- 'النهار'
8 آذار تترجم قول الشرع 'إن سوريا أقوى في لبنان من قبل' / هل يصبح ما كان مرفوضاً مع الحريري مقبولاً مع ميقاتي ؟!
اميل خوري:
...هذا الكلام معناه ان سوريا قوية في لبنان بقوى 8 آذار بقيادة 'حزب الله' كما كانت عهود سابقة في لبنان قوية بقوة ما سمي 'المكتب الثاني' الذي كان يتدخل في الانتخابات النيابية وفي الانتخابات الرئاسية وفي تشكيل الحكومات. وعندما اصبح لبنان تحت الوصاية السورية صارت هي التي تتدخل في كل ذلك، وبعدما انتهت هذه الوصاية اوكلت الامر الى 'حزب الله' وحلفائه في قوى 8 آذار. لقد صارت ترجمة كلام الشرع ان سوريا واصدقاءها اقوى الآن مما كانت عليه قواتها في لبنان بأن فرضت كشرط للتعاون مع اي حكومة في لبنان ان تكون لحلفائها فيها الثلث المعطل كي لا يصدر اي قرار عن مجلس الوزراء غير مقبول منها ومن حلفائها، واستطاعت ان تفرض في لقاء الدوحة بعد احداث 7 ايار ما يلائمها ويلائم قوى 8 آذار، سواء باجراء انتخابات نيابية على اساس قانون 1960، وسواء بتشكيل حكومة محاصصة برئاسة سعد الحريري يكون لحلفائها فيها الثلث المعطل، واستطاعت اسقاط هذه الحكومة من خلال هذا الثلث الذي كان خفيا واظهر عند الاستقالة خلافا لما نص عليه اتفاق الدوحة، ونجحت في اخراج جنبلاط من وسطيته بين 8 و14 آذار وفي جعله يتخلى في الاستشارات عن تأييد الرئيس سعد الحريري ويسمي الرئيس نجيب ميقاتي الذي قد يضطر الى تشكيل حكومة ترضى عنها سوريا وحلفاؤها في لبنان. وهكذا تكون سوريا تأكيدا لقول فاروق الشرع قد اسقطت حكومة الرئيس الحريري من غير ان تأبه لما نص عليه اتفاق الدوحةـ، وان تبعد الحريري عن السرايا على رغم ما يمثل ومن يمثل، ويبقى امامها مهمة اسقاط المحكمة بانسحاب لبنان منها. فهل تنجح؟ وهل تعطي لحكومة ميقاتي ما رفضت اعطاءه لحكومة الحريري تسهيلا لمهمته وامتصاصا لنقمة الناس التي اشعلتها طريقة التكليف الاستفزازية والطعن في الظهر، بحيث لا يعود ملف شهود الزور ملفا ملحا لبته، ولا يبقى للقرار الاتهامي عند صدوره تداعيات على الارض التي كانت قوى 8 آذار تهدد بها حكومة الحريري، ولا يعود ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا موضوعا خلافيا بما في ذلك حدود مزارع شبعا، ولا يعود حتى ملف المفقودين والموقوفين في السجون السورية مشكلة يستعصى حلها، ولا الاستراتيجية الدفاعية المثيرة للخلاف بسبب سلاح 'حزب الله'، تبقى غير قابلة للحل، ولا كذلك السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، اي ان ما كان مرفوضا مع حكومة الحريري يصبح مقبولا مع حكومة ميقاتي...
- 'النهار'
بين المحكمة والسلاح
'زيّان':
... من حق الرئيس ميقاتي ان يمتلك مشروعا سياسيا متكاملاً، يترجمه عبر البيان الوزاري. ومن حقه ايضا ان يطمح الى اعداد مفاجأة سياسية تترك اثرا جيدا في النفوس القلقة، وتعد اللبنانيين باحتمالات وانفراجات وايام طالما تاقوا اليها، حتى بدت كأنها من رابع المستحيلات. لا بد من طرح هذا 'الطموح' وبصراحة، على جميع الفئات والطوائف والمذاهب والتيارات والزعامات والقيادات والمرجعيات التي تناسلت على ما يبدو باستعجال، وعلى طريقة النمل... والا كيف غطت الجغرافيا اللبنانية ارضا وفضاء؟ كل شيء الا الاستخفاف بالمطالب والمواقف والمشاعر. وكل شيء يهون اذا كان الهدف تأليف حكومة منسجمة ومحصنة بكفايات وجدارات وأهليات مشهود لها، ولا تشكل فخاخا والغاما وأدوات عرقلة وتعطيل. الفراغ مزمن. والقلق مزمن. وغياب الدولة والمؤسسات مزمن. والفوضى مزمنة. والفساد مزمن. ومشكلة المحكمة وسلاح 'حزب الله' ودويلته مزمنة. ومن الصعب القفز فوقها، الا اذا نجح الميقاتي في اعادة الروح والدور الى الحوار.
- 'النهار'
روزانا بومنصف:
السيناريوات الداخلية والخارجية تسابق تشكيل الحكومة / أي مَخرج لميقاتي أمام عقدة المحكمة ؟
حرص رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في الايام الاخيرة على اعطاء زواره من رؤساء البعثات الديبلوماسية تأكيدات أنه لم يعط 'حزب الله' تعهدات على نحو مسبق في ما يتصل بالمحكمة الخاصة بلبنان مكررا أن المحكمة لا يمكن الغاؤها. فما هي السبل إذاً من أجل أن يحقق 'حزب الله' ما سعى اليه عبر اسقاط 'حكومة الوحدة الوطنية'؟ اذ إن كثرا لا يفهمون كيف يمكن التخلي عن الرئيس سعد الحريري الذي كان وفق ما أشاعه الحزب والقريبون منه طويلا قاب قوسين أو أدنى من التخلي عن المحكمة، ويؤتى برئيس حكومة لم يتعهد الغاءها؟....تستبعد مصادر سياسية مطلعة ان يذكر رئيس الوزراء المكلف في البيان الوزاري لحكومته التخلي عن المحكمة لادراكه انه سيصعب على قوى 8 آذار ان تحتفظ بمكاسبها السياسية التي حققتها بازاحة الحريري ببيان واضح حول المحكمة ومن باب ادراك الجميع ايضا انه لا يمكن ان يبدأ بقرار ينطوي على اتخاذ اجراءات في شأن المحكمة. وهي تتوقع ان يعود الى المخارج التي كان يعمل عليها الاتراك والقطريون باعتبارها الطريق المنطقية الوحيدة....تفيد المصادر المعنية ان كل مظاهر الانتصار التي احتفل بها الحزب وحلفاؤه باقصاء سعد الحريري وما حققه من مكاسب لا يعني ان مسار المحكمة قد تغير. اذ ان هناك كلاما كثيرا يردده قريبون من دمشق انها تعمل مع فرنسا على تجميد عمل المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ضنا بالاستقرار مجددا. ويقول هؤلاء ان هناك سيناريوات تقوم على تقديم مجلس النواب توصية الى السلطة التنفيذية من اجل تجميد عمل المحكمة – اذا كان ممكنا - بحيث لا تحرج ميقاتي في طائفته خصوصا وامام المجتمع الدولي ايضا. اذ ان تجميد عمل المحكمة يعني ضرورة تجميد كل شيء متصل بها بما في ذلك القرار الاتهامي المفترض صدوره بعد اسابيع. وتاليا يتوقع ان تطلب الحكومة التي يرئسها ميقاتي بناء على توصية اكثرية 68 صوتا ولا تضم سوى فريق 8 آذار من مجلس الامن تجميد عمل المحكمة على اساس مصلحة الامن والسلام في لبنان وعدم تعريضهما للخطر....
- 'النهار'
أميركا محرجة أمام أنظمتها
سميح صعب:
... في الحال التونسية تستطيع واشنطن ان لا تتمادى في القلق، اما في الحال المصرية فالوضع مختلف، لأن النظام المصري مرتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل، وأي تغيير يطرأ على هذا النظام لا بد وان يقلق اميركا على مستقبل العلاقة المصرية مع الدولة العبرية. لذلك فإن حدود الحماسة الاميركي للتغيير في مصر محكومة اولاً واخيراً بتأثير أي تغيير على اسرائيل. ولئن كانت واشنطن تخشى هذه المسألة، فإنها حاولت ان تدفع بالنظام المصري الى اصلاحات تحدث فارقاً من شأنه تهدئة غضب الشارع ومن دون ان تعرضه للسقوط في الوقت عينه كي يبقى حارساً على معاهدة السلام. لكن مبارك الذي يحكم سعيداً منذ 30 عاماً كان مطمئناً الى الشارع المصري غافلا عنه الى أجل غير مسمى!
- 'النهار'
حكومة ميقاتي والمتغيرات الإقليمية
سليم نصار:
... في رده على الاتهامات التي صنفته ممثلاً لـ'حزب الله' ومنحازاً لفريق 8 آذار، قال ميقاتي انه جعل 'الوسطية' شعارا للحزب السياسي الذي قرر تأسيسه في لبنان... يجمع المراقبون الديبلوماسيون في بيروت على القول ان حكومة ميقاتي جاءت في موعد المتغيرات الاقليمية التي بدأت بتقسيم السودان واسقاط نظام زين العابدين بن علي... وقد لا يتوقف 'الدومينو' الذي خلقته الا بنزول الجيش في مصر وازاحة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية. ومثلما شغلت الولايات المتحدة الدول العربية بحرب لبنان (1975 – 1989) في حين كانت تعمل على تمرير 'كمب ديفيد'... فإن المسرحية السياسية السابقة تتكرر، وإنما بظروف مختلفة ولاعبين مختلفين. من هنا كان حرص سوريا والسعودية وتركيا وقطر، على سحب فتيل التفجير قبل أن تنتقل خلافات اللبنانيين الى الشارع، وقبل أن يصبح من الصعب تحاشي الصدام المروع. يبقى السؤال المهم: هل تستغل اسرائيل حال الفوضى والتغيير على ساحة الشرق الاوسط، كي تقوم بضربة عسكرية متوقعة منذ أعرب الرئيس باراك أوباما عن رغبته في تجديد ولايته؟ من الصعب الاجابة على هذا السؤال المحير، خصوصاً بعدما أجرى نتنياهو مناقلات في قيادة الاركان توحي بأنه سيقدم على أمر خطير. ويبدو ان الرئيس الروسي ميدفيديف قد حذره من نتائج الاقدام على هذه الخطوة المتهورة، وأبلغه أن الصواريخ المتطورة التي حصلت عليها سوريا و'حماس' و'حزب الله' ستستخدم هذه المرة ضد تل أبيب والقدس الغربية! وهذا ما فرض على نتنياهو الابتعاد عن خيار الحرب!
- 'المستقبل'
إختصرأنشودة بليدة:
فيصل سلمان:
الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، على الأرجح، لا تؤيد قيام حكومات شبيهة بحكومة 'الدوحة'. التجربة كانت مرّة وكانت أيضاً سخيفة الى حد ما إن على مستوى أداء ما كان يسمى المعارضة وإن في ما يتعلق بالانشودة البليدة التي اسمها 'الديموقراطية التوافقية...ان مجرد استذكار ذلك الوضع اليوم يدعونا الى حالة قرف لا أعرف كيف استطاع سعد الحريري تحملها، ولا كيف استطاع أي مواطن تحملها. كيف إذا نجح طرف في الانتخابات 'سلبط' عليه طرف آخر وشاركه في الحكم؟ أي هرطقة هذه؟ فليحكم فريق وليعارض آخر، هكذا قرأنا عن الديموقراطية. فريق 14 آذار مدعو الآن للمعارضة ولتكن ديموقراطية حقة.
- 'المستقبل'
بالإذن.. تزوير الحقائق..
علي نون:
ليس أسوأ من الضخّ التوتيري، إلا بعض آلياته المعتمدة حصراً والمسجّلة حكراً على الماكينة الإعلامية والسياسية لقوى الممانعة، وفي مقدمها إطلاق الكذبة والتنظير لها وتطريزها وتزيينها.. ثم تصديقها لاحقاً وحقاً!
ويُفترض بداية الاعتراف بوضوح، ان متابعة تلك الماكينة أمر متعب من دون شك، بل وتصيب المتلقي والمتابع بعوارض جانبية عدّة أبرزها اهتزاز يقينه ببديهيات الأخلاق والأدب كشرط مزدوج لا بد منه من أجل إيصال الحقائق للناس، ثم بعد ذلك بقليل من أجل تفعيل المواقف السياسية وغير السياسية واستثمارها في الشأن العام.
..واحدة من أكبر أكاذيب المناخ الممانع بكل طبقاته وتلاوينه وأدواته، هي القول إن الرئيس سعد الحريري صادر أو اختصر طائفته أو فريقه وألغى الآخرين!
تفعل اللعبة التزويرية لعبتها لكنها لا تلغي الحقائق، وفي أوّلها ان الرئيس الحريري في الشأنين الوطني والطائفي تصرف بعكس منطق الإلغاء تماماً.. ولم يكن التحالف الرباعي في انتخابات العام 2005 وما نتج عنها من إعادة انتخاب للرئيس نبيه بري إلا تأكيداً لذلك، وترسيخاً لنهجه الرافض استغلال مكسب سياسي أمني ظرفي وتوظيفه في سياق يكسر مسلّمات وطقوساً وتقاليد وأعرافاً و'عادات' آتيات من صلب النظام اللبناني (المكتوب وغير المكتوب) ومن صلب مقومات كيان الجمهورية القائمة: لا إلغاء ولا إقصاء ولا فرض ولا كسر، ولا هز عنيفاً للتوازن الدقيق للميزان اللبناني!
على المستوى الأضيق أيضاً، لم تختلف الصورة ولم يتغّير الأداء.. لم يركب الرئيس الحريري الموجة كلها، ولم 'يبطر'، بل يشهد الجميع، وأوّلهم من جيء به اليوم ليلعب دور 'طربوش' الانقلاب، أنه في انتخابات العام 2005 وانتخابات العام 2009 عمل وسعى ونجح في تشكيل مروحة واسعة من الشخصيات التي تمتلك حيثية سياسية تاريخية معينة، لا يجوز أن تغيب أو تغيّب، بل يجب احترامها واحترام البيوت التي أتت منها! ولا يوجد ابن امرأة يمكن له أن ينفي هذه الحقيقة أو يلوّنها بسقط كلام آتٍ من نفوس مريضة وفيها غرض!
دفع الرئيس الحريري من رصيد علاقاته ببعض حلفائه وببعض جمهوره من أجل تأكيد منحاه ذاك، الضّاب والجامع، والكاسر لمنطق الاستحواذ، والحافظ لكل مقام دوراً، مع انه كان بمقدوره أن يلغي كل الأدوار.
منذ البداية عرف دقّة الميزان اللبناني، الذي يحاولون اليوم كسره من دون حياء.. ثم يأتون أمامه، الاستئصاليون الإقصائيون الأحاديون والإنقلابيون، ليذمّوه بأفضل وأنبل مكارمه!
- 'المستقبل'
حسن نصرالله يقول 'الأمر لي': 'ودهر ناسه ناس صغار ولو كانت لهم جثث ضخام وشبه الشيء منجذب إليه وأشبهنا بدنيانا الطغام' المتنبي
ولاية الفقيه
مصطفى علوش:
مسألة وكالة المهدي قضية أخذت الكثير من الجدل الفقهي في الأوساط الشيعية ولا تزال. فهذه القضية بدأت بعيد 'الغيبة الصغرى' للإمام المهدي عندما كان التواصل معه من خلال أربعة من الوكلاء، ولكن الأزمة وقعت عند وفاة آخرهم ودخول المهدي في 'الغيبة الكبرى'، فرأى معظم الفقهاء وجوب الدخول في عصر 'التقية' لغياب التوجهات المهدوية. كان هذا الى أن أتى 'الشهيد الأول' محمد بن مكي الجزيني ووضع طرحاً منطقياً يقول بعدم جواز الفراغ، وبما أنه كان للمهدي وكلاء في الغيبة الصغرى فمن المنطقي وجودهم في الغيبة الكبرى، فظهر تعبير 'الولي الفقيه' الذي يعني بأن وكالة المهدي الفقهية والشرعية يجب أن تكون في يد المرجعية الفقهية الأعلم والأحكم.
استشهد الجزيني على خلفية سعيه الى ايجاد هذه الوكالة فقد أعدمه المماليك عندما بدأ يحاول ممارسة سلطته النظرية وذلك سنة 1370.
عندما أعلنت الامبراطورية الصفوية سنة 1507، سعى 'اسماعيل شاه' ومن بعده ابنه 'طهماسب شاه'، الى وضع تشريع للامبراطورية وتحويلها الى المذهب الشيعي بخلفية قومية فارسية. استقدم لهذا السبب المرجع الكبير اللبناني الملقب بـ'المحقق الكركي' والذي أعاد احياء مسألة وكالة المهدي من خلال اعلان 'طهماسب شاه' وكيلاً للمهدي في غيبته الكبرى. وقد ترافقت هذه القرارات مع حملات تطويع للناس تمثلت في مسيرات للمطوعين الذين كانوا، يفرضون على المارة ان يشتموا الصحابة للتأكيد على التزامهم بالمذهب الجديد لسكان هذه الامبراطورية وذلك تحت التهديد بالقتل والتنكيل، وقد وثق 'علي شريعتي' هذه الممارسات في الكثير من كتاباته.
أما واقع الامر اليوم في ايران فهو عودة ساحقة لمنطق وكالة المهدي من خلال الجمهورية الاسلامية التي يقودها 'ولي فقيه حكيم وعادل وشجاع وجامع لكل الشرائط'. وقد توج الامام الخميني قبل وفاته مبدأ العصمة المطلقة بمنح نفسه سلطات لم تمنح حتى للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام). وتؤكد الأدبيات الملحقة بمبدأ ولاية الفقيه أن من واجب أتباعه مد سلطته المطلقة على أكبر بقعة من الأراضي ومن الناس وذلك لتحضير الأرضية لقبول الحكم الاسلامي وبالتالي تشجيع المهدي على العودة من غيبته وقيادة المسلمين. ويعتقد الكثيرون من أتباع هذا الخيار السياسي الديني أن هناك مؤشرات بقرب زمن عودة المهدي لأسباب لن ندخل الآن في تصنيفها.
واقعنا اليوم
لماذا هذا الحديث الآن؟ لأنه كان من الواجب شرح بعض الخلفيات التاريخية والعقائدية التي يتبعها 'حزب الله' والذي صرح رئيسه علناً، وفي مناسبات متعددة، بأنه يتبع من دون تردد أو نقاش توجيهات الولي الفقيه وبأنه يفخر بأنه جندي في جيشه. هذا يعني طبعاً أن مدّ سلطة الولي الفقيه هو واجب مقدس بالنسبة الى 'حزب الله' وسيسعى الى تحقيقه بشتى الوسائل ومهما طال الزمن.
ماذا يعني ذلك في المعطيات الحالية؟ الواقع هو أن ما حدث من فضيحة مؤخراً في الطريقة المهينة التي تمت بها عملية التغيير الحكومي الأخير يؤكد مسائل عدة:
أولاً: لا يمكن أن يكون السيد نصرالله ومستشاروه غير مدركين بأن أسلوب استدعاء رؤساء الوزراء كان مسيئاً الى السنة بشكل عام في لبنان.
ثانياً: ان الشرح الذي قام به نصرالله في خطابه تضمن اساءات شخصية مقصودة الى الرئيس عمر كرامي أراد من خلالها تحجيم الشخصيات المؤهلة لرئاسة الحكومة وجعلها عرضة للتقييم من مرجعية 'حزب الله'.
ثالثاً: أرد نصرالله من خلال ما قام به الاعلان عن عهد جديد هو عهد ولاية الفقيه السياسي حيث تنتج السلطات في لبنان من خلال اعلانات وفرمانات تصدر عن 'حزب الله'.
رابعاً: ان 'حزب الله' يدرك ان ارساء هذا الواقع سيؤدي حتماً الى تيئيس فئات واسعة من اللبنانيين، ترفض سلطة 'حزب الله، ودفعها الى الهجرة أو الاعتكاف مما سيخلي الساحة له في السياسة وسيغير تدريجياً المعادلة الديموغرافية مما سيدفع قدماً في مد سلطة الولي الفقيه فوق كل لبنان.
خامساً: يعلم 'حزب الله' ان ما قام به قد يكون دافعاً حثيثاً نحو احراج المكونات الأخرى للمجتمع اللبناني لتصبح أمام خيارين: اما الخضوع لمبدأ القضم الذي يمارسه 'حزب الله' في البلاد وعلى العباد، أو السعي الى المواجهة بالعنف. وهو مشروع قد يرغب فيه 'حزب الله' لظنه أنه سيكون الظافر في اي حرب أهلية سيفرض بعدها سلطته على الجميع وبالكامل.
لذلك فإن الموقف الآن من كل مكونات الشعب اللبناني يجب ألا يكون مرتبطاً برد فعل على اجراء دستوري عادي بتغيير حكومة، بل ان الضغط يجب أن يكون حاسماً على من يتم استدراجه من خلال الوصول الى السلطة بعد استدعائه من 'حزب الله' للتأكيد على رفض ما يعد من مخطط للبلاد سيكون رئيس الوزراء المكلف في خدمته تحت ظروف الأمر الواقع. فهل يعي هذا الرئيس معنى أن يقول حسن نصرالله 'الأمر لي'.
- 'السفير'
رفيق الحريري و&laqascii117o;ثورة الياسمين"
واصف عواضة:
يوم رفع الرئيس الراحل رفيق الحريري على مدخل السرايا الحكومية شعار &laqascii117o;لو دامت لغيرك لما آلت اليك"، باقتراح من الصديق النائب نهاد المشنوق، ربما اراد ان يوجه رسالة الى كل الحكام، وفي طليعتهم رؤساء الوزراء، بأن البقاء لله وحده، وبأن تداول السلطة في لبنان شأن يميز هذا البلد عن غيره في المحيط العربي الواسع من شواطئ الاطلسي الى أقدام الخليج. لو كان رفيق الحريري حيا اليوم وهو يشهد &laqascii117o;ثورة الياسمين"والغضبة الشعبية على الحكام من تونس الى مصر والاردن واليمن، لكان تمنى ان يكون في صفوف المعارضة....حبذا لو ان الرئيس سعد الحريري يستعيد تجربة والده الشهيرة، فيخرج برحابة صدر من سطوة الشعار الذي يأسره في هذه الايام عبر مقولة &laqascii117o;أنا أو لا أحد"، خصوصا أنه في موقع اكثر قوة بكثير مما كان عليه والده مع بداية عهد الرئيس لحود، الا اذا كان خائفا من نجاح الرئيس نجيب ميقاتي في مهمته وهو ما نتمناه للرئيس المكلف، ويتمناه كل لبناني حريص على وطنه ومستقبل ابنائه، لأن الاشخاص زائلون، والبقاء لله والوطن. لعل أهم ما يحتاجه سعد الحريري في هذه المرحلة هو فترة تأمل ومراجعة بعيدا عن الاصوات المنادية بالويل والثبور وعظائم الأمور من الذين ورطوه في طرابلس، وكادوا يورطون البلد في فتنة اين منها &laqascii117o;حرب صفين" التي استحضرها بعضهم خبثا من اعماق التاريخ
- 'الاخبار'
إسرائيل: ما يحصل في لبنان نتيجـة لفشل 2006
يحيى دبوق:
أطلقت إسرائيل، أمس، جملة من المواقف الدالة على بدء التكيّف القسري مع مستجدات الساحة الداخلية في لبنان، رغم إقرارها بأنّ ما يجري يعزّز مكانة أعدائها وقدراتهم. وقال عضو الكنيست عن حزب الاتحاد القومي اليميني، اريه الداد، إن &laqascii117o;حزب الله بات صاحب البيت الحقيقي في لبنان، ويحاول الإمساك بالعصا من الوسط. فمن جهة، الحزب منظّمة إرهابيّة تقاتل إسرائيل وتنضوي في محور الشر وتملك أسلحة لا يملكها الكثير من الدول. ومن جهة أخرى، لدى حزب اللّه أعضاء شرعيّون في النظام السياسي في لبنان". وأضاف: &laqascii117o;يُمنع على إسرائيل أن تفرق بين الدولة اللبنانية وحزب الله، ويجب أن يكونا أهدافاً مشروعة في أي مواجهة مقبلة". ووضع الداد شروطاً أمام اللبنانيين، وقال: &laqascii117o;لا يمكن أن يعفي لبنان نفسه ممّا يقوم به حزب الله وأن يتمايز عنه، وعليه أن يُخرج هذه المنظمة الإرهابية عن القانون، وأن يفصل نفسه عنها كلياً، ويجب أن يكون في لبنان سلاح واحد وجيش واحد وسلطة واحدة، وإلا فعلى الحكومة اللبنانية أن تتحمل مسؤولية كل ما يحدث في هذا البلد". بدوره، قال عضو الكنيست زفولون أورليف، إن &laqascii117o;إسرائيل لا تعادي لبنان ولا تعادي حكومته، فلا صراع أو مشكلة خطيرة بينهما، إلا أن المشكلة في هذا البلد تتمثل في حزب الله الذي بات هو الحاكم الحقيقي في لبنان، يُسقط الحكومة ويؤلف أخرى، ويده هي العليا في الساحة الداخلية". وأضاف: &laqascii117o;صحيح أن لبنان لم يوقّع على ميثاق إعلان دولة إسرائيل، لكنه يختلف كثيراً عن حزب الله الذي يمثّل تهديداً استراتيجياً للدولة العبرية، ولن يكتفي إلا بتدمير إسرائيل".
من جهتها، رأت صحيفة &laqascii117o;إسرائيل اليوم"، المقرّبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن &laqascii117o;ما حصل في لبنان هذا الأسبوع، هو نوع من الضمّ واحتلال دولة من دون عنف، تماماً كما حصل مع النمسا خلال الاحتلال الألماني عام 1938، لكن من دون عرض عسكري للجيش الإيراني في لبنان"، مشيرة إلى أن &laqascii117o;الوقائع قاسية، لكنها تنطوي على فوائد، فلا حكومة برئاسة (رئيس الوزراء السابق سعد) الحريري الذي كان يبث الأمل في واشنطن كما لو أن بإمكانها الاعتماد عليه، ما يعني أن بإمكان الولايات المتحدة أن تتراجع عن إرسال السلاح المتطور للجيش اللبناني، وبالتالي لن يُستخدَم ضدنا".
وكتب معلق الشؤون السياسية في الصحيفة، دان مرغليت، أن &laqascii117o;حرب لبنان الثانية (عام 2006) كانت مبررة، لكنها خيضت بِطَيْش، وكان لضعف الجيش الإسرائيلي في ميدان القتال، وضعف الغرب على الحلبة الدبلوماسية، الدور الحاسم في تغيير وجه بلاد الأرز، فإسرائيل لم تقض على منظمة (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، وأبقته في وضع خطير، عليها وعلى الدول المجاورة، وحوّلته إلى نمر جريح، بينما تبيّن أن الغرب نمر من ورق".
وعن نتائج حرب 2006، قالت الصحيفة إن &laqascii117o;ادعاء رئيس الحكومة (الإسرائيلية الأسبق) إيهود أولمرت، أن الحرب الفاشلة قد أنتجت ردعاً، لا يتماشى مع الوقائع. فالقرار 1701 لا يمكن الاعتماد عليه، وحزب الله يسيطر على لبنان، والتوقعات التي أشارت إلى أنه غير معني بتأليف حكومة في لبنان، ظهر كذبها"، مضيفة أنه &laqascii117o;حسب الوثائق المسرّبة من ويكيليكس، قال رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، إن هناك جانباً إيجابياً في سيطرة حماس على قطاع غزة، لأنها ستشعر بأنها مسؤولة، وستتغير تصرفاتها، لكن من الصعب على وريثه، اللواء أفيف كوخافي، أن يقول الهراء نفسه عن لبنان، في أي وثيقة سرية قد تكشفها الأيام".
أما الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، يعقوب عميدرور، فقال إن &laqascii117o;مصير لبنان قد حسم قبل سنوات... وحزب الله يسيطر من دون وجود أي قوة حقيقية تقف ضده. أما الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا، وكذلك إسرائيل، يكتشف أنّ من ليس مستعداً لبذل المال والأنفس، سيختفي عن خريطة المؤثرين في دول المنطقة".
- 'اللواء'
طائفة العملاء قراءة في تعاطي القوى السياسية مع ملف العمالة للعدو!
فادي شامية:
من يتابع ملف التعامل مع العدو الإسرائيلي يجد عدة ملاحظات لافتة في كيفية تعامل القوى السياسية مع هذا الملف؛ فثمة قوى تلتزم بالفعل موجبات اعتبار الملف وطنياً؛ يجب عدم إقحامه في أتون الصراعات السياسية، لكن ثمة قوى أخرى لا تتورع عن إقحام كل شيء في الصراع السياسي، بما فيها هذا الملف&bascii117ll;...استغلال ملف العمالة للعدو لا يقتصر على هذا الحد؛ ففي حالات كثيرة شُنت حملة إعلامية، تبعها حملات سياسية، بناءً على معلومات غير دقيقة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، تعرض وزير الدفاع الياس المر ?من ضمن الهجوم المركز عليه منذ مدة لأسباب سياسية- إلى نشر معلومات ذات علاقة بكيفية تعاطيه مع أحد العملاء، بقصد الإساءة إليه، حيث رُوّج أن الوزير الياس المر طلب من قائد الجيش <التمهل> في توقيف العميد غسان الجد، ما أدى إلى فراره، وهي معلومة نفتها مديرية التوجيه في الجيش ببيان صدر عنها، دون أن يوقف ذلك الحملة على المر، والتي اتخذت أشكالاً عدة، من بينها الترويج لوجود خلاف بينه وبين قائد الجيش، وهو ما نفاه الاثنان معاً. أما رابع الملاحظات؛ فهي المحاولات الدؤوبة للدخول على ملف المحكمة الدولية، من خلال ملف العملاء، تارة بادعاء أنهم سهّلوا للعدو الإسرائيلي تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري، بدلالة وجود العميد غسان الجد في مسرح الجريمة كما قال السيد حسن نصر الله، في محاولة منه لاستباق حكم المحكمة الدولية، وتارة بادعاء أن العملاء تلاعبوا بـ <داتا> الاتصالات، بدلالة اكتشاف عمالة موظفين في مجال الاتصالات (شربل قزي وطارق الربعة وغيرهما)، في محاولة استباقية للانقضاض على قرينة الاتصالات، كأحد قرائن القرار الاتهامي المرتقب، وتارة بالترويج لاعترافات، لم يثبت حدوثها، لموقوفين بتهمة العمالة (أو الإرهاب)، بهدف دعم نظرية وقوف جهة أصولية، أو المخابرات الإسرائيلية وراء الاغتيالات، قبل أن تقول المحكمة الدولية كلمتها...