قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 24/3/2011

ـ 'النهار'
'سلّم الخوف' لدى نتنياهو زاد درجة !
أنطـوان شلحـت - عكـا:

وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وأحد كبار القادة السابقين لحزب ليكود موشيه آرينز نفّس بالون الخوف لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، مؤكداً أن نوبة القلق التي تجتاحهما في الآونة الأخيرة بسبب تفاقم ما يسمى 'حملة نزع الشرعية عن إسرائيل' في العالم، والتي تجعلهما يضخمان المخاطر المحدقة بالدولة العبرية، ليس لها ما يبررها، فضلاً عن انعدام أي إشارة جوهرية إلى تدهور وضعها السياسي الدولي ('هآرتس'، 16/3/2011).
وبرأيه فإن الحكومات الحالية في كل من فرنسا وإيطاليا وهولندا تتعامل مع إسرائيل بشكل أكثر إيجابية من سابقاتها، وفي الاتحاد الأوروبي تواصل دول وسط أوروبا وشرقها الإعلان عن صداقتها لإسرائيل وتشدّد على العلاقات الخاصة التي تربطها بها، كما أن كندا التي على مدار أعوام طويلة تعاملت ببرود مع إسرائيل تتصرف الآن في ظل رئيس الوزراء ستيفان هاربر بودّ ظاهر حيالها، والأهم من ذلك كله أن الكونغرس الأميركي الجديد ودي على نحو خاص إزاء إسرائيل ويمكن الثقة به في أن يقوم بتوثيق العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن يصدّ عن الأخيرة الضغوط من جانب الإدارة الأميركية. وجزم بأن تجليات نوبة القلق هذه تبدو أكثر هراء من أن تكون حقيقية، ولذا فلا بُدّ من إحالة المصابين بها إلى طبيب نفساني.
وتمثلت خلاصة آرينز الأهم في طرح التساؤل التالي: هل يُحتمل أن يكون رئيس الحكومة ووزير الدفاع يحاولان بشكل منسق 'خداع' الجمهور الإسرائيلي العريض؟

ربما تقدّم الأيام المقبلة جواباً عن هذا السؤال، وإلى حين ذلك نستعيد ما أكده أكثر من محلل سياسي لإسرائيل حول سياسة نتنياهو، وخصوصاً بشأن كونها تنطلق من خوف عميق من التهديدات أو المخاطر التي يرى أنها محدقة بإسرائيل، ومنه يستقطر سلم أولوياته، وبناء عليه فإن من الطبيعي أن يكون سلّماً يبدأ بالخوف وينتهي به.
وقبل نحو عام ونصف العام رسم أحد هؤلاء المحللين سلّم الأولويات لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية المشتق من الخوف على النحو التالي: 'أولا، يجب منع إيران من تطوير قدرة نووية عسكرية؛ ثانيا، لا بُدّ من إيجاد حل ملائم لتهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية؛ ثالثا، يجب علينا أن نحصّن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'. وقد أضيفت إلى هذا السلم أخيراً درجة خوف رابعة: إسقاطات ثورة التغيير التي تكتسح العالم العربي.
ما العمل؟ يريد نتنياهو تجنيدا دوليا في مواجهة إيران تتصدره إجراءات لضعضعة النظام فضلاً عن فرض عقوبات شديدة. وهو على أعتاب اقتراح حل وسط مرحلي مع الفلسطينيين يقوم على أساس تسوية جغرافية في الضفة الغربية وتحديد 'حدود آمنة ومعترف بها' لإسرائيل، وفي مقدمه ترتيبات أمنية الهدف منها منع تهريب القذائف الصاروخية والصواريخ إلى الضفة الغربية. كما أنه يعمل على تطوير منظومات دفاع ضد الصواريخ، وعلى تحصيل ضمانات دولية تحصن 'حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في وجه الإرهاب'، أي تكفل 'حقها' في التعرّض لسكان مدنيين.
وبحسب تقديراته فإن المطالب الأمنية ستكلف عشرات مليارات الدولارات، وكي لا تنهار إسرائيل فإنها بحاجة إلى الحفاظ على نمو اقتصادي يراوح بين 4- 5 في المئة في السنة. ولذا فإن نموذجه الأمني لا بُدّ من أن يستند إلى تعميق الارتباط الإسرائيلي بالولايات المتحدة.
بالطبع فإن ما هو غير موجود هنا لا يقل أهمية، وهو أن نتنياهو لا يرى، أو يتظاهر أنه لا يرى، أن ليس كل ما تريده إسرائيل يظل رهـناً بها وحدها، كما ثبت بضع مرات في السابق. كما يجوز أن نعثر في قراءة آرينز على اتهام صريح فحواه أن تمسك نتنياهو وباراك بالخوف يعود إلى أسباب تخصهما وحدهما، لكن تداعياته المحلية والإقليمية يمكن أن تكون أشد وأدهـى.


ـ 'المستقبل'

'حزب الله' يتبنّى التمرّد في البحرين ويُغفل البلدان الأخرى
الثورات العربية بين الدعم الصادق والاستثمار السياسي
فادي شامية:

في إطلالته يوم السبت الماضي؛ تحدث السيد حسن نصر الله عن الثورات العربية، من باب التضامن مع 'شعوبنا العربية؛ وثوراتها وانتفاضاتها وتضحياتها، خصوصاً في كل من تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن'.
في خطابه التضامني هذا؛ أقحم نصر الله الفتنة المذهبية في البحرين في عداد الثورات، وتجاهل بشكل كلي الحراك الشعبي الجاري بوتيرة متصاعدة في سوريا، فضلاً عن إغفاله الثورة الخضراء في إيران، من خلال 'تخريجة' ذكية، تمثلت بحصر التضامن بـ'الثورات العربية'.
والواقع؛ جاء تضامن نصر الله مفتقراً إلى ثلاثة شروط ضرورية ليكون تضامناً صادقاً، وهي: الشمولية، والموضوعية، والصحة.

الشمولية: لا يصح في حال من الأحوال، لأي متضامن -فضلاً عن أي جماعة تدّعي التضامن من منطلقات أخلاقية- أن تنظر إلى الثورات بمعايير مختلفة، فتتحدث بحق- عن ثورة مجيدة في تونس ومصر وليبيا واليمن، ثم تغفل ما يجري على مقربة منها في درعا ودمشق وعدد من المدن السورية، لأن الاعتبار السياسي يفرض ذلك.
خصوم السيد نصر الله السياسيون لم يفعلوا ذلك، ولو أنهم ترددوا في البداية، إزاء الثورة المصرية، مع أن القاصي والداني يعرف أن نظام حسني مبارك هو نظام حليف لهم، وأنهم خسروا بسقوطه سنداً سياسياً. في ميزان الربح والخسارة، فضّل فريق 14 آذار أن يحفظ مبادئ ثورته على أن يدافع عن حليف موضوعي في السياسة، إذ كيف يمكن لـ 14 آذار الدفاع عن حسني مبارك وهي تدّعي أن ثورتها تشكل النموذج العربي الأول لإسقاط الظلم والتسلط؟! ما فعله قادة 14 آذار أنهم انتصروا لروح ثورتهم، رغم شماتة خصومهم، وتبكيتهم لهم، ودعوتهم إلى الاستسلام بدعوى سقوط الأنظمة الحليفة.
الآن انتقل الاختبار إلى الفريق الآخر (يا لعدالة السماء)، فماذا يمكن القول لمواطن سوري يتظاهر مطالباً بالحرية والعدالة الاجتماعية غير التأييد؟ لقد سقط 'حزب الله' في أولى مراحل هذا الاختبار، ليس لأن السيد نصر الله أغفل ذكر ما يجري في سوريا كلياً، وإنما لأن إعلامه سواء الإعلام الرسمي لـ 'حزب الله'، أو الإعلام الحليف- غيّب كلياً ذكر ما يجري هناك، ورغم الدماء والاعتقالات، لم يظهر خبر واحد يوحي بحد أدنى من المهنية إزاء حدث من هذا النوع!.

الموضوعية: في خطابه إياه، كما في خطاب فريق الثامن من آذار كله، هناك ربط غير موضوعي بين الثورات العربية وعلاقة الأنظمة بالولايات المتحدة الأميركية. عدم الموضوعية مرده إلى أن الشعوب الثائرة، إنما تثور على الظلم والقهر وسلبها حقوقها قبل أي شيء آخر، مع الأخذ بالاعتبار أن التبعية لأميركا والغرب هي عامل إضافي في تسعير الثورة وزيادة سخط الشعب، وليست عاملاً وجودياً كما يحاول المستثمرون في الثورات العربية أن يوحوا لجمهورهم. الدليل القاطع على ذلك أن الثورات لم تبقَ حبيسة الأنظمة المسماة أنظمة 'اعتدال'، وإنما شملت الأنظمة 'الثورية'، كالنظام الليبي، ووصلت إلى نظام 'الممانعة' الأول في المنطقة أي النظام السوري.
ولعل المشهد الليبي اليوم فيه ما يكفي من وضوح حول هذه النقطة بالذات، إذ يبدو العقيد القذافي اليوم عن غير حق- كأنه هو الذي يتصدى لأميركا والغرب، الذين يقصفونه بالصواريخ، فيما يبدو الثوار عن غير حق أيضاً- كأنهم هم الذين يجلبون الاستعمار والتدخل الأجنبي. والواقع أن القذافي بلغ من الطغيان أنه اضطر هؤلاء إلى طلب التدخل الدولي بغطاء عربي، لئلا تسحقهم آلة القذافي العسكرية، على قاعدة 'مكره أخاك لا بطل'.
والشاهد من ذلك؛ أن نظام القذافي لم يكن أصلاً نظام اعتدال، بل كان نظاماً ثورياً، يرعى الإرهاب، وهو مصنف لدى أميركا ضمن الدول الراعية للإرهاب، ومع ذلك فقد قامت فيه الثورة!.

الصحة:لقد كان لافتاً جداً إقحام 'حزب الله' دولة البحرين في عداد الدول التي تشهد ثورات تغييرية. قد يكون النظام في البحرين بحاجة إلى إصلاحات، لكن الأصح أنه لا يمكن مساواة تونس ومصر بالبحرين، لسبب ظاهر وبسيط، وهو أنه في الثورتين السابقتين كان الشعب كله في مواجهة النظام، أما في البحرين فإن الشعب منقسم حول النظام. في مصر خرج المسلمون والأقباط جنباً إلى جنب لمطالبة الرئيس حسني مبارك بالرحيل، أما في البحرين فقد خرج الشيعة للمطالبة بإسقاط النظام، فيما خرج السنة لتأييده، ما جعل البحرين على شفير حرب أهلية، وليس إزاء ثورة شعبية. هذا هو الفرق الأساس الذي يجعل حالة البحرين مختلفة عن سواها، فضلاً عن أمور تفصيلية أخرى تجعل من مشهد البحرين مختلفاً؛ فالشعارات مذهبية، والمطالب فئوية، والصور المرفوعة غير وطنية، كما أن التدخل الإيراني في رعاية المحتجين ظاهر؛ لمن يرى وحتى لمن لا يرى!.
والواقع أن السيد نصر الله يخسر كثيراً من رصيده في العالم العربي عندما يسخّر حضوره وإعلامه لمناصرة الفتنة في البحرين، لأن العالم العربي بأغلبيته الساحقة لا يرى أن في البحرين ثورة شعبية (على سبيل المثال جرت تحركات شعبية في الكويت للضغط على الحكومة من أجل اشتراكها في القوات الخليجية المرسلة إلى البحرين وللتنديد بإيران!). يقول العلامة يوسف القرضاوي الذي لا يمكن اتهامه بالتبعية لأميركا بحال من الأحوال- في خطبة يوم الجمعة الماضي (منشور في صحيفة الشرق الأوسط يوم السبت 19/3/2011) عن الثورة في البحرين ما حرفيته: 'الشيعة هناك جميعاً ضد السنة جميعاً.

الثورة قامت طائفية شيعية.. أهل السنة لما رأوا هذا قاموا، 450 ألفاً، وقالوا نحن لنا مطالب أيضاً. إذا كنتم أيها الشيعة لكم مطالب فنحن - أهل السنة - لنا مطالب أيضاً، وقالوا مطالبهم... لم يكونوا (المحتجون) سلميين، بل اعتدوا على كثير من أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجيون في اليمن وفي مصر وغيرها ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة!... في مثل هذه الأمور الحوار أولى، بدلاً من أن ينقسم المجتمع انقساماً طائفياً، وقد دعا إلى ذلك ولي عهد البحرين.
إن الخطر هو أن ينسب الشيعة أنفسهم إلى بلاد أخرى ويحملوا صورة خامنئي وصورة نصرالله وصورة كذا وكأنهم ينتسبون إلى إيران ولا ينتسبون إلى البحرين'. (في خطابه، رد نصر الله على القرضاوي ضمناً من دون أن يسميه عندما قال: 'هل انتساب أغلبية المعارضة في البحرين إلى الطائفة الشيعية يجعلها مسلوبة الحقوق وتصدر في حقها الفتاوى، فأين الإنصاف؟'). إن تضامن السيد حسن نصر الله وغيره من الناس مع الثورات العربية، لا يمكن لها أن تقدر ما لم تراعِ شروط الشمولية والموضوعية والصحة، وإلا كانت جزءاً من الاستثمار السياسي الذي رفضه شعب مصر بشكل واضح عندما رد ضمناً على الإمام خامنئي والسيد نصر الله، نافياً الصفة الإسلامية عن الثورة، ومطالباً إيران و'حزب الله' بأن يتركوا ثورة مصر لأهلها... حتى أن الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم أطلق أغنية طريفة في هذا المجال؛ يمكن لمن أراد الاستماع إليها عبر الإنترنت ليتبين له المزاج المصري، وموقفه من إيران و'حزب الله'، رغم سقوط نظام حسني مبارك.


ـ 'الجمهورية'
المؤشرات الإقتصادية تسجل تراجعاً مقلقاً وموقف نصرالله من البحرين يفاقم الضرر

في مجلس خاص، قال رجل أعمال لبناني لمصرفي مخضرم: 'المهم أن تبقى الاضطرابات بعيدة عن دول الخليج، وخصوصا عن السعودية، لأنه اذا تعرضت هذه الدول لانتكاسة سوف يصاب اقتصادنا بضربة قاضية'. اجابه المصرفي انه يعرف بالأرقام عمق المصالح اللبنانية في دول الخليج، انطلاقا من وجود مصرفه في عدد من هذه الدول.انتهى الحديث بين الرجلين الى تأكيد أهمية الثقة التي تتمتع بها المؤسسات اللبنانية العاملة في الدول العربية، وجددا التمنيات بأن يبقى الخليج في منأى عن الثورات لكي يبقى الاقتصاد صامدا.
هذه التمنيات لم تصمد طويلا، ليس باندلاع اضطرابات في الخليج، بل بسبب بوادر الأزمة التي بدأت تتظهّر أكثر فأكثر بين لبنان والبحرين، وربما بقية دول الخليج، على خلفية التصريحات التي أدلى بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.هذه الأزمة التي ترتدي الطابع اللبناني - البحريني تبدو مرشحة للتمدّد لتشمل كل دول الخليج. ذلك ان جذور الأزمة تطال مجلس التعاون الخليجي الذي ارسل قوات عسكرية الى البحرين، وهو بالتالي شريك كامل مع المنامة في السرّاء والضرّاء.

في هذا الاطار، تتخوف مصادر مطلعة ان يكون الموقف البحريني هو الجزء الصغير الذي يظهر من جبل الجليد، وما هو خاف أعظم. وبالتالي، فإن عجز لبنان الرسمي عن اتخاذ موقف واضح مما قيل وما يمكن أن يقال، قد يؤدي لاحقا الى مواقف أكثر قسوة قد تُقدم عليها دول مجلس التعاون الخليجي. ومثل هذه التدابير لا يقوى الاقتصاد اللبناني على مواجهتها. هذا الاقتصاد المتماسك حتى الآن بجزء كبير منه بفضل الاموال التي تتدفق من دول الخليج، سواء من خلال تحويلات اللبنانيين العاملين هناك، او من خلال الدعم المالي المباشر. خبير اقتصادي يسأل: ماذا سيحدث اذا ما قررت السعودية سحب ودائعها الموجودة لدى المصرف المركزي؟ ألا تكفي هذه الخطوة لكي تهز الاقتصاد، وتعرّض الوضع المالي للخطر؟ (...)


ـ 'النهار'

الأزمة مع البحرين شكّلت ترجمة إضافية للتعقيدات
هل تسارع سوريا إلى رعاية الولادة الحكومية ؟
روزانا بومنصف:
 
على رغم عدم صدور اي موقف رسمي من التطورات المستجدة مع مملكة البحرين على اثر خطاب الامين العام لـ'حزب الله' السيد نصرالله، فان مصادر سياسية معنية غير الرئيس سعد الحريري الذي سارع الى محاولة استيعاب الموضوع تفاديا لانعكاساته مع دولة خليجية صديقة في موازاة اظهار الخطأ من جانب الحزب، لم تخف انها كانت تتمنى لو لم يخض الامين العام للحزب غمار هذا الموقف خصوصا في التوقيت الحالي. لكن احدا لم يتناول هذا الموضوع علنا لاعتبارات متعددة من بينها عدم الرغبة في اظهار مدى التجاذبات في المواقف بين افرقاء الفريق الواحد وتقديم هدية مجانية للخصوم في هذا الاطار انما من دون انكار ان ضررا وقع نتيجة هذا الموقف. اذ في حمأة محاولات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من اجل تأليف حكومة مقبولة عربيا وخارجيا وارتياحه الى موقف عربي يتيم اصدره وزراء خارجية مجلس التعاون حول شخصه وتشجيعه على تأليف حكومة متوازنة، فان هذا التشجيع ولو في حده الادنى بات معرضا للخطر في ضوء المواقف الاخيرة للامين العام للحزب خصوصا في ظل اعتراض خليجي واسع على ما يعتبرتدخلا ايرانيا في شؤون الدول العربية ومن بينها لبنان عبر 'حزب الله'.ولن يكون سهلا معالجة ما يصيب العلاقات الثنائية وما يصيبها في ظل الاجواء المتوترة عربيا ولبنانيا خصوصا ان موقف السيد نصرالله تشظى في اتجاه العائلات اللبنانية في البحرين مما يثقل اكثر فاكثر على الرئيس المكلف داخليا وعربيا ايضا خصوصا ان المسألة هي اكثر تعقيدا مما حصل مع مصر في ظل الظروف الاقليمية الخطيرة وفي ظل حكومة لن يشكل 'حزب الله' جزءا بسيطا منها كما في الحكومة السابقة بل يشكل عمادها وعنوانها الاساسي. وتعتقد هذه المصادر ان هذا الموقف زاد تعقيدات على تلك التي يواجهها تأليف الحكومة علما انها ليست التعقيد الوحيد القائم في وجهها وعلما ان الخارج لا يزال ينتظر طبيعة الحكومة ومن ستضم للحكم عليها كما على بيانها الوزاري. ويبدو ان الافرقاء المعنيين بالمشاركة في الحكومة قد تناسوا ما يترتب على الحكومة العتيدة خصوصا ان الكلام على المصارف وحدها بعد الحظر الذي تناول البنك اللبناني الكندي كان مؤثرا الى درجة مؤذية على الوضع الاقتصادي واثار استياء كبيرا حيال ما يمكن ان يجره مزيد من هذه المواقف علما ان لبنان ليس معزولا عما يجري في المنطقة وهناك مخاوف ان يحدث زلزال اليابان كارثة مالية على غرار الازمة المالية التي هزت العالم قبل بعض الوقت. اذ باستثناء النائب وليد جنبلاط الذي لم يحدد ما يريده من الحكومة شكلا وتوزيعا ولم يخض غمار تحديد المواصفات فقد لفت انتباه مصادر سياسية مواكبة للاتصالات حول تأليف الحكومة العتيدة ان لكل من الافرقاء في هذه الحكومة تطلعات خاصة في توصيف الحكومة العتيدة.
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اكد اكثر من مرة خلال مهلة الشهرين اللذين اعقبا اسقاط الحكومة وعلى لسان زواره انه لن يوقع حكومة من لون واحد.

رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي اخر مواقفه الاربعاء في 23 من الجاري اعاد التشديد على ضرورة تأليف 'حكومة انقاذ وطني'.رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تحدث مرارا عن حكومة متوازنة تكون مقبولة من جميع اللبنانيين.رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون شدد في مؤتمره الصحافي في 22 من الجاري على ان الحكومة العتيدة هي حكومة اللون الواحد شئنا ام ابينا ومسؤوليتها هي من لون واحد.
الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في اخر اطلالة له الى جانب مسؤولين من الحزب في عطلة الاسبوع المنصرم طالبوا بحكومة 'مقاومة'.ومع ان كلا من التوصيفات التي يطلقها المعنيون بالحكومة العتيدة تحظى بوافر من الملاحظات من مثل التساؤل عن مدى امكان رئيس الجمهورية عدم توقيع حكومة من لون واحد في حين ان الحكومة ستكون فعليا من لون سياسي واحد او كيف يمكن ان تكون حكومة انقاذ وطني في ظل اتهامات للفريق المعارض بالتخوين او بالعمل لمصلحة اسرائيل، فان غالبيتها صدر مع الفورة الاخيرة المتجددة حول تأليف الحكومة التي حفزتها التطورات المفاجئة في بعض المناطق السورية. اذ ان هذه التطورات لم تكن مرتقبة وهي مرفوضة في اذهان كثر وغير مؤهلة للنجاح في رأيهم الا انها قد تكون سببا وفق هؤلاء للمسارعة في اظهار القدرة السورية على الاستمرار في الامساك بالامور ورعاية تأليف الحكومة في لبنان. لكن صورة المواقف اللبنانية وحدها كافية وفق هذه المصادر لاظهار ليس فقط مدى التباينات في تحديد وجهة الحكومة العتيدة بين افرقاء الصف الواحد بل ايضا التخبط في ظل عدم وجود ضابط ايقاع هو دمشق التي نأت بنفسها وحتى اشعار اخر عن التدخل لمصلحة الاسراع في تأليف حكومة من حلفائها لاعتبارات متعددة لا مجال للدخول فيها، وفي ظل عدم وجود تغطية سورية لهذه الحكومة يعتقد كثر ايضا انها لن تحصل مع التطورات المستجدة في سوريا حيث يتعين ان تكون الموازين الاقليمية اكثر دقة من اي مرحلة سابقة في ضوء طبيعة التحديات التي تواجهها.
ويخشى في ضوء ذلك ان تكون الامور تخطت موضوع الحكومة الى امور اخرى قد تضع لبنان على خط الزلزال الجاري في المنطقة ولو بنوع اخر من الاهتزازات.


ـ 'النهار'

المحكمة والسلاح يهدّدان الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي
أين رجال الدولة لإيجاد حل عادل لهاتين المشكلتين ؟
روزانا بومنصف:

تقول اوساط سياسية مراقبة ان لا حل لمشكلة سلاح 'حزب الله' في المدى القريب اذا كان هذا الحل يرتبط بالتوصل الى تحقيق سلام مع اسرائيل ان لم يكن شاملا فأقله بين لبنان وسوريا من جهة واسرائيل من جهة اخرى، اذ لا يعود عندئذ مبرر لبقاء السلاح للمقاومة لان الاراضي اللبنانية والسورية تكون قد تحررت من الاحتلال الاسرائيلي. لكن انتظار تحقيق هذا السلام قد يطول فيبقى السلاح في يد المقاومة. والحل الآخر هو التوصل مع ايران الى اتفاق على وقف مد 'حزب الله' بالسلاح، الا ان التوصل الى هذا الاتفاق مشروط بالتفاهم على الملف النووي الايراني او التفاهم مع سوريا على منع امرار السلاح عبر اراضيها الى الحزب، وهذا يتطلب تفاهما ايضا مع سوريا حول الوضع في الجولان... فلا يبقى اذاً من حل سوى التوصل الى تفاهم لبناني حول موضوع المحكمة الدولية وموضوع السلاح، وكلاهما يشكلان معركة قاسية تخوضها قوى 14 آذار وستكون لها نتائج مهمة على مجمل الاوضاع في لبنان. والسؤال المطروح هو: هل في امكان الزعماء اللبنانيين التوصل الى اتفاق على حل لهاتين المشكلتين؟ الاوساط السياسية اياها تعتقد بانه اذا كان بين هؤلاء الزعماء رجال دولة كما كان في الماضي ايام الشدة وكانت مصلحة الوطن تتقدم اي مصلحة، فمن الممكن جدا التوصل الى اتفاق على حل لهاتين المشكلتين خصوصا اذا كان لا خلاف بين اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم على ان يكون سلاح المقاومة موجها نحو اسرائيل وليس نحو الداخل لأي سبب من الاسباب والا فقد 'قدسيته' لا بل فقد الاجماع على دوره وعلى القبول بحمله اذ تصبح فئة لبنانية مسلحة تواجه فئة غير مسلحة وتفرض عليها رأيها ومواقفها في كثير من الامور المهمة.


ـ 'النهار'

كدنا ننسى الحكومة
الياس الديراي:
 
لا شكَّ في أن الرئيس نجيب ميقاتي ينتظر ترياق الحل من لدن دمشق، وبصورة واضحة لا لبس فيها ولا مواربة. لكن العاصمة السورية لا تبدو مستعجلة لتقديم أية مساعدة فعَّالة، أو أي حل فعلي، قبل جلاء الغبار فوق ليبيا واليمن... على الأقل، وباعتبار أن عاصفة البحرين تستطيع الانتظار.
إذاً، ما العمل؟والى أيّ مدى الاعتماد على التأجيل والمماطلة، وتحت غطاء أسباب تكاد تصبح وهميَّة أو مصطنعة، وريثما تصل كلمة السر الى بيروت، والى الرئيس المكلَّف، والى الجنرال المعرقل، والى الحزب القائد، والى جوقة الزجل السياسي وقارعي الأجراس والطبول؟ما من رغبة لدى الأفرقاء المؤثّرين في افتعال أزمات تصعب السيطرة عليها، على ما يقول ناقلو الرسائل بين بيروت ودمشق.إنما إلى متى التأجيل والانتظار والمماطلة والاختباء وراء مطالب الجنرال، أو خلف خيال الأصابع؟أمس سمعنا ان 'القوى الاقليميَّة'، أي دمشق وطهران على الأقل، تدفع بقوة في اتجاه التأليف. فلننتظر نتائج هذا 'الدفع'.


ـ 'النهار'

في الطريق إلى حكومة المطلوبين !
الياس الديراي:

(...) فلميقاتي نقول بصدق: في النهاية ستبقى وحدك في الساحة، أما الآخرون فسينتقلون من موقع الى موقع ولن يلتفتوا الى الجثث السياسية المرمية على قارعة الطريق، تماماً مثل دراجات السياح الاوروبيين الذين خطفوا البارحة في أرض ما يسمى 'المقاومة' !


ـ 'النهار'
الاستهداف الاقتصادي رسالة بأن لا تساهل في ملف المحكمة
التعجيل في الحكومة لتعطيل مفاعيل الضغط
الياس الديراي:
 
فرغم تأكيد السلطات النقدية انها لم تلمس أي ضغوط اميركية او خارجية في هذه المسألة وان الامر يقتصر على القلق الاميركي من جراء اموال المخدرات، وان الضغط الحقيقي يأتي من القوى السياسية المحلية، وقد جددت السفيرة الاميركية مورا كونيللي هذا الموقف امس بعد غداء عمل مع جمعية المصارف، هناك من يشكك في هذا الواقع ويرى فيه تبسيطاً لخلل قائم في النظام المصرفي وتحديداً في شقه الرقابي جعل اختراقه والتسلل اليه أكثر سهولة وقدرة على تحقيق أهداف الضغط من أي موضوع آخر من دون ان يغفل اصحاب هذا الرأي الارتباط الوثيق بين هذا الملف وموضوع المحكمة بحيث يأتي توقيت فتح ملف اللبناني الكندي في رأي هؤلاء ليوجه رسائل اميركية وحتى غربية تنصح في عدم المس بعمل المحكمة الدولية والقرارات المتعلقة بها، بما في ذلك القرار الاتهامي المنتظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ويكشف هؤلاء عن رسائل غير مباشرة حملت الى أكثر من زائر لعواصم اميركية واوروبية والى من يعنيهم الامر في لبنان بمن فيهم ميقاتي تلفت الى ضرورة توخي الحيطة في تعاطي  الحكومة العتيدة  مع التزامات لبنان حيال المحكمة الدولية والقرارات الدولية ملمحة ضمناً الى المصالح الاقتصادية والمصرفية المحلية والخارجية. واذا كان موقع ميقاتي كرئيس مكلف لا يمنحه اي صلاحيات للتحرك أو الرد، فهو آثر حتى من موقعه الشخصي عدم اصدار اي موقف حيال الشائعات التي طالته وطالت مصالحه.
ورغم التطمينات المختلفة التي صدرت عن أكثر من سلطة مصرفية ونقدية في شأن الموضوع المصرفي، فان مصادر سياسية مطلعة لا تكتم قلقها من ان تستمر رسائل الاستهداف مع تصاعد وتيرة الضغط المواكبة لمسار تأليف الحكومة ووضعها بيانها الوزاري. ورأت ان المطلوب لتلافي مثل هذا الاستغلال مبادرة السلطات والاجهزة المعنية الى التحقيق الجدي والمسؤول والموضوعي في مكامن الخلل ومعالجتها حتى لو تطلب ذلك لجنة تحقيق برلمانية بما يعطي اشارات جدية الى الداخل والخارج حول وعي اخطار هذا الملف ويمنع في الوقت عينه اي التفاف عليه او استثمار سياسي له، لافتة الى ضرورة فهم الرسائل الاميركية في هذا الشأن بوضوح ومفادها أن لا تساهل بعد الآن في أي ملف مبني على وقائع وليس على افتراضات وحيال اي متورط او مرتكب.


ـ 'المستقبل'

المستقبل اليوم:
 
لما قيل إن الحكومة العتيدة منذ لحظة تسمية رئيسها المكلف هي حكومة الحزب الحاكم، ثارت ثائرة الغيارى بـ 'القطعة'.. ورأوا فيه تضخيماً للواقع، ولم يروا في سيل التصريحات التي انتدبت نفسها للحديث باسم الرئيس المكلف، أو الاشتراط عليه، أو رسم الخطوط الحمر أمامه أي ضير أو تجاوز.
في إطلالته غير الموفقة، قبل أيام، فتح أمين عام الحزب الحاكم النار قصفاً شاملاً على دولة عربية شقيقة، هي البحرين.. للموقف المستهجن واللامسؤول انعكاساته وتداعياته التي بدأت تتمثل بإجراءات وتحذيرات. لكن ثمة شقاً سياسياً يماهي اللحظة الراهنة. لحظة تشكيل حكومة تعكس صورة هذا الحزب وصوته ومشروعه وطموحاته.
فعلى طريقة أول القصيدة كفر جاءت هذه المواقف النافرة، التي تمثل الملامح الأولى للسياسة الخارجية للحكومة الميقاتية، بحق دولة عربية شقيقة، لم تتأخر يوماً في الدفاع عن لبنان وقضاياه، ومدّ يد المساعدة له في كل الظروف والمراحل. وكل ذلك، بهدف زجّ لبنان في أجندة إيرانية مشبوهة. فهل بات الحزب، مكلفاً رسم سياسة لبنان الخارجية بعدما كلّف نفسه تدمير علاقة هذا البلد مع المجتمع والمؤسسات الدولية؟
الحزب الحاكم، نسي إسرائيل هذه الأيام، ولا يريد أن يرى التحركات الشعبية الرافضة للديكتاتوريات والظلامية عند رعاته الإقليميين، فقط يريد تصدير نموذجه الانقسامي، والتسلل لضرب استقرار البلاد العربية الشقيقة، وإغراقها في الفتنة الداخلية والتصدعات الوطنية وثقافة الخروج على النظام والشرعية. لكن ما هو أخطر، أن ما يسعى لفرضه بقوة سلاحه، لا يبدو أنه يوصل لبنان إلا إلى أن يكون، وبامتياز، دولة مارقة أمام المجتمع الدولي وأمام الأشقاء العرب، بما يرتد سلباً على صورة هذا البلد وموقعه ودوره وعلاقاته الخارجية، وعلى مصالح اللبنانيين على امتداد المعمورة. هذا كله والحكومة الموعودة لم تُشكل بعد.. فكيف سيكون الحال بعد التشكيل؟!


ـ 'المستقبل'
مستجدات إقليمية تضع تشكيل الحكومة على نار حامية
ربى كبارة:

يرى ديبلوماسي عربي في بيروت ان موقف سوريا احبط محاولة ايران تحريك مجموعات شيعية في دول الخليج لفرض شروطها على الدول العربية والغرب. وفيما لم تردّ طهران حتى الان على موقف دمشق مما تشهده البحرين، تولى حزب الله الردّ بطريقة عرّضت مصالح آلاف اللبنانيين في دول الخليج للخطر، وتجسد ذلك بحضّ البحرين رعاياها على تجنب لبنان وبوقف رحلات طيرانها الجوية الى بيروت.وقد ردّ رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري برفض 'تحويل لبنان الى ساحة لتصدير الثورات التي تستهدف دول مجلس التعاون الخليجي'، ورأى ان اقل ما يقال فيها انها 'امر عمليات خارجي'.كما استحدث الامين العام لـ'حزب الله' مهام جديدة لسلاحه في مواجهة الحملة التي بدأتها قوى 14 آذار مع انتقالها الى المعارضة وعنوانها حصرية السلاح بيد الدولة، اذ اصبح سلاح 'حزب الله' إما موجّها الى الداخل ليتحكم بمختلف اوجه حياة اللبنانيين وحتى حياتهم السياسية، وإما شعاره سلاحٌ مقاومٌ لاسرائيل تعطَّل مفعوله منذ صيف عام 2006 بموجب القرار الدولي 1701 .
ومن ابرز هذه المهام التي حددها نصر الله الاحد الماضي في احتفال لدعم الثورات العربية، عرضه مساعدة الثوار، وتأكيده ان سلاحه هو الوحيد المؤهل لحماية النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية.


ـ 'المستقبل'
اعقلها وتوكل
فيصل سلمان:
 
'حزب الله' مدعو الآن الى وقفة تأمل طويلة يعيد في خلالها مراجعة مواقفه وخصوصاً، لائحة تحالفاته. ينتهي الى قرار حاسم.الدافع الى هذا الكلام ليس موقفاً معارضاً للمقاومة التي هي جانب الضوء المنير في مواجهة العدو الإسرائيلي، انما هو موقف يرتكز الى الوثائق (ويكيليكس) التي تكشف مواقف الآخرين من الحزب.
ما نشر في وثائق هو في حد ذاته 'سكين بحدّين' فهي من جهة تكشف مواقف مختلف الأطراف من الحزب ومن المقاومة ومن جهة ثانية تكشف ان الحزب لا حلفاء له صادقين.قد يكون بديهياً ان يكون موقف الخصوم السياسيين لحزب الله سلبياً منه، لكن المفاجأة ان موقف الحلفاء لا يختلف كثيراً عن موقف الخصوم.سبق وقرأنا مواقف للحليف المسيحي الأساسي للحزب، أي التيار الوطني، وشخصيات بارزة فيه كشفت عن استيائها من التحالف معه.
ثم قرأنا مواقف منسوبة للحليف الشيعي الأساسي، أي حركة 'أمل' وشخصيات بارزة فيها تضمر 'جفاء' للحزب.إذا جمعنا مواقف خصوم حزب الله الى مواقف حلفائه نكتشف حقيقة مخيفة: من إذاً يدعم حزب الله والمقاومة؟لو وجهنا هذا السؤال إلى المسؤولين في الحزب، قالوا: كم من فئة قليلة مؤمنة غلبت فئة كثيرة ضالة.. هذا ايمان وليس سياسة.. هذه قناعات قد تكون محترمة ولكن هل تبنى عليها استراتيجية سياسية وقتالية؟
ما من عاقل يرفض مقاومة المحتل، انما العاقل هو من 'عقل وتوكل'.


ـ 'المستقبل'
بالإذن.. عابر الحدود..
علي نون:
 
شواهد عدة توالت في الآونة الأخيرة ودعّمت ما كان معروفاً منذ زمن لجهة حقيقة المواقف من 'حزب الله' وأدائه محلياً وإقليمياً..ولا يتعلق الكلام هنا بالمواقف الرسمية العربية المعلنة أصلاً والموزّعة محورياً بكل وضوح، إنما يتعلق بالأساس الذي بنى ويبني عليه الحزب صفحات مهمة من بيانه المقاوم والممانع، والقائل في الإجمال إن العرب والمسلمين في مكان، وقادتهم في مكان آخر! وإن الحزب هو الضوء الطارد للعتم والناس بانتظاره لقيادة مسيرة الخلاص والحرية والتحرير. هكذا، دفعة واحدة!
التظاهرة الأخيرة في مدينة درعا السورية خرجت على ما أسمعتنا وأرتنا 'العربية' بشعار ضاج يرفض 'حزب الله' وإيران.. وتلك عيّنة ليست هيّنة أو بسيطة في دنيا الحساب والاستقصاء والاستفتاء. وقبل ذلك كانت 'جماهير' ساحة التحرير في مصر فاضت بمواقفها من محاولة إلباسها أثواباً آتية من خزائن حزب 7 أيار والجمهورية الإسلامية الإيرانية... والحالة ذاتها سُجّلت في تونس وإن كان الصوت أقل وضوحاً ويتعرّض لتشويش ممنهج من مراكز بث شعارات الممانعة والمناتعة عن بعد. ثم قبل كل ذلك، كانت الصحافة المصرية، بكل تلاوينها، قد عكست نبضاً عاماً معادياً وبحساسية مفرطة لما اعتبر في وقته، تطاولاً لبنانياً وغير لبناني على مصر وقيادتها وسيادتها خلال حملة 'الرصاص المصبوب' الإسرائيلية ضد غزة.
ولا داعي للإكثار من شواهد أكثر فصاحة وبعضها نقله زوّار عاديون لعواصم ومدن عربية وإسلامية عدّة عن كيفية انقلاب النظرة الى حزب أضاع البوصلة وما عاد يميّز تماماً بين حدود إسرائيل وحدود الفتن والحروب الأهلية والمذهبية العربية والإسلامية!
مع 'ويكيليكس' اكتملت الدائرة أو تكاد. والزميل العزيز حازم صاغية كتب قبل يومين مطالعة أخّاذة في شأن أساس المواقف من 'حزب الله' وخطابه وشعاره ومقاومته، والتي كشفت الوثائق المسرّبة جزءاً منها فيما يَفترض كل ذي منطق سوي أن المخفي أعظم وأكبر.
وفي تلك الوثائق يتبيّن مدى غربة منطق الحزب حتى بين أهله وربعه وحلفائه الجدد والقدامى سواء بسواء! وفي حين أن 'الأغيار' والأخصام، ما فعلوا برأيهم، إلا إكمال مواجهة، كان الحزب بدأها في 8 آذار 2005، وكلٌ على طريقته التي يُفترض بمبتدئ بريء في العلم اللبناني الحديث أن لا يتفاجأ بها! فإن مواقف الآخرين، الحلفاء وأهل الدار، تدلّ وبالعمق الى يقظة الشعور بمخاطر نهج يكاد أن يدمّر ما تبقى من مقوّمات ونسائج الكيان اللبناني البشرية والعمرانية.على أي حال، فإن الوقائع والأحداث كما الوثائق المسرّبة تكشف حقائق لا تُجادَل، يُفترض بـ'حزب الله' أن يأخذها كما هي ويُصاب فعلياً بالهمّ والغمّ، خصوصاً وأن لعبة دمغ أي حالة اعتراضية بخدمة الصهاينة والعمالة لهم لم تعد تنفع كثيراً. إسألوا الأنظمة المتهاوية في ليبيا واليمن وغيرهما! مع العلم المسبق بأن الحزب، ليس نظاماً إنما ساع بكل همّة لا يُحسَد عليها، الى أن يكون حزباً حاكماً عابراً للحدود.. لكل حدود جغرافية أو طائفية أو مذهبية!


ـ 'الأخبار'

حوار بين حريري واثنين من معارضيه
علي نون:
 
لا يمكن عاقلاً أن يناقش أيّ إنسان في صحة المطلبين اللذين يخوض فريق الأكثرية السابقة معركتهما الآن: إسقاط السلاح في الداخل، وإحقاق العدالة في الجرائم المتسلسلة التي طاولت لبنان، منذ الأول من تشرين الأول عام 2004. فالمسألتان مرتبطتان بهدف واحد، ألا وهو السلام. والسلام ركيزة أساسية لتحقيق الخير والمصلحة العامة لأي تشكّل بشري، بدءاً من الفرد، إلى جماعة فمجتمع فدولة. وفي هذا السياق، لا جدوى ولا طائل، ولا حق ربما، لأحد، في الرد على هذين المطلبين، باتهامات التخوين، أو بكليشيهات &laqascii117o;الصهينة" أو &laqascii117o;الأسرلة"، أو سواها من إلصاقات العمالة، على طريقة الأنظمة الكليانية وقضائها القدري.
لكن السؤال يظل مشروعاً عن كيفية الوصول إلى هذين المطلبين: رفع السلاح وتطبيق العدالة، وبالتالي عمّن سيحقق هذا الهدف الإنساني والأخلاقي والوطني السامي، أي إنجاز الخير، في ظل مناخات السلام؟
وانطلاقاً من رفض خطاب التخوين الإيديولوجي المذكور، يفترض بفريق الأكثرية السابقة أو الفريق الحريري، كما شاعت تسميته السياسية الإعلامية، أن يتجنّب ثلاثة محظورات كبيرة في سياق نضاله: أولاً ألّا يتوسل العنف الداخلي، أكان عبر حرب أهلية أم فتنة مذهبية أم ما شابه... وثانياً، ألا تكون إسرائيل أداته لتحقيق هدفه بأي شكل من الأشكال. ثالثاً، ألّا يراهن على قيام نظام مذهبي في سوريا يدعم فريقه في قهر الفريق اللبناني الآخر. وهذا ما يبقي لأصحاب طرح السلاح والعدالة وسيلة واحدة للوصول إلى غايتهم، ألا وهي الحوار، بغاية الإقناع. بمعنى، أن على الخطاب السياسي والإعلامي القائل برفض السلاح والقبول بالمحكمة الدولية أن ينجح في إقناع الناس الرافضين لهذا الخطاب، مهما كانت غرائزية هؤلاء، ومهما كان اصطفافهم العددي. وإلا، لا مجال ولا مكان لنجاح هذا الخطاب. ففي هذا الوطن المصقول بتوازنات جوهرية، و&laqascii117o;جوهرجية"، لا يستقيم إلا التوازن، ولا يقوم نصر ولا قهر ولا فوز ولا رجحان لأي طرف على طرف، إلا بنحو عابر وعرضي وزائل.

هكذا، يفترض التطبيق العملي لهذه القاعدة أن يتوصل الخطاب الإعلامي والسياسي للحريريين إلى إقناع نموذجين اثنين: إقناع لبناني شيعي مؤيّد للثنائية الشيعية، واختصاراً لمنطق حزب الله، كذلك عليه أن يقنع لبنانياً مسيحياً مؤيّداً لخطاب ميشال عون، وبالتالي لشخصه. في النموذج الأول، قد يطرح هذا الشيعي على محاوره ومحاول إقناعه سؤالاً بسيطاً: لماذا لم تجد من شارعي من يتوجه إليّ غير ذلك النائب والوزير السابق، وهذا النائب الحالي؟ وقد يستنكر الفريق الحريري هذا السؤال، قبل أن يضيف الشيعي استطراداً على سؤاله: أنا أحترم كل الناس والبشر والمواقف والمواقع، لكن لمجرد تبيان حقيقة الأهداف والغايات، هل تعرف أين كان النائب والوزير السابق في 26 نيسان 2005، أي في اليوم الذي كنت أنت تحتفل بجلاء آخر جندي سوري عن أرض لبنان؟ كان في تلك اللحظات بالذات عند الحدود اللبنانية السورية في المصنع، يودّع رستم غزالة. وحين صار يُسأل بعد أعوام عن تلك الواقعة، كان يجيب ساخراً: ذهبت لأتأكد من أنهم راحلون... ثم هذا النائب الحالي، هل هو موظف في الشركات التي تملكونها، إما مباشرة وإما عبر دولة الزبائنية التي عندنا، أم لا؟

لا يعني سؤالي هذا ـــــ يضيف اللبناني الشيعي ـــــ أي انتقاص من احترامي للشخصين. فقط أحاول التبصّر في الخلفيات: هل هي الخير والمصلحة العامة، أم أمور أخرى؟ النموذج الثاني، اللبناني المسيحي المؤيّد لميشال عون، إشكاليته أكثر تراجيدية. سيقول لمحاوره الحريري: أنا معك. أصلاً، أنا لست مقتنعاً كثيراً بما يقدمه لي الخطاب الضحل لغالبية نواب الجنرال و&laqascii117o;قيادييه"، رغم ثقتي المطلقة به كشخص، ورفضي ـــــ عن معرفة ـــــ لمنافسيه في الوسط المسيحي. أنا معك في نزع السلاح، لكن لمجرد الاستيضاح: كيف صودف أنه حين عاد عون إلى لبنان سنة 2005، مخاصماً لحزب الله، ومؤيّداً للقرار 1559، وقفتم ضده؟ بعدها اختبر الأمور والموازين على الأرض، فقال بضرورة قيام &laqascii117o;تفاهم" ما مع حزب الله، بشأن السلاح، لجهة ضبطه واحتوائه و&laqascii117o;لبننته" و&laqascii117o;دولنته"... كنتم أيضاً ضده؟ ومن ثم بعد حرب تموز، وبعد معاينته لاعتزام إسرائيلي واضح إبادة جماعة لبنانية كاملة، ومبادرته في لحظة مبدئية مخالفة لكل منطق الربح السياسي إلى الدفاع عن تلك الجماعة...ظللتم أيضاً ضده؟سينظر النموذجان المساءلان أحدهما إلى الآخر، ومن ثم إلى السائل الحريري، من أي مذهب كان، ويتفكران معاً: هل يمكن أن يكون الجواب عن كل ذلك هو أن السلطة هي الهدف الذي يسعى فريقك إليه؟ هل يمكن أن يكون لهدفيك (السلاح والمحكمة) علاقة بسوليدير وأوجيرو وسوكلين وأخواتها؟ لم نقتنع. حاول مجدداً.


ـ 'الأخبار'

غازي يوسف يخرّب MEAS !
روائح الفساد تفوح من شركة خاسرة تغتصب عقوداً سخيّة
رشا أبو زكي:
 
تسلّم مجلس الإنماء والإعمار أخيراً ملف التحقيق في مخالفات ترتكبها إدارة شركة &laqascii117o;MEAS" في مطار بيروت الدولي التي يرأسها، خلافاً للقانون، النائب غازي يوسف. المخالفات تتعلق بفضائح مالية تقدّر بمليارات الليرات، تحقيق قد يجيب عن سؤال: &laqascii117o;كيف يمكن شركة كهذه أن تخسر بعدما كانت تحقّق الوفورات في السنوات الماضية؟"... (للقراءة).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد