صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيليةشيء غريب يحدث في جنوب لبنان ,فيجب على جهاز الأمن الإسرائيلي أن يأخذ حذره.
وكما ذكرت الصحيفة اللندنية' لندن أوبسيرفير' في 27 نيسان ,فإن المئات وربما الآلاف من مجندي حزب الله العسكريين يتدربون تحضيراً للحرب. 'ولم يسبق أن شوهد حشود من الرجال ومعدات البناء ووقود النقل كتلك التي يمتلكونها.'معظم المقاتلين يتم تدريبهم في وادي البقاع في لبنان,أو في سوريا ,أو في إيران.
مع التمويل الإيراني السخي , فإن الجناح العسكري السري في حزب الله يكثف تحوله من مقاتل حرب عصابات إرهابي إلى جيش بالزى الكامل ومدرب تدريباً ميلشياوياً.
وبالطبع فإن القرار 1701 التابع لمجلس الأمن ينص على أنه يجب ألا يكون هناك أي نشاط عسكري في جنوب لبنان حفاظاً على حياة 10000 جندي لبناني منتشرين هناك,ومدعّمين ب13000 قوة من قوات اليونيفيل و15000 فرد من قواتها البحرية المتمركزة على طول الساحل.هذه القوات مكلفة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار,الأمر الذي يخول اليونيفيل أن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة ...لضمان أن منطقة عملياتها لا تـستخدم لأي نشاط عدائي من أي نوع 'كما أنه يمنع أي دولة من إدخال أسلحة إلى لبنان.'
عملياً, إن حزب الله ينتهك وقف إطلاق النار من دون خجل.وعندما يتعثر اليونيفيل بانتهاكات حزب الله فإنه يميل إلى إصدار تقارير غامضة وجزئية.
في السنة الماضية صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالقول أنه يشعر'بالقلق الشديد'إزاء تهريب السلاح عبر الحدود اللبنانية السورية.إن قلقه قائم على أسس متينة ومن غير المحتمل أن يتخذ مجلس الأمن أي خطوات فورية في ذلك الصدد.
إن إحجام القوات الدولية' عن اتخاذ أي إجراءات لازمة'في مواجهة حزب الله هو شيء مفهوم.لقد قتل لغاية الآن اثنا عشر فرداً من قوات اليونيفيل,فقوات اليونيفيل لا يسمح لهم إطلاق النار إلا في حالة الدفاع عن النفس,فهم حتى لا يستطيعون دخول أي بلدة لبنانية من دون مرافقة الجيش اللبناني.
ما يحدث في الجنوب يجب النظر إليه في سياق الحجم الإجمالي لتجزئة لبنان السياسي.
المسيحيون العرب فقدوا سيطرتهم السياسية و الديموغرافية في لبنان منذ سنوات. فبحكم العرف الرئاسة هي لأبناء الطائفة المارونية,وكرسي الرئاسة لا يزال فارغاً منذ تشرين الثاني 2007 .
لقد أصبح حزب الله لاعباً أساسياً داخل لبنان.وتعود جذوره إلى السبعينات,فموسى الصدر بدأ تعبئة اللبنانيين الشيعة من أجل المساواة الاجتماعية و السياسية والاقتصادية.
في البداية لم يعارض الشيعة عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي ضد الإرهابيين الفلسطينيين في جنوب لبنان,حيث هزمت منظمة التحرير الفلسطينية.ولكن سواء بسبب الأخطاء الإسرائيلية أو النجاحات الإيرانية فلقد تحول حزب الله إلى خصم يهدد الدولة العبرية.
هذا يعيدنا إلى الحشود العسكرية التابعة لحزب الله.فالمرء يمكن أن يصدق أن حسن نصر الله سيمتنع عن شن هجوم آخر غير مستفز وذلك نظرا ًإلى الخسائر التي عانى منها لبنان عندما شنت إسرائيل هجوماً على لبنان بعد خطف الجنديين والذي كلف لبنان الملايين من الدولارات وسمي ذلك الهجوم بالحرب اللبنانية الثانية.ولكن إيران تمتلك الكثير من النقود ,وبناء خلافة عالمية لا تأتي بثمن بخس.
علاوة على ذلك ,وعلى الرغم من التأكيدات الإسرائيلية بأن المئات من مقاتلي حزب الله قد قتلوا خلال الحرب,فإن تقارير دراسة العسكرية الأمريكية أفادت أن عدد الذين قتلوا'فقط'184 .وهؤلاء 'الشهداء'هم حصيلة قتلى حزب الله -ولقد بدا أن المؤيدين الشيعة قادرين على الاستيعاب.على أية حال فإن نصر الله ينفذ تعليمات جهة عليا. فإذا أصبحت إيران شديدة العصبية تجاه احتمال خروج سوريا من محورها ,فلا شيء سيكون أفضل من حرب مع إسرائيل ليعيدها إلى مكانها.
إن مراقب حزب الله غاي بيتشير لا يتوقع أي هجوم من قبل حزب الله في القريب العاجل,ولكنه لا يخرج احتمال حصول هجوم مفاجئ واسع النطاق من حساباته.وقال أن المئات من رجال حرب العصابات قد يندفعون نحو الحدود ويستولون على الأرض ويأخذون المئات من الرهائن,عندها يمكن لنصر الله أن يدعي أنه أول قائد عربي استطاع بنجاح غزو فلسطين منذ عام 1948 .
مع هذا القدر الكبير من الاهتمام الأمني المركز على تهديد حماس وعلى عيد الاستقلال,وبالنظر إلى المفاجأة التي تلقتها إسرائيل في صيف 2006 لا يسعنا سوى القول:أبقوا عيونكم على الجنوب اللبناني.