ملخص صفحات القضايا في الصحف اللبنانية لهذا اليوم 16/11/2007
جريدة السفير / قضايا وآراء
المقال: فراغ في النظام لا في الرئاسة
الكاتب : حسام عيتاني
- يعتبر الكاتب أن روافع الهيمنة السورية التي عملت السلطات السابقة على تكريسها قد انهارت بعد الانسحاب السوري، من دون أن تنجح أي من القوى المحلية في إظهار القدرة على الحلول مكان تلك الهيمنة. وهنا مكمن الصراع وبيته.... فمن المجهولات الكبرى، على سبيل المثال، هي الوجهة التي ستعتمدها المعارضة في تسوية الأزمة الاقتصادية ـ الاجتماعية. وتكفي الإشارة الى أن التقليل من خطر النكبة التي نزلت بالوسط التجاري تشي بأن المعارضة لا تنقصها مهارات المراوغة والكذب عندما يتعلق الأمر بالبحث عن تفسيرات لما لا يمكن تفسيره.
- الحق ان مواطنا لبنانيا لم ير الى جانب الاتهامات بالفساد التي أطلقتها المعارضة في حق بعض قادة الأكثرية ـ وهي اتهامات تنتظر تحقيقات طويلة ومكثفة لتمتلك حدا أدنى من المصداقية، ولم يتبرع أي من دهاقنة الاقتصاد المعارضين في شرح كيفية إدارة الاقتصاد اللبناني عندما تنتصر الممانعة. أعلى ذات النهج الذي سار اقتصادنا عليه أيام الوصاية السعيدة؟ لم لا؟ ...في المقابل، لا تبشر الورقة الإصلاحية التي عرضتها الحكومة أمام مؤتمر باريس ,3 بأي خير.
والفراغ السائد في تصور الطرفين المتقابلين في الملف الاقتصادي ـ الاجتماعي، يقدم لمحة مختصرة عن نظيره السياسي حيــث تبــدأ الآراء وتنتهي في بؤرة المراوحة والثبات 'المبدئي'.
جريدة السفير / قضايا وآراء
المقال: كي يبقى بوش رئيساً بعد 2008
الكاتب : سمير كرم
- ستجري الانتخابات الامريكية لعام 2008 (أو ربما لن تجري) تحت سحابة كثيفة من الغيم لم تظهر من قبل في سماء الديموقراطية الأميركية...فثمة احتمالا قد طرأ يقول بأن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جورج و. بوش هي بصدد الإعداد لانقلاب يتيح لها فرصة الاستمرار في السلطة بعد انتهاء ولايتها الثانية والأخيرة في كانون الثاني ـ يناير .2009
- في الحملة الانتخابية الحالية فإن الحديث هو عن انقلاب من الداخل انقلاب تريد به مجموعة المحافظين الجدد التي تحيط ببوش لكي أن تستمر في الحكم. لماذا؟ لان فترة الثماني سنوات التي يسمح بها الدستور ليست كافية لتنفيذ خططها الرامية الى تحقيق هيمنة كاملة على العالم.
- أن الغالبية الساحقة من العسكريين الأميركيين من كل الرتب تقف مع الجمهوريين من حيث الانتماء الحزبي باعتبار الحزب الجمهوري هو حزب اليمين. ومما لا شك فيه أن سياسات إدارة بوش ساعدت خلال سنواتها في الحكم، ساعدت على جعل الأمن القومي ايديولوجية السلطة الأميركية..
ولقد أصبحت القوانين المتعلقة بالأمن التي أصدرها بوش بموافقة الكونغرس مصدرا للشكوى من جانب المجتمع المدني ومنظماته ومن جانب الرأي العام ووسائط الإعلام على أوسع نطاق دون أن يهز هذا شعرة واحدة في رأس أي من مساعدي الرئيس... وقد أصبح واضحا أن السياسة الخارجية الأميركية تكتسب أكثر فأكثر طابعا عسكريا... بينما ازداد تهميش الدبلوماسية الأميركية...فهل يشجع هذا بوش على المضي في خطة انقلابية؟ ام انه يعني أن الأمور ستسير سيرها الطبيعي ؟ ام انه يعني، وهذا رأينا، أن الانقلاب قد وقع وان الرئاسة القادمة أيا كان اتجاهها ستبقي على سياسات بوش وتشيني والمحافظين الجدد بدون حاجة لبقاء هؤلاء الأشخاص.
جريدة السفير / الصفحة الاولى
المقال: خطاب السيد نقاش حول الدولة والمقاومة
الكاتب : الفضل شلق
- يعتبر الكاتب ان نمط التدخل (تدخل الدول) معروف وإن تغيّرت إشكاله. ...وان المناعة الوحيدة في وجه التطورات هي في بناء الدولة. ونحن مضطرون للعيش سويا عن طريق تسوية...
- عندما ازداد إنكار قريش لدعوة الرسول الكريم، انتقل الى المدينة؛ أسس الدولة بناء على عهد المدينة؛ وهو الدستور الذي عقده بين عشائر المدينة والعشائر اليهودية حيث ان الدولة جاءت اولاً وفي اطارها تكونت الامة.
في فيتنام، ربما كان احد اهم عوامل انتصار المقاومة هو ان لها دولة في فيتنام الشمالية. والبلدان التي خاضت حروب تحرر وطني دون دولة كان هدفها تشكيل دولة لتستطيع الانتقال من مرحلة التحشيد حول مقاتلة العدو الخارجي الى بناء المجتمع داخلياً..
- في لبنان، يخطئ من يظن ان تحجيم المقاومة سيكون مصدر قوة للبلد. الإشكالية الحقيقية هي تعميم المقاومة لا تقليصها. حالة الحرب المعممة في المنطقة تحتم ذلك...ان تعميم المقاومة يجب أن يكون برنامج الدولة. وعلى المقاومة ان تطرح برنامجاً للدولة. ليست الشراكة ان يهتم كل فريق بجماعته بل ان يهتم بكل الدولة. عندها فقط نتحول من مجموعة أقليات (طائفية) الى اكثريات (وطنية).
- في التسعينات كانت المقاومة تواجه العدو الاسرائيلي، في ظل انقسام حاد حول شرعيتها ومشروعيتها؛ وكان المشروع الحريري يبني الدولة مما وفر حماية لمشروع المقاومة. لكن المشروعين لم يتوحدا. بدأ المشروعان يتقاربان في العام ,2003...
- كانت حرب تموز 2006 محاولة لاستفراد المقاومة. وكان على المقاومة ان تقوم منذ التحرير عام 2000 بطرح برنامج وطني لكل لبنان، برنامج تنموي اقتصادي، اجتماعي، برنامج لتشكيل الدولة على اساس متين. ومن يقل ان ذلك صعب بوجود اسرائيل على الجانب الآخر من السياج، يكن الجواب عليه: اسرائيل بنت دولة رغم وجود العرب على الجانب الآخر من السياج (وفي داخلها ايضاً).ان وجود العدو الاسرائيلي ليس مسألة عابرة في وجودنا.
- لن نستطيع البقاء دون مقاومة، لكن المقاومة لن تستطيع البقاء هي ايضاً بعد التحرير عام 2000 دون الدولة. والإشكالية الاساسية بالنسبة لنا هي كيف تقدم المقاومة برنامجاً لكل الوطن، برنامجاً لا يقف عند الصراعات السياسية على السلطة.
- في كل دولة رجس. المقاومة تطهر من الرجس. لكن لا بد من رجس الدولة حتى تتوسع المقاومة وتتعمم. والامر غير مستحيل. نرى كيف تحولت ادوار الطوائف في المرحلة الاخيرة. المهمة المقبلة يجب ان تكون التحول من مجتمع المكونات الطائفية الى مجتمع المواطنين، الى مجتمع العاملين المنتجين الفاعلين. ...يستدعي كل ذلك تنويع أشكال المقاومة ومضامينها. وبذلك تخرج من عزلة فرضت عليها.
اخيراً، لقد تواطأ التاريخ ان يكون العرب امة لا دولة لها. في ذلك تصاب في مقتلها. آن الأوان لبناء دولة ولو على مساحة البلد الصغير لبنان، دولة مقاومة وعمل وإنتاج. وذلك من اجل ان تكون دولة تشكل الإطار الناظم للجميع.
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: 'التسمية' هي انتفاضة البطريرك ضد الفراغ من الفريقين
الكاتب : زياد الصائغ
- يعتبر الكاتب ان لبنان اليوم بل منذ ثلاثين عاماًليس هو... انزلقنا مع ذاك الخارج بدراية او طيش الاهم اننا جلدنا انفسنا بمازوشية مقززة. وآلمنا بعضنا بسادية وحشية. رقصنا الجثامين من أقصى اليمين الى اقصى اليسار. حتى الوسط نحرناه. على مدى ثلاثين عاماً، نهشونا وتناهشنا بنهم الالغاءات المتبادلة. أهدرنا الكثير من الفرص التسووية ولم نزل..
- هل تعوزنا 'قتالية' تتجاوز الاحباط واليأس؟ دون شك إنما ليس بسلاح التهويل التخويني، ومناورات المحاكاة الاستفرادية، اذ كلنا امسينا اسرى مراوغات تصفية تلو الاخرى، ولا من يتصدى!
- لأن هذه المرحلة كيانية بحسب ما وصفها استاذي الصديق جهاد الزين، لا بد فيها من مقاربة نبوية...كانت الكنيسة المارونية ولم تزل صوتاً صارخا...فيوم أسمت بكركي مقاطعة جلسة انتخاب رئيس للجمهورية مقاطعة للوطن ردوا: 'فلتقل ما تشاء. هذا من اختصاصنا عذرا'. وحين رفضت بكركي النصف زائدا واحدا اردفوا: 'هذا موقف سليم. نحن وراءه'. ربما حارت بكركي في ما تفعل.
- لا بد من استعادة لروح لاهوت التحرر. نريده مارونيا بامتياز. ومع حسنة ان تجمع بكركي من اتفق على توصيفهم بـ'الاقطاب'، يبدو الزاميا اقتراح مرشحين عدة دون مفاوضة الاقطاب انفسهم. ...ليس عاديا ان يحرر الدين السياسة. خصوصا في لبنان حيث اعتدنا ان يصادر السياسيون الدين طائفيا. تسمية سيد الصرح لن تتأتى توكيداً لفيديرالية الطوائف، اذ سيُمسي المسمّون، محكومين بالثوابت الوطنية لسيد الصرح. هكذا يتحرر المسيحيون من خوف البقاء مهمشين.؟...آن أوان اطلاق لاهوت تحرر ماروني الآن ينعكس تحرراً شيعياً وسنياً ودرزياً والا فعلى لبنان وآله السلام.
جريدة الاخبار/ ساحة رأي
المقال: الغائب الأكبر: العدل الاجتماعي في لبنان
الكاتب: اسعد ابو خليل
التجربة الشهابيّة : موضوع العدل الاجتماعي موضوع سياسي في لبنان. وقد تداخل في صلب الصراع الطائفي لارتباط الشحن الطائفي بالطبقي. وقد وعى فؤاد شهاب ذو الوعي والتحليل الطائفيين ارتباط التوتر الطائفي بمسألة العدل الاجتماعي، عندما تصدى لمسائل التنمية الاجتماعية لكن التجربة كانت محدودة الفعالية لأنها كانت محكومة بتحالفات الحكم الطائفية والسياسية...كانت الدولة الرأسمالية الحديثة في الغرب قد قدمت سلّات من الخدمات الاجتماعية، ليس عطفاً على الفقراء، بل لحماية الدولة من غضب الفقراء والعمال وثوراتهم...لكن الإصلاحات تعثرت وانشغلت الدولة اللبنانية بهمّ قمع الثورة الفلسطينية وبدعم ميليشيات اليمين الطائفي. وانصرف الحكم الشهابي الى أمر تصفية الصراعات بين الزعامات المارونية ..
الزمن الجميل : لبنان ما قبل الحرب الأهلية كان مشغولاً بهمّ العدل الاجتماعي والقضايا النقابية. كان هذا الزمن النقابي الجميل...لمّا تكن الدولة قد اهتدت الى وسيلة تنصيب عبد الله الأمين أو أسعد حردان وزيرين للعمل لقمع العمّال، ولمّا تكن الدولة قد وقعت أسيرة آل الحريري المصرّين على تطبيق أكثر النماذج وحشية من الرأسمالية وكانت القيادات النقابية ذات استقلالية نسبية، والثقافة الشعبية في لبنان لمّا تكن قد اهتدت الى حكمة محمد علي الجوزو والى الليبرالية الوهابية (ولمّا يكن الياس عطا الله قد تحول الى يساري سابق).
المرحلة الحريريّة : العدل الاجتماعي غُيّب رسمياً في المرحلة الحريرية على أثر &laqascii117o;إصلاحات الطائف" التي أقرّت رسمياً بحقوق الطوائف لا بحقوق الطبقات.. التزم رفيق الحريري الشأن الاقتصادي ـ الاجتماعي من قبل النظام السوري الذي نصّبه على صدور اللبنانيين. وفي الحريرية يغيب دور الدولة بالكامل عن شأن الخدمات الاجتماعية.
الحلف &laqascii117o;الفاوستي" (الدولة والمقاومة)
- في تلك الحقبة عقد حزب الله حلفاً &laqascii117o;فاوستياً" مع رفيق الحريري يتولى على أساسه رفيق الحريري ملف الاقتصاد بالكامل، فيما يتولى حزب الله همّ المقاومة والتحرير. والاتفاق كان مختلاً في أصله وأساسه. فرفيق الحريري، والنظام السوري من ورائه، أراد أن يحصر المقاومة طائفياً. كان على الحزب، غير العلماني، أن يصر لأسباب وطنية وعملانية ومبدئية ـ بالإضافة الى أسباب تتعلق بمصلحته على الساحة اللبنانية ـ على توسيع المقاومة وقبول حزب الله بتولّي رفيق الحريري همّ الاقتصاد كان قاتلاً: فهو بذلك استنكف عن خوض معركة تحرير الإنسان المتلازمة مع معركة تحرير الأرض، والإنسان أثمن من الأرض.
صحيح أن حزب الله ليس حزباً يسارياً، وصحيح أن الحزب (مثله مثل الإخوان المسلمين في مصر) لا يعتنق مفهوماً اشتراكياً لدور الدولة في السوق. على العكس من ذلك، ففي برامج العون الخاصة، حتى وإن كانت حسنة النية (على العكس من مؤسسات الحريري المُسيّسة منذ إنشائها)، إعفاء لدور الدولة في إعانة الفقراء والمعوزين. والحزب لا يعترض على الخصخصة، بل على تفاصيلها، ولا ننسى أن الاتفاق الفاوستي بين الحريري وحزب الله كان مختلاً أيضاً لأن الحريري أخلّ بشروطه منذ البداية، فسعى لنزع سلاح المقاومة وعمل على التوصل الى القرار 1559 بعدما أُبعد أزلامه (خدام وكنعان والشهابي) عن سلطة القرار في دمشق.
- ليس حزب الله وحده هو المسؤول، ولكنه كان الأفعل على الأرض. وقد صمت الحزب طوال تلك السنوات التي كان رفيق الحريري يفرض فيها نموذجاً متوحّشاً للرأسمالية. كان الحزب يفترض ساذجاً أنّ الاقتصاد منفصل عن السياسة وعن مقاومة اسرائيل. أين كان الحزب عندما كان رفيق الحريري يسعى جاهداً لإدخال لبنان في منظمة التجارة العالمية
كان الحريري يعدّ العدّة، وبموافقة حلفائه في النظام السوري واستخباراته، لسلام وتطبيع مع اسرائيل (كنا نودّ أن يُضمّن عمر أميرلاي بعضاً من آراء الحريري في هذا الموضوع في مقابلات مسجلة معه بُثّت على شاشة المستقبل بعد اغتيال الحريري في فيلمه &laqascii117o;الوثائقي" الذي لا يختلف عن أفلام كوريّة شماليّة عن كيم إيل سونغ في ترويجها السياسي المجاني).