قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 20/9/2010

ـ 'الأخبار'
هل يشتري الحريري الوقت أم لا حول له ولا قوّة؟
ابراهيم الأمين:

لفت مراقب على صلة بمصادر معلومات في الولايات المتحدة إلى أن أحداً من الحلفاء اللصيقين بالرئيس سعد الحريري في لبنان لم ينتقده بقوة على ما أطلقه من مواقف في الفترة الأخيرة، التي عُدّت تنازلاً لمصلحة سوريا. كما لفت المراقب نفسه إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية، وخصوصاً المعنيين بالملف اللبناني، لم يتحدّثوا سلباً عن خطوات رئيس الحكومة داخلياً أو على مستوى العلاقة مع سوريا. بل أكثر من ذلك، يلفت المراقب إلى أن التقارير الواردة من العاصمة الأميركية لا تشير مطلقاً إلى وجود رسائل شكوى مرفوعة من أي من السياسيين اللبنانيين النافذين في فريق الحريري أو بين مسيحيي 14 آذار تدعو واشنطن إلى التدخل مع رئيس الحكومة خشية أن يكون في مرحلة انتقال من موقع إلى موقع.
الأمر الآخر، بحسب معلومات المراقب نفسه، أن التقارير الواردة من العاصمة الأميركية تؤكد أن أي تغيير حقيقي في ملف المحكمة الدولية لم يطرأ، وأن كل المناقشات التي جرى الحديث عنها في الآونة الأخيرة، وخصوصاً منذ انعقاد القمة السعودية ــــ السورية، لم تثمر تغييراً في قواعد اللعبة التي كانت قائمة قبل مدّة. وهذا يعني، بحسب المراقب نفسه، أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة وبيروت ينظرون إلى ما يجري الآن نظرةً مختلفة عمّا يروّج له آخرون. ويحدد المراقب الإطار بالآتي:
أولاً: ان الولايات المتحدة لا تتعامل بجدية مع التحذيرات الواردة من السعودية عن مخاطر انفجار أهلي كبير يهدد مصالح حلفاء المملكة في لبنان. وهي تعتقد أن بمقدور الرياض، كما بمقدور الآخرين في بيروت، ممارسة مستوى أعلى من الضغط المقابل للضغط الآتي من الجبهة السورية، وأن يصار إلى منع أي تنازلات جوهرية.

ثانياً: ان الولايات المتحدة تبرّر للحريري ما يقوم به على قاعدة أنها الخطوات الأفضل لاحتواء الهجوم القائم من جانب حلفاء سوريا وفي مقدمهم حزب الله، وأن ما يقوم به الحريري مع القيادة السورية وما يطلقه من مواقف ربما يكون مفيداً في تهدئة الطرف الآخر وتأجيل أي مشروع للتحرك من جانبه. ولذلك فإن كلمة السر الموزعة على حلفاء الحريري في بيروت والمنطقة: اتركوه فهو يقوم بدوره على أحسن ما يرام.
ثالثاً: يلاحظ المراقب أن مجمل المعطيات المحلية السياسية وغير السياسية تشير إلى أن الحوار السوري ــــ الفرنسي ربما لم يصل إلى نتيجة تفيد بالحد من قلق سوريا وحزب الله بشأن القرار الاتهامي. وينقل المراقب عن مصادر أميركية مطلعة أن المدعي العام الدولي دانيال بلمار قرر أن يأخذ بعض الوقت (غير الطويل) لمراجعة مواد قراره الاتهامي، ولكنّ هناك إشارات قوية من جانبه إلى أنه لن يدخل تعديلات جوهرية على القرار الذي يتهم عناصر من حزب الله بالتورط في جريمة اغتيال الحريري، وأنه سيبادر ابتداءً من نصف تشرين الثاني المقبل إلى إعداد العدة لإصدار تقريره.

معلومات أميركية عن ثبات مواعيد بلمار و&laqascii117o;بلاغ فرنسي" بأن القرار الاتهامي مؤجل حكماً
إلى آخر السنةفي جانب آخر، يبدو فريق الحريري في بيروت غير بعيد عن هذه الأجواء. وإذا صحّت المعلومات عن قول الحريري لمساعديه ولكوادر ولحلفاء من أنه يشتري الوقت ريثما تنطلق كرة الاتهام من الخارج، فإن مؤشرات التوتر على كل تقدم في ملف شهود الزور تصبح مبررة، وخصوصاً أن من يقف خلف قرار استدعاء اللواء جميل السيد إلى التحقيق على خلفية أنه هدد الحريري بمحاسبته على ظلمه، يريد ـــــ على ما يبدو ـــــ اختبار ردة فعل الطرف الآخر العملانية، ما يعني أنه استطلاع بالنار. لهذا السبب ربما، بادر حزب الله إلى خطوات سياسية وميدانية من النوع الذي يحمل إجابات عن أسئلة المناورة القائمة من جانب فريق الحريري. وإلا كيف يستوي المنطق بأن يصار إلى مساءلة السيد على رفع سقف احتجاجه الكلامي، بينما لا يقدم القضاء في لبنان ولا الأمن فيه على نصف خطوة في ملاحقة المسبّبين الاعتقالَ التعسفي للضباط الأربعة ومواطنين آخرين لنحو 4 سنوات؟
ومع ذلك، فإن عاملين على خط الاتصالات السورية ــــ الفرنسية يشيرون إلى وقائع فيها بعض الاختلاف. لا يتحدث هؤلاء عن تغييرات جوهرية في موقف الرئيس الحريري، بل لديهم الكثير من الشكوك، وخصوصاً أنهم يراقبون تعامله ببرودة شديدة مع ملف شهود الزور. لكنهم يلفتون الانتباه إلى أن حصيلة مشاورات مكثفة جرت بين باريس والرياض ودمشق أثمرت &laqascii117o;بلاغاً فرنسياً رسمياً بأن القرار الاتهامي مؤجل حداً أدنى إلى موعد أدناه الخامس عشر من كانون الأول 2010". ويضيف هؤلاء أن الجهود التي بُذلت وانتهت إلى هذه النتيجة، لم يكن فيها للحريري أي دور. بل أكثر من ذلك، يلفت هؤلاء إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ الحريري &laqascii117o;أننا لا نحتاج مساعدة من أحد للبحث بأمر القرار الاتهامي وخطورته، ولدينا من العلاقات والنفوذ ما يتيح لنا التوصل إلى نتائج"، وهو كان يشير إلى البلاغ الفرنسي.
ولكن الأمور لا تقف عند هذا الحد، لأن العاملين أنفسهم يشيرون إلى أن باريس تتعرّض لضغط غير مسبوق من جانب الولايات المتحدة الأميركية لعدم المس بسسآلية عمل المحكمة وجدول المواعيد الخاصة بعمل المدعي العام. ويبدي المصدر نفسه خشية من أن تكون الأمور في المرحلة المقبلة ذاهبة باتجاه تعويم فكرة القرار الاتهامي والإعلان أنه لا وجود لفرصة تجنّب لبنان أي ردة فعل على قرار يتهم المقاومة، وخصوصاً أن التوقعات بشأن ردة الفعل هذه لا تعطي وعداً بأقلّ من 7 أيار.


ـ 'الأخبار'
إنّها لعنة جون كنيدي
يحيى دبوق:

رغم التعثّر الذي يصيب خيار القرار الاتهامي ضد حزب الله، من ناحية إسرائيل، فإنّ من المبكر الجزم بأن تل أبيب قد أسقطت رهانها كلياً عليه. فما زال في القرار والمحكمة الدولية عموماً، مادة استفادة إسرائيلية مؤمّلة، رغم أنها لم تعد بالمستوى نفسه الذي كانت عليه ابتداءً.
في الأساس، تتراوح استفادة إسرائيل من المحكمة الدولية، بين الفتنة واحتواء حزب اللّه حداً أقصى، وبين إشغال الحزب وحرف اهتماماته عن تل أبيب، حداً أدنى، وكلاهما يحقق تجنّب حرب لم تتوافر جهوزيّتها بعد لدى صانع القرار الإسرائيلي.
نتيجة للعملية الاستباقية التي شنّها حزب اللّه على القرار الاتهامي، وصولاً الى تطورات الأيام القليلة الماضية، بدأ يظهر في إسرائيل تلمّس ضعف خيار المحكمة. بالطبع لا ترتبط الخشية بإمكان انفلات القرار الاتهامي وسقوطه، بالضرورة، إذ يمكن تل أبيب الدفع باتجاه صدوره تماماً كما كان يخطط له ابتداءً، إلا أن الخشية مرتبطة بسقوط التداعيات المؤملة للقرار نفسه. فلا جدوى من قرار اتهامي لحزب الله، من ناحية إسرائيلية على الأقل، من دون إمكان صرفه والبناء عليه.
بعد &laqascii117o;هفوة" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، والكشف عن موعد صدور القرار الاتهامي والفتنة المرتقبة، كما كان مخططاً له ابتداءً للبنان كنتيجة قصوى مأمولة لصدور القرار، صمت المسؤولون الإسرائيليون واتّبعت تل أبيب أسلوب &laqascii117o;التصويب" غير المباشر للأمور، من خلال تقارير وتسريبات إعلامية، داخل إسرائيل وخارجها. وفي الفترة الأخيرة، بدأت إشارات القلق والخشية تتسرب من جديد إلى التقارير الاعلامية الإسرائيلية، إلى حد التعبير عن شبه يأس من إمكانات خيار القرار الاتهامي والمحكمة الدولية ضد حزب الله.

ويشير ضابط رفيع المستوى لصحيفة جيروزاليم بوست، قبل أيام، إلى أن إسرائيل معنية وقلقة مما يمكن أن يحدث في لبنان، والسؤال هو: هل يتصادم حزب الله مع قوى 14 آذار، أم يوجه جام غضبه نحو إسرائيل، علماً بأن &laqascii117o;الاحتمال قائم بأن تؤجل المحكمة الدولية قرارها، إلى حين استقرار الوضع في لبنان".
وكتحليل إسرائيلي نادر حيال توجهات وإمكانات اللاعبين الدوليين حيال القرار الاتهامي والمحكمة الدولية، وكبدء بيّنة لاتجاه الأمور بما لا يتوافق مع المصلحة الإسرائيلية، نشرت صحيفة هآرتس قبل أيام تحليلاً عن موقف السعودية وفرنسا والولايات المتحدة من المحكمة ومن القرار الاتهامي. وبحسب صحيفة النخبة في إسرائيل، فإن السعودية تضغط على فرنسا والولايات المتحدة، &laqascii117o;كي تترك التحقيق في قتل الحريري يموت". وفرنسا التي تصرّ على إجراء المحاكمة، تطمح في الوقت نفسه الى أداء دور في المسيرة السياسية بين سوريا وإسرائيل، و&laqascii117o;قد تفضل في نهاية الأمر أن تدفع ثمناً سياسياً لدمشق لقاء ذلك، وبالتالي أن تؤيد إسقاط المحكمة وحلها".
وبحسب هآرتس أيضاً، فإن الولايات المتحدة التي تعلن أن المحكمة الدولية ليست ورقة مساومة، &laqascii117o;تخشى" في الوقت نفسه &laqascii117o;على الاستقرار في لبنان"، وبالتالي قد ترى أن قرارات المحكمة الدولية ستسبّب تداعيات لا يقل منسوبها سلبيةً عن تداعيات قتل الحريري، ما يعني إمكان وضع سؤال &laqascii117o;من قتل الحريري؟"، إلى جانب سؤال &laqascii117o;من قتل (الرئيس الأميركي الأسبق) جون كنيدي؟". فالجواب عن هذا السؤال، تضيف الصحيفة &laqascii117o;قد يعرض كثيراً من المصالح (الأميركية) للخطر".
هل يعني ذلك أن إسرائيل بلغت مرحلة ما بعد إسقاط مفاعيل القرار الاتهامي؟ قد يكون السؤال مرتبطاً بمرحلة لم تتضح معالمها بعد، لكن في الوقت نفسه، يبدو أن تل أبيب بدأت تدرك حدود قدرة هذا الخيار على تحقيق مصالحها في مواجهة حزب الله، بعدما جرّد الأخير هذا الخيار من مكوناته الأساسية. والمسألة لا ترتبط فقط بالقرائن التي كشف عنها السيد حسن نصر الله، بل أيضاً بقدرة اللاعبين المحليين والدوليين، التي ظهر تواضعها، في تحقيق المصلحة الإسرائيلية من خلال القرار الاتهامي.
الأخطر في هذا السياق، من ناحية تل أبيب، أن المسألة تجاوزت مجرد إسقاط رهانها على خيار المحكمة. إذ وردت إشارات قلق إسرائيلية عبّر عنها تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، في أعقاب المؤتمر الصحافي الأخير للسيد نصر الله، حذّر (التقرير) من سيناريو متطرف، قد تجد فيه الدولة العبرية نفسها أمام تحقيق دولي، باعتبارها طرفاً مشتبهاً فيه في عملية قتل الرئيس رفيق الحريري. وحذرت الإذاعة من إمكان وقوع تل أبيب في فخ المساءلة القضائية الدولية، ما لم يُحسن مسؤولوها أداءهم.


ـ 'الأخبار'
سباق بين تكبيل &laqascii117o;المستقبل" واستعادة التهدئة
ثائر غندور:

الحكومة أمام امتحان صعب. قوى سياسيّة عديدة باتت تُراهن اليوم على ضرورة إنهاء المشروع السياسي لرئيس الحكومة عبر إسقاطه أو تكبيله، في وقت يسعى فيه البعض إلى استعادة جوّ التهدئة
يُردّد مقرّبون من رئيس الحكومة سعد الحريري أنه يعيش حالة اكتئاب جرّاء ما يجري في البلاد من توتير سياسي. لكنّ هذا لم يدفعه إلى كسر إجازته، فلم يعد إلى بيروت إلا ليل أمس.
لكنّ الواقع السياسي الذي على رئيس الحكومة التعاطي معه بعد العودة ليس سهلاً.
فبحسب المعلومات المتقاطعة من مصادر عدّة، ستشهد الأيّام المقبلة تصعيداً سياسياً حاداً، يهدف إلى إسقاط حكومة سعد الحريري. في المقابل، ثمّة مَن يسعى جدّياً إلى إعادة إحياء التهدئة السياسيّة التي سادت خلال الأسابيع الماضية، ومن يعمل على هذه التهدئة هم الأطراف عينها التي عملت عليها في الأسابيع السابقة. اللاعبون الأساسيّون في هذا المجال يرفضون الحديث عن مساعيهم من أجل عدم تعريضها للخطر.
ويؤكّد أصحاب نظريّة إسقاط الحريري، وهم من المقرّبين من دمشق وممّن زاروها أخيراً، أن دمشق &laqascii117o;لا تتدخّل في تفاصيل اللعبة الداخليّة"، وهو كلام سيسمعه كلّ من يزورها، قبل أن يضيفوا: &laqascii117o;لكننا قرّرنا أن نُكمل الهجوم السياسي على الحريري حتى إسقاطه أو تكبيله".

ما الذي أبقاه سعد الحريري ليُقدّمه إلى سوريا؟ويرى هؤلاء أن الفريق الذي أتى إلى الحكم منذ سنوات عبر انقلاب سياسي، لا يُمكن &laqascii117o;أن يستمر بالحكم معنا بعد فشل هذا الانقلاب". ويعتقد هؤلاء الساسة أنّ الحريري أخطأ في الفترة الماضية عندما أعطى وعوداً إلى سوريا ولم يفِ بها. تكثر الأمثلة في هذا المجال، ومنها الهجوم الإعلامي والسياسي على حزب الله ومحاولة اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإبقاء فريق المستشارين ذاته من دون أي تغيير يُذكر، وكذلك إبقاء دور الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه، والتمسّك بالتحالف مع رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوّات اللبنانيّة سمير جعجع. باختصار، يستعمل هؤلاء العبارة التي استعملتها وزيرة الخارجيّة الأميركيّة السابقة كوندوليزا رايس يوم قالت: لا نريد تغيير النظام (تقصد سوريا) بل تغيير سلوكه وحسب. يقول هؤلاء، لم نعد نُريد تغيير السلوك (يقصدون الحريري)، بل تغيير قواعد اللعبة برمّتها.
في المقابل، يقول مقرّبون من فريق الحريري أن التعليمات ليست واضحة لجهة التعاطي مع التطورات بانتظار عودة رئيس الحكومة (وقد عاد فعلاً ليل أمس)، ويُؤكّد أحد هؤلاء المستشارين أن الأساس هو الردّ على كلّ تصعيد كلامي بمثيله.
لكنّ اللافت في هذا المجال هو عودة الكلام عن التهديد بالخيارات المتطرفة للطائفة السنيّة، &laqascii117o;أولاً يعرف هؤلاء أن التعاطي هكذا مع رئيس الحكومة يأخذ الطائفة السنيّة إلى مكان آخر وخطر جداً؟".
في هذه الأثناء، عبّأ المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، جمهور سعد الحريري بالبيان الذي أصدره رداً على اللواء جميل السيّد. وبحسب مقرّبين من الحريري، فإن هدف البيان هو شدّ عصب الشارع، وقد نجح الأمر. المقرّبون من الحريري يُعدّون أنفسهم لمواجهة شرسة في الساعة التي سيعود فيها زعيمهم إلى البلاد. مواجهة قوامها أن حزب الله &laqascii117o;والمقاومة" يخسران كثيراً كلّما يدخلون في الملف الداخلي، &laqascii117o;وأبو عمّار كان يملك أوراق قوّة أكثر منهم، لكنّه خسر يوم دخل في الوحل اللبناني الداخلي".
يُحدّد المقرّبون من الحريري المعركة على أساس الصراع بين الحقّ والباطل: معركة بين من يُريد العدالة من أجل استقرار البلاد ومستقبل أولاده، ومن يُريد أن &laqascii117o;يبيعنا الاستقرار مقابل التخلّي عن العدالة".
يرى هؤلاء أن الأيّام المقبلة ستحمل تصعيداً سياسياً كبيراً: &laqascii117o;كلّ فريق سيستخدم جميع &laqascii117o;أسلحته". لكنّ الوضع الأمني ليس في خطر حقيقي"، يقول أحد المقرّبين من الحريري، ويُضيف آخر إنها قد تكون المعركة الأخيرة، لذلك &laqascii117o;يُفترض الاستنفار".

تلقّت المنظومة الأمنيّة والقضائيّة التي رعاها الحريري ضربة قاسيةويُفاجأ الحريريّون عندما يسمعون كلاماً عن أن التهجّم على حزب الله بقساوة والإيحاء بأنه مسؤول عن اغتيال الرئيس الحريري يُمثّل مشكلة عند الجانب السوري. ويبدو أن المستقبليّين يصدّقون ما يردّده مستشار رئيس الحكومة وابن عمّته، نادر الحريري، عن أن السوريين أبلغوه أنهم مستعدون لتسوية تقضي بتسليم رأس حزب الله مقابل رأس القوات اللبنانيّة. وهي معلومة باتت موجودة عند أغلب القوى الحليفة للحريري، كذلك عُمّمت على قواعد هذا التيّار.
في هذا المناخ، يسأل حلفاء الحريري أنفسهم عن السبب الذي دفع رئيس الحكومة إلى وضع نفسه في الزاوية. يرى هؤلاء أنّ الرجل أخطأ يوم تولّى رئاسة الحكومة، وأخطأ ثانيةً يوم قدّم تنازلاً تلو الآخر إلى دمشق من دون الحصول على الحدّ الأدنى، وهو القدرة على الحكم.
واليوم، يُضيف هؤلاء، تلقّت المنظومة الأمنيّة والقضائيّة التي رعاها الحريري ضربة قاسية. ففي اللحظة الحاسمة التي كان يجب فيها تبليغ اللواء جميل السيّد، لم تستطع الأجهزة الأمنيّة القيام بذلك. عدم الذهاب هو ضربة قاسية للوقار. اللجوء إلى الإعلام هو هزيمة غير معلنة. طوال خمس سنوات لم يُدلِ ريفي بتصريح سياسي. خلال أسبوعيْن، اضطر الآن إلى إصدار بيانيْن لا يحق له إصدارهما، إن من الناحية الإجرائيّة أو من الناحية القانونيّة، لكون ريفي ليس قاضياً ليُقرّر أن مكان السيّد هو السجن.
وكان جميل السيّد قد اضطرّ سابقاً إلى خطوة مشابهة حين عقد مؤتمراً صحافياً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. خرج السيّد إلى الإعلام، لكنّ احترافه دفعه إلى الاستقالة.
ترنّح وقارهم، ومن خلفهم وقار المدّعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. &laqascii117o;سامح الله الذي ورّط سعد الحريري في هذه الورطة"، يقول أحد المقرّبين منه، في إشارة إلى الوزير إبراهيم نجار، ومن خلفه رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع. وهو الذي يدفع هذا الفريق إلى الدعوة إلى اعتصام للمساعدين القضائيين اليوم أمام قصر العدل، ويُهدّد هؤلاء المساعدين بأنّهم سيُضربون لثلاثة أيّام.
اليوم، حلفاء الحريري ـــــ قبل خصومه ـــــ يسألون ما الذي أبقاه سعد الحريري ليُقدّمه إلى سوريا؟
حتى رأس القوّات اللبنانيّة لم يعد ذا قيمة فعليّة، لأن الحريري بات في حكم المتخلّي عنه. ما يملكه الحريري اليوم هو غطاؤه للمحكمة الدوليّة، وفي هذه النقطة تحديداً، يبدو أن هناك من قرّر المواجهة على طريقته


ـ 'السفير'

ماذا بعد انتهاء فترة المساكنة السياسية.. وكيف سيتصرف الحريري؟
&laqascii117o;حزب الله" يفتح &laqascii117o;المعركة الاستباقية" ضد &laqascii117o;القرار الظني"
نبيل هيثم:

رفع &laqascii117o;حزب الله" في الأيام الأخيرة، سقف خطابه السياسي إلى مستوى غير مسبوق، فلم يجد حرجا في الدعوة إلى إسقاط تمويل ما سماه &laqascii117o;المحكمة الإسرائيلية الأميركية" في اجتماع اللجنة النيابية للمال والموازنة، ولا في إصدار البيان الشديد اللهجة ضد الإجراء القضائي بحق اللواء جميل السيد، ولا في عراضة القوة السياسية التي قدمها عن سابق تصور وتصميم في مطار بيروت، خلال استقباله اللواء السيد.
لدى &laqascii117o;حزب الله"، حسب أكثر من قيادي فيه، أسبابه التي فرضت عليه &laqascii117o;خلع أثواب المسايرة والمهادنة والنزول بلا تردد الى ساحة المواجهة مع رئيس الحكومة سعد الحريري ومن خلفه كل منظومة 14 آذار، وليس أقلها تعرّضه لما تسميه أوساطه &laqascii117o;مكيدة الكلام المعسول" لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، حيث يحاول فريق القرار الاتهامي ضد &laqascii117o;حزب الله"، حجب الأنظار عن التحضيرات الخارجية الحثيثة لإصدار القرار قبل نهاية السنة الحالية وربما في شهر تشرين الأول المقبل على ما كشف دبلوماسيون غربيون في مجلس الأمن الدولي.
وبحسب الأوساط القيادية الحزبية نفسها، فإن خيوط تلك المكيدة لم تكن خافية على &laqascii117o;حزب الله"، وقد امتلك معلومات دقيقة حول رهان البعض على فترة انتظار هادئة، يتخللها تقديم مسكنات سياسية ترضي دمشق والحزب ريثما تحين ساعة وضع رقبة الأخير تحت مقصلة القرار. وتبدّت إحدى أكبر الجرعات المسكنة في الإقرار المتأخر بالخطأ تجاه سوريا والاعتراف بوجود &laqascii117o;شهود الزور". وقد هلّل كثيرون لـ&laqascii117o;جرعة المصداقية الزائدة"، لكنها لم تقنع &laqascii117o;حزب الله" الذي تريث أولاً في إبداء الموقف وراح ينقـّب في خلفيات تلك الجرعة وأبعادها وخلص الى قراءة سلبية لمقابلة الحريري في &laqascii117o;الشرق الاوسط" ووجدها أقرب الى شيك بلا رصيد. وعلى ما يقول قيادي بارز في الحزب، فـ&laqascii117o;إنهم أساؤوا، كما هي عادتهم دائما، تقدير &laqascii117o;حزب الله" واعتقدوا انه كالزوج المخدوع ينام على حرير &laqascii117o;الطبطبة" أو يؤكل بالكلام الفارغ من أية مضامين جدية او من الحد الادنى من المصداقية".
من الواضح ان المشهد الهجومي المتدرِّج الذي يقدمه &laqascii117o;حزب الله"، إنما يندرج، كما يقول الحزبيون، في سياق &laqascii117o;معركة استباقية" قرّر الحزب خوضها وكان تبني قضية اللواء جميل السيد، من ضمنها لما يمــثله من رمزية في معركة &laqascii117o;شهود الزور" التي تشكل بالنســبة إلى &laqascii117o;حزب الله" المدخل الطبيعي لمعركته الكبرى مع المحكــمة الدولية كعنوان &laqascii117o;إسرائيلي أميركي تزويري"، وليس كعنوان يفتح باب البحث عن حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحــريري. ومن هنا، فإن &laqascii117o;حزب الله" نسج من الوقائع الأخيرة رســالة واضحة أرادها أن تصل الى الداخل والخارج وبمضــمون ينــطوي
 على &laqascii117o;إنذار مبكر" فحواه أنّ جميل السيد خط أحــمر، وأن تــصدي &laqascii117o;حزب الله" بالصوت العالي السياسي والإعلامي واللوجستي لإجراء قضائي بحق الــسيد يشـكل &laqascii117o;بروفة مصــغرة ومسبقة" لما قد يكون عليه ردّ فعله مع صدور قرار اتهامي ضده. فالحزب الذي لم يقبل اي مسّ باللواء السيد ولمجرّد استدعاء، فهل سيقبل أن يمسّ بأي من أفراده بقرار ظني يتهمهم باغتيال الحريري"؟
ومع تحديد &laqascii117o;حزب الله" لسقف معركته، يصبح السؤال ماذا بعد المشهد الهجومي المتدرج؟ هل بات لبنان على عتبة الدخول في مرحلة &laqascii117o;الوقائع المتدحرجة" تمهيدا لفرض أمر واقع سياسي جديد؟ هل دخل لبنان عمليا في مرحلة انتقالية تمهـِّد لصدور قرار ظني يضع &laqascii117o;حزب الله" في قفص الاتهام ويفتح البلد على المجهول؟ هل دخل لبنان عمليا في مرحلة انتقالية تمهّد لإزالة آثار ما يصفه &laqascii117o;حزب الله" والمعارضة بـ&laqascii117o; انقلاب 2005"؟ كيف سيتفاعل الاشتباك السياسي والقضائي ضمن حكومة الوحدة الوطنية وهل بات مصير الحكومة على المحك؟ لماذا انكفأ الرئيس سعد الحريري عن الصورة، ومن نصحه بذلك، وماذا سيفعل ان عاد الى بيروت، وكيف سيتعامل مع ما جرى سياسيا وقضائيا، من موقعه كممسك بالناصية الحكومية والقضائية والأمنية؟ هل يمتلك رئيس الحكومة القدرة على تغيير اتجاه الريح التي تهب عليه من &laqascii117o;حزب الله"؟ ما هو مصير التفاهم السوري السعودي؟ هل ان الاشتباك السياسي هو نتيجة موضوعية للعلاقة المترجرجة بين الاطراف الداخليين، ام انه نتيجة مباشرة لاختلال ما شاب العلاقة السورية السعودية ولاسباب عراقية؟ هل سيقرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان التضحية بسفرته الى نيويورك والمكسيك والبقاء تحسبا لأي طارئ سياسي او حكومي؟ اين تقف دمشق من التطورات الاخيرة على ساحة لبنان؟  


ـ 'السفير'
لن تدخل 14 آذار بيني وبين بري... وليخيطوا بغير هالمسلة"
جميل السيد لـ&laqascii117o;السفير": &laqascii117o;مذكرة استدعائي مجمدة حكماً"
عماد مرمل:

على الرغم مما أثاره المؤتمر الصحافي الاخير للواء جميل السيد من ضجيج سياسي مصحوب بغبار مذهبي كثيف، لا يزال &laqascii117o;اللواء" مصرا على استكمال معركته ضد شهود الزور... تحت سقف القانون.
لا يرى السيد ان هناك موجبا لاستخدام أدوات انقلابية، ما دامت قضيته محقة ومستوفية لكل شروط العدالة. بالنسبة اليه، القانون هو حليفه الاول، ولكن المشكلة هي في من يخالفونه ثم يتباكون عليه.
يعتبر السيد ان قوى 14 آذار تتفادى مواجهة المضمون بالتركيز على القشور، إلا انه يبدو واثقا ان هذا الهروب الى الامام لن يفيد في التفلت من تسديد فاتورة شهود الزور... بمفعول رجعي.
يقول السيد لـ&laqascii117o;السفير" انه يضع نفسه تحت سقف القانون، وإلا ما كنت لأذهب الى لاهاي والى سوريا حيث رفعت الدعاوى، لافتا الانتباه الى ان المطلوب الآن من الغرفة الجزائية في محكمة التمييز النظر في المراجعة القانونية التي تقدم بها لتنحية سعيد ميرزا، &laqascii117o;وحتى ذلك الحين فان مذكرة الاستدعاء الصادرة بحقي هي مجمدة حُكما، كون ميرزا الذي استدعاني هو طرف في الخصومة الشخصية معي، وهذه الخصومة ثابتة بموجب عشرة مستندات".
ويرى السيد انه كان على ميرزا ان يتنحى تلقائيا وبمبادرة منه طالما هو يعلم انه طرف في خصومة شخصية معي، &laqascii117o;أما وأنه تجاوز هذا المبدأ القانوني البديهي وأمعن في تلبية الطلبات السياسية خلافا للاصول، فقد تقدمت بالمراجعة امام محكمة التمييز لتنحيته."
ويؤكد السيد انه وبعد استقامة المسار القانوني فهو مستعد للإدلاء بإفادته امام قاض وليس امام ضابط كما كان يرغب ميرزا، &laqascii117o;في محاولة للاساءة الشخصية بما هي استكمال لما كانوا يفعلوه معي خلال فترة توقيفي حين كانوا يحاولون ان يأخذوني لمواجهة شهود الزور وأنا مكبل اليدين، الامر الذي رفضته بشدة".
ويعتبر السيد ان فريق 14 آذار يخوض حاليا معركة حول الشكل متجاهلا المضمون، &laqascii117o;فيتوقف تارة عند بعض ما ورد في مؤتمري الصحافي حيال الرئيس سعد الحريري ويركز طورا على طريقة استقبالي من قبل المعارضة في المطار، متجاوزا الاهم والمتصل بفضائح شهود الزور التي تستوجب المحاسبة الفورية".
ويشير الى ان ردود مكونات الفريق 14 آذار بُنيت على الشتائم والسباب واستغرقت في الفرع دون الاصل، بحيث لم تجب على جوهر الموضوع والمتعلق بالتهرب المتواصل من محاسبة شهود الزور وأولئك الذين تولوا إنتاجهم وحمايتهم.
ويلفت السيد الانتباه الى انه يخوض معركة كشف شهود الزور ومن فبركهم منذ خمس سنوات، عبر الطرق القانونية المتاحة والمناشدات الاعلامية،" ولكن إصرار الرئيس الحريري على تجاهلها هو الذي أدى الى تفاقم الامر، والمكابرة هي التي حوّلت الحبة الى قبة".
ويرى انه عندما أصبح حزب الله في موقع المستهدف من القرار الظني، كان من الطبيعي ان يلجأ الى كل الوسائل للدفاع عن نفسه، وهو وجد في ورقتي شهود الزور وعملاء اسرائيل مادة فاعلة لرد الاتهام الباطل عنه، &laqascii117o;وأنا أعتبر ان إبقاء ملف شهود الزور مفتوحا من دون معالجة يتيح لكل الاطراف استخدامه والاستفادة منه، بما في ذلك على سبيل المثال &laqascii117o;القاعدة" واسرائيل القادرتين على رفض أي اتهام ـ حتى لو كان أحدهما هو المرتكب الفعلي ـ قبل ان تنجلي ملابسات قضية شهود الزور التي تشكل إثباتا دامغا على تسييس التحقيق وأيضا المحكمة، متسائلا: ما الذي يمنع ان يكرر القاضي رالف رياشي في المحكمة ما فعله سعيد ميرزا في لبنان او ان يكرر القضاة الاجانب ما فعله ديتيلف ميليس؟
العلاقة ببري
وعن العلاقة بينه وبين الرئيس نبيه بري في ظل ما يحكى عن توتر يشوبها، دعا السيد قوى 14 آذار الى عدم تضييع وقتها في الاصطياد في الماء العكر، مشيرا الى ان الاتصالات بينه وبين الرئيس بري قائمة، وأنا منشغل حاليا في متابعة قضية شهود الزور، &laqascii117o;وإذا قررت في المستقبل الخوض في غمار العمل السياسي، فأنا أطمئن جماعة 14 آذار الى ان الرئيس بري سيبقى رئيسا لمجلس النواب، وبالتالي لا مجال للدخول على الخط بيني وبينه، و&laqascii117o;ليخيطوا بغير هالمسلة"، مشددا على ان ألأولى بهؤلاء ان ينظروا الى الأفخاخ التي ينصبها الرئيس فؤاد السنيورة لتطيير سعد الحريري، وسمير جعجع لتطيير آل الجميل.
&laqascii117o;سابقة" ريفي
وبالنسبة الى البيان الاخير الصادر عن اللواء اشرف ريفي والذي اعتبر فيه ان مسألة شهود الزور هي قضية ثانوية تافهة متهما السيد بحماية القتلة، يقول السيد: لقد عمل ريفي بأمرتي عام 1990 لأشهر عدة في جهاز التنسيق والتعاون اللبناني ـ السوري، وكان انطباعي عنه في ذلك الحين جيدا، ولكن يبدو ان بعض الناس عندما يبلغون مراتب معينة ويحاطون بإغراءات مختلفة وبحصانات سياسية خارج مؤسساتهم، فانهم يتغيرون نحو الأسوأ.
ويضيف: اللواء ريفي هو الذي اعترف في تصريح لجريدة الديار عام 2007 بان أجهزته ارتكبت أخطاء في تبني شهود الزور ومنهم هسام هسام، فلماذا لم ُيحاسب مرؤوسيه ويلاحقهم لو لم يكن طرفا في تلك المؤامرة. والمؤسف انه تحول في البيان الاخير من متورط في مؤامرة شهود الزور الى شتّام يلقي الاتهامات جزافا وهذا لا يليق به ويُحمّله مسؤوليات تجاه القانون، لانه إذ كان يعتبر انني أحمي المجرمين فهذا يرتب عليه مسؤولية افتراء جنائي، ثم إذا كنت أحميهم فهذا يعني انهم معروفون، ما يدفع الى التساؤل: لماذا لا يوقفهم القضاء؟
ويضيف السيد: كيف تكون مسألة شهود الزور تافهة وهي التي أخذت البلد الى حافة الحرب الاهلية وألحقت الاذى الكبير بالعلاقة بين لبنان وسوريا وضللت التحقيق وأساءت الى الرئيس رفيق الحريري، باعتراف رئيس الحكومة نفسه، وإذا كانت تافهة فلماذا تهتم بها المحكمة الدولية؟
وفي حين يعتبر السيد ان من ينكر أهمية خطورة شهود الزور هو التافه، يشير الى انه إذا كان همّ ريفي معرفة حقيقة من اغتال الشهداء الذين يتاجرون بهم، فما عليه إلا ان يكشف عن خلفيات شهود الزور الذين ضللوا التحقيق بخصوصهم، مستهجنا ان يلجأ ضابط أمني الى طائفته والى طبول ومزامير الشارع للاحتماء بها، وهذا ما لم يفعله أحد من قبل خلال ممارسته الوظيفة، الامر الذي يستوجب ألا يبقى ريفي دقيقة واحدة في موقعه.


ـ 'الحياة'

أوساط فرنسية لا تستبعد تأجيل القرار الظني &laqascii117o;لبعض الوقت"
باريس - رندة تقي الدين:

فيما تؤكد أوساط مسؤولة في باريس حزم فرنسا في تأييدها المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وأنها لا يمكنها التدخل في عمل هذه المحكمة، تــقول أوساط فرنسية مطلعة على الوضع الإقليمي والعلاقات العربية ان على رغم عدم امكان تدخل أي دولة في عمل المدعي العام الدولي دانيال بلمار، هـــناك رهان على أن القاضي الدولي فهم تعقــــيدات الأوضـــاع في لبنان وخطورة نتائج القرار الظني وأنه قد يكون فهم أنه ينبغي، نظراً الى هذه الأوضاع الخطيرة والهشة، أنه ينبغي تأخير القرار الظني لبعض الوقت. ويستند تحليل هذه الأوساط الى كون الوضع السائد بين ايران والغرب من جهة وبين &laqascii117o;حزب الله" وقوى 14 آذار على الساحة اللبنانية من جهة ثانية يدفع بلمار الى قراءة سياسية للأوضاع على الأرض تجعله يدرك ان تأجيل صدور القرار الظني أفضل من اشعال جبهة لبنانية مجدداً.
إلا أن أوساط الرئاسة الفرنسية أكدت لأكثر من زائر لبناني وعربي أنه لا يمكن التدخل لا بمسار بلمار ولا بنتائج عمله ولا بتوقيته. أما بالنسبة الى اعادة تمثيل عملية التفجير التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري فستتم وفق قرارات القاضي الدولي قرب بوردو في وقت قريب.
وتختلف القراءات والتحليلات لدى المسؤولين الفرنسيين للتطورات والأوضاع في لبنان. فهناك قراءة متفائلة حول العلاقة الفرنسية - السورية الجيدة التي أدت الى نتائج ملموسة في لبنان وفي طليعتها تبادل العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية ووقف الاغتيالات في لبنان وتطوّر العلاقة الجيدة بين البلدين؛ وهناك قراءة متشائمة لدى بعض المسؤولين الذين يرون أن سورية عادت الى الملعب اللبناني بقوة والكل وجد مصلحته: &laqascii117o;حزب الله حصل على سلاح وأصبح لاعباً أساسياً وشريكاً سورياً على الساحة اللبنانية لا يمكن تجاوزه سواء عبر تأثيره السياسي في العماد ميشال عون أم عبر الرعب الذي يلوح به تجاه بقية الأطراف في لبنان الذين يتخوفون من رد فعله على البلد نتيجة أي قرار ظني يتهمه، وسورية وجدت أيضاً مصلحتها لأنها عادت الى لبنان وعززت نفوذها وطُلِب منها التدخل ليس فقط من بعض الجيران العرب ولكن أيضاً من الأطراف اللبنانيين أنفسهم. والدليل على ذلك، تقول الأوساط ذاتها، عدد المرات التي زار فيها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دمشق.
وترى هذه الأوساط، التي تتخوّف من أن يكون لبنان &laqascii117o;على منحدر من الصعب الخروج منه"، أن قضية شهود الزور نوع من فخ، إذ يطالب &laqascii117o;حزب الله" بحلّها في حين أن شهود الزور لم يلعبوا أي دور في تحقيق المدعي العام الدولي الذي أبعدهم عن التحقيق والذي لو لم يفعل ذلك لما أُفرج عن الضباط الأربعة. وترى الأوساط كذلك أن &laqascii117o;حزب الله يعرض نفسه فجأة كأنه المحكمة الدولية"، معربة عن أسفها لما قاله الرئيس الحريري في صحيفة &laqascii117o;الشرق الأوسط" من أنه أخطأ باتهام سورية، ليس لأن هذه الأوساط ترى أن سورية مسؤولة، &laqascii117o;ولكن لأن الحريري أكد مراراً ثقته بالقضاء الدولي الذي وحده في إمكانه القول مَن هو بريء ومن هو مذنب". لكن أوساطاً فرنسية أخرى تخالف هذا الرأي وتعتبر أن الحريري &laqascii117o;أثبت شجاعة وبراغماتية ليتمكن من ممارسة السلطة".
إلا أن الأوساط المتشائمة إزاء الوضع، ترى أن &laqascii117o;الديناميكية التي بدأت قبل بضعة أشهر في لبنان حلت مكانها الآن مؤشرات لا تدعو الى التفاؤل: حكومة مشلولة، تزايد التدخل السوري، تعزيزات عسكرية في الجنوب، مناطق حزب الله خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية".
وتستنتج الأوساط ذاتها من كل ذلك &laqascii117o;وضعاً متدهوراً يجمع العناصر المكونة لوصفة حرب قد تأتي من إسرائيل يوماً، ربما في غضون سنة أو أكثر، أو لتدهور داخلي يؤدي الى مواجهة شيعية - سنية"، ملاحظة أن ذلك &laqascii117o;يتزامن مع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بلبنان بسبب اهتمامها المتجدد بالمسار السوري - الإسرائيلي من دون أن تعرف الإدارة الأميركية تماماً الى أين سيذهب".
وترى الأوساط الفرنسية أن &laqascii117o;من الصعب الآن العودة الى الوراء أي الى ديناميكية إيجابية، وزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) ستعتبر كاستفزاز ليس لإسرائيل فقط، ولكن للغرب أيضاً، خصوصاً أن نجاد ينوي زيارة منطقة التأثير الإيراني في الجنوب اللبناني".
وتختلف الأوساط الفرنسية في التحليل إزاء علاقة سورية بـ &laqascii117o;حزب الله". ثمة قسم منها يرى أن عدداً من الأحداث أثبت أن مصالح سورية ليست دائماً متطابقة مع مصالح &laqascii117o;حزب الله" التي هي أكثر قرباً من إيران، وأن لسورية تأثيراً إيجابياً في تهدئة الأوضاع في لبنان عبر حزب الله"، فيما يرى قسم آخر أن &laqascii117o;الحلف بين الاثنين قوي ولا اختلاف في المصالح". لكنّ هناك إجماعاً على أنه &laqascii117o;ينبغي أن يكون لبنان سيداً، وينبغي التقدم نحو هذا الاتجاه".
والواقع أن هناك نقاشاً بين نظريتين، واحدة ترى أن سورية المفتاح في المنطقة للحل وللتهدئة، وأخرى تقول إنه ينبغي التقدم في اتجاه لبنان سيد، &laqascii117o;والآن هناك تراجع كبير في هذه السيادة، وإذا استمرت الأمور فعاجلاً أو آجلاً ربما في غضون أشهر أو سنة أو في مستقبل قريب، هناك خطر وقوع حرب قد تكون خارجية أو داخلية بسبب تدهور أو انزلاق معيّن".


ـ 'النهار':

ما سيجري في المنطقة يتوقّف على... بشار الأسد !
سركيس نعوم:

تراقب الادارة الاميركية التطور السلبي للأوضاع في لبنان منذ بدء 'حزب الله' حملته الشرسة والضاغطة بقوة وإن سياسياً حتى الآن، أولاً للتخلص من القرار الاتهامي أو الظني الدولي الذي يُرجح العارفون ان يتضمن اسماء عدد من قيادييه وافراده كمتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتالياً، للتخلص من 'المحكمة الخاصة بلبنان' التي أنشأها مجلس الأمن والتي وضعته ومعه سوريا وربما ايران الاسلامية أو بعضها تحت المقصلة. وثانياً، للانتهاء من الوضع 'الاستقلالي والسيادي' الذي يهدد استمراره بل ثباته سوريا وايران. كما يهدد الحزب الذي لا بد ان يفقد في هذه الحال أهم عناصر قوته وهو السلاح 'العاصي على الدولة' أو الخارج سلطتها وقوانينها.
ولا تعني المراقبة الاميركية المشار اليها اعلاه ان الادارة في واشنطن اتخذت قراراً بالتصدي للتغيير التدريجي، ولكن الثابت في لبنان والذي هو في غير مصلحة حلفائها وتالياً مصلحتها، والذي من شأنه تكريس الانتصارات للمحور العربي – الاقليمي المناهض لأميركا في الشرق الأوسط على الأقل مرحلياً. لكنها تعني ان الاوضاع في لبنان مقلقة في نظر الادارة المذكورة، ليس فقط بسبب ما قد تحدثه بينها وبين المحور الاقليمي المعادي لها منذ سنوات طويلة. وتعني ايضاً ان اقطاب الادارة لا بد ان يتخذوا سلسلة من الاجراءات التي قد تحد من خسائرها في المنطقة انطلاقاً من خسارتها لبنان او ربما تدفع اعداءها الحاليين الى اعادة النظر في مواقفهم، إما في مقابل مغريات معينة انطلاقاً من ان العداء في السياسة ليس حالاً دائمة وكذلك التحالف، وإما خوفاً من عواقب وعقوبات قد تكون بالغة السلبية.
عمَّ أسفرت هذه المراقبة الاميركية المستمرة للاوضاع في لبنان وللقوى الاقليمية المتداخلة فيه؟
اسفرت في نظر متابعين اميركيين مزمنين للمنطقة كلها بما فيها لبنان عن جملة استنتاجات. منها ان اللاعب الاساسي في 'الدراما' الحالية التي يشهدها لبنان او يعيشها هي سوريا بشار الاسد. ومنها ايضاً ان سوريا هذه أُبلغت من الاميركيين ان عدم الاستقرار في الوضع اللبناني سواء كان سياسياً أو أمنياً أو عسكرياً قد لا يكون ممكناً ضبطه وخصوصاً اذا تفاقم. كما قد لا يكون ممكناً تلافي عدم انتشاره في المنطقة، وتحديداً عدم انتقاله الى العراق الذي يعيش اساساً حالاً من عدم الاستقرار الناجم عن المذهبية العنيفة وكذلك الى سوريا رغم الاستقرار القائم فيها. ذلك ان مصدر الاخير سياسات اقليمية معينة وقبلها القبضة الحديدية للحكم، وليس عدم وجود الامراض 'اللبنانية' و'العراقية' بل الاقليمية وفي مقدمها الطائفية - المذهبية 'تحت الارض' اذا جاز التعبير على هذا النحو. ومنها ثالثاً، ان ايران الاسلامية تعرف بدورها ان عدم الاستقرار في لبنان ليس في مصلحتها الآن نظراً الى آثاره السلبية المحتملة على العراق الذي تهتم به كثيراً، ونظراً الى مشروعها النووي الذي لم ينجح الايرانيون مباشرة ومداورة في اقناع الرئيس اوباما (او في خداعه ربما) بأنه مخصص فقط للاستعمال السلمي، ونظراً الى استمرار وجود القوات العسكرية الاميركية في منطقة الخليج رغم انسحاب قسم كبير منها من العراق، ورغم الانسحاب الكامل لها بعد نحو أحد عشر شهراً من الآن.
وتنبع اهمية استمرار الوجود العسكري هذا على الأقل من الآن الى حين  موعد لم يحدد نهائياً بعد من قرار اميركي متخذ على اعلى المستويات في الادارة بوجوب وجود قوة اميركية فاعلة في الخليج قادرة على الدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة فيه وفي مقدمهم الامارات العربية المتحدة والسعودية وربما البحرين، وقادرة في الوقت نفسه على متابعة تطور الاوضاع في العراق عن قرب وقادرة اخيراً على التصدي الأولي لايران في حال اقدمت على مغامرة عسكرية.
ومن الاستنتاجات ايضاً ان سوريا بشار الاسد وايران الاسلامية أُبلِغتا من مصادر عدة بعضها اميركي ان القرار الاتهامي الدولي سيصدر أياً تكن المعوقات. ولن يؤثر في هذا الأمر مصير رئيس حكومة لبنان سعد الحريري زعيم الفريق اللبناني المؤيد للمحكمة الدولية و'ولي الدم' كما يقال. ويعني ذلك ان استمراره في موقعه هذا او استقالته منه او اخراجه منه لن يؤثر على صدور القرار المشار اليه اعلاه.
انطلاقاً من ذلك يذكِّر المتابعون الاميركيون انفسهم الجميع بأمور ثلاثة. أولها، ان النظام الاسلامي في ايران يريد اجتماعاً بين رئيسه محمود احمدي نجاد ورئيس اميركا باراك اوباما في الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري. وقد تتحقق رغبته اذا كانت الاشارات الفعلية والمبدئية اقليمياً ولبنانيا الصادرة عنه، او التصرفات، مشجعة. وثانيها، ان 'القبة الحديدية' الاسرائيلية الواقية من الصواريخ ستصبح جاهزة للعمل في نهاية تشرين الأول المقبل. وثالثها، ان اسرائيل قد لا تتساهل مع أي 'انقلاب' مشترك يقوم به 'حزب الله' وايران في لبنان. وقد تستعمل ذلك حجة لاستهداف ايران عسكرياً. وربما تحصل اذذاك على دعم معظم الدول الغربية وخصوصاً اذا استمر الاضطراب الذي بدأته مع 'حزب الله' أو بواسطته. واحتمالات هذا الدعم قد تتزايد اذا اشار القرار الاتهامي أو الظني الدولي باصبعه الى الحزب. علماً ان المعلومات المتوافرة تشير الى ان القرار قد يقول ان عناصر الاخير المتهمة قد تكون عملت بمعرفة عناصر 'مارقة' تابعة لسوريا او لايران أو للدولتين معا.
في اختصار، يقول المتابعون الاميركيون انفسهم، يتوقف مصير كل التطورات المفصلة أعلاه، على موقف سوريا ورئيسها بشار الاسد.


ـ 'الحياة'

اتجاه سوري لتعديل التفاهم مع الرياض حول العراق واشتراط &laqascii117o;معالجة" للمحكمة ثمناً للانضمام إلى المفاوضات؟
وليد شقير:

... ومع أن فريق الحريري وقوى 14 آذار فوجئوا بالهجوم الشخصي على الحريري الى حد توجيه التهديد له والنيل منه، وتبني &laqascii117o;حزب الله" لهذا الهجوم وتبريره، فإن تصاعد المواجهة الكلامية والسياسية مثل كرة الثلج وصولاً الى المشهد الأمني - السياسي في المطار أول من أمس حيث أظهر &laqascii117o;حزب الله" أنيابه في دفاعه عن أحد الضباط ازاء ملاحقته القضائية، أبقى على ردود فعل هؤلاء حيال التغطية السورية لهذا الهجوم مكتومة نتيجة اعتقاد هؤلاء بأنه مهما كانت صحة هذه التغطية فإن من مصلحة تيار &laqascii117o;المستقبل" وحلفائه البقاء تحت سقف التفاهم السعودي - السوري وأنه يفترض انتظار المعطيات حول مدى تعرض هذا التفاهم الى اهتزاز ما، يجرى التعبير عنه على الساحة اللبنانية وسط التطورات الإقليمية المتسارعة.
وتعززت القناعة بالتغطية السورية للتصعيد السياسي عند من بحثوا عن أجوبة حول أسبابها بصدور موقف النائب الوثيق الصلة بدمشق سليمان فرنجية حين تحدث أول من أمس عن التحول في سياسات أطراف من 14 آذار بالقول ان الذين يتكلمون عن التغيير، إما أن يكونوا هنا (في موقــعه) أو أن يبقوا مكانهم لأن سياسة رجل في البور وأخرى في الفلاحة لم تـــعد تنـــفع... فليـــبقـــوا حيث هم (في موقع الخصم). وأكـــد فرنجية أن &laqascii117o;الحلفاء الجدد يأتون ويذهبون أما الحلفاء الثابتون فكنا معهم وسنبقى".
كما أن الأوساط الباحثة عن تفسير إقليمي للموقف السوري وجدت في الردود العالية النبرة من نواب تيار &laqascii117o;المستقبل" على الهجوم على الحريري، تعبيراً عن انزعاج سعودي مما يحصل. لكن تحديد الخلفيات الإقليمية عند هذه الأوساط توزع بين اتجاهات عدة منها:
1 - وجهة نظر تستند الى معطيات اقليمية عن أن التباعد عاد فغلب بين الرياض ودمشق حول العراق، بعد اتفاقهما منذ الربيع الماضي على السعي الى قيام حكومة تمثل كل الأطراف برئاسة رئيس القائمة العراقية أياد علاوي، واستبعاد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، ثم توافقهما بعد التعقيدات التي أحاطت بالعملية السياسية على شخصية ثالثة باستبعاد علاوي وأي شخصية تطرحها قائمة دولة القانون برئاسة المالكي، مقابل تشبث ايران بالأخير. وتشير معطيات أصحاب وجهة النظر هذه الى أن التوافق الأميركي الإيراني على المالكي دفع دمشق الى العودة الى هذا الخيار وترك الخيارات التي اتفقت عليها مع الرياض... ولهذا ترجمته وتداعياته في لبنان بحسب الأوساط المتابعة لترابط الملفات في المنطقة.
لكن من دون اعادة النظر بالتفاهمات بين دمشق والرياض على رغم شيء من البرودة فيها جراء ما حصل في لبنان في الأيام القليلة الماضية والهجوم العنيف على الحريري.

2 - وجهة نظر ثانية تعطي أهمية أكثر لما يجرى على مستجدات مفاوضات السلام في المنطقة وتعتبر أن الطلب الأميركي لسورية التهيؤ للمشاركة في مفاوضات السلام والطلب اليها عــــدم عرقلة انطلاقتها على المسار الفلسطيني، من الطبـــيعي أن يدفع دمشق الى الحصول على أثمان مقابل ذلك، منها في لبنان.
وفي تقدير قيادات في تحالف قوى 14 آذار ان الافتراض بأن الجانب السوري يعمل على التمهيد لدخول المفاوضات في وقت لاحق فإن هذا التمهيد يشمل تهيئة قدرات دمشق على ضبط الأوضاع على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية والمعني بها &laqascii117o;حزب الله"، وترى هذه القيادات ان دمشق تشترط معالجة لقضية المحكمة الدولية ثمناً للدخول في المفاوضات لأن هذه المعالجة تسمح لها بضبط &laqascii117o;حزب الله" بعد أن يحصل التقدم المطلوب على صعيد مفاوضات السلام وهذا يجعل موقفها متطابقاً مع موقف &laqascii117o;حزب الله" وإيران في ما ي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد