قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 9/10/2010

ـ 'الأخبار'
&laqascii117o;مبادرة بيروت" عُشّاق إسرائـيل في لبنان؟

النفاق والتكاذب عنوانان يطغيان على التخاطب والسجال السياسي في لبنان. التقيّة تطغى والمقاصد تتناقض مع المُعلن من السياسات. ما عاد ينفع التغاضي. حلفاء سوريا في لبنان، مثلاً، يشيدون بحكمة سعد الحريري في أسبوع، ثم يسخرون من غبائه في أسبوع آخر. ووئام وهّاب يقول إن البطريرك الماروني صمام أمان للبنان، وأنه على مسافة واحدة بين كلّ الأطراف. كيف أصدر حكمه هذا وئام وهّاب؟ هل كان المصدر في بيان البطريرك نفسه عشيّة الانتخابات ــ وفي مخالفة واضحة لقانون الانتخابات، وإن فاتت زياد بارود؟ لكن ما علينا، كلام الليل يمحوه إشعار. أما صفّ الأمير مقرن، فهو بريء من اتّهام أحد في موضوع المحكمة الدوليّة. هو يريد الصفح. ووليد جنبلاط حوّل شعار &laqascii117o;بدنا التّار، بدنا التّار، من لحّود ومن بشّار" إلى &laqascii117o;بدنا التّار، بدنا التّار، من ميليس، ومن بلمار"

أسعد أبو خليل*:

يتساءل مروان حمادة ببراءة شديدة عن سبب قلق حزب الله لأن أحداً لم يُتّهم بعد في موضوع اغتيال رفيق الحريري. نسي مروان حمادة مصدر &laqascii117o;خبر" تكرّر في الصحافة الصفراء عن معرفة مكان تفخيخ السيّارة التي استهدفته. كذلك، نسي فريق الحريري شلال الاتهامات ضدّ سوريا على امتداد خمسة أعوام: الاتهام سياسي، وكأن الأمر هيّن بين الدول، أو مُباح. تستطيع سوريا أن تقاضي لبنان عبر محكمة العدل الدوليّة، لكن لبنان يستطيع أيضاً أن يقاضي سوريا أمام محكمة العدل. أفعالهما غير لطيفة البتّة. ويبقى المنسيّون (من الطرفيْن ـــــ السوري واللبناني) ـــــ أي العمال السوريّون الذين تعرّضوا للقتل والتعذيب والمهانة والمطاردة والإذلال والظلم على امتداد خمس سنوات. ماذا عن هؤلاء؟
وفي كل هذه المعمعة، يطلع علينا فارس سعيد على صحوة فرسه. يظنّ سعيد أنه يمكن التعويض عن غياب الشعبيّة عبر الصوت الجهوري المُبالغ فيه. ماذا يمكن أن يُقال عن فارس سعيد هذا لو أنه كان يجول ويخطب في قرية في القرن التاسع عشر؟ كانوا قد أطلقوا عليه واحداً من ألقاب القرى في ذلك العصر. فارس سعيد تولّى النيابة في حقبة ما يسمّيها هو الوصاية السوريّة. لكن ناخبيه خذلوه في

المبادرة تطالب بأن يتخلّى لبنان رسميّاً عن حقّه في الدفاع عن أرضه!
حقبة ما يسمّيها هو &laqascii117o;الحريّة والسيادة والاستقلال". فليذكر التاريخ أن رستم غزالة يحبّ فارس سعيد أكثر بكثير من محبّة أهل بلدته له. بماذا يفكّر فارس سعيد، يا ترى؟ هل ينتظر عودة رستم غزالة إلى ريف بيروت ليعود نائباً؟ يحتاج فارس سعيد إلى اجتماعات &laqascii117o;الأمانة العامّة" لـ14 آذار للتسلية. ماذا يفعل من دونها؟ هو يتلذّذ عندما يجعل اجتماعاتها &laqascii117o;مفتوحة" لمواكبة التطوّرات. أوّاه، يا فارس سعيد، أوّاه. أمانة عامّة ومكاتب وبيانات أسبوعيّة يشارك في صياغتها الريّس دوري الذي لم يصل مستوى تعليمه في اللغة العربيّة إلى ما بعد الابتدائيّة. وقد هدّد سعيد من على فرسه أخيراً ـــــ ونصير الأسعد الجماهيري إلى جانبه ـــــ بـ&laqascii117o;استنهاض الشعب اللبناني". والطريف في فارس سعيد أنه لا يتورّع عن التكلّم باسم كل الشعب اللبناني، مع أنه خسر الانتخابات مرّتيْن متواليتيْن. أي أنه يعتبر أنه يمثّل من الشعب اللبناني أكثر من كتلة حزب الله وكتلة التيار الوطني الحرّ مجتمعتيْن. لماذا وبأيّ حق؟ فقط لأنه مُنَّ على فارس سعيد بالإلهام الجماهيري وبمكاتب الأمانة العامّة. إما تحوزها وإما لا، لا ثالث في ذلك. يُسأل عن ذلك باسم السبع: فهو لصيق الجماهير في طائرة آل الحريري الخاصّة. بالمناسبة، هل تدور كاسات الشاي في اجتماعات الأمانة العامّة؟ وهل يحوز سعيد &laqascii117o;أحلى كاسة شاي" كما يقولون في المسلسلات السوريّة التاريخيّة؟
فارس سعيد هذا أطلّ علينا مجدّداً ليحذّر من زيارة الرئيس الإيراني إلى جنوب لبنان. بوقاحة ـــــ أو أكثر بكثير ـــــ اعتبر سعيد الزيارة &laqascii117o;استفزازاً" لإسرائيل. انتظرت إسرائيل يوماً كاملاً لتوافق على كلام سعيد ولترسل إلى لبنان تهديداً غير مبطّن بهذا المعنى. الخبثاء سيقولون إن كلام سعيد يتناغم مع كلام إسرائيل، أو أنه يصبّ في مصلحتها، أو أن سعيد يبدو عالماً بمقاصد السياسة الإسرائيليّة قبل نشرها في الصحف. ظالمٌ هذا الكلام وملؤه التجنّي. فارس سعيد لا علاقة له بإسرائيل وهو مستعدّ أن يستهلّ كلامه، الذي يعتبره الخبثاء مفيداً جدّاً لإسرائيل، بجملة &laqascii117o;إسرائيل عدوّ" الشهيرة والتي يستعدّ سمير جعجع لأن يقولَها مرّة كل أربع سنوات. (سامي الجميّل، الأمين على تراث عائلته في الارتهان لإسرائيل، جعل من &laqascii117o;عداء" حزبه اللفظي لإسرائيل مشروطاً، إذ أضاف جملة من الشروط التي ينتفي بموجبها العداء، وهو ينتظر ذلك على أحرّ من الجمر ـــــ كما انتظرها رفيق الحريري). فارس سعيد لا يخدم مصلحة إسرائيل ولا يتكلّم باسمها أبداً. لا، وألف لا. أما حرصه على عدم استفزاز إسرائيل، فذلك يعود إلى نفوره الشخصي من الاستفزاز، وخصوصاً إذا كان موجّهاً للعدوّ (الطريف أن البعض من أزلام الأمير مقرن وأبواقه في لبنان اعترضوا على زيارة نجاد عبر التشكيك بنتائج الانتخابات الإيرانيّة الأخيرة ـــــ والتي قد تكون تعرّضت للتلاعب على الأرجح ـــــ لأن هؤلاء معتادون على الانتخابات النيابيّة والملكيّة الحرّة في المملكة السعوديّة). فارس سعيد ورفاقه من أنصار العروبة الوهّابيّة لم يروا في زيارة جو بايدن الانتخابيّة إلى لبنان استفزازاً.
أما أن فارس سعيد لم يعتبر بعد من اجتياحات إسرائيل للبنان، وفي خرقها الجوّي لأراضيه واحتلالها لبعض قراه، وفي خطفها لأبنائه، وفي تهديداتها المتكرّرة للبنان، وفي إصرارها على منع لبنان من حق الدفاع عن نفسه، وفي نشر شبكات تجسّس وإرهاب في كل أنحاء لبنان وفي كل مؤسّساته الرسميّة والخاصّة، وفي نشرها قنابل عنقوديّة تصطاد من الأطفال في الجنوب ما تصطاد، استفزازاً للبنان، فهذا حقّه. هذا لا يعني أبداً أنه يخدم مصلحة إسرائيل. هذا تجنٍّ ما بعده تجنٍّ والقانون اللبناني يعاقب الاتهامات الباطلة، وخصوصاً إذا كانت تدخل في باب خدمة العدوّ (باستثناء سامي الجميّل الذي يفخر بخدمة حزبه التاريخّية (؟) للعدوّ). استفزاز: حتى الحروب الصليبيّة لم تكن استفزازاً عند البعض (تقول يوجيني إيلي أبو شديد في كتابها الصادر بالإنكليزيّة في عام 1948 بعنوان &laqascii117o;30 سنة من سوريا ولبنان" إن &laqascii117o;القلاع الصليبيّة (في لبنان) مليئة بالذكريات الرومنسيّة" (ص 11). هؤلاء هم الذين (واللواتي كي لا ننسى نايلة معوّض) رأوا في حرب إسرائيل على لبنان في 2006 استفزازاً... من حزب الله. فارس سعيد شأنه شأن العديد في لبنان، حضاري وبس. الباقي تفاصيل لا تهمّك ولا تهمّني. لكن حركة &laqascii117o;ملتزمون" هي مثل فارس سعيد لا تستسيغ أي &laqascii117o;استفزاز" ضد إسرائيل لأنها تريد إنهاء الحرب، بأيّ ثمن كان حتى لو استمرّ احتلال الأراضي اللبنانيّة من قبل إسرائيل، ففؤاد السنيورة طرح بديل النضال الدبلوماسي، وهناك من يهمس أن نضال السنيورة سيؤتي ثماره في عقد أو عقديْن من الزمن، وأن الأمم المتحدة ستُجبر إسرائيل على الجلاء عن الأراضي اللبنانيّة وعن أرض فلسطين الغالية كرمى لعيون السنيورة الدامعة. ألم يقل الأخير إن دموعه أفعل من الصواريخ نفسها؟

فارس سعيد نفسه (بالإضافة إلى عدد من الكتّاب والصحافيّين الذين يعمل نحو نصفهم في إعلام سعودي أو حريري) وقّع في مطلع الشهر على ما يُسمّى &laqascii117o;مبادرة بيروت". كل يوم عريضة ومبادرة وخطاب &laqascii117o;استنهاض". ماذا تقول المُبادرة؟ المُبادرة سمعت بالتهديدات الإسرائيليّة المُتكرّرة ضد لبنان فقرّرت أن تردّ، وهي ردّت بقوّة مُندّدة بشدّة بتهديدات... &laqascii117o;فريق" من اللبنانيّين. والطريف أن المُبادرة تُبدي قلقاً من &laqascii117o;أزمة السلام في المنطقة"، لكنها تلقي باللوم على بعض القوى الإقليميّة (إشارة إلى سوريا وإيران في قاموس هؤلاء &laqascii117o;الملتزمين"). هنا، يمكن الجزم بأن المُبادرة تبرّئ إسرائيل ليس فقط في موضوع التهديد ضد لبنان، وإنما &laqascii117o;في أزمة السلام" في المنطقة. لكن القفز من هذه الملاحظة للزعم بأن المُبادرة اللطيفة تحمي إسرائيل من النقد يدخل في باب التجنّي الذي ما بعده تجنٍّ.
المبادرة البريئة تكره الطائفيّة والعشائريّة (لكنها ترى بالتأكيد أن نموذج الحزب العائلي ـــــ الطائفي لآل الحريري مثال طوباويّ للدولية المدنيّة التي كان فؤاد السنيورة ودموعه يحدّثون عنها). والمبادرة رفضت كعادة أدبيّات من لا يجب وصفهم بعشّاق إسرائيل في لبنان (وإن كان كلامهم نسخ مُعرّبة من الكتابات الصهيونيّة عن الشرق الأوسط) تحويل لبنان إلى &laqascii117o;ساحة". وهذا الكلام واضح في مراميه ولا يحتاج إلى شرح، إذ إنه يقصد أن إسرائيل لا تكنّ للبنان إلا المحبّة، وأن الأشرار من فلسطينيّين غرباء ومن شيعة لبنانيّين غرباء هم الذين استفزّوا إسرائيل من غير وجه حقّ، ودفعوها للقدوم إلى لبنان مُكرهة.
البند الثاني من &laqascii117o;الشرعة" يبرز المقاصد الأساسيّة للمجموعة &laqascii117o;الملتزمة" (ليس بالضرورة بعشق إسرائيل لأن في هذا جرماً ما بعده جرم ـــــ أو كان كذلك قبل أن يبرز أنور السادات ومقلّدوه الكُثر في الأنظمة العربيّة كلّها، من دون استثناء). فهو يُطالب ببراءة شديدة بـ&laqascii117o;الإنصاف، في إطار المواجهة مع إسرائيل". شبع فارس سعيد ومروان حمادة وسيمون كرم ورمزي حافظ من دفع الأثمان في النضال ضدّ إسرائيل. فهؤلاء، كما هو معروف، تطوّعوا منذ نعومة أظفارهم في المواجهة ضد إسرائيل وشاركوا في كلّ المواجهات العربيّة ضد إسرائيل وشبعوا منها. &laqascii117o;ما بقى فيهم. خلص. تعبوا الجماعة". لا يريد فارس سعيد ورفاقه الفرسان الآخرون تحمّل &laqascii117o;أعباء الصراع المُسلّح وحدهم". هذه الأعباء أثقلت كواهلهم، وخصوصاً عندما كان سعيد ومروان حمادة وسيمون كرم ورمزي حافظ متطوّعين في قوى المقاومة لصدّ عدوان إسرائيل في عامَيْ 1978 و1982 والاجتياحات الأخرى. لو لم يشارك كل هؤلاء في تحمّل أعباء المُقاومة لما اشتكوا اليوم. وهذا ما عنوه بالإنصاف. هم يريدون الإنصاف لا أكثر بسبب ما تكبّدوه من خسائر في المال والعتاد عندما كانوا منتشرين في هضاب الجنوب اللبناني وشواطئه.

البند الثالث في الشرعة مرتبط بالثاني. فمن لا يجب أن يوصفوا بعشّاق إسرائيل طالبوا بأن يتخلّى لبنان رسميّاً عن حقّه في الدفاع عن أرضه. هم قالوا ذلك صراحة. قال هؤلاء إن &laqascii117o;المجتمع الدولي" لا لبنان ولا الدولة التي يطالبون بها صبح مساء ـــــ هي التي يجب أن تتحمّل المسؤوليّة في &laqascii117o;الدفاع عن لبنان". أي أن هؤلاء يطالبون بدولة حازمة وصارمة في رفضها القاطع في الدفاع عن لبنان بصورة مبدئيّة. إن الدفاع عن الوطن عبء على الدولة لا يريد هؤلاء ـــــ كدت أقول المهرّجين ـــــ أن يحمّلوه لها. هم يطالبون بدولة تستطيع أن تدمّر مخيّماً آهلاً بالسكّان، لكن على أن تتملّص من مهمة الدفاع عن الأرض. هذه مهمّة ثانويّة عندهم. هؤلاء استطابوا المواد التي كتبها الإسرائيليون في مسوّدة اتفاقيّة 17 أيّار (كان إسهام أمين الجميّل الوحيد فيها هو طأطأة الرأس). لكن الموقّعين على &laqascii117o;مبادرة بيروت" يعودون في البند السادس للتحدّث عن حقهم في العيش في &laqascii117o;دولة الحق" ـــــ هم لم يعنوا بذلك دولة الحق الصهيوني أبداً. لا، لم يعنوا ذلك أبداً، وإن أصرّ البعض على إطلاق صفات العمالة على خصومهم من اللبنانيّين، مع أن عدد العملاء الإسرائيليّين في لبنان لم يتجاوز المئة والأربعين فقط، ومع أن ميشال عون وتيّاره حوّلوا قضيّة العميل المُتّهم، فارس ك. إلى سجين سياسي مظلوم، ويرى حزب الله ذلك ولا ينقص من مؤازرته للتيّار. قل إنه التفاهم على التفاهم.

لكن الموقّعين، وفيهم سعيد الذي لا يستطيع أن يكمل جملة من دون الحديث المُسهب عن &laqascii117o;المجتمع المسيحي"، لا يريدون الطائفيّة. هذا مثل ما كان بيار الجميّل الجدّ يقول إنه يؤيّد القضيّة الفلسطينيّة، فيما كان يتلقّى الأموال منذ الخمسينيات من إسرائيل لدعم حملات حزبه النازي الانتخابيّة. لكنّ سعيد ورفاقه لم ينسوا المرأة. تحظى المرأة اليوم بجملة واحدة في كل الأدبيّات السياسيّة في بلد كراهية المرأة وتحقيرها. هؤلاء الرجال (في 8 آذار وفي 14 آذار) يعيّرون بعضهم البعض بتشبيه كلامهم بـ&laqascii117o;حكي نسوان" و&laqascii117o;ردح النسوان"، لكنهم لا ينسون الجملة الواحدة عن إزالة التمييز ضد المرأة. هؤلاء المتحالفون مع أفظع الرجعيّات الدينيّة ومع النظام الوهّابي يريدوننا أن نصدّق إخلاصهم في موضوع تحرّر المرأة (هم لم يستعملوا كلمة تحرّر). طبعاً، البيئة مثل المرأة، تحظى بجملة واحدة. والحركة البيئيّة عند هؤلاء مُتصالحة مع رأسماليّة الحريري الوحشيّة التي تردم البحر وتفتّت الجبال وتزيل الأشجار. والأشاوس رفضوا استعمال الدِّين (في البند الثامن) &laqascii117o;لتحقيق مآرب سياسيّة". كان على الموقّعين أن يضيفوا &laqascii117o;باستثناء استعمال الدين لأسباب سياسيّة من قبل أمثال محمد علي الجوزو وهيئة كبار العلماء في السعوديّة والبطريركيّة المارونيّة، التي تتدخّل في السياسة أكثر من بعض الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة.

والفهم التاريخي لهؤلاء طريف للغاية. فهم (في البند العاشر) يطالبون بـ&laqascii117o;استعادة" الدور الريادي لـ&laqascii117o;المشرق" حسب قولهم. أيّ دور ريادي هذا؟ هل كان ذلك في العهد العثماني وقمع السلطان عبد الحميد؟ أم أنهم يعنون بذلك حقبة الاستعمار الفرنسي والبريطاني؟ على هؤلاء أن يحزموا أمرهم ويطالبوا بعودة الاستعمار إلى وطن الأرز كي يهنأ لهم العيش. ومحاولة اصطناع الإنسانيّة من قبل فريق الاستقلال المُقترن بالاستعمار يبلغ أوجه في البند الحادي عشر عندما يطالب هؤلاء بـ&laqascii117o;طي صفحة الماضي الأليم مع إخوتهم اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان". وطيّ الصفحة عند هؤلاء يعني في ما يعنيه نسيان المجازر التي ارتُكِبت ضد الشعب الفلسطيني الثائر في لبنان من قبل ميليشيات طائفيّة متنوّعة ومن قبل الجيش اللبناني. وبعض الموقّعين يلفّ لفّ أحزاب شاركت في مجازر تل الزعتر وجسر الباشا. وطيّ صفحة تل الزعتر يشمل الطلب من الشعب الفلسطيني الترحيب بتدمير مخيّم نهر البارد فوق رؤوس أصحابه واعتبار العمل وطنيّاً بامتياز. يقرّر مروان حمادة وفريد مكاري (هل هناك أسمج من الأخير في كل تاريخ المجلس النيابي اللبناني، وأقلّ منه فعالية وأكثر منه رياءً في تجنّب الحقيقة مهما كانت؟) ورفاقهما بالنيابة عن الشعب الفلسطيني ما يجب أن يُغفَر وما لا يجب أن يُغفَر.
وترى الشلّة الملتزمة (بغير أمن إسرائيل وهنائها) أن اللبنانيّين خبراء في &laqascii117o;العيش المُشترك" (لا في التقاتل المشترك والتذابح)، وبناءً عليه فهُم الأولى بصوغ رؤية جديدة للعروبة. طبعاً، لا يأتي الموقّعون بجديد في هذا الصدد باستثناء الاجترار الممجوج لعبارات مألوفة عن الديموقراطيّة والتنوّع وحقوق الإنسان. لكن البند الثاني عشر كان يجب أن يضيف ان العروبة الحضاريّة المأمولة متجسّدة في مملكة القهر الوهّابي. لكن هذا البند يختصر المُراد من كل اللغو والحشو الذي يملأ البيان المملّ. فهو يصرّ على &laqascii117o;لا بديل من السلام إلا السلام". هذه الجملة هي دعوة رسميّة للاستسلام أمام إسرائيل ولنزع السلاح العربي


بيانات ونداءات لا تتفق إلا في اتفاقها مع مصلحة إسرائيل
والحجارة من يديه كي يُتاح لإسرائيل التوسّع وفرض النفوذ في كل المنطقة العربيّة. سيُقال من بعض الخبثاء والموتورين والموتورات إن هذا البند بحدّ ذاته يثبت عشق الموقّعين والموقّعات بإسرائيل. لكن في ذلك إجحافاً ما بعده إجحاف لأن مروان حمادة وفارس سعيد يقولان مرتيْن في السنة لا أكثر إن &laqascii117o;إسرائيل عدوّ"، أما فريد مكاري فيقول إن إسرائيل جار. وجار فريد مكاري القريب ولا الشقيق البعيد. وهكذا يتوضّح المغزى الحقيقي ممّن يجب ألا يوصفوا بأنهم عشّاق إسرائيل في لبنان. وراء كل الكلام والبنود المتعدّدة والمُتكرّرة والتي شهدناها من قبل في أدبيّات 14 آذار وتسالي فارس سعيد الأسبوعيّة، حماية إسرائيل من مقاومة إسرائيل.
وينسى المُوقّعون أنفسهم في البند الثالث عشر. فبعدما أشبعونا كلاماً عن الدولة المدنيّة وعن عصر النهضة وعن التنوّع وعن بؤس الطائفيّة، يعرّف الموقّعون أنفسهم وأنفسهن ـــــ على طريقة قسَم جبران تويني ـــــ بأنهم منقسمون إلى مسلمين ومسيحيّين. ولكنهم يتغنّون بمثالهم في التقاتل والتذابح، وقد يدعون على طريقة رئيس الجمهوريّة (هل هو طائر، أم حطّ في أرض لبنان؟) إلى جعل لبنان مركزاً لحوار الحضارات. وباب التبّانة وبعل محسن بالإضافة إلى برج إبي حيدر ممكن أن يستضيفوا مقرّاً لحوار الحضارات على أن تتحاور الحضارات بالصواريخ والمدافع الرشّاشة. لمَ لا، ما دام موقّعو وموقّعات المبادرة عبّروا عن اعتزازهم (واعتزازهنّ) &laqascii117o;بتجربتهم الغنيّة في ممارسة الحريّة والديموقراطيّة والعيش المُشترك". يمكن أن نزيد أن هؤلاء عبّروا أيضاً عن شدّة اعتزازهم بتجربة الحرب الأهليّة اللبنانيّة لأنها أغنت الصيغة الفريدة وأعطت العالم دروساً في التلاقح الثقافي والطائفي.
مبادرات ولقاءات ومؤتمرات في &laqascii117o;البيال" وفي فندق الحبتور. يصدرون بيانات ونداءات لا تتفق إلا في اتفاقها مع مصلحة إسرائيل. الخوف الإسرائيلي من المقاومة بات همّاً لفريق كبير من اللبنانيّين. استطلاعات الرأي المُتفائلة لا تفيد. أظهر استطلاع للرأي في لبنان قبل اغتيال الحريري أن أكثر من ثلث اللبنانيّين يعتبر أي عمل عنفي ضد الجنود الإسرائيليّين عملاً إرهابيّاً مُداناً. إسرائيل تهدّد لبنان كل يوم، وهم يهدّدون مقاومة إسرائيل كلّ يوم. لم يحدث أن دعا وطن مُحتل إلى نزع سلاح من يقاوم المُحتل. هذه الدعوات المُتناغمة باتت أكثر من مشبوهة. الحاجة ملحّة اليوم لإدانة السلام ـــــ كل نماذج السلام. نستطيع أن نتحدّث في السلام بعد تحرير فلسطين وكل الأراضي العربيّة ودحر الصهيونيّة عن أرض فلسطيني الغالية. بانتظار ذلك، فلنرفع الصوت عالياً ضد السلام، إلا إذا أردنا تعميم نماذج سلام فيّاض ونوري المالكي وميليشيا الدحلان. أما الدعوة إلى السلام في لبنان في ظل الاحتلال، فهي دعوة إسرائيليّة وإن بألسن فينيقيّة.


ـ 'السفير'

كيف تعيد صفقات التسلح رسم خريطة الشرق الأوسط

اعتبرت صحيفة &laqascii117o;كريستــيان ساينس مونيتور"، أن صفقة التسلح الضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية (60 مليار دولار) عبارة عن محاولة للضغط على إيران، خاصة عبر تقوية حلفاء واشنطن في المنطقة القلقين من &laqascii117o;صعود" إيران. وأوضحت الصحيفة أن دول الخليج العربية رفعت من نسبة شراء الأسلحة من الولايات المتحدة لمواجهة إيران وتهديدات أخرى في المنطقة. كما تظهر الصفقات إلى أي مدى أصبحت واشنطن تعتبر دول الخليج الحليفة أساسا في عملية احتواء إيران.
ما هي ابرز صفقات التسلح؟
باعت الولايات المتحدة بين العامين 2005 و2009، دول مجلس التعاون الخليجي أسلحة بقيمة 37 مليار دولار، وذلك بحسب مكتب المحاسبة الأميركي. أما الصفقة الأميركية الأحدث مع السعودية، فهي بقيمة 60 مليار دولار، وتشمل شراء 84 مقاتلة &laqascii117o;أف 15" وتحديث 70 أخرى، بالإضافة إلى شراء 3 أنواع من المروحيات: 72 &laqascii117o;بلاك هوك"، و70 &laqascii117o;أباتشي" و36 &laqascii117o;ليتل بيرد". وقد تضاف إليها صفقة أخرى بقيمة 30 مليار لتطوير القدرات البحرية للسعودية. كذلك، من المتوقع أن توافق الولايات المتحدة العام المقبل على بيع دولة الإمارات نظاما للدفاع الصاروخي، بقيمة 7 مليارات دولار.
وانضمت روسيا إلى عملية بيع الأسلحة إلى الشرق الأوسط، وكانت وافقت في العام 2007 على بيع صواريخ &laqascii117o;ياخونت" المضادة للسفن إلى سوريا، وهو أمر عارضته إسرائيل بشدة، بحجة أن هذه الصواريخ قد تصل إلى &laqascii117o;حزب الله"، لكن موسكو أكدت في أيلول الماضي أنها ستمضي في الصفقة، بينما ألغت بيع طهران نظام &laqascii117o;أس 300" المضاد للطائرات، بحجة &laqascii117o;عدم انتهاك عقوبات الأمم المتحدة على إيران". وكانت طهران اشترت، خلال العقد الماضي، أسلحة روسية بقيمة 5 مليارات دولار.
كيف تساعد صــفقات الأسلحة مصالح واشنطن؟
يجادل العديد بان الهدف الرئيسي وراء الصفقة الأميركية مع السعودية، هو قلق واشنطن من تصاعد قوة إيران والشكوك حول أنها تطور أسلحة نووية. إن قلق واشنطن يتزايد، وهي ترى في دول الخليج، وخاصة السعودية، شريكا أساسيا يساعدها على احتواء إيران.
ويعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط في &laqascii117o;مجلس العلاقات الخارجية" طوماس ليبمان أن الصفقة الأميركية ـ السعودية رسالة إلى الإيرانيين من انه إذا تحركت طهران باتجاه بناء سلاح نووي فان &laqascii117o;الرد سيكون عبر تقوية المنافسين والأعداء بطريقة تؤدي إلى إضعافهم بشكل كامل"، كما أن الصفقة تهدف إلى ثني السعوديين عن الحصول على أسلحة نووية. وأضاف &laqascii117o;جزء من الذي تقوم به الإدارة (الأميركية) هو إقناع السعودية بأن باستطاعتنا الاهتمام بأمنهم من دون أن تكون بحوزتهم أسلحة نووية". كما أن الصفقة ستؤدي إلى الحفاظ على 75 ألف وظيفة في الولايات المتحدة.

ماذا سيكسب العرب؟
بالإضافة إلى تقوية قدرات دول الخليج العسكرية، فإن صفقات التسلح تقوي العلاقة الأمنية بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي. ويقــول مديــر البحــوث والــتطوير في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري تيودور كاراسيك &laqascii117o;اعتقد أن الرسالة قد وصلت، وهي أن الولايات المتحدة قدمت إلى دول مجلس التعاون الخليجي ضمانا بأنها درع دفاعي لهم. إن أمنهم في النهاية قد أصبح مضمونا".
ويرى الخبير في &laqascii117o;مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأميركي انطوني كوردسمان أن بيع أسلحة متطورة للسعودية يعني أن التعاون مع الولايات المتحدة، على صعيدي الصيانة والتدريب، سيتواصل لعشر سنوات مقبلة على الأقل.
كاراسيك يحذر من التركيز فقط على العامل الإيراني، معتبرا أن دول الخليج تقيم احتياجاتها الأمنية &laqascii117o;بناء على تهــديدات مختلفة"، مشيرا إلى أن &laqascii117o;دول مجلس التعــاون تواجــه تــهديدات ليس فقط مــن دول، لكن من جهات غير حكومية أيضا"، موضحا أن التهديدات تتمحور &laqascii117o;من إيران إلى الحوثيين (في اليمن) وتنظيم القاعدة وجــهات منشقة. كما تتضمن مثلا مراقبة الحدود جــوا وأرضا وبحرا"، مشيرا إلى أن المروحيات التي طلبتها السعودية من واشنطن ستكون فعالة في أي معركة مقبلة مع الحوثيين.
كيف كان يمكن لدول الخليج الاستفادة من مثل صفقات التسلح في الماضي؟
يوضح كوردسمان أن السعودية أظهرت أنه بإمكانها استخدام نظام &laqascii117o;باتريوت" وطائرات &laqascii117o;أف 15" بشكل جيد، مضيفا انه بينما لدى الرياض مشكلة في تشغيل بعض أسلحتها &laqascii117o;فان لدى الجميع مشاكل، حتى الولايات المتحدة". ووصف كاراسيك الأداء السعودي &laqascii117o;بالجيد جدا"، لكنه أضاف &laqascii117o;قد يكون هناك بعض الأسئلة حول القدرة البشرية والاستمرارية".  
ـ السفير روبرت ماكماهون : الإعلام الموجه أميركياً و&laqascii117o;الحرب الناعمة" على إيران
قليلة هي الدول التي تشهد حماساً إعلامياً، كذاك الذي يميّز الأنشطة الإعلاميّة الأجنبية في طهران. وقليلة هي أيضاً الدول التي تعرف صرامة في الرقابة، كتلك التي تواجه المؤسسات الإعلاميّة الغربية هناك.
وإلى جانب شبكة &laqascii117o;بي بي سي" البريطانية، وعدد من المحطّات الأجنبيّة، تقوم شبكة &laqascii117o;صوت أميركا" و&laqascii117o;راديو فاردا" الناطقتان بالفارسيّة، والتابعتان للكونغرس الأميركي، بدور بالغ الأهميّة في نقل المعلومات من إيران وإليها. وتعتبر الحكومة الإيرانية أن محطّات كهذه تقود &laqascii117o;حرباً ناعمة" ضد البلاد برعاية دول خارجيّة، ولهذا فإنها تعمد إلى التشويش على بثها وإقفال مواقعها الإلكترونية، في ما يشبه لعبة الهر والفأر، التي تأتي في مرحلة تشهد تطورات مهمة على الساحة الإيرانية، لا سيما في ما يتعلق بالملف النووي.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الخيار العسكري مستبعداً، يبقى خيار &laqascii117o;القوّة الناعمة" المرتكز على الإعلام أكثر جاذبية بالنسبة للولايات المتحدة. ويرى الخبراء أنّ إيران، وفي ضوء حجم شريحة سكانها من الشباب ممن هم دون الثلاثين من العمر بالإضافة إلى مستوى ثقافتهم وضلوعهم في أمور التكنولوجيا، تمثّل أرضية مناسبة جدّاً لهذه المقاربة.

المهمةّ والإعلام
على أثر هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001، أدرك مسؤولو الإعلام الرسمي الأميركي أهمية استهداف الجمهور الإسلامي. وكان البث في إيران جزءاً من هذا المخطط. وقد لاقت هذه الخطوات دعماً كبيراً خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، حيث وافق الكونغرس على زيادة تمويل &laqascii117o;صوت أميركا" و&laqascii117o;راديو فاردان" لتمكينهما من البث باللغة الفارسيّة.
وتحظى &laqascii117o;صوت أميركا" اليوم بنحو عشرة ملايين دولار سنويّاً، بما يمكنها من إدارة &laqascii117o;الوكالة الفارسيّة للأنباء" (&laqascii117o;بي أن أن")، فيما تبلغ ميزانية &laqascii117o;راديو فاردا" 6.3 ملايين دولار. ويحرص المسؤولون الأميركيّون على أن تستهدف الجهود الإعلامية للمحطتين جمهوراً إيرانياً متلقّفاً للتغيير الديموقراطي.
غير أنّ البرامج التي تبثها المحطتان، تواجه بانتقادات حادّة من قبل العديد من الأميركيين. ويستغرب السيناتور طوم كوبرن &laqascii117o;إسماع صوت" معارضي السياسة الأميركيّة عبر هاتين المحطتين، فيما يرى كثيرون أنّهما تخصّصان وقتاً كبيراً لـ&laqascii117o;أنصار الشاه" المنفيين.
في المقابل، يدافع مدراء هاتين المحطتين عن أدائهما بوضعهما في إطار الديموقراطيّة وحرّية التعبير وميثاق شرف المهنة. ويقول ستيف ريديك، وهو المحرّر التنفيذي لـ&laqascii117o;صوت أميركا"، إنّ &laqascii117o;مهمّتنا تفرض علينا أن نكون مصدراً موثوقاً ودقيقاً للمعلومات، وبثّها كما هي"، فيما يشدد مدير &laqascii117o;راديو فاردان" جيفري غدمين على أنّ مهمة الإذاعة تنحصر في إيصال صوت الإيرانيين المضطهدين أو المهمّشين من قبل النظام، موضحاً أنّ &laqascii117o;هذه الشريحة من المجتمع الإيراني، التي تشعر بأن لا صوت لها، هي حليف أساسي وجمهور نطمح إليه".

جمهور متلقّف
تقدّر الحكومة الإيرانية نسبة مستخدمي شبكة الإنترنت بنحو 23 مليون شخص، في حين يمتلك أكثر من 53 مليون شخص هاتفاً خلوياً. وتنتشر صحون استقبال بثّ الفضائيات في الريف. ويقول خبراء إعلاميّون إن إيران تتمتع بأكبر نسبة مشاركة على المدوّنات التي تقدّر بعشرات الآلاف، وتعالج مواضيع مختلفة من السياسة إلى البيئة والشعر.
من جهة أخرى، أظهرت الحكومة الإيرانيّة قدرات عاليّة على استخدام الإعلام الجماهيري، كما تستخدم مواقع إلكترونيّة ومدوّنات تديرها بشكل رئيسي شعبة الإعلام في قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني بهدف مواجهة نشاط معارضي النظام. ويقول مساعد مدير &laqascii117o;مشروع إيران الديموقراطي" في جامعة ستانفورد الأميركية عبّاس ميلاني إنّ &laqascii117o;الحكومة الإيرانيّة تخصّص الملايين لتدريب أفراد على التلاعب بالإنترنت، واستئجار آخرين لخلق مدوّنات خاطئة ومستفزّة تشجّع معارضي النظام على التعبير عن رأيهم". ويوضح أنّ &laqascii117o;النظام الإيراني يخشى كثيراً من قدرات الإنترنت في إيران"، مشيراً في هذا الإطار إلى الدعوة التي وجهها صبحي صادق، المقرّب من حرس الثورة، إلى &laqascii117o;جهاد إلكتروني" قبيل الأحداث التي رافقت الانتخابات الرئاسية في حزيران عام 2009، والتي أظهرت مدى الاختراق الذي حققه هذا الإعلام الجديد.
التحصين الميداني في معركة المعلومات
تشبه المعركة التي تخوضها المؤسسات الأجنبية لنقل الأخبار للإيرانيين، تلك التي خاضتها هذه المؤسسات ضدّ السوفيات خلال الحرب الباردة. وبالرغم من تطوّر وسائل الإعلام والبثّ، لا تزال تواجه المؤسسات الأميركيّة التحدّيات نفسها:
ـ التركيز على التطوّرات الداخليّة في إيران والمنطقة، ومراقبة النصوص لجعلها دقيقة وصحيحة، وغير &laqascii117o;ملتهبة". وخاصةً في الظروف الحسّاسة كالتي تبعت انتخابات عام 2009.
ـ استمرار الجهود لمحاربة الرقابة والحظر الذي تفرضه الحكومة الإيرانيّة على الإعلام المرئي والمسموع، والردّ على مستوى هذه الإجراءات بما يعادله.
ـ إتباع أساليب أكثر عمقاً وفعالية للحصول على المعلومات المتعلّقة بكيفية نفاذ الجمهور الإيراني إلى المعلومات، على أن تضمّ الاستطلاعات الإيرانيين المغتربين في كلّ أنحاء العالم، وأن تتخطّى مرّة واحدة في العام.
في النهاية، قد يصعب الحصول على الدعم المالي المطلوب لتقديم مستوى مرموق من الخدمة الإعلاميّة في إيران في ظلّ وضع الميزانية الأميركيّة الحاليّ. ولكن مع تصاعد النداءات في الكونغرس الأميركيّ لعزل إيران اقتصاديّاً وسياسيّاً، لا بدّ من الاعتراف بدور هذه المبادرات الإعلاميّة الحالية في إيران، وتوفير الدعم اللازم لها والاستجابة لاحتياجاتها.
[ محرّر في الموقع الإلكتروني التابع لمجلس الشؤون الخارجيّة الأميركي. عمل في &laqascii117o;راديو أوروبا الحرّة" و&laqascii117o;راديو الحريّة"، بين العامين 1992 و2005.
(عن مجلة &laqascii117o;فورين سيرفيس")


ـ 'السفير'
مطالبة الحكومة بحصص إضافية ستقوّض إقبال الاستثمار الأجنبي"
رئيس &laqascii117o;ديليك" الإسرائيلية للطاقة ليس قلقاً من الموقف اللبناني حيال حقول الغاز البحرية

فيما يتصاعد الخلاف بين اسرائيل وشركة &laqascii117o;نوبل انرجي" الاميركية حول رفض الاخيرة مطالبة عدد من اعضاء الكنيست بزيادة حصة الدولة العبرية من عائدات حقول الغاز البحرية من 12.5 الى 20 في المئة، يطلّ الرئيس التنفيذي لمجموعة &laqascii117o;ديليك" الاسرائيلية، للطاقة والعقارات، عساف بارتفيلد، بموقف مساند لـ&laqascii117o;نوبل انرجي" لينقل بذلك الخلاف الى الداخل بين &laqascii117o;ديليك" والحكومة الاسرائيلية، مجددا الرفض الاسرائيلي لأي مطالبة لبنانية في حقول الغاز البحرية.
ويواجه بارتفيلد واحدة من أكبر الاختبارات حيث يلعب دورا رئيسيا في معركة مع الحكومة بشأن تقسيم عائدات ضخمة من احتياطيات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط التي قد تقدّر قيمتها بمئات مليارات الدولارات. وفي الوقت نفسه، يواجه بارتفيلد الموقف اللبناني من هذا الملف، إذ تدخل مساحات الموارد البحرية الغازية ضمن المياه اللبنانية.

وقد انطلق الحديث في هذا الملف عند اكتشاف، حقل غاز &laqascii117o;تمار" العام الماضي، على بعد حوالى 50 كيلومترا قبالة ساحل مدينة حيفا، والذي تأمل &laqascii117o;ديليك"، التي يديرها الملياردير الإسرائيلي إسحق تشوفا، أن تبدأ الانتاج فيه عام 2012 ، حيث يعتقد أنه يحوي 8.4 تريليونات قدم مكعب من الغاز القابل للاستخراج. ويمكن لحقل &laqascii117o;تمار" توفير كميات كافية من الغاز تسدّ الاحتياجات الاسرائيلية لمدة 35 عاما، وسط توقعات في أن تصبح إسرائيل دولة مصدّرة للغاز.
كذلك، ادى اكتشاف حقل &laqascii117o;لفيتان" الصيف الماضي الى زيادة ملف الغاز تعقيدا بعدما تبيّن ان حجمه قد يكون ضعفي حجم &laqascii117o;تمار". وتملك &laqascii117o;ديليك" 31 في المئة من &laqascii117o;تمار" و45 في المئة من &laqascii117o;لفيتان" فيما يتقاسم النسبة الباقية كل من &laqascii117o;نوبل انرجي" الاميركية التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، وشركاء اسرائيليين آخرين.
وفي حديث الى صحيفة &laqascii117o;لوسن أنجلس تايمز"، شرح بارتفيلد موقفه الرافض لزيادة حصة الحكومة من عائدات الغاز المحددة بنسبة 12.5 في المئة لا اكثر منذ عام 1952:
÷ يقال إن اكتشاف حقل &laqascii117o;لفيتان" قد يحوّل إسرائيل إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعي. اليس توقعاً مبالغاً فيه؟
ـ أولأ، علينا بدء أعمال الحفر في الحقل لمعرفة ما اذا كان يحوي على الغاز. فمن السابق لأوانه الحديث عن &laqascii117o;اكتشاف" في هذه المرحلة. ومع ذلك، فإن احتمال النجاح الجيولوجي هو 50 في المئة وهي نسبة مرتفعة جدا. واذا افترضنا وجود غاز على المستوى المتوقع والبالغ 16 تريليون قدم مكعب، فسيشكل ذلك أكبر كمية غاز مكتشفة في اسرائيل. والى جانب الغاز المستخرج من حقل &laqascii117o;تمار"، فستكون هذه الكمية كبيرة جداً بالنسبة للسوق الإسرائيلي، وبالتالي فمن المحتمل أن يتم تصدير الغاز. لكن الامر قد يستغرق سنوات عديدة.
وإذا نجحنا في التصدير فالأسواق المستهدفة ستكون أوروبا والشرق الأقصى. في اوروبا مثلا، هناك اعتماد كبير على روسيا كمصدر رئيسي للغاز فسيكون هناك إقبال على مصادر بديلة. وفي الشرق الأقصى، أسعار الغاز السائل مرتفعة جدا في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية لأنها لا تملك مواردها الخاصة، ولذلك من المربح شحن الغاز الى هناك أيضاً.
÷ يقول بعض المحللين إن حقول الغاز غير متطورة ويرجع ذلك جزئياً الى شركات النفط والغاز الغربية الكبرى التي تتجنب العمل في إسرائيل بحيث لا تسيء الى المنتجين العرب الكبار. ما رأيك؟
ـ صحيح انه باستثناء شريكتنا &laqascii117o;نوبل انرجي"، لا تعمل شركات عالمية اخرى في عمليات التنقيب الكبرى في اسرائيل، لكن السبب الأهم في رأيي هو أن التكنولوجيا اللازمة للحفر في مياه بهذا العمق تطوّرت في السنوات الـ10 الأخيرة فحسب، ولم يكن بوسع أحد في العالم الحفر للوصول إلى هذه الأعماق منذ 15 أو 20 سنة. فـ&laqascii117o;تمار" على سبيل المثال، الذي يعدّ من اكبر اكتشافات الغاز في العالم عام 2009 ، هو على عمق أكثر من ثلاثة أميال.
÷ لبنان يطالب باحتياطي الغاز الممتد إلى مياهه الإقليمية. هل أنت قلق من عرقلة لبنانية لعمليات الحفر في إسرائيل وهل تخشى من اعتداء لـ&laqascii117o;حزب الله" على حقول الغاز؟
ـ سبق ورفضت المطالبة اللبنانية مراراً وتكراراً. فبموجب القانون الدولي، ان كافة الحقول والتراخيص هي داخل المياه الإقليمية الإسرائيلية. المستثمرون يسألون عن هذا، وأنا أقول لهم إننا مرتاحون في موقفنا. اما بالنسبة لخطر وقوع اي هجوم محتمل فإن القضية يجب أن تؤخذ في الحسبان من قبل الحكومة الاسرائيلية وليس من قبل شركة خاصة.

÷ إن الحكومة الإسرائيلية تحاول اليوم بمفعول رجعي زيادة النسبة التي تحصل عليها من الحقول، حيث تعتبر ان المعدلات الأصلية منخفضة للغاية ويبنغي للجمهور أن يستفيد أكثر من الموارد الطبيعية للبلاد. فما رأيك؟
ـ نعتقد أن الحكومة لديها الحق في تغيير قواعد التراخيص في المستقبل، لا مفعول رجعياً لتراخيص سبق ومنحت. عندما بدأنا التنقيب عن الغاز في &laqascii117o;لفيتان" اتخذنا كل الاحتمالات والأخطار على عاتقنا، خصوصا انه في بعض الأحيان نحفر كثيرا ليتضح أن الحفرة جافة. ومع ذلك لم يعوّض لنا عن التكاليف التي تكبدناها. ليس عدلا تغيير القواعد في منتصف اللعبة. هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى تراجع نية الشركات الاستثمار في إسرائيل، وقد أعلنت &laqascii117o;نوبل" كشركة اميركية أنها قد تراجع أنشطتها في اسرائيل إذا حصلت تغييرات مفاجئة للقوانين.
÷ أنتم وشركاء آخرون في &laqascii117o;لفيتان" أعلنتم مؤخرا عن إمكانية استخراج 4.2 مليارات برميل من النفط الى جانب الغاز. هل هذا الرقم دقيق؟
ـ إن الاحتمال ضئيل، خصوصا أن هناك احتمال 17 في المئة لاستخراج 3 مليارات برميل من النفط واحتمال 8 في المئة فقط لاستخراج الرقم المتبقي اي 1.2 مليار برميل عند مستويات بحرية أعمق. لغاية اليوم، لا اكتشافات نفطية تذكر في اسرائيل، لذا قد يكون الأمر بمثابة إنجاز تاريخي، لكن وفيما تبدو آفاق &laqascii117o;لفيتان" مشجعة، لا زلنا في الأيام الأولى.
(عن &laqascii117o;لوس انجلس تايمز") 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد