ملخص صفحات القضايا في الصحف اللبنانية لهذا اليوم 14/11/2007
جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: لبنان: الجماعات الاهلية المأزومة
الكاتب : عبد الله اسكندر
- يعتبر الكاتب ان الجماعات الأهلية اللبنانية المتعاملة الأزمة في لبنان هي التي توسّع التعقيدات وعبرها، يتسرب التدخل الخارجي. وما يفعله كوشنير، يصطدم بالجماعات الأهلية اللبنانية.
- ان التعبير الأكثر وضوحا عن أزمة الجماعات اللبنانية هو عقدة تسمية المرشح التوافقي هي أزمة المؤسسات الدولتية التي لم تعد قادرة على إنتاج عملية دستورية طبيعية. وفي الوقت نفسه أزمة المسيحيين، خصوصا الموارنة، غير القادرين على تحديد صفتهم ووضعهم، والعاجزين عن تصور مستقبل لهم بين الجماعات الأخرى..
- باتت السياسة، بالنسبة الى الزعامات المدنية، مجموعة تكتيكات وتحالفات، وليست تفكيرا في معنى الوطن. لينتقل هذا الهاجس الى البطريركية التي بات مطلوبا منها القيام بالدور التكتيكي المباشر الذي كان على القيادات المدنية ان تقوم به.
- لم يبذل المسيحيون جهدا للتكيّف مع التغييرات. إنهم افترضوا انه يمكن عزل الوطن، إلا عن المؤثرات التي يرغبون فيها. فوجدوا أنفسهم اليوم في وضع غير مقرر...وما بات إحباطا لدى المسيحيين، تبدى قوة لدى الشيعة الذين بات عليهم، بعد انحسار الوصاية السورية المباشرة، ان يجدوا الترجمة السياسية للتغيير الكبير في الطائفة: ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا، وامتدادا اقليميا. ان الدور المعطى لهم لم يعد قادرا على استيعاب قوتهم الجديدة. وهذا ما يعبر عنه زعيمهم المقاتل والاوسع تمثيلاً حسن نصرالله. يعرض الامين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" في كل خطاباته مصادر القوة العسكرية والسياسية لجماعته، ونقاط ضعف الخصم، وصولا الى القول ان ما يطالب به ليس الا ترجمة لهذه القوة المستجدة التي على الجماعات الأخرى ان تعترف بها. وأزمة الشيعة هي في العجز، حتى الآن، عن انتزاع هذا الاعتراف. ولا يكون امام هذه الجماعة الناهضة الا المزيد من عروض القوة وتصعيد المطالب. الأمر الذي يعطي ردا عكسيا، بزيادة المخاوف لدى الجماعات الاخرى من هذه النهضة وطموحاتها. والأزمة ايضا تعتمل لدى السنة الوافدين الجدد الى السيادية اللبنانية. فهم استحوذوا على ما أُخذ من المسيحيين. ويعيشون في هاجس انتزاع هذه المكاسب منهم...
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: أولمرت يحضّر للمفاوضات مع... دمشق ؟
الكاتب : محمد ابراهيم
- في تصريحاته الاخيرة يبدي أولمرت استعداده لمفاوضات من دون شروط مسبقة مع سوريا والجديد هو قوله: 'آمل في نهاية المحادثات معهم ان يوقف السوريون النشاط الارهابي ويخرجوا من محور الشر...'.وقد رضخ أولمرت لشرط جورج بوش وأجّل المحادثات مع سوريا الى حين اجرائها تبديلا جذريا في سياساتها، تعادل الخروج من الحلف مع ايران.
- ان اشارات أولمرت الى سوريا، تؤسس ربما للمخرج الذي يتصوره رئيس الحكومة الاسرائيلية من المأزق الفلسطيني خلال سنة....في حين ان أصواتا اسرائيلية نافذة بدأت تشير الى ان المخرج من المواجهة التي اتخذت شكل معسكرين على امتداد المنطقة، والتي تهدد اسرائيل في عمقها المدني للمرة الاولى هو في استمالة سوريا بجعل السلام معها بمثابة الفك السلمي للحلف الذي يمتد من ايران الى غزة مرورا بدمشق ولبنان...وتساعد على بلورة هذا الاتجاه الضغوط، الداخلية والدولية، التي واجهها الرئيس الاميركي في الملف الايراني..
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: إسرائيل والمقاومة: من تفوق في المناورات العسكرية ؟
الكاتب : امين حطيط
- لا تتصدى عادة الجيوش لتنفيذ المناورات الا بعد ان تمتلك الثقة بنفسها على المستوى الفردي والعضوي وعلى صعيد الوحدات العملانية اللوجستية والادارية، فضلاً عن القيادات من كل المستويات، الثقة التي تعني بان كل فرد قادر على امرين: اولاً تنفيذ واجبه ومهماته في ما اعد له وثانياً التنسيق مع الآخرين من وحدات القوى ليكون التنفيذ متكاملاً محدثاً للاثر العسكري المطلوب..
- كانت اسرائيل عبر مناوراتها في الجولان والجليل والنقب والداخل ايضا تريد ان توجه للمعنيين رسائل كالآتي:
- للداخل: ارادت القول ان الجيش الاسرائيلي تخطى عجزه ومواطن ضعفه، وانه على اعتاب استعادة قدرته الردعية ما ينبغي ان يحمل المجتمع الاسرائيلي على الطمأنينة والاقلاع عن الحديث عن قرب نهاية اسرائيل.
- للمقاومة وعبرها الى لبنان وسوريا: ان لم يكن ابعد، ارادت القول ان اخفاق اسرائيل في الحرب كان ظرفاً عابرا.
- الى الغرب: ارادت ان تقول ان تعثر اسرائيل في معركة لا يعني عجزها عن القيام بوظيفتها الاصلية.
- الكثير من الساسة والمحللين استخلاصوا رسالتين اثنتين من هذه المناورة:
الاولى سياسية لبنانية ومضمونها يشكل بصورة او اخرى استعادة رمزية للعام 1982 حيث كان انتخاب لرئيس الجمهورية وكان السلاح الاسرائيلي هو الناخب الاهم في فرض الرئيس، والثانية عسكرية وتتضمن اظهار الاستعداد الاسرائيلي للدخول في حرب قد تؤمر بها او قد ترى مصلحة لها في خوضها ضد 'حزب الله' او سوريا او للمشاركة في حرب ضد ايران. ...في هذه الاجواء كان رد مفاجئ من المقاومة الاسلامية في لبنان تعدى كل توقع وترقب..
- مناورة المقاومة حققت ما يأتي:
- ردت على اسرائيل في تهديدها بالحرب، المقاومة استفادت من الوقت ذاته لتفعيل عوامل قواتها والارتقاء بها ومعالجة بعض مواطن الضعف في الاداء اذا وجدت، وكانت في نظر المقاومة محدودة في فاعليتها، اي ان اسرائيل انطلقت من اخفاق لتعالج اسبابه، والمقاومة انطلقت من انتصار لترتقي بعوامله، وتعطف المناورة على الوعد بالمفاجأة الحاسمة، وتتوصل الى نتيجة قاطعة: ان حربا جديدة تريدها اسرائيل او تؤمر بها لن تكون نتيجتها افضل من سابقتها...
- ردت المقاومة في المجال السياسي، بالاشارة الى ان من يريد الفتنة ويريد اشغال المقاومة عن وظيفتها فانه سيرى المقاومة مقاومة لا تبدل اولوياتها فلكل ميدان اهله، للمواجهة الداخلية اهلها من غير تأثير او مس بسلاح المقاومة او تغيير لوجهته، وللجبهة الداخلية والعمل السياسي اهلهما ولا حاجة في ذلك لسلاح المقاومة او نارها.
- ان عمل المقاومة في مواجهة اسرائيل ودورها في المعارضة في الشأن السياسي الداخلي امران منفصلان ولا يحول الواحد منهما دون فاعلية الاخر وعندما يقول السيد حسن نصرالله، ان المقاومة اليوم اقوى مما كانت في العام الماضي فان المناورة تقدم الدليل التصديقي العملي.
- القرارات الدولية: جاءت المناورة لتدلل على احترام المقاومة لنصوصها كما وردت ، دون ان تقيدها نيات من كتبها او جاء بها فهي مع القرار 1559 الذي يرفض سلاح الميليشيات وهي ترى نفسها قوة مقاومة للاحتلال المستمر وليست ميليشيا وهي مع القرار 1701 الذي ينص على وجوب احتكار الدولة بقواها الرسمية للسلطة فلم تنازعها سلطة على مواطن، ولم تبد سلاحاً ظاهراً ولم تمنع جهازا رسميا مدنياً او عسكريا من ممارسة مهماته. فأسقطت المناورة الآمال المعلقة على نصوص رمادية في القرار 1701 واثبتت ان المنطقة جنوب الليطاني ليست منطقة عزل المقاومة عن ميدان عملها الفعلي.
- الحصيلة كانت النتائج كما يأتي:
- عسكريا : جهوز واستعداد من قبل طرفي النزاع، وكل طرف يعرف قدرات الاخر ولا يتجاوزها وبذلك تثبت من جديد معادلة فيها الردع الدفاعي الذي نجحت المقاومة في ارسائه بانتصارها، وبتطوير قدراتها، ثم بمناورتها
- سياسياً: لا تراجع تحت ضغط عسكري فلكل ميدان اداته، ولن ترضخ المعارضة لتهديد ما يلوح بحرب او بقوة تفرض قرارا خلافاً للدستور. رد يحرر العملية السياسية في لبنان من الضغط العسكري الاجنبي.... تقدم لا يضيع الانتصار ولا يخشى معه على ما كان من نتائج حرب تموز 2006. اما شبح الحرب (بما فيها الاهلية) فقد ابتعد مجدداً، وستكون السياسة هي ميدان العمل الآني والقريب المستمر.
جريدة الاخبار/ ساحة رأي
المقال: خطاب نصر الله: مدلولات إقليميّة وأخرى محليّة
الكاتب : عصام نعمان
- ما يريده جورج بوش من لبنان واضح: أن يدور نظامه في فلك أميركا وأن ينفّذ ما يُطلَب منه محلياً وإقليمياً.
على الصعيد الإقليمي يريد بوش أن تحافظ حكومة بيروت الموالية لواشنطن على موقفٍ سلبي ومتحفّظ من دمشق، وأن تنسّق مع حلفاء أميركا الإقليميّين ضدّ إيران ومنظّمات &laqascii117o;الإرهاب".
- مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، لاحظت إدارة بوش أنّها عاجزة، بالوسائل الدستورية والديموقراطية، عن تحقيق أغراضها. لذلك لجأت إلى المخادعة: ارتَدَت قناع الدبلوماسية الفرنسية وقفّازاتها وعادت إلى العمل بنشاط محموم ذلك أنّ اللبنانيّين يرتاحون إلى الفرنسيّين أكثر من الأميركيين حلفاء الصهاينة...إنه انتخاب مرشّح للرئاسة له وجه أميركي أو أوروبي موالٍ ومحجوب بقناعٍ توافقي مقبول. هذا التدبير لم يحقّق الهدف المرتجى ضمن المهلة المحدّدة. السبب؟ كثرة المرشّحين &laqascii117o;الأصدقاء" المتناحرين. لذلك قام أصحاب الأقنعة الدبلوماسية بتركيز ضغوط شديدة على البطريرك صفير..
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: كان يراقب المشهد السياسي والبهلوانيات الدائرة على مسرحه بامتعاض. لم تكن الأزمة منحصرة، في رأيه، بالعثور على المرشّح التوافقي المنشود. الأزمة أبعد من ذلك بكثير. إنّها أزمة غياب الدولة وبالتالي ضرورة تأسيسها أو إعادة بنائها. وهي أزمة إصرار إدارة بوش على تجريد المقاومة من السلاح. وهي أخيراً أزمة تواطؤ أطراف داخليّين نافذين وأطراف خارجيّين أقوياء على إبقاء لبنان ساحةً.. باختصار، نصر الله ومن ورائه قوى المعارضة والقوى الوطنية الديموقراطية المستقلّة يريد بحث كل هذه المسائل في سياق البحث عن المرشّح التوافقي والتوصّل إلى اتفاق متكامل في صددها، فلا تنزلق البلاد إلى أزمة أشدّ مرارة بعد تسلّم الرئيس الجديد مقاليد السلطة.
ثمّة هاجس آخر لدى السيد نصر الله. إنه احتمال شنّ إسرائيل حربها الثالثة على لبنان وعلى سوريا...لقد أصبح المشهد اللبناني، السياسي والاستراتيجي، جزءاً من المشهد الإقليمي الممتدّ من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط إلى الساحل الشرقي للخليج العربي ـ الفارسي. هكذا أصبح في حسابات العدو الأميركي ـ الصهيوني، وهكذا أصبح أو يجب أن يصبح في حسابات قوى الممانعة والمقاومة العربية والإسلامية. من هنا ينبع حرص السيد نصر الله على مواجهة احتمال شنّ الحرب على لبنان وسوريا....هكذا ربط قائد المقاومة بين رسالته الرادعة إلى العدو ورسالته الزاجرة إلى أصدقاء حليفة العدو، إنهما من المرسِل نفسه إلى المرسَل إليه نفسه في مكانين قريبين لكنهما يمثّلان جزءاً من مشهدٍ إقليمي واسع شاسع سيكون، على ما يبدو، مسرح الحرب المحتملة.
سؤال: إلامَ يرمي خطاب قائد المقاومة، وهل يسبّب تفشيل مسعى الدبلوماسية الفرنسية ـ الأميركية لإقناع الأطراف اللبنانيين المتصارعين بالاتفاق على مرشّح توافقي لانتخابه رئيساً للجمهورية؟
ليس من الغلوّ القول إنّ خطاب السيد نصر الله يرتقي إلى مصاف الهجوم السياسي والاستراتيجي الهادف إلى ردع العدو الأميركي ـ الصهيوني وصولاً إلى إجهاض هجومه المحتمل على المستويين المحلي والإقليمي. غير أنّ تأكيد نصر الله على خيار التوافق من جهة، والمبادرات التي اقترحها لمعالجة الخلافات القائمة بين قوى الموالاة والمعارضة من جهة أخرى، تسمح للمراقب المشارك بأن يترقب التطورات الآتية:
&bascii117ll; مسارعة الدبلوماسية الفرنسية إلى تكثيف جهود إضافية من أجل تضييق فجوة التباين بين قوى الموالاة والمعارضة،
&bascii117ll; احتمال قيام إدارة بوش بممارسة ضغط على حلفائها لانتخاب مرشّح توافقي من خارج صفوفهم ومقبول من قوى المعارضة، بالإضافة إلى تأليف حكومة يكون للمعارضة فيها حصة لا تقل عن 13 وزيراً من أصل ثلاثين، وبيان وزاري يلبيّ طلباتها
&bascii117ll; في حال تمسّك النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع وحلفائهما في صفوف قوى 14 آذار بموقفهما السلبي من مسألة المرشّح التوافقي من جهة، وتمسّك قوى المعارضة بالعماد ميشال عون مرشّحاً توافقياً من جهة أخرى، فإنّ المفاوضات تصبح مرشحة للانهيار والمشهد السياسي مفتوحاً على شتى صنوف الاضطراب السياسي والأمني.