- 'النهار'
تحدّيات مزدوجة أمام الموالاة والمعارضة 'الجديدتين'،الإنذار المصرفي الأميركي بداية تراجع التفهّم الدولي؟
سابين عويس:
(...) المرحلة الانتقالية بدورها لن تخلو من تحديات سيكون على البلاد تحمل ارتداداتها، وخصوصاً عندما يتعلّق الامر بصدور القرار الظني، وابرز هذه التحديات ضرورة عدم الاستخفاف بأي تداعيات محتملة للقرار بقطع النظر عن التباين الحاد بين فريقي النزاع حول طريقة التعامل معه.
قبل نحو اسبوع، وتحديدا في 10 شباط الجاري، اعلنت وزارة الخزانة الاميركية وفي توقيت غير واضح الاسباب والخلفيات والحيثيات، حظر التعامل مع 'البنك اللبناني الكندي' بتهمة 'تبييض المئات من ملايين الدولارات من أموال شبكة من تجار المخدرات توفر الدعم المالي لـ'حزب الله'.وجاء الرد فورياً من مصرف لبنان الذي عبّر عن ثقته بالمصرف والتزامه القوانين اللبنانية والمعايير الدولية، وتبعه آخر من جمعية المصارف في السياق عينه.والمفارقة ان البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخزانة الاميركية، جاء بعد اسابيع قليلة (في 26 كانون الثاني الماضي) على صدور سلسلة من الاجراءات ضد شبكة تهريب المخدرات المشار اليها والتي تتهم المصرف عينه بالمساهمة فيها، في حين استكملت امس جلسات الاستماع والمناقشة بين الممثلين القانونيّين للمصرف والمسؤولين عن الملف في اميركا، في سياق متابعة التحقيقات وتوضيح موقف المصرف اللبناني.
والدافع الى اثارة هذا الموضوع هو توقيته ومضمونه الذي يربط عمليات التبييض بتمويل 'حزب الله'. فهذا التوقيت الذي يحتمل بعدا او خلفية سياسية من شأنها ان تؤشر الى ان لبنان وضع مجددا تحت المجهر الدولي وخصوصاً الاميركي، مع ما يرتبه ذلك من اجراءات، يؤشر الى ان مرحلة التفهم وبقطع النظر عن عدم صحة المعلومات الواردة في بيان وزارة الخزانة الاميركية، قد تشهد تغييراً او تراجعاً. وكان لبنان قد تحسّسها مع تراجع قيود صندوق النقد الدولي والتحول في موقفه بعد مؤتمر باريس2. هل المخاوف من التوقيت في محلها او انها لا تعدو كونها اجتهادات وتحليلات تتزايد مع قرب صدور القرار الظني؟
ـ 'اللواء'
الثوابت الاسلامية الوطنية
رضوان السيد:
رضوان السيّد ما كان من الممكن الصبر أكثر من ذلك&bascii117ll; فالتجاوزات التي جرت متابعتها في العام 2006 بعد حرب تموز، أوصلت المواطنين العقلاء والمسالمين الذين ينشدون الحياة العادية، إلى حافة اليأس&bascii117ll; وفي وجه اقفال المجلس النيابي، ومحاصرة الحكومة، واحتلال بيروت، ونشر الاضطراب في أنحاء البلاد، والتهديد كل الوقت بالعودة الى استعمال السلاح، ظننا جميعاً أن الاحتكام إلى الناخبين في انتخابات <حُـرّة> كفيل بإعادة المسلحين إلى صوابهم&bascii117ll; وحرصاً على العودة للصواب، رغم الفوز في الانتخابات، أراد الفائزون إقامة حكومة وحدة وطنية، تُرضي الأقلية أيضاً&bascii117ll; وبعد خمسة أشهر ونيّف من المفاوضات الصعبة، ظهرت حكومة الوحدة الوطنية التي ما لبثوا أن عطّلوها ثم استقالوا منها فسقطت&bascii117ll; وعندما انضم إليهم وليد جنبلاط وبعض نوابه الذين فازوا بأصواتنا عام 2009، استطاعوا الوصول إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة&bascii117ll; وها هو الامين العام لحزب الله، يخبرنا انه يملك الأكثريتين: الشعبية والبرلمانية!&bascii117ll;
ذهبنا إلى دار الفتوى قبل أسبوع، لنذكّر بأربعة أمور أو ثوابت: الدستور والدولة والنظام، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحت عنوان: التسامح والعدالة، والوقوف في وجه السلاح الموجه إلى صدور المواطنين، والذي يُهدد بالفتنة والانقسام، ويريد ارعاب المواطنين والسياسيين لتستتب السيطرة لمدّعي الأكثرية! إذ لو كانت الأكثرية مع حزب الله، فما الحاجة إلى التهديد بالسلاح واستخدامه، وما الحاجة للخروج على الدستور والنظام العام، وما الحاجة لتوزيع الاتهامات بالخيانة والتخاذل، بحيث يُخيّل للذي يسمع فضائيات الحزب ومُشايعيه أن لبنان لا يتضمن غير سطرين: الخيانة والقداسة!&bascii117ll;
أما الأمر الرابع أو الثابت الرابع الذي أراد المسلمون التأكيد عليه، هو التزام النهج السلمي والديمقراطي في مواجهة تلك الخروجات الثلاثة التي أرهقت المواطنين والحياة السياسية في السنوات الأربع الماضية&bascii117ll; ما أهمية اتّباع النهج السلمي والديمقراطي؟ لقد أردنا من وراء ذلك إظهار التمسك بالدستور والدولة، كما أردنا تجديد الأمل لدى المواطنين في عودة الدولة والسلم والنظام العام&bascii117ll; ... (للقراءة).
ـ 'النهار'
كيف تقرأ المعارضة السابقة مرحلة ما بعد مهرجان 'البيال'؟
إبراهيم بيرم:
لم تكن المعارضة السابقة تتوقع خطاباً أقل عنفاً وتصعيداً من الذي سمعته، وهي ترصد عن كثب خطابات مهرجان 'البيال' في 14 شباط الجاري، ولا سيما خطاب الرئيس سعد الحريري الذي تبني عليه، فيما تعتبر بقية الكلمات 'تنويعات' و'كمالة عدد' ليس إلا.
وعليه، فإن دوائر قيادات هذا الفريق لم تفاجأ عندما وجدت الحريري يذهب في توجهه الى حد الاعلان أنه ماضٍ قدماً في المواجهة المفتوحة لمحاصرة من يظن انهم أخرجوه من الحكم واسترداد ملك سياسي ما برح يعتقد ان 'هجمات' الآخرين، و'غدر' بعض حلفائه هي من سلبه إياه وليس سوء حسابات سياسية واخفاق رهانات على معطيات خارجية.
فهذه الدوائر، التي حرصت على رصد حركة الحريري منذ أن انزلت به ضربتين موجعتين في آن واحد، وفي أقل من 48 ساعة وهما جعله رئيس حكومة سابقا لحظة دخوله البيت الابيض للاجتماع بالرئيس الاميركي باراك أوباما، ومن ثم تسمية خلف له بمواصفات الرئيس نجيب ميقاتي، ومكانته المحلية والدولية، واستعداداته الذاتية لأخذ موقع ودور يعتقد جازماً انه آن أوان اللحظة السياسية المؤاتية لانتزاعهما، هذه الدوائر بنت حساباتها على أساس ان أمام الرئيس الحريري طريقين لا ثالث لهما لجبه المستجدات التي طرأت عليه:
- إما القبول بمآل الامور، والاقتناع بما حصل على أساس انه صفحة في كتاب السياسة غير الثابت، وبالتالي التعاطي معه وامتصاصه عبر الشروع في رحلة اعادة النظر بما حصل بعقل بارد يتوسل المنطق.
- وإما التصعيد والمضي الى أماكن خطرة، يتم خلالها حرق المراكب والمراحل.
لذا، فإن الدوائر إياها رصدت ردة الفعل المباشرة لفريق 14 آذار ورمزه الأبرز الرئيس الحريري، وبنت على الأمر استنتاجاً فحواه ان هذا الفريق ربما يتصرف تصرف من فقد زمام المبادرة، وبالتالي بات يخبط خبط عشواء، لاسيما بعدما أدرك متأخراً أموراً ثلاثة كانت بمثابة المفاجأة الصادمة له، وهي:
- ان ثمة غطاء اقليمياً كان يتظلل به قد فقده من حيث لا يحتسب، وازداد الامر صعوبة بعد تطور الاحداث في مصر والتحولات التي شهدتها القاهرة والتي أفضت الى اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
- ان ثمة حسابات كان يعتمدها هذا الفريق مداميك يرتكز عليها ويتصرف من خلالها، وفحواها ان لا مجال لاسقاط حكومة الحريري، وان النائب وليد جنبلاط لن يذهب الى حد تجيير ما يملك من أصوات لمصلحة شخص آخر غير الحريري.
- إن ترشيح الرئيس ميقاتي لخلافة الحريري أمر لم يكن اطلاقاً في حسبانها، فهي كانت تنتظر تسمية الرئيس عمر كرامي معتقدة ان امكان محاصرة الرجل أيسر وأسهل، في حين ان ميقاتي مرشح جدي وصعب.
بناء على هذه الاعتبارات والمعطيات، التي انطوت كلها على مفاجآت صادمة لهذا الفريق، بدأت، وفق الدوائر اياها، التصرفات 'غير الموزونة' له، وكان أولها التفكير جدياً في استقالة جماعية للنواب الستين الذين سموا الحريري في الاستشارات النيابية. الفكرة بدت استهلالاً عابرة من خلال اشارات لبعض الكتاب والصحافيين الوثيقي الصلة بقوى 14 آذار، لكن مصادر المعارضة السابقة علمت ان الامر كان مدار بحث جدي في أوساط قوى 14 آذار.
لكن حسابات دقيقة وسريعة أجرتها دوائر هذا الفريق جعلتها تصرف النظر عن هذا الخيار، لأن أسانيده القانونية والدستورية مفقودة، علماً ان المعارضة السابقة فكرت فيه أثناء الازمة السياسية التي بدأت في نهاية عام 2006، ووجدته غير مجد، فضلاً عن ان حسابات الفريق اياها أظهرت ان أي ذهاب في اتجاه انتخابات نيابية جديدة عملية ليست مربحة لها، في ظل التحولات الجذرية التي حصلت على الساحة السياسية منذ الانتخابات الماضية قبل نحو عامين. على هذا الاساس بدأت الخطوة الثانية السريعة التي جرت في 25 كانون الثاني الماضي، وتوسلت الشارع، أو بمعنى أدق لاذت بالخيار الذي أمضى هذا الفريق أعواماً وهو يذمه ويرذله ويعتبره نقيصة.
ولما عجزت هذه الفورة الشارعية عن ثني ميقاتي عن المضي قدماً في المهمة الصعبة التي تنكَّبها، كان الخيار الثالث لهذا الفريق، وهو خيار اللجوء الى مسلك 'العصبية' المذهبية، فكان لقاء دار الفتوى الشهير، وفي ظنه أنه ان لم يحقق الهدف المرتجى منه وهو دفع ميقاتي الى 'التنحي' عما بدأه فانه يحقق ثلاثة امور اخرى تنفع في الحاضر وتجدي في قابل الايام (للقراءة)
ـ 'السفير'
رئيس &laqascii117o;المستقبل" يعلن الحرب الشاملة.. للعودة إلى رئاسة الحكومة!
لماذا يستمر الحريري في الرهان على الأوراق الخاسرة؟
نبيل هيثم:
تمترس سعد الحريري خلف ذكرى والده، وأعلن الحرب الشاملة على &laqascii117o;حزب الله" ونبيه بري ونجيب ميقاتي وميشال عون ووليد جنبلاط ومحمد الصفدي، وعلى كل أولئك الذين اعتقدوا أنهم تمكنوا منه بـ&laqascii117o;الخديعة والغدر والكذب والخيانة وانعدام الوفاء". يفترض بعد اعلان هذه الحرب الشاملة على ثلاثة ارباع البلد وكذلك على سوريا وايران، ان يكون الحريري مدركا ان حربا كهذه تحتاج بالحد الادنى الى مقومات وعناصر قوة قبل الدخول فيها اولاً والى عناصر تضمن الصمود ثانياً والربح فيها ثالثاً، فهل ان رئيس تيار المستقبل يمتلك تلك المقومات والقدرات وعناصر القوة التي تمكنه من خوض حرب، وهل هو واثق من ربحها وحتمية هزيمة الآخرين؟
اكثر من ذلك هل ان خطاب &laqascii117o;عرض العضلات" في &laqascii117o;البيال" سيعيد سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ام ان الطريق اقفلت عليه ان لم يكن نهائياً فإلى ان يقضي الله امراً كان مفعولا؟ وهل يستطيع ان يعود إلى رئاسة الحكومة وأن يحكم بمعزل عن كل تلك القوى التي حرق كل المراكب والمراحل معها، ليصبح سمير جعجع أبرز شركائه في تلك المعارك الدونكيشوتية؟
ابعد من ذلك، إلى أين يريد أن يصل سعد الحريري في خيار المواجهة، وهل يضمن النتائج وهل يضع في الحسبان خيار الانتحار، أو نحر ما تبقى من الحريرية السياسية؟
الواضح ان الحريري قرر أن يلعب &laqascii117o;صولد سياسي"، في خطوة يصفها مريدوه بأنها &laqascii117o;جريئة"، وفي المقابل، يعتبرها خصومه &laqascii117o;متسرعة وغير ذكية"، و&laqascii117o;مجازفة" و&laqascii117o;هروب الى الأمام". ولكن بمعزل عن كل ذلك تنبري جملة من الملاحظات:
اولاً، لقد فشل الحريري سياسياً كما في &laqascii117o;يوم الغضب" المشؤوم في قطع الطريق على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، على الرغم من نجاحه الى حد ما في اعادة شحن الشارع السني وتجييشه سياسياً ومذهبياً وعاطفياً.
ثانياً، لا يستطيع سعد الحريري اليوم تعويض &laqascii117o;التسرب السياسي" من منظومة &laqascii117o;14 آذار" التي تمر في لحظة ضعف سياسي غير مسبوقة، لا بل إنها باتت تعاني من &laqascii117o;موت سريري"، والتالي من الصعب الاعتقاد ان الحريري غافل عن تلك الحقيقة، ومع ذلك قرر الذهاب إلى حرب شاملة محسومة الحلفاء والنتائج سلفاً.
ثالثاً، إن إعلان الحرب الشاملة يكشف ان الحريري لم يقارب تطورات المنطقة لا بقراءة جدية او حتى سطحية، ولو تمت تلك المقاربة فربما اختلف الامر ولأمكن له إدراك حقيقة ان اعلانه لحربه الشاملة يكاد يكون بلا فعالية امام التحولات المتسارعة في منطقة الاعتدال العربي وفي الموازين الحقيقية التي رتبها الحدث المصري بعد سقوط حسني مبارك و&laqascii117o;نائبه" لمدة يوم، عمر سليمان. ولأمكن له ايضا الانحناء امام العاصفة بدل الانتقال الى المواجهة، تماما كما فعلت قوى 8 آذار في ربيع عام 2005.
رابعاً، قد يقال إن الحريري وفي غياب &laqascii117o;صاحب القرار"، اجتهد فأخطأ في إعلان الحرب الشاملة التي تحتاج الى دعم داخلي ونصير خارجي، وقد يقال ايضاً إن الحريري سعى من وراء هذا الاعلان الى جر حلفاء الخارج، إلا أن النتيجة واحدة في كلا الامرين، ذلك ان الراعي العربي منهمك بأولوياته وبتحصين دفاعاته في زمن الثورات الشعبية متجنبا الدخول في حروب جانبية تحت أي عنوان فيه، سواء محكمة دولية او قرار اتهامي او انقلاب سياسي او غير ذلك. وأما الراعي الاميركي فمشغول في رصد انفجارات العبوات الشعبية في انظمته وارتدادات ذلك على مساحة الشرق الاوسط. وهناك من يربط مبادرة الحريري الى رفع المواجهة الى حدها الاقصى بوجود رهان على دعم اميركي مباشر، ولكن هذا الرهان يصطدم بالأولويات الجديدة للإدارة الأميركية التي قد تفرض الا يتعدى الاهتمام الاميركي بلبنان في هذه المرحلة حد السقف الاعلامي وبيانات الدعم التقليدي، في المناسبات التقليدية لا اكثر ولا أقل.
خامساً، لقد اوحى الحريري في إعلانه الحرب الشاملة، بأنه رمى ورقته الاخيرة تعويلا على المحكمة الدولية وقرب صدور القرار الاتهامي ضد &laqascii117o;حزب الله"، وبدا عالماً بمضمونه. وقد يرى البعض ان الحريري يعتقد ان المحكمة والقرار الاتهامي سيثأران لدم ابيه، ومن حزب الله وسلاحه ومن سوريا وحلفائها، وسيطوبون له حكم لبنان مجدداً. لكن ذلك لا يتفق مع ما قاله دبلوماسي غربي بارز لمسؤول حزبي كبير، في معرض توصيفه للوضع اللبناني الراهن، وفيه ما حرفيته:
- &laqascii117o;هناك توتر اميركي - اوروبي جدي حيال مستقبل الوضع في لبنان، ومبعث التوتر الشعور بأن القدرة على تمرير السياسات والمشاريع والرغبات باتت ضعيفة جداً. خاصة أن حلفاءهم في 14 اذار ليسوا قادرين على مواجهة &laqascii117o;حزب الله".
- &laqascii117o;نحن لا نشهد سقوط خيارات سياسية في لبنان فقط، بل إن هناك خيارات سياسية في المنطقة تتعرض لاهتزازات وسقوط، ومعنى ذلك ان الأنظمة التي يعتمد عليها الاميركيون باتت مهددة".
- &laqascii117o;نحن نرى ان مشكلة الحريري و14 اذار ليست في الضعف السياسي فحسب، بل في عدم تفاعل الجمهور معهم، ما قد يطرح علامات استفهام حول التجمع الذي دعا اليه الحريري في 14 اذار في ساحة الشهداء".
وأما الرهان على صدور القرار الاتهامي، فإن لدى &laqascii117o;حزب الله" الجواب التالي: &laqascii117o;بالنسبة الينا، لقد فقد القرار الاتهامي فعاليته ومعناه، وفي نظرنا هذا القرار قد انتهى، وهم يدركون انه لن يخدمهم، خاصة ان ما قام به &laqascii117o;حزب الله" من البداية كان خطوة ذكية سواء بمقاطعة اي صلة بالمحكمة التي نصرّ على أنها أميركية وإسرائيلية ومسيسة ومتآمرة، وصولا الى كل الخطوات التي قمنا بها في مجال الاتصالات وإبراز القرائن وحتى حادثة العيادة النسائية وإحالة ملف شهود الزور للمجلس العدلي... كل ذلك لم يكن في مواجهة قرار اتهامي محتمل، بل في مواجهة قرار اتهامي قد صدر، ولذلك ما كان علينا أن نقوم به بعد صدور القرار، قمنا به قبل صدوره وبالتالي تحطم القرار قبل أن يصدر وبات بلا قيمة ولا فعالية ولقد خسر سعد الحريري فرصة أن يحكم لعشرين أو ثلاثين سنة مقابل التزام أخلاقي ومعنوي (إعلان موقف قبل صدور القرار الاتهامي)".
أكثر من ذلك يستغرب الحزبيون تلك الرواية الهوليودية التي قدمها الحريري حول المسعى السوري السعودي، ويقولون &laqascii117o;لم يتناول بنود التفاهم بل اخذ السين سين الى مكان آخر ليس موجوداً، وخلافاً لكل المضمون، وليسمح لنا، فهو لم يوقع عليها بالقلم صحيح، فلا احد قام بذلك، ولكنه وقع بإعلان موافقته على كل التفاصيل، ولعل الجواب الشافي لدى الأمير عبد العزيز بن عبد الله".
ـ 'اللواء'
عامر مشموشي:
(...) الضوء الأخضر للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة الذي أطلقه أمين عام حزب الله والمبني على إعلان البيال قبل يومين بخروج الاغلبية السابقة من الحكم وقيادتها للمعارضة البنّاءة من داخل المؤسسات ووفق لاءات ثلاث، هي لا لإلغاء المحكمة الدولية ولا لسلاح المقاومة الموجّه إلى الداخل، ولا للانقلاب على الدستور، وعلى اتفاق الطائف، لم يكن في محلّه، لأن إعلان البيال وإن كان مهّد الطريق إلى المعارضة، لكنه لم يقطع مع الرئيس المكلّف بل أبقى خطوط التواصل معه مستمرّة، بانتظار الحصول منه على جواب قاطع ونهائي من الأسئلة الثلاثة التي طرحتها عليه والتي تتمحور حول موقفه من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وحول سلاح المقاومة الموجّه الى الداخل، وحول السلاح الفلسطيني خارج المخيّمات، وجاء بيان كتلة تيار المستقبل بعد اجتماعها أمس، والذي عُقد بعد خطاب رئيس تيار المستقبل في البيال والذي وردت فيه عبارة إنتقال قوى الاغلبية السابقة الى المعارضة، أنها ما زالت تنتظر جواب الرئيس المكلّف على الأسئلة التي طرحتها عليه، بمعنى أن قوى الاغلبية السابقة ما زالت منفتحة على الحوار معه للوصول الى حكومة وحدة أو إنقاذ وطني لا استئثار فيها لأي فريق، وهذا يتطلّب من الرئيس المكلّف القبول بإعطاء الاغلبية السابقة الثلث الضامن تماماً كما كان الحال في الحكومة السابقة التي شكّلتها الأكثرية السابقة، وكانت الأكثرية الجديدة في صفوف المعارضة&bascii117ll; وهنا يبرز سؤال موجّه إلى الرئيس المكلّف هل يستجيب لدعوة السيّد حسن نصر الله ويؤلّف حكومة اللون الواحد، ويخرج بذلك عن ثوابت دار الفتوى ويصحّ فيه ما رفضه سابقاً من أنه رئيس حكومة حزب الله، أم يستمر في مساعيه الهادفة إلى إشراك الجميع على قدم المساواة في حكومة ائتلاف أو إنقاذ وطني كما وعد عندما كُلّف تشكيل الحكومة، ويقفز بالتالي فوق شروط الاغلبية الجديدة التي كما بات واضحاً من خلال مواقف قياداتها تصرّ على إكمال إنقلابها والاستئثار الكامل بالحكم؟
ـ 'النهار'
العودة إلى الجذور... إلى الشباب
عبد الوهاب بدرخان:
عندما اغتيل رفيق الحريري كان الجميع يعرف انه اقترب من الخروج من هذه اللعبة وقواعدها. لكنه كان زرع ما زرع، فاذا بازاحته عن المشهد تنفتح على مشهد لبناني آخر لم يخطر في بال. تماما كما يقال الآن عما حصل في تونس ثم في مصر، اي انه لم يكن متصورا ولا مخططا ولا محسوبا. وما الذي كان رفيق الحريري في صدده ودفع دمه ثمنا له قبل ان يراه؟ كان في صدد اعادة الروح الى الوحدة الوطنية. ولا شك ان الذين خرجوا الى الشارع لم يكونوا يعرفون انه اغتيل لاجل ذلك ولم تكن بينهم كلمة سر، ولعل بعضهم لم يكن يحب اسم 'ثورة الارز' وكان يفضل عليه اسم 'ثورة الاستقلال'، بل لعل بعضهم لم يكن رفيق الحريري يعني له اكثر من كونه سياسيا بين هؤلاء السياسيين وكونه محسوبا على سوريا في نهاية المطاف واغضب كثيرين بسبب 'سوريته'... لكنهم خرجوا الى الشارع لانهم ادركوا ان الجريمة شكلت فاصلا بين عهدين، وانها غدت جسر العبور لاستعادة الاستقلال، وبالتالي فلا عودة لعهد الوصاية.
من هنا ان '8 آذار' كانت رأس جسر مبكرا لضرب التيار الاستقلالي، ولاستعادة حكم الوصاية ولو من دون سوريا، بل لاستبدال وصاية ايرانية من خلال 'حزب الله' وسلاحه بالوصاية السورية المباشرة، بل وصولا الى استخدام السلاح ضد ابناء الوطن بحجة وجود مؤامرة على المقاومة، والسعي حتى قبل ظهور احتمال اتهام عناصر من 'حزب الله' الى عرقلة خطوات انشاء المحكمة الدولية واعاقة التحقيق في الجريمة، وصولا ايضا الى تعطيل مؤتمر للمصالحة الوطنية في اطار مبادرة الـ'س – س' تحديدا لان هذه المصالحة كانت ستعني بالنسبة الى سوريا ان عودة وصايتها لن تكون متاحة على النحو الذي ترومه، وبالنسبة الى ايران ان استعادة لبنان غطاءه العربي تخالف ادعاءها امتداد نفوذها، وبالنسبة الى 'حزب الله' انه لن يستطيع الاستمرار في وضع سلاحه في معادلة الحياة السياسية في لبنان.
وحدهما الوصايتان السورية والايرانية تستطيعان حماية 'سلاح المقاومة'، لا الوحدة الوطنية ولا الدولة ولا الجيش ولا الشعب، لانه بات موجودا الآن، بل منذ تحرير الجنوب عام 2000، في خدمة هاتين الوصايتين، ما يعني تلقائيا ونظرا للوقائع انه بات خطرا على الدولة والجيش والشعب، واستطرادا على الوحدة الوطنية، فيما تراجع خطره على اسرائيل بعد القرار 1701. لم تعد اسرائيل تتوقع من 'حزب الله' سوى ان يتمادى في استخدام السلاح في الداخل. اكثر من ذلك انها تتوقع منه ان يشعل فتنة في لبنان لتتأكد بانه غرق في المستنقع الذي صنعه بنفسه، طالما انه يتطلع الآن الى ادارة الحكم من خلال الحكومة المرتقبة.
ـ 'النهار'
خيارات الرئيس المكلف تقلّصت إلى... واحد !
سركيس نعوم:
وجد الرئيس نجيب ميقاتي نفسه بعدما كلّفه رئيس الجمهورية ميشال سليمان تأليف حكومة جديدة قبل نيف وثلاثة اسابيع امام خيارات اربعة هي الآتية:
1 - تأليف حكومة تمثل الغالبية النيابية الجديدة، أو بالأحرى تمثل فريق 8 آذار وقائده 'حزب الله' وحليفتيه سوريا وايران الاسلامية. وبذلك يكون هذا الفريق منسجماً مع نفسه. فهو كان، ولا يزال، على خلاف مستحكم مع فريق 14 آذار ورعاته الاقليميين والدوليين حول 'الفساد' اذ حمَّله ومن زمان مسؤوليته، وحول السياسة الداخلية وخصوصاً المتعلقة منها بالقضايا الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وبغلاء الاسعار على كل صعيد. وهو كان يطالب الحكومة التي 'استُقيلت' بمواقف نهائية وحاسمة تتبنى مطالبه المتنوعة المذكورة أعلاه. وهو الذي اخرجها من جنة الحكم بعد رفضها الاستجابة لمطالبه، وخصوصاً بعدما صارت الاستحقاقات الخطيرة بالنسبة اليه داهمة وفي مقدمها 'المحكمة'. لذلك كله فإن الأفضلية عند 8 آذار كانت دائماً لحكومة 'اللون الواحد'.
2- تأليف حكومة شراكة وطنية او انقاذ وطني او وحدة وطنية. وبحكومة كهذه يكون الرئيس نجيب ميقاتي منسجماً مع نفسه. فهو كان قريباً في السنوات التي اعقبت استشهاد الرئيس رفيق الحريري، والتي شهدت تطورات عدة كان ابرزها استعمال 'حزب الله' سلاحه في الداخل اللبناني، اي في بيروت والجبل ضد فريق لبناني يمثل طائفة لبنانية معينة، كان قريباً من فريق 14 آذار وتحديداً من'تيار المستقبل' 'السني' الذي يتزعمه. وهو كان قريباً من فريق 8 آذار أولاً، بسبب تحالف الاخير مع سوريا، وثانياً، بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006 والتي استهدفت بها في صورة اساسية 'حزب الله' قائد هذا الفريق. وهو كان قريباً ولايزال من سوريا بشار الاسد. وهو صار قريباً، جراء كدِّه وتخطيطه واعماله في وقت واحد، من جهات دولية واقليمية وعربية مهمة ونافذة في لبنان والشرق الاوسط. هذا 'القرب' المتعدد من جهات كثيرة داخلية وخارجية عبّر عنه الرئيس المُكلَّف بالقول انه وسطي اي يق في ا.لوسط بين كل هذه الجهات على تناقضها. ووسطيته هذه تفرض عليه تأليف أو على الأقل محاولة تأليف حكومة شراكة وطنية او وحدة وطنية... (للقراءة).
ـ 'النهار'
بين حماوة إقليمية متجوّلة ومحاذير لبنانية: هل لدى سوريا رؤيتان لتأليف الحكومة؟
سركيس نعوم:
(...) تتناقض الاراء في موضوع المدة التي يستغرقها موضوع تأليف الحكومة بين اتجاه يرى رغبة سورية في الاسراع في ولادتها في الايام القليلة المقبلة وربما اوائل الاسبوع المقبل على ابعد تقدير نظرا الى اعتبار اساسي هو ان ذلك سيكون افضل لسوريا وللبنان في الظروف المتقلبة التي تشهدها المنطقة وقبيل صدور القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري فضلا عن ضرورة الاستفادة من المخاوف اللبنانية من الصخب الاقليمي الجاري من اجل تمرير الحكومة وفق المعايير التي تناسبها مع حلفائها من دون ان تلقى ضجة كبيرة للانشغال الاقليمي والدولي بتطورات اكثر اهمية من لبنان. وبين الاسباب ايضا - وفق اصحاب هذه المعطيات - ان سوريا يتنازعها اتجاهان: احدهما يرغب في اعطاء انطباع بأن سوريا غير متأثرة فعلا بما يحدث في المنطقة وانها لا تشعر بالارباك على ما قد يفسر المراقبون في المنطقة وخارجها بعض تصرفات، او الاداء الرسمي في دمشق علما ان هناك بعض المؤشرات التي تدعو الى ذلك على غرار اطلالة الرئيس السوري بشار الاسد على جمهور سوري في ذكرى المولد النبوي علما أن إطلالاته نادرة في مناسبات دينية، في رسالة قرأها كثر على انها للايحاء ان القيادة السورية قريبة من الشعب ولا تخشى ثورته على غرار ما تشهده الدول العربية الاخرى او حتى حليفته ايران علما ان هذا الاداء يعبر عن الحرارة الاقليمية التي يشعر النظام السوري بتصاعدها في المنطقة من دون ضوابط او قيود، اذ ان كل ثورة او انتفاضة تتشجع باخرى سبقتها مستفيدة من فرصة انفلات وخوف لدى الانظمة الديكتاتورية قد لا تتكرر وعلى نحو يشبه كرة ثلج عملاقة تنتقل من بلد الى اخر جارفة كل شيء في طريقها. وتاليا فان تأليف الحكومة في لبنان ينبغي ان يواكب هذا الارباك بحسم تأليف الحكومة من لون سياسي واحد. ومع ان الانظار الاقليمية والدولية لا تتجه الى سوريا في اطار ما يجري، الا ان العالم يقف مشدوها وغير مصدق امام توالي الانتفاضات وتسارع وتيرتها على نحو مفاجئ. (للقراءة)
ـ 'النهار'
البطريرك والجيش والأحزاب السيادية
سركيس نعوم:
(...) ما زال حزب الكتائب على عهده وقد دفع لذلك شهداء، على رغم نقطة سوداء تلطخ تاريخه تتمثل في تعاونه مع الإسرائيلي، لكن ولاء الآخرين لسوريا أو ايران أو السعودية أو مصر... وافادة أحزابهم منها بالسلاح أو المال لا يخولها ان تحاسب الكتائب في كل حال، لأن الخطر الذي أحاط بـ 'المقاومة اللبنانية' آنذاك كان يجبرها على التعامل مع الشيطان... وهذا ما حصل.لقد شكل حزب الكتائب، أول المقاومة، قبل ان تنضم اليه أحزاب اليمين لاحقاً، فإلى الجيش بقيادة العماد ميشال عون، وبعد ذلك 'التيار الوطني الحر'، الذي قاوم بشراسة التمدد الفلسطيني كما السوري، عسكرياً وديبلوماسياً، وشكلت كل هذه الحركات عصب مقاومة ضرورية، قابلتها مقاومة أخرى في الجنوب، صار عصبها 'حزب الله'، وهي أيضاً ضرورة، وعلى كل منهما ألا تخون الأخرى في تاريخها وحاضرها لأن مبدأهما واحد، ولأن التجربة اللبنانية علمتنا انها قادرة على هضم كل الخطايا والأخطاء، وقادرة أيضاً على محو كل الإنتصارات... فهل من يتعلم؟! ... (للقراءة).
ـ 'السفير'
إيران تنتظر فرصتها
ساطع نور الدين:
لم تكن المسيرات التي نظمت في شوارع طهران وأصفهان، شرارة الثورة الايرانية الثانية التي يترقبها العالم كله بفارغ الصبر. كانت تحية عفوية لمصر وشعبها، وكانت ايضا جولة جديدة بين المعارضة التي لم يعد يجوز وسمها بأنها إصلاحية، والنظام الذي لم يعد يصح أن يوصف بأنه ديني محافظ. فقد ازداد الطابع الراديكالي، السياسي من جهة والامني من جهة اخرى، للفريقين اللذين توصلا الى الاستنتاج ان الحل الوحيد هو إلغاء الآخر واستئصاله وإعدام رموزه على نحو ما هتف نواب الأمة الإيرانية في قاعة مجلسهم امس الاول وعلى نحو ما كان يهتف شبان تلك الأمة في الشوارع.. وهما باتا واثقين بأن الجولة الحاسمة بينهما تقترب يوما بعد يوم.. التي قد لا تكون نتيجة التفاعل المباشر مع الثورة المصرية، ولا مع قياداتها وشعاراتها ومنجزاتها المعروفة جيدا في ايران أكثر من أي بلد آخر في العالم الاسلامي، بما في ذلك تركيا. روح العصر المصرية تحوم اليوم فوق إيران، حيث جيل شاب لا يختلف بشيء أبدا لا في المعرفة ولا في الحلم ولا في الأدوات،عن نظيره المصري الذي خرج الى الشوارع وهدم الهيكل على جميع رؤوس كهنته، وأسقط بسرعة مذهلة دولة فارغة من أي شرعية ومن أي محتوى، وحطم مؤسسات سياسية وأمنية كان بقاؤها في السلطة إهانة للهوية الوطنية، ولكل ما يختزنه التاريخ المصري من أمجاد وحضارات وقيم.
ـ 'الحياة'
خامنئي... إذا تجرع &laqascii117o;كأس مصر"
زهير قصيباتي:
... يمكن لطهران ان تتهم الرئيس باراك أوباما بالانتهازية إذ يحلم بتكرار ثورة &laqascii117o;ميدان التحرير" في &laqascii117o;ساحة انقلاب"، هو الذي تدارك الأمر باكراً وانحاز الى شباب مصر، ليبدو كمن يساهم في صنع تاريخ المنطقة، بعد سنتين كاملتين من الفشل الذريع في تحقيق أي إنجاز للسياسة الخارجية لأميركا. يمكن خامنئي ببساطة ان يتسلّح بتهمة ازدواجية المكيال الأميركي في الصمت عن جرائم إسرائيل في حق شباب فلسطين وأهلها... ولو كان في الضفة الغربية وغزة أكثر من فلسطين واحدة، وما هو أكبر بكثير من الشكوك في حرص السلطة و &laqascii117o;حماس" على حرية أولئك الشباب وعلى دمائهم!
ولكن لا يمكن المرشد ولا محمود احمدي نجاد ولا حتى المراجع الدينية في قم والتي تحاول القيادة الإيرانية إشراكها في التعبئة لمواجهة &laqascii117o;العملاء" المعارضين، إقناع طلاب الجامعات بأن الثورة بعد 32 سنة من إطاحتها ظلم الشاه، تبرر مزيداً من الظلم والقمع، لأن لا صوت يعلو فوق صوت المرشد... لن يقتنع الشباب بشرعية المعركة الأبدية مع المؤامرة و &laqascii117o;الاستكبار" أو حتى &laqascii117o;محو إسرائيل من الخريطة"، فيما الثمن بطالة وخنوع قسري، ونار تضخم اقتصادي، وكل ذلك بحراسة &laqascii117o;الحرس الثوري"... (للقراءة).