المطروحة, ولا بد ان تتوصل الى القرار المناسب. لكن الخيارات المتاحة أمامها لا تبدو وردية, بل فيها ما فيها من الحذر والسواد والآفاق المقلقة, وهي تتمحور حول القرار الذي يحفظ الاستقرار ويحمي المقاومة وأهلها معا.
وليس سرا ان الشريحة المحسوبة على &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" في بيروت باتت قلقة بقدر ما تبدو للآخرين مقلقة. ويعرف الكثيرون جيدا مقدار الجهد الذي بذل ليلة الحادث لضبط الوضع والحؤول دون تفاقمه. وما يدور في بعض الزوايا الشعبية انطلاقا من ردود الفعل التي صدرت, ينبئ بنوع من الامتعاض. ولعل أخطر التوقعات ان تتحول هذه الشريحة من القلق الى الخوف انطلاقا من الاحساس بالعزلة, حيث يجري التعامل معها مع كل مفترق على اساس انها غريبة عن بيروت وأهلها. لكن هذا في الوقت نفسه لا يبرر مطلقا اي تصرف ينم عن اي خروج على قواعد الاستقرار والعيش المشترك.

من هذا المنطلق يبدو شعار &laqascii117o;بيروت منزوعة السلاح" مشروعا ومنطقيا وبراقا بالنسبة الى اهلها والمقيمين فيها, لكنه بالنسبة لـ"حزب الله" يحمل الكثير من الهواجس الأمنية قبل الهواجس السياسية, وما يستدعي ذلك من مستتبعات في المستقبل. صحيح ان المقاومة بحد ذاتها لا مبرر لوجودها في شوارع بيروت وأزقتها كما يطرح اصحاب النيات الطيبة والسيئة على السواء, ولكن من يستطيع ان يفصل بين الحزب والمقاومة؟ وما هي الضمانات الأمنية التي تحمي قيادات الحزب وكوادره في مدينة تضج بأجهزة المخابرات المعادية, وفي طليعتها &laqascii117o;الموساد" الاسرائيلي الذي تتوالى فصول اكتشاف عملائه في لبنان بشكل مخجل؟ وهل تضمن القوى الشرعية اللبنانية الأمن في بيروت بما يطمئن الجميع الى حياتهم في ظل هذا الواقع, الا اذا كان المطلوب خروج الحزب من بيروت؟
ان البحث والنقاش في &laqascii117o;بيروت منزوعة السلاح" يستدعيان الوقوف امام هذه الاسئلة وايجاد الضمانات للناس, جميع الناس, مسؤولين وسياسيين وقيادات واحزابا. فإذا كانت هذه الضمانات متوفرة, فلن يضير &laqascii117o;حزب الله" ولا غيره ساعتئذ, نزع السكاكين والعصي وليس السلاح فقط من ايدي عناصره وكوادره ومناصريه, وعندها فقط يمكن تحقيق الحلم التاريخي القديم الجديد بتحويل بيروت الى &laqascii117o;واحة أمنية" محايدة ومنزوعة السلاح وسط غابات الاسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها. وليس المهم ساعتئذ ان يقتنع اللبنانيون بهذه الفكرة, بل الأهم من ذلك ان تقتنع اسرائيل التي سبق واخترقت حرمة المدينة مرات ومرات واغتالت شخصيات وازنة جهارا وعلى رؤوس الاشهاد.
الخلاصة ان المسألة معقدة, والجميع يعرفون ذلك, حتى الذين يعزفون على اوتار هذه المسألة لغايات ومآرب أخرى, لكن لا شيء يمنع البحث الجدي في هذا الموضوع, والله ولي التوفيق.


ـ 'السفير'
ما قبل برج أبي حيدر وما بعده
سمير صباغ:

يعد اشتباك برج ابي حيدر &laqascii117o;زائرا ثقيلا" على الساحة السياسية في بيروت في ليلة رمضانية مباركة وسط غموض لايزال يكتنف اسبابه. الطرفان سارعا الى عقد اكثر من لقاء في اقل من 24 ساعة، مؤكدين السعي الى تخطي ما جرى مع تأكيد متانة العلاقة التي تربطهما باعتبار انهما في خندق واحد في مواجهة واحدة ضد اعدائهما: اسرائيل وحلفائها الدوليين والاقليميين والداخليين خاصة انهما تعرضا كلاهما لظلم واضح من خصم واحد طيلة السنوات الخمس الماضية . فالجمعية لا تنفك تعلن في كل مناسبة وفي كل عملية تثقيف لكوادرها واعضائها انها تقف في خندق واحد مع المقاومة في لبنان، وكذلك فإن &laqascii117o;حزب الله" يسعى يوميا لتحصين الصف الوطني، ويسعى لتعميم ثقافة المقاومة والتعاون مع قوى سياسية بيروتية معارضة ومهمشة نتيجة تعقيدات النظام الطائفي اللبناني. باختصار يكفي هذا الحزب فخرا أنه يدافع عن لبنان كل لبنان امام الاخطار الصهيونية ويقدم الشهداء والضحايا لذلك.
إذاً، النيات سليمة وصافية لتتخطى ما جرى في تلك الليلة الصعبة وسط غموض أسبابه، التي لن يكشفها إلا تحقيق شامل شفاف ودقيق يقوم به الجيش الذي اسندت اليه مهمة التحقيق، وبغير ذلك لا يمكن الوصول الى نتائج حقيقية لمعرفة الاسباب. حسنا فعلت الحكومة بقولها إن القوى الأمنية ستكون حازمة مع السلاح اذا ما تكررت الاحداث وهددت الاستقرار الامني. إن هذا الموقف جميل جداً ليكون حقيقياً.

ولكن ما ان هدأت الاشتباكات التي قال الطرفان أن لا &laqascii117o;خلفية حزبية أو مذهبية لها"٬ حتى اندلعت حرب من نوع اخر: حرب التحريض وتخيل السيناريوهات والتحليلات التي هي اقوى من الاشتباكات واشد مفعولاً.
فقد سرت أمس، وبعد ليل الاشتباكات شائعات متعددة مغرضة، تتكلم عن حشود لشباب المناطق البيروتية للتدخل في حال تطورت الامور: طريق الجديدة، رأس النبع، مار الياس، خندق الغميق، البسطة، النويري. وخرج أصحاب المخيلات الواسعة بتصوراتهم وتحليلاتهم التي تقول ان الاشتباك هو انعكاس لخلاف سوري ايراني، ... وآخر يرى أن &laqascii117o;الأحباش" هم جماعة سوريا وهي تقف وراءهم كي يتحولوا الى مركز استقطاب لمن يريد الدفاع عن السنة...، وان سوريا فعلت ذلك لكي تسحب البساط من تحت &laqascii117o;تيار المستقبل". مخيلات خصبة يعتقد اصحابها انهم جهابذة في التحليل وانهم يحللون بشكل صحيح! وما يزيد في خصوبة هذه المخيلات هو ادعاء سياسيين محترفين الغيرة على أهل العاصمة، وهم لم يعرفوهم يوما من فرسان الدفاع عنهم في وجه اعتداءات اسرائيل وحلفائها من اللبنانيين. وكذلك وجد هؤلاء في هذه الاشتباكات مجالا للتعبير عما يجول في خاطرهم وصدورهم، وعما يطلب منهم بدءا من التذكير بـ7 ايار وتداعياتها، إلى اعتبار سلاح المقاومة موجهاً إلى الداخل وليس للدفاع عن لبنان، مرورا بالمطالبة الساذجة وغير الواقعية بجعل بيروت مدينة منزوعة السلاح، لأنها تتجاهل عن قصد تعقيدات الصراع العربي الصهيوني، الى الكلام المسموم لكتلة المستقبل والتصريحات الخبيثة المطالبة باعتقال المسلحين لتصب الزيت على النار. هذا التحريض اليومي يطلقه أصحاب العقول المخبولة ليزيد الأمور تعقيدا وليصب في خطة قوى 14 آذار التي باتت واضحة، وهي كسب الوقت عبر اشاعة كلمة سر ظاهرية أو شكلية عنوانها التهدئة، وهي تعتمد سياسة اعلامية تظهر رغبتها في التوافق مع الفريق الاخر مع عدم القيام الا بخطوات بطيئة على هذا الصعيد. إن هذا التصور وهذا التحليل يأتيان في وقت يكون فيه الوضع في لبنان قد لامس الشهر على القمة الثلاثية في بعبدا من دون نتيجة تذكر، بل بالعكس تبين بشكل اكثر وضوحا ان امر التهدئة اصبح مهددا، وان دورة عنف واضطرابات باتت قريبة خاصة، ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ورئيس جمهورية فرنسا اوضحا ان امر القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو بيد الاميركيين الذين لا يخفون رغبتهم في اندلاع فتنة مذهبية في لبنان والمنطقة . قبل برج ابي حيدر كان المطلب الدائم هو محاصرة سلاح المقاومة٬ وبعد برج ابي حيدر عاد المطلب نفسه بشكل متحايل مدخله امن العاصمة .

في هذا المشهد السياسي والجو المفعم بالاستعداد لشحذ سلاح المواجهة جاء من يركن سيارة في مواجهة مسجد او بالقرب منه لتندلع شرارة كان يمكن معالجتها بسرعة وحكمة، إلا ان تطورها السريع بشكل دراماتيكي أدى إلى انتقال الاشتباكات من برج ابي حيدر الى غيرها من المناطق وحصل ما حصل .
إن معالجة هذه الاحداث بشكل مختلف عن المعالجات السابقة للاشتباكات المختلفة التي عرفها ومجها اللبنانيون مطلوبة اليوم، وتتطلب مشاركة الطرفين المعنيين والاجهزة الأمنية. والمطلوب من الفريقين المعنيين إجراء مراجعة جريئة تحذر كوادرها وعناصرها من مغبة انتقال الاشتباكات الى مناطق متعددة، والى عدم استهداف المؤسسات الدينية والتجارية والبيوت لان ذلك يشكل مدخلا جديا الى الفتنة .
إن ما تقدم هو مناسبة لمكاشفة هذين الطرفين المعنيين مكاشفة ملتزمة نهج المقاومة وحريصة على مصلحتهما ومصلحة الصف الوطني وتحصينه لمواجهة عدو لبنان والأمة، إسرائيل .
أولا ـ إن ما جرى يشرع الابواب أمام اكبر عملية استغلال لا يستفيد منها إلا العدو الاسرائيلي واعوانه المتربصون بلبنان وموقفه الوطني من الصراع العربي الإسرائيلي.

ثانيا ـ إن بيروت بسكانها وبأبنائها ما عادت تحتمل أوزار اشتباكات مماثلة، تقضي خلالها ليالي رعب لأسباب غير مفهومة، خاصة أنها ترى فيها اضعافا للجبهة الداخلية امام العدو المتربص بنا جميعا.
ثالثا – إن الحزب هو القوة الاكثر تنظيما. ولأنه الحزب الأكثر عرضة للاستهداف السياسي والامني نتيجة قيامه بممارسة التزامه خيار المقاومة ، لذلك فهو المعني بالدرجة الاولى بعدم الانجرار الى مستنقع الاشتباكات العبثية، وهو معني بالدرجة الاولى ايضا بلملمة اثارها وعودة الامور الى طبيعتها بين ابناء الصف الواحد، علما بأن الجميع يدرك ان خسارته لمسؤول بارز فيه كانت موجعة، وان من كان يعمل تحت امرته صدم بمقتله المفاجئ وبفقدان مرجعيته المباشرة فلجأ إلى رد فعل تلقائي احتاجت السيطرة عليه الى بعض الوقت .
رابعا ـ ان الجمعية باعتبارها قوة متقدمة من قوى العمل الوطني المقاوم وصاحبة النفوذ الواسع فى بيروت ولبنان مطالبة بدورها بالتعميم على عناصرها وأنصارها ومحبيها بضرورة نسيان هذه الاحداث المريرة واعتبار أن ما جرى لن يكون له أي ذيول، خصوصا ان أبطال التحريض سوف يعملون على محاولات استقطابها بكل الوسائل بغية شق الصف الوطنى المقاوم. ولا نخال الجمعية الا رافضة ذلك بكل إباء وشمم


ـ 'الأخبار'
المسيحيّون في برج بابل الحيدريّ
جان عزيز:

على الورق كما على الأرض، لا علاقة للمسيحيين ـــــ وفق التصنيف القائم في الاجتماع السياسي اللبناني ـــــ بما حصل في منطقة برج أبي حيدر. أمّا في حساب القلق والمصير، فلهم في الحادثة حصة كبيرة، لا بل تأثير حاسم. فالمزاج المسيحي العام مصاب منذ ما قبل اشتباكات ليل الثلاثاء الماضي، بنوع من الشعور الجماعي المزيج، بين الحرج والارتباك والضياع والصدمة والذهول، وصولاً طبعاً إلى جنوحات الشماتة وأوهام الإفادة. غير أنّ في الاتجاه الرئيسي والمنطق المركزي لهذا المزاج، ما يكفي من الأسئلة الكبيرة والمقلقة. وما يتراكم على هذا المنطق من أثقال ظل بلا تفسير، لا يمكن تركه بلا مقاربات معالجات.
ففي الشارع المسيحي مثلاً، ارتباك حائر بشأن خبر من نوع اعتقال إمام مسجد شيعي على الحدود اللبنانية السورية. تكثر حول الخبر الأساطير، وتنسج التحليلات والتهويلات. ويتكفل الفايسبوك، أخطر وسائل الإرهاب الإعلامي المسطّح، بالتكبير والتضخيم والتثمير... لكن الحقيقة المجردة تظل أنه ما من صوت رسمي أوضح الخبر، أو أزاح الشائعة وأبقى الواقعة. ما من مسؤول صرّح لا من هذه الحدود ولا من تلك، بما يزيل الشكوك ويئد الاستخدام.

هكذا تتولد في المخيّلة المسيحية صور من زمن حسبوه بائداً، ولا من يجزم لهم من المعنيين، بأنه كذلك...
وفي الشارع المسيحي أيضاً، أكثر من صدى قلق متسائل بشأن المغزى من التهديد العلني الصريح بعودة الجيش السوري إلى لبنان، وخصوصاً أنّ الصوت الحامل لهذا الكلام، اكتسب صدقية ملحوظة في الواقع المسيحي طيلة الأعوام الماضية، فضلاً عن حيازته صورة المتنفّس لبعض ما لم يكن هؤلاء يقدرون على قوله. طبعاً لوئام وهاب ـــــ المعنيّ الأول بالإشكالية ـــــ تفسير آخر، وهدف مخالف تماماً. فهو يُسمع عن قصد وعمد، جهة محدّدة هناك، غير أن جهة أخرى هنا، تسمع كلامه أيضاً. حتى يبدو له الوضع كمن يعالج بالأشعة، يصوّبها نحو خلية محددة، غير أن حدة الوسيلة العلاجية تصيب عفواً وسهواً خلايا أخرى...
وفي الشارع المسيحي أيضاً وأيضاً، إحساس دفين عميق وملتبس، حيال ما حصل في منطقة برج أي حيدر. قبل الإشكال وأثناءه وبعده. ولا يعدم هذا الشارع من الأصوات المستغلّة والمستخدمة. على طريقة السلاح الميليشياوي، ومشروع الهيمنة الإكراهية، وعلى طريقة تحويل لبنان ساحة صراع إضافي بين دمشق وطهران، وعلى طريقة &laqascii117o;الصيف والشتاء تحت سقف واحد"، و&laqascii117o;الكيل بمكيالين".
والمقارنة بين عيون أرغش وبرج أبي حيدر، على طريقة نبش الصور المسيحية السوداء، من &laqascii117o;توحيد البندقية"، إلى &laqascii117o;الدويلة لا الدولة". إلى &laqascii117o;هيمنة الحزب على الوطن"، إلى كل ما خبره المسيحيون في تجاربهم الخاصة فرفضوه ولفظوه، فكيف إذا صوّر لهم تكرار تجاربه لدى الآخرين...
غير أن صورة أخرى، بعيداً عن أصوات الاستثمار والاستغلال، تبدو أكثر قابلية للانطباع في الذهن المسيحي: إنها صورة &laqascii117o;الأمن بالتراضي"، أو صورة الجيش ـــــ الصليب الأحمر، تلك التي استعادتها المخيّلة المسيحية من الاجتماع الثلاثي، والتي تعيد إلى هذه الذاكرة صور ما أعقب 13 نيسان، صور يسمها الوجدان المسيحي بدمغة &laqascii117o;مجلس عزاء على روح الدولة"...
لا شك في أن في كل تلك الانطباعات بعضاً من المبالغة، وشيئاً من التضخيم الملازم للحس الشيعي العام. فكيف إذا خالطته مغالاة مقصودة. لكن المشهد العام في المقلب الآخر، لا يبدو مساعداً على الاحتواء والاستيعاب، ففي &laqascii117o;الشوارع" الأخرى، تتوزّع ردود الفعل حيال هذا الواقع المسيحي الانطباعي، على ثلاث حركات:
حركة أولى مغتبطة، فرحة بصمت وخبث، مراهنة على تنامي تلك التساؤلات المسيحية كما على تغذيتها بكل وسائل الاتصال والتواصل الكامنة، من أجل قلب الموازين وتغيير المعادلات. وذلك من ضمن الاستراتيجية الانتظارية المعروفة، والممتدة من لاهاي إلى بيروت بكل ضواحيها.
حركة ثانية معاكسة، تحاول فهم ما يعتمل في هذا الشارع. تسأل بضعة أسئلة واستيضاحات قبل أن تركن إلى موقف مطمئن: تظل ظاهرة ميشال عون في الوسط المسيحي، قادرة على معالجة تلك الصورة برمّتها، وعلى ترميم ما يجب ترميمه.
وبين الاثنتين، تظل حركة ثالثة، تستغرب كل هذا الكلام، وتجهل مراميه وأبعاده، حتى يبدو لها أقرب إلى لغة ميتة، أو كرشونية مستحدثة بحرف غير مقروء. وهي حركة تستبطن استهجاناً مكتوماً: وهل لا يزال للمسيحيين دور أو تأثير في المعادلات الجديدة؟ ألم يدركوا ويقتنعوا بعدُ بأنّ الزمن قد تبدّل؟ مشهدية برج أبي حيدر، قد تكون في لحظتها أقرب إلى برج بابل. ولأنها كذلك، محاذير الخراب تظل قائمة فيها وتقتضي المعالجة


ـ 'السفير'
&laqascii117o;الطرف الثالث" في برج أبي حيدر
سامي كليب:

يمكن لما حصل قبل أيام في برج أبي حيدر أن يتكرر وربما بعنف أكبر لان بيروت كانت وستبقى ساحة مفتوحة لتصفية حسابات كثيرة، ولأن اللبنانيين جاهزون في كل مرة للغرق في لعبة الأمم لأسباب لا يتقن سرها الغريب سواهم . ووسط تأكيد المعنيين باشتباك برج أبي حيدر على الطابع الفردي من جهة، والشكوك في أن يكون طرف ثالث دخل على الخط من جهة ثانية، فان التاريخ اللبناني القديم والحديث يرسخ القناعة بأن كل الحروب التي ألمت بلبنان بدأت على نحو فردي منذ معركة عين دارة الشهيرة بين الدروز والموارنة الى يومنا هذا. ولذلك من المفيد دائما إلقاء نظرة على الأوضاع المحيطة بلبنان لأن فيها يكمن دائما الجزء الأساس من عوامل التوتير والتصعيد والاقتتال وتصفية الحسابات.

ففي فلسطين، تحمل المفاوضات المباشرة العتيدة بين سلطة محمود عباس وحكومة بنيامين نتنياهو نذر تفجيرها قبل بدايتها، ويطل وزيرا الخارجية افيغدور ليبرمان والداخلية ايلي يشاي بتصريحات تنعي رسميا المفاوضات قبل الشروع فيها. فالأول يحذر الفلسطينيين قائلا انه &laqascii117o;في نهاية المطاف من يأتي بنهج إما كل شيء أو لا شيء فسيبقى مع لا شيء". والثاني يقول &laqascii117o;انه لا فرصة للسلام وانه لا بد من العودة الى التخطيط وبناء المستوطنات".. وذلك بعدما كان عباس ومعه &laqascii117o;معتدلو" الانظمة العربية خفّضوا سقف التفاوض الى حد مجرد وعد اسرائيلي بتجميد الاستيطان.

وفي العراق بدأت المذابح المودعة للجيش الاميركي بسقوط أكثر من 300 قتيل، وسط تأكيد غريب من البيت الأبيض بان مهمة الجيش الاميركي في العراق &laqascii117o;تكللت بالنجاح وان العراقيين قادرون على ضمان امنهم بأنفسهم". ليس معروفا ما هو المقصود بإكليل النجاح، اذا كان الجيش الاميركي يخرج وسط هذه الدماء وفي ظل مذبحة سياسية مستمرة &laqascii117o;يكللها" العجز عن تشكيل حكومة عراقية بعد نصف عام على الانتخابات التشريعية. والجدير ذكره ان الولاية الرسمية للحكومة السابقة انتهت في الأول من أمس الخميس.

والملاحظة الثانية في الشأن العراقي قول السفير الاميركي الجديد في بغداد جيمس جيفري ان &laqascii117o;ايران مسؤولة عن ربع قتلانا في العراق". ولو كان الأمر صحيحا، فذلك يعني أن الأطراف الاقليمية ستكون صاحبة الكلمة الفصل في المستقبل العراقي. ويكفي النظر الى استئناف الحركة السياسية العراقية صوب دمشق للتأكد من ذلك . وأما الموضوع الايراني، فهو مرشح حكما الى مزيد من التفاقم مهما كانت المهدئات الدبلوماسية قوية في الوقت الراهن. ويمكن فقط قراءة تصريح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل يومين أمام سفراء فرنسا في الخارج لنفهم ان &laqascii117o;ايران تمثل التهديد الاساس للأمن الدولي وتغذي العنف والتطرف في المنطقة"، رافضا مقولة ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو مفتاح مشاكل وحلول المنطقة. فساركوزي قرر منذ مدة أن يصبح الناطق الأوروبي الأبرز باسم الخيار الغربي الضاغط على ايران...

واذا كانت فرنسا تطمح من خلال تعيين الدبلوماسي العريق جان كلود كوسران مسؤولا عن ملف التفاوض الاسرائيلي السوري الى تعزيز المغريات الغربية لدمشق وتفعيل دور باريس في هذا الملف الشائك، فان الانطباع العام يميل صوب صعوبة تحقيق اختراقات فعلية على هذا المسار في الوقت الراهن، الا اذا شعر الاسرائيليون بضغوط كبيرة عليهم وبفشل تام في المسار الفلسطيني، ذلك أنهم في هكذا احوال فقط يجددون الرغبة في تحسين مستوى التفاوض مع دمشق، ولا شك من خلال التصريحات السورية الرسمية ان سوريا ما عادت تجد أي مبرر للثقة بالحكومة الاسرائيلية الحالية.
وسط البؤر السوداوية هذه، خلط لبنان في الأشهر الماضية أوراقا كثيرة ليست لصالح اسرائيل: كشفٌ عن الشبكة الواسعة للجواسيس، تقديم دلائل جديدة حول عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تكثيف للاتصالات والاتفاقيات مع سوريا، استعداد لاستقبال الرئيس الايراني احمدي نجاد، تصريحات حول احتمال الحصول على السلاح للجيش اللبناني من مصادر مختلفة بينها ايران.

هذه الاوضاع الاقليمية والمحلية جميعا، ستجعل لبنان في المرحلة المقبلة عرضة لخضات حتمية، قد تكبر او تصغر وفق قدرة الاطراف على لجمها قبل توسعها خصوصا وان الشحن المذهبي جاهز ومتحفز تماما لفرش السجاد الأحمر أمام كل مستفيد من التوتر. وما حصل في برج أبي حيدر، وعلى فرديته، مؤشر ينبغي التعامل معه بكثير من الجدية والبحث عن الطرف الثالث طالما ان لا مصلحة لا لـ&laqascii117o;حزب الله" ولا لـ&laqascii117o;جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" في ما حصل.  


ـ 'السفير'
العاصمة المجردة
ساطع نور الدين:

إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح مطلب محق ومشروع ومقدس، لكنه مطلب خيالي ووهمي ومفتعل. هو يحمي العاصمة بقدر ما يفتئت على مكانتها في قلب الحروب الاهلية التي اشتعلت في لبنان منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، ولا يبدو ان لها نهاية في الافق المنظور، وبقدر ما يعتدي على ثقافة لبنانية عريقة تمجد السلاح وتعتبره هوية وطنية ثانية، لا يمكن نزعها الا... بالهجرة والحصول على جنسية اخرى.
لا يمكن لأي عاقل ان يعترض او حتى ان يتحفظ عن هذا المطلب، كما لا يمكن لأي متابع ان ينسى ان ذلك المطلب رُفع عشرات المرات في خلال السنوات الخمسين او الخمس والثلاثين الماضية، بصيغ وحجج مختلفة ، من دون جدوى... لأنه كان، كما هي الحال دائما، يُرفع من الطرف المغلوب في وجه الطرف الغالب، ولا يُبنى على تعادل حقيقي في موازين القوى الداخلية، او على اكتشاف متجذر لفكرة الاحتكام الى الدولة ومؤسساتها الامنية والقضائية، في الفصل بين النزاعات الاهلية وفي التوزيع العادل للحصص والمناصب.


لكنه هذه المرة يتمتع بزخم مختلف لأن الطرف المغلوب الذي يلح عليه، لم يُهزم في ميادين المواجهة الامنية، ولم يتشكل في اي يوم من الايام كميليشيا، كما لا يمكن ان يتحول الى تنظيم مسلح، بوجود تنظيمات مسلحة كفؤة ومتحمسة وجاهزة لاستيعاب المغلوبين على امرهم والراغبين في قتال الشوارع، بل هو يعبر عن حاجة ورغبة الغالبية الساحقة من ابناء العاصمة من مختلف الطوائف والمذاهب، التي تشعر بخوف جدي من ان يعيد التاريخ نفسه مجددا، على الطريقة العراقية المرعبة، وتعتبر عن حق ان ما جرى في احياء بيروت قبل ايام كان مجرد بروفة اولية.
بناء على التجارب العديدة السابقة، لن يتأخر المطالبون اليوم بنزع السلاح من بيروت، في الاستنتاج انه من الأسهل والأقرب الى الواقع البحث عن عاصمة بديلة، يمكن ان تتجمع فيها مختلف الطوائف والمذاهب بميليشياتها المسلحة لتتصارع بين الحين والآخر على النفوذ والهيبة والدور، ويمكن ان تشكل مقياسا دقيقا لموازين القوى الامنية والسياسية، التي تقلّبت على مدى نصف قرن مضى، بسرعة مذهلة، قبل ان تصل الى نهايتها الحالية البائسة التي تقف على حافة الفتنة المذهبية، التي يتابع الشيعة والسنة اللبنانيون وقائعها وتفاصيلها العراقية بدقة متناهية واهتمام خاص، ويتصرفون على اساسها في شوارع بيروت وصالوناتها ايضا. مع ذلك، فإنه يبقى مطلبا مسليا، لن يؤدي حتما الى نزع السلاح من العاصمة، لا الخفيف ولا المتوسط ولا حتى الثقيل، لكنه يمكن ان يساهم في اخفائه عن الانظار لبعض الوقت، ويضغط على القوى الامنية الرسمية كي تكون أسرع وأفعل وأقوى في المرات المقبلة، وكي ينذر حزب الله من انه يغرق في دوامة، سبق ان ابتلعت الكثير من حركات المقاومة التي مرت على بيروت طوال السنوات الخمسين الماضية، ولم يبق منها اثر

 
ـ 'السفير'

ما هي حقيقة المخاوف من &laqascii117o;وضع خطير" بعد الفطر؟
أحداث &laqascii117o;أبي حيدر" .. &laqascii117o;بروفة" لـ&laqascii117o;سيناريوهات" متعددة الأهداف

خضر طالب:

قبل وقوع أحداث منطقة برج أبي حيدر في العاصمة بيروت، كان الهمس دائراً حول &laqascii117o;أيام صعبة وخطيرة" تنتظر لبنان بعد عيد الفطر، وحدث أمني منتظر، وهو همس يخالف نظرياً الوقائع السياسية التي سبقت حلول شهر رمضان المبارك والتي كان أبرزها الزيارة المشتركة التي قام بها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وما أنجزته هذه الزيارة من إعادة ترتيب وتحصين &laqascii117o;خيمة" تفاهم الدوحة بكل عناصرها، وتجديد عهد الهدنة القائمة في لبنان انتظاراً لما ستؤول إليه الأمور في المنطقة، وخصوصاً في العراق، مع ما يتشعّب منه من ملفات مرتبطة بالعلاقات السورية ـ الأميركية والإيرانية ـ الأميركية.

قبل أسبوع تقريباً، وعن طريق الصدفة ربما، كان قطب سياسي يتحدّث صباحاً أمام مقربين منه عن &laqascii117o;صورة قاتمة" بعد عيد الفطر، وظهراً كان مرجع أمني يتحدّث عن &laqascii117o;مخاوف جدية" من الوضع الأمني، أما في مساء اليوم ذاته، فكان مرجع رسمي يصارح أحد الوزراء: &laqascii117o;لست مطمئناً. الوضع خطير جداً. الهدنة هشّة والبلد لا يحتاج إلا إلى عود ثقاب".
لم يستطع &laqascii117o;المتشائمون" الثلاثة، وبرغم مواقعهم التي تخوّلهم الإمساك بكثير من خيوط المعلومات والمعطيات، أن يقدّموا قراءة موضوعية لخلفيات مخاوفهم ودوافعها التي تنسف كل تلك الآمال المعلّقة على القمة الثلاثية العربية في بيروت، وما حملته من رسالة واضحة بأن لبنان غير متروك عربياً، وأن الاستقرار فيه قرار عربي بموافقة دولية..
لم تكن &laqascii117o;الأحاسيس" كافية لتكوين قناعة بخطورة الوضع، وعندما نوقشت تلك الإنطباعات بعد أيام بين مجموعة من الذين يملكون &laqascii117o;قنوات مفتوحة" على &laqascii117o;المتشائمين الثلاثة"، ازداد العجز عن فهم تلك الصورة السوداوية التي تناقض في رأيهم &laqascii117o;إيجابيات منطقية" ما تزال تشكّل مظلّة أمان للبنان، وإن اتفق الجميع على أن &laqascii117o;مشروع" القرار الظنّي هو &laqascii117o;الباب الذي ستدخل منه الريح" وأن لا اطمئنان ولا استقرار ولا راحة من دون &laqascii117o;إغلاق" هذا الباب بإحكام و&laqascii117o;سدّ" مسارب الشرّ الآتية.

بعد يومين فقط، وقعت أحداث برج أبي حيدر. أصيب الجميع بالذهول، وعاد كل واحد من أصحاب &laqascii117o;القنوات المفتوحة" لمراجعة &laqascii117o;المتشائمين الثلاثة": هل هذا نموذج مما تتخوفون منه وهل يشكل ترجمة لهواجسكم؟ هل كنتم تتوقعون هذه الحادثة وبين هذه الأطراف تحديداً؟ هل هذا هو سقف الخطر أم أن ما جرى مجرّد &laqascii117o;بروفة" لما هو آت؟ الواقع أن أحداث برج أبي حيدر يمكن أن تكون أول &laqascii117o;بروفة" لثلاثة سيناريوهات متداولة عن المرحلة المقبلة في حال صدور القرار الظني:

السيناريو الأول، يتعلّق باحتمال تنفيذ &laqascii117o;عملية 7 أيار" جديدة وبمزيد من الدقّة في حال حمل القرار الظني اتهاماً لعناصر من الحزب.
السيناريو الثاني، يتعلّق بقياس درجة ردّ الفعل السياسي، وجسّ نبض الشارع لاحتمال حصول مواجهة أمنية في الشارع بمستوى 7 أيار و&laqascii117o;ما فوق". ويبدو أن البروفة كشفت خللاً كبيراً في القدرة على استيعاب سقف رد الفعل السياسي الذي ما زال يمتلك القدرة على التحرّك ويمسك ببعض مفاتيح التحريض في الشارع.
السيناريو الثالث، وهو الأخطر، حيث جاءت &laqascii117o;بروفة" الفتنة السنية ـ الشيعية بمثابة &laqascii117o;عيّنة" صغيرة عما يمكن أن تحمله من مخاطر لن تبقى محصورة في العاصمة بيروت وستكون نتائجها وخيمة جداً، خصوصاً أن النموذج العراقي ما زال ماثلاً عن مآل مثل تلك المواجهة ـ الفتنة، وذلك بفعل تداعيات ما هو منتظر ومتوقّع من قرار ظنّي، معجّلاً كان أم مؤجّلاً، لن يقتصر دوره على &laqascii117o;خلع" الباب لمرور الإعصار، وإنما أيضاً سيرمي عود الكبريت المشتعل على أرض سكبت عليها أبواق الشحن والتحريض الكثير من البنزين السريع الاشتعال

 
ـ 'السفير'

الخوف على عصمة السلاح

نصري الصايغ:

بعد الاطلاع الدقيق على القرارات المتخذة لمعالجة ذيول حادثة برج أبي حيدر، وبعد التنقيب في تصريحات المسؤولين والتيارات السياسية والوطنية كافة، لم نعثر على الجواب لسؤال أساس: &laqascii117o;كيف تنجو العاصمة من عودة الميليشيا"؟
الاستثمار السياسي متوافر، الشماتة حاصلة، الكلام الذي &laqascii117o;على حبله الغارب" شائع. وكل فريق يترجم نياته، ولا يستقرئ الحدث، باحثاً عن وسيلة تمنع &laqascii117o;عودة الميليشيات" إلى العاصمة.

إذا كانت القوى السياسية معتادة على طحن اللبنانيين بالشعارات والشعارات المضادة، فإن &laqascii117o;حزب الله"، هو المعني الأول في الإجابة: &laqascii117o;كيف السبيل إلى إبقاء السلاح في وجهة المقاومة والحفاظ عليها، وعدم انزلاقه ليصبح، شبيهاً، بسلاح الميليشيات". بعض من خيرة شباب لبنان، قضى في برج ابي حيدر. وهؤلاء أبناء وآباء وإخوة من عائلات ستلبس السواد حداداً، وتبيت على أحقاد وشكوك فاجعة... فالقتل المتبادل، القتل العشوائي، هو سمة من سمات &laqascii117o;حروب الميليشيات".
بعض من قادة لبنان المقاومة في الثمانينيات، قضى في صراع البنادق، عندما استدرجت لتأخذ حقها بيدها... وكمثل حادثة برج ابي حيدر، حصل في ساقية الجنزير: حادث مرور بين سائقين، واحد من &laqascii117o;المرابطون" والآخر من &laqascii117o;السوري القومي"، قتل فيه الأول، و... فتحت نيران جهنم. اغتيل انتقاما، قائد مقاوم، الشاعر كمال خير بك، الذي لم تنل منه يد اسرائيل، بعد عمليات عالمية مذهلة، كما اغتيل قائد آخر، هو بشير عبيد، لم يتمكن حكم الإعدام من ان ينعقد حول رقبته ولم تصل إليه يد الموساد... لا هو، ولا فؤاد عوض وآخرون. هنا، في بيروت، في ساقية الجنزير، سقط قائدان، بسلاح الميليشيا، الذي يفترض أن يكون سلاح القضية والمقاومة. وأخضعت بيروت، بعد المقتلة، إلى قتال دام، في شوارع العاصمة، لم يهدأ، إلا على زغل الوعود، بعدم التكرار، وقد تكررت المقتلة مراراً، بين أطراف القضية الواحدة...

ولم تنج &laqascii117o;المنطقة الشرقية" من حرب &laqascii117o;الاخوة الأعداء"، وهم في صف واحد أيضا. ولم تنجح الأطراف في الضفتين اللبنانيتين في إنهاء حروب الميلشيات، الا عندما استسلم الجميع لمقتضيات اتفاق الطائف. وبالمناسبة، لم تكن بيروت وحدها الضحية، فمعظم مدن لبنان كانت مسرحاً للعبة الدم وحروب الانتقام ودوامة العبث. لم يكن الحل أبداً أمنيا. ما قيل من تصريحات وما اتخذ من قرارات لا يمنع تكرار &laqascii117o;برج ابي حيدر" في مكان آخر. الطائف، كان حلاً سياسياً، سلّم به الجميع في السياسة، فسلّم عبره الجميع سلاحه، أو باعه، باستثناء ما اختص بالمقاومة.. والسلاح الخفيف.
اللجان الأمنية المشتركة كانت عاجزة. اللجان الأمنية والعسكرية فشلت. جولات السباق الدامي في &laqascii117o;سباق الخيل"، لم تنتج إلا المناشدات، ولم يسمع أحد. لنعد إلى السؤال: &laqascii117o;كيف نعصم سلاح المقاومة، من الانزلاق، إلى منطق الميلشيات"؟

أولا: يظهر ان سلاح المقاومة، المنتشر في اكثر من منطقة، خارج الجنوب، هو لحماية ظهر المقاومة، أو، هو احتياط تعبوي ضروري للمقاومة. وهذه، لا تطمئن إلى ظهرها، وقسم من لبنان السياسي/ الطائفي، لم يتورع في السياسة وسواها، عن استهداف سلاح المقاومة. القرار 1559، عنوان، حرب تموز عنوان آخر، البيانات الدورية، لقادة روحيين وسياسيين عنوان دائم... المقاومة إذا، غير مطمئنة إلى سلامة سلاحها، فنلجأ إلى المزيد من الانتشار لحماية سلاحها المقاوم جنوبا.

ثانيا: لم تصل القوى السياسية اللبنانية، إلى شبه اتفاق حول جدوى المقاومة. فلا يزال البعض يؤكد ان مجرد وجود المقاومة، هو ذريعة لاسرائيل، كي تعاقب لبنان وتدمر بناه التحتية وتعيث فيه خراباً. ولا يزال البعض الآخر، يرى فيها انها حالة ميليشياوية كامنة، ويستشهد على ذلك، بأحداث السابع من أيار، وموقعة برج أبي حيدر... النيات السياسية المعادية للمقاومة، حاكمة ومتحكمة في مفاصل الحياة اللبنانية، لدى فريق يمثل طائفة ومذهباً، يستعيد &laqascii117o;الفتنة الكبرى" (عثمان) قبيل وإبان وغداة، كل معركة صغرى.

ثالثا: إذا سلمنا بأن سلامة المقاومة، يؤمنها السلاح، فإن عصمة هذا السلاح تتأمن من خلال تخصيص هذا السلاح للدفاع عن المقاومة حصراً. وعليه، فلا حاجة على الاطلاق، للتدخل المدني، الأهلي، في خلافات أهل الحي، مهما بلغت، وفي خلافات التحرش، وفي خلافات السير، وفي خلافات الكهرباء، وفي الخلافات السياسية، الهامة والتافهة، ليس من اختصاص حاملي السلاح، دفاعاً عن المقاومة في بيروت وسواها من المناطق، التدخل لحل إشكال بين عنصرين أو شابين من تيارين أو مذهبين مختلفين... وعليه، يلزم تحريم هذا التدخل الأهلي، الذي تقدم عليه عناصر، مؤيدة بالنفوذ الطائفي، والقوة المنظمة... لأن دور المقاوم في بيروت، ليس ان يكون بوليس إشارة أو ضابط شرطة أو محققا عدلياً، أو حامي جباة المال. ان قشرة الموز الأهلية، تقود إلى فتنة أهلية، وعليه، فليكن اختصاص سلاح المقاومة، الدفاع كما المقاومة، فقط لا غير. وإلا، فان انزلاقته ليصبح &laqascii117o;ميليشيا"، ستكون على أبواب كل طلاق فردي.

رابعا: ان شعار &laqascii117o;بيروت منزوعة السلاح"، فيه شبهة عنصرية. فلماذا بيروت وحدها؟ لماذا استثناء طرابلس وصيدا والبلدات المتناوبة جغرافيا ومذهبيا على الطرق الدولية... وهو شعار، يستوجب السير فيه، حروباً أهلية متناسلة، في ظل &laqascii117o;النيات المبيتة" و&laqascii117o;القناعات المتناقضة"، و&laqascii117o;السياسات المتنابذة". ان السلاح المقاوم في بيروت، بل في أبعد من بيروت، هو ضرورة استراتيجية، كي لا تسقط بيروت، كما حصل في العام 1982. فإسرائيل، التي أصبحت دولة صديقة وشقيقة لبعض دول الاعتدال العربي (ولها فروع في لبنان)، لا تزال دولة معادية، وقد تعيد الكرّة، إذا خلا الجنوب من المقاومة وإذا باتت بيروت &laqascii117o;منزوعة السلاح".
خلاص بيروت، سابق لأوانه. لم تنضج بعد كفاية. منطق السلامة الوطنية والحفاظ على قوة المقاومة، لم يجد من يترجمه في اتفاق سياسي مبني على قناعة وتجربة ومصلحة.
هل تتكرر موقعة برج أبي حيدر؟ ليت لا...


ـ صحيفة 'النهار'
السلاح الذي ينهش الأصدقاء أيضاً
علي حمادة:

شكّل اشتباك 'اللون الواحد' الواسع النطاق ليل الثلثاء الفائت دليلا جديدا على ان السلاح المليشيوي، نعم المليشيوي (والوصف ينطبق على سلاح 'حزب الله' ) لا يقتل الخصوم فقط مثلما حصل في غزوات بيروت والجبل في 7 ايار 2008 و11 منه، بل ان ناره تصل في النهاية الى الاصدقاء والحلفاء مثل 'الاحباش' لتلتهم الاقربين ايضا. هذا ما كان يعانيه السلاح الفلسطيني، ثم سلاح ورثته في المناطق الاسلامية، وكذلك السلاح المليشيوي المسيحي في حقبة الحرب، فسفكت دماء الاصدقاء وبناء اللون الواحد تماما مثلما سفكت دماء الخصوم والاعداء، وانهار البلد. حتى عندما قام مشروع توحيد البندقية في غير منطقة كان السلاح مشروعا فتنويا ادى الى مذابح.
لم يقدّم السلاح الفئوي مرة حلولا. وبالتأكيد فإن سلاح 'حزب الله' الذي له الصبغة الاحتلالية في غير مكان لا يقدم حلولا بل انه يولد الازمات، ويمهد لمزيد من ارهاق الدم، ومزيد من اللااستقرار، والقلق، وينشر مشاعر عدائية في طول البلاد وعرضها. فاحتلال بيروت، واستخدام السلاح التأديبي لاهلها، ومحاصرة الجبل ومحاولة تجويفه على كل المستويات، رغم المصالحات، والتمركز وراء جميع المرتفعات في سلسلة جبال لبنان الغربية، ونشر القواعد العسكرية من البقاع الغربي الى اقليم الخروب الى منطقة الغرب في عاليه تحت ستار المشاريع الاسكانية، كل هذه الحقائق تجعل من لبنان سجنا كبيرا يضيق بمئات آلاف السجناء الذين يعيشون في مناخ البلطجة الدموية.

لقد كانت اشتباكات بيروت دليلا صارخا على ان الاستسلام للامر الواقع، والقبول بمنطق السلاح بداعي تجنيب البلاد خضات وفتنا انما يقربان الفتنة اكثر، ويزيدان اشتعال الموقف عند المحطات الحساسة. فتغييب الدولة وتمزيق المؤسسات الشرعية من شأنهما مع الوقت ان 'يصوملا' لبنان.
عندما طرح شعار بيروت مدينة منزوعة السلاح في اعقاب غزاوت ايار 2008، انتهت المسألة بأن تلاشى الشعار وترسخ الوجود المليشيوي في العاصمة. وعندما قلنا ان الجيش المرابط سيتحول حارسا للاحتلال المليشوي، قيل لنا هذه مبالغة. الى ان جاءت اشتباكات 'اللون الواحد' والطريقة التي عولجت بها لتؤكد ان شيئا لم يتغير، وان الشعار الذي جرى تناسيه قبل عامين كان صائبا، لكن اصحابه لم يدافعوا عنه، ولم يناضلوا لتحقيقه. هذا ما نخشى ان يتكرر اليوم، فتتراجع الاصوات بعد مدة ليعود صوت الميليشيا هو الصوت الطاغي ليس في العاصمة وحدها بل في كل مكان.
على الاستقلاليين في لبنان ان يرفعوا الصوت في كل مكان ضد السلاح الموجه نحو صدورهم، من بيروت الى الجبل بشقيه، فالشمال والبقاع. انه سلاح السجان، وسلاح السجان هذا ما عاد يشبع من لحم الخصوم العاري.


ـ 'الأخبار'
خطاب نصر الله والبيئة الحاضنة
أسعد أبو خليل*:

لعلّ كثيرين في العالم العربي كانوا متسمّرين أمام الشاشات في ذلك اليوم الذي أطلّ فيه حسن نصر الله ليتحدّث عن اتهام حزب الله لإسرائيل باغتيال رفيق الحريري. حتى محطّة صهر الملك فهد (المهووسة على مدار الساعة بالخطر الإيراني) اضطرت، لأهميّة الحدث ـ تلفزيونيّاً ـ أن تنقل المؤتمر على الهواء. وحدها محطات اليمين الحريري في لبنان تمنّعت، ولم تكن راغبة. تلك المحطّات التي تضع ساعات وروزنامات عن تعداد الأيّام منذ اغتيال الحريري لم تجد في المؤتمر عن اغتيال الحريري حدثاً مهمّاً يستحقّ النقل. لعل في الاتهام ما يحرجها

قبل أن تستوعب مغزى المؤتمر الصحافي لحسن نصر الله عليك أن تزور متحف المقاومة في مليتا. لو كان لبنان وطناً بحق ــــ وهو ليس بذلك ولن يكون يوماً أبداً ــــ لكانت زيارة المتحف واجباً وطنيّاً يُفرض على كل طلبة المدارس. لو أن لبنان كان وطناً، لفرضَ على فارس سعيد (ورفاقه في الأمانة العامّة لعائلة الحريري) أن يعمل مرشداً سياحياً في متحف مليتا لعلّه يتعلّم شيئاً عن خطر إسرائيل وعن نجاح مقاومتها اللبنانيّة. لكنك عندما تذهب إلى هناك تتلمّس عدم اتساع نطاق الجمهور الزائر، وتستطيع أن تستخلص شيئاً عن الصفات السوسيولوجيّة لذاك الجمهور. وفي أوّل قاعة عَرض، تستوقفك لوحة عملاقة (عملاقة على وزن صحن الحمّص العملاق) عن الهيكليّة التنظيميّة لجيش العدوّ، وبالتفصيل وبالأسماء العبريّة. وقفتُ أمام اللوحة مُحاطاً بكميّات هائلة من المغانم من مواجهات بين المُقاومة والعدوّ، وتذكّرت أن ريمون إدّه كان يتحدّى المقاومة الفلسطينيّة منذ الستينيات داعياً إيّاها إلى جلب زرّ واحد من بزّة عسكريّة إسرائيليّة دليلاً على نجاحها العسكري. في مليتا، ترى عدداً هائلاً من البزّات العسكريّة ومن المدافع وغيرها من الأسلحة ومن الذخائر والمعدّات. أما اللوحة العملاقة فدليل آخر على جديّة مقاومة حزب الله لإسرائيل. أخذ الحزب على عاتقه دراسة العدوّ بدقّة وتمحيص لمواجهته من أجل الإعداد الدقيق للمواجهة العسكريّة (أذكر أنني سألتُ حسن نصر الله قبل حرب تمّوز عن طبيعة قراءاته، فأجابني في ما أجابني بأن متابعة الإعلام العبري تشغله بصورة يوميّة). لم تقم المقاومة الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة اللبنانيّة بهذه الدرجة من الإعداد الرصين والمُثابر للمواجهة. ماذا كان ياسر عرفات أو أبو مازن يعرفان عن إسرائيل؟ أبو مازن كان يبشّر منذ السبعينيات بأن لا حاجة للمقاومة لأن إسرائيل ستنهار من الداخل بين ليلة وضحاها. تخرّج مدرسة خاصّة بالحزب مثلاً ـــــ وهذا ليس سراً ــــ دورات في اللغة العبريّة. أذكر أن فصائل المقاومة كانت تستعين بخبراء اللغة العبريّة في مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة كلما احتاجت لترجمة وثيقة أو مقالة. لم يكن لديها مختصّون.

عقد مجلس الدفاع الأعلى جلسة خاصّة لبحث موضوع إهانة المرّ ولم يعقد جلسة لبحث تغلغل العملاء هناك من يعاجلني بالقول في لبنان، من أوساط الليبراليّة واليسار، كلّما عبّرت عن انطباعي بأن حزب الله حقّق قفزة نوعيّة مذهلة في تاريخ الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، بأن نجاح حزب الله في المواجهة مع إسرائيل يعود لحجم الدعم الإيراني. أنا أردّ هذا القول على مُطلقيه. هذا غير صحيح، مهما كان حجم الدعم الإيراني لحزب الله (وهو يتعرّض للمبالغة في الإعلام الغربي والسعودي ــــ الحريري). فالحركة الوطنيّة اللبنانيّة والمقاومة الفلسطينيّة كانت تتلقّى الدعم العسكري والمالي من العراق، وليبيا، والجزائر، ومصر (في فترات)، السعوديّة، الاتحاد السوفياتي، الكويت، اليمن الجنوبي، سوريا، وبعض دول المعسكر الشيوعي. لكن التنظيمات (وخصوصاً قيادة ياسر عرفات التي أجهضت عن قصد مشروع التثوير الإقليمي الذي دعا له قبل نشوب الحرب الأهليّة جورج حبش) الفلسطينيّة واللبنانيّة بدّدت ما أتاها من غنائم (وما جناه بعضها من سرقات)، كما أن ليبيا كانت تفرد 100000 دولار شهريّاً لأمناء التنظيمات اللبنانيّة والفلسطينيّة. لم تتكرّس تلك الأموال لإعداد خطّة جديّة لمواجهة إسرائيل. كان ياسر عرفات يتوقّع اجتياحاً إسرائيليّاً (خطة الأكورديون, كان يسمّيها) طيلة عام 1982، ولمّا أتى الاجتياح تبيّن أن عرفات لم يستعدّ له، بل وضع أفشل القيادات وأفسدها في مواقع القيادة العسكريّة (مثل الحاج إسماعيل).

هذه المقدّمة ضروريّة لفهم ما قدّمه نصر الله من وثائق ومن قرائن في المؤتمر الصحافي. وعرضُ أفلام مُستقاة من بث استخباري إسرائيلي دليل آخر على المستوى المُتقدّم من رصد إسرائيل، فيما كان رصد إسرائيل من قبل منظمّات فلسطينيّة يقتصر فقط على ترجمة بعض المقالات لزئيف شيف. لم يرد نصر الله أن يقدّم ما يُسمّى بـ&laqascii117o;المسدسّ ذي الدخان الصاعد"، أي الدليل القاطع على ضلوع إسرائيل في جريمة اغتيال الحريري. لكنّه أراد تقويض المصداقيّة المزعومة للمحكمة الدوليّة (نذكر عندما كان حزب الله وحلفاؤه يردّدون وصف المحكمة بأنها &laqascii117o;ذات طابع دولي" ــــ هكذا نجح فريق الحريري في خداعهم السهل) وقد نجح في ذلك. استطلاع الشركة &laqascii117o;الدوليّة للمعلومات" الذي نشرته جريدة &laqascii117o;السفير" كان بالغ الدلالة في نتائجه. يكفي أن الطائفة السنيّة (التي كان فؤاد السنيورة ينصرها في مصلاه الحكومي الرسمي) انقسمت في تقويمها لقدرة الوثائق التي قدّمها حسن نصر الله على إقناعهم. وهذا مهم لأن فريق الحريري لم يتوقّف منذ ما قبل المؤتمر عن ضخ الدعاية السياسيّة غير الذكيّة (يعني على شاكلة تحليلات محمد سلام البوليسية ونظريّات فارس خشّان في علم الجريمة وفكر نصير الأسعد ـــــ مسؤول إعداد الكوادر العقائدي في حزب تيّار الحريري ـــــ في العلاقات الإقليميّة) من أجل إبعاد وجهة الظن، حتى الظن، عن إسرائيل. واجب القول إن الظن بإسرائيل من حسن الفطن. مراسل &laqascii117o;هآرتس" العسكري قال في مقابلة تلفزيونيّة ـــــ رادّاً التهمة عن إسرائيل ـــــ إن إسرائيل &laqascii117o;توقفت عن القيام بأعمال كهذه منذ 15 سنة". مرّ التصريح المذكور مرور الكرام. لا يريدون تلويث سمعة إسرائيل في لبنان.

الكلام الدبلوماسي لا يفي بالغرض. هم البيئة الحاضنة. الذي كتب على موقع 14 آذار مستعيناً بتسريبات إسرائيليّة (الهوى، لا المصدر، لأن الاتهام ظالم هنا لأن الكل في 14 آذار يقول &laqascii117o;إسرائيل عدو" قبل أن يضيف كلاماً يخدم إسرائيل ويضرّ بأعدائها، وهم ليسوا منهم بالممارسة) والذي كتب (أو الذين كتبوا) على موقع &laqascii117o;ناو حريري" محاولين ما أوتوا من قوّة دفع التهمة عن إسرائيل، متماشين مع المخطط السعودي الخبيث الذي يريد تحسين صورة إسرائيل ووضع إيران فقط في خانة العدوّ (تضع جريدة &laqascii117o;الشرق الأوسط" كلمة &laqascii117o;وحشي" بين مزدوجين في وصف الجرائم الإسرائيليّة، فيما نشرت أكثر الجرائد العربيّة اصفراراً، أي &laqascii117o;السياسة" الكويتيّة، مقالاً مسهباً للدفاع عن إسرائيل وللقول إنها لم تعتد على لبنان قط في تاريخها، وإنها كانت ضحيّة لأعمال منطلقها لبنان). بعض فريق الحريري يُصاب بارتباك فيتمتم أقوالاً غريبة من نوع: نتمنّى أن تكون إسرائيل وراء عمليّة الاغتيال. هؤلاء في البيئة الحاضنة سارعوا بعد اشتب

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد