مع رمزية رحيل كامل الأسعد:
علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر [8]
عطوفة 'كامل بك' والثورة المستحيلة
ـ صحيفة 'النهار': باشرت 'قضايا النهار' محوراً تحت عنوان 'مع رمزية رحيل كامل الأسعد: علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر'.
بعد تقديم جهاد الزين (طائفة بين ارتباكين... ومغامرة كبرى- 25/8/2010)، ساهم طلال عتريسي (ماذا يريد الشيعة من دولتهم- 25/8/2010)، وسعود المولى (مشروع الإمام الصدر المستقبلي أصبح هو أيضاً من الماضي- 29/8/2010)، ونجاة شرف الدين (سوريــا والشيعــة اللبنانيون – 1/9/2010)، وطلال خوجة (لعنة الموقع- 3/9/2010)، والشيخ علي خازم (الشيعة بين 'الولاية' والمواطنة- 6/9/2010)، ومنى فياض ('أمل' المتأرجحة- 8/9/2010)، وفارس اشتي (القيادات الشيعية: من الصراع في الكيان إلى الصراع عليه- 13/9/2010). اليوم يساهم يوسف معوض الذي كان من المقرر ان ينشر مقاله غدا الجمعة وجرى تقديمه الى اليوم الخميس لاسباب تقنية.
- 'كامل بك، شنقنا لك عبد الكريم'،لم يرد هذا الكلام في مأساة شكسبيرية ولا في صدر الاسلام ولا في ظهره، انما في استقبال جمال باشا 'السفاح' في النبطية في غرّة صيف 1915. المتفوّه أسعد الشقيري مفتي الجيش العثماني الرابع، وحديثه موجّه إلى كامل الاسعد (جد كامل بك لأمه) بحضور آل الفضل وغيرهم من وجهاء البلدة وأدبائها الذين توافدوا مرحبين بالقائد التركي. كان ذلك غداة تنفيذ حكم الاعدام بعبد الكريم الخليل شنقاً، في حين أنزلت عقوبة النفي برفيق نضاله رضا الصلح (والد رياض).
معنى أن تكون جنوبياً
ذكر الاعدام جاء تشفياً بالشهداء الأخصام، وما انفكّ صدى التجريح يتردد في بلاد بشارة وفي الأوساط المعنيّة ابان الانتداب الفرنسي. مثل هذا الكلام كان من المفترض أن يوجّهه المير بشير الثاني للشيخ بشير جنبلاط بعدما جندل جرجس باز مدبر أبناء الأمير يوسف. كما كان من المحتمل أن يصدر عن مناصب الدروز الذين تواطأوا، بتحريض من الشهابي، للاجهاز على أندادهم مشايخ بيت أبي نكد في دير القمر. وتاريخ جبل عامل مثله مثل تاريخ جبل لبنان وسائر الأقاليم السورية، تاريخ اغتيالات وتصفيات قد تعدّل مسار مرحلة ما وقد تطاول فرداً أو حياً وقد تصل أو لا تصل إلى حد الابادة الجماعية أو إلى مستوى التطهير العرقي أو المذهبي. هل لنا أن نتخيّل عبد الله باشا والي صيدا المقيم في عكا، يخاطب في حينه أمير الجبل قائلاً: 'مير بشير، شنقنا لك ابن جنبلاط'! والغدر من شيم النفوس سواء إنتمت الى طبقة الرعايا أو الى عرين الأسياد!
هذا الاستطراد تعليقاً على تساؤل الأستاذ جهاد الزين في توطئته لهذا المحور وقد طرح سؤاله 'الروائي الآن: هل كان يمكن لهذا الكيان اللبناني الأكبر من المتصرفية ولكن الأصغر من 'لبنان الكبير' الحالي أن يكون أقل قلقاً ديموغرافياً وبالتالي ايديولوجيّاً ومذهبياً وسياسياً لو اقتصر فقط على متصرفية جبل لبنان ومعها البقاع حتى حاصبيا أي الأقضية الأربعة... مضافاً اليها بيروت (وربما صيدا)؟...'.
لا جواب سوى أنه من الصعب فصل تاريخ 'عاملة' عن تاريخ فلسطين، كما أنه من المستعصي سلخه عن تاريخ جبل لبنان أو تاريخ الداخل السوري، ان سياسياً أو اقتصادياً أو سوسيولوجياً (الشيم نفسها). انما هذا لا يعني أن كياناً مستحدثاً بحدود لبنان الكبير قد ضمن لنفسه الاعتراف الدولي، فصارت له شخصية معنوية، يبقى مستباحاً لجيرانه أو رهن وصايتهم والمصالح العليا 'المشتركة'. فالدولة الحديثة حسب المفهوم الغربي الذي اقتبسناه، لها حدود مرسومة، أكانت موضع مراجعة أم لا. والتخوم الدولية تؤمن للحكم وحدة ادارية يرعاها قانون موحّد وسلطة ممركزة، وغالباً ما تكون لكل بلد حدود بعضها طبيعي والآخر مصطلحي أي اصطناعي. فتشكل البوتقة التي تصهر المواطنين، كما هي الحاجز في وجه تدخّل الغير والآخرين. فالجنوب لبناني والأرزة شعاره وليست حكراً على متحدرين من متصرفية أو من قائمقاميتين أو من فينيقيا وهميّة!
زعامة غير قابلة للطعن!؟
بالعودة الى موضوعنا: هل ارتاحت الزعامة الاسعدية، إذ قضى العثماني على بعض أخصامها واذ أبعد بعض الوجهاء أو المثقفين الناشطين وهم الطبقة الصاعدة في الحقل العام؟ ربما تأخر الاستحقاق وكل مسيرة تاريخية رهن تسارع عوامل التغيير. ولكن ألا نستشم من كلام المفتي الشقيري ان رياح التحرّر كانت تعصف بالطائفة الامامية في جبل عامل، مثلها مثل ما كانت تعصف في غيرها من 'الأمم' والطوائف المشرقية؟ والقيادة الوائلية ما كانت ترتكز الى قاعدة متراصة، على الأقل نظرياً، مثل ما تعوّل عليه الزعامة الجنبلاطية في الشوفين، وهذه الزعامة الدرزية فريدة في انضباطها بحيث أن خياراتها غير قابلة للطعن أو المحاسبة من قبل المحازبين.
لا لم يفقد عطوفة رئيس المجلس (هكذا لقبه في ظل الجمهورية الأولى) موقعه نتيجة زيغانه وتأمينه الغطاء الشيعي للمارونية السياسية. وبكلام آخر ليست الايديولوجية الكيانية هي التي ارهقت البيت الأسعدي. فما كان بوسع كامل بك الثاني، مهما ناور وتأقلم وتقلب، إلا أن يعيش مصيره المحتم. كان تراجع حزبيته في غمار المستجدات أمراً مكتوباً، الا في حال اعلن ثورة أو عصياناً مدنياً على مسيرة الدولة، فيجمع الناقمين حوله ويقطع الطريق على المزايدين. والحجج كانت متوافرة، لما نال طائفته من اهمال أو هكذا خيّل لأهل الجنوب اجمالاً. أبى كامل بك الثاني خلافاً لأسلافه من أسياد الطيّبة، أن يكون أبناء جلدته قرباناً على مذبح المغامرات السياسية، ومن شأن هذه المغامرات أن تنشئ الزعامات أو تثبّتها أو تقضي عليها. وقد سعى بالسليقة الى ابعاد الكأس المرّة عن بلاد بشارة. فالجنوب كان على مدى تاريخه يتأرجح بين فترات من الاضطراب الشديد من جهة والسكينة qascii117i&eacascii117te;tisme من جهة أخرى. وبمعنى آخر كانت تعتري 'عاملة' منذ زمن آل علي الصغير، حالات تأرجح بين الاحباط والهيجان، ما يعرف بحالات ال bipolar ، مثلها مثل الطوائف الأخرى التي تحتكم للسلاح لرفع الضيم عنها كالطوائف الدرزية والمارونية والعلوية!
الجنوب بين أحمده وكامله
كما ان الصراع في كسروان وقع في مرحلة سابقة بين الاقطاع السياسي وطبقة ناهضة مدعومة من الاكليروس، كذلك بدأ الصراع في بلاد بشارة ومنذ مطلع القرن العشرين بين القيادات التقليدية المتحدرة من زعامة السيف، من جهة، والوجهاء وأصحاب المهن الحرّة وحديثي النعمة يحملهم تيار الحداثة مع تكون أول ارهاصاته. وعلى خط مواز، كانت حركة اصلاح يقودها رجال الدين. لم يكتب النجاح لمحاولات التغيير في ظل الدولة العثمانية وقد استمر الاقطاع السياسي مهيمناً في الجنوب اللبناني حتى في زمن الانتداب واوائل عهد الاستقلال، طالما أن رجال الدين كانوا هم الذين يؤمنون الوساطة بين الزعماء والقاعدة (صابرينا ميرفان) ولقد أعطى احمد الاسعد مهلة حياة اضافية sascii117rsis للزعامة الموروثة، فأمّنت استمرارها بفضل لباقته ومرونته والتحالفات المشبوكة. وزعامته تمتد الى أكثر من قضاء انتخابي الا أنه لم ينجرّ وراء سراب العنف السياسي، وان كان هو قبل غيره المؤهل لذلك عدداً وعدة. فكيف يغيب عن البال ما كان يردده سائقو سيارات الأجرة من منطقة الشمال، الذين كانوا ينتقلون إلى الجنوب في زمن الاستحقاقات الانتخابية، فيعودون الى ديارهم مذهولين يرددون: 'شو بدكم، ما حدا بيجيّش مثل أحمد الاسعد'.
وقد شكّل دخول النجل كامل الاسعد إلى المجلس النيابي سنة 1964 اكتساحاً لأرض المعركة الانتخابية وتأكيداً للزعامة التقليدية التي عاشت آخر عهدها الذهبي. وكانت الاحزاب العقائدية تنمو في أجواء المثقفين و'المحرومين'. وكانت محاولات لتعديل أرض الواقع السياسي، نذكر منها توسّع دائرة نفوذ الحزب الشيوعي والحزب السوري القومي والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وهمّهم كان دخول معترك السياسة تحت راية عريضة من التحرر باسم الاشتراكية والحريات أو الديموقراطية أو الرابط القومي إلى آخره. إلا ان هذه المحاولة على أهميتها من ناحية الوعي الاجتماعي وعلى حجم ما أعطت للجنوبيين من مبادرات طليعية في مجال الفكر والتنظير، لم تنجح في تحقيق هدف يذكر من خلال لعبة الانتخابات النيابية، فأعين الدولة كانت ساهرة. فكان الانقلاب الجوهري من طريق رجال الدين وتحديداً على يد حركة الامام موسى الصدر التي استقطبت الشباب الطالع والناشئ والمثقف، فانضوى تحت لوائها يساريّو الأمس وشيوعيوه. ونذكر كيف فقدت منظمة العمل الشيوعي مناضلين فيها راسخي العقيدة، بين ليلة وضحاها، لمصلحة حركة أمل. حركة المحرومين كانت تمثل الانتفاضة على البؤس والاقطاع كما كانت تستقطب، أبناء البورجوازية وأصحاب المهن الحرّة. فاحتلت ما احتلت من مكان في الجنوب وفي البقاع وجذبت اليها شخصيات من سائر الطوائف والمذاهب. وكانت جاذبية الامام الصدر على غرار جاذبية كمال جنبلاط تستميل الناس الى أي أفق انتموا، وكانت المقارنات بين الشخصيتين تحتل صفحات الجرائد. فصار لحركة المحرومين مواقع في المدينة بيروت وراح مجتمع طرابلس يستشهد بالامام، بعدما كانت انطلاقته ريفية بحتة! قامت الثورة الايرانية وغاب الامام الصدر وكان الغزو الاسرائيلي. وبالنتيجة لم يسقط الاقطاع السياسي الموروث في الجنوب إلا مع قيام التيار الديني الراديكالي. فهل تراجعت الزعامة الوائلية بسبب تحول 'الاكليروس' الشيعي عن دعمها؟
الفوضى الوطنية
من الصعب الاقتناع بما جاء على لسان الرئيس برّي مؤخراً في احياء ذكرى الامام موسى الصدر بأن الدولة 'إيمان شيعي'! والأحرى القول أن الدولة أو 'شبه دولتنا' دخلت الزمن الشيعي وان هذه الايام هي ايام الاثني عشرية مجدداً في هذه البقاع، منذ فتاوى ابن تيمية التي نالت ما نالته من أبناء كسروان ابان حكم المماليك. وكما كانت للعرب أيام وكما كان للدروز زمن وللموارنة آخر، كل ينسج ميثولوجياه حوله، كذلك للجنوب الامامي تاريخ بطولات تعدّى الدولة اللبنانية فصار محط اهتمام الدول قاطبة! وهذه غرر الأيام في نظر الذين استعادوا المبادرة، وربما سكروا من النشوة المستعادة مما يذكرنا بمؤتمر وادي الحجير في نيسان 1920 وعنه كتب عبد الحسين شرف الدين: 'كان... يضيق بالرايات ويضجّ بالهتافات ويدوي بالمفرقعات والصهيل، وكأن عاملة نشرت فيه ببعث جديد'، ملمحا حسب صابرينا ميرفان الى الماضي البعيد، والى مجد عاملة الذي لا يحيل الى الجبل وحده، بل الى اصل بني عاملة كذلك. وكان مؤتمر الحجير في رأيه، 'اجتماعاً للطائفة باسرها، متحدة اتحاد الجسم الواحد - والطائفة الشيعية، لأن السنّة والنصارى لم يدعوا اليه' (صابرينا ميرفان). وكما في هذين العقدين الأخيرين انفردت طائفة دون غيرها بمهمة المقاومة والتحرير، كذلك كان تجمّع وادي الحجير محصوراً في أبناء 'الملّة' الاثني عشرية. كانت تلك أيام 'الفوضى الوطنية'، فالدولة غائبة والمسلحون الذين تبنّوا المواقف الوطنية كانوا يحظون بالتأييد الشعبي المطلق.
فالزعامة لا تقوم الا على استنفار الجماهير (انظروا الزعامة الجنبلاطية) وغير صحيح أن شعوبنا تتوق دائماً الى السلم والازدهار بل هي سريعاً ما تنسى مآسي الحروب والتناحر الداخلي وهي بكل ما يتحكم بها من لا وعي تميل الى الخروج على السلطة وترتاح نفسها لسعير الاضطرابات. والجماهير لا تطالب بالديمقراطية ولا بالرفق بالدستور ولا باحترام قواعد اللعبة البرلمانية، بل تطالب بالانتصارات والعزة المستعادة فيخيّل لها أنها تشارك في الحكم. فهي فريسة من يؤمن لها النشوة. وبالنتيجة، أليس الجنوب موطن الرافضة؟!
المساهمة المقبلة محمد علي مقلد الانقاذ على يد الجيل الشيعي الرابع؟
المحور من اعداد جاد يتيم
ـ صحيفة 'الأخبار' في 14 آذار من لم ينتبه إلى أن تغييراً حصل في سورياابراهيم الأمين:
برغم أن في قوى 14 آذار من أجرى أو يجري مراجعة، ولو على مضض، أو غصباً عنه، إلا أن هذه المراجعة تعني بالنسبة إلى هؤلاء &laqascii117o;رجعة" إلى الخلف. وليس فيها أي نية لمحاسبة المخطئين أو الذين قدموا تقديرات خاطئة أو لجأوا الى خطوات أثمرت سلبيات وسلبيات. ويبدو أن هؤلاء يريدون الاكتفاء بمحو ما حصل خلال السنوات الماضية وكأن شيئاً لم يكن. أو أن ما أقدموا عليه مجتمعين أو منفردين هو مجرد مناورات سياسية لم تؤت ثمارها، ولا داعي لخضوعهم للحساب جراء ما فعلوه. وهذا المنطق، هو الذي يعيد الأمور في عقول هؤلاء الى ما كانت عليه الأمور سابقاً، ومن بادر منهم الى البحث عن علاقة جديدة مع سوريا، لا يزال يصر على صورة نمطية عن العلاقات السورية ـــــ اللبنانية كما عرفها الطرفان خلال العقدين السابقين.
وبحسب اعتقاد هؤلاء، فإن سوريا دولة لا تربطها علاقات مستقلة مع أي جهة في لبنان، وهي تقود من يتحالف معها مباشرة أو عن بعد. وبالتالي، فإن جوهر الفكرة التي يعمل عليها الرئيس سعد الحريري اليوم، هو القائل بأن أي اتفاق مع سوريا يغنيه عن أي اتفاق مع أي جهة لبنانية يعدّها هو في معسكر سوريا أو هي كذلك. وبناءً على ذلك، يمكن فهم شكل العلاقة التي يعمل الحريري وفريقه اللصيق على بنائها مع سوريا. وهو شكل منسوخ عما كان معمولاً به قبل الانسحاب العسكري السوري من لبنان في ربيع عام 2005، أي العودة إلى بناء جسور العلاقات الشخصية، والتودد الى من هو قريب من مركز القرار، والتعرف على ما أمكن من &laqascii117o;مفاتيح النظام" في السياسة والأمن وعالم الأعمال. وكل ذلك يقوم على قاعدة أن هذه الطريقة من شأنها معالجة ما ترسّب من إشكالات شخصية، وعسى أن تعالج أزمة الثقة، وتفيد في إعادة الأمور الى مستوى من التواصل يعيد الوضع الى ما كان عليه قبل عام 2005... وفي هذا المجال، يجهد بعض محيط رئيس الحكومة في تقديم الاقتراحات والأفكار، وكل هؤلاء يقولون سراً وعلناً جملة واحدة: عليك أن تسترضي القيادة السورية فتحصل منها على ما تشاء!
الحريري كما جنبلاط لا يمانع في استرضاء سوريا من كيس غيره ظناً منه أن دمشق هي هيوعندما يتفاعل &laqascii117o;التوابون" مع الأمر على هذا النحو، لا يهمّهم دفع الأثمان ما دامت من أكياس غيرهم. فها هو وليد جنبلاط لم يعد يعرف شيئاً اسمه &laqascii117o;ثورة الرزّ" أو &laqascii117o;انتفاضة الاستقلال" حتى وصل الأمر به حدّ طلب بدل إيجار من إلياس عطا الله لقاء العمل في بساتين تعود للزعامة الجنبلاطية في ساحل الشوف. أما سعد الحريري فليس مهتماً بغضب أو عتب كل فرقة الأمانة العامة لـ14 آذار، وهو الذي توقف عن دفع حصته من تمويل عملها. كما أنه ليس عابئاً بصورة كبيرة بعتب آخرين، حتى من قيادات تعمل معه. لكنه مضطر في بعض الحالات الى الاستعانة بالمايسترو السعودي أو الحليف المصري لتخفيف غضب قوى بارزة في فريقه المنحل، مثل &laqascii117o;القوات اللبنانية" وهو يكلف أحد مستشاريه بالعمل على إقناع الكنيسة المارونية بأن ما يقوم به ضروري وأنه قسري.
وفي سياق هذه الخطوات، يمكن العودة الى كل الأسلوب القديم: وشوشات وشكاوى، ذم بهذا وهجاء بآخر، وثناء على فلان واستعداد لمصالحة علان. وفي جوهر الأمر، يعرض &laqascii117o;التوابون" سياقاً من التنازلات التي لا تحدّ من نفوذهم الحقيقي، ما دامت المطالب السورية لم تلامس بعد حد طلب الانتقال الكلي من موقع الى آخر. مثل حال وليد جنبلاط الذي يتذرع بأنه على &laqascii117o;علاقة استراتيجية" مع السعودية، وبالتالي فإنه مستعد مقابل ترك هذه العلاقة له أن يفعل كل ما تريده دمشق، ولو اقتضى الأمر، إقامة احتفال تكريمي ضخم لناصر قنديل في المختارة. بينما يلحق به الحريري، مبدياً الاستعداد للاعتذار من سوريا ورئيسها وكل قياداتها ـــــ فرداً فرداً إذا لزم الأمر ـــــ شرط عدم إحراجه ومطالبته باعتذار من أبناء بلده الذين ظلمهم وأهانهم لسنوات. وأن يترك له هامش لتنفيس غضب جمهوره المغلوب على أمره، من خلال تركه يشنّ ما تيسّر من حملات على &laqascii117o;الاجتياح الفارسي بواسطة حزب الله في لبنان".
وإذا كان في سوريا اليوم، مسؤولون من الذين يشتاقون الى صيغة منتهية الصلاحية من العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، ولو كان هؤلاء في الأمن والسياسة وعالم الأعمال، فإن ذلك ليس كافياً لرسم استراتيجية للعلاقة مع سوريا على قياس هؤلاء. وهو الأمر الذي لم يفهمه &laqascii117o;التوابون" حتى اللحظة، ولو أن جنبلاط يسرّ في بعض الأحيان لندمائه بأن &laqascii117o;في الشام شيئاً ما تغيّر".
وبناءً على ذلك، فإن عدم فهم حقيقة ما قام بين سوريا والقوى البارزة الحليفة لها في لبنان خلال السنوات الماضية، وإصرار فريق &laqascii117o;التوابين" على تجاهل هذا الأمر، سوف يوقعهم في مزيد من الأخطاء، مثل تلك الرائجة اليوم حيال كيفية التعامل مع الإدارة السياسية والإعلامية لقوى المعارضة السابقة في مواجهة الملفات المتصلة بالتحقيق الدولي وسلوك أجهزة أمنية وقضائية لبنانية تخضع لتأثير فريق الحريري.
ثمة شيء حقيقي تغير، وهو الشيء الذي سيكتشف الناس، ولو بعد حين، أنه حقيقي، وأن سوريا لم تعد صاحبة مصلحة في العودة الى لبنان، وأن في لبنان قوى تملك حيثية لا تفيد سوريا في تعزيزها ولا في تحجيمها، وهي قوى قادرة على بناء خطاب وبرنامج عمل، وسوف يكون أمامها مهمة مركزية عنوانها: إذا كان متعذراً تغيير الحكومة، فليس مستحيلاً تحسين سلوكها!
ـ صحيفة 'النهار' المعرفة الشاملة ضرورية لنجاح الحريري... ولبنان سركيس نعوم:
لا نعرف الشعور الذي انتاب رئيس الحكومة سعد الحريري عندما سمع او قرأ ما قاله اللواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام في مؤتمره الصحافي 'المهم' يوم الاحد الماضي، وخصوصاً ان توقيته كان بعد أمرين مهمين. الأول، استقبال الرئيس السوري بشار الاسد السيد مدة ساعتين في القصر الرئاسي. والثاني، المقابلة الصحافية التي خص بها الحريري جريدة 'الشرق الاوسط' السعودية والتي عاد فيها عن 'الاتهام السياسي' لسوريا ودان فيها 'شهود الزور' بعدما اعتبر انهم ضللوا كثيراً وساهموا في تخريب العلاقة اللبنانية – السورية. ولن نستطيع ان نعرف هذا الشعور لأسباب عدة. لكن نستطيع أن نخمّن مثلما يفعل الكثيرون في هذه البلاد التعيسة. وانطلاقاً من ذلك قد يكون رئيس الحكومة شعر بالصدمة او بالخيبة او ربما بطعنة ما في الظهر او بغياب الصراحة عن التحركات التي قادته الى 'المصالحة التاريخية' مع سوريا او بأن المصالح سواء عند 'الحلفاء الكبار' او 'الاعداء الكبار' هي التي تملي السياسات لا الوفاء.
طبعاً لن نسترسل في هذا النوع من التحليل لأنه على اهميته غير مفيد، فضلاً عنه أنه قد يُعتبر من الرئيس الحريري وصحبه 'رشاً للملح على الجرح'، ولن نستعمل عبارة 'السكين' هنا لأننا لا نهوى العنف. كما قد يُعتبر استهدافاً لحلفائه الاقليميين وهذا ما لا نرمي إليه. اما 'اعداؤه' الذين صاروا سابقين فقد يعتبرون ان الهدف منه تعطيل مفاعيل المصالحة واهمها على الاطلاق عودة مشاعر الاخوّة الصادقة بين الحريري و'شعبه' وبينهم. لكن ما نود الخوض فيه هو لفت رئيس الحكومة وزعيم 'المستقبل' الى ضرورة اجراء مراجعة فعلية لمسيرته السياسية منذ استشهاد والده، مختلفة عن المراجعات التي يدعوه اليها يومياً كل الافرقاء. ذلك انها ترمي الى جعله يعرف الأوضاع والناس اكثر في لبنان، ويعرف الدول اكثر، سواء في المنطقة او في العالم، ويعرف على ماذا تبنى الاستراتيجيات في الدول الكبرى اقليمياً أو دولياً، ويعرف تالياً كيف يساهم من موقعه السياسي او الرسمي في بقاء سفينة لبنان بعيدة عن الغرق وتلافي تجدد الحرب بين شعوبه، وعودة الوصاية والاحتلال اليه ايا يكن مصدرها. اما المراجعات الأخرى فان الداعين اليها انما يرمي كل منهم الى اقناعه بتبني سياسته وتصوّره للحلول المنطلِقَيْن من مصالح خاصة او فئوية في احسن الاحوال.
- وذلك كله يعني ان عليه ان يعرف تحديداً الاهداف الفعلية للسياسة السورية في لبنان. وذلك على صعوبته ممكن اذا استعان بحلفاء سوريا الذين عملوا مع والده الراحل، ثم صاروا جزءاً من وضعه السياسي العام، بعدما كانت مهمتهم ترتيب اوضاعه السورية واقناعه دائما بالتجاوب مع دمشق، وان عليه ان يعرف لبنان جيداً كي يستطيع ان يمارس 'سياسة سورية'، اذا جاز التعبير على هذا النحو، قادرة على بناء دولة لبنان واقامة علاقة مميزة ومتكافئة مع سوريا.
- وذلك كله يعني ايضا ان عليه ان يعرف السياسة الفعلية الحالية لحليفته المملكة السعودية لبنانياً واقليمياً واولوياتها. وان يعرف موقفها الفعلي منه وان يعرف موقعه داخلها، وهل هو حليف ام حاجة ام عبء؟ وهذه المعرفة ضرورية لأن المملكة هي التي دفعته، وبعد عجزها عن مساعدته ولبنان، وبعد تفضيلها مصالحها على اي شيء آخر، الى أحضان سوريا، ولكن من دون ان تتفق معها على الخطوط الحمر وعلى الحد الادنى للتنازل حريرياً او لبنانياً. ولا احد يلومها على تفضيلها مصالحها. لكن اللبنانيين لا يحبون امكان التضحية بمصالحهم ومصلحة بلادهم.
- وذلك كله يعني ان عليه (اي الحريري) ان يعرف السياسة الفعلية الاميركية التي هو صديق او ربما حليف لصانعيها ودوافعها. كما عليه ان يدرس التدخل الاميركي في لبنان على الاقل منذ بداية تعاطي والده الشهيد الشأن العام اللبناني الذي كان ولا يزال محليا واقليميا ودولياً، وذلك كي يعرف دوافعه ومدى ارتباطه بمصالح لبنان اذا كان له ارتباط كهذا.
- وذلك كله يعني ان عليه ان يعرف سياسة مصر التي هي صديقة له او حليفة، وسياسة الاردن الذي هو ايضا صديق له او حليف، وسياسة 'تركيا الجديدة' وأهدافها. كما عليه ان يعرف قدرات كل هذه الدول واخرى غيرها على المساعدة الفعلية وقت الحاجة ونياتها الفعلية حيال لبنان.
- وذلك يعني ان عليه ان يعرف اوروبا جيداً بدولها الكبرى كلها، وان لا يعتبر ان مجرد الالتقاء برؤسائها او الاتصال بهم هاتفياً يحميه او يحمي لبنان. فهذا اعتبار غير صحيح لأن ليس لديه او لدى بلاده ما يغري هذه الدول والاخرى المذكورة في الفقرات السابقة بتقديم مصالحه، ليس على مصالحها لأن ذلك مستحيل، بل على مصالح الدول والجهات التي تشكل اخطاراً جدية عليه.
- وذلك كله يعني ان يعرف السياسة الفعلية لايران الاسلامية وخصوصاً الشق اللبناني منها. ولا مفر أمامه من هذا الأمر لأن ايران هذه صارت من اصحاب 'البيت اللبناني' كما السعودية وسوريا وربما مصر. ومعرفة كهذه قد لا تكون سهلة لأسباب عدة رغم اشتراكه وايران في 'صداقة' شخص واحد.
في اختصار لا يشكو الرئيس سعد الحريري وزعيم 'شعب المستقبل' غياب الموظفين والمستشارين والخبراء واصحاب العلاقات مع الكثير من الدول المهمة والمؤثرة في العالم العربي والعالم الاسلامي واوروبا واميركا وروسيا والصين والعالم الأوسع. لكنه قد يكون يشكو، ونحن هنا لا نجزم لأننا لا نعرف، من امور ثلاثة. الاول، حرص كل هؤلاء على ارضائه لتأمين استمرار مصالحهم الخاصة وان اقتضى ذلك تحوير الحقائق او تمويهها او تجزئتها او التغاضي عنها. والثاني، توزع ولاء كل هؤلاء بينه وبين الجهات التي لهم علاقات وثيقة معها. والثالث، انحصار الولاء بالخارج او بالداخل 'المخالف' رغم ادعاء العكس. ولا ينفي ذلك وجود عدد من المخلصين.
طبعاً نحن لا نستهدف بذلك شخصا بعينه او اشخاصا، وخصوصا ان في محيط الرئيس الحريري اشخاصاً اكفياء لكننا ننصح بتفعيل هذا الجسم الاستشاري الكبير والافادة منه وتلافي الوقوع تحت تأثيره. ذلك ان مصير لبنان في 'الدق'. ولن ينقذه الهواة واصحاب المصالح والحظوة.
ـ 'اللواء' ملاحظات لا بدّ منها حول <روايات> جميل السيّد! فادي شامية:
حتى إشعار آخر، فلا سلطة قضائية - على ما يبدو - في هذا البلد تحاسب السياسيين، لا سيما المحميون منهم، على افتراءاتهم أو تهديداتهم التي يعاقب عليها القانون، ومع ذلك فلن يشغل أحد نفسه في التدقيق في الأهمية الذاتية للتهديدات التي أطلقها اللواء جميل السيد، غير أن التحليل سينصب حول دلالات كلام الرجل، لجهة موقف القيادة السورية منه، وموقف <حزب الله> (نُقل كلام السيد مباشرة على قناة المنار)، وتالياً مصير التهدئة التي أرستها قمة بعبدا الأخيرة&bascii117ll;
غير بعيد عن هذه التهديدات؛ شكّلت <الخبريات> الكثيرة التي رواها السيد في مؤتمره الصحفي مادة دسمة للتحليل، ليس في مصداقيتها - باعتبار أن أكثرها عصي على التصديق -، وإنما في توضيحها لمسائل لم تكن واضحة من قبل؛ حتى إنه ليصح القول إن جميل السيد - ونتيجة لغروره وللحالة النفسية التي يعيشها - قد فضح نفسه في الوقائع التي أوردها!&bascii117ll;
علاقة السيد بروايات اتهام <حزب الله>
قال جميل السيد في مؤتمره الصحفي: <في 10 أيار 2009 دعاني السيد نصر الله (لزيارته)، وقال (نصر الله) كنا على تواصل مع الحريري، وكان يقول في البداية إن عناصر من القاعدة مخترقة من المخابرات السورية قتلت له والده&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وفي اللقاء الأخير اختلى (الحريري) بالسيد نصر الله وقال يمكن أن يكون هناك عناصر غير منضبطة في حزب الله (وراء الجريمة)&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;> يتابع جميل السيد: <قلت (للسيد نصر الله) مرّروها بالإعلام (رواية أن عناصر غير منضبطة في <حزب الله> تقف وراء الجريمة)، اسبقوهم فيها، سرّبوها لأنها خطرة، فقال (السيد نصر الله) علينا أن ندرسها&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وفي اليوم التالي قلت (في نفسي) السيد نصر الله لن يفعلها؛ سرّبها أنت يا جميل السيد، فكلّفت محاميي في باريس أنطوان قرقماز، ليقول لبلمار إن هناك محاولة في لبنان مماثلة لفترة ميليس&bascii117ll; ولليوم السيد حسن (نصر الله) لا يعرف أنني كلفت محاميي (بذلك)، فأخبّر كوتييه، مساعد بلمار قبل دير شبيغل بجمعتين (أسبوعين)>&bascii117ll; أضاف السيد أن كاتب رواية دير شبيغل أريك فولاث طلب لاحقاً مقابلته، فاستقبله السيد، وفي اللقاء أخبره فولاث بأنه أخذ معلوماته <من امرأة في المحكمة ليست قاضية ولا محققة>&bascii117ll;
ويستنتج من هذه الرواية الآتي:
1 - إن الحديث عن توجه القرار الاتهامي لاتهام أفراد من <حزب الله> بالجريمة - بغض النظر عن صحة ذلك - ليس جديداً على <حزب الله>، ولم يكن وليد لقاء السيد نصر الله بالرئيس الحريري في نيسان الماضي، وإنما سبق ذلك بأكثر من عام، بل سبق ما نشرته مجلة دير شبيغل نفسها!&bascii117ll;
2 - لم يقر جميل السيد بأنه هو أو فريقه السياسي من سرّب المعلومات إلى دير شبيغل، لكنه قال بأنه نصح السيد نصر الله بتسريب هذه المعلومات إلى الإعلام، معتبراً أنها خطيرة وأن تسريبها إلى الإعلام مفيد، مقراً فقط بأنه أرسلها إلى بلمار!&bascii117ll; وبما أن السيد رجل أمن، ومتخصص في التعامل مع الإعلام أيضاً، وبما أنه يعتبر أن نشر هذه الرواية مفيد للفريق المتهم، فهذا كله يعطي إشارة عن الجهة التي سربت هذه الرواية، خصوصاً أن السيد نفسه علّق عقب نشر رواية دير شبيغل في 27/5/2009 بالقول: <إن مجرد نشر الرواية في دير شبيغل أسقط الرواية لأن النشر يعتبر خرقاً لكل الاعتبارات، ولجزء من التحقيق، لقد سقطت الفرضية التي كتبت في الجريدة بغض النظر عن صحتها>&bascii117ll; إشارة إلى أن معلومات صحفية نقلاً عن تقارير مخابراتية كانت قد رجحت الشهر الماضي أن يكون مصدر معلومات دير شبيغل غير بعيد عن فريق الثامن من آذار، سيما أن كاتب المقال أريك فولاث معروف بعلاقاته مع مسؤولين سوريين وايرانيين&bascii117ll; (كان لافتاً أن يختار فولاث جميل السيد تحديداً ليجتمع به، وليخبره عن مصدر معلوماته - على ذمة جميل السيد طبعاً?-)!&bascii117ll;
3 - أكدت هذه الرواية حجم الجهد المبذول من فريق جميل السيد لاختراق المحكمة الدولية، واستقصاء المعلومات المتعلقة بالتحقيقات، واللافت أن عدداً ممن ذكر جميل السيد اسمهم سبق أن استقالوا من المحكمة، ما يفسر ربما أسباب استقالتهم أو إجبارهم على الاستقالة&bascii117ll;
تزوير بالوقائع
إلى جانب هذه الرواية الملتبسة والفاضحة، فقد زوّر السيد جملة من الوقائع؛ يمكن كشف مجموعة منها بسهولة، اعتماداً على ما هو منشور ومعلوم، فيما يمكن للجهات الرسمية التي تملك معطيات حول مجموعة من الموضوعات الأخرى التي أثارها السيد أن تفند صحة كلامه&bascii117ll;
ومن الوقائع التي أوردها السيد بشكل غير صحيح ما يأتي:
1 - يقول جميل السيد: <عبارة شهود الزور وردت مرات عديدة في تقريري ميليس الأوّل والثاني (لم ترد عبارة <شهود الزور> وإنما <شهود> والفرق بينهما كبير)، ثمّ وردت في تقرير برامرتس التقييمي في 8 كانون الأول 2006، والذي سلّمه للقضاء اللبناني ممثّلاً بسعيد ميرزا، الذي قال (لبراميرتس): إنّ الاعتبارات السياسية للدولة اللبنانية تمنع الإفراج عن الضبّاط الأربعة، فأجابه برامرتس: نحن في اللجنة ليست لنا مثل هذه الاعتبارات> -?انتهى كلامه?-&bascii117ll; هذه الواقعة المكررة (رفض ميرزا الإفراج عن السيد نتيجة المعطيات السياسية رغم طلب براميرتس منه ذلك)، كان قد رد عليها وزير العدل السابق شارل رزق لصحيفة النهار بتاريخ 12/3/2010 بالقول:
<لقد أوصى المحقق الدولي ديتليف ميليس بتوقيفهم&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ميليس ذهب وعُيّن مكانه براميرتس، فسأله وزير العدل اللبناني (أي رزق نفسه) تكراراً عما إذا كان لا يزال متمسكاً بتوصية توقيف الضباط الأربعة، فأجاب المحقق الدولي أمام القضاة اللبنانيين بأنه يتمسك بتوصية سلفه>&bascii117ll; ويؤكد رزق أنه كان يعيد طرح السؤال على براميرتس كل شهرين وكان يحصل على الجواب نفسه باستمرار التوقيف&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ثم ذهب براميرتس وعين مكانه بلمار، فأعاد الوزير رزق طرح السؤال عليه عما إذا كان لا يزال متمسكاً بتوصية توقيف الضباط الأربعة، فكان جوابه نعم! (أكد على هذه الوقائع باتصال <اللواء> به أمس)&bascii117ll;
2 - يزعم جميل السيد أن <براميرتس أبدى رغبته في عدم البقاء في رئاسة لجنة التحقيق في نهاية العام 2007، وعندما وصل سلفه بلمار ليستلم مكانه&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; اتصل براميرتس بالمحامي أكرم عازوري (محامي جميل السيد) وجمعه بالقاضي بلمار، وقال: له أريد أن أبرئ ذمّتي ففي رأسي عبء توقيف جميل السيّد وقرّرت أن أجمعك ببلمار، فأخبر عازوري بلمار بتفاصيل القضية كلّها منذ محاولة ميليس توريط السيد إلى قول ميرزا بيدعسني سعد الحريري (يعني إذا أطلق سراحه)، وعندما انتهى اللقاء، قال براميرتس للمحامي عازوري إن بلمار تأثر&bascii117ll; سلّملي على الجنرال، وقل له إن مهمتي ليست إصلاح القضاء عندكم، ولم تكن لديّ الشجاعة الكافية لأن أفعل له أكثر من ذلك وربما تكون لدى بلمار شجاعة أكثر مني> -?انتهى كلامه?-&bascii117ll; والسؤال - بغض النظر عن الغرابة الظاهرة لهذه الرواية التي تشبه حكايات ألف ليلة وليلة - لماذا لم يطلق بلمار الضباط الأربعة فوراً طالما أنه <تأثر>؟، لماذا انتظر قيام المحكمة التي ألزمته بمدة توقيف محددة؟، وكيف تستقيم هذه الرواية مع نفي بلمار الواضح مؤخراً وجود شهود زور، أو أنه سبق له أن استخدم هذا التعبير، بل نفيه صفة الشاهد أو المتهم عن زهير الصديق وهسام هسام؟!&bascii117ll;
3 - في إطار تشكيكه بـ <شعبة المعلومات> زعم السيد أن العميد وسام الحسن <أحضر شاهد زور> هو أحمد مرعي ولقّنه ما يقول، وأن السيد طلب من لجنة التحقيق الدولية إخضاع مرعي لآلة كشف الكذب فرسب، <ثمّ جاءني الردّ من لجنة التحقيق بأنّه لا داعي لرؤية الشاهد مرعي> - انتهى كلامه?-&bascii117ll; والصحيح في هذا الموضوع - كما هو معلوم للجميع - أن السيد رفض مرات عدة (خمس أو ست مرات) مقابلة أحمد مرعي، حيث كان في كل مرة يتذرع بأمر ما؛ فمرات كان يتذرع بأنه يرفض اقتياده مكبّل اليدين - كما ينص القانون - إلى قلم التحقيق، مهدداً بإيذاء نفسه، وفي مرات أخرى كان يتذرع بظروف صحية (إسهال معوي)، ومرات بغياب وكيله المحامي عازوري&bascii117ll; وهذه وقائع منشورة في الصحف في حينه&bascii117ll;
قال جميل السيد أيضاً: إن <شعبة> المعلومات <لم تلق القبض على أية شبكة تجسّس إسرائيلية، بل حصل ذلك بعد الإفراج عن الضباط الأربعة فأين كانوا قبل ذلك؟&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لقد صاروا بحاجة إلى براءة ذمة فتمّ توقيف شبكات التجسس للقول إنهم يقاومون إسرائيل من خلال توقيف شبكاتها> - انتهى كلامه -&bascii117ll; والمعلوم أن الإفراج عن الضباط الأربعة جرى في 29/4/2009، وأنه في 11/4/2009 أوقف أديب العلم وزوجته، بعد رصد طويل، أي قبل الإفراج عن السيد (والعلَم هو الصيد الأهم في مجال التجسس، باعتبار أن توقيفه أدى على توقيف عملاء آخرين استناداً إلى أرقام خطوط الهواتف التي أعطاها هذا العميل لمشغليه الإسرائيليين)&bascii117ll; كما أن الفضيحة التي أغفلها جميل السيد في هذا المجال؛ هي أن أديب العلم كان ضابطاً بإمرته، وأن معظم العملاء الذين أوقفوا مؤخراً، بدأوا عمالتهم في الزمن الذي كان يمسك فيه جميل السيد بأمن البلاد، دون أن يوقَف أحدٌ منهم!&bascii117ll;
هذه بعضٌ من الوقائع التي رواها السيد خلافاً للحقيقة، أما في ما يتعلق بمجموعة من الوقائع الأخرى، التي ادعى السيد صحتها، فليس ثمة في سيرة جميل السيد ما يدعو لتصديقها، خصوصاً أن لا دليل عليها&bascii117ll;
ـ 'الأخبار' شيء ما يتغيّر في بكركي...جان عزيز:
أكثر من أن تحصى، باتت مؤشرات التبدُّل في الخطاب والسلوك البطريركيين. بدأت سلسلتها بالخطوة غير المعلنة رسمياً، التي اتخذها سيّد الصرح بإحداث تغييرات داخل هيكلية سدّته. بحيث قيل إن أشخاصاً، يعتبرهم البعض محسوبين على فريق سياسي معيّن، جرى إبعادهم. وكان اللافت أن تلك الخطوة تزامنت مع &laqascii117o;تخفيف الإجر" لعدد كبير من زوار الصرح الدوريين، من الفريق نفسه، والمتهم بأنه المتعهّد بوظيفة &laqascii117o;كوتشينغ" سياسي للبطريركية المارونية.
وتزامنت الخطوة نفسها مع صمت بطريركي نسبي ولافت أيضاً، حيال القضايا الخلافية الأساسية، والتي تفرز فريقي الصراع في البلاد. من سوريا وإيران إلى حزب الله والسلاح... لم يصدر عن صاحب الغبطة ما يعاكس مواقفه السابقة. غير أن التصريحات ـــــ الصدمات في لحظات مفصلية غابت في شكل شبه كامل.
بعدها، تلاحقت المؤشرات، على أهمية بعضها أو عاديّته: كانت ثمّة زيارة بطريركية لأبرشية بعلبك ودير الأحمر. يومها قيل إن جهة سياسية حزبية موالية دخلت على خط برنامج الزيارة، محاولةً حصرها بمنطقة الدير، حيث تدين لها أكثرية واضحة بالولاء السياسي، فيما حاولت الجهات المقابلة توسيع إطارها لتشمل منطقة بعلبك، حيث الأمزجة السياسية مغايرة. وعلى هامش البحث، طرح موضوع مشاركة حزب الله في استقبال غبطته، فيما العلاقة بين بكركي وحارة حريك شبه مقطوعة، على أثر المواقف المتراكمة من بيان البطريرك عشيّة الانتخابات النيابية الأخيرة، وصولاً إلى تصريحه حول &laqascii117o;ما يسمّى حزب الله"... غير أن سيّد بكركي عرف كيف يدوزن الخطوة، فحوّل الزيارة إلى مناسبة لافتتاح دار المطرانية، وشارك &laqascii117o;الحزب"، قبل أن يبادر صفير في كلامه متوجّهاً إلى النائب إميل رحمة بأكثر من لفتة تحمل أكثر من دلالة سياسية...
بعد أيام، كان موعد بطريركي مع زيارة أخرى إلى قضاء جبيل، محطة متنازع عليها في قرطبا، إلى مائدة فارس سعيد. فجأةً تعثّرت الخطوة، ثم طارت. قيل إن حساسيات كنسيّة محلية ساهمت في إلغائها، وقيل أيضاً إن حسابات رئاسية كانت وازنة في قرار الإلغاء، وخصوصاً أن المنطقة هي مسقط رأس الرئيس، وهي مسرح تنافس حاد على الزعامة، وعلى سيناريوات استحقاقي 2010 و2014.
لكن الأكيد أن زوار بكركي سمعوا منه بعدها كلاماً واضحاً حول قراره الجازم بألّا يزور أي منطقة لا يكون فيها إجماع على زيارته وبرنامجها بكل تفاصيله...
بعد جبيل، جاء بيان مجلس المطارنة الأخير ليطالب الدولة &laqascii117o;بحملة دبلوماسية وإعلامية واضحة وواسعة" لمواجهة التوطين، وهو موقف تطابق مع خطاب المعارضة حيال القضية بعد أعوام من وصف الفريق الآخر لهذا الخطاب بأنه &laqascii117o;مجرد فزاعة".
ثم تلاحقت الخطوات. في الديمان، وطيلة &laqascii117o;الصيفية" البطريركية، غابت مواقف الصقور الآذاريين عن المنبر القريب من بشري، وتحركت مجدداً لجنة مساعي التهدئة المنبثقة من الرابطة المارونية، لتثمر زيارة سليمان فرنجية إلى البطريرك، بدعوة منه، وموعد غداء. في ذلك اللقاء، قال فرنجية كل شيء، على طريقته، بصراحته وعفويته. وبدا سيّد الصرح موافقاً. لم يعترض إلّا على &laqascii117o;العتب" حيال مواقف سابقة له، بدت منحازة. رفض التوصيف، من باب تأكيده أنه على مسافة واحدة...
أمس، فيما كثيرون يعملون على كيفية إعادة الحرارة إلى الخط البطريركي ـــــ الشيعي، كان السفير الإيراني في بكركي، خطوة أخرى تعزّز الانطباع بأن شيئاً ما يتغيّر في بكركي. وفي هذا الوقت كان زوار الصرح ينقلون عن سيّده كلاماً توافقياً كيانياً حاسماً: &laqascii117o;مهما كانت الظروف والأوضاع، محكوم علينا نحن اللبنانيين بأن نحيا معاً".
هل من قراءة لأسباب هذه الظاهرة؟ المراقبون يفيضون بالتحاليل والاجتهادات. بعضهم يقول إن ما نراه هو في جزء منه انعكاس لسياسة فاتيكانية ستتضح أكثر وتترجم &laqascii117o;أسود على أبيض" في السينودس الخاص بالشرق الأوسط، الذي سينطلق في روما في العاشر من الشهر المقبل.
بعض آخر يضيف أن الهمس الفاتيكاني مساهمة فرنسية وأميركية بعد فتح الخطوط بين باريس وواشنطن مع دمشق، أو بعد انكفاء حركة سفيريهما صوب الصرح عمّا كانت عليه أيام إيمييه وفيلتمان.
بعض ثالث يوحي بتأثير جنبلاطي. على قاعدة أن البطريرك يراقب دوماً مسار سيّد المختارة ويدرس خطواته، وغالباً ما يتبعها من بعيد، أو مع فارق زمني.
بعض رابع يتحدث عن عملية إعادة قراءة ذاتية لكل معطيات المرحلة ودروس ما سبقها، وإرهاصات ما قد يلي، وعن واقعية سياسية، لم تتأخر، وإنْ تريّثت في إظهار ذاتها...
مهما كانت الأسباب، وخصوصاً إذا كانت الحقيقة في مجموعها كلّها، يظل الظاهر أن شيئاً ما يتغيّر في بكركي، وهو يستحق المتابعة، والمواكبة.
ـ 'الأخبار' رئيس قلم المحكمة: أخطــأنا بشــأن التقرير الماليعمر نشابة:
هيرمان فون هابيل رئيس قلم المحكمة الدولية في موقع لا يُحسد عليه. فالرجل تولى مسؤولية كان قد تراجع عنها سلفاه عبر استقالتهما. ارتكب خطأً في تحديد موعد صدور التقرير المالي، ربما بسبب اندفاعته. صحّح أمس الخطأ، وربّما تراجعت اندفاعته
&laqascii117o;إن إجراءات وضع تقرير عن نفقات المحكمة (Aascii85DIT REPORT) لم تنته بعد. لقد كُنت متفائلاً في نيسان، فاعتقدت أن هذا التقرير يمكن أن يُنجز سريعاً لكن يبدو أن العمل سيستغرق وقتاً إضافياً" قال لـ&laqascii117o;الأخبار" أمس هيرمان فون هابيل، رئيس قلم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالإنابة. فون هابيل، الهولندي الجنسية الذي تولى مركزه بعد استقالة سلفه الأميركي دايفيد تولبرت الذي كان قد خلف البريطاني روبن فينسنت بعد استقالته أيضاً إثر خلاف بينه وبين المدعي العام الدولي دانيال بلمار، اعترف إذاً بخطأ ارتكبه في 16 نيسان 2010. يومها قال رئيس القلم بالإنابة، خلال مقابلة أجرتها معه &laqascii117o;الأخبار" في بيروت (مقابلة مسجّلة نُشرت في 17 نيسان) إن تقرير نفقات المحكمة سيوضع في شهر أيار وسيُعلن عن مضمونه في حزيران أو تمّوز 2010.
خفّة لافتة تميّز تعاطي الحكومة مع أموال الخزينة وغياب مراقبة الإنفاققبل العودة إلى ما قاله الرجل لـ&laqascii117o;الأخبار" حرفياً (ونقلته المسؤولة في مكتب التواصل التابع للمحكمة الدولية في بيروت الزميلة وجد رمضان)، لا بد من التذكير بأن الحكومة اللبنانية وافقت بموجب المرسوم الرقم 3346 (تاريخ 23 شباط 2010) على منح وزارة العدل سلفة خزينة قيمتها أربعون ملياراً وثمانمئة وثلاثة وثمانون مليوناً وتسعمئة وخمسة وثمانون ألف ليرة لبنانية (40،883،985،000 ليرة) لتأمين &laqascii117o;مساهمة الدولة اللبنانية في نفقات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري" (49 بالمئة) عن السنة الثانية من عملها (2010ــــ2011)، بينما لم يصدر حتى اليوم تقرير عن نفقات هذه المحكمة للسنة الأولى من عملها (2009ــــ2010). وكانت الحكومة قد سدّدت، بموجب المرسوم 1372 (تاريخ 17 شباط 2009)، 12 مليار ليرة لبنانية. يدلّ ذلك على خفّة لافتة تميّز تعاطي الحكومة مع أموال الخزينة وغياب مراقبة إنفاق أموال الناس والدولة، بغض النظر عن وجهة الإنفاق. وفي هذه الحالة إن الحكومة الحالية ملزمة بتسديد 49 في المئة من نفقات &laqascii117o;المحكمة الخاصة بلبنان" كما ورد في نصّ الاتفاقية الدولية بين لبنان والأمم المتحدة المرفق بالقرار 1757 (النبذة (ب) من المادة 5) وذلك بموجب نصّ البيان الوزاري (البند 13) الذي نالت الحكومة على أساسه ثقة المجلس النيابي.
يذكر أن فون هابيل ما زال يشغل منصب رئيس قلم المحكمة بالإنابة، فلم يقرّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حتى اليوم تعيينه رئيس قلم. ولدى سؤال &laqascii117o;الأخبار" عن أسباب ذلك، قال مسؤول في لاهاي: &laqascii117o;إن القضية تتعلّق بأمور إدارية خاصّة بالأمم المتحدة".
في 16 نيسان الفائت سألت &laqascii117o;الأخبار" فون هابيل أثناء زيارته لبنان: هل وضعتَ تقريراً عن نفقات المحكمة خلال عامها الأول؟ وهل يمكنك تزويدنا بلمحة عن مضمون هذا التقرير والأشخاص الذين أعدّوه؟ إن اللبنانيين يسددون 49% من ميزانية المحكمة، أليس لهم الحق أن يسألوا كيف تُنفق أموالهم؟ فأجاب &laqascii117o;إن ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان وافقت عليها لجنة الإدارة التي يتمثّل فيها لبنان، كما يتمثّل فيها المساهمون الأساسيون. إن لجنة الإدارة تشرف على الإنفاق، ولا تقرير لنفقات المحكمة خلال 2009، لكن التقرير سيوضع في أيار بواسطة مكتب التدقيق المالي البريطاني الوطني. وسيرسل التقرير إلى لجنة الإدارة ويُرجّح أن يُعلن مضمونه بين شهري حزيران وتموز. طبعاً إن من حق المساهمين معرفة كيف تُصرف مساهماتهم، وقبل كل المساهمين، يجب أن يعرف اللبنانيون لكونهم المساهم الأكبر في المحكمة الخاصة بلبنان".
وأمس قال فون هابيل: &laqascii117o;نحن نتوقّع أن يُرسل تقرير عن نفقات المحكمة إلى لجنة الإدارة في نيويورك قريباً. لا يمكنني تحديد تاريخ معيّن لكني أؤكد أن المسألة مسألة أسابيع لا أشهر. وما سيُعلن سيكون ملخّصاً عن التقرير لا التقرير الكامل".
إن رئيس القلم بالإنابة تحدّث عن &laqascii117o;ملخّص تقرير نفقات"، لكن كيف يمكن أن &laqascii117o;يعرف" اللبنانيون (المساهم الأكبر) &laqascii117o;كيف تُصرف مساهماتهم" من دون تزويدهم بشرح تفصيلي عن صرف أموال خزينة دولتهم؟ وهل سيتضمّن التقرير الملخّص معلومات عن رواتب الرئيس أنطونيو كاسيزي والمدعي العام دانيال بلمار وضابط الاستخبارات البريطاني التابع له (مايكل تايلور) وسلفه نيك كالداس الذي لم يشأ تجديد تعاقده مع المحكمة الدولية فعاد إلى أوستراليا من دون أن تصدر إشارة رسمية واحدة عن &laqascii117o;إنجازاته"؟
ألا يحقّ للناس أن يعرفوا كيف تُصرف مليارات الليرات؟ ألا يحق لهم أن يعرفوا ما إذا كانوا يسدّدون نفقات آلية قد تسهم في تدمير ما بقي من بلدهم بحجّة عدالة دولية اختارت جريمة واحدة وتناست آلاف الجرائم الإسرائيلية؟
سلفة خاصة بمحكمة لا وجود لها
ورد في نصّ المرسوم رقم 3346 (تاريخ 23 شباط 2010) حرفياً: &laqascii117o;تأمين مساهمة الدولة اللبنانية في نفقات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري" بينما الاسم المعتمد رسمياً هو &laqascii117o;المحكمة الخاصة بلبنان". إن السلفة التي