قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 27/12/2010

- 'السفير'
الجنوب 2010: مواجهة العديسة علامة فارقة.. و&laqascii117o;موال" الغجر
علي الصغير:

احتل الخبر الجنوبي خلال العام 2010، العناوين الرئيسية لوسائل الاعلام حيث شكل الجنوب في غالبية هذه الاخبار صانعا للخبر لا مسرحا له، على ما اعتاد الجنوببون خلال فترات سابقة.
واذا كانت الزيارتان غير المسبوقتين لكل من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، هما الأبرز سياسيا، فإن مواجهة العديسة بين الجيش اللبناني والعدو الاسرائيلي، كانت الأبرز أمنياً، فيما استمرت الخروقات الجوية الاسرائيلية على حالها، وبرز عنصر الكشف على تجسس الاسرائيليين على قطاع الاتصالات الرسمية وتلك العائدة للمقاومة، وتساقط المزيد من شبكات العملاء وان كان بزخم اقل عما شهده العام 2009، فيما ظلت قرية الغجر الحاضرة الغائبة مع استمرار المماطلة الاسرئيلية بالانسحاب من شطرها الشمالي.
كشفت وقائع مواجهة العديسة في الخامس من آب، وما أعقبها من ردود فعل أن تلك المواجهة الشهيرة كان يمكن أن تشكل عود الثقاب الذي من شأنه أن يؤدي لاشتعال الأعمال الحربية المتوقفة منذ منتصف آب 2006، خاصة بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد تلك الاشتباكات أن أصابع المقاومين كانت على الزناد فيما لو تمادى العدو في عدوانه، راسما بذلك معادلة مستقبلية جديدة بين الجيش والمقاومة، معلنا أن المقاومة لن تقف في أي مواجهة مقبلة على الحياد. وفي الوقت نفسه، تبين أن قيادة الجيش اللبناني، تصرفت في ضوء معطيات أمنية ودبلوماسية، وفق احتمال أن يؤدي تمسك لبنان بموقفه الى حافة مواجهة استدعت إعطاء أوامر بالاستعداد لإخلاء كل المقار والثكنات العسكرية بما في ذلك وزارة الدفاع، تحسبا لإقدام الإسرائيليين على خطوة ضد لبنان وجيشه.
وقد كشفت بعض الوقائع أيضا أن قيادة &laqascii117o;اليونيفيل" كانت تنقل الرسائل وهي طلبت التمهل من الإسرائيليين، وبينما كان أحد قادتها المولجين بالتفاوض متوجهاً بطائرة مروحية من اليرزة إلى الناقورة، كان الإسرائيليون قد اتخذوا قرارهم الذي استوجب ردا من الجيش فاجأ الإسرائيليين.
وكانت تلك الأحداث قد بدأت على خلفية إقدام فرقة من الجيش الإسرائيلي على محاولة قطع عدد من الأشجار على المقلب اللبناني من &laqascii117o;الخط الأزرق"، ومع عدم امتثال تلك القوات لتدخل قوات &laqascii117o;اليونيفيل" وطلبها التمهل، رد الجيش اللبناني بإطلاق النار التحذيري ومن ثم المباشر حيث وقعت مواجهة بين الجانبين استعمل فيها العدو طائراته المروحية ودبابات الميركافا، وسقط بنتيجتها شهيدان للجيش اللبناني بالاضافة الى الشهيد الزميل عساف بورحال، وسقط في المقابل، قتيلان للجيش الاسرائيلي أحدهما برتبة مقدم.
وقد رسمت تلك المواجهة الصورة المقبلة لما يمكن ان تكون عليه الامور في أي مواجهة مقبلة على أرض الجنوب، خصوصا لجهة ترسخ العقيدة القتالية للجيش اللبناني، فيما كان الاسرائيليون يراهنون على العكس، وقد ارتفعت بعد المواجهة، أصوات عسكرية اسرائيلية تتحدث عن تحول استراتيجي في تعاطي الجيش اللبناني، فيما مارست جهات في الكونغرس الاميركي ضغوطا بينها المطالبة بتجميد المساعدات العسكرية للجيش اللبناني في انتظار الحصول على تعهدات بمنع تكرار هذه الحادثة.
وفي حين يرى النائب علي بزي أن الجيش، في ما خص حادثة العديسة، قد قام بواجبه الوطني بالرغم من الامكانات المتواضعة التي يملكها مقارنة بما لدى العدو الاسرائيلي، أشار الى ان هذه الحادثة يمكن البناء عليها في تقدير ردة الفعل اللبنانية في أي اعتداء مقبل في ما خص ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
وقد أشارت التقارير الغربية الى ان الجيش اللبناني في &laqascii117o;موقعة الشجرة" نجح في الاختبار وأثبت انه &laqascii117o;على أهبة الاستعداد للقتال وأنه قادر على الرد بقوة إذا لزم الأمر، وصد أي تحرك إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. أما العدو الإسرائيلي فأراد جس نبض الجيش اللبناني من خلال الإقدام على اقتلاع شجرة في الجانب اللبناني والزعم بسقوط صواريخ في الجليل والرد عليها بقصف مدفعي للجنوب، وذلك بهدف قياس مدى استعداد الجيش للولوج إلى المواجهة في حال اندلاعها".
شبكات &laqascii117o;الدومينو" الاسرائيلية
على صعيد مكافحة التجسس الاسرائيلي، شهد العام 2010، إنجازا نوعيا لمخابرات الجيش اللبناني والمقاومة تمثل في الكشف عن منظومتي اتصالات في أعالي جبل الباروك وجبل صنين الاستراتيجيين، تم زرعهما في أعقاب &laqascii117o;حرب تموز 2006" وهدفهما محاولة رصد كل ما تقوم به المقاومة من تحركات ليلا ونهارا في المناطق الممتدة بين الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا وبين البحر غربا، بما في ذلك العاصمة والضاحية والخط الساحلي، بالاضافة الى خط بيروت دمشق وبعض المعابر الاستراتيجية.
وفيما فتح هذا الإنجاز الباب أمام محاولة استكشاف إمكان زرع أجهزة أخرى في مناطق لبنانية عدة، فإن المقاومة نجحت قبل ذلك، بالتنسيق أيضا مع الجيش اللبناني، في الكشف عن زرع أجهزة تنصت إسرائيلية على الشبكة الداخلية للمقاومة.
ففي عمليتين منفصلتين، تمكنت المقاومة من اكتشاف جهازي تنصت إسرائيليين تمكنت قوات كومندوس اسرائيلية من زرعها على خطوط الاتصال الداخلية التي تستعملها المقاومة، في خراج بلدتي حولا ومجدل سلم، وعمد العدو إلى تفجيرهما عن بُعد إثر اكتشافهما.
أما الخروقات الجوية الاسرئيلية، فقد استمرت على وتيرتها اليومية المرتفعة، فيما اقتصرت ردة فعل &laqascii117o;اليونيفيل" على تعدادها اليومي بالتاريخ والساعة، وذكرها الخجول في التقرير الدوري لتنفيذ القرار 1701.
الغجر تحررت.. لم تتحرر
عشر سنوات مرت على التحرير، ونصفها تقريبا على عدوان تموز 2006، ومثلها على صدور القرار 1701، الذي أشار الى وقف الاعمال الحربية، وانسحاب الجيش الاسرائيلي الى ما وراء &laqascii117o;الخط الازرق"، والذي يشمل الانسحاب من القسم الشمالي اللبناني من قرية الغجر المحتلة، إلا أنه رغم ذلك، لم تنته فصول الاحتلال الاسرائيلي بعد، رغم أن الحديث عن قرب الانسحاب الاسرائيلي منها ترتفع وتيرته كل فترة قبل ان يطوى الحديث وتعود القرية بأهلها الى النسيان حتى موعد جديد عن قرب الانسحاب.
زيارات رئاسية ومحاور إقليمية
الى ذلك، شكلت الزيارتان التاريخيتان لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، الى الجنوب في العام 2010، منعطفا سياسيا هاما، حيث زادتا من رصيد المقاومة السياسي، في المعادلة الاقليمية، مع تأكيد الاول على حق الشعب اللبناني بالمقاومة، وإعلان الثاني أن الجمهورية الاسلامية في ايران (على ما تملكه من إمكانيات)، لن تكون متفرجة في المرة المقبلة اذا ما تعرض الجنوب لأي اعتداء اسرائيلي، معلنا من بنت جبيل، ومن المكان نفسه لخطاب بيت العنكبوت الذي ألقاه السيد حسن نصر الله في ايار 2000، عن محور جديد، يضم الى ايران وسوريا، تركيا ولبنان.
وكان يمكن لوجود رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي رافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان والامير القطري بالاضافة الى الرئيس نبيه بري، في عاصمة المقاومة والتحرير، أن تذيب شيئا من الجدار الجليدي الذي يفصل بينه وبين قسم لا بأس به من أبناء الوطن لو أن الزيارة قد جرى استثمارها بالشكل الصحيح، إلا ان برودة الحريري في زيارته الاولى في معقل المقاومة الجنوبي، وعدم تلقف حضوره ليكون له كلام بالمناسبة، جعل زيارته مجرد مرور بروتوكولي في ظل أجواء ملبدة سياسيا.


- 'السفير'

أميركا وإسرائيل: تجديد الحلف الاستراتيجي بوجه إيران و&laqascii117o;الوكلاء" .. ندوة &laqascii117o;سابان": إبعاد سوريا عن &laqascii117o;محور الشر".. وصفقة مع تركيا
عمار نعمة:

يبدو أن تراجع الإدارة الأميركية أمام الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو سيبقى مستمراً طيلة ما تبقى من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبغض النظر عن الأسباب الداخلية أو الخارجية لتقهقر إدارة أوباما، المفترض به، استنادا الى &laqascii117o;خطاباته التاريخية" أن يكون أكثر اعتدالا من سلفه الجمهوري جورج بوش، إلا ان السؤال الأبرز هو الى أي مدى ستذهب الادارة الاميركية الحالية في انحيازها الى اسرائيل وهل من حدود لهذا الانحياز في الوقت الذي باتت فيه عملية التسوية في الشرق الأوسط في حالة شلل تام؟
تحاول ندوة منتدى &laqascii117o;سابان" الخاص بمركز &laqascii117o;سابان لدراسات الشرق الأوسط" التابع لمؤسسة &laqascii117o;بروكينغز" الأميركية، الاجابة عن هذا السؤال، كما عن أسئلة أخرى حول واقع الشرق الأوسط ومستقبله.
تعتبر مؤسسة &laqascii117o;بروكينغز" أحد المراكز التي تجمع بين الارتباط بالحزب الديموقراطي وجماعات اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الاميركية، ومن هذا المنطلق، فهي تؤدي دوراً فاعلاً في توجيه السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية، كما ان أهمية خلاصاتها تكمن في أن الدبلوماسي مارتن أنديك، وهو للمناسبة يهودي، وقد شغل في الماضي منصب سفير بلاده في الدولة العبرية، يعتبر بمثابة العقل الرئيسي الذي يشرف على قسم شؤون الشرق الأوسط التابع للمؤسسة.
وقد شهدت مؤسسة &laqascii117o;بروكينغز"، ومقرها واشنطن، قبل أيام، انعقاد فعاليات مؤتمر &laqascii117o;سابان" ضمن ندوة حول مستقبل السياسة الخارجية الأميركية الشرق أوسطية وتخللتها مداخلتان لكل من وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وحضرها حشد بينه زعيمة حزب &laqascii117o;كاديما" تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
شهدت الندوة مداخلة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، تضمنت نقاطا اساسية ركزت على:
- التعبير &laqascii117o;عن الحزن لموت الإسرائيليين الذين لقوا مصرعهم بسبب نيران حريق الكرمل الاخير".
- تقديم الشكر لمصر والأردن لقيامهما بدعم إسرائيل في نكبة حريق الكرمل.
- التأكيد على قيام واشنطن بتوسيع دعمها لإسرائيل من أجل مواجهة المخاطر والمهددات المستقبلية بما يكفي لحماية أمن إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية!
- التأكيد على استمرار الادارة الاميركية في تزويد الجيش الإسرائيلي بالعتاد والتدريب إضافة إلى سعي واشنطن لإكمال وتطوير بناء شبكة الدفاع الصاروخي &laqascii117o;القبة الحديدية" لحماية إسرائيل من خطر الصواريخ.
- التأكيد على أن إيران النووية سوف تشكل خطراً حقيقياً يهدد أمن إسرائيل وأمن منطقة الشرق الأوسط، وهي ليست وحدها التي تمثل مصدر الخطر وحسب، وإنما &laqascii117o;وكلاء" إيران يشكلون خطراً مهدداً أيضاً لأمن إسرائيل والمنطقة.
- التأكيد على أن واشنطن سوف تتعاون مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل والشركاء الدوليين بما يؤدي إلى تحسين الأوضاع في قطاع غزة ودفع عملية السلام إلى الأمام.
من جهته، أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مداخلته على الآتي:
- وجود إسرائيل في المنطقة يمثل حقيقة، وتقع على عاتق الإسرائيليين مسؤولية سلامة وقوة إسرائيل.
- التأكيد على دور الولايات المتحدة كشريك إستراتيجي لجهة تأمين بقاء إسرائيل كدولة يهودية، وتأمين تفوّق إسرائيل العسكري في المنطقة.
- المطالبة بضرورة أن تسعى أميركا للتصدي لخصوم إسرائيل وجيرانها المعتدلين.
- في حال عدم استمرار جهود عملية &laqascii117o;سلام الشرق الأوسط"، فإن البديل سوف يكون تصعيد الصراع بما يمكن أن يؤدي إلى احتمالات حدوث احد الخيارات الثلاثة التالية: نموذج الصراع الأيرلندي، نموذج الصراع البلقاني، نموذج الهاوية، ولتفادي ذلك لا بد من اتخاذ القرارات الصعبة.
- استراتيجية إسرائيل في المرحلة المقبلة سوف تتضمن: الحفاظ على العلاقات الخاصة الإسرائيلية - الأميركية، وتعميق إسرائيل لمصالحها المشتركة مع قيادات المعتدلين العرب!
- خلق أفق الحل السياسي مع الفلسطينيين وفي الوقت نفسه عزل حركة &laqascii117o;حماس" في قطاع غزة.
- إقامة أسس السلام والأمن على أساس مبادرة جديدة تجمع كل القضايا الجوهرية بما يضع حداً للصراع والاستمرار في محاولات إخراج سوريا من محور التطرف، وبناء نظام دفاعي ضد الصواريخ بأنواعها كافة ومنع إيران من الحصول على القدرات النووية.
- التأكيد على خيار حل الدولتين مع حل ملف حق العودة ضمن الدولة الفلسطينية وبقاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية تحت السيادة الإسرائيلية!
واذا كانت النقاط الواردة في مداخلة باراك تفصيلية لجهة تحديد النوايا الإسرائيلية، فان النقاط الواردة في مداخلة كلينتون كانت أكثر توضيحاً لحقيقة أن واشنطن سوف تمارس عملية انسحاب تكتيكي على طاولة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بحيث تنخرط في إدارة المفاوضات، وعندما تصل إلى نقطة مغلقة فإنها لن تقوم بالضغط على اسرائيل، وانما ستقوم بتحويل التفاوض إلى أحد البنود الأخرى.
وما كان لافتاً للانتباه هو الآتي:
- عدم سعي كلينتون لإلقاء اللوم على أحد الطرفين، وبدلاً عن ذلك فإنها سعت إلى مطالبة الطرفين بالاستمرار في مساعيهما.
- سعي كلينتون إلى إبراز إيران و&laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس" باعتبارهم مصدر الخطر.
- تأكيد باراك إن إسرائيل سوف تتعاون مع واشنطن لجهة إبعاد سوريا عن محور الشر.
وعلى خلفية النقطة الأخيرة، يشير محللون اسرائيليون في معرض تقييمهم لندوة &laqascii117o;سابان" الى أن الجمع بين محتويات مداخلتي كلينتون وباراك يؤشر الى أن محور واشنطن - تل أبيب سوف يسعى خلال الفترة المقبلة إلى اعتماد استراتيجية مشتركة تهدف إلى عقد صفقة أميركية - تركية، تقوم أميركا بموجبها بالموافقة على قيام أنقرة بدور الوسيط في أزمة الملف النووي الإيراني بين طهران والدول الغربية، مقابل أن تتخلى أنقرة عن الوساطة في ملفات الشرق الأوسط، باعتبارها منطقة حصرية للوساطة الأميركية فقط لا غير!.


- 'السفير'
ويكيليكس: الجيش المصري يتقهقر .. لكنه قويّ داخليا
باتريس كلود:

نشرت صحيفة &laqascii117o;لوموند" برقيّة دبلوماسيّة أميركيّة بتاريخ آب/أغسطس من العام 2007، حصل عليها موقع ويكيليكس، وهي تظهر أنّ العلاقة ما بين الجيش المصريّ والإدارة الأميركيّة في تدهورٍ مستمرّ منذ العام 2007. وقد نقلت البرقيّة عن دبلوماسيٍّ أميركيّ أسفه تجاه هذا الواقع، مُعربا أنّ &laqascii117o;القادة العسكريّين المصريّين كانوا لفترة طويلة من أبرز حلفاء الولايات المتّحدة، إلاّ أنّ الوضع قد تغيّر اليوم"، وحتّى اليوم، ولم يطرأ عليه أيّ تحسُّن.
تشيرُ برقيّة أميركيّة بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2008 إلى أنّ &laqascii117o;المؤسّسة العسكريّة المصريَّة تتراجع، ولكنّ نفوذها ما زال كبيرا في داخل البلاد، خصوصا أنّ الجيش المصريّ ضمن استقرار النّظام السّائد واستمراره، ويعمل جنبا إلى جنبٍ مع شبكة ضخمة من المؤسّسات التّجاريّة النّاشطة بوجهٍ خاصّ في قطاعات المياه، وزيت الزّيتون، والإسمنت، والبناء، والفندقيّة، ومحطّات الوقود. يُضاف إلى ذلك عامل آخر، وهو أنّ الجيش يستأثر بمناطق عقاريّة واسعة وأراضٍ في دِلتا النّيل وعلى شواطئ البحر الأحمر".
جاء في البرقيّة أيضا إنّ الولايات المتّحدة ممتنّة لمصر لأنّها تضمن للأميركيّين حرّيّة المرور في قناة السّويس والأجواء المصريّة. وقد كتبت السّفيرة الأميركيّة مارغريت سكوبي أنّ &laqascii117o;الولايات المتّحدة استثمرت ستّة وثلاثين مليار دولارٍ في القوّات المسلّحة المصريّة منذ العام 1980"، وذلك في مذكّرة وجَّهَتها في كانون الأوّل/ديسمبر من العام 2008 إلى الجنرال ديفيد بترايوس الّذي كان يتهيّأ آنذاك للتّوجّه إلى القاهرة بصفته قائد القوّات الأميركيّة في الشّرق الأوسط. أمّا المشكلة فتكمن في أنّ الجيش المصريّ لم يستخدم هذه الأموال سوى ليعزّز قوّاته التّقليديّة كالطّائرات والدّبّابات، ضارباً عُرض الحائط بسياسة الإصلاحات الاستراتيجيّة الّتي اقترحها عليه المانحُ &laqascii117o;السّخيّ"، فعلى سبيل المثال، لم يصبّ الجيش المصريّ اهتمامه في استيلاد آليّات جديدة ومشتركة تهدف إلى &laqascii117o;مكافحة الإرهاب" في المنطقة.
&laqascii117o;تعويضات دائمة وثابتة"
وتشير البرقيّات إلى أنّ المسؤوليّة تقع على &laqascii117o;محمّد حسين طنطاوي، وزير الدّفاع المصريّ منذ العام 1980. فقد كان هذا الرّجل ولا يزال العقبة الأساسيّة في وجه تحويل مهمّات الجيش ليتمكّن هذا الأخير من تدارك الأخطار النّاشئة. فمنذ تعيين محمّد حسين طنطاوي وزيراً للدّفاع، تقهقر مستوى الجيش التّكتيكيّ، إلاّ أنّ هذا الأمر لم يحجب عنه ثقة حسني مبارك، بل يُتوقّع أن يبقى في سدّة الحكم لسنواتٍ وسنواتٍ بعد".
ورد في مذكّرةٍ تحمل تاريــخ شباط/فبراير 2010، أنّ الجانبين الاسرائيلــيّ والأميركيّ &laqascii117o;يرحّبان بفعاليّة" المساعي المصريّة في تشديد وطأة الحصار المفروض على غزّة وسـدّ الطّـريق بوجـه تدفّق الأسلحة والأموال إلى القطاع الّذي تسيطر عليه حركة حماس.
في اجتماع عُقد في السّفارة الأميركيّة في القاهرة يوم 31 كانون الثّاني/يناير من العام 2010 ما بين كولين كاهل، نائب مساعد وزير الدّفاع الأميركيّ، وثلاثة من كبار المسؤولين في وزارة الدّفاع المصريّة، الجنرالات المتقاعدين، محمّد العسار، وأحمد معتزّ، وفؤاد عرفه. وذكر الأفرقاء في خلال الاجتماع أنّه بموجب معاهدات السّلام في &laqascii117o;كامب ديفيد" الّتي وقّع عليها الجانبان الإسرائيليّ والمصريّ في الولايات المتّحدة عام 1979، وعدت واشنطن القاهرة بمنحها سنويّاً مساعدات ماليّة وعسكريّة على وجه الخصوص. يعتبر الجيش المصريّ أنّ هذه المساعدات عبارة عن &laqascii117o;تعويضات دائمة وثابتة"، وتبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار في السّنة.
قد يرى البعض أنّ قيمة هذه المساعدة هائلة، إلاّ أنّ الجنرالات المصريّين يعتبرونها غير كافية. نوّه قائد الجيـش فؤاد عرفه أنّ في العام 1979 كانت قيمة المساعدة الممنوحة من الإدارة الأميركــيّة إلى جـيش العدوّ الإسرائيليّ تبلغ حوالى ثلاثة مليارات دولارٍ في السّنة مقابل مليــاري دولارٍ لنظيره المصريّ. وأعلن الجنـرال العســار، الرّجل الثّاني في وزارة الدّفــاع المصريّة، أنّ قيمة المساعدة الممنوحة إلى إسرائيـل أصبحــت خمسة مليارات دولار مقابل ملياري دولار للجيش المصريّ. وهذا ما اعتبره الجنــرال المصــريّ انتهاكاً لمضامين معاهدة &laqascii117o;كامب ديفيد".
&laqascii117o;البرنامج النّوويّ الإسرائيليّ"
في المقابلة عينها، تطرّق الجنرال العسّار إلى خطاب الرّئيس الأميركيّ باراك أوباما يوم التّاسع من حزيران/يونيو 2009، والّذي دعا فيه المسلمين إلى بناء شرق أوسط يخلو من السّلاح النّوويّ.
وقد جاء في برقيّة السّفيرة سكوبي أنّ الجنرال &laqascii117o;يطالب الإدارة الأميركيّة ألاّ تنسى البرنامج النّوويّ الإسرائيليّ الّذي يقدّم ذريعة لإيران من أجل استكمال مشروها النّوويّ الخاصّ". أمّا موقف كولين كاهل فلم يتزعزع، إذ أعلن قائلا إنّه &laqascii117o;من المستحيل إجراء مقارنة ما بين الملفّين، نظراً إلى أنّ إيران هي الدّولة الوحيدة في العالم الّتي تتوعّد بمحو &laqascii117o;دولة" أخرى ـ &laqascii117o;إسرائيل" ـ من على الخارطة".
يعلّق مبعوث واشنطن على برنامج مناهضة النّوويّ الّذي أقرّه أوباما &laqascii117o;أنّه سيستغرق حوالى عشر سنوات أو عشرين سنة، بينما المجتمع الدّوليّ لا يستطيع الانتظار كلّ هذا الوقت من أجل إيجاد طريقة لعرقلة المطامح النّوويّة الإيرانيّة".
في نيسان/أبريل 2009، نقلت السّفيرة الأميركيّة في مذكّرة، عن &laqascii117o;وزير الخارجيّة المصريّ أحمد أبو الغيط"، قوله &laqascii117o;إنّ واشنطن قد لا ترى في السّلاح النّوويّ الإسرائيليّ أيّ تهديدٍ، ولكنّ الشّعب المصريّ وشعوب الشّرق الأوسط ترى العكس تماماً"، وأضاف &laqascii117o;إذا مارست الولايات المتّحدة الضّغط على &laqascii117o;إسرائيل" من أجل التّخلّي عن برنامجها النّوويّ، عندها، تصبح مخوّلة إلى أن تطالب بوضع حدٍّ للبرنامج النّوويّ الإيرانيّ". أمّا الرّئيس المصريّ حسني مبارك من جهته، فقد زلّ لسانه عندما قال &laqascii117o;إنّ إيران ورمٌ سرطانيّ تفشّى من الخليج إلى المغرب العربيّ"، فهذه &laqascii117o;الزّلّة" تكشف النّقاب عن واقع أنّ المصريّين لا يسعَون فعلاً إلى مراعاة إيران.
ترجمة: أسيل الحاج
عن صحيفة &laqascii117o;لوموند" الفرنسيّة. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد