قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 17/1/2011

- 'السفير'
الصواريخ والمشروع النووي الإيراني تغير نظرية الأمن القومي الإسرائيلية
حلمي موسى:

هناك تغييرات في واقع ومعطيات الصراع مع إسرائيل يصر كثيرون على تجاهلها والقفز من فوقها، لكن إلى الوراء لإسقاط ما كان قائما في الماضي ليس فقط على ما هو واقع الآن وإنما أيضا على ما سيحدث في المستقبل. وما لا ريب فيه أن مثل هذا التجاهل للتغييرات على الأرض يضعف القدرة على القراءة السليمة للمعطيات ويمنع رسم صورة صحيحة للواقع وبالتالي صورة قريبة من الحقيقة للمستقبل. وأول التغييرات التي وقعت هي ما طرأ على العقل العسكري والسياسي الإسرائيلي من قناعة بأن الحروب باتت باهظة التكلفة وأنها صارت أصعب حسما. ومن الجائز أن ما نشرته الصحافة الإسرائيلية في الأسبوعين الأخيرين عن أقوال أدلى بها رئيس الموساد السابق، مئير داغان، في حفلاته الوداعية هي الأشد شهادة على ذلك. ورغم أنه في اليوم التالي لنشر هذه الأقوال نشرت عدة صحف إسرائيلية تقارير عن امتعاض رسمي من جانب حكومة نتنياهو على داغان لأقواله هذه. وفي نظر المعلق السياسي في &laqascii117o;معاريف"، بن كسبيت فإن &laqascii117o;داغان اليوم رجل واع تعلم حدود استخدام القوة. وكان يمكنه أن ينهي ولايته الجد ناجحة في الموساد بهدوء والذهاب الى البيت لكنه فضل بان تتسلل حقيقة معارضته القاطعة للهجوم على ايران الى الخارج. ... نهج المعارضين للهجوم على ايران يقوم على أساس فرضية العمل بانه لا يمكن منع دولة بحجم ايران، قوة عظمى اقليمية، من الوصول الى النووي، اذا كانت اتخذت قرارا صريحا بالوصول اليه. يمكن التأخير، التأجيل، الارجاء. فللقدرة العسكرية في هذا المجال يوجد &laqascii117o;حد محدود". ويبدو أن الامتعاض لم يكن حكرا على بعض أركان الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل بل تخطاه إلى المستوى المهني في المؤسسة الأمنية ممثلا بالجنرال عاموس جلعاد الذي يرأس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع. وقد أشار جلعاد إلى اختلافه مع تقديرات داغان ليس فقط بشأن القدرة النووية الإيرانية وإنما أيضا بشأن أسلوب العمل ضدها. فهو يتفاخر بـ&laqascii117o;القوة المجهولة" التي أوصلت الرسالة لسوريا بشأن مشروعها النووي. وفي كل الأحوال فإن داغان، الذي تم جلبه لرئاسة الموساد لأنه يحمل السكين بين أسنانه، هو من صاغ التفكير الإسرائيلي بشأن الحرب مع إيران: ينبغي لإسرائيل أن لا تخوض الحرب إلا بعد أن توضع السكين على رقبتها وتبدأ في قطع اللحم. ومن المؤكد أنه في ذلك ليس وحيدا. فقد أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أنه في هذا الشأن يتقاطع مع كل من رئيس الأركان غابي أشكنازي ورئيس الشاباك يوفال ديسكين. بل ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال عاموس يادلين، أشار في مقابلة مع &laqascii117o;يديعوت أحرنوت" قبل أيام إلى اتفاقه مع داغان في هذه النقطة. إذ قالت الصحيفة ان &laqascii117o;يادلين، مثل داغان وآخرين في الجماعة الاستخبارية، مشهور بأنه يعارض هجوما عسكريا على المشروع الذري الايراني". وقال يادلين ان &laqascii117o;الايرانيين لم يفعلوا شيئين حتى اليوم: التخصيب بنسبة عالية والقدرة على تركيب المادة الذرية في سلاح. اذا قرروا فعل ذلك فسيعرفون كيف". والواقع أن التغييرات في الذهن الإسرائيلي تجاه الحرب ترتبط بشكل أساسي بأمرين: الصواريخ والمشروع النووي. وقد اعتبر المعلق السياسي في &laqascii117o;هآرتس" ألوف بن أن إيران أفلحت في تشكيل قدرة ردعية في مواجهة إسرائيل. واعتبر بن أن تصريحات داغان تدل على سجال شديد في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. فهناك من يريد الهجوم على إيران وهناك من يرى أن عواقب هذا الهجوم كارثية على إسرائيل. وليس صدفة أن العسكريين في الغالب هم من يرون الرأي الثاني وبعضهم يعتقد أن الإصرار على تعيين الجنرال يؤآف غالانت رئيسا للأركان جاء من جانب من يريدون الهجوم. وقد أشار بن إلى أن حرب الخليج هي التي أحدثت انعطافة في نظرية الأمن القومي الإسرائيلي بعد أن أظهرت للمرة الأولى منذ حرب 1948 أن المواجهة تقع في الجبهة الداخلية وليس على الحدود. فتلك الحرب التي لم تطلق فيها صواريخ كثيرة شلت الدولة العبرية وأشعرت السكان أنه ليس بوسع الجيش حمايتهم. ويشرح بن واقع أن اسحق رابين أدرك قبل الجيش هذا التغيير وسعى لإبرام سلام مع الفلسطينيين لكن تعذر على المؤسسة العسكرية تكييف نفسها مع الواقع الجديد. واضطرت إسرائيل لمعاناة عواقب هذا التأخر في نتائج حرب لبنان الثانية التي سقطت فيها على إسرائيل صواريخ تزيد مئة ضعف عن تلك التي سقطت في حرب الخليج. ويكتب بن في &laqascii117o;هآرتس" أن الاعتراف بقوة النار المتصاعدة لحزب الله وحماس يؤثر على اسرائيل التي تبتعد عن نشاطات عسكرية وتمتنع عن مهاجمة المنشآت النووية في ايران. لكن حتى لو تغير التهديد على اسرائيل، فان الرد العسكري يبقى على حاله من حيث الاساس... وضد التهديد على الجبهة الداخلية الاسرائيلية، يقترح الجيش الاسرائيلي الهجوم على مواقع حيوية في الجانب الآخر يهدد حكمه وبقاءه، ما يسمى &laqascii117o;عقيدة الضاحية": وبلغة أقل كياسة، يسمى دمارا في مقابل دمار". وقد دفع هذا الواقع الخبير الإسرائيلي الأبرز في الصواريخ عوزي روبين إلى إعداد دراسة تثبت أن إهمال الحكومات الإسرائيلية تطوير منظومات دفاع ضد الصواريخ نقل هذا الأمر من كونه &laqascii117o;مصدر إزعاج إلى خطر استراتيجي". ورغم التركيز على الخطر الصاروخي من لبنان فإن روبين يركز على الخطر من قطاع غزة والذي كان إلى وقت قريب لا يشكل أي خطر جدي على إسرائيل. ويشدد روبين في دراسته على أنه &laqascii117o;عندما تستأنف النار من المعقول الافتراض ان صواريخ حماس ستضرب اهدافا مدنية وعسكرية في وسط البلاد بما في ذلك تل أبيب، مطار بن غوريون وقواعد سلاح الجو في جنوب البلاد. ما بدأ كمصدر ازعاج في بداية العقد الحالي تطور الى تهديد استراتيجي حقيقي في نهاية العقد". ويضيف ان &laqascii117o;التسلح المكثف لسوريا، حزب الله وحماس بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي تغطي كل مساحة الدولة، تضمن باحتمالية عالية بان تصعد حرب استنزاف محلية على طول قاطع الحدود لتصل بسرعة الى حرب استنزاف ضد قلب الدولة".  


- 'النهار'

لبنان - اسرائيل لمقاربة مختلفة إن تجرأنا!
بقلم فادي بسترس:

منذ تحرير الجنوب قبل عشر سنين صارت قضيتا سلاح 'حزب الله' واستراتيجية الدفاع الوطني ملفاً ساخناً يتأجج مع تبدل الظروف، متحولا صراعات خطرة تقسم اللبنانيين وتحول دون قيام دولة القانون.وفي ما تبدو استعادة الجزء الشمالي من قرية الغجر مرتبطة باعتبارات لوجستية ومحلية، علما انه لا توجد، باستثناء هذا الجزء، اراض لبنانية تحتلها اسرائيل، في انتظار ان يسمح ترسيم الحدود بتحديد لبنانية مزارع شبعا واعادة الحق الى صاحبه. ما الذي يبرر ابقاء اولوية السلاح المختلف عليه في الداخل سوى 'اطماع اسرائيل التاريخية على لبنان'؟ فماذا لو نظرنا بشكل مختلف الى تاريخ الاحتلالات والاعتداءات التي قامت بها اسرائيل على ارضنا سائلين:هل ترجمت السياسة التوسعية الاسرائيلية تجاهنا في اثناء حروب 1948، و1967، و1973؟ وهل خضعنا لاي احتلال او اعتداء اسرائيلي لم تكن ذريعته وجود قوة عسكرية ما على ارضنا لا تأتمر بأمر الدولة اللبنانية، وتتخذ من لبنان ساحة لحربها تحت شعار تدمير الكيان الصهيوني او استعادة الاراضي العربية المحتلة؟في البدء كانت المقاومة الفلسطينية، تلاها الجيش السوري، وصولا الى ان حل مكانهما 'حزب الله' المساهم الاساسي في التحرير، اما وقد تم التحرير، فلماذا علينا ان نعيد الكرة نفسها ونوفر حججا لمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية على مصالحنا الوطنية الحيوية، في وقت جميع الدول المجاورة لاسرائيل، سواء تلك التي استعادت اراضيها او تلك التي لا تزال ارضها محتلة، تنعم بالتنمية والتطور من خلال حالة الهدنة (او السلم) مع اسرائيل؟الا تمثل الجمهورية اللبنانية الحل الانسب لاكثر من اربعة ملايين لبناني يحاولون منذ عام 2000 ان يستقروا على ارض وطنهم في ظل دولة سيدة تتمتع بسلطة مطلقة على اراضيها كاملة، وصاحبة حق حصري في انجاز ملف ديبلوماسي – قضائي يعيد الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا (25 كلم2)؟ ألم يكن هذا الحل هو الامثل لتحصين الجبهة الداخلية وتفعيل قدراتنا تجاه المجتمع الدولي بما فيه مخاوف التوطين؟سيرد بعضهم بأن هذا المنطق يشكل عودة الى مقولة 'الدولة الضعيفة'. ولكن حقيقة الأمر ان دولتنا خلال كل مراحل صراعها المرير مع اسرائيل، لم تتمتع يوما بالسيطرة الحصرية على وسائل دفاعها واجهزة امنها، او على سياستها الخارجية، وهذا بالضبط ما يجعلها دولة ضعيفة، وهي حقيقة مرة كلفتنا وما زالت تكلفنا مزيدا من الاعتداءات والتدمير وموت الابرياء، اضافة الى تنامي التعصب المذهبي في نفوس اللبنانيين.بدء تداول ان اسرائيل لا تضمر لبلد الارز اي نيات تهدد ارضه ووجوده، هو اشكالية لا يجوز الا نأخذها في الاعتبار، لانها قد تؤدي الى تغيير ملائم في مفهومنا للاستراتيجية الدفاعية ولاستعادة حقوقنا الحالية (في الغجر) والمرتقبة (في شبعا). هذه الوضعية، اضافة الى قدرتها على وقف عملية التدهور المنهجي في وجودنا ككيان ودولة ومؤسسات، قد تساعدنا على بلورة رؤية ما على صعيد تحرير الطاقات التي قد تمكننا من التصدي بشكل افضل لملفات اخرى ملموسة لا تناقش في الغرف العسكرية فحسب، بل ايضا بدراسات ومفاوضات حول ثروتنا المائية والجيولوجية وغيرها من الامور في انتظار الظروف المؤاتية لاقامة السلام الشامل في المنطقة.عايشنا وشاهدنا ما يكفي لكي نمتلك جرأة النظر الى الامور بمقاربة مختلفة. ألم يحن الوقت لمواجهة الاطماع والمخاوف بأساليب جديدة واكثر جدية؟.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد