قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 3/2/2011

ـ 'السفير'
بعد وقوع فريقها على خط الزلزال السياسي.. وتبدل الأولويات الأميركية
هل سلاح المحكمة لا يزال صالحاً للاستخدام في لبنان؟
نبيل هيثم:

حتى ما قبل الياسمين التونسي ومن ثم المصري، كانت الولايات المتحدة ترفض الاستجابة لمحاولات فرنسية وقطرية وتركية لإخراج المحكمة الدولية من ساحة الاستثمار الاقليمي والدولي، ولم تكن خافية على أحد البصمات الاميركية في تعطيل التسوية السورية السعودية، خلال رحلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الى واشنطن.
ولكن ماذا بعد المشهد المليوني الأول من نوعه في تاريخ مصر والعالم العربي؟ هل ما زال التعامل الغربي وتحديدا الأميركي مع المحكمة ثابتا، وهل ما زالت تشكل سلاحا دوليا مجديا وقابلا للاستخدام في اللعبة اللبنانية، وهل هناك فرصة لاستخدام هذا السلاح، وهل الظروف الدولية والاقليمية مؤاتية لذلك، وهل المايسترو الاميركي يستطيع أن يستمر في إدارة المحكمة بالوتيرة الهجومية ذاتها ضد المقاومة، ام ان المتغيرات الكبرى في المنطقة ستفرض عليه الاقتناع بأن معركة المحكمة معركة خاسرة حتما وان الاستمرار فيها معناه مراكمة خسارة إضافية وتعليقها على حبل الخسائر الاميركية الممتدة من أفغانستان الى العراق مرورا بمصر؟
تجد في محيط الرئيس سعد الحريري من يرفض القبول بفكرة ان المحكمة قد تتأثر بالمتغيرات التي تشهدها المنطقة، بل على العكس، هناك من ينتظر خطوات سريعة من المحكمة وفي طليعتها إصدار القرار الاتهامي والرهان على أن مضمونه سيحدث انقلابا حقيقيا في لبنان وربما أبعد منه. على ان أكثر ما يتمناه هؤلاء هو صدور القرار الاتهامي قبل الرابع عشر من شباط الجاري لعله يتوّج التحرّك الشعبي الذي يحضر له الحريري وفريقه في الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وليس خافيا أن تلك التمنيات محكومة بمنطق الثأر من إسقاط الحكومة وإبعاد رئيسها عن السلطة.

في المقابل، يقول مرجع قانوني، انه لو كان مسار المحكمة مسارا قضائيا وجنائيا يرتكز على القانون الدولي العام وعلى أعلى معايير العدالة الدولية، لاستمر عملها دونما تأثر بأية عوارض جانبية مهما كان حجمها، سواء حصلت على مستوى لبنان أو على مستوى المنطقة، لكن تجربة التسييس منذ يومها الأول حتى الآن، تشير الى أن رياح المتغيرات ستلفحها، وستفرض تبدلات في مسارها أو تعديلات تبطئ من اندفاعتها، خاصة أن أولويات مرجعيتها السياسية الدولية، باتت في مكان آخر غير لبنان.
واللافت للانتباه حسب المرجع القانوني، انه حتى لو صدر القرار الاتهامي، فإن هذا الصدور يعادل &laqascii117o;الصفر" من حيث القيمة القانونية والقضائية، وأن المحكمة الدولية وان كانت قائمة بقرار من مجلس الامن، فإن مفاعيلها اللبنانية قد انتهت بالكامل، ولكن ما يبقى هو الإخراج، وسلسلة خطوات بهذا الاتجاه، والكل يعلم أن ثمة توجهاً حقيقياً لتعديل بروتوكول المحكمة وسحب القضاة ووقف التمويل.
يتقاطع هذا الرأي القانوني مع جملة ملاحظات سياسية حول ما يصفه مرجع سياسي كبير &laqascii117o;التراجع الحكمي" للمحكمة بناء على ما يحصل في لبنان والمنطقة:

الأولى، ان الضربة الاستباقية التي وجهتها المعارضة في لبنان ومن خلفها سوريا بإسقاط حكومة سعد الحريري تكاد تحمل في طياتها إعلانا رسميا غير مباشر بانتقال لبنان من موقع سياسي إقليمي الى آخر، أي أن لبنان الرسمي قد أخرج من الفلك الاميركي وان تشكيل الحكومة الميقاتية الثانية سيتم بمعزل عن الاميركيين وإملاءاتهم.
الثانية، ان الاميركيين الذين سبق لهم أن حرضوا عشية أحداث &laqascii117o;7 أيار" من خلال قوة الدفع التي وفروها دوليا وعربيا للقرارين الشهيرين لحكومة فؤاد السنيورة في 5 أيار 2008، عادوا وتسببوا بالضربة الاستباقية التي تمثلت بإقالة الحريري في 12 كانون الثاني بعد إجهاضهم التسوية السورية السعودية، وهم بدأوا بالتكيف مع الوقائع الجديدة وبإعادة تطويع مصالح الولايات المتحدة على أساس تلك المتغيرات، وثمة إشارات كثيرة في هذا الاتجاه، ووصل البعض منها الى الرئيس المكلف، سواء مباشرة أو عبر الدبلوماسيتين الفرنسية والبريطانية.

الثالثة، الوهن السياسي الذي أصاب الفريق اللبناني للمحكمة، وبالتالي افتقاد الاميركيين، الأدوات اللبنانية التنفيذية والفاعلة لمواكبة أي إجراء يمكن أن يصدر عن المحكمة الدولية وفي مقدمها القرار الاتهامي. ومن الاكيد أن لبنان سيدير ظهره لتلك الاجراءات، وسيتجه الى اتخاذ إجراءات حكومية لنزع مخالب المحكمة الدولية.
الرابعة، التطور الجذري في موقف الراعي السعودي حول المحكمة، سواء في طرحه مسودة التسوية السورية السعودية والنص فيها صراحة وبقلم سعودي على إلغاء مفاعيل المحكمة الدولية باسترداد بروتوكول المحكمة وسحب القضاة اللبنانيين ووقف التمويل، أو من خلال مباركة الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان على أنقاض حكومة سعد الحريري، ولأجندة الحكم التي سيعتمدها ميقاتي والتي تشمل خطوات معينة نحو المحكمة. ومن الواضح هنا أن المملكة لم تعد تشكل الظهير الخلفي والغطاء لتلك المحكمة.  الخامسة، وقوع كل الساحات العربية الحليفة للمحكمة على خط الزلازل السياسية وتدحرج كرة النار حصراً في الساحات المصرية والأردنية، فضلاً عما أصاب الحواس الخمس السعودية، بعد إعلان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الانسحاب من جهود الوساطة المتعلقة بلبنان.


ـ 'نهار الشباب'

طلاب أجانب على مقاعد جامعاتنا يختبرون الحياة اللبنانية... حتى السياسية
طوني يتابع إحياء مراسم عاشوراء في النبطية.

لا يسع المار في بيروت، ولا سيما في شارع الحمرا، إلا ملاحظة كمٍّ لا يستهان به من الشباب الأجانب الذين يجوبون الطرق. قد يعتبرهم البعض سياحاً، إلا أن غالبيتهم طلاب في الجامعات اللبنانية. عادة نسمع عن لبنانيين يقصدون أميركا وأوروبا للتخصص في مجال معيّن، لكن أن يأتي فرنسي أو إنكليزي أو إسباني للتعلم في جامعاتنا التي يعتبرها كثر دون مستوى نظيراتها في الغرب، أمر لافت حرّكنا للبحث عن الدوافع الأساسية لهؤلاء الطلاب لترك جامعاتهم الأجنبية والتوجه منها إلى الجامعات اللبنانية. لكن المختصر المفيد الذي خلصنا إليه، ان لبنان على علاّته، بزحمة السير الخانقة والسياسة الفاسدة والتلوث والفوضى... هو للشباب الأجانب 'بلد رائع'، ومنهم من يرغب في اختياره وطنا بديلا يكمل فيه درب الحياة والعمل رغم كل مشكلاته السياسية والإجتماعية التي عددها هؤلاء كما لو كانوا من أبناء البلد... فكيف يفكّر هؤلاء الطلاب؟ وما هي انطباعاتهم عن لبنان؟

'أحب إسبانيا لكني أفضّل لبنان'
وصلت الإسبانية آنا إليانتي وزميلها طوني سانشيز إلى موعد المقابلة بحماسة، ويبدو على آنا اندماجها بالأجواء اللبنانية إذ كانت تضع خاتما عليه ليرة لبنانية وعلى معصمها وشمت 'لبنان' كبيراً ومزخرفاً. تدرس آنا وطوني الترجمة في احدى الجامعات الاسبانية، ونظراً الى برنامج التبادل الطالبي الذي تطبقه جامعتهما، ينجزان سنتهما الرابعة في جامعة القديس يوسف. تتكلم آنا الفصحى في شكل جيد 'درستها ثلاث سنوات في الجامعة في مدريد وأتيت إلى لبنان بداية الصيف الماضي بعدما نلنا من الجامعة منحة للسفر إلى الخارج وتعلم العربية والتحدث بها. أردنا الذهاب إلى بلد عربي والوحيد المتوافر كان لبنان'. تحب آنا لبنان كثيراً 'الحياة هنا مختلفة عن إسبانيا، وأفضل صراحة العيش هنا، فالناس لطفاء والجو مرح، على عكس إسبانيا حيث كل شيء جدي... أحب تعامل الناس معي فأنا لا أجيد العامية ولكنهم يبذلون جهدا ليفهمون علي... في لبنان فوضى جميلة'.
(...) كانت عاشوراء الحدث الأكثر تأثيرا على طوني 'لاحظت طوال عشرة أيام ان زملاء في الجامعة يلبسون الأسود، فسألت عدداً من الرفاق وقالوا لي إنهم يلبسون الأسود لمناسبة عاشوراء فقررت المشاركة مدفوعاً بحشريتي'. أضاف: 'انطلقت مع آنا وصديقتين اسبانيتين في السادسة صباحا إلى محلة الكولا ومن هناك أخذنا الباص في اتجاه النبطية. الحقيقة اننا خفنا كثيرا بعدما رأينا عددا كبيرا من الناس يرتدون اللباس الأسود ويحملون السيوف ودماؤهم تملأ المكان. ما صعقني كان مشهد تصوير الآباء لأولادهم وهم ينزفون وكانوا يفاخرون بذلك... غادرنا إلى بيروت في نهاية اليوم الطويل وتفاجأنا برؤية الناس يوزعون الطعام مجانا فأكلنا وغادرنا فوراً. لم أتوقع أن أرى هذا المشهد في لبنان إنما في دول أخرى كإيران'.
أما آنا فتأثرت بأوجه التناقض الكبير الذي لمسته بين 'فقراء ومشردين مقابل الثراء الفاحش الظاهر في الوسط التجاري، علماً ان ثمة فقراء التقيناهم في الفندق المتواضع الذي أقمنا فيه عندما وصلنا، ليسوا أشخاصاً غير مثقفين فقد تحدث معي احدهم بعربية طلقة لا يجيدها الزملاء في الجامعة'.
اختلف طوني وآنا على مسألة العودة النهائية إلى إسبانيا، فهي تقول: 'لسوء الحظ أنا مضطرة للعودة حتى أحصل على شهادتي ولكنني سأعود لأعمل وأعيش هنا'. أما طوني فأحب لبنان 'كثيراً... لكن لا بعد من العودة'.
ويبدو وفق آنا أن الاسبان 'لا يعرفون موقع لبنان على الخريطة، وأنا شخصيا كنت أعتقد أن لبنان بلد عربي مسلم خالٍ من الحرية، نساؤه محجبات والتنزه في شوارعه خطر'. وأوضح طوني أن 'فكرتنا السابقة عن لبنان كبلد عربي تأثرت بالصورة التي كوّناها عن العرب المغاربة في إسبانيا، فهم يأتون للعمل عندنا ويثيرون الشغب ويسرقون لأنهم فقراء، لكن طبعا لا نتهم كل المغاربة بذلك، لكن البعض في اسبانيا يقولون: لا تأمنوا عربياً'.
أما الصورة الجديدة فهي لـ 'بلد حضاري وملابس الناس عصرية وعلى الموضة، لكنه انفتاح شكلي لان اللبنانيين متمسكون بتقاليدهم وعقائدهم، فلا يمكن انتقاد دينهم أو حزبهم. لا أعتقد أنهم يتمتعون بحرية داخلية فهم منغلقون على أنفسهم'. ويضيف طوني: 'أكره التلوث في لبنان فهو خانق ويتعذر على الفرد التنفس، وأتعجب كيف لا تحافظون على هذه البيئة الرائعة... هذا مؤلم'.
بدورها اختصرت آنا لبنان بأنه 'بلد صغير فيه بحر وجبل وساحل يجمع بين ثقافات متناقضة، ففي الجامعة فتيات جميلات يتكلمن الفرنسية ويلبسن على الموضة، وفي الشارع أو سوق الأحد فقراء عاديون لكنهم مثقفون ويمكن أن نتحدث معهم عن الشعر العربي وتاريخ الأندلس'.
وقال طوني 'غريبة ظاهرة انتشار صور (الامين العام لـ 'حزب الله' السيد) حسن نصر الله في كل مكان حتى على أغراض الأطفال'. وأضافت آنا 'كنت اعتقد أن حزب الله حزب إرهابي ولكنه لا يبدو كذلك أبدا'.


ـ 'الشرق الأوسط'

إيران: انضمام جنرال الحرس الثوري محمد رضا مادهي إلى المعارضة

إيران ليست حالة استثنائية، ذلك أن تحركا جذريا بدأ هو الآخر فيها، واليوم الخميس تسجل حركة &laqascii117o;الموجة الخضراء" المعارضة التي أسسها رجل الأعمال الإيراني أمير جاهنشاهي ضربة مهمة في قلب نظام محمود احمدي نجاد مع إعلان أحد كبار جنرالات الحرس الثوري محمد رضا مادهي انضمامه وشبكته الواسعة إلى الحركة المعارضة بهدف قلب النظام. أهمية الجنرال مادهي انه يأتي من أعلى المناصب في الدولة، إن كان من الحرس الثوري أو الجيش أو رجال الدين أو وزارة الاستخبارات. بصفته الممثل الشخصي للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، ترأس &laqascii117o;اللجنة 111 من الدستور" (لجنة التحقيق)، وكان المستشار الخاص لخامنئي في الشؤون السياسية والأمنية.
ينبثق عن &laqascii117o;اللجنة 111" لجنتان. الأولى: لجنة تقوية النظام ومنع إضعافه وتهتم بالإشراف ومتابعة كل نشاطات المنظمات التابعة لخامنئي وكل وزارات الدولة وتنسق عمل الأجهزة الأمنية. ومن العام 1996 وحتى 2008 كان الجنرال مادهي على رأسها. الثانية: لجنة تحقيق الأهداف قصيرة وطويلة الأجل للنظام وتضم 14 آية الله وخبيرين كان أحدهما الجنرال مادهي الذي لم يكن فقط على اتصال يومي بخامنئي بل أيضا بكبار شخصيات النظام وعلى الأخص كبار رجال الحرس الثوري.
غادر إيران عام 2008 بملء إرادته وظل على اتصال بخامنئي وابنه مجتبى إلى أن وقع انقلاب أحمدي نجاد (2009)، عندها انشق مادهي عن النظام وبدأ يفكر مع شبكته الداخلية الواسعة والمتشعبة بتغيير النظام بعدما وصلوا إلى قناعة بأن إصلاح النظام لن يحصل.قرروا عدم الاعتماد على قوة خارجية، وعرفوا أن التغيير لن يكون سهلا بل بالقوة، في تلك الأثناء جاء إعلان جاهنشاهي بأنه يريد تغيير النظام بمساعدة إيرانيين من الداخل، وأنه لن يتوقف عند ماضيهم إذا أرادوا مساعدة الشعب على استرداد حريته.

بعد ستة أشهر من المفاوضات اتفق الطرفان ووافق مادهي على ان يضع شبكة علاقاته واتصالاته إلى جانب جاهنشاهي والعمل معا للإطاحة بالنظام من دون خطر الفراغ في السلطة.
لدى جاهنشاهي قناعة بأن قيادة المعارضة الإيرانية تكون من الخارج، لكن لا يمكن تغيير النظام من دون مساعدة أناس من داخل النظام وبالذات من دون دعم الحرس الثوري ومن دون حيادية رجال الدين، لأن 70 % من الشعب الإيراني متدينون وسيصغون في &laqascii117o;اليوم المحدد" لتوجيهات مراجعهم الدينية.
مع انضمام الكثير من شخصيات النظام الحالي إلى حركته، يتابع جاهنشاهي التحركات في تونس ومصر، يرى أن الجيش أسقط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأن المشكلة هناك أن المعارضة لم تكن مهيأة للتغيير &laqascii117o;وهذا عكس ما أعمل عليه. منذ آذار (مارس) الماضي قلت إنه يجب على الشعب الإيراني عدم النزول إلى الشارع، لأن علينا أولا إضعاف النظام وعندما يصبح كل شيء جاهزا، نقوم بالثورة. ويضيف: الثورة في إيران ستكون مختلفة عما يحدث في مصر".

نتوقف في الحديث عند محمد البرادعي، العارفون بخلفياته يقولون إنه مقرب من النظام الإيراني ومن الرئيس أحمدي نجاد. (وهنا يكمن خطره). وكان لوحظ كيف حيا رئيس البرلمان الإيراني محمد جواد لاريجاني &laqascii117o;الثورة" في مصر وتونس، وخرجت مظاهرات في طهران عندما ظهر البرادعي مع المتظاهرين في القاهرة.
يؤكد جاهنشاهي نجاح حركته في التسلل إلى إدارات الدولة، بعدما نجحت في استقطاب العديد من أفراد السلك الدبلوماسي في الخارج، وقد طلبت الحركة من كثيرين البقاء بمناصبهم لتزويدها بما يجري في الداخل. صارت الآن موجودة في الجيش والحرس الثوري والهيئات الدينية والتلفزيون، يقول: &laqascii117o;عندما ننهي هذه المهمة سنوجه حركتنا صوب النظام، وعندما نتأكد من زعزعته من الداخل، نطلب من الناس النزول إلى الشارع، فالثورة في إيران لن تكون صدفة لأن النظام الإيراني قمعي ومستفرس، نهيئ كل خطوة لما بعد الثورة".
هناك اعتقاد لدى المعارضة الإيرانية بأنه ما لم تحدث ثورة جذرية في إيران وتتم الإطاحة بالنظام، فإن الخطر الذي يهدد كل الدول العربية هو أن بديل الأنظمة الحالية سيكون أنظمة إسلامية. &laqascii117o;بعد تغيير النظام في إيران، اذا ما وقعت تغييرات في العالم العربي ستكون كلها ديمقراطية. لكن إذا حدث التغيير الآن فإن الإسلاميين جاهزون للانقضاض". يضيف: &laqascii117o;على المدى القصير لا يوجد خطر في مصر فالأمل أن يسيطر الجيش، لكن بعد سنة أو أكثر، اذا ظل النظام الإيراني قائما فإن الخطر سيزحف على العالم العربي".

لكن كيف ستخضعون النظام؟ يشرح جاهنشاهي: &laqascii117o;أحمدي نجاد وناسه فاسدون، يستعملون قطاع الطاقة في إيران وأموال الشعب لمصالحهم الخاصة ولعائلاتهم ولتصدير الثورة بتمويل الحركات الإرهابية في العالم العربي. في الأشهر الإثني عشرة المقبلة، فإن المقاومة الوطنية الإيرانية العاملة داخل إيران ضمن شبكتنا ستهز استقرار النظام في قطاع النفط بكل الوسائل، لن أعطي تفاصيل عما سنفعله، لكن أستطيع أن أؤكد رسميا أنه في الأشهر الإثني عشرة المقبلة سيرى العالم كيف أننا سنعقّد حياة النظام لمنعه من سرقة أموال الشعب التي مصدرها النفط". وأسأله: &laqascii117o;هل ستنسفون آبار النفط الإيرانية؟" يجيب: لن نقوم بأي عمل ضد مصالح الأمة الإيرانية لكننا سنحرر الشعب الإيراني، ويضيف: &laqascii117o;أنا والناس الذين يعملون معي من داخل النظام نعتقد بأن الطريقة الأفضل لإضعاف النظام ومن ثم إسقاطه تكون بإنهاك مصادر تمويله أي الطاقة".
في كل أحاديثه يركز جاهنشاهي على دعم الحرس الثوري ودعم وحيادية المؤسسة الدينية. والخطة انه عندما يتحرك الناس يقوم الحرس بانقلابه ضد النظام ويساهم بنقل إدارات الدولة لمصلحة المعارضة تتحمل الحكومة الانتقالية تسيير شؤون الدولة &laqascii117o;وسنكون السلطة الوحيدة المسؤولة، كل ذلك حتى لا يحدث فراغ في السلطة.. الضمانة؟ الشعب الإيراني لن يقبل أن يقدم الحرس الثوري على انقلاب ويسيطر على السلطة".
كل الاتصالات والمعلومات التي تصله من داخل إيران وبالذات من الحرس الثوري تؤكد له أن لأحمدي نجاد مشروع حرب في المنطقة، فهو يريد، اذا لم يوقفه احد، إنشاء &laqascii117o;الإمبراطورية الإسلامية" تحت سيطرته، وإقامة دول تابعة له في كل المنطقة تلتزم بتوجيهات الدولة الكبرى (إيران). كل أناس النظام صاروا يعرفون أن النظام الحالي - آجلا أو عاجلا - ذاهب إلى الحرب، وسيجر أميركا والغرب، فإذا دخلت هذه الدول فهذا يعني سقوط النظام. لهذا السبب، فإن كثيرين داخل النظام وبالذات داخل الحرس الثوري وصلوا إلى قناعة بأنه إذا لم يتم تغيير النظام والإطاحة بأحمدي نجاد، فإنهم - آجلا او عاجلا - سيخسرون كل شيء.

لكن ماذا عن رجال الدين؟ منذ اشهر بدأت المفاوضات بينه وبين أعلى المراجع الدينية داخل إيران. كلهم يعتقدون بأن احمدي نجاد يشكل خطرا على نهجهم الديني، وباتوا يدركون وعلى أصعدة مختلفة، أن فصل الدين عن الدولة هو الطريقة الوحيدة لحماية الدين، يقول جاهنشاهي: &laqascii117o;بعدما أعلنت عن تحركي في آذار (مارس) الماضي، اتصل بن عدد من رجال الدين. وما أحاول عمله الآن أن نضع على الطاولة كل عناصر الخلاف ونحولها إلى قوة موحدة لقلب نظام الحكم، كي نصل إلى &laqascii117o;اليوم المحدد" ويكون فيه أعلى المراجع الدينية في إيران ملتزمين بفتح الطريق للشعب الإيراني لتغيير النظام. اليوم أستطيع أن أؤكد أن لدينا دعم جزء كبير من الحرس الثوري ومن رجال الدين". لا يرغب جاهنشاهي بأي مساعدة من الغرب وبالذات من أميركا". بعد 600 مليار دولار في العراق وصل رئيس وزراء (نوري المالكي) قررته إيران. أميركا لا تفهم المنطقة وشعوبها، لا تفهم مخارفنا أو آمالنا. سنغير النظام في إيران ومستعدون لدفع الثمن".

لديه قناعة بأن مفتاح السلام والحرب، ومفتاح الديمقراطية والديكتاتورية في المنطقة بين يدي إيران. يرى أن الدول العربية تعرف مثله أن أحمدي نجاد خطر على كل المنطقة. أيضا لا يريد مساعدة أو دعما أو مالا، ويؤكد أن تغيير النظام في إيران لن يكون خطرا على جيراننا، يضيف: &laqascii117o;كان انهيار جدار برلين نهاية الشيوعية في العالم. هكذا فإن انهيار نظام الجمهورية الإسلامية في إيران سيكون نهاية خطر الأصوليين في العالم، سيقول الشعب الإيراني للدول العربية، كنا هناك ونعرف أن النظام الإسلامي ليس الحل".
إن انضمام الجنرال محمد رضا مادهي هو غيض من فيض مقبل ومدروس، وفي هذه الحالة قد تكون الثورة الإيرانية المقبلة استثناء!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد