- 'السفير'
في زمن الثورات العربية: هـل لبـنان اسـتـثـناء؟!
طلال سلمان:
ممنوع على اللبنانيين، من دون إخوانهم العرب جميعاً، أن يعيشوا فرح انتصار الانتفاضات الشعبية التي أسقطت بعض الطغاة من أهل النظام العربي، وتواصل ضغطها بدماء الشهداء على بعضهم الآخر. ممنوع عليهم الخروج، ولو للحظات، من سجون الطائفية والمذهبية إلى آفاق الوطنية والعروبة بالديموقراطية والحق الطبيعي بأن يكونوا مواطنين لا &laqascii117o;رعايا" و&laqascii117o;أتباعاً" لأقطاب النظام الفريد الذين يمسخون حقوقهم الطبيعية في وطنهم الصغير فيصيِّرون &laqascii117o;الانتخابات" مناسبة للتبارز بالشعارات المذهّبة الآخذة إلى الفتنة، وحكومات الوفاق الممسوخ إلى ساحات صراع على المكاسب والمنافع، من الطبيعي أن تدخلها &laqascii117o;الدول" فتحسم أمر المواقع وامتيازاتها بالعدل والقسطاس! ممنوع عليهم أن يستمدوا بعض الأمل في غد أفضل من خلال الحلم بأن يتمكّنوا ـ هم أيضاً ـ في أن يثبتوا قدرتهم على التغيير، متمثلين بإخوانهم الذين كانوا يأخذون عليهم الاستسلام لمقاديرهم والخنوع أمام أنظمة الطغيان، فإذا بهم ينتفضون لينجزوا ـ بالثورة الشعبية ـ تحولاً تاريخياً مشهوداً، يعيد الاعتبار إلى الشعوب ويمكنها من استخلاص حريتها المصادرة والتقدم نحو غدها المرتجى في تظاهرة فرح صهرت الملايين فإذا هم الأمة، وإذا هم يصنعون قدرهم بالإرادة...
- 'النهار'
ملامح تغيير فرنسي مع جوبيه لبنان مسرحه الرئيسي.. عوائق دهمت سوريا تساهم في تعقيد تأليف الحكومة
روزانا بومنصف:
يسود اعتقاد مستند الى ما ينقله سياسيون متصلون بـ'حزب الله'. بأن الحكومة تنتظر فقط احياء ذكرى 14 آذار في نهاية الاسبوع على ان يصار الاعلان عنها على الفور على الاثر. الا ان مصادر ديبلوماسية ترى الامور اكثر تعقيدا مما يتم التعبير عنه داخليا خصوصا في ظل الاقرار بأن سوريا تشكل مرجعية اساسية في هذا الاطار. وهذا التعقيد ناجم عن جملة عوامل يطغى عليها الانطباع المعمم عن اعادة سوريا وضع يدها على لبنان والقرار فيه. اذ في حين ان هذا الامر صحيح بنسبة كبيرة على رغم ان قوى 14 آذار لا تريد ان تفتح الباب مجددا على تسعير الخلافات مع دمشق، فان ثمة عوائق اصطدمت بها سوريا ولم يسلط الضوء عليها على نحو كاف، بحيث ان ما حصل اربكها وليس واضحا ما هي الوجهة التي يمكن ان تلجأ اليها. هذه العوائق تتمثل في شكل اساسي في تسارع التطورات الانقلابية العربية بحيث يفترض ان تتبين سوريا ما تتجه اليه المنطقة في ظل ضباب لا يسمح بالرؤية في شكل واضح. الا ان هناك عوائق لم تتحسب لها سوريا او لم تقم لها وزنا كبيرا او اعتقدت انها ستتجاوزها نتيجة فرضها امراً واقعاً جديداً في لبنان يمكنها التفاوض عليه او ما شابه او ان تطورات المنطقة دهمتها وكانت النتيجة انها انتهت حتى الآن بإعادة العقارب الى الوراء في علاقتها مع المملكة العربية السعودية التي أنهى ملكها على ما بات معروفا المسعى الذي كان يقوده مع سوريا تحت عنوان السين السين. لكن سوريا اغضبت ايضا تركيا وقطر وان كان قريبون منها يعتقدون انها يمكن ان تحل هذه المشكلة التي نشأت معهما. والاهم انها اغضبت فرنسا حين افشلت مسعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعقد اجتماع لمجموعة اتصال حول لبنان على رغم ان ساركوزي كان البوابة التي قادت سوريا الى خارج عزلتها الدولية التي عانتها بعد التمديد للرئيس السابق اميل لحود واغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومع تسلم ألان جوبيه وزارة الخارحية الفرنسية، بعد التعديل الوزاري الاخير الذي اجراه ساركوزي الاحد في 27 شباط المنصرم، ومواجهته تحديات مجموعة الديبلوماسيين الذين عرفوا بمجموعة 'مارلي' نسبة الى المقهى الذي اجتمعوا فيه وأصدروا بيانا انتقاديا للسياسة الخارجية التي اعتمدها ساركوزي ازاء المنطقة، يصعب القول ان العلاقات التي اقامها ساركوزي مع سوريا يمكن ان تعود الى سابق عهدها. اذ تفيد معلومات مصادر ديبلوماسية عليمة ان الوضع سيكون اصعب من السابق أولاً مع جوبيه الذي يعرف لبنان وسوريا جيداً، ومعروف بقربه من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والذي يرفض ان يكون وزيرا للخارجية ناقص الصلاحية، ثم مع انتقال مهندس العلاقات الفرنسية مع سوريا في عهد ساركوزي كلود غيان الى تسلم وزارة الداخلية، واكثر مع ما تضمنه بيان الديبلوماسيين الفرنسيين من انتقادات صبت من ضمن ما صبت في اعتبار السياسة الخارجية التي اعتمدت فاشلة أزاء مصر وتونس وصولا الى ليبيا فاشلة وعدم استماعها أو أخذها بالتقارير التي يرفعها ديبلوماسيوها في الدول التي شهدت ازمات حادة، كما تصب في خانة اعتبار 'ان السياسة الخارحية الفرنسية المعتمدة في الشرق الاوسط قد اصبحت غير مقروءة وتدخلنا في المآزق وتقوي أوراق سوريا'. ومع ان هذا التطور غير مهم في سياق ما يجري في المنطقة من ثورات، لكن في اطار المعطيات الصغيرة المتعلقة بلبنان مباشرة تجزم هذه المعطيات بان لا مراعاة فرنسية لسياسة سوريا في المستقبل المنظور كما كان الوضع في الاعوام الثلاثة الماضية، مما يوضح الكثير من الارباك في تأليف الحكومة في لبنان وعدم القدرة على الحسم. وذلك علما ان الاتصالات التي اجريت مع بعض الدول المؤثرة من اجل تمهيد الطريق امام الحكومة لم تظهر نجاحا في تأمين عناصر مطمئنة الى القدرة على الاقلاع بحكومة طابعها الاقليمي سوري وطابعها المحلي تحالف يقوده 'حزب الله' وهدفها المعلن هو النيل من المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي يرفض المجتمع الدولي اطاحتها في حين ان الدول المعنية بلبنان من حيث المبدأ تعتقد ان هناك هدفا لوضع اليد على لبنان لدفعه الى ان يكون في المحور الايراني. وتاليا فإن اي شبكة امان سياسية غير متوافرة للحكومة في الواقع على رغم وهم السيطرة والامساك بالبلد الذي يوحى به. هناك عوامل اخرى ترى هذه المصادر الديبلوماسية انها قد تكون أتت في وقت غير مناسب لسوريا في ظل الانتفاضات العربية المتلاحقة مع تغليبها لعنصر الانفعال وربما الانتقام لاخراجها من لبنان بالطريقة التي أخرجت بها في نيسان 2006. فالخاصرة اللبنانية تبدو اضعف واكثر هشاشة مع استبعاد فريق لبناني اساسي له قضيته في لبنان باعتبار انه وعلى رغم عدم ترحيب قاعدة الرئيس سعد الحريري وفريق 14 آذار بأسلوب انفتاحه على سوريا، فان هذا الفريق التزم القواعد التي وضعها رئيس الحكومة. ومع اطاحة سوريا عبر حلفائها الحكومة برئاسة الحريري ورفضها عودته الى رئاسة الحكومة قد تكون ساهمت في فتح ثغر في الجدار اللبناني على نحو قد يقلقها في المدى المنظور لأنها نسفت بنفسها أسس التوافق ورفضتها في حين انها دخلت مع دول المنطقة على خط زلازل غير واضح الانعكاسات والتأثيرات في المدى المنظور.
- 'النهار'
من الداخل الى الداخل !
نبيل بومنصف:
... لا تقف حملة قوى 14 آذار على سلاح 'حزب الله' عند حدود تمرير الذكرى السادسة لـ'ثورة الأرز' وحشد مؤيديها وناسها وشدّ عصبها فحسب، بل هي حملة تحمل أفق الطعن الثابت والدائم بشرعية 'حكومة السلاح' العتيدة، على ما تريد المعارضة الجديدة أن تثبته بخطاب تعبوي شديد النبرة ومقترن بهيكلية متجددة دائمة تطل حتماً على تنظيم المعركة الراهنة وصولاً الى 'حرب' الانتخابات المقبلة.في المقابل، لا يقف 'حزب الله عند حدود تجاهله لهذه الحملة وصمته التكتيكي عنها، بل يبرز قدرته من الآن وقبل تشكيل الحكومة على منع التزام لبنان موجبات تفاهمه مع المحكمة الدولية ويفرض على الوزراء المعنيين رفض طلبات لجنة التحقيق الدولية، الأمر الذي لم تبلغه سوريا نفسها في تعاملها مع هذه اللجنة إذ وافقت ولو على طريقتها على استجابة كل طلباتها مع انها ليست مرتبطة مع المحكمة بأي مذكرة أو بروتوكول.بذلك تكون معادلة انهيار التسوية الداخلية قد ارتسمت بالكامل قبل ولادة حكومة محاصرة بطرفي الصراع، ويصعب تماماً اسباغ تقديرات مسبقة على مسارها وسياساتها وأدائها في معزل عنهما. الحملة على السلاح لن تكون عارضة اطلاقاً، بل اضحت نهج معارضة ونهج تأسيس لمناخ صراعي طويل لن يقف إلا مع المراحل المتقدمة المنهكة للخلاف الجذري على تطبيق الطائف نفسه، باعتبار أن فريق 14 آذار بات ينظر الى المواقع الدستورية ولاسيما منها رئاستي الجمهورية والحكومة 'كرهينتين' للسلاح.
ومناهضة المحكمة لم تعد خطاباً 'عقائدياً' تعبوياً فحسب بل تحولت 'أفعال حكم' واجراءات مانعة على أرض تمهد لولادة سلطة تكتب لها سياساتها سلفاً بفعل قدرة 'حزب الله' على تجميد أي امتثال حكومي أو إداري أو سلطوي لطلبات المحكمة والتحقيق الدوليين..
- 'النهار'
صوناً للقطاع المصرفي ومنعاً لأي استغلال محتمل.. لبنان مدعو إلى إعادة النظر بتشريعاته ونظامه الرقابي
سابين عويس:
... وتختصر اوساط مصرفية تساؤلاتها بالملاحظات الآتية:
&bascii117ll; لماذا جرى بيع 'اللبناني الكندي' اذا كانت الاتهامات الاميركية في حقه باطلة كما أوحي لدى صدور بيان الحظر الذي قوبل ببيانات تطمين ودعم للمصرف المعني، أوحت بدورها ان ثمة استهدافا محتملا للقطاع المصرفي اللبناني؟ وهل النتيجة التي افضت اليها المعالجة عبر الفصل بين حقوق المودعين والموظفين وموجودات المصرف وبين حقوق المساهمين التي انتقلت الى شركة 'اللبناني الكندي'، وتستمر في الدعاوى مع السلطات الاميركية في شأن اتهامات وزارة الخزانة، تؤكد صحة الاتهامات؟
&bascii117ll; وفي هذا السياق، لا بد من التساؤل عن الدور الرقابي للجنة الرقابة على المصارف، والدور التنسيقي بين اجهزة السلطة النقدية لمراقبة آليات تطبيق التعاميم المتعلقة بعمليات تبييض الاموال.
&bascii117ll; الا يتمتع القطاع المصرفي بالمناعة والشفافية الكافيتين لتحمل 'تجاوزات' أي مصرف متورط أو أفراد أدت ممارساتهم الى توريط المصرف بشكل لا يكون القطاع كله معرضاً لأي أخطار مقبلة، اذا تبين ان ثمة خرقا حصل في مصرف ما؟
&bascii117ll; هل ثمة ثغرات في نظام الرقابة والضبط والمعايير الموضوعة تتطلّب اعادة نظر حقيقية بالقوانين والتشريعات والتعاميم المصرفية والمالية، وهو ما لفت اليه الحاكم في حديثه التلفزيوني عندما اشار الى الاجراءات المستقبلية التي سيتم العمل عليها؟ وهل سيقوم مجلس النواب بدوره التشريعي في الشق المتعلق به وخصوصاً بالنسبة الى الامور المتعلقة بالارهاب وتمويله؟
&bascii117ll; ثمة نقاط استفهام عن الموجبات التي تخول السلطات الاميركية التحقيق في معاملات مصرف لبنان من دون التنسيق مع السلطات اللبنانية او حتى من دون علمها. وهو ما كشفه الحاكم عندما اعلن ان لا علم للسلطات النقدية بالتحقيق الاميركي، علما ان الاجراء الاميركي لم يكن مفاجئا قد سبقته خطوات قبل اسابيع في حق مساهمين في 'اللبناني الكندي' كانت مقدمة لقرار الحظر الاخير.
ليس طرح هذه الاسئلة من قبيل التشكيك في قوة القطاع المصرفي ومتانته والقدرة الرقابية للسلطات النقدية، بل تضعها الاوساط المصرفية المشار اليها في معرض الحاجة الى استخلاص العبر من التجربة التي خاضها القطاع من جراء اتهام احد اعضائه بالتبييض بغية عدم التعرض لخوضها مجدداً. وفي هذا السياق، ترى هذه الاوساط ان السلطات السياسية مدعوة الى اخراج القطاع المصرفي من أي استغلال او استهداف محتمل له على خلفيات سياسية او ضغوط دولية قد تستهدف 'حزب الله' في مرحلة لاحقة اذا اشتدت الضغوط الاميركية عليه، باعتبار ان هذا القطاع يشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني ونجح في تحقيق نتائج باهرة أهلته للتوسع اقليميا ودوليا وتبوؤ مراتب عالية في ترتيب المصارف العربية والعالمية. وفي هذا السياق، تؤكد الاوساط عينها ان القطاع بالارقام التي حققها في الاعوام الاخيرة بات أكثر صلابة ومتانة، وهو قادر تالياً على تجاوز كل معوقات يمكن ان تعترض نموه وتطوره.
- 'النهار'
حرب : هل وزارة الاتصالات سيادية؟ كنعان: التصنيف مرادف لتخلف سياسي.. الخارجية للشيعة والمال للسنة والداخلية والدفاع للموارنة والأرثوذكس
عباس الصباغ:
يخترع بعض السياسيين اللبنانيين مفردات وتعريفات تدخل الحياة السياسية وتفرض نفسها، لتصبح اقرب الى العرف الذي قد يؤدي تجاوزه الى انتفاضة الطائفة المنتقصة حقوقها وفق اعتقاد زعاماتها الذين باتوا اسرى هذا العرف. ومن هذه الاختراعات اللبنانية اطلاق تصنيف الوزارات السيادية على وزارات الخارجية والداخلية والدفاع والمال، رغم غياب التعريف الدستوري والقانوني، علماً ان السيادة تكون للدولة، وهي اصلاً احد اهم عناصر الدولة إذ لا دولة بلا سيادة، والاخيرة تمارس باسم الدولة وليس تحت اي مسمى آخر. يبدو ان هذا المصطلح اطلقه الطاقم السياسي بعد الطائف على الأرجح وعرفت مرحلة ما بعد الطائف توزيع هذه الوزارات بالتساوي ما بين الطائفتين المسيحية والاسلامية. ولعل عهد ما كان يعرف بالترويكا التي ضمت الى رئيس الجمهورية رئيسي مجلسي النواب والوزراء كرس هذا العرف منذ حكومة الرئيس رفيق الحريري الاولى في خريف العام 1992، واستمر مع الحكومات الخمس للحريري، الى ان كسر مع الرئيس سليم الحص في العام 1998.ويجمع عدد من القانونيين على ان لا سند قانونياً لتصنيف الوزارات، لكن تكريس العرف جاء بعد الطائف.
حرب: تقليد وتسميات شعبية
لم يأتِ المشاركون في الطائف على تصنيف الوزارات ولم يشر أي منهم الى تسمية الخارجية والداخلية والمال والدفاع بالوزارات السيادية وفي السياق يعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال وأحد المشاركين في وضع اتفاق الطائف بطرس حرب، ان مصطلح الوزارات السيادية هو تعبير شعبي اكثر منه دستوري او قانوني، ويسأل لماذا لا تعتبر وزارات الاتصالات او التربية او الاشغال من الوزارات السيادية، اذا سلمنا بالتصنيف الآنف الذكر. ويوضح: 'انا اقدر ان هناك وزارات على جانب من الاهمية، ولكن ما هو المعيار الذي يستند اليه اصحاب ذلك التصنيف؟ لا اعرف على سبيل المثال اهمية وزارة الدفاع الوطني في الوقت الذي يتمتع قائد الجيش بصلاحيات وازنة؟'. ويرى حرب ان رأس الهرم الاداري في الوزارة، اي المدير العام، يتمتع بصلاحيات على جانب كبير من الاهمية، في الوقت الذي يضطلع الوزير بالمسؤولية السياسية.
اما في شأن التوزيع الطائفي على الوزارات التي تسمى سيادية فيعلّق: 'هذا تقليد، وربما هناك توازنات اوجدت هذا التقليد الشعبي، وفي كل الاحوال تبقى هذه التسمية شعبية وغير قانونية'.
كنعان: التصنيف ليس قانونياً
من جهته يرفض امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابرهيم كنعان تسمية الوزارات بالسيادية، ولكنه يذكًر بان النظام اللبناني هو، وفق تعريف الفقيه والقانوني ميشال شيحا، نظام طوائفي، ويضيف: 'قبل الطائف كانت بعض الوزارات، مثل الدفاع والداخلية توصف بالمهمة، واخرى كانت اقل اهمية، وغيرها كانت وزارات خدماتية. وانا اعتقد ان ذلك يعبر عن تخلف سياسي، وسأل لماذا لا تعتبر وزارة الثقافة او وزارة الشباب والرياضة، او حتى وزارة الدولة من الوزارات السيادية وهي اصلاً لا تقل اهمية عن الوزارات الاخرى؟ أما بعد الطائف اصبحت بعض الوزارات تعرف بالسيادية، وتم توزيعها على الطوائف الثلاث الكبرى، اي الموارنة والشيعة والسنة، وايضاً كان للارثوذكس حصتهم عبر موقعهم في نيابة رئاسة الحكومة ما ساهم في توليهم لوزارة سيادية'. ويدعو كنعان الى احترام مبدأ تداول السلطة لانه من 'أهم سمات النظام البرلماني' اما عن تخصيص بعض الوزارات لبعض الطوائف فيوضح: 'يجب ان يكون تداول السلطة محترماً، ليس فقط في الشكل العام، وان ينسحب على التداول ضمن الطوائف والمذاهب داخل الكتل النيابية او خارجها'..(للقراءة).
- 'السفير'
إسرائيل قلقة: القوة لم تعد تحمي الأنظمة
مسعود ضاهر:
في وقت تعيش فيه منطقة الشرق الأوسط حالة غليان كبيرة في أكثر دولها، أصرّت الولايات المتحدة الأميركية على استخدام حق الفيتو لإفشال قرار يصدر عن مجلس الأمن بموافقة جميع باقي أعضاء المجلس. فاعتبرت السلطة الفلسطينية، ومعها جميع العرب، أن إفشال مشروع القرار اتخذ خصيصاً لمصلحة إسرائيل. لذلك بادرت الديبلوماسية العربية إلى إدانة الفيتو الاميركي، ورفضت السلطة الفلسطينية العودة الى طاولة المفاوضات الا بعد وقف الاستيطان. وقرر العرب التوجه مجدداً الى الجمعية العمومية للامم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدين، ويرفض الفيتو الاميركي. وتحرك العرب لطلب دعم المؤسسات الدولية لضمان الحقوق المشروعة للفلسطينيين، والعمل على تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة بالطرق السلمية أولاً، وإدانة التطرف الاسرائيلي المنفلت من جميع القيود الدولية والقيم الإنسانية التي تحمي حرية الإنسان الفلسطيني وحقه المشروع في بناء دولته المستقلة.
جاء القرارالأميركي دعماً قوياً لإسرائيل التي تعيش اليوم مأزق الخوف على وجودها وسط تبدلات عربية وإقليمية لم تشهد المنطقة مثيلاً لها منذ ثورة مصر للعام 1952. وتتظاهر الدولة اليهودية بأن ما جرى في تونس ومصر وما يجري الآن في دول عربية أخرى لا يعنيها، في حين أن تلك التبدلات تثير فعلاً قلق المسؤولين الاسرائيليين من أن تقود موجة التغيير التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة مصر، إلى إعادة نظر جذرية في الاتفاقيات التي وقعتها مع الدولة اليهودية، مما يحدث خللاً كبير في الخطط الاستراتيجية الطويلة الأمد على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية.
إن قراءة متأنية للمسيرة التاريخية التي عاشتها إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 تثير الرعب في نفوس الإسرائيليين. فقد نعمت لعقود طويلة بحالة من الاطمئنان إلى مواقف دول الجوار الإٌقليمية في إيران، وتركيا، وأثيوبيا والتي كانت داعماً لها بقوة. ثم اطمأنت إلى موقف مصر بعد اتفاقيات كامب دايفد، وإلى موقف الأردن بعد اتفاقيات مماثلة على أساس &laqascii117o;حسن الجوار"، أو سياسة عدم الاعتداء أو توتير العلاقات الحدودية بين الجانبين. كما أنها تعيش حالة ضبابية من اللاحرب واللاسلم مع سوريا منذ العام 1973.
لكن التبدّلات الجذرية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ انتصار الثورة الإيرانية، والتبدلات السلمية في تركيا إبان مرحلة رجب طيب أردوغان، وانتفاضة الشعبين التونسي والمصري في مطلع العام 2011 أعادت خلط الأوراق لغير مصلحة إسرائيل.
بات على القيادة الاسرائيلية أن تعيد النظر بعمق في سياساتها واستراتيجياتها تجاه دول الجوار الإقليمية، وان تأخذ بعين الاعتبار أن مصر ستحاول استعادة دورها الطليعي في العالم العربي. إلا أنها ما زالت تكابر بزعامة تحالف ناتانياهو – ليبرمان، ويطلق قادتها تصريحات علنية لطمأنة المجتمع الإسرائيلي القلق على مصيره. وأكدوا مراراً أن الجيش الاسرائيلي مستعد &laqascii117o;لكل الاحتمالات". ولمزيد من طمأنة الاسرائيليين صرح رئيس الدولة شمعون بيريز بأن ايران على أبواب تغييرات كبيرة. وهو يراهن على نجاح المعارضة الداخلية القوية في إحداث تغيير جذري في النظام الإيراني من طريق المظاهرات المتلاحقة في شوارع طهران. ولعله يتوهم أن انتصار المعارضة الإيرانية قد يخفف من عداء الشعب الإيراني لإسرائيل، ويمهد لإقامة &laqascii117o;علاقات طبيعية" معها من دون أن تبدل الدولة اليهودية من إيديولوجيتها العنصرية، ومن ممارساتها الفاشية ضد الفلسطينيين وباقي العرب.
هكذا تحاول القيادة الإسرائيلية إقناع شعبها بأن كل دول منطقة الشرق الأوسط عرضة للتغيير إلا إسرائيل. وأن النظام المصري بعد الرئيس مبارك سيتحاشى إلغاء إتفاقية &laqascii117o;كمب ديفيد"، حتى لا يغضب الأميركيين. ويبني أوهاماً كبيرة على بيان للقيادة العسكرية الحالية في مصر والتي تعهدت بالحفاظ على الاتفاقيات الدولية التي وقعها النظام السابق. وتعتقد أن النظام الاردني ما زال قوياً ومتماسكاً وليس عرضة للتغيير كما يتوهم البعض بل يحاول امتصاص النقمة، ولا خوف من الاتفاقيات المبرمة معه.
تراهن القيادة الإسرائيلية على استمرارالصراع الداخلي بين حركتي &laqascii117o;فتح" و&laqascii117o;حماس". وان القيادة الرسمية الفلسطينية تخلت منذ زمن طويل عن اسلوب الكفاح المسلح الذي بات حكراً على حركة حماس وحلفائها. وهي على قناعة شبه تامة من أن القيادة الفلسطينية ما زالت على استعداد لمتابعة المفاوضات في حال حصولها على بعض الضمانات الأميركية. وقد تأكدت أن الصدام مع الإدارة الأميركية غير مجدٍ، كما ظهر من خلال رفض مشروع القرار العربي الذي قدم إلى مجلس الأمن. فرغم الإجماع الدولي، شهرت الولايات المتحدة سلاح الفيتو لإسقاط المشروع داخل المجلس، لأنه يدين الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، ويقطع الطريق نهائياً على مشاركة إسرائيل في مفاوضات الحل السلمي.
بدا واضحاً أن التبدلات العاصفة التي تشهدها المنطقة العربية لم تؤثر قط في الأسلوب الفظ الذي تعتمده القيادة الإسرائيلية. لذلك دعت سوريا مجدداً إلى التفاوض من دون شروط مسبقة، أي التخلي الطوعي عن طرح عودة الجولان المحتل إلى السيادة الإسرائيلية. وطالبت الحكومة اللبنانية إلى منع &laqascii117o;حزب الله &laqascii117o; من المشاركة في أي حكومة لبنانية.
وأرسلت الإدارة الأميركية إثنين من ابرز صقورها المؤيدين لإسرائيل إلى لبنان وهما السناتور ماكين، والسناتور ليبرمان، فهدّدا اللبنانيين من قلب بيروت بأن الإدارة الأميركية تتمسك بتصنيف &laqascii117o;حزب الله" كمنظمة إرهابية، وأنها ستحدد موقفاً واضحاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على ضوء تشكيل الحكومة الجديدة، وفور صدور بيانها الوزاري.
وبالغت إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، في إظهار مخاطر زيارة بارجتين عسكريتين إيرانيتين إلى البحر المتوسط. وندّدت بالقرار المصري الذي سمح لهما بعبور قناة السويس. وبرزت تصريحات نارية لقادة إسرائيل تؤكد على أن أمن الدولة اليهودية بات مهدداً. وحذرت من أن لديها كامل الحق في اتخاذ التدابير التي يرونها ضرورية للدفاع عن أمن إسرائيل بموجب خطط استباقية تقوم على توجيه ضربات عسكرية اعتادت تنفيذها عندما تشعر بالخطر الداهم.
اللافت للنظر أن القيادة الإسرائيلية التي تنشر طمأنينة خادعة بين الإسرائيليين تبدو قلقة جداً من التحرك الثوري للشعوب العربية. فالأوهام التي تزرعها في أوساط المجتمع الإسرائيلي الخائف على مصيره لن تعمر طويلاً. مردّ ذلك إلى أن كل ما حول إسرائيل يتغير بسرعة مذهلة، وأن جميع شعوب الشرق الأوسط ادركت أن إسرائيل ليست دولة ديموقراطية بل عنصرية تمارس أقصى درجات الفاشية تجاه الفلسطينيين، وذلك باعتراف كثير من الباحثين والإعلاميين الإسرائيليين.
ختاماً، تدرك إسرائيل جيداً أن القوة المفرطة لم تعد تحمي أي نظام من السقوط. فانتفاضات الشعوب العربية واضحة في دلالاتها. والإفراط في استخدام القوة ضدّ قوى المعارضة والممانعة الشعبية لن يحمي بعد الآن مقولة الاستقرار مقابل القمع وفقدان الغذاء والتعليم والعمل والكرامة والحرية وغيرها من المقومات المادية والمعنوية الضرورية للإنسان. فقد كسرت الشعوب العربية جدار الخوف من أنظمتها التسلطية كما كسر اللبنانيون والفلسطينيون حاجز الخوف من الاحتلال الإسرائيلي. ومع أن الولايات المتحدة دخلت بقوة لطمأنة الإسرائيليين الخائفين على مستقبلهم في منطقة شديدة الاضطراب، إلا أن تلك التطمينات باتت غير كافية لإزالة القلق الاسرائيلي المتزايد طالما أن قدرة الأميركيين على المغامرة العسكرية مجدداً في منطقة الشرق الأوسط باتت الآن في حدودها الدنيا. فإسرائيل ستواجه اليوم الثمار المرة لسياسة القمع والإرهاب والاستيطان التي مارستها منذ نشأتها بأسلوب فاشي وعنصري بامتياز.