- 'السفير'
رسالة إلى قناة 'الجزيرة'
عفيف النابلسي:
بداهة نشكر قناة &laqascii117o;الجزيرة" على الدور الإعلامي الكبير في إيصال صوت الشعوب العربية المقهورة إلى العالم، والجهود الجبارة التي تقوم بها لتضيء على الواقع الأليم لهذه الشعوب التي مرّت بحقبات من التخلف والحرمان وفقدان الكرامة والحقوق الإنسانية. ولا شك في أنها أبلت بلاءً حسناً في نقلها أخبار الثورات التونسيّة والمصريّة وحالياً الليبيّة وطريقة بيانها لتطور الأوضاع على المستويين الميداني والتحليلي، وكذلك في تغطيتها المتواصلة للأحداث الجارية في اليمن.
في كل ذلك، تستحق &laqascii117o;الجزيرة" التقدير في مقام إظهارها الشجاعة والاحتراف والمساعدة على تغيير واقع عربي كان مُلكيّة خاصة للحكام وعوائلهم وزبانيتهم يتصرفون به كيفما يشاؤون. لكن ما يحصل في البحرين من غليان شعبي وفوران جماهيري وتجمعات ومظاهرات صاخبة تطالب بإصلاحات سياسيّة ودستوريّة، ولجوء الحكم الملكي في البحرين لإعلان حالة الطوارئ والزج بالجيش لمواجهة الشعب واستخدام القوى الأمنية للرصاص الحي ما أدّى إلى مئات الضحايا بين قتيل وجريح، والاستعانة بعساكر خارجيّة من السعوديّة والكويت والإمارات ضد شعب أعزل يتطلع بأمل ووعي للعيش بمقتضى العدالة والمساواة وفي ظل دستور يحترم الحقوق السياسيّة والإنسانيّة لجميع أبناء البحرين. كل تلك التطورات غير المسبوقة في بيئة متشابكة ومتداخلة ومتبادلة التأثير وشديدة الحساسيّة والخطورة بالنسبة لأهلها القاطنين فيها وللخارج الذي يعوّل على الاستقرار لضمان تدفق النفط، يبدو وكأنّه يحصل في كوكب آخر لا على الأرض ولا على مقربة من دولة قطر الحاضنة لهذه القناة فامتنعت من الإطلالة على المشاهدين لتكشف حقيقة ما يجري وتنقل صورة الوضع على ما هو عليه.
وأمام هذا التصرف المريب من قناة &laqascii117o;الجزيرة" فإننا نقف على خطين من التساؤل. ففي خط التساؤل الأول، فإنّ &laqascii117o;الجزيرة" وكما هو معروف ترفع شعار الرأي والرأي الآخر. ومن يرد أن يرفع مثل هذا الشعار عليه أن يعمل بموجباته وأن يلتزم معاييره في الموضوعيّة والحياديّة والمصداقيّة والوضوح والشفافيّة والجرأة في قول الحق وإن ضرّ على الباطل وإن نفع. بيد أن من يراقب &laqascii117o;الجزيرة" هذه الأيام يستنتج أنها لا تظهر بهندام واحد، بل تبدو في وضع وقد هجرت فيه هذا الشعار، أقلّ تنوعاً وأضيق أفقاً وأكثر ميلاً وانحيازاً لوجهة نظر النظام الملكي، متخلية عن أصالتها النقدية واقتحاميتها في الدخول إلى النقاط الساخنة لنقل الصورة والخبر. و&laqascii117o;الجزيرة" التي ظهرت في أماكن كثيرة منيعة أمام الضغوط والمغريات تعترض وتثور، هي أقرب ما يكون اليوم فيما يخص قضية البحرين إلى الاكتفاء القانع بالهمهمات الإخبارية بين حين وآخر. تساوم على دفتر شروطها لمصلحة الدولة التي تمولها أو لمآرب أخرى لا تستوي علة لتبرير غيابها عن الأحداث في البحرين ولا لما أصاب صدقيتها ومهنيتها من خدش. وفي خط التساؤل الثاني، إنّه ونتيجة إحساس &laqascii117o;الجزيرة" بحجم الانتهاكات المروعة بحق الإنسان خصوصاً في عالمنا العربي والإسلامي، فقد خصصت جانباً مهماً من تغطيتها ومتابعاتها لتناول قضايا حقوق الإنسان ورصد الجرائم والتجاوزات التي ترتكب بحقه. وقامت منذ سنوات بتأسيس مركز لهذه الغاية تصدى للكشف عما يلحق الإنسان من أذى وظلم وعسف وما إلى ذلك، وفضح من يعمد إلى ارتكاب الجرائم والمساعدة إعلامياً على ملاحقته قضائياً. لكن في البحرين يبدو أن الموضوع مختلف. وسفك الدماء الذي حصل والاعتقالات التعسفية وقمع المتظاهرين بالعنف والرصاص الحي والدبابات والطائرات لا يدخل في حسابات مركز &laqascii117o;الجزيرة" ولا في أجندة من يحرر الأخبار.
لقد وجدت من واجبي أن أنوه بـ&laqascii117o;الجزيرة" من جانب، وأنبّهها إلى انحرافها وخروجها عن خط الالتزام بقضايا الحق والإنسان من جانب آخر. فحبذا لو تسارع &laqascii117o;الجزيرة" إلى تصحيح أخطائها لتبقى صوت العقل الحر المستقل الذي يبحث عن الحقيقة ويساعد في نشر ثقافة العدل والمساواة والحرية في منطقتنا التي رزحت لسنين تحت سياط العنف والظلم، وعانت لحقب طويلة من حكام مستبدين ساقوا شعوبهم إلى التخلف والجهل والتبعية.
ـ 'السفير'
رسالة لحاكم البحرين
سامي خضرة:
يا حاكم البحرين ...
أكتب لك بدون سابق معرفة أرجو أن لا تحصل، ولست حريصا عليها، ولا تعني لي شيئا.
لعلّ أيامك الخالية وبطانتك المرائية لم تساعدك على قراءة التاريخ جيدا ووقائعه وتقلباته ومصائر الحاكمين.
فلو راجعتَ معي مصير هؤلاء لرأيتَ أن ألقابهم وأموالهم وجيوشهم والمتزلفين من حولهم ما نفعتهم بشيء عند حاجتهم وفاقتهم.
هكذا السلاطين والجبابرة والفراعنة والملوك... ألا ترى أنّك أنت بذاتك عندما أضفتَ لنفسك لقب &laqascii117o;ملِك" منذ سنوات لم يقدم ذلك شيئا ولم يؤخر؟!
الأمثلة من حولك ومن قبلك في من حكموا وظلموا عصية على الإحصاء، ولن تتغير سنن الدنيا قط أنملة و&laqascii117o;الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم"!
يا حاكم البحرين ...
الغريق لا ينقذ غريقا ، فكفاك أوهاما تدمغها الحقائق وتزهقها.
أنت أولا وثانيا وعاشرا، عبدٌ من عباد الله عزّ وجلّ ، لا تمنع عن نفسك مرضا ولا وهنا ولا ضعفا... وما تظنه مصدر قوة لك إن هو إلا سراب أو بيت عنكبوت .
ان غدا لناظره قريب:
ترى، لكن بعد فوات الأوان!
ونرى ... وسوف تكون عبرة لمن بعدك والسلام.
ـ 'الأخبار'
'أيند لوسونغ'... أو الحل النهائي للمسألة الشيعية
شعلان شريف (هولندا/ العراق):
اخترت أن يكون عنوان المقالة باللغة الألمانية، اللغة المحبّبة لعدد من آباء القومية العربية ومنظّريها، من ساطع الحصري إلى مطاع صفدي. واضح أنّ العرب لديهم مشكلة أو لنقل مسألة مشابهة جداً لتلك المسألة التي دوّخت الأوروبيين في النصف الأول من القرن العشرين، إلى أن تطوّع الزعيم النازي أدولف هتلر وحاول حلّها.
أقصد المسألة اليهودية: دي أيند لوسونغ دير يودن فراغه. كان اليهود يتآمرون على أوروبا، بل على البشرية جمعاء في كل العصور. ينقلون الشرور معهم مثلما تنقل الجرذان الطاعون، كما ظهر في الفيلم الوثائقي النازي الشهير &laqascii117o;اليهودي الأبدي". اليهود يمارسون شيئاً يشبه ما نسميه نحن العرب والمسلمين &laqascii117o;التقية". يظهرون عكس ما يبطنون. لذلك، لا يمكن أن يؤتمنوا أبداً. مهما أظهروا من الحب، فهم حاقدون. مهما تعلقوا بالوطن، فهم خونة. وكيف يمكن تصديقهم وهم من قتل المسيح في الماضي؟!
كان بين الأوروبيين مَن يعيش قلقاً دائماً: كيف نشعر بالطمأنينة وبيننا تعيش مجموعة من الخونة، المتآمرين، قتلة المسيح، اليهود؟ كل الحلول المقترحة لم تشعر الأوروبيين بالطمأنينة. حتى وعد بلفور القاضي بإقامة &laqascii117o;وطن قومي" لليهود، خارج أوروبا، لم يكن كافياً. فمن يضمن أن هؤلاء اليهود لن يتآمروا علينا من وطنهم القومي الجديد؟ إنها مسألة تحتاج إلى حل جذري، نهائي، جريء وشجاع. وهو أمر يحتاج إلى قائد جريء وشجاع. هكذا وهب الله الأوروبيين &laqascii117o;قائداً شجاعاً" اسمه أدولف هتلر! وقرر الزعيم وضع حدّ لهذا &laqascii117o;الطابور الخامس"، حصان طروادة، الشرير، اليهودي الأبدي. الحل النهائي، فكرة بسيطة: نبحث عن اليهود في كل أوروبا: بيت بيت... زنقة زنقة... ونلتقطهم واحداً واحداً، ثم نحرقهم جماعات جماعات في أفران الغاز. وبعدها لن تكون هناك &laqascii117o;مسألة يهودية". ونحن العرب؟ مشكلتنا مشابهة لمشكلة أوروبا في القرن الماضي. لدينا قوم يشبهون &laqascii117o;يهود أوروبا". اسمهم الشيعة. يمارسون شيئاً اسمه &laqascii117o;التقية"، يظهرون عكس ما يبطنون. لا تصدّقوهم أبداً. حتى لو استشهدوا في سبيل الأمّة، وحتى لو قاتلوا ضد أعدائها، فإنهم يفعلون ذلك &laqascii117o;تقية". هؤلاء القوم الغريبون، اسمهم &laqascii117o;الشيعة". هم عرب، كما يبدو من سحناتهم ولسانهم وألقابهم القبلية. لكنهم ـــــ لسبب غير واضح ـــــ يكرهون &laqascii117o;العرب" (فهم ليسوا عرباً كما تعرفون بل &laqascii117o;فرس"!)، ويتآمرون عليهم. ومن صفاتهم غير المفهومة أيضاً، أنهم يكرهون الأوطان التي ولدوا فيها هم وأسلافهم منذ قرون. شعب غريب حقاً!
انظروا مثلاً ماذا يفعلون الآن في البحرين: إنهم يتظاهرون سلمياً! لا تصدقوهم، هذه &laqascii117o;تقية". هل رأيتم حين أرسلنا إليهم مجاميع من البلطجية المسلحين بالسكاكين والعصي وبنادق الصيد؟ لم يردوا علينا بعنف مضاد. لا تصدقوهم. هذه تقية. حين خطب خطباؤنا في مساجد أهل السنّة مهدّدين بالويل والثبور ضد &laqascii117o;المؤامرة الشيعية الصفوية"، ومحذرين من &laqascii117o;الأجندة الطائفية" للمتظاهرين، لم يردّوا هم سوى بشعار: وحدة وحدة وطنية. هل رأيتم كم هم طائفيون هؤلاء الشيعة. وكم يكرهون البحرين؟ حتى إنهم من فرط التقية والكراهية، حملوا أعلام البحرين أثناء التظاهرات.
إنهم بارعون في التقية إلى درجة أنهم خدعوا جميع السفراء الأميركيين الذين تعاقبوا على المنامة، وكذلك المبعوث الأميركي الذي أوفدته واشنطن لمتابعة الاحتجاجات. نحن نعرف أن هؤلاء الشيعة ليسوا سوى دمى تحركهم أصابع إيرانية. لكن كل الدبلوماسيين الأميركيين لم يتمكنوا من رؤية ذلك. إنهم يقولون إنّ إيران لا تمارس دوراً في الاحتجاجات الشيعية في البحرين! هل رأيتم كيف انطلت &laqascii117o;التقية" على الأميركيين؟
نحن العرب، لن ننعم بالسلام ما دام هؤلاء الشيعة الطائفيون يعيشون بيننا. لا بد من حلّ نهائي. &laqascii117o;أيند لوسونغ دير شيعة فراغه" Die Endl&oascii117ml;sascii117ng der Jascii117denfrage. لا بد من زعيم شجاع وجريء من طينة هتلر. نعم كان لدينا زعيم جريء وشجاع، اسمه صدام حسين. رمى بنصف مليون شيعي على الحدود، ودفن نصف مليون آخرين في مقابر جماعية. لكننا نحن العرب غدرنا به، رغم أن الغدر ليس من عاداتنا، بل من عادات الشيعة! وفتحنا أبوابنا للغزاة الأميركيين ليسقطوا نظامه ثم يسلّموه إلى الشيعة، فيقتلوه في يوم عيد الأضحى! لكن سنكفـّر عن خطيئتنا بحق صدام حسين. سننتقم من الشيعة في البحرين. هؤلاء الذين يتظاهرون سلمياً. لقد نفد صبرنا معهم. بلطجيّتنا يضربون شبابهم ونساءهم وأطفالهم، يهجمون عليهم بالعصي في الجامعة والمستشفى. مرتزقتنا المسلحون يجوبون أحياءهم السكنية ويكسّرون محالهم التجارية. وهم يهتفون: وحدة وحدة وطنية. كم هم حاقدون هؤلاء! لقد نفد صبرنا. هل رأيت تلك الصورة التي صاروا يتداولونها في منتدياتهم الحاقدة. صورة أحدهم بعدما أطلقنا عليه الغاز المسيل للدموع. كان مختنقاً وسقط على الأرض شبه مغشي عليه، لكنه ظل يحمل راية البحرين ولم يدعها تسقط. هل رأيت التقية؟ يا إلهي كم يكرهون البحرين. هذه طبيعتهم: يكرهون أي بلد يعيشون فيه. إنهم قوم غريبو الأطوار هؤلاء الشيعة. لقد نفد صبرنا. ليبدأ الحل النهائي! أيند لوسونغ. قوات &laqascii117o;درع الجزيرة" ستلاحقهم بيت بيت... زنقة زنقة... المجد لهتلر العرب!
ـ 'الديار'
اختلاف الموقف الاميركي والفرنسي بشأن لبنان
صورة الأحداث:
كان من المقرّر ان تذهب مجموعة من الضبّاط اللبنانيين في قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني الى الولايات المتحدة الاميركية لإجراء دورة تدريبيّة عسكرية وامنية، فتمّ رفع اللائحة الى السفارة الاميركية التي ارستلها الى واشنطن، فعاد الجواب من اميركا،بأن اسماء ثلاثة ضباط غير مرغوب فيهم بالمجيء الى واشنطن، اما بالنسبة للبقية مقبولين والضباط الثلاثة هم من قوى الامن الداخلي، ويمكن اصلاً ان تكون اللائحة محصورة بالأمن الداخلي وليس بالجيش اللبناني، بالنسبة للضباط المسافرين لإجراء الدورة في الولايات المتحدة وبعد وصول اللائحة الى مديرية قوى الامن الداخلي وشطب ثلاثة اسماء لضباط من الامن الداخلي، استفسرت قيادة قوى الامن الداخلي من السفارة الاميركية عن سبب شطب الاسماء الثلاثة، فجاء الجواب، ان هناك توجيهاً من الكونغوس الاميركي بمنع استقبال ضباط عملوا على اعتقال عناصر عملاء&laqascii117o; للموساد" في لبنان، وهذه التوصية يأخذ بها البنتاغون، وبالتالي لا يمكن لاستقبال هؤلاء الضباط، وجرى نقاش مع السفارة الاميركية فذكرت السفارة الاميركية ان الكونغرس لديه اسبابه، ولا يستطيع تغيير قراره، وان من بين الملاحظات التي وضعتها لجنة الدفاع في الكونغرس، هو انه، لماذا لا يتمّ اعتقال عملاء للمخابرات السورية وهم موجودون في لبنان؟ بل يتم اعتقال عملاء &laqascii117o;الموساد" فتمّ الشرح، ان بين لبنان واسرائيل هدنة وحرب سابقة واحتلالات، اما مع سوريا فهي دولة عربية لها حلفاء في لبنان يعلمون كل شيء، ولا تحتاج الى عملاء مخابرات يعملون على الارض، فلم تقتنع السفارة الاميركية، واصرّت على ابعاد الضباط الثلاثة،عندها رفضت مديرية قوى الامن الداخلي ارسال بقية الضباط كلهم الى الولايات المتحدة، وعبثا جرت محاولات لإرسال الضباط المسموح لهم وابقاء الضباط غير المسموح لهم في لبنان، الاّ ان مديرية قوى الامن الداخلي، رفضت هذا الامر واصرّت على ارسالهم جميعاً او عدم ذهاب أحد.
بعد اسبوع، قام المسؤول الامني في السفارة الفرنسية بزيارة قوى الامن الداخلي وابدى احتجاجه على الموقف الاميركي، وابلغ وزارة الداخلية اللبنانية بأن فرنسا جاهزة لإستقبال كافة الضباط الذين كانوا سيذهبون الى الولايات المتحدة الاميركية كي يأتوا الى فرنسا، ويتدرّبون هناك دون تمييز بين ضابط وضابط، وكانت هذه اشارة من فرنسا الى ان باريس عازمة على عدم وضع السياسة في برنامج تعزيز الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، مؤكدة ان الإعتبارات الاميركية لا تدخل في الاعتبارات الفرنسية وفرنسا مستعدّة لتدريب عناصر الجيش وضباطه، وايضاً مستعدّة لتدريب ضباط وعناصر قوى الامن الداخلي دون الاخذ بعين الاعتبار اسباب سياسية في هذا المجال.
في العودة الى شطب الاسماء الثلاثة للضباط من قوى الامن الداخلي الذين شاركوا في توقيف عملاء لـ&laqascii117o;لموساد" يبدو ان جهاز الموساد بدأ يتحرّك مع اللوبي الصهيوني في اميركا ويحارب مديرية المخابرات وشعبة المعلومات في عملهم لملاحقة عملاء الموساد، ويحاول اللوبي الصهوني كل فترة ايقاف صفقة تسلّح الى لبنان هي من ضمن البرنامج المتّفق عليه للضغط على لبنان بسبب قدرة لبنان على اكتشاف عملاء &laqascii117o;الموساد" واعتقال حوالى85 عميلاً حتى الآن، وهي اول سابقة في تاريخ جهاز الموساد حيث يقع 85 عميلاً للموساد في إيدي مديرية مخابرات الجيش، وفي إيدي شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي.
في موقع الكتروني اسرائيلي، يذكر ان جهاز &laqascii117o;امان" الاسرائيلي وجهاز &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي يحاولان استكشاف القدرات التقنية والفنية لدى مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وبالتالي كيفية تجنيد عملاء للموساد جدد يملكون اسلوباً جديداً للتحرّك ويملكون تقنيات في الاتصال متقدّمة بشكل لا تستطيع فيه مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التقاط اتصالاتهم ومعرفتهم، وذلك في ظلّ متابعة جهاز &laqascii117o;الموساد" التجسّسي على الاراضي اللبنانية في كل القطاعات، ويبدو ان جهاز &laqascii117o;الموساد" اصيب بنكسة بعد اكتشاف عملاء للموساد في جهاز الاتصالات ونزع كل ما زرعه &laqascii117o;الموساد" في عواميد الارسال وقد استنجد &laqascii117o;الموساد" بأجهزة التنصّت الاميركية في قبرص المواجهة للشاطئ اللبناني للمساعدة على التقاط التنصّت الخليوي في لبنان، كما اقامت اسرائيل شبكات عواميد على طول الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لإلتقاط ارسالات الخليوي في لبنان، لمتابعة ما يجري وقد تم تنظيف لبنان من 85 عميلاً كانوا يعملون لصالح اسرائيل في مجال الاتصالات والمصارف واعطاء المعلومات عن كل ما يجري في لبنان، وحتى داخل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وبذلك وضع جهاز &laqascii117o;الموساد" لائحة بأسماء ضباط في الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وعمل مع الإدارة الاميركية والكونغرس لمنعهم من متابعة دراساتهم في الولايات المتحدة الاميركية، ثم ان اسرائيل احتجّت لدى فرنسا والولايات المتحدة الاميركية على تزويد لبنان بهذه التقنيات لمراقبة الاتصالات، وعلى تدريب عناصر في مكافحة التجسّس، اضافة الى تلقي لبنان اجهزة تنصّت من دول عربية هي من صنع اميركي. الحرب القادمة في لبنان، هي حرب مخابرات اسرائيلية على كل شيء في لبنان، وبما ان اسرائيل غير قادرة على اختراق حزب الله مباشرة فهي تحاول عبر مواطنين يسكنون الجنوب واشخاص لهم علاقة بالمقاومة تجنيدهم لجمع معلومات عن حزب الله والمقاومة، وعن نشاط الجيش وقوى الامن والقطاع المصرفي والمعلومات الهامة لدى الدولة اللبنانية. لذلك، يتوجب على لبنان اخذ الحيطة والحذر من المرحلة القادمة، لأن حركة التجسّس الإسرائيلية ستزداد، فلا بد للبنان ان يتوجه بشكوى رسمية كاملة، تضمّ لائحة العملاء التابعين لـ&laqascii117o;لموساد" الذين اعترفوا بتعاملهم مع &laqascii117o;الموساد" الى مجلس الامن، وان يتمّ بحث هذه الشكوى في سبيل إدانة اسرائيل حتى ولو استعملت الولايات المتحدة حق &laqascii117o;الفيتو".
ـ 'النهار'
ولادة حكومة لبنان تنتظر الحلول من البحرين
سليم نصار ـ لندن:
مع ان الحشود اللبنانية التي تدفقت على ساحة الشهداء والحرية يوم الاحد الماضي، لم تطالب باسقاط النظام كما حدث في تونس ومصر... الا ان خطب قياداتها الاسلامية والمسيحية، تركزت على رفض وصاية السلاح والاستقواء على مؤسسات الدولة.
وكان واضحاً من تغيير موعد الاحتفال بالذكرى السادسة لاطلاق حركة 14 آذار، ان سعد الحريري وامين الجميل وسمير جعجع ودوري شمعون، ارادوا استغلال عطلة يوم الاحد لتجميع اكبر عدد من المحازبين والانصار. والغرض من وراء ذلك تعطيل اثر الانقلاب الذي اسقط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، عبر استقالة أحد عشر وزيراً بينهم عشرة يمثلون 'حزب الله' وحلفاءه. وقد وصفت تلك العملية في حينه، بأنها انقلاب على اتفاقي الدوحة والطائف، لأنها تجاهلت المقررات الملزمة بضرورة عدم التفرد بالمواقف الخاضعة للمشاركة.
ونتج عن ذلك التغيير في ميزان القوى، تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة حصلت سلفاً على دعم سوريا وحلفائها. كما حصلت بالتالي على تسهيلات من قبل 'حزب الله' الذي امتنع عن الدخول في الوزارة بواسطة المنتسبين الى صفوفه، تاركاً الفرصة لحلفائه مثل ميشال عون وسليمان فرنجية وطلال ارسلان.
واستغل العماد عون تحفظ 'حزب الله' ليطالب بالثلث المعطل وبالوزارات 'السيادية'، معتبراً انه يمثل الغالبية المسيحية. وقد اعانه على رفع سقف المطالب، غموض الموقف السوري الذي رفض التدخل لتسهيل مهمة ميقاتي، علماً بأن جماعة 14 آذار اتهمته بالانحياز الى 'حزب الله'، في حين اوحت استشاراته وتصاريحه بأن معايير التشكيلة الوزارية ستخضع لـِ'الوسطية'. كذلك كرر الحديث عن عزوفه عن استكمال عملية التكليف في حال تبين له ان الكل غير متعاون الا في الحدود التي تؤمن مصلحته لا مصلحة الوطن. ومن أجل محو هذا الانطباع من اذهان السياسيين، حضر الرئيس ميقاتي اجتماع دار الفتوى لاظهار تعاطفه مع الثوابت التي التزم بها الحاضرون، وفي مقدمها تطبيق اتفاق الطائف.
ورأى الرئيس سعد الحريري في هذه المبادرة عملية التفاف على زعامته السنية، لذلك قرر رفع درجة التحدي والقيام بزيارة مفاجئة لعاصمة السنة، طرابلس. واستقبلته بلدة 'القلمون' بماء الورد والارز والصنوج النحاسية التي يتقنون صنعها. وفي اليوم التالي زارته وفود شعبية من منطقة الشمال، وعدها باستمرار الدعم للمشاريع الاجتماعية والتربوية. وانهى زيارته يوم الجمعة بمهرجان حافل اقيم في معرض رشيد كرامي، كرر فيه وفاءه للاوفياء من ابناء مدينة الفيحاء!في تعليقه على الاشارات السياسية التي اطلقها سعد الحريري من فوق منبر ساحة الشهداء والحرية، وأمام جماهير طرابلس، وصف نجيب ميقاتي سلسلة الخطب بأنها تمثل التحدي الابرز لدور الشهيد رفيق الحريري. ورأى من خلال استذكار ذلك الدور الموحِّد، موقفاً مناقضاً لكل الكلام الذي يستدرج الفتنة الداخلية. لذلك اعتبر ان للحكومة التي يعمل على تأليفها، رسالة انقاذية لتبديد مخاطر فتنة يجب وأدها. وأوضح في جوابه على سؤال يتعلق بالصيغة التي يتمسك بها في حال نجح في تشكيل الحكومة، بأنها ستكون مشابهة للصيغة التي اعتمدتها الحكومة السابقة في بيانها الوزاري. اي معالجة سلاح المقاومة وموضوع المحكمة الدولية من طريق الحوار والتوافق بين كل الفئات اللبنانية.
يقول المقربون من البطريرك الماروني الجديد بشارة بطرس الراعي، ان انتخابه خلفاً للبطريرك صفير، سيحرك علاقات بكركي المجمدة مع سوريا منذ اكثر من عشر سنوات. صحيح ان مواقفه الحادة ازاء عدد من القضايا الراهنة قوبلت بالتحفظ، ولكن الصحيح ايضاً ان زيارته المرتقبة لسوريا ستساعد على ترطيب الاجواء. خصوصاً ان دمشق اضطرت الى التعامل مع العماد ميشال عون، كوكيل حصري للطرفين السوري واللبناني. وقد استثمر عون هذا الامتياز بذكاء بحيث تحولت زياراته الى المدن السورية حدثاً رسمياً لم يبلغه حتى الرئيس ميشال سليمان. أما بالنسبة الى تأخير تشكيل حكومة الانقاذ، فإن الرئيس ميقاتي لمس حجم الصعوبات التي تمنعه من تحقيق وزارة حسب مواصفاته. ورأى في بداية المشاورات انه قادر على اختراق جماعة 14 آذار في حال أعطى ممثليها بعض الوزارات السيادية أو الخدماتية. ولكنه فوجئ بمطالب ميشال عون الذي احتكر حصص المسيحيين. كما فوجئ بامتناع سوريا عن التدخل لتليين مواقف حلفائها. والسبب انها تنتظر بلورة التطورات الاقليمية في ليبيا واليمن والبحرين، خصوصاً ان تداعياتها السلبية بدأت تظهر في سوق الحميدية وحلب والقامشلي والحسكة ودير الزور ودرعا.
وذكر في هذا السياق، ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يفضل تأجيل عملية التشكيل الى آخر الشهر لعل المحكمة الدولية تنشر المزيد من التفاصيل عن التحقيق المتعلق في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري.
العذر الذي قدمه الرئيس المكلف ميقاتي يوم الاربعاء الماضي، يؤكد صعوبة التأليف لاسباب عزاها الى احكام الدستور. وشدد في بيانه الرسمي على ان الدستور لا يسمح بتمليك أي طائفة أو حزب أو فريق، غالبية مقررة أو معطلة داخل الحكومة. وعليه اتفق مع رئيس الجمهورية على التريث...
ويرى المراقبون في بيروت ان لقرار التريث اسباباً أخرى تتعلق بأزمة البحرين، وما قد يصدر عنها من ردود فعل بدأت مؤثراتها تظهر على الساحة اللبنانية. ذلك ان الاضراب الذي دعت اليه الاحزاب اللبنانية بتشجيع من 'حزب الله'، كان بمثابة المؤشر الاول على ربط احداث البحرين بالوضع اللبناني الداخلي. خصوصاً ان شيعة البحرين، الذين يمثلون الغالبية الشعبية، يتطلعون الى 'حزب الله' كمرجعية سياسية تتقدم في نظرهم، على مرجعية ايران. من هنا يتوقع المراسلون في بيروت، أن تشتد عملية الترابط بين ما يجري في البحرين وما قد يجري في لبنان. الأمم المتحدة استبعدت أن تترجم حملة الغضب الايرانية ضد دخول قوات 'درع الجزيرة' الى المنامة، بأنها مقدمة لعمل عسكري. فالرئيس محمود أحمدي نجاد طلب من حكومة البحرين الاستجابة لمطالب المحتجين.وردت عليه الحكومة البحرينية بانتقادات لاذعة ذكرته فيها بتظاهرات طهران التي قوبلت بالرصاص من قبل الشرطة والحرس الثوري. كما ذكرته بمصير الرئيس السابق رفسنجاني لأنه تجرأ على انتقاد ديكتاتورية مرشد النظام. ومع الاكتفاء بحرب البيانات الصادرة عن المراجع الدينية في 'قم'، يرى مراقبو الأمم المتحدة أن ايران لن تتورط في أي عمل حربي قد تستغله الولايات المتحدة لجرها الى حرب استنزاف ضد خصومها الكثر.
وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن 'حزب الله' لن يقدم على أي عمل عسكري في الوقت الحاضر، ما دامت ايران ستترك للدول العربية فرص التوسط والتفاوض بشأن مستقبل البحرين.
يستدل من مراجعة تاريخ البحرين الحديث ان هذه الجزر تعرضت لخطر الاستيعاب من قبل شاه ايران الذي هدد بملء الفراغ الأمني والسياسي عقب انسحاب القوات البريطانية واعلان الاستقلال. وارسل الملك فيصل بن عبد العزيز في حينه، مستشاره كمال أدهم الى طهران بهدف الاتفاق على صيغة مرضية يقبل بها السكان. وبما ان العلاقات السعودية – الايرانية سنة 1970 كانت تشهد مرحلة تقارب سببها ابتعاد الشاه عن اسرائيل، لذلك اتفق الفريقان على اجراء استفتاء يختار خلاله البحرينيون هويتهم الوطنية.
وأجري على أثر ذلك استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة (1970) صوت فيه السكان بغالبية ساحقة على الانتقال الى حضن العروبة. وبفضل هذا الانتقال، اكتسبت البحرين عضوية الجامعة العربية، ومن ثم انضمت الى الأمم المتحدة. وبسبب عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، لجأت حكومتها الى 'درع الجزيرة' لمساعدتها على ضبط الأمن وحفظ النظام في مواجهة اعداد كبيرة من المتظاهرين. وقد تطورت الاحداث منذ يوم الثلثاء الماضي، بحيث أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حالة الطوارئ، الامر الذي قاد الى اعتقال ستة قياديين طالبوا بتأسيس ملكية دستورية واستبدال النظام الملكي بنظام جمهوري! أثناء استقباله وزيرة الشؤون الخارجية الاسبانية، أكد لها الرئيس بشار الاسد رفضه القاطع لكل تدخل أجنبي عسكري في شؤون المنطقة. واعتبر ان شعوب الشرق العربي هي الأقدر على تحديد مصائرها ورسم مستقبلها، وان أي تدخل عسكري خارجي في شؤونها سيعقد المشكلات ويؤدي الى نتائج خطيرة.
وكان واضحاً من كلام الرئيس السوري، انه يؤيد كل الخطوات السياسية الرامية الى ابعاد التدخل الخارجي، مع الاحتفاظ بحق ايجاد الحلول الصحيحة للوسطاء العرب أو للمؤسسات ذات العلاقة مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي. ومثل هذا الاقتراح لم يعجب الرئيس أوباما ولا وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، التي انتقدت السعودية وحلفاءها الخليجيين، لأنهم اهملوا الولايات المتحدة أثناء تعاطيهم مع قضية البحرين.
ـ 'الحياة'
'جندي طلع من الصف'
جهاد الخازن / عيون وآذان:
ماذا يرى اللبنانيون، والموارنة تحديداً في العماد ميشال عون؟ هو يمثل نصف أبناء طائفته على الأقل، وحلفه مع حزب الله يعطيه نفوذاً إضافياً ليلعب دوراً في السياسة اللبنانية يتجاوز حجم طائفته ونفوذها.
كنت أرجو أن يستغل العماد دعم طائفته له، ونفوذه وتحالفاته، للتقريب بين طوائف الحكم في لبنان، إلا انني أجده عنصر خلاف لا توافق. عندنا بضع عشرة طائفة إلا ان الحكم تتقاسمه ثلاث لكل منها مشكلة أو مشاكل خاصة بها وحدها، والموارنة لن يعودوا الى موقعهم القيادي في إدارة شؤون البلاد، كما فعلوا حتى 1975، فالديموغرافيا الجديدة تمنع ذلك. ومشكلة السنّة، أو 14 آذار، انهم يفتقرون الى أي أنصار وسط الشيعة، كما ان مشكلة الشيعة انهم من دون أنصار بين السنّة.
في مثل هذا الوضع كان العماد ميشال عون يستطيع ان يلعب دور منقذ لبنان بالتوفيق بين الطوائف وقياداتها بدل أن يصبح عنصراً خلافياً آخر، وهو لو فعل (وأكتب منتقداً لأنني أراه انه لا يزال قادراً على لعب دور إيجابي حاسم ومهم) لَخَدم طائفته وبلده، وفتح صفحة زاهية في سجله الشخصي.العماد خسر حربي الإلغاء و 'التحرير' وكان طريقه الى المنفى عبر السفارة الفرنسية، وعاد ليقود التيار الحر ويستقطب ولاء نصف الموارنة، وبينهم محامون وأطباء وقضاة، ومع ذلك فحتى داخل التيار لم يحاول بعد أن يبني حزباً سياسياً له مؤسسات وبرنامج وهرم قيادي، فكل ما في التيار يقرره العماد وحده.أجد شعبية العماد غريبة، أو من دون تفسير، والسؤال الذي بدأت به أطرحه منذ سنوات على كل الناس، وأسمع ردوداً تراوح بين نصف المعقول والمستحيل. ولا جواب شافياً بينها. أسمع أن أكثر أنصاره يحبونه كرهاً بسمير جعجع، وأسمع ان قسماً من الموارنة لا يزال يريد استرداد المواقع التي فقدوها بخسارة الحرب الأهلية، ثم بما انتزع اتفاق الطائف منهم. وأسمع نقلاً عن مجالسه الخاصة ان وقوفه مع حلف الممانعة هدفه أن يحمي المسيحيين إذا انتصر هذا الحلف، أما إذا انتصر الفريق الآخر، فممثلو المسيحيين في 14 آذار يحمونهم، أو انه مع حزب الله، وبعده الأقلية الشيعية العربية للوقوف في وجه المدّ العربي السنّي الطاغي والحفاظ على خصوصية لبنان كبلد الأقليات.
أسمع تفسيرات كثيرة أخرى، غير أنني أعود وأراجع نفوذ العماد في طائفته ولبنان كله، ولا أجد ما يبرره. هو ليس في وسامة كميل شمعون، أو نزاهة فؤاد شهاب وريمون اده، وليس في خطابية ادوار حنين أو المعالفة. بل هو يبدو أحياناً نقيض هؤلاء، فينتقد الخطاب السياسي المحلي وبعض خطاباته يتضمن كلمات نابية ليست في القاموس السياسي اللبناني، كما ان بعض مواقفه لا يمكن الدفاع عنه، والكل يذكر انه عارض توزير نسيب لحود لأنه خسر الانتخابات وشن عليه حملة كبيرة، ثم نراه يصر على توزير صهره جبران باسيل الذي خسر الانتخابات مرتين، وإلى درجة ان أعضاء في التيار احتجوا على هذا الإصرار.العماد ميشال عون عاد الى لبنان من المنفى سنة 2005 وحمولته ثقيلة، فلا شيء في ماضيه العسكري والسياسي مما يفاخر به، ومع ذلك فنصف طائفته أسلم له القياد بسرعة، مع أنه ليس من أُسر الحكم المارونية المعروفة، وكان صعوده من المنفى الى قلب المعترك السياسي اللبناني من نوع 'جندي طلع من الصف'، وهي عبارة يفهمها العماد جيداً.
أرجو أن يتصرف العماد عون كضابط صقلت معارفه دورات أركان في الداخل والخارج، وليس كجندي محدود المعرفة. وهو سيستفيد ويفيد إذا أحاط نفسه بحلقة من المستشارين، ففي التيار الوطني الحر من هؤلاء ما يكفي ويزيد، مع انني أتمنى لو أن بين مستشاريه لبنانيين من خارج دائرته الضيقة لتوسيع حلقات النقاش. العماد ميشال عون يستطيع أن يلعب دوراً ايجابياً، وربما حاسماً، في إخراج لبنان من أزماته المتتالية، إلا أنه لا يفعل، وإنما يطالب بالثلث الضامن في الحكومة الجديدة، من دون وجه حق أو منطق، ويزيد من الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، فلا أقول سوى: الله يكون بعونك يا نجيب، إذا كان هؤلاء حلفاءك فأنت لا تحتاج الى خصوم. وأسأل مرة ثانية ماذا يرى اللبنانيون في العماد ميشال عون، ثم أرجو أن يفاجئنا جميعاً بلعب الدور الإيجابي التوفيقي المطلوب الذي يكرس إرثه السياسي.
ـ 'السفير'
جـنــود الاحـتــلال الإســرائـيـلــي يـكـســرون حـاجــز الـصـمــت (٢)
هكـذا قتلـنا وعذّبـنا ودمّرنـا وتحولـنا إلى آلـة ليـست إنـسانية
انطوان شلحت:
الفصل الثاني من الكتاب يتضمّن شهادات جنود وجنديات في شأن عنصر الفصل أو الانفصال.
وفي الظاهر إن مبدأ الفصل يؤكد أن الطريق الأفضل لحماية المدنيين اليهود سواء في إسرائيل أم في المناطق المحتلة كامنة في إقامة حاجز بينهم وبين السكان الفلسطينيين، غير أن الشهادات كلها تبين أن سياسة الفصل الإسرائيلية لا تشمل وضع حواجز بين السكان الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، وإنما تشمل أيضاً إقامة حواجز بين السكان الفلسطينيين أنفسهم. وهي تهدف في العمق إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين، ذلك بأنها تحصر حرية تنقل الفلسطينيين ضمن نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، من جهة، ومن جهة أخرى فإنها ترسم حدوداً جديدة في المناطق المحتلة.في الوقت نفسه فإن نظام التصاريح المرتبط بحرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية يهدف إلى تقييد حرية حركتهم والفصل بين شتى فئات الشعب الفلسطيني. وبناء على ذلك فإن سياسة الفصل الإسرائيلية تقوم على مبدأ &laqascii117o;فرّق تسد".
علاوة على ذلك فإن شهادات الجنود والجنديات في هذا الفصل تتحدّث عن عزل الفلسطينيين عن أراضيهم. وتشكل المستوطنات الإسرائيلية والأراضي المحيطة بها &laqascii117o;وسائل مثلى" لهذا العزل، حيث يُمنع الفلسطينيون من دخول هذه الأراضي على الرغم من أنها تشمل أراضيهم الزراعية التي يعتاشون منها. وهكذا فإن عنصر الفصل يهدف إلى تحقيق ثلاث غايات: فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين؛ فصل الفلسطينيين عن بعضهم بعضاً؛ فصل الفلسطينيين عن أراضيهم. وفي حالات كثيرة فإن حاجز الفصل يتقرّر ليس بناء على دوافع دفاعية، وإنما بناء على دوافع هجومية تتعلق بأراضٍ ترغب إسرائيل في مصادرتها أو في ضمّها. وفي المحصلة العامة فإن الحواجز العسكرية والشوارع المغلقة أمام الفلسطينيين وحظر تنقل الفلسطينيين من منطقة إلى أخرى في الضفة الغربية فضلاً عن وسائل أخرى تهدف، وفقاً للشهادات في الفصل الثاني من الكتاب، إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين وإلى إقصائهم، وتتيح إمكان توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية. وبرأي المحررين فإن قراءة الشهادات تفضي إلى استنتاج واحد فحواه ما يلي: سياسة &laqascii117o;الفصل" الإسرائيلية لا تنطوي على سياسة انفصال أو فك ارتباط مع المناطق المحتلة، بل تسفر عن مزيد من تطبيق خطوات السيطرة والنهب والضمّ... (للقراءة).