قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 22/3/2011

ـ 'السفير'
عـن ثـورة البحريـن وجـذور الظلـم فيـها

كيف بدأت الثورات في البحرين... هل هو نسيم الربيع العربي مر بقربها فأشعل فيها ثورة؟ أم أن الأكثرية الشعبية تذكرت أنها أكثرية وقررت أن تطيح بالنظام على حين غرة؟
إن التوترات التي تشهدها البحرين اليوم، بدأت تتصاعد تدريجيا وبشكل خطير منذ ستة أشهرعلى الأقل، أما نشأتها فكانت قبل ذلك بكثير. فالملك حمد بن عيسى آل خليفة سحق المعارضة، ومارس مخططا استفزازيا بحق الشيعة لتغيير التوازن الديموغرافي الذي يرجح بنسبة 70 في المئة للشيعة، متجاهلا بذلك المطالب المنطقية للمعارضة التي طالبت بمنح المجلس النيابي سلطات أكبر.
أما الآن، ووسط أجواء من الانتفاضات على الصعيد الإقليمي، وعنف السلطة بحق المتظاهرين العزل، ارتفع سقف مطالب المعارضة إلى حد رفض المساومة على إسقاط الحكم الملكي بطاقمه. ومطلب المعارضة البحرينية اليوم واضح وصريح، وهو نقل جزء من امتيازات الحكم التي يتمتع بها الملك إلى مجلس النواب المنتخب من قبل الشعب.عندما ورث الملك حمد الحكم العام 1999، أقر ميثاق العمل الوطني الذي أوحى بأنه يحمل وعودا إصلاحية سياسية، الأمر الذي أكسبه تأييدا كبيرا، حتى من قبل جمعية الوفاق المدعومة من قبل جمهور شيعي واسع، كما أنه وعد بحقبة جديدة من التعاون الشيعي ـ السني بعد عقود من التوترات. بيد أن الدستور الصادر العام 2002 منح الغرفة الثانية من البرلمان سلطات أقل من تلك الممنوحة للغـرفة الأولى، وأقــل من تلك التي تمتعت بها في العام 1970 قبل حلها في العام 1975.
وعلى الرغم من ذلك، حافظ حمد على علاقات جيدة مع جمعية الوفاق، والطائفة الشيعية، كما أنه منح حريات أكبر للصحافة والمجتمع المدني، وأخلى سبيل المعتقلين السياسيين، وتمكن من إقناع الوفاق بالمشاركة بالانتخابات التشريعية في تشرين الثاني من العام 2006. وبينما قررت حركة الوفاق المشاركة في السياسة بشكل شرعي، أدت التطورات التي حصلت بالمقابل إلى تقويضها، لأنه خلال العام 2006 تسرب بيان عن الحكومة البحرينية إلى الصحافة، وفضح المخطط الذي كان ينوي الملك من خلاله تقويض مصالح الشيعة في البلاد من خلال زعزعة التوازن الطائفي في المملكة لمصلحة السنة.

وعلا صراخ المعارضة الشيعية بشأن مخطط الحكومة البحرينية الذي يقضي بتجنيس سنّة من العراق وسوريا. ولم يقتصر المخطط على منح الجنسية للأغراب على طبق من فضة فحسب، بل ألحقت بها حوافز مشجعة بدءا من تأمين المسكن، وصولا إلى فرص العمل... ونفت الحكومة البحرينية تطبيق هكذا مخطط، لكن التطور الديموغرافي قال العكس. وعلى الرغم من أن آذان الحكومة كانت صماء، بقيت الوفاق في البرلمان وضغطت لمراجعة الدستور.وفي بداية 2005، تأسست حركة شيعية تدعى &laqascii117o;الحق"، فاستقطبت الرأي العام، وانضم إلى صفوفها مناصرو الوفاق التي تعرضت لاتهامات بالمساومة على مبادئها عندما شاركت في السياسة المزورة والمجحفة بحق الشيعة. لكن الأمور وصلت إلى حدها في آب 2010، عندما اعتقلت السلطات البحرينية 25 من كوادر حزب الحق، ومن مركز البحرين لحقوق الإنسان ومن ضمنهم الناشط المعروف عبد الجليل السنكيس، تحت شعار مكافحة الإرهاب. وتجاهلت الحكومة كل المناشدات التي طالبت بالإفراج عنهم.وفي دولة لا يلتفت فيها الملك إلى الأكثرية الشيعية، وحيث رئيس الحكومة خليفة سلمان الخليفة الذي التحم بكرسيه منذ استقلال البلاد في العام 1971، يفتقر إلى الشعبية، ليـس هناك أي تبرير للإستغراب بشأن التظاهرات التي نشــهدها اليوم. لكن يمكننا &laqascii117o;تفهم" استهجان من لم يتابعوا الشؤون السياسية في البحرين على غرار الولايات المتحدة، التي كانت تنوه بـ&laqascii117o;ديموقراطية" هذه الدولة والحريات فيها. هل لا يزال الملك حمد يملك الوقت لإعادة المياه إلى مجاريها من خلال إجراء بعض التعديلات على الدستور، وإنهاء الأزمة الحالية؟ ربما، ينفد الوقت منه، لأن سقف مطالب المعارضة وصل إلى حد الإطاحة بالملك ورئيس الحكومة. وإذا تابع النظام استخدام الوحشية بحق المتظاهرين العزل، سيصل إلى نقطة اللاعودة، حيث تصبح التسويات مستحيلة، والحلول المتبقية تختصر بالإطاحة بالملكية. فإذا قمعت التظاهرات اليوم، ستقوم غدا، وإذا عتِّمت غدا، ستقوم بعد غد حتى سطوع شمس التغيير.
(عن معهد &laqascii117o;كارنيغي" للدراسات)


ـ 'الجمهورية'
دعاوى حزب الله على رموز 14 آذار: مزيد من الأثقال على ميقاتي
أسعد بشارة:

إذا كان حزب الله قد استاء من مضمون الوثائق التي 'قوّلت' مسؤولين لبنانيين ما قوّلته خلال حرب العام 2006، فإنّ مَن يدرك جيّدا كيفية عمل حزب الله وتكتيكاته يتأكّد من أنّ الحزب لم يقرر إقامة دعاوى قضائية أمام القضاء اللبناني على هؤلاء المسؤولين فقط بسبب الاستياء او لتحصيل الحقوق المهدورة لشهداء العام 2006. فإقامة هذه الدعاوى، وفي هذا التوقيت، طرحت أكثر من علامة استفهام حول الجدوى الذي يفترض الحزب أنه سيحصل عليه جراء تحريك هذه المسألة، خصوصا وأنّ طريقة نشر الوثائق، والوسيلة التي تنشر عبرها يدلّان على أنّ حزب الله اعتمد في قضية الويكيليكس الأسلوب نفسه الذي اعتمده في تسريب مضمون الإفادات التي استمع اليها التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم التي تلتها. ومن المفارقات الواضحة أنّ قرار رفع الدعاوى لم يتخذ فور البدء بنشر الموجة الأولى من الوثائق، بل انتظر إلى توقيت بات يعتبره حزب الله مثاليا لاستباق القرار الظنّي بحملة قضائية على رموز 14 آذار تؤدي الغرض نفسه الذي عجزت الحملة المفبركة والضعيفة التي شنّها الحزب على ما يسمى شهود الزور. وقد تناهى إلى مسامع أكثر من مرجع مطّلع في بيروت أنّ حزب الله، الذي استعلم مسبقا بحكم قدرته على اختراق بعض المعطيات من داخل المحكمة الدولية، وقائع عن قيام المدّعي العام دانيال بلمار بإضافة معطيات جديدة إلى القرار الاتهامي تتعلق بربط مثبت بين منفذي اغتيال الحريري واغتيالات أخرى، من بينها مَن استهدف شخصيات سوف تطالها دعاوى الويكيليكس.

وإذا كان هذا الاستعلام قد شكّل أحد أسباب الإسراع في إقامة الدعاوى لمحاولة انجاح خطة إغراق القرار الاتهامي بالقنابل الدخانية، فإنّ الدعاوى سيكون مصيرها تماما كمصير المسارات الدخانية التي بدأت بالتشويش على عمل لجنة التحقيق الدولية منذ اليوم الاول لبدء عملها. وفي هذا الاطار، يصحّ استذكار بعض هذه المسارات وما آلت إليه من نتائج أخفقت في وقف التحقيق الدولي، وعجزت عن تضليله، وأوّلها قضية ما يسمّى شهود الزور التي كشفت المعطيات بالوقائع انّ بطلها الابرز محمد زهير الصديق، بعد أن تحقق بالمعاينة المباشرة من عدم صحة ما أورده من معطيات لتعمد الى إبعاده، وربما طلب محاكمته في وقت سيأتي. ومن المسارات الدخانية اللافتة التي استعملت لتضليل التحقيق قضية اللبنانيين الاوستراليين التي تمكنت لجنة التحقيق من الوصول بها الى حيث يجب أن تصل، أي الى اثبات أنّ كل التسريب المبرمج الذي سُرّب الى وسائل الاعلام بعد ساعات على اغتيال الحريري، كان مجرّد محاولة صرف الأنظار عن هوية الجناة، وقد ألبس لباس الاصولية السنيّة وهو لباس حاولت نفس الجهات الباسه الى احمد ابو عدس. ولعل أبرز المسارات الدخانية التي استعملت للتشويش على عمل لجنة التحقيق الدولية، ومن ثم عمل المدّعي العام، قيام حزب الله بطرح فرضية التورط الاسرائيلي في اغتيال الحريري وباقي الشهداء، وهذه الفرضية التي بدأت بادعاء قيام اسرائيل باغتيال الحريري بصاروخ جو – أرض، توسعت لتصل الى حد عقد مؤتمر صحافي للسيد حسن نصرالله لم يستطع فيه حزب الله وضع الحد الادنى المقبول من الاثباتات لتأكيد الفرضية، وبقيت الفرضية مجرد فرضية، لم تؤشر على مسار التحقيق، خصوصا وقد امتنع حزب الله عن الاجابة على الطلب الرسمي لبلمار بايداعه كل ما يمتلكه من معطيات في جريمة الاغتيال. ويبقى السؤال: هل سيستطيع حزب الله بعد ان فشلت كلّ القنابل الدخانية السابقة التشويش على القرار الاتهامي من خلال الدعاوى القضائية بحق رموز 14 آذار؟ الارجح أنّ هذه الدعاوى لن يكون لها أية قيمة قانونية، لأن أداء حكومة السنيورة اثناء حرب العام 2006 كان بشهادة الداخل والخارج، وبلسان الرئيس نبيه برّي (وصفه لحكومة السنيورة بانها حكومة مقاومة) اداء يهدف الى منع اسرائيل من تحقيق اهدافها من خلال الحرب، ويحفظ لهذه الحكومة انها حفضت مرتبة القرار 1701 من الفصل السابع وأنها عملت جاهدة على وقف اطلاق النار، وأنها صاغت البنود السبع التي كرّر السيد نصرالله خلال الحرب تمسكه بها، لاحتواء الاحتضان الدولي لاسرائيل وتحويله الى دعم للبنان في مواجهة تلك الحرب. ويومها كانت الإشادات تنهال على السنيورة لتتحول في اليوم الثاني لوقف الاعمال العدائية الى حملة تخوين مستمرة. والدعاوى القضائية الجديدة التي يريد حزب الله من خلالها التشويش على القرار الاتهامي، يبدو انها ستنجح بالتشويش في مكان آخر، وذلك من خلال اضافة المزيد من الاثقال على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، الذي بالكاد استطاع تمرير طريقة تكليفه امام طائفته، ليفاجأ فيما بعد انّ اسقاط الحريري بقوة القمصان السود جعل منه الشمّاعة التي ستعلق عليها الكثير من الملفّات السوداء، وأبرزها اليوم دعوى قضائية من حزب الله على سعد الحريري ومروان حمادة والياس المر وسمير جعجع. وليس سرّا أنّ الدعاوى التي يحضر حزب الله لرفعها امام القضاء اللبناني ستفتح الباب امام دعاوى من نوع آخر، بدأ أهالي الشهداء المدنيين الذين ذهبوا ضحية الاغتيالات في التحضير لرفعها على كلّ مَن ترد اسماؤهم في القرار الاتهامي كمتورطين في الاغتيالات، وهذه الدعاوى لن تكون ردّة فعل على أي فعل او استفزاز، بل ستشكل رسالة الى كلّ من يهمه الأمر بانّ التنازل الموهوم عن العدالة والحقيقة بات من الماضي.


ـ 'النهار'

صمت الرئيس المكلف قابله إلحاح الحريري على سلامة لإصدار نفي
دوافع سياسية وراء تكرار التعرّض للمصارف ومساهمات ميقاتي فيها
سابين عويس:

منذ انفجرت أزمة الاتهام الاميركي للمصرف اللبناني الكندي بتبييض الاموال وتمويل 'حزب الله'، وصدور قرار اميركي بحظر التعامل معه، وُضع القطاع المصرفي اللبناني تحت المجهر وبات، خلافا للمعطيات والارقام التي تؤكد سلامته ومناعته، عرضة لاستهداف سياسي ابطاله قوى محلية تتقاذف الاتهامات من دون ادراك للاضرار الناجمة عن ذلك ما دامت تخدم حسابات ضيقة بين حلفاء الفريق الواحد. وما عزز هذا الانطباع السرعة التي عولج فيها ملف المصرف 'المتورط' واحاطة العملية بالتكتم مما أثار تساؤلات وفتح شهية المنتفعين لاستغلالها سياسيا كل من ضمن اجندته الخاصة وخصوصا انها تزامنت مع ظروف سياسية ضاغطة عززها تعثر تشكيل الحكومة والتكهنات حول احتمال لجوء المجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديدا الى ممارسة ضغوط قد تكون ذات طابع اقتصادي أو مالي او مصرفي وقد لا يكون المستهدف من جرائها الداخل اللبناني بقدر ما قد يطاول الجانب السوري الذي تربطه بلبنان مصالح مالية ومصرفية.
وأكثر ما لفت أن الأزمة لم تقف عند حدود 'اللبناني الكندي' ولم تقفل بالتالي مع اقفال ملفه بدمجه مع مصرف يتمتع بالمساهمة الفرنسية التي تضفي عليه صدقية وتبعد عنه اي احتمال لنقل الاتهامات الموجهة اليه، بل هي استمرت من خلال استهداف شبه يومي تركز على خطين: الاول عبر بث شائعات حول استهداف بضعة مصارف متوسطة باتهامات بضلوعها في عمليات تبييض. وعزز هذا التوجه ما أورده التقرير المفصل لوزارة الخزانة الاميركية في شأن 'اللبناني الكندي' والذي اشار صراحة الى هشاشة القطاع المصرفي حيال قدرته على مواجهة عمليات تبييض الاموال او الارهاب مبديا خشيته من احتمال ان يكون جزء من التدفقات المالية الواردة من الاغتراب اللبناني والمقدرة بـ7 مليارات دولار عام 2009، مرتبطاً بعمليات ونشاطات تبييض أموال'.
اما الخط الثاني فتركز على التصويب على رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من خلال الغمز من قناة تعرضه لضغوط اميركية واوروبية تتعلق بمصالحه الاقتصادية في الخارج فضلا عن مساهماته في القطاع المصرفي. والمفارقة ان هذه المساهمات محصورة في أكبر مصرفين في لبنان مما يهدد استقرارهما اذا لم يعمل على جلاء هذه المسألة واخراجها من نطاق الحسابات السياسية الضيقة.

واللافت ان حملة استهداف القطاع المصرفي ومساهمات ميقاتي فيه تأتي من جهة حلفائه وآخرها ما نقل عن لسان رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط نقلا عن محطة 'المنار' التلفزيونية وقد سارع جنبلاط الى نفيه اولا عبر 'النهار' ليلاً ولاحقا في مقاله الاسبوعي في 'الانباء'.وفيما التزمت اوساط الرئيس ميقاتي الصمت حيال استهدافه واصفة الامر بـ'الغباء السياسي' ومستغربة ان يأتي من جانب حلفاء 'لهم مصلحة في نجاحه في تشكيل الحكومة وليس العكس عبر وضع العصي في دواليبه'، علمت 'النهار' ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اجرى ثلاثة اتصالات بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة ليلاً من أجل اصدار نفي وتطمين للمواطنين منعا لاحداث أي حال ارباك او قلق في السوق المالية نتيجة تصريحات مماثلة.
ولكن البيان الصادر عن المركزي لم يفعل فعله اذ انه اعاد التذكير 'بما اعلنه الحاكم في 17 آذار الجاري من أن القطاع غير مستهدف' لكنه ابقى هامش التأويل والتفسير مفتوحا عندما اشار الى 'ان الكلام على لائحة من المصارف المعرضة للممنوعات هو كلام غير دقيق'.
فهل الكلام هذا 'غير دقيق' أم غير صحيح؟ وهل فات المصرف المركزي التمييز بين عدم الدقة وعدم الصحة، وفي مثل هذه الحال من هي الجهة المخولة اعطاء التطمينات والضمانات لسلامة المصارف صونا لمصالح المودعين؟ وهل تعي القوى السياسية التي تتيح لنفسها الغمز من قناة المصارف الى المحاذير والاخطار المترتبة من جراء هذا الاستهداف بصرف النظر عما اذا كان في محله، ذلك ان صحة مثل هذه الاستهدافات تتطلب معالجة تقنية وحيادية للسلطات المالية والنقدية تحيد الملف عن الاستثمار السياسي.
مصادر مالية بارزة وفي معرض ردها على تساؤلات 'النهار' أكدت أكثر من ثابتة:
- لا استهداف للقطاع وان الحاكم طرح هذا السؤال على السلطات الاميركية خلال محادثاته الاخيرة في واشنطن في هذا الشأن وكان الجواب بحسب المصادر، واضحا ان موقف وزارة الخزانة الاميركية من 'اللبناني الكندي' يعود الى تورطه في عمليات غير نظيفة.- ان المحادثات اللبنانية الاميركية لم تتطرق الى 'حزب الله' لا من قريب ولا من بعيد بل كانت محض تقنية ومحصورة بالعمليات المتعلقة بأموال المخدرات كون هذا الملف يحتل أولوية قصوى لدى الادارة الاميركية.
- ان القطاع المصرفي اللبناني يخضع للضغط السياسي المحلي وليس لأي ضغط خارجي وان البيان الذي صدر عن حاكم المصرف المركزي في واشنطن كتب في وزارة الخزانة الاميركية واعادت تأكيده السفيرة الاميركية مورا كونيللي في بيروت.وانطلاقا من هذه الثوابت سألت المصادر البارزة القوى السياسية عن خلفياتها في استهداف قطاع ناجح واساسي في الاقتصاد محذرة من اخطار الاستغلال السياسي لقطاع يمثل مصالح المواطنين ويخزن مدخراتهم. واذ أكدت ان المصرف المركزي الذي بدأ تحقيقا داخليا في موضوع اللبناني الكندي لم ولن يعمد الى اتخاذ اي اجراءات لأن لا اجراءات جديدة يمكن اتخاذها وجل ما يتطلبه الامر هو قيام المصارف برقابة ذاتية لمصادر الاموال ولا سيما المتأتية من الصيارفة لافتة الى أن لجنة الرقابة على المصارف كما هيئة مكافحة التبييض تقوم بعملها وتصدر تقاريرها دوريا.وخلصت المصادر الى القول 'كفى استغلالا ومتاجرة بالقطاعات الصامدة والناجحة، والتلاعب بأموال الناس ومن لديه مآخذ ويملك معلومات فليتقدم بها والا فلتحك الاهداف والخلفيات السياسية بغير هذه المسلة ليس لشيء الا لأن السقوط يطيح الجميع!&rdqascii117o;.


ـ 'الجمهورية'

كيف ستردّ إيران لتستعيد ما خسرته؟ وأين؟
دنيز رحمة:
 
ينقل مصدر دبلوماسي إيراني عن رئيس حزب مسيحي لبناني سابق، قوله أمام شباب وشابات من حزبه: 'اللغة الفارسية هي لغة العالم للمرحلة المقبلة، تعلّمنا في السابق اللغة الإنكليزية، أمّا اليوم فبات العصر للفرس'. ويضيف الدبلوماسي الإيراني، شارحا، إيران ستحكم العالم وقوتها ستظهر تباعا. من العراق مرورا بسوريا ولبنان وصولا الى غزّة واليمن والبحرين في الخليج، خلقت الجمهورية الإسلامية الايرانية 'موطئ قدم لها'... (...) حتى سوريا الحليف الأساس لإيران في المنطقة، دعمت التحرك السعودي في البحرين، واتخذت عبر وزير خارجيتها وليد المعلّم موقفا هو أقرب الى العرب منه الى ايران. في حسابات سوريا الأولوية الآن لمصالحها، وأي اهتزاز في علاقاتها العربية يكون كمن يصب الزيت على النار على وضعها الداخلي. في المحصّلة يُسجَّل للغرب تقدم على حساب تراجع الجمهورية الاسلامية الايرانية، من هنا بات السؤال المطروح: كيف ستردّ ايران لتستعيد ما خسرته؟ وأين؟ هل تستخدم ورقة غزّة؟ أم لبنان؟ او ربما اليمن أو العراق؟ في حسابات ايران، لن يحقق أي تحرك في غزّة المطلوب، فهو سيكون محدودا جدا، وقد يستدرج ردّ فعل اسرائيلي لم يحن وقته بعد. أما في لبنان، حيث لإيران القدرة الكبيرة على التحرك من خلال حزب الله، فيبدو أن هذا الخيار مستبعد أيضا الآن، إذ إن الحزب بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو مصدر قوة استراتيجي وليس تكتيكيا، وهي لن تحرّكه من أجل قصة وضعية كالبحرين. فحزب الله ورقة مهمة متروكة لوقت آخر، وفي حال تعرضت ايران لضربة عسكرية أو ما شابه، فضلا عن أنها لا تريد للحزب أن يتعرض الآن لاي خضّة قد تؤثر فيه وتدخله في نفق لن يخرج منه سالما. يبقى إذاً في الاحتمالات المتبقية للرد الإيراني على الغرب، اليمن والعراق... فإما أن تعزز وجودها وتسجل نقاطا على الغرب، أو قد تخطو خطوة ناقصة تلوي كاحلها.


ـ 'الأخبار'
الحريري من الدفاع إلى الهجوم
ثائر غندور:
 
سارعت بعض قوى الأكثريّة الجديدة إلى اعتبار أن حملة تيّار المستقبل وحلفائه على سلاح المقاومة خطوة ناقصة وفاشلة. دارت الأسئلة حول ما يُمكن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري القيام به بعد مهرجان يوم الأحد. وإذا بالرجل يتوجّه إلى الشمال ليُعيد تنظيم صفوفه، وخصوصاً في طرابلس، التي لم تُشارك بكثافة في مهرجان الأحد. ويبدو أن الرجل سيقوم بخطوات متلاحقة.
(...) وفي قراءة هادئة للمسار الذي اتبعه الحريري، منذ تكليف ميقاتي، يُمكن الخروج بمجموعة خلاصات. فقد تلقّى الحريري صدمة خروجه من السلطة بطريقة أقلّ ما يُقال فيها إنها مرتجلة &laqascii117o;وصبيانيّة". نزل جزء صغير من جمهوره إلى الشارع في يوم غضب فاشل، حُرقت فيه سيّارة بثّ تابعة لقناة الجزيرة، وحوصر إعلاميّون وأحرقت إطارات السيّارات من دون وجود جمهور حقيقي في الشارع. عادت صورة 5 شباط 2006، يوم أحرقت السفارة الدنماركيّة في الأشرفيّة، وبمجزرة حلبا في أيّار 2008 يوم قتل أحد عشر شاباً قومياً بدم بارد، وقد أُعيد افتتاح منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في حلبا أوّل من أمس.
لكنّ الحريري وفريق مستشاريه استوعب الصدمة، وردّ عليها بسلسلة خطوات &laqascii117o;ذكيّة"، ما يُعدّ علامةً فارقة في حياة سعد الحريري السياسيّة منذ عام 2005. فجاء رُفع شعار رفض السلاح ليُقدّم للحريري خدمات جلّى. فبعدما تلقّى الرجل ضربات موجعة على الرأس، في ملف المحكمة الدوليّة، والتشكيك بصدقيّتها، تم الانتقال من الدفاع عن النفس وعن المحكمة إلى الهجوم على الفريق الآخر، عبر الهجوم على سلاح المقاومة، والتشكيك بقدرته على تأليف الحكومة.تجدر الإشارة إلى أن حزب الله ظهر واعياً جداً لهذه النقطة. فأمينه العام السيّد حسن نصر الله قال في مهرجان التضامن مع الثورات العربيّة يوم السبت الماضي، إنه لم يسمع جديداً من فريق 14 آذار، في إشارة إلى أن استهداف السلاح ليس جديداً. رغم ذلك، ردّ على الأمر. لكنّ نصر الله أعاد التركيز على الموضوع الأساس وهو المحكمة الدوليّة وقرارها الظني. في المقابل، فإن أغلب فريق 8 آذار والأكثريّة الجديدة يردّ يومياً على الحريري وحلفائه، وهو مؤشّر لنجاح حملة الحريري. وقد يكون جنبلاط من القلّة الذين انتبهوا إلى هذا الأمر، فحذّر من الرغبة الأميركيّة في المقايضة بين سلاح المقاومة والمحكمة الدوليّة، وهو يُردّد دائماً أن الأميركيّين لا يرون في لبنان شيئاً غير سلاح المقاومة... (للقراءة).


ـ 'النهار'

'الجيش والشعب والمقاومة' تختلف بين صيغة وأخرى عبء إضافي على ميقاتي مع استبعاد تغطية التكنوقراط
روزانا بومنصف:
 
أمران استوقفا المتابعين السياسيين في كلام الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله اقله في الشأن اللبناني باعتبار ان موقفه المتبني للثورات في العالم العربي يصطدم هو الآخر بمعايير مزدوجة في شأن دعم ثورات او انتفاضات اخرى كما حصل مثلا في ايران. الامر الاول يتصل بوضع الامين العام للحزب خطا احمر على حكومة تكنوقراط يؤلفها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في وقت تعالت اصوات مسؤولين في الحزب مطالبة بحكومة 'مقاومة' اي انها حكومة لقوى 8 آذار من دون اي تغطية شكلية من تكنوقراط كما يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس ميقاتي عدم منحها صبغة حكومة اللون السياسي الواحد حماية لها من جملة ضغوط محتملة ومتوقعة. وهذا الموقف للحزب جديد نظرا الى ما نسب اليه لدى تكليف ميقاتي وبدء الكلام على عقوبات او ضغوط يمكن ان تلحق بقطاعات عدة في لبنان من ان الحكومة لن تضم حزبيين من 'حزب الله' لعدم فرض هذا الطابع على الحكومة وبدا ان حكومة التكنوقراط التي وردت ولا تزال في اهتمامات ميقاتي هي المخرج المنطقي الوحيد من اجل الخروج بحكومة مقبولة على الاقل من اللبنانيين وليس من الافرقاء السياسيين جميعهم بالضرورة.

وهذا التغيير في الموقف يمكن ان يساهم في زيادة العبء على الرئيس المكلف الذي لا يزال يحرص على الكلام عن حكومة متوازنة حتى بين قوى الفريق نفسه في حين يخشى ان يؤدي ذلك الى نتيجتين احداهما غياب امكانات التفهم من الخارج على ما كان يحصل ابان الحكومات السابقة التي كانت تضم وزراء للحزب من ضمنها، والثانية تقديم هدية كبيرة لقوى 14 آذار التي سيسهل عليها التصويب اكثر على حكومة من هذا النوع منه على حكومة متوازنة وسطية او تضم وسطيين. وهذا الامر لا يستهان به خصوصا ان ما يستند اليه الحزب من اجل التغطية على سلاحه او تنفيس حملة قوى 14 آذار على السلاح عبر عبارة 'الجيش والشعب والمقاومة' التي يرغب في ايرادها في البيان الوزاري تختلف في ابعادها بين حكومة تكنوقراط في غالبيتها او حكومة 'المقاومة'. اذ ان لهذه العبارة مدلولات مختلفة ولو انها نفسها في البيان الوزاري العتيد باعتبار ان ايرادها مع حكومة غالبيتها تكنوقراط يضفي عليها شرعنة اكبر فيما ان موضوع السلاح خلافي والحكومة لن تحل المواضيع الخلافية الكبيرة بامتياز فان ايراده بهذه الطريقة هو لاستيعاب الحملة على السلاح بطريقة ما لان الهدف من ايرادها في البيان الوزاري يكون في هذه الحال اشبه بتجنب ازمة سياسية او حكومية. اما ورود العبارة نفسها في البيان الوزاري لحكومة 'مقاومة' كما طالب الحزب في اليومين الاخيرين فيكتسب بعدا آخر قائما على واقع ان هناك غلبة لفريق سياسي على آخر وتثبيت ذلك هو عبر الحكومة وبيانها من دون الاخذ بوجهة نظر القسم الآخر من اللبنانيين علما ان هذه العبارة وردت في البيان الوزاري للحكومة السابقة انما تحت سقف الموازنة بين هذا المطلب ومطلب حماية المحكمة الخاصة بلبنان والمحافظة عليها ودعمها.

لكن في ظل المواصفات الجديدة ثمة من يثير تساؤلات فعلية عن التلاقي بين ما يقوله الرئيس المكلف وما قاله الامين العام للحزب باعتبار ان الامر يغدو اصعب حين تنزع عنه قسرا صفة الوسطية التي يتمسك بها على رغم كل شيء بحيث ان السؤال يدور فعلا عما اذا كان الهدف هو دفع الرئيس ميقاتي الى الاستنكاف والاعتذار على رغم تأكيد السيد نصر الله ان الحكومة ستتألف برئاسة ميقاتي.  في النقطة الاخرى التي اثارت اهتماما، تلتقي مصادر ديبلوماسية غربية مع مصادر سياسية في بيروت على اعتبار ان الامين العام لـ'حزب الله' قد اخطأ على الاقل تقنيا في التقاط الرسالة الاساسية التي يمكن استخلاصها من وثائق ويكيليكس بغض النظر عن صحة ترجمة الوثائق او احتمال ترجمتها سياسيا كما رأى كثر من اصحاب الآراء التي نشرت انه لا يمكن حزبا كـ'حزب الله' عدم التقاط هذه الرسالة سياسيا وواقعيا. وهذه الرسالة تكمن في المدى الذي بات يثقل فيه 'حزب الله' ككل على كاهل الوضع اللبناني حتى في معرض مواجهته لاسرائيل نظرا الى ان الحزب اقر على لسان امينه العام بمسؤوليته عن الاستدراج الى الحرب عبر قوله 'لو كنت اعلم'. وفي حين تذكر المصادر السياسية بما حصل مع منظمة التحرير الفلسطينية ومدى العبء الذي حملته للبنان لاعوام طويلة على رغم تحالف قسم كبير من الشعب اللبناني معها فان الفلسطينيين في لبنان تكبدوا المآسي كما كبدوها ايضا للشعب اللبناني بأسره ولم يأت الحل للاسف عبر لبنان او الفلسطينيين انفسهم. حتى ان بعض الشهادات المنسوبة الى نواب من 'تكتل التغيير والاصلاح' صبت في خانة ما يلتقي عليه قادة لبنانيون يمثلون رأيا عاما واسعا.  لكن المصادر نفسها تعتبر اللجوء الى استخدام هذه الوثائق والتهديد بتقديمها الى القضاء هو بمثابة الاسلوب نفسه في محاولة اثارة مسألة او قضية يوازن بها الحزب القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الدولية بعد محاولة اثارته موضوع 'شهود الزور' الذي اثبت فشله في تحقيق هذه الموازنة. فتصبح المسألة مضبطة اتهامية للقضاء اللبناني تحت عنوان الخيانة بمقابل المضبطة الاتهامية من المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار بملف الاغتيالات.


ـ 'النهار'
مَخرج خلاق لميقاتي
علي حمادة:
 
(...) السؤال المطروح في هذه المرحلة يتعلق بجانب آخر غير الذي ينظر اليه جنبلاط. فالاطلالة التلفزيونية الاخيرة للامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله التي وضعها تحت عنوان دعم الثورات العربية، كشفت لميقاتي وحتى لجنبلاط ان 'الرقص' مع نصر الله في الافق العربي مؤداه صدامات لانهاية لها مع المحيط المباشر للبنان. فتدخل السيد نصر الله مباشرة في الشأن البحريني المفتوح على المحيط الخليجي ولا سيما السعودي والاماراتي وحتى القطري من شأنه ان يلقي بظلاله على مصالح اللبنانيين في كل المنطقة، فضلا عن ان التدخل لا يتوقف عند الخطابات بل يتعداه الى اللعب بالجانب الامني، وهذا بالتحديد ما يزيد الامور تعقيدا. فنصف التغطية السياسية التي يملكها ميقاتي (حزب الله) هي مصدر لا نهاية له من المشاكل عربيا ودوليا. اما في جانب آخر من المشهد فترتسم معالم مرحلة جديدة تشهدها سوريا مع بلوغ الاستحقاق الشعبي السياسي  ارض الشام، تجرؤ فئات شعبية لا نعرف مدى انتشارها الحقيقي على مواجهة نظام الرئيس بشار الاسد بشكل مباشر. وهنا لا بد لنجيب ميقاتي صديق الاسد ومحيطه العائلي ان يفكر مليا في آثار المضي قدما في تشكيل حكومة تستمد قوتها من 'حزب الله' الملاحق عربيا ودوليا، والحكم السوري الموضوع تحت اختبار خارجي وداخلي مزدوج وحساس. هذا فضلا عن وجود حالة شعبية واسعة النطاق في الداخل اللبناني رافضة للامر الواقع الذي يمثله استخدام السلاح في الحياة السياسية.


ـ 'النهار'
ليست حرباً صليبية
غسان حجار:
 
كان من الضروري ان يبادر بعض علماء المسلمين الى التأكيد ان العمليات العسكرية التي تشنها قوات أجنبية على نظام الرئيس الليبي معمر القذافي ليست حرباً صليبية، كما وصفها القذافي نفسه عندما اعتبر ان تحالفاً صليبياً تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يشن حرباً 'لمحو الإسلام' وضدّ الشعوب الإسلامية.
بل لعله من الضروري استيقاظ كل العلماء من سباتهم العميق في تغطية الجرائم التي يرتكبها غير نظام عربي يلتحف الإسلام، ويستعمل رموزه في خطبهم عبر البسملة وآيات الحمدلة والشكر لتربعهم على العروش لسنين طويلة، حكاماً مستبدين، يستغلون ما يسمى ثروات المسلمين لمصالحهم الشخصية والعائلية والنفعية ويوزعون بعضاً منها على المقربين، وبعضهم رجال دين وعلماء يستغلون مواقعهم، ويجيّرون مواقفهم لخدمة الحاكم.
وحسناً فعل رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي اذ اعتبر التدخل الدولي في ليبيا تقتضيه الضرورة، متسائلاً عما اذا كان القذافي 'حامي حمى الإسلام، وأين الإسلام منه؟ وهل الإسلام ان يقتل الناس الأبرياء المكلف رعايتهم؟ انه يهددهم بأنه وراءهم في كل مكان ويتوعد بقتلهم'.
ينقذ تصريح القرضاوي الإسلام وعلماء المسلمين من تهمة تأييد الديكتاتورية، وتغطية جرائم القتل والإبادة، والحط من قدر الإنسان في حريته وكرامته وعَيشه الحرّ الآمن. بل أكثر من ذلك، يعيد عقلنة الخطاب المسلم، اذ لا تجوز تغطية الجرائم بحجة معاداة الغرب، ولا يجوز للعلماء أنفسهم السكوت الدهري عن تلك الممارسات، الا اذا صاروا يخافون الحاكم من دون الله. ولا يجوز، طبعاً، للعلماء، بما في تلك التسمية من شأن رفيع، ان يستعيدوا خطاباً بائداً من الحروب الصليبية فيعيدوا احياء الفتن بدل ضمان التفاعل بين الثقافات والحضارات، وهم يعلمون تماماً ان الحرب ليست صليبية، اذ لم تعد المسيحية محرك الدول والشعوب في الغرب، ولم تكن ربما كذلك حتى في زمن الحروب الصليبية، بل هي المصالح، والتي يمكن ان تلتقي مع مصالح دول عربية وأخرى اسلامية. وقد رأينا التواطؤ مع النظام الليبي في مرحلة سابقة قريبة في صفقات مالية، بل ربما يعاد استنساخها في مستقبل غير بعيد!ان حديث العلماء عن حرب صليبية لا يمت الى الحقيقة بصلة، وهو يسيء الى الإسلام لأنه يحوّله غير مدافع عن الحق، وعن الإنسان، وعن الحياة.


ـ 'النهار'

إنه وقت التفاؤل
راشد فايد:

بعيدا عن محاولة السطو المعنوي على الثورات الشعبية في العالم العربي التي يبذلها فريق لبناني، وانتحاله احتضانها والاعتزاز بها، فإن في الوقائع الأخيرة في 'ممالك الصمت '، الجمهورية منها قبل الملكية، ما يدعو الى التفاؤل: شرق أوسط جديد قيد الولادة، وهو بالتأكيد ليس كما يأمل مرشد الثورة الايرانية، وليس بعيدا عما يكره. فميزة هذه الثورات هي البحث عن الديموقراطية التي لم يغب عن اي عين كيف عولج طالبوها في ايران، وإن غاب عن كل العيون اين يحتجز قادتها.
حجر الزاوية في التفاؤل، ان التغيير يشق طريقه بقوة لا تعرف التراجع، بدليل ان 'المجتمع الدولي' 'يهب' لنجدته حين يواجه عقبات، وهي نجدة 'ملتبسة' سياسيا، مما جعل مؤديات الانتفاضات واحدا من ثلاثة :
اولاها النهاية التي رسمها هروب التونسي زين العابدين بن علي وتسلل المصري حسني مبارك، وفي موازاتهما بدء عملية ديموقراطية تأسيسية سلمية في تونس ومصر.النهاية الثانية، هي التي رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومفادها انه اصغى الى ما يريده الشعب السعودي وقرر ترجمة تفهمه ما يحتاج. وهو ما فعله امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، وملك الأردن عبد الله الثاني، وما يحاوله ملك المغرب محمد السادس، استناداً الى أن هذه الشعوب لا ترفض الأنظمة القائمة، لكنها تريدها أن تكون أفضل، أي أن تحسن أداءها.النهاية الثالثة، هي التي لا تليق الا بمعمر القذافي الذي يجزم، برغم كل ما جرى، بأن الليبيين مستعدون للموت من أجله، وان التظاهرات تعم العالم العربي وأوروبا دعما لموقفه، وان من يعارضون استمراره في السلطة هم جرذان ومأجورون.عناد 'الواد المجنون'، كما كان يسميه الرئيس المصري السابق أنور السادات، وضع شعبه بين أحد خيارين: إما العودة الى الرضوخ لجنون عظمته، وإما استحضار القوى الدولية لمنع مجازر على طريقة الخمير الحمر الكمبوديين، مع ما ينطوي عليه التدخل من جنوح الدول المتدخلة الى سيطرة ما على ليبيا.


ـ 'الأخبار'

إسرائيل تريد نزع السلاح
سيف دعنا:
 
* أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدوليّة في جامعة ويسكونسن ـــــ بارك سايد
في تقديمه للكتاب الذي حرّره نوبار هوفسبيان، &laqascii117o;الحرب على لبنان 2008"، يصف رشيد الخالدي حرب تموز بـ&laqascii117o;الحرب الصغيرة، ذات التبعات الكبيرة". فمقارنةً بالحروب السابقة مع الكيان الصهيوني منذ عام 1948، التي اشتركت فيها في كلّ مرة دول عربية عدّة، واجهت المقاومة إسرائيل هذه المرة وحدها، وكانت، بالتالي، أرض المعركة صغيرة نسبياً. وبعكس التجارب السابقة، أيضاً، انتصرت المقاومة على الكيان الصهيوني. وصفُ الخالدي للحرب بهذه الطريقة هو استنتاج دقيق، مبنيّ أساساً على قراءة معنى الحرب في السياق العالمي والإقليمي الجديد الذي تكوّن في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وسيادة قوة وحيدة على العالم. وهو المنطق ذاته الذي يجب اليوم أن يكون الأساس لفهم معاني الثورات العربية المتعاقبة، وقراءة تبعاتها. قاد سياق ما بعد الحرب الباردة، بعكس المرحلة السابقة، لارتباط كلّ الصراعات الإقليمية المختلفة بعضها ببعض بفعل السياسة والرؤية الأميركية التي عملت سابقاً على فصل المسارات، لعزل تأثير الصراعات بعضها عن بعض.
بهذا المعنى لم تكن حرب تموز حرباً بين الكيان الصهيوني وحزب الله فقط، كما لم تكن الحرب قضية لبنانية بحتة، بل قضية عربية وإقليمية بسبب تبعاتها الكبيرة، وبسبب خضوع المنطقة شبه المطلق للهيمنة الأميركية ـــــ الإسرائيلية، وبسبب تمرد حزب الله عليها. وفق المنطق نفسه، لا يمكن أن تكون الثورة المصرية أو التونسية قضية مصرية أو تونسية فقط إلا لمن فاته تعاقب الأحداث منذ نهاية الحرب الباردة، ولمن فاتته قراءة الشعارات ورؤية الصور التي رفعها الثوار. كذلك، لمن فاتته ملاحظة معنى تعاقب الثورات في العالم العربي وتأثرها بعضها ببعض، ولمن فاتته مشاهدة ردات الفعل العربية الشعبية والرسمية (المتباينة) على حرب تموز، كما على ثورات العرب المختلفة. الجديد في المعادلة أنّه حتى حرب تموز كانت الحالة العربية مختلفة. فباستثناء &laqascii117o;حالة حزب الله"، يقول رشيد الخالدي في المقدمة ذاتها، &laqascii117o;لا تبدو الشعوب العربية لاعباً مهماً، أو حتى موضوعاً لتاريخها... المنطقة العربية تحوّلت إلى موضوع لفعل الآخرين، وإلى منطقة تخضع لفاعلين آخرين (سواء قوى خارجية، أو دول شرق أوسطية قوية أخرى مثل إسرائيل، تركيا، وإيران)".

استهداف حزب الله وسلاح المقاومة كان في حينها، إذن، أيضاً استهدافاً لكلّ عربي يرفض أن يخرجه قادته ودوله (التي تزعم الاستقلال) والقوى الفاعلة في المنطقة من التاريخ والسياسة، وأن يحوَّل المستقبل العربي إلى موضوع فعل الآخرين. وهو استهداف للصوت العربي الوحيد الذي شارك في صناعة تاريخ المنطقة، نيابةً عن العرب. أما في هذه الأيام، فاستهداف حزب الله وسلاح المقاومة هو جزء من الثورات الأميركية ـــــ الإسرائيلية المضادة. ثورات تستهدف حراك الشعوب العربية الثوري وعودتهم إلى التاريخ كفاعل ولاعب أساسي في تحديد شكل المنطقة المستقبلي، سواء وعى ذلك من يستهدف السلاح (على طريقة حسني مبارك أو الفهمان بن علي) أم لم يعِ. ليست المقاومة في لبنان فقط جزءاً أساسياً من الحراك الشعبي العربي الثوري، بل هي من أوائل مظاهر هذا الحراك. ولا مبالغة إن قلنا إنّها جزء أساسي من ملهمي هذا الحراك (كنت في مكان آخر قد وصفت محمد البوعزيزي بالاستشهادي الجديد، لأنّه رغم وجود هذا النموذج الاحتجاجي في التاريخ الإنساني، من قبل، كان صعباً تجاهل إغراء المقارنة والإلهام في نموذج الشهيد أحمد قصير. فنحن، كما بدا واضحاً اليوم، أمام حالة عربية مترابطة موضوعياً شئنا أم أبينا، على الأقل بفعل السياسة الأميركية، لمن لا يريد أن يكون جزءاً من هذه الأمة). لذلك، ربما يمكن القول اليوم، وفي سياق الحراك الشعبي الثوري العربي، إنّ السيد حسن نصر الله تواضع كثيراً في كلمته في افتتاح المجالس العاشورائية في21 كانون ثاني 2007، حين رأى أنّ &laqascii117o;أهم ما في حرب تموز أنّ الروح هنا، هزمت الروح هناك"، برغم دقة الوصف لنتائج الحرب المباشرة. فتجربة حزب الله ونموذجه يفيدان اليوم بما هو أبعد بكثير من هزيمة إسرائيل وهزيمة روحها، وكسر إرادتها. وهما أبعد من مجرد التبعات المباشرة على الصراع العربي ـــــ الصهيوني.
كان لافتاً جداً، مثلاً، إدراك الشعوب والأنظمة العربية لهذا الترابط، في أيام حرب تموز، رغم التباين في المواقف، كلّ حسب ولائه ومصالحه. الموقف الرسمي المصري (هل تذكرون حسني مبارك) والسعودي (الذي يصافح أمراؤه أكثر الصهاينة فاشية كما فعل تركي الفيصل، وهم ذاتهم الذين يريدون ويؤيدون من يريد نزع سلاح المقاومة) المعادي لحزب الله في أثناء حرب تموز، كان الصوت الأميركي ـــــ الإسرائيلي في الحرب. في المقابل، وفيما بدا كأنّه ردّ للشعوب على انحطاط أنظمتها، قام ثلاثة من أعظم شعراء مصر المعاصرين (عبد الرحمن الأبنودي، أحمد فواد نجم، وسيد حجاب) والمعبرين عن روح الشعب المصري والعربي وموقفه الحقيقي، بالردّ عبر إعلان التقدير الكبير لدور حزب الله والسيد نصر الله. فتقدموا بما يشبه الاعتذار والخجل، مما قام به نظام مبارك. كتب عبد الرحمن الأبنودي في &laqascii117o;أنا المصري كريم العنصرين":
&laqascii117o;فيا لبنان أنا مِ اللِّي خانوك، يا حزب الله حكامنا باعوك
يا صاحبي... ما عُدنا نملك غير هتافنا، هتافنا مُرّ... مالي رقابنا شوك
وعَلَنِي... بنفعل الفعل المشين!!

يا نصر الله ده زمن البياعين، وإنت طلعْت للأمة... منين؟
تفكّرنا بكلّ اللي نسيناه، أظنه صعب يصحوا الميتين
وخليتنا ــــ الجميع ـــــ متفرجين".
كذلك فعل أحمد فؤاد نجم، الذي عاد للكتابة بعد انقطاع، كأنّه فعل ذلك فقط ليرد على الموقف الرسمي في &laqascii117o;ميجانا ويا ميجانا"، التي غناها لاحقاً المطرب أحمد إسماعيل. كتب نجم عن السيد العربي الإنسان &laqascii117o;حفيد سيدنا ومولانا اللي ما يفرط أبداً بأمانة"، فقال:
&laqascii117o;يابو هادي يا شمس الدين، يا مطمن قلب الخايفين
كان جدك سند المساكين، واختارك مسكين ويانا".
في المقابل، كان الرائع سيد حجاب، الذي تنبأ بثورة مصر، مباشراً وواضحاً كعادته. وربما عبّر عن الترابط بين ما حصل في حرب تموز وتأثيراتها على المنطقة أكثر من غيره في &laqascii117o;حاول ما تبكيش":
&laqascii117o;دلوقت نصر الله في لبنان بدأ، ووعد يرد لنا حقوقنا وصَدَق
وشعوبنا طالعة كلنا إيد في أيد، مع كل شعب كان قريب أو بعيد
ح نصحي في الدنيا الضمير البليد، وتقيم شعوبنا شرق أوسط سعيد
نتساوي فيه ومفيهش سادة وعبيد، ولكلّ أمة فيه مكانة ومكان
لا للصهاينة والطغاه الأمريكان، لا للصهاينة والطغاه الأمريكان".
كلّ هذا، والكثير غيره الذي لا يسمح المجال هنا لذكره، يعبّر عن موقف الشعوب العربية قاطبة. فمن كتب ما في الأعلى، وبالعامية، من مواقف هم أهم شعراء العرب المعاصرين، والأكثر تعبيراً عن روحهم، ولم يدفع لهم أحد ثمن موقفهم بل عوقبوا عليه بمنع قصائدهم. تدرك الشعوب العربية الثائرة اليوم، كلّها، ترابط الصراعات هذا، وتدرك أنّ الصيغة النهائية لشكل المنطقة، وأيضاً ما يحدث في أي جزء منها، سيؤثران في مصيرها. فمن يتحدث عن سلاح المقاومة في هذا الوقت بالذات، لا يتحدث عن خلاف لبناني على تعبيد طريق أو تنمية منطقة ما، كأنّ الخلاف فعلاً على موضوع محلي، بل يدلي بدلوه في شكل المنطقة ويعبّر عن موقفه الحقيقي من الثورات العربية والمصير العربي من عمان في الشرق الى موريتانيا في الغرب. ليس السلاح قضية لبنانية داخلية بل قضية تمس كلّ المصير العربي ويحق للجميع، بل يجب على الجميع رفع الصوت في وجه من يهدد السلاح. كان معين رباني محقاً حين كتب عن الأنظمة العربية التي جرى إقصاؤها، وبدأ بإسقاط الحكومة اللبنانية أولاً (للحقيقة ولأمانة النقل، ميّز رباني في الوصف بين من سماهم المستبدين الفاسدين في قرطاج والقاهرة ورئيس الحكومة المستقيلة في بيروت). وكان محقاً أيضاً بالقول إنّ المناورة الذكية التي قادت لإسقاط الحكومة اللبنانية، لو حدثت في مكان آخر لكانت محط حسد المعارضات في كلّ العالم. فلا يمكن فعلاً فهم إسقاط الحكومة اللبنانية بمعزل عمّا يحصل في العالم العربي، وبمعزل عن سقوط الأنظمة المقيتة. أثبتت الثورات العربية أنّ الشعب فعلاً يعرف ماذا يريد. والشعب العربي الذي يريد حماية السلاح يعرف أيضاً ماذا تريد إسرائيل: إسرائيل لا تريد انتصار الثورة المصرية، ولا تريد انتصار الثورة التونسية، ولا انتصار أي ثورة في أي بلد عربي. وإسرائيل تريد نزع سلاح المقاومة في لبنان. ولو جرى ترديد عكس هذه العبارة مئة مرة، فلا يمكن الخلط بين ما يريده الشعب وما تريده إسرائيل. فالشعب يعرف حقاً ما يريد، والشعب أيضاً يعرف حقاً ما تريد إسرائيل: إسرائيل تريد نزع سلاح المقاومة. على مدونة نوارة نجم (جبهة التهييس الشعبية)، التي سمعها وأحبها كلّ العرب لأنّها كانت تتكلم باسمنا جميعاً، توجد صور لرؤساء عرب وشعبهم يضرب صورهم بالأحذية. وثمة أيضاً صورة للسيد حسن نصر الله مع التعليق &laqascii117o;نعلك على راسي من فوق"، وأيضا &laqascii117o;وآدي صورة حسن نصر الله... حد له شوق في حاجة". هكذا تكلّم ثوّار مصر.


ـ 'الأخبار'

الإخفاقات الإعلامية للمحكمة الخاصّة بلبنان
نديم حاصباني*:
 

شهد لبنان، منذ شهرين، أزمةً سياسيّةً تُرجِمت بسقوط حكومة سعد الحريري وتكليف نجيب ميقاتي تأليف الحكومة الجديدة. كان بالإمكان تفادي التأزم الحادّ، لو كان المحكمة الخاصة بلبنان أكثر جدية في السنتين المنصرمتين، لا سيّما لناحية التواصل.
ففي ضوء التسريبات الإعلاميّة التي أشارت بأصابع الاتهام إلى افراد من حزب الله، بوصفهم متّهمين رئيسيين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدءاً بصحيفة دير شبيغل الألمانيّة في شهر أيار/ مايو 2009، وصولاً إلى محطة CBC التلفزيونيّة الكنديّة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2010، بدت المحكمة بمظهر مؤسسة فوضوية تسمح بتسريب أكثر المعلومات سريّةً. ولا يقلّ أهميّة ما قوبلت به التسريبات من صمت غير مناسب لحجم الأزمة السياسيّة التي أحدثتها، والواقع أنّ هذه التسريبات تضع عملياً الطائفة الشيعية في لبنان في مواجهة مع الطائفة السنية. ولم تواجه المحكمة التسريبات بالتدابير الإعلاميّة التصحيحيّة، فأتت لتغذّي التوتر السياسي. وغابت عن الساحة أيّ استراتيجيّة تواصل جديّة وضروريّة لإدارة الأزمة. استراتيجية كانت لتُساعد على بناء صدقيّة المحكمة في نظر الرأي العام اللبناني والعربي، بما في ذلك أنصار حزب الله وقوى الثامن من آذار، فتُمسي كياناً قانونيّاً يدحض اتهامات التسييس، ويُبدّد أزمة التواصل التي تواجهها المحكمة اليوم. وعليه، يرى الرأي العام اللبناني اليوم، نتيجةً لذلك، أنّ التسريبات حقيقة وأنّ المحكمة ستدين حزب الله. وترسّخت هذه القناعة اليوم إلى حدِّ دفع وزراء الثامن من آذار والمعارضة في حكومة الوحدة الوطنيّة اللبنانيّة إلى الاستقالة وإسقاط الحكومة، خشية أن يدعم استمرار التعاون الحكومي مع المحكمة إدانة حزب الله.
كان حريّاً بالمحكمة منذ تأسيسها أن تثبّت نفسها مؤسسةً مستقلّةً، وتنأى بنفسها كلي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد