قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 21/10/2010

- صحيفة 'الحياة'
نجاد في لبنان: اسرائيل تتهم الحريري بـ&laqascii117o;شرعنته" ومحللون يدعونها الى تفاوض فوري مع سورية
آمال شحادة:

مع اختتام زيارة الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، الى لبنان، جاء وقت &laqascii117o;التلخيص" في اسرائيل. والتلخيص يرد في الخطاب الاسرائيلي الرسمي على شكل تهديدات صريحة يدّعون انها رد على تهديدات ايران وحزب الله: &laqascii117o;أنتم اخترتم إظهار لبنان جبهة حلف عسكري مع ايران، ونحن لن ننتظر الحرب ونعد لاجتياح الجنوب اللبناني وتدمير حزب الله". الكلام للعقيد يوسي بيخار، قائد لواء الجليل في الجيش الاسرائيلي، الذي يقود الوحدات العسكرية التي تتدرب على حرب مع لبنان أو سورية. وقد تكلم بمناسبة ترقيته الى رتبة عميد ونقله ليقود القوات العاملة في محيط قطاع غزة. فبعد أيام قليلة من عودة أحمدي نجاد الى بلاده، اختار أن يدخل بيخار الى عمق التفاصيل، كاشفاً عن أجواء النقاش الدائر في قيادة الجيش حول الخطط المستقبلية، فقال: &laqascii117o;تكون الضربة ضد حزب الله عبر ادخال كمية كبيرة من المدرعات الى العمق اللبناني وتوجيه ضربات مكثفة تحقق الهدف خلال فترة قصيرة، وتنفذ عبر دخول وحدات المشاة وإدارة حرب بأقصى سرعة ينفذها الجيش عبر الاهداف التي وضعها له في لبنان". وبرأي بيخار، فإن عدواً كحزب الله يمكن اخضاعه بطريقة واحدة وهي القضاء عليه. ويقول: &laqascii117o;حزب الله عدو من نوع آخر. انه عدو لا يمكن الاعلان عن خسارته الا اذا تم القضاء عليه. حزب كهذا يجب ان يموت وينتهي من الوجود".
حديث بيخار هذا جاء متزامناً مع التحذيرات التي كان اطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال جلسة حكومته التي عقدها في شكل استثنائي في منطقة الشمال، القريبة من الجنوب اللبناني الذي زاره نجاد، معلناً ان &laqascii117o;هذه الزيارة اكدت ان ايران حولت لبنان الى دويلة تسير في فلكها". وأضاف: &laqascii117o;سنعرف كيف ندافع عن اسرائيل وأمنها".
وعلى رغم ان وزارة الخارجية دعت الى تجاهل زيارة الرئيس الايراني، بدعوى ان &laqascii117o;تصريحاته في لبنان ستخدم اسرائيل من دون حاجة الى أي كلام عبري"، إلا ان عدداً كبيراً من المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين لم يصمدوا أمام إغراء الحديث عن الزيارة وأبعادها، كل على طريقته:
- وزير الدفاع ايهود باراك، اختار ان يتوجه الى قواعد عسكرية في مناطق تدريبات في هضبة الجولان السورية المحتلة، حيث أجرت قواته تدريبات مكثفة حرصت على الترويج انها تستهدف &laqascii117o;احتلال بلدة لبنانية وأخرى سورية" ضمن السيناريوات التي تحاكيها التدريبات. وحرص باراك على ان تصل الرسالة الى الجيشين والحكومتين اللبنانية والسورية، بأن بلاده تراقب عن كثب التطورات وترى أن &laqascii117o;زيارة نجاد تحسم الموقف الاسرائيلي من لبنان من انها لم تعد دولة طبيعية يحكمها شعبها ومصالحها...". باراك اكد ايضاً ان اجهزة الاستخبارات لم تعد تلك التي فشلت في حرب تموز (يوليو) عام 2006، بل انها اليوم موجودة وبكل قوة وعبرها تبقى الأعين الاسرائيلية يقظة إزاء ما يحدث في لبنان.
- نائب وزير الدفاع متان فلنائي، اكمل اقوال وزيره بالتأكيد ان الزيارة تعكس اعتماد حزب الله المتزايد على الايرانيين وأن لبنان تحول في شكل تدريجي الى اداة تتلاعب بها جهات عدة. ولم يكتف فلنائي بهذا الحديث، بل وضع الزيارة في اعلى درجات الخطورة على اسرائيل وقال انها &laqascii117o;تهدف الى الوقوف عن كثب على الشبكة الصاروخية التي زودتها ايران لحزب الله وتم نصبها في بلدات الجنوب، وهي بمعظمها موجهة نحو اسرائيل. وفي حين وصف فلنائي الترسانة الصاروخية لدى حزب الله بالأكبر من نوعها لدى تنظيمات مسلحة في العالم والموجهة ضد اسرائيل، قال ان الرئيس الايراني وصل الى بيروت للوقوف على ترسانة الأسلحة الايرانية التي استثمر فيها مليارات الدولارات.
- رئيس الهيئة السياسية - الأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس غلعاد، تجاوز باراك وفلنائي وطاول رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، وهنا كانت الرسالة الاسرائيلية الاكثر وضوحاً وتهديداً. في رأي غلعاد، فإن تحرك رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري &laqascii117o;شرعن" الرئيس الإيراني، وهو رجل متشدد، يسعى للقضاء على لبنان من الداخل وهذا أمر مأسوي.
- رئيس مستوطنة المطلة المحاذية للحدود اللبنانية، هرتسل بوكر، اعتبر زيارة نجاد تأكيداً ان ايران نجحت في تشكيل جبهة موحدة تضم سورية ولبنان وهو امر بات يشكل خطراً جدياً على اسرائيل.
- الاذاعة الاسرائيلية نقلت عن &laqascii117o;مسؤول امني كبير" ان زيارة نجاد اشبه بمناورة لشد الحبل ورأى فيها &laqascii117o;الجولة التي تسبق الانقلاب في لبنان".

- وانضم الى هذه الجوقة سفير اسرائيل في الأمم المتحدة، ميرون رؤوفين، المكلف شرح الموقف الاسرائيلي أمام العالم، فتصرف كمن يمهد الأجواء للحرب المقبلة، وقال ان على المجتمع الدولي ان &laqascii117o;يتخذ خطوات شديدة وحاسمة لمنع مواصلة بناء القدرات العسكرية لحزب الله وتزويده اسلحة دقيقة ومتطورة وصواريخ من ايران وسورية".
والمعروف في السياسة الاسرائيلية أن المطالبة بمنع مواصلة بناء القدرات العسكرية تعني ان اسرائيل لن تسمح باستمرار الوضع الحالي، أما نقل الموضوع الى الامم المتحدة وربطه بزيارة احمدي نجاد فهو تأكيد لهذا الموقف حيث اعتبر رؤوفين ان الزيارة تؤكد ما سبق وحذرت منه اسرائيل من ان ايران باتت الخطر الاكبر على العالم والشرق الاوسط، فيما الزيارة تعكس مدى قوة تأثير &laqascii117o;المنظمة الارهابية في لبنان"، على حد وصفه لحزب الله.
&laqascii117o;حزبستان" في الجنوب
في اسرائيل حاولوا اظهار زيارة احمدي نجاد كأنها خطر كبير، ليس على لبنان واسرائيل فقط، بل على المنطقة بأسرها. وهناك من رأى ان الرئيس الايراني اراد ان يؤكد لإسرائيل ان لبلاده دوراً مهماً في لبنان ليس اقل من دور سورية. ويرى اسرائيليون ان الزيارة هي تحذير ايراني لإسرائيل من خطر قيامها بتوجيه ضربة عسكرية لإيران لأن الرد سيكون من اقرب نقطة لإسرائيل وسيكون اسرع مما تتوقعه اسرائيل بحيث يدخل حزب الله الى المعركة على الفور. ويضيف الاسرائيليون ان نجاد يحاول دعم جهود حزب الله وسورية بالضغط على الحكومة اللبنانية حتى يتم تجميد التحقيق في عملية اغتيال رفيق الحريري.
فمن جهة، يريد الرئيس الايراني التأكيد لاسرائيل ان لبنان ارض تابعة للمقاومة وأن خطة حربه لإبادة اسرائيل مستمرة، ومن جهة اخرى لتذكير المجتمع الدولي بأن اسرائيل تقع تحت الكماشة الايرانية عبر حزب الله من الشمال وحماس من الجنوب.
باختصار، يقول الاسرائيليون ان الجهود الايرانية تريد ان يتحول لبنان الى ولاية لايران فيما اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تقول: &laqascii117o;مع زيارة نجاد ارتفعت في مناطق عدة في جنوب العاصمة بيروت وبلدات الجنوب، لافتات كتب عليها &laqascii117o;حزبستان". وكي يمهد الاسرائيليون لضرورة تنفيذ الضربة التي تحدث عنها يوسي بيكر يشددون في اجهزة الاستخبارات على ان لدى حزب الله القوة العسكرية الاكبر في لبنان ويمكنه من خلاله السيطرة وبسهولة على كل الدولة اللبنانية.
الخبير في شؤون الشرق الاوسط، تسفي برئيل، قال ان زيارة احمدي نجاد باتت ذريعة يتصرف بها الجميع. وكتب يقول: &laqascii117o;كيف تشعر عندما يكون احمدي نجاد موجوداً على هذا القرب منك؟" سئل المزارع من أفيفيم، وكأن القنبلة النووية الايرانية بذاتها وضعت بجوار الحدود اللبنانية. بنت جبيل، مثل معظم جنوب لبنان، يسيطر عليها منذ سنين حزب الله؛ صور الخميني وخامنئي هي جزء لا يتجزأ من المشهد اللبناني ليس من اليوم؛ المساعدة الايرانية لحزب الله لا تحتاج الى أي &laqascii117o;اعتراف" جديد من احمدي نجاد، والحكومة اللبنانية لا يمكنها أن ترفض زيارته بعدما استُقبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان باحترام شديد في طهران".
وبرأي برئيل، فإن الزيارة تحمل رسائل عدة: &laqascii117o;الى واشنطن لتعرف من يسيطر في لبنان. رسالة مزدوجة لاسرائيل لتفهم أن ايران تسند حزب الله وحزب الله &laqascii117o;سيدافع" عن ايران في حالة تعرضها لهجوم من اسرائيل، رسالة للبنانيين بأن يحذروا من اتهام حزب الله باغتيال رفيق الحريري، رسالة للسنّة، رسالة للشيعة. وباختصار، يضيف تسفي برئيل، لبنان، الدولة الصغيرة، التي بحد ذاتها عديمة الأهمية الاستراتيجية، لعبت جيداً دور حلبة الملاكمة الاقليمية. على ظهرها تدار صراعات استراتيجية شديدة القوة للسيطرة والهيمنة، وبالأساس حرب باردة بين قسم من الدول العربية وبين ايران وحلفائها، بين محور يتمتع بلقب &laqascii117o;مؤيد للغرب" ومحور يعتبر مناهضاً لأميركا، من دون أن تشهد هذه التوصيفات بالضرورة على الحقيقة المطلقة".
ولا يتردد برئيل في اتهام الحكومة الاسرائيلية بتضييع الفرصة المهمة لها في اثناء زيارة نجاد ويقول: &laqascii117o;في لعبة القوى الهائلة هذه كان يمكن أن يكون لاسرائيل دور أساس. استئناف المفاوضات مع سورية بالذات على خلفية زيارة احمدي نجاد، وفي أعقاب تصريح بشار الأسد بأن ايران تؤيد مثل هذه المفاوضات، كفيل بأن يضع ايران أمام معضلة شديدة بالنسبة الى علاقاتها مع سورية، وأن يضع حزب الله في وضع محرج، حين تدير الدولة التي يتعلق بها تواصل وجوده مفاوضات مع ألد أعدائه. مفاوضات كهذه لا تضمن بالضرورة قطع العلاقات بين ايران وسورية، ذلك أن مصالحهما المشتركة لا ترتبط بعلاقات كل واحدة منهما مع دول اخرى، ولا يعني الأمر أن حزب الله سيضع سلاحه. ولكن اتفاق سلام بين اسرائيل وسورية سيقلص بقدر كبير التهديد من الحدود الشمالية، ويُحدث معادلة استراتيجية اقليمية جديدة، قد تكون أهم من السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.


- صحيفة 'الشرق الأوسط'
ليت &laqascii117o;واشنطن" أنجزتنا ما تعد..
وليد أبي مرشد:

بقدر ما كانت &laqascii117o;مفاجئة" زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، إلى بيروت الأحد الماضي.. كانت أيضا مدعاة للتساؤل عما قدمته واشنطن من دعم سياسي يذكر لقوى &laqascii117o;14 آذار" في مرحلة كانوا فيها فعلا أصحاب قضية - أي استقلال القرار اللبناني عن الوصاية السورية - لتأخذ &laqascii117o;14 آذار" على محمل الجد وعد فيلتمان الجديد بدعم واشنطن للمحكمة الدولية &laqascii117o;إلى النهاية"، وحرصها على أن تستكمل عملها. رائع أن تؤكد الإدارة الأميركية، عبر فيلتمان، التزامها بلبنان &laqascii117o;قوي ومستقر وذي سيادة". ولكن الأروع من ذلك أن تؤكد بأفعالها، لا أقوالها، هذا الالتزام. ألا يحق للبناني العادي أن يتساءل لماذا فشلت واشنطن في تقديم دليل عملي واحد على التزامها بسيادة لبنان واستقراره يوم كان هذا الالتزام مطروحا، بل ومطلوبا، على مستوى الشارع؟ كلنا نذكر، على سبيل المثال، موضوع قرية الغجر المقسومة إلى شطرين: إسرائيلي محتل ولبناني محرر، وكيف انتعشت آمال حكومة فؤاد السنيورة - التي كانت تحظى برضا واشنطن وسفيرها في بيروت آنذاك، جيفري فيلتمان بالذات - في أن تقنع واشنطن إسرائيل بـ&laqascii117o;التنازل" عن احتلال نصف القرية.. ليس فقط لإعادة توحيدها في ظل &laqascii117o;سيادة لبنان واستقراره"، بل لإعطاء خصوم &laqascii117o;14 آذار" مثلا حيا عن مصداقية وعود واشنطن بدعم &laqascii117o;ثورة الأرز" وسعي حكومة السنيورة لبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.. ففشلت في إقناع إسرائيل بـ&laqascii117o;التضحية" بكيلومترات معدودة من الأراضي اللبنانية المحتلة تفوق القيمة السياسية للجلاء عنها - بالنسبة للبنان والولايات المتحدة معا - أي قيمة استراتيجية مفترضة لإسرائيل. عجز الإدارة الأميركية عن &laqascii117o;إقناع" إسرائيل بأن تتزحزح قيد أنملة من قرية الغجر أحبط آمال قوى &laqascii117o;14 آذار" في جدية الدعم الأميركي لقضيتهم، خصوصا إذا ما قورن بالدعم الإيراني والسوري السخي لقوى &laqascii117o;8 آذار"، وأسهم بالتالي في إضعاف &laqascii117o;14 آذار".. فهل يلام اللبناني العادي إذا اعتبر اللجوء إلى حمى واشنطن كالاستظلال بسحابة صيف عابرة: لا يعرف متى تنقشع ولا كيف تنقشع؟ أما لماذا تنقشع فالأمر بمنتهى البساطة: الحرص المفرط على تجنب المس، بأي شكل من الأشكال، بمصالح إسرائيل، وما يفترض أنه أمن إسرائيل. مشكلة الولايات المتحدة ليست افتقارها إلى أوراق ضغط على إسرائيل - وما أكثرها - مشكلتها مدى استعدادها لممارسة أي ضغط كان حتى &laqascii117o;النهاية"، ودون احتساب لرد فعل اللوبي الصهيوني في واشنطن.. الأمر المستحيل في موسم انتخابي (انتخابات منتصف الولاية) لا يبشر بخير للحزب الديمقراطي الحاكم. حبذا لو ينقل فيلتمان إلى إدارته أنها فوتت، مع &laqascii117o;ثورة الأرز"، فرصة تاريخية لبناء علاقة صداقة وثيقة مع اللبنانيين كانت ممكنة، آنذاك، رغم كل المآخذ &laqascii117o;الإسرائيلية" على دبلوماسيتها الشرق أوسطية. وغير خاف أن &laqascii117o;تقلص" الحجم الدولي - والمحلي - للرئيس باراك أوباما لا يوحي باحتمال تعويض هذه الفرصة المهدرة، خصوصا بعد فشله الذريع في حمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على تمديد وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يشكله هذا الفشل من إقرار ضمني بهيمنة القرار الإسرائيلي على الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط. ما أشبه موقف قوى &laqascii117o;14 آذار" من الإدارة الأميركية بموقف الشاعر عمر بن أبي ربيعة من عروس أحلامه، هند، الشاعر تمنى أن تنجز هند ما وعدت به و&laqascii117o;تستبد مرة واحدة"، و&laqascii117o;14 آذار" تمنت أن تنجز واشنطن ما وعدت به و&laqascii117o;تستقل" مرة واحدة عن إسرائيل. والمفارقة الواجب تسجيلها في هذا السياق أن &laqascii117o;14 آذار" باتت تلتقي مع الشاعر العربي في ملاحظته: &laqascii117o;كلما قلت متى ميعادنا.. ضحكت هند وقالت بعد غد".


- 'النهار'

تعليقاً على حديث شيخ الأزهر: أنا من أهل السنّة ومن أهل الشيعة !
محمد مغربي (محام):

لفتني في الحوار الذي أجراه الأستاذ جهاد الزين مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ('قضايا النهار'، 15 تشرين الاول 2010) قول الشيخ الطيب: 'لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الإسلام'. وكان من الممكن له أيضاً أن يذكّر بأن الجامع الأزهر يقع في حي الحسين وعلى رمية حجر من مسجد الحسين، وأن الإمام الحسين ليس للسنة ولا للشيعة بل هو لكل المسلمين.
لكن ما أزعجني في كلام الدكتور أبو الطيب هو استعمال مصطلح السني والشيعي! فمَن من المسلمين هو السني ومن هو الشيعي؟ ذلك أنه لا يوصف المسلمون بالسنة والشيعة لا في مصر ولا في معظم دول العالم الإسلامي. وفي لبنان جاءنا بهذا الوصف الإنتداب الفرنسي حين أصدر المندوب الفرنسي دو مارتيل مع القرار رقم 60/ل.ر. في 13 آذار 1936، المسمى نظام الطوائف الدينية، جدولاً بالطوائف الدينية المعترف بها ومنها الطائفة الشيعية والطائفة السنية، بإسم الجمهورية الفرنسية التي يقوم دستورها ونظامها برمته على إعلان حقوق الانسان والمواطن وإلغاء التمييز.
فلنعرف الشيعة. إن الشيعة هم شيعة، أي أنصار، الخليفة الراشد الرابع الإمام علي بن أبي طالب أثناء العصيان الذي أعلنه ضده معاوية بن أبي سفيان والي دمشق الذي رفض مبايعته بالخلافة. وكان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد عينه والياً على بلاد الشام مع أنه من الطلقاء. فسقطت ولايته بعصيانه وباستعماله موارد الدولة لشن الحرب عليها. فأصبح بالمعايير المستعملة اليوم غاصباً للسلطة. وبعد وفاة الإمام علي تولى معاوية الخلافة وأجبر الناس قهراً على مبايعة ابنه يزيد لها.
ولو كنت أعيش في تلك الحقبة من التاريخ لكنت دون شك من شيعة الإمام علي، كما لكان كذلك كل المسلمين. فأي مسلم يمكنه اليوم أن يفضل معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد على الخليفة الإمام علي بن أبي طالب وابنه الإمام الحسين؟ إذن وفي رأيي، فإنه يصح وصف كل المسلمين اليوم بأنهم من شيعة علي وشيعة الحسين. فلا يوجد في الأمر من خلاف.
وإن وصف 'السني' يأتي من اصطلاح 'أهل السنة'. وما هي السنة؟ إنها سنة الله ورسوله. فهل أن 'السني' يتبع سنة الله ورسوله دون 'الشيعي'؟ أبداً، فإن المسلمين جميعاً هم أهل السنة لا فرق بين 'سني وشيعي'. فلا يوجد في الأمر من خلاف.
وأما أهل البيت، فهل إن الذين يوصفون بـ 'الشيعة' يحترمون أهل البيت أكثر من الذين يوصفون بـ'السنة'؟ أبداً! فإن كل المسلمين يحترمون كل أهل البيت. وهم جميعاً يدعون الله في صلواتهم أن يصلي ويسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد. فلا يوجد في الأمر من خلاف.
جاءت في كلمة شيخ الأزهر الإشارة إلى كيفية تولي الإمام أي الخليفة السلطة وأن ذلك لا يكون إلا بالاختيار. وأن المصطلح الشرعي هو البيعة. إلا أن تنظيم الإختيار في الأنظمة الحديثة من طريقي المجمع الإنتخابي electoral college والإنتخابات العامة الشعبية يؤلف نوعاً من أنواع البيعة. وهذا شرح يطول. والمهم ألا تؤخذ السلطة غصباً واستبداداً.
أنا مسلم: فأنا على سنة الله ورسوله ومن أهلها. أنا مسلم: فأنا من أهل شيعة الإمام علي والإمام الحسين رضي الله عنهما. ولو عشت في عصرهما لربما كان لي شرف أن أقف الى جانبهما. أنا مسلم: فإنني أحترم وأجّل أهل بيت رسول الله. لا يوجد في الأمر خلاف.
أنا مسلم ولست ابن طائفة. ذلك أن 'لله الدين الخالص' ( الزمر/3) و'إن الدين عند الله الإسلام' (آل عمران /19) (...).


- 'السفير'
من أكون لأسيء إلى عبد الناصر؟.. عروبة إيران أم عرب الأميركان!
نصري الصايغ:

فوجئت بردود الفعل على مقالتي &laqascii117o;ما لم يتح لعبد الناصر وعرفات... أتيح لنجاد"، أظن أن العنوان كان مثيراً. شاغب قليلا. وأظن أيضا، أن البعض افترض أني أجريت مقارنة بين الزعماء الثلاثة، وأنا لم افعل، وأني بانحيازي الى واحد، عرَّضتُ بالاثنين، وهو ليس كذلك.
خصني الصديق شوكت أشتي بنقاش نقدي، يقتضي مني ان أشكره وأنوِّه بحرارة دفاعه عن عبد الناصر. انما ظهر أني افتريت عليه أو أسأت إليه. وكل ما حاولت تبيانه، أن عبد الناصر لم يدخل لبنان. وهذا حدث له دلالة هامة، في سياق الأحداث اللبنانية. قلت: إنه لم يدخل، وشرحت الأسباب الموضوعية لعدم اجتيازه الحدود. وقلت أيضا، لو كان باستطاعته، سياسياً ودولياً ولبنانياً، لكان فعل.
إن تقرير واقع، ليس مذمّة. وبالمناسبة، علاقتي بعبد الناصر، علاقة مواطن عربي بقائده. لذا، أنا أشتاق إليه، أشتهي سماع صوته ونبرته الممتلئة كرامة وعزة، أستحضره كلما شاهدت هذه الصفوف العربية الرثة، وهذه القيادات المتهالكة، وهذه الأنظمة السافلة. والتصق باحداثيات نضالات، كلما وهنت عزيمتي وضاق صدري وخانتني قواي، نضالات سجل فيها انتصارات، إبان ثورة الجزائر، دعماً وتأييداً وإنجازاً، وإبان العدوان الثلاثي، إطلاقاً لمقاومة شعبية حقيقية، عوّضت خسائر القوى المسلحة النظامية، غير أني أيضاً، ومع محبتي له، أتذكر أنه أماتني حزناً عليه وعلى فلسطين... فعندما سمعت منه في التاسع من حزيران &laqascii117o;اني أتنحَّى"، جثوت على دموعي، فأنا ابن الخامس من حزيران اللعين. جرح حزيران في قلبي، وعليه، لا يضير القلب المحب، ان حاسب القائد الخاسر... وكانت خسارته توازي عندي هزيمة ميسلون، التي كرست وشرعت سايكس بيكو وأفسحت الطريق لعبور وعد بلفور... أنا ابن حزيران ذاك... ومن حقي أن أسائل لا أن أبرر. فلا مقدس في السياسة، غير ما تصنعه من انتصارات. لذا تقدس الشعوب انتصاراتها، بتسمية الساحات والأنصاب بأسماء تليق بها.
ولندخل صلب الموضوع، انما، بعد شرح القاعدة التي أسترشد بها في قراءاتي السياسية.. أنا من حزب توما الرسول. توما لا يؤمن بالكلام. سمع المسيح يقول: &laqascii117o;أموت وبعد ثلاثة أيام أقوم". لم يصدق. ولما قال الرسل لتوما، &laqascii117o;المسيح قام"، لم يصدق. ولم يؤمن إلا بعدما دس إصبعه في جراح المسيح المصلوب.
أنا على هذا المذهب تقريباً في كل شيء. النص يفرحني ويغنيني ولكنه لا يرشدني. أفضل قراءة الواقع، بلحمه الحي، على تلمس الحبر والكلام والمواقف. والسياسة عندي مسار ونتائج. السياسة امتحان يومي، من يفوز فيها، يحقق انجازاً، فوزاً، انتصاراً. ومن يخسر، تحسب عليه أفكاره وأخطاؤه ومواقفه. السياسة عندي معركة بين قوى يختل توازنها بالنضال.
مرجعية الحكم على السياسة، ليست نوايا العاملين فيها، ولا أقوالهم، ولا أفكارهم. مرجعية السياسة، النتائج التي تحققها. لا قياس عندي غيرها. وحدة القياس، هي في علامات الفوز أو علامات الخسران. انطلاقاً من هذه القاعدة أسجل ما يلي:
أولا: عبد الناصر لم يعبر الحدود، لا لنقص فيه أو لعدم رغبته، بل &laqascii117o;لحكمة منه"، (معه حق د. شوكت) لأن موازين القوى أتاحت له أن يجلس على الحدود، لا أن يدخلها. هل في هذا إجحاف؟ الجواب أبداً! انتصار عبد الناصر في لبنان، على سياسة الأحلاف الغربية (ايزنهاور وحلف بغداد)، كرّسه شريكاً من الخارج. ترجمة انتصاره، عبر قوى مؤيدة له وللعروبة آنذاك، لم تستطع فرض معادلة ليتفوّق فيها الشارع السني، على الشارع المسيحي. السنة آنذاك في لبنان، في أغلبيتهم، كانوا ناصريين عروبيين. حققوا معادلة في السياسة، واستنفذوها في تكوين سلطة، &laqascii117o;لا غالب ولا مغلوب" داخلياً، علماً أن عبد الناصر كان غالباً، وأميركا كانت مغلوبة... برغم وجود أساطيلها في مياه بيروت.
ثانيا: لم &laqascii117o;أظلم الرئيس شهاب ولا عبد الناصر"، واعتبر أنني &laqascii117o;لم أع معنى اللقاء التاريخي ولم أقدر الحكمة من عدم عبور الحدود"... عذراً. أعي جيداً معنى اللقاء. وأعي ماذا يعني انه لم يسمح له ان يطأ تراب لبنان. والشرح في هذا الصدد مفيد: لم تكن عروبة لبنان آنذاك، قادرة على حماية الزيارة، من ردود فعل القوى المناهضة للعروبة. كانت قوى اليمين اللبناني المسيحي، قادرة على إشعال الفتنة. هذا مانع موضوعي، هذا مانع سياسي... ألا نلاحظ ان مثل هذه الموانع سقطت كلها وسقط أكبر منها، لدى زيارة أحمدي نجاد؟ ألا نلاحظ أن الزيارة كانت وفق جدولين، واحد بروتوكولي، وفق الأصول، وآخر شعبي صارخ وقوي وذا دوي وذا حضور اقليمي، استشعره الغرب، وخشيته اسرائيل، وحاولت منعه واشنطن. المحاذير والمشكلات إبان زيارة نجاد، أكبر بكثير مما كان في العام 1958، ومع ذلك، فإن القوة التي يمتلكها اصحاب مشروع المقاومة، أسقطت هذه الاعتبارات بالكامل، وفازت بزيارة ناجحة.
إذا كانت القوى السنية، قد أنجزت آنذاك، إسقاط بسياسة الأحلاف، وهذا أمر في غاية الأهمية، فإنه لا يضير المقاومة، وهي شيعية، انها أسقطت الأحلاف، وتصدت لها، وطردت اسرائيل، وهي الآن في مرتبة العامل الاقليمي الأقوى والأشد في المنطقة.
لم يستطع التيار الناصري ان يتخطى عام 1958، ما أشار إليه د. أشتي من عوائق لزيارة عبد الناصر. صحيح ان لبنانيين كانوا يرون أن عبد الناصر يريد ابتلاع البلد، وان &laqascii117o;خلافا حول هوية البلد مستشرية"... و&laqascii117o;أن التوتر الطائفي على أشده"... وأسأل في المقابل، كيف حال لبنان قبل زيارة نجاد؟ كان ولا يزال على حافة الفتنة. أهله مختلفون ومتنازعون على كل شيء، ورأس &laqascii117o;الأشياء"، سلاح المقاومة، (أداة الانتصار على الأحلاف وعلى إسرائيل... وأداة التحرير في المستقبل عندما تأزف ساعة الحسم في فلسطين المحتلة). كان أهل لبنان، قبل زيارة نجاد، وبعده، مختلفين حول طبيعة وهوية وشيعية هذا السلاح، ومختلفون على المحكمة الدولية، وكيفية مواجهة الشرق الأوسط الجديد، وكيفية درء الفتنة السنية الشيعية، التي أذكت جذوتها، مدارس الفقه الأميركية. كان لبنان، قبل زيارة نجاد، بركاناً يستعد لإطلاق حممه. ومع ذلك، فموازين القوى المختلة لصالح المقاومة ومن معها، داخليا واقليميا، الزمت لبنان الرسمي، على استقبال نجاد، استقبالاً مؤيداً بتيار شعبي، (أكثريته شيعية).
ثالثا: عروبة لبنان، لا تشبه عروبة الكتب. لا تشبه عروبة الأحزاب. إنها من نوع آخر. عروبته، ليست بنت الفكر والعقيدة. هي بنت الدم والنضال. عروبته نتاج موازين قوى، متبدلة. فمن &laqascii117o;لبنان ذو وجه عربي" إلى &laqascii117o;لبنان عربي الهوية والانتماء" مخاض دام. العروبة في لبنان، من سلالة النضال، وليست من نسل الكتب.
لقد أغرقت الأحزاب القومية والتيارات العروبية مواطنيها بحروب كلامية، حول القومية والأممية أثارت أسئلة تحتاج إلى قرون من الجدل: أهي عروبة تتأسس على اللغة؟ أهي عروبة الثقافة (أي ثقافة؟ ثقافة ما قبل الإسلام، أم ما بعده؟ ثقافة السنة أم الشيعة أم الآخرون. ثقافة علماء الكلام والفقهاء أم ثقافة الفلاسفة؟) أهي عروبة التاريخ؟ (أي تاريخ؟ لكل جماعة تاريخها. ولكل طائفة أسانيدها. والدماء تملأ بطون الكتب، كما ملأتها في ساحات الفتنة). أهي عروبة الأقوام والأثنيات، (وأيها يعترف بالآخر أنه شقيقه بالعروبة) أهي عروبة الإسلام، (فماذا نفعل بالنصارى؟ ثم أي إسلام؟ إسلام السلف أم إسلام الاجتهاد، أم إسلام الأئمة الأربعة، أم الأئمة المعصومين إلخ!).
فئات وشرائح من الشعب اللبناني، فازت في معارك العروبة، بعنوانين بارزين: فلسطين ومقاومة الأحلاف. وهذا ما تفعله إيران الآن. فماذا يغيرنا؟ تغيرت الأدوات ولكن الهدف لم تغيره انتصارات المقاومة الإسلامية، المدعومة إيرانياً، والمحتضنة سورياً، والمتشوقة إليها جماهير عربية مقموعة، تنزل بإسرائيل وأميركا خسائر ملموسة وأحيانا حاسمة.
انتصارات المقاومة الإسلامية، مستدامة. وفعل المقاومة مستدام، منذ هزيمة ميسلون. ما بعد ذلك التاريخ، كان المشرق وطن المقاومة، (هنانو، العلي، سلطان باشا الأطرش، أدهم خنجر، ثورة الدنادشة، القوى العربية في الضنية. الخ) انما تميزت المقاومة في لبنان، والتي كانت تنشد الدعم الخارجي وتجده. (لا مقاومة بدون دعم خارجي. هذه سنة المقاومة). ان لها سجلاً حافلا بالانجازات.
÷ احتضنت المقاومة الفلسطينية وساهمت فيها.
÷ أسقطت بشير الجميل، الذي توجته الدبابات الاسرائيلية، رئيساً ومنصة لشرق أوسط جديد، ولحل القضية الفلسطينية نهائياً، عبر طرد الفلسطينيين من لبنان إلى الأردن، واقامة دولة فلسطينية في الأردن، بالقوة. تلك هي خطة شارون آنذاك، التي أفصح عنها ايهودا باراك منذ أربعة أشهر فقط.
÷ أسقطت المقاومة اللبنانية، بدعم سوري وتفوق سوفياتي (اندروبوف) اتفاق 17 أيار.
÷ طردت بوارج المارينز من لبنان، وبددت الجنود الفرنسيين.
÷ أسقطت عدوان 1993 على لبنان. &laqascii117o;جردة الحساب" لم تكن وفق المشتهى الاسرائيلي. حسابها كان خاسراً.
÷ أسقطت عدوان 1996، الذي أنتج تفاهم نيسان، بدعم سوري وإيراني.
÷ حققت أول انتصار عربي، بعد ليل الهزائم الطويل، في 25 أيار 2000.
(وبالمناسبة، كما اني ابن النكسة بكل أثقالها وأحزانها وتراكماتها، أنا ابن الخامس والعشرين من أيار. انتصار أيار معموديتي. وشمني الانتصار ذاك، بأمل لا تقوى عليه شدائد الأزمنة).
÷ حققت انتصاراً رادعاً في تموز 2006.
والحبل على الجرار.. لذا، للبنان عروبة القضايا. وقد تفوق في العمل والنضال من أجلها. وعندما نقول لبنان، لا نقصد الدولة والسلطة فيه. فكل أساليب النضال التي اعتمدت من جميع الفصائل، كانت خارج الدولة.
انها مقاومة الخوارج على السلطة والدولة معاً... ولقد تفوّقت.
ولا بد من إشارة ذات دلالة، لا تعيب أحداً في لبنان: الطوائف وظائف، وليست عقائد. وظيفة الطائفة المسيحية مع الجنرال ميشال عون، مختلفة عن وظيفتها مع بشير الجميل وسمير جعجع. ووظيفة السنة اليوم، مع سعد الحريري، ومع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليست كوظيفتها في الزمن الناصري السعيد. ووظيفة الطائفة الشيعية كذلك، ووظيفة الدروز أيضاً وايضاً.
رابعا: الاعتراض على احمدي نجاد، لأن دخوله إلى لبنان، هو تكريس &laqascii117o;لصياغة مستقبل"، أمر لم أفهمه حقاً، لأن المراقب المحايد، (فكيف بالملتزم) يشهد بأم العين، ان هذه المنطقة، راهنا، تخوض غمار معركة بين مشروعين: مشروع أميركي ـ صهيوني متوحش، تدميري، استيطاني، استلابي، إفسادي، إحباطي، تيئيسي... وقد انضم اليه، مجموع من قادة العرب، (بلا عروبة طبعا)، الذين صادقوا الشاه في زمن عزه الاسرائيلي ـ الأميركي، وحاربوا ايران في زمن ارتدادها الرائع، إلى القيم العربية، إلى العروبة النضالية الفذة، في مقارعة كل من أميركا وإسرائيل.
ولهذا، ذات مقال، تساءلت، لم لا تكون العروبة، (النضالية طبعا) بقيادة إيرانية؟ وقد أثبتت هذه القيادة، انها، برغم حروب صدام حسين ومن معه من العرب (البلا عروبة) قادرة على مد الجسور النضالية، بينها وبين سوريا، الحاضنة الدائمة للعروبة النضالية، بما أوتيت به من قوة وسياسة ودعم (للمقاومة في لبنان وفلسطين) وبين قوة المقاومة المتمثلة في لبنان، &laqascii117o;بحزب الله" الشيعي، و&laqascii117o;بحماس" السنية... يا للمفارقة؟ لماذا لم يعترف لإيران، بأنها تجاوزت مذهبيتها، عبر نضاليتها. فصارت عروبتها معمدة بفلسطين العربية، وبمواجهة أميركا ومن معها.
لم يكن عبد الناصر فئوياً ولا متزمتاً. هذا غير كاف أحياناً، لأن عروبة اللغة والدين والتاريخ تفرق. فيما عروبة النضال المستدام والمستمر لا تفرق.
خامساً: ألمح اعتراضاً على &laqascii117o;شيعية" المقاومة. غريب. هذا ضد المنطق. ضد العلم. ضد التاريخ. ضد الحياة. المقاومة، هويتها مقاومتها وفعلها. أما فكرها وعقيدتها وأنماط سلوكها، فهي متباينة. المقاومة رد فعل على فعل. كانت المقاومة الفرنسية، مقاومة... يعمل فيها يساريون ويمينيون وشيوعيون ورجال دين ومستقلون ومفكرون... متناقضون. لا يوجد &laqascii117o;سوبر ماركت" لشراء مقاومة وفق أفكارنا وعقائدنا. لذا، عرف لبنان مقاومة قومية بعقائد مختلفة، ويسارية بتيارات متباينة، وفلسطينية بأفكار شتى... غير ان الجامع بينها هو أنها تقاوم اسرائيل والأحلاف الغربية.
أدت المقاومة السالفة دورها وانتهت لظروف خاصة بها أو لظروف مختلفة. هذه المقاومة نشأت بدعم إيراني ثابت منذ البداية. لم ترسل إيران إلى لبنان رجالاتها بثياب دبلوماسية. جاءت &laqascii117o;بالحرس الثوري". ومن هناك، تبدأ الحكاية، التي بلغت ذروة الانتصار في تموز.
فإيران، ليست دخيلاً. دخلت مؤسسة لحركة وداعمة لمقاومة. وخطاب السيد حسن عن فضل ايران، تكفيه الأرقام. فلولا إيران، لا مقاومة في لبنان. أتجرأ وأقول: كل مقاومة تفقد نصيرها الخارجي تُقتل وتهزم. هكذا هزمت ثورة ابراهيم هنانو في شمال سوريا. قتلت المقاومة، عندما تخلى عنها كمال أتاتورك. وهكذا قتلت الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش. هزمت ونكل بها عندما تخلى عنها شرق الأردن، بضغط بريطاني استجابة لإلحاح فرنسي.
إيران موجودة في لبنان، وجوداً أصيلاً، لا دخيلا. وكل اشتباه لدورها، يذكرني بفصائل الانعزال اللبناني، التي رأت في اليسار موسكو، وفي الناصرية شيوعية مستترة، وفي الكفاح الفلسطيني، استيطاناً. وأظن، أن، هذه خطيئة، لا خطأ.
سادساً: من قال &laqascii117o;ان إيران جنة الله على الأرض؟" يقولني د. شوكت ما لم أقله، بل ما لم ألمّح إليه. الهموم الايرانية الداخلية، لا دخل لي بها. فكر المعارك (ونحن في معركة) يختلف عن فكر المكاتب. ما يهمني من إيران، انها تقف إلى جانب قضايا عروبية، أولها فلسطين. وإذا كان البعض لا يصدق فلسطينية إيران، فهو حر ولكنه مخطئ.
ومن قال ان إيران منزهة عن الحسابات؟ ولو؟!! السياسة حسابات. انما، هناك حسابات نربح فيها، وحسابات نخسر فيها. دفتر الحساب بيننا وبين ايران، طابش لمصلحتنا في المقاومة. لم تعطِ إيران سوى أننا سدٌّ ضد الاعتداء عليها. وهذا بديهي في علم الأحلاف. كما هي معنا، نحن معها. ومع ذلك، لم يستطع لبنان أن يصوّت ضد العقوبات عليها في مجلس الأمن.
يقول د. اشتي: &laqascii117o;توفر لنجاد تنظيم سياسي من طائفته وامكانات غير معهودة في تاريخ التجربة الحزبية... يتقاطع مع إيران الإسلامية في تفاصيل كثيرة... قادر على الحشد الشيعي". هل هذا عيب أم أنه أم الفضائل في التحالف؟ هل عيب ان يكون لبنان المقاوم، مدعوم بالغالي جداً من قبل إيران؟ هل من العيب ان يكون الايراني، أكثر عروبة من حشود الأنظمة الناطقة بالعربية والفاعلة بالعربية، ضد العروبة.
أخيراً... يقول الدكتور شوكت &laqascii117o;لا أعرف شيئاً عن ثورة عبد الناصر". سؤال: هل نخضع لامتحان؟ أترك الجواب، لبحث يمكن ان يفتح نقاشاً حول الثورة والسلطة. انما، أحيل القراء، إلى مقالة كتبها ميشيل كيلو في &laqascii117o;السفير" (الاثنين الفائت) بعنوان: أبو خالد سامحني. ففيها بعض ما يلزم ان يقال، عن الناصرية، كسلطة وثورة.
أترك ما تبقى من ملاحظات ساقها الدكتور شوكت، لأن المكان لا يتسع لها. وهي كثيرة الأهمية، على أني أختم هذه المقالة باعتراف علني: من أكون لأسيء الى عبد الناصر؟ ومن أنا لأسيء الى ياسر عرفات؟.


- 'السفير'

حكاية جون بولتون للاغتيال والتحقيق الدولي
حسام مطر:

&laqascii117o;الاستسلام ليس خياراً" هكذا يعتقد جون بولتون بحسب عنوان كتابه المنشور عام 2007 والذي يسرد فيه تجربته في الامم المتحدة بين العامين 2005 و 2006 كمندوب للولايات المتحدة، ربما أكثر ما يثير الغرابة في الكتاب هو مدى فقدان كاتبه، الممثل الدبلوماسي لأقوى دولة في العالم لدى أكبر منظمة دبلوماسية, للحس الدبلوماسي بشكل فظ ومتعجرف وساخر. يكشف الكاتب كماً مذهلاً من التفاصيل حول جملة من الملفات الحساسة خلال تلك المرحلة ومنها ما هو متعلق بلبنان، سواء بالنسبة لقضية اغتيال الرئيس الحريري أو بالنسبة للحرب الاسرائيلية عام 2006. إلا أنه من المفيد في هذه المرحلة إعادة استخراج وقراءة مجموعة من تعليقات بولتون حول ظروف اغتيال الرئيس الحريري وعمل لجنة التحقيق الدولية وأداء رؤسائها المتعاقبين, وخاصة لأهمية موقع ودور وشخصية بولتون في تلك المرحلة، على أن يبقى عنوان الكتاب أي &laqascii117o;الاستسلام ليس خياراً" حاضراً في الذهن أثناء القراءة لما له من دلالات عميقة.
يستعرض الكتاب احداث العام 2005 وما تلاها بالتسلسل الزمني وهذا بدوره يفيد كثيراً في فهم طبيعة العلاقة والترابط بين مجموعة من الاحداث والمواقف المتلاحقة ابتداء من القرار 1559 الذي اعتبره الكاتب &laqascii117o;يعبر طبعاً عن إرادة لبنان بأن يتخلص من الاحتلال العسكري السوري وكذلك الجهد السوري المتواصل لابتلاع لبنان ضمن سوريا الكبرى وإنهائه كدولة مستقلة". ويشير بولتون في هذا السياق الى تجاهل سوريا للقرار واستخفافها به واعتباره محدود المفاعيل لا سيما بسبب الانقسام الدولي حوله في مجلس الامن، إلا أن حدث اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط أدى بحسب بولتون الى أن &laqascii117o;الحسابات السياسية تغيرت كلياً" بشكل أدى للانسحاب السوري خلال شهر ولاحقاً إصدار القرار 1595 حول إنشاء لجنة التحقيق الدولية.
إذا ً يعتبر بولتون أن القرار 1559 لم يشكل بذاته تحدياً حقيقياً بالنسبة لسوريا في مرحلة ما قبل الاغتيال، ففي الاشهر الفاصلة بين الحدثين (القرار ـ الاغتيال)، لم يتغير نسبيا المسار السياسي والتوازنات الداخلية اللبنانية، وهذا كله انقلب مع الاغتيال، إذاً يتفق بولتون مع قوى 8 آذار أكثر من حلفائه في 14 آذار في قراءة ظروف الاغتيال، أي أن القرار افتقد قوة الدفع الذاتية وعندها حدث الاغتيال.
يكمل بولتون متحدثاً عن الهدف من المساعدة الخارجية في التحقيق عبر لجنة التحقيق الدولية, وهنا يفترض أن يتكلم بولتون عن الحقيقة والعدالة كهدف، إلا أنه يكمل قائلاً بصراحة: &laqascii117o;المساعدة الخارجية في التحقيق ضرورية، بسبب اختراق سوريا العميق والشامل للنظام القضائي والمؤسسات الأمنية اللبنانية، وبدون لجنة التحقيق الدولية، يمكن لسوريا بسهولة إعلان أن الجريمة غير قابلة للحل، وسيؤدي هذا التأثير الارهابي الدراماتيكي بشكل مطلق الى القضاء على ثورة الارز، التي تفجرت بشكل عفوي بعد اغتيال الرئيس الحريري". إذاً، لجنة التحقيق الدولية تهدف لصون ثورة الارز، وهذا ما كان ليتم بدون اتهام سوريا، وهنا يأتي دور ميليس ولارسن.
رغم ميل بولتون للانتقاد والتهكم بشكل عام إلا أنه لم يستطع إخفاء اعجابه الشديد بكل من تيري رود لارسن وديتليف ميليس. يبدأ الحديث عن لارسن من خلال اللقاء معه في 17 آب 2005 في نيويورك حين أراد لارسن &laqascii117o;أن يستخدم تقرير لجنة التحقيق الدولية المقبل حتى يكون قاسياً جداً مع سوريا، وهذا كان يلائمني بالتأكيد" بحسب قول بولتون. أما حول ميليس فيصفه بولتون &laqascii117o;بالمحقق المحترم، قاسي وغير منحاز". ويذكر بولتون أنهما تناولا الفطور معا في صباح اليوم التالي من قيام ميليس بتسليم تقريره الى مجلس الامن حول التحقيقات بتاريخ 20 تشرين الاول 2005 حيث شكا ميليس من عدم تعاون سوريا كلياً مع اللجنة، وخوفه من عودة سوريا الى لبنان لتنفيذ عمليات انتقامية، وسائلاً بولتون إذا ما كان سيعارض اقتراحاته التصحيحية لمجلس الامن، أجاب بولتون بالنفي، وسأل ميليس مباشرة إذا كان يعتقد &laqascii117o;أن الرئيس السوري بشار الاسد كان متورطاً باغتيال الحريري، فابتسم (أي ميليس) وأجاب: طبعاُ".
إذاً على ذمة بولتون، فإن ميليس غير المنحاز &laqascii117o;متأكد" خلال فترة أشهر قليلة من بدء عمله من أن الاسد متورط بالاغتيال، فيما الشريف الآخر لارسن يريد تقريراً شديداً من لجنة ميليس حتى يستخدمه بوجه سوريا. تجدر الإشارة الى أن بولتون يعتبر أن السبب الرئيسي لاستقالة ميليس، كانت الضغوط التي تعرض لها من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الذي كان يسعى دائماً لتخفيف لهجة تقارير ميليس بخصوص سوريا، سواء لجهة الاغتيال، أو عدم التعاون مع اللجنة .
كما لا يفوت بولتون الفرصة للإشادة بالمحقق برامريتز بناء على لقاء معه بتاريخ 10 شباط 2006 في مكتب رئيس مجلس الأمن، الذي كانت تترأسه الولايات المتحدة حينها, والذي كان كافياً لأن يستنتج بولتون أنه &laqascii117o;لا يظهر وجود لاختلافات أساسية مع ميليس بخصوص المنطق القائل أن أعلى مستويات الحكومة السورية متورطة في اغتيال الحريري". وعليه يبدو أن لقاءات رؤساء لجـنة التحقيق المتعاقبين بالدبلوماسيين الاميركيين وإطلاعهم على رأيهم حول الجهة المرتكبة وسير التحقيقات، هو سلوك منهجي منتظم، وفي هذا السياق كان لقاء بلمار وفيلتمان في اجواء الحديث عن القرار الظني المحتمل للمحكمة وإتهام عناصر من حزب الله.
من الواضح بمعزل عن كتابات بولتون, الترابط الوثيق بين القرارين 1559 و1595، حيث إن القرار الاول يخرج سوريا من لبنان والثاني يسعى لإخراجها من الصراع، إلا أن بولتون يكشف عن استغرابه من التوتر الفرنسي، لأي محاولة ربط بين القرارين، رغم انهما بحسب رأيه يعالجان موضوع استقلال لبنان عن الهيمنة السورية، وهو ما يظهر جهلا في فهم المقاربة الفرنسية تجاه لبنان وسوريا، حيث ان فرنسا كانت مهتمة أكـثر بإخراج سوريا من لبنان لما في ذلك من استعادة لدورها فيه ولم تكن تسعى لخوض مواجهة اقليمية مع سوريا.
بالخلاصة، يكشف هذا الفصل من كتاب بولتون كيف كانت الولايات المتحدة بحاجة الى حدث كاغتيال الرئيس الحريري ولتوظيفه من خلال لجنة التحقيق الدولية، كاستكمال للقرار 1559، ليس فقط لإخراج سوريا من لبنان، بل أيضاً لخلق قاعدة معادية لسوريا في لبنان والهيمنة عليه وذلك كخطوة أساسية لإعادة التوازن للصراع في المنطقة.


ـ 'الديار'

هل اكتشف سعد الحريري رفيق الحريري؟
حسن ملاط :

ما من أحد إلا ويعلم أن الرئيس فؤاد السنيورة كان وكيلاً في رئاسة الحكومة اللبنانية ولم يكن أصيلاً. فهو في رئاسته كان يحضر لتسلّم الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية. ولكن من المهم الاشارة إلى أن الرئيس السنيورة، رغم معرفته العميقة بالرئيس رفيق الحريري، لم يمارس السياسة على الطريقة الحريرية.من هنا كان يتجه إلى أن يكون له أصالة ما في هذه الممارسة. إن الرئيس السنيورة تم اختياره كرئيس لمجلس الوزراء اللبناني من قبل فريق الرابع عشر من آذار ومستشار هذا الفريق السفير الأميركي. وحيث أن الرئيس السنيورة لا يملك من الحيثية الشعبية التي تجعله مسؤولاً أمام شعبيته، لذلك كان لزاماً عليه إرضاء من أتى به إلى سدة الرئاسة، ألأمريكي وحليفه الأوروبي وفريق الرابع عشر من آذار.
ما هو الفرق بين الرئيس السنيورة والرئيس رفيق الحريري؟
كان الرئيس رفيق الحريري صديقاً للأمريكان والأوروبيين لأسباب عديدة وأهمها على الإطلاق موقعه الاقتصادي والاجتماعي وما يمثل من رأسمال معولم. فهو في ممارسته السياسية كان عليه أن يرضي أكثر من طرف وأهم هذه الأطراف قاعدته الشعبية المتمثلة بالجماهير الواسعة للطائفة السنية. ومن المعروف تاريخياً أن هذه القاعدة كانت ولا تزال معادية للوجود الصهيوني في أرضنا العربية. وهي تؤيد من دون تحفظ كل من يعلن عداءه لإسرائيل. فالقاعدة السنية المؤيدة للرئيس رفيق الحريري هي نفسها التي كانت تؤيد السيد حسن نصر الله كممثل للمقاومة الإسلامية التي تجاهد العدو الصهيوني. الرئيس رفيق الحريري كان يعلم ما ذكرناه لذلك اتسمت علاقته بالمقاومة الاسلامية بالصداقة والمحافظة عليها.
ففي عدوان 1996 جند الرئيس رفيق الحريري جميع صداقاته الدولية لشرعنة عمل المقاومة الاسلامية المسلحة ضد العدو الصهيوني. كما وأن الاتفاق منع العدو الاسرائيلي من العدوان على المدنيين. أما في سنة 2000 فقد كان نصر المقاومة نصراً للرئيس الحريري أيضاً. من هنا كانت الصدمة كبيرة وغير محتملة بالنسبة للسيد نصر الله عندما فبركت إسرائيل والمحكمة الدولية إتهاماً للحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
كيف تصرف الرئيس السنيورة
في ظروف مشابهة؟
في عدوان 2006 تمكنت المقاومة من الصمود الغير مسبوق أمام آلة الدمار الأميريكو- إسرائيلية. كيف فاوض الرئيس السنيورة المجتمع الدولي. لقد اقترح الرئيس السنيورة وفريقه المدعوم من السفير الأمريكي النقاط السبع والتي ينص أحد بنودها على نزع سلاح المقاومة الذي مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب (الرئيس رفيق الحريري شرعن سلاح المقاومة). ثم كان القرار 1701 الذي ينوي نزع سلاح المقاومة بشكل أو بآخر. أليست ممارسة الرئيس فؤاد السنيورة مناقضة تماماً لممارسة الرئيس الحريري؟
في أيار 2008 أصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة القرارات المشهورة والتي تنص على إزالة شبكة الإتصالات الخاصة بالمقاومة، وهذا ما يجعلها مكشوفة أمام العدو. أليست هذه الممارسة متناقضة مع ممارسة الرئيس الحريري. إن ما مكن السنيورة من القيام بذلك هو ضرورة إرضاء السفير الأميركي والأوروبيين الذين كانوا يدعمون وجوده بالحكم إلى جانب فريق الرابع عشر من آذار. وليس لديه قاعدة شعبية مجبر على إرضائها.
هل الرئيس سعد الحريري يُمثل امتداداً للرئيس رفيق الحريري
أم للرئيس فؤاد السنيورة؟
نحن نرى بأن الرئيس سعد الحريري يريد أن يبني تجربته الخاصة في الحكم لأنه لو أراد أن يكون امتداداً لنهج السنيورة، ما كان هناك من ضرورة أن يأتي رئيساً لمجلس الوزراء. إن الدلائل تشير إلى أنه بدأ يخط نهجاً يبتعد قليلاً قليلاً عن فريق الرابع عشر من آذار. فصياغة علاقة حميمية مع الرئيس بشار الأسد وصياغة علاقة مقوننة مع الحكومة السورية تشير إلى هذا النهج. أما على صعيد المحكمة الدولية، فجميع الأنباء المسربة تقول بأنه طلب من حلفائه عدم التحدث عن موضوع المحكمة الدولية. وبذلك يخفف الاحتقان ويحضر القاعدة الضرورية لامكانية أخذ قرار جديد فيما يخص كيفية التعامل مع تلفيقات المحكمة الدولية.
ليس هذا فحسب، فالرئيس الحريري يعلم حق العلم ان حكم لبنان يتطلب التفاهم مع الجانب السوري أولا،ً كما ويتطلب التفاهم مع المقاومة ثانياً. ومهمة الحكومة هي أولاً وقبل كل شيء المحافظة على السلم الأهلي وتلبية مطالب الناس بالحياة ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد