قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 30/3/2011

ـ 'السفير'
القضاء الفرنسي يعتبر نفسه صالحاً لملاحقة جوني عبده
ميليس يتلطّى بحصانة الأمم المتحدة تهرّباً من دعوى السيّد
علي الموسوي:

لن يسلم الرئيس الأوّل للجنة التحقيق الدولية في جريمة 14 شباط 2005، القاضي الألماني ديتليف ميليس، من الملاحقة أمام القضاء الفرنسي بجرائم القدح والذمّ والتشهير بالاستناد إلى شهود الزور الذين افتروا جنائياً على الضبّاط الأربعة، خصوصاً أنّ صاحب الدعوى بحقّه اللواء الركن جميل السيّد يملك نفساً طويلاً، ولا يهادن على حقّ عام، فكيف على حقّ شخصي دفع ثمنه غالياً بأن زجّ به في السجن وفي الاعتقال التعسفي، بناء على إفادات شهود تبناهم ميليس وسهّل من خلالهم فرار مرتكبي الجريمة الحقيقيين.
ولا يزال &laqascii117o;الثعلب" ميليس كما أطلق عليه عند إحضاره إلى لبنان في شهر أيّار 2005 لقيادة دفّة التحقيق، يتهرّب من تبلّغ موعد حضور جلسة التحقيق لدى قاضية التحقيق في باريس فابيان بوس والمثول أمامها لسماع أقواله ودفاعه في دعوى السيّد عليه.
وبغية الاستفادة من الحصانة التي تعطيها الأمم المتحدة لموظّفيها، ترك مدعي عام برلين وظيفته في بلاده مؤقّتاً، وتمسك بوظيفة دولية، وسافر إلى الفيليبين لتنفيذها، وقد اتضح بأنّ السلطات الألمانية رفضت تنفيذ التبليغات الصادرة بحقّ ميليس، وما ان علمت القاضية الفرنسية بوس بوجوده في الفيليبين، حتّى سارعت إلى تسطير استنابة قضائية إلى السلطات الفيليبينية طلبت فيها إبلاغ ميليس بضرورة المثول أمامها في باريس، ولكنّ السلطات الفيليبينية ردّت بكتاب رسمي ذكرت فيه عدم قدرتها على تبليغ ميليس على أراضيها بسبب قيامه بمهمّة رسمية هناك حيث يتمتّع بحصانة الأمم المتحدة وهو ما يحول دون تسليمه ورقة التبليغ.

ومن المعروف أنّ أصول التبليغ المعمول بها في فرنسا مطابقة للأصول المعتمدة في لبنان، فإذا ما استنفد قاضي التحقيق المهل القانونية المسموح بها، فإنّه يستطيع أن يباشر فوراً، بالملاحقة الغيابية لميليس الذي يدرك في قرار نفسه أنّه لن ينجو من الملاحقة، لأنّ الجرم المدعى به عليه من اللواء السيّد يتعلّق بالذم والقدح والتشهير، وارتكبه ميليس خارج إطار وظيفته كرئيس للجنة التحقيق الدولية، وذلك من خلال ظهوره الإعلامي على شاشة &laqascii117o;المؤسّسة اللبنانية للإرسال" وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة بين العامين 2006 و2008.
وبالتالي، فإنّ ميليس عند اقترافه الجرائم المسندة إليه، لم يكن يتمتّع بأيّة حصانة، ولا سبيل أمامه سوى المثول أمام قاضية التحقيق في باريس، ولو لم يكن مقتنعاً بأنّه غير قادر على النجاة من الإدانة القضائية بدعوى السيّد، لما أبقى نفسه محصّنة بالأمم المتحدة وتنقّل من بلد إلى بلد مثل أيّ مطلوب فار من وجه العدالة.
وبعد خروجه، مكرهاً، من منصبه كرئيس للجنة التحقيق، بسبب إخلاله بوظيفته، وحلول القاضي البلجيكي سيرج برامرتز مكانه وإسقاطه الكثير من أقوال شهود الزور الذين تبناهم سلفه، اندفع ميليس مرّات عديدة وبطريقة مشبوهة توقيتاً ومضموناً، إلى إطلاق عبارات يستشفّ منها القدح والذمّ والتشهير باللواء السيّد، بهدف الالتفاف على عمل برامرتز وإبقاء اتهاماته غير المستندة إلى أدلّة صلبة وقوية، بحقّ السيّد والضبّاط الثلاثة الآخرين اللواء علي الحاج والعميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان، حيّة في ذهن الرأي العام، انسجاماً مع ما كان يتردّد من بعض الأطراف على الساحة اللبنانية.
واتهامات ميليس لم تعش كثيراً، فبعدما استعملت مع توصيته المخالفة للقانون والموجّهة للقضاء اللبناني، مطيّة لإبقاء الضبّاط الأربعة قيد الاعتقال التعسفي، عاد قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان البلجيكي دانيال فرانسين وأسقطها نهائياً بإعلانه براءة الضبّاط ممّا نسبه إليهم شهود الزور وشركاؤهم المعروفون.وعلى خطّ مواز، يتابع اللواء السيّد دعواه على مدير المخابرات الأسبق العقيد المتقاعد جوني عبده والمقامة أمام القضاء الفرنسي أيضاً، بجرائم القدح والذمّ والتشهير بناء على معلومات كاذبة وافتراءات شهود الزور حيث حدّدت محكمة التمييز في باريس جلسة في 27 الشهر المقبل، للنظر فيها، بعدما اعتبرت محكمة الاستئناف أنّها صالحة للنظر في هذه الدعوى انطلاقاً من أنّ المقابلة التي أجرتها مجلّة &laqascii117o;الصيّاد" اللبنانية مع عبده وزّعت وبيعت على الأراضي الفرنسية، وليس أمام عبده سوى الحضور وإبداء أقواله بعدما استنفد كلّ سبل المماطلة والتسويف من دون فائدة تذكر.

وقد رفضت محكمة الاستئناف طلب عبده بانتفاء صلاحية القضاء الفرنسي النظر في قضيّة السيّد ضدّه، فقالت في قرارها إنّ بيع مجلّة &laqascii117o;الصيّاد" التي نشرت فيها المقابلة مع عبده من قبل كشك للصحف في محلّة الشانزيليزيه (Champs- Elys&eacascii117te;es) قد جرى تأكيده بموجب محضر من المباشر في المحكمة في باريس، وبالتالي، فإنّ بيع هذه المجلّة على الأراضي الفرنسية، وهي متضمّنة هذه المخالفات، تشكّل واقعة قانونية تسمح بالملاحقة في فرنسا.تجدر الإشارة إلى أنّه عملاً بالنظام القضائي الفرنسي، لا يحقّ للمحامي الذي يتابع القضيّة أمام محاكم الاستئناف أن يستمرّ فيها أمام محاكم التمييز كما هو معمول في لبنان على سبيل المثال، بل تفرض تغييره، بحيث تنتقل إلى محام متخصّص بالتمييز، ولا يحقّ للمحامي في الاستئناف المرافعة والمدافعة أمام محاكم التمييز، ولذلك فإنّ محاميي اللواء السيّد أمام محكمة الاستئناف هما: اللبناني أنطوان قرقماز وإيمانويل داوود، وأمام محكمة التمييز المحامي الدكتور في القانون الفرنسي لويس بوريه.


ـ 'النهار'
لماذا ترفض الأكثرية الجديدة الحديث عن 'بدائل' لميقاتي؟
إبراهيم بيرم:
 
تأبى دوائر القرار في أحد المكونات الاساسية في الأكثرية الجديدة، بشدة الدخول في نقاش ولو افتراضياً عما يمكن أن تلجأ اليه هذه الأكثرية، إذا أخفقت في استكمال المشوار السياسي الواعد الذي بدأته منذ أكثر من شهرين مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لتأليف حكومة وفتح الأبواب أمام مرحلة سياسية جديدة ومختلفة تماماً في المسرح السياسي اللبناني.وهذا 'الرفض' لا يأتي من خلفية جزمها القاطع بأنها وحليفها السياسي الجديد، ستمضي قدماً حتى استيلاد الحكومة الجديدة الخالية من أي مظهر من مظاهر الحريرية السياسية للمرة الاولى منذ نحو 7 أعوام، بل ليقينها بأن الامور لم تبلغ بعد مرحلة البحث عن بديل أو بدائل للرئيس المكلف، من دون أن تسقط من حساباتها ان أمر ايجاد من يحل محله ويتنكب مهمته وإن كان لا يندرج في خانة المستحيلات، إلا أن دونه عقبات وعراقيل لا يستهان بحجمها، وهي تحتاج الى ظروف استثنائية بالغة الدقة، فضلاً عن ان علاقتها بالاصل مع الرئيس المكلف نفسه لم تبلغ مرحلة التلويح أو التهويل عليه باستخدام البدائل أو اللجوء الى الاوراق المخبأة، إذ ما برحت خطوط التواصل مفتوحة على مصراعيها معه، اضافة الى انها تدرك أن الرجل ليس من النوع الذي يتأثر بهذا النوع من التهويل، فهو له كيانه المستقل وحيثيته الخاصة ورؤاه الذاتية المتوافرة في أي رجل محترف سياسياً كالرئيس ميقاتي الحاضر بقوة في تفاصيل اللعبة السياسية اللبنانية منذ النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي.
ومع ذلك فإن الدوائر عينها، تقول ان ليس في مقدورها، خصوصاً في الايام القليلة الماضية، نكران أن موضوع تأليف الحكومة الموعودة، وصل الى مرحلة 'شفا المأزق' أو 'شفير الازمة' ان لم يكن في كلا المصطلحين مبالغة في الاستخدام. وبصرف النظر عن تفاصيل ومواصفات العقد المعلومة الحائلة حتى الآن دون ولادة شرعية للحكومة، فإن الدوائر عينها تعزو 'جوهر' العقد في هذا التوقيت الى أمرين أساسيين:
- سوء فهم وتقدير للامور بين مكونات 'البيت الداخلي' للأكثرية الجديدة وبعض القوى المشاركة مباشرة في عملية التأليف المتفاعلة أخيراً أكثر من أي وقت مضى.
- عدم توافر الظروف الاقليمية المحيطة التي من شأنها توفير 'الوصفة السحرية' أو المظلة الواقية لعملية التأليف، أو بمعنى أكثر وضوحاً التي من شأنها توفير معطيات ومناخات تضمن ولادة مأمونة وسليمة للحكومة العتيدة.
والجلي، بالنسبة الى الدوائر عينها، أن هذا الامر يتصل بشكل اساسي بالرئيس المكلف نفسه، الذي وإن كان يرفض الإفصاح عن هذا الموضوع ويرفض الخوض في غمار الحديث عنه، إلا أنه كرجل تنتظره مهمة جليلة، وكسياسي وضع كل رصيده في ميزان عملية التأليف وتنكب مهمة شاقة وشائكة في مرحلة عصيبة، وكشخصية سمعت من سلفها في السيارة التي أقلتهما معاً مرة وحيدة الى قصر وادي ابو جميل، كلام تحد كبير و'تهديدات' معلنة بعدم الركون والقبول بالأمر المستجد، لا بد وانها ترغب فعلاً وتعمل بشكل جدي لتوفير كل الظروف الداخلية والاقليمية التي لا تجعله يضطر بعد بضعة اشهر الى تسليم الرئاسة الثانية على 'طبق من فضة' الى من ناصبه العداء ووعده بحروب سياسية ضروس.
وعليه ليس مستغرباً على الاطلاق، او خارجاً عن مألوف الحسابات السياسية ان يكون الرئيس ميقاتي مترصداً بدقة مآل العلاقات السورية – السعودية ومتنسماً 'رياح' التحولات العاصفة في العديد من دول المنطقة على سبيل المثال ليبنى على الشيء مقتضاه.
هذه الوقائع والمعطيات على بلاغتها واهميتها، ورغم ان جهات اساسية في الاكثرية الجديدة تقيم لها وزناً واعتباراً وتأخذها بالحسبان، إلا ان ذلك لا ينفي ان ثمة ضغوطاً متبادلة بعضها خفي بين ميقاتي من جهة واطراف في الاكثرية الجديدة من جهة اخرى، وهي عملية تنطوي على عقبات وتعكس سوء فهم كل منهما للآخر في احيان عدة.

وفي سياق الموضوع نفسه، ترفض اوساط قريبة من 'حزب الله' ان تدرج اصراره الجلي على موضوع تمثيل 'سنية المعارضة' سابقاً في خانة انه 'عقدة مفتعلة' حديثا، فالأوساط نفسها تؤكد لمن يعنيه الامر أنها ابلغت ميقاتي منذ البداية رغبتها هذه انطلاقاً من جملة اعتبارات ووقائع تتصل بالماضي والحاضر والمستقبل السياسي:
- ان هذه القوى تمثل عملياً ما لا يقل عن 30 في المئة من سنّة لبنان وهي ممتدة ومتجذرة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، فضلاً عن حضورها الفاعل في بيروت واقليم الخروب والبقاع الغربي، وهي ليست 'صنيعة' فبركت على عجل او نتاج التطورات الاخيرة بل هي عبارة عن بيوتات وشخصيات وقوى واحزاب تعود جذور فعلها السياسي الى عقود عدة، حتى قبل ان ينشأ 'حزب الله'.
- ان هذه الشريحة دفعت في الماضي اثماناً باهظة نظراً الى رفضها التخلي عن خياراتها وقناعاتها السياسية الواضحة.
- ان هذه القوى لا بد ان تكون الركيزة الأساس لأي شخصية سنية تأخذ على عاتقها مهمة انهاض واقع سياسي في الساحتين السنية والوطنية على السواء.
وبناء عليه فان الحزب على يقين من ان ميقاتي يدرك سلفاً ان الموضوع ليس تحدياً لأحد أو رغبة في النزال مع اي جهة، بل هو جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي الذي ينبغي ان يبصر النور مع حكومة ميقاتي.


ـ 'السفير'
جنبلاط يتصل بزعيم &laqascii117o;المستقبل" ويتمنى عليه الحوار مع &laqascii117o;حزب الله"
الحريري ودمشق: تمنيات لعبور الأزمة ورهان على الـ&laqascii117o;س س"
كلير شكر:

بينما كان &laqascii117o;السندباد الحريريّ" يتنقّل من عاصمة إلى أخرى، مستطلعاً التطورات المتسارعة في &laqascii117o;الميادين" العربية، كانت &laqascii117o;الإخبارية السورية" تضع فريقه &laqascii117o;الأزرق" في قفص الاتهام المباشر، وتحوّل الأنظار من مدينة درعا إلى جارتها الطرابلسية، التي قيل إن سفينة محمّلة بالأسلحة انطلقت من أحد موانئها دعماً لـ&laqascii117o;الحركات الاحتجاجية"، ما استدعى ردّاً سريعاً ومقتضباً من أمين عام &laqascii117o;تيار المستقبل" أحمد الحريري ينفي فيه أي صلة لفريقه بما يحصل على الأراضي السورية، وأكملت النائبة بهية الحريري في اليوم التالي أنه ليس مسموحاً المساس بسوريا حتى بالكلمة. في المقابل، فإن صمتاً حذراً ساد أوساط النواب &laqascii117o;المستقبليين" الذين يحاذرون الدخول في متاهة السجال العابر للحدود و&laqascii117o;للخطوط الحمراء"، مكتفين بنفض غبار المسؤولية عن أكتافهم، وبالنأي بأنفسهم عن المشاركة في صناعة &laqascii117o;ربيع دمشق"، وفق نظرة خصوم القيادة السورية.
على لسان &laqascii117o;النواب الزرق"، نفي واحد: &laqascii117o;لا علاقة لنا بما تتناقله وسائل الإعلام"، علماً بأن بينهم من يجد نفسه غير معني بالردّ على اتهامات لم تكتسِ رداء الموقف الرسمي الذي يعبّر عن رأي &laqascii117o;قصر تشرين". فحاملو شعار &laqascii117o;لا للتدخّل السوري في لبنان"، أضافوا بالأمس لا جديدة، &laqascii117o;لا للتدخّل اللبناني في الشؤون السورية، فالشعب السوري أدرى بشعابه، كما بقية الشعوب العربية المعنية وحدها بقضاياها الداخلية".
وما يجوز على &laqascii117o;الاتهام الأمني" يسري أيضاً على &laqascii117o;الشائعات" التي تحدّثت عن نيّة &laqascii117o;تيار المستقبل" التحضير لتظاهرات مؤيدة لـ&laqascii117o;الحركة الاحتجاجية السورية"، حيث برّأ &laqascii117o;المستقبليون" أنفسهم من هذه المهمّة، ورموها عن أكتافهم، بعدما انفلشت بقعة الكلام حول دور &laqascii117o;لوجستي" يقدّمه &laqascii117o;الزرق" لجيرانهم. &laqascii117o;نحن لسنا في موقع يخوّلنا دعم أي تظاهرة من هذا النوع على الأراضي اللبنانية، وإذا كان هناك سوريون مؤيدون للاحتجاجات، فهذا شأنهم ولا يجوز منعهم، طالما أن لبنان بلد ديموقراطي ويحترم الحريات".

وكأن الاتصال بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، قد اخترق &laqascii117o;السواتر الترابية"، ليحرك المياه الراكدة بين الرياض ودمشق من جهة، وبين قصر الشعب وبيت الوسط من جهة ثانية. ففي العاصمة اللبنانية، هناك من انتعشت آماله لإمكان إعادة إحياء محور &laqascii117o;السين السين"، المعطّل من لحظة وأد المبادرة السعودية - السورية في مهدها. مشروع الاتفاق الذي &laqascii117o;دفنه" سعد الحريري، لم يفقد صلاحيته، وقد يجوز &laqascii117o;نبشه" ليكون وسيطاً جدّياً على طريق بيروت - دمشق... ولا بأس أن يمرّ من الدوحة حيث كان ولي عهدها في دمشق قبل يومين.
&laqascii117o;آلو" استثنائية أعادت الحرارة بين الحريري ووليد جنبلاط. ولا شك في أن &laqascii117o;البيك" المبادر قد أسدى نصيحة إلى &laqascii117o;دولة الشيخ"، بفتح النافذة المطلّة على &laqascii117o;الشام"، لمناسبة الأحداث الأخيرة، من دون أن يأتي الجواب المنتظر من المقلب الآخر... فهل دغدغت فكرة العودة إلى السرايا الحكومية مشاعر رئيس حكومة تصريف الأعمال وما يزال يكبتها حتى الآن؟. جنبلاط ابلغ الحريري ان المرحلة التي يمر فيها لبنان والمنطقة تاريخية وعصيبة ودقيقة جداً، ونصحه على الصعيد الداخلي بالحوار مع الشيعة وخاصة مع &laqascii117o;حزب الله" والرئيس نبيه بري. ورد الحريري بأنه يتعرض لحرب الغاء من جانبهما، فكيف يتحاور معهما وأجابه جنبلاط: &laqascii117o;وهم يتعرضون لحرب ضد سلاح المقاومة وعليك ان تحسم خياراتك، إن باختيار الاشتباك او الحوار".

في قراءة &laqascii117o;المستقبليين"، لا تحمّل الجولة الخليجية للحريري، أكثر مما تحتمل. &laqascii117o;التطورات السريعة على الساحة العربية تستدعي متابعتها عن كثب، وقد لعبت قطر دوراً بارزاً إن كان في الوضع الليبي أو اليمني على حدّ سواء، ولا بدّ بالتالي من استطلاع التفاصيل من قادتها مباشرة".أما العودة إلى الرئاسة الثالثة فمرتبطة، وفق النواب &laqascii117o;الزرق"، &laqascii117o;بظروف ولادة أكثرية نيابية جديدة تلتزم بالعناوين التي تؤمن بها قوى الرابع عشر من آذار". ولهذا يعتبرون أن التواصل السعودي - السوري يتجاوز الملف اللبناني، باتجاه بناء خط دفاع عربي يحول دون تطور الأمور بشكل دراماتيكي، وإن كان هؤلاء لا ينكرون أنّ أيّ تحسّن على هذا المستوى من شأنه أن يحمل ترجمة إيجابية على الساحة اللبنانية، وعلى خطّ العلاقة بين دمشق و&laqascii117o;المستقبل" تحديداً... لكن غليان المنطقة لا يترك مكاناً للتفاصيل اللبنانية، أقله في المدى المنظور. فالأولوية اليوم على الأجندة السورية، هي للوضع السوري بالدرجة الأولى. ويذهب أحد نواب &laqascii117o;المستقبل" إلى حدّ الحديث عن قرار حاسم في &laqascii117o;التيار" و&laqascii117o;الكتلة" يقضي بالتعامل بكلّ إيجابية مع ضرورات الاستقرار في سوريا. قرار سابق للاتصال &laqascii117o;الملكي" بالرئيس السوري، وبتقديره فإن &laqascii117o;الأسلوب الاستيعابي الذي استخدمه فريقه في تلقّف &laqascii117o;الاتهامات"، دليل قويّ على قناعة راسخة لديه بالسير مع رياح التهدئة".هذا الكلام يتناقض ومناخات أشيعت ضمن &laqascii117o;التيار الأزرق" في الأيام الأولى لأحداث درعا، بعدم الدخول على خطها &laqascii117o;لأنها سترتد سلباً علينا وتشد العصب حول النظام على طريقة المردود نفسه لخطاب &laqascii117o;حزب الله" في قواعدنا".
محطة &laqascii117o;المنار" التي نقلت الخبر عن &laqascii117o;الإخبارية" السورية عادت بالأمس وبثّت الشريط الذي يظهر المعلومات التي وضعتها المحطة السورية بتصرّف الرأي العام، والتي تقول إنه &laqascii117o;تمّ ضبط سبع سفن محمّلة بالأسلحة في ميناء اللاذقية"، انطلقت من مرفأ طرابلس، وثمة شكوك لدى سوريا بتورّط &laqascii117o;تيار المستقبل" بما يجري على أراضيها". وأفادت مصادر &laqascii117o;المنار" أنها كانت حصلت على المعلومات ذاتها منذ يوم الأحد الماضي، من مصادر أمنية لبنانية طرابلسية، ومصادر أمنية سورية، لكنها تحفّظت عن بثها بانتظار الموقف الرسمي، فيما نقلت محطة الـANB يوم الأحد الماضي، المعلومات نفسها. ولم تنشر &laqascii117o;المنار" تلك المعطيات إلا بعد صدورها على شاشة &laqascii117o;الإخبارية" السورية. وقد نفى مسؤول إعلامي سوري ما ذكر أن التلفزيون الرسمي الحكومي بث خبراً حول مصادرة السلطات السورية قوارب محملة بالاسلحة قبالة السواحل السورية قادمة من لبنان. وقال مدير الأخبار في التلفزيون السوري غالب فارس في تصريح لأحد المواقع الالكترونية اللبنانية &laqascii117o;إن التلفزيون السوري لم يبث أي خبر بهذا الخصوص على الإطلاق". وقد بدا من هذا التوضيح أن القيادة السورية ليست بوارد استخدام هذه &laqascii117o;المعلومات الإعلامية" من باب استدراج &laqascii117o;خصوم افتراضيين" لحلبة السجال السياسي، بغية شدّ العصب المحلي، علماً بإن &laqascii117o;الإخبارية" السورية، محطة شبه رسمية، ولكن مستقلة عن التلفزيون السوري (...).


ـ 'السفير'
قبل أن يهرم أولادنا وأحفادنا
واصف عواضة:
 
الواضح أن وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" عن حرب تموز لم تصدم أحدا من قيادة &laqascii117o;حزب الله". ففي جعبة الحزب معلومات كثيرة ومثيرة عن هذه الحرب تجمعت من مصادر متعددة وتم توثيقها والتكتم على معظمها, من باب الحرص على إعادة تجميع ما أمكن من شتات البلد المنقسم بالطول والعرض, عموديا وأفقيا.
إلا ان هذه الوثائق التي تنزل كالصاعقة على جمهور الحزب والمقاومة تؤكد المؤكد لدى هذه القيادة والمتابعين من أهل السياسة والاعلام الذين سمعوا الكثير عن خفايا هذه الحرب وكواليسها السياسية والدبلوماسية. ولعل أخطر ما في هذه الوثائق انها تقطع آخر خيط من الثقة بين جناحي لبنان الحاليين, ما يحفز على استنباط أفكار جديدة تطيح المعادلة السياسية الراهنة, وتضع لبنان من جديد على طاولة البحث للخروج من هذه الأزمة التي ستعمر طويلا.وليس سرا ان جمهور المقاومة الذي دفع الثمن الغالي في حرب تموز, والذي أعاد لملمة شتاته النفسي والمعنوي والمادي, بات يحتاج اليوم الى كثير من الجهد لكي يسامح, وهو يكتشف أن الكثير من سياسييه كانوا في صلب هذه الحرب عليه. وهو يعتبر ان الدعاوى القضائية التي طرحها الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله هي أقل ما يمكن إدراجه في إطار المحاسبة, لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة وأكثر قسوة مما فعلته اسرائيل في تلك الحرب.واذا كان &laqascii117o;حزب الله" يختزن منذ حرب تموز كل هذه النيات المبيتة من خصومه حيال وجوده ومصيره, واذا كان مستعدا للمسامحة واستخدام &laqascii117o;الممحاة" لشطب هذه المرحلة السوداء من تاريخ لبنان, فهل يعتقدن أحد انه يمكن لهذا الحزب ان يطمئن الى مستقبله ويسلم سلاحه للمطالبين برأسه في الداخل والخارج من دون أي ضمانات عملية ومنطقية, في منطقة تتغير وتتبدل أوضاعها يوما بعد يوم وساعة بساعة؟
أمام هذا الواقع, لم يعد ممكناً معالجة مستقبل لبنان بالطرق التقليدية البالية. فبلد يقوم بين أبنائه جدار عال من الشك والريبة وعدم الثقة, لا يمكن أن يبنى على دعائم مهترئة من زمن &laqascii117o;تبويس اللحى" و&laqascii117o;عفا الله عما مضى" و&laqascii117o;لا غالب ولا مغلوب". وعلى أهل هذا البلد أن يفتشوا عن وسائل عصرية حديثة لإخراجه من أزمته المزمنة, وسائل تكسر المعادلات السياسية القائمة وتتخطى الطوائف وحصصها, وما من سبيل الى ذلك إلا بتطبيق الدستور اللبناني والولوج الى نظام المواطنة. وكما قال ذلك التونسي &laqascii117o;لقد هرمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة", ونخشى أن يهرم أولادنا وأحفادنا قبل هذه اللحظة.


ـ 'النهار'
العقدة الحقيقية تكمن في مشكلة لعون مع رئيس الجمهورية ؟
ميقاتي واثقٌ من 'تذليل العقبات أياً تكن'
سمير منصور:
 
اذا كانت اوساط الرئيس ميقاتي، حاولت التقليل مما سمي 'عقدة' توزير كرامي، فلا يعني انها غير موجودة تماما، فالاوساط القريبة من الرئيس عمر كرامي، لم تنف ولم تؤكد، وفي الوقت نفسه تحدثت عن معلومات وردتها حول حساسية عند البعض يراعي الرئيس المكلف اصحابها، في اشارة واضحة الى حليفه النائب احمد كرامي، ابن عم الرئيس كرامي. وسط هذه الاجواء يستمر الرئيس ميقاتي على صمته ممتنعا عن الدخول في تفاصيل المشاورات التي يجريها. وفي رأي مصادر مواكبة لاتصالاته انه 'حسنا يفعل' وان صمته متعمد، لان اي كلام يمكن ان يؤدي الى سجال، وبعض السجال قد يضعه في النتيجة في موقع الراضخ في مكان ما لشروط هذا او ذاك. واما الصمت فمن شأنه ان يترك هامشا للاستنتاج ولنفي وجود هذه الشروط او تلك عند اي طرف.
وايا تكن العقبات التي تعترض تأليف الحكومة، فانها لم تؤثر – أقله حتى الآن – على اندفاعة الرئيس المكلف، الحريص دائما على التعامل معها بكل هدوء وبأقصى درجات التماسك، وهذا ما يبدو جليا لزواره، وهو غالبا ما يبدي تفاؤله بتذليلها ايا تكن، وقد درج منذ البداية على ابداء هذا التماسك، وقد ساعده فعلا على مواجهة اعتراضات فريق 14 آذار على تكليفه من خلال 'الانقلاب على الاكثرية بالقوة وتحت ضغط السلاح'، وكذلك على استيعاب تداعيات الاجتماع الشهير في دار الفتوى وقد شارك فيه الى جانب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري والرؤساء السابقين للحكومات، وقد استفاد منه وخرج في شكل او بآخر، مدعوما في مهمته، وقد دعاه البيان الذي صدر على الاثر الى 'التبصّر' فيها... ومما لا شك فيه ان ميقاتي يدرك ان لا مصلحة لاطراف اساسيين في الاكثرية النيابية الجديدة، بل لكل اطرافها، في عرقلة مهمته. ومن المفارقات ان العراقيل والشروط لم تأت، الا من اطراف في هذه الاكثرية، الى درجة دفعت مرجعا سياسيا الى القول ممازحا: 'وحده محمد الصفدي من هذه الاكثرية، من لم يضع شروطا لقبول التعاون'! وقد خرجت الى العلن اصوات فاعلة تدعو اصحاب الشروط الى ابداء بعض المرونة وتسهيل تشكيل الحكومة 'وإن مع بعض التنازلات عن بعض المطالب والشروط' في رسالة مباشرة الى عون، وكان آخرها من 'حزب الله' بلسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم ومن رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط الذي لفت الى ان الاحداث الامنية المتفرقة التي شهدها لبنان خلال الايام الاخيرة، من خطف المواطنين الاستونيين السبعة الى استهداف كنيسة السريان في زحلة بعبوة ناسفة، تحتم الاسراع في تأليف الحكومة ولا يمكن استمرار الوضع مكشوفا بهذا الشكل'، وقد طرح جنبلاط علامات استفهام حول ما اعتبره 'التوقيت المشبوه لهذه الاحداث'.


ـ 'النهار'

سحق الإنسان باسم القضية
هاني النصولي:
 
(...) هل نستمر كل سنة في ذرف الدموع ولطم الرؤوس في ذكرى كربلاء لنرسم بالدم خطاً فاصلاً كحائط الصين بين الشيعة والسنة، ثم نقف مفجوعين لانشطار الأمة؟ ونعلن كالديوك الاستنفار المذهبي العام في وجه بعضنا البعض ونقيم المتاريس الفقهية. انتقاسم صفحات القرآن ونوزع في ما بيننا الآيات، لأننا قررنا الا نخطو خطوة نحو وحدة الكلمة. هل نتهم الاستكبار العالمي والصهيونية بوهن الأمة، والانشقاق المذهبي لاح منذ ثورة الحسين ومعركة كربلاء؟ إذن لماذا مسموح لـ'علي' حمل السلاح ويُكبح 'عمر' من المقاومة؟ لماذا تستخدم البندقية في الداخل، بدل الحوار بالحجة والمنطق؟ لماذا لا نصهر المذهبية في لبنان ونسقط الحواجز بين الشيعة والسنة؟ ولماذا لا نوحد ساحتي رياض الصلح والشهداء؟! الظلم يشعل الثورات. هكذا حدث في تونس حين أوقد الشهيد محمد البوعزيزي النار بنفسه.
أما في لبنان، فتجسّد الظلم بالاعتصام في وسط العاصمة بين عامي 2007 و2008 وشلّ حركة المواطنين التجارية. وتجلّى باغلاق ابواب مجلس النواب وتعطيل الحياة الديموقراطية. وتجلى بتوجيه البندقية في 7 ايار 2008 الى صدور اللبنانيين المدنيين، بدل محاسبة الوزراء الذين اتخذوا قرار قطع خطوط اتصالات المقاومة السلكية في 5 أيار. وتجلّى أيضاً باعلان7 أيار يوماً مجيداً بعد سقوط الابرياء. وتجسّد الظلم بتحميل الحريرية السياسية منفردة مسؤولية الفساد والإهدار المالي، دون شركائها بالتكافل والتضامن من فريق 8 آذار. وتجسد بمشهد القمصان السود وتدخل 'حزب الله' في تسمية رئيس الوزراء المكلف دون أخذ بالحسبان مشاعر الطائفة السنية. إلا أن المطالبة بإسقاط سلاح 'حزب الله' من قبل فريق 14 آذار قبل التوصل الى استراتيجية دفاعية يتحمل فيها الجيش اللبناني مسؤولية حماية أمن المقاومة أمام السكين الاسرائيلي، إضافة الى المعلومات المخزية في برقيات ويكيليكس هو أفظع أنواع الظلم والافتراء. فإلى أين سيؤدي تراكم كل هذا الاجحاف بين الفريقين؟
لقد أعطى التكوين السكاني للجنوب اللبناني الأولوية للطائفة الشيعية شرف قتال اسرائيل لتحرير الأرض، لكن من واجب كل الشباب اللبناني مؤازرة جيشهم في حمل السلاح إن عارضت اسرائيل حق لبنان في استخراج النفط والغاز الممتد على طول ساحله. لقد تساءل السيد حسن نصرالله: 'كيف سندافع عن نفطنا باللافتات وغازنا؟ بالشعر، باليافطات، بالقصائد، بالـ'كرافات'...' والجواب بالبندقية اللبنانية الوطنية لا المذهبية. إذ ليس من الانصاف حصر حق الدفاع عن ثروة لبنان بـ'حزب الله'. فمن يضمن ألا ترتفع أصوات في المستقبل تطالب بحصة الأسد للطائفة الشيعية؟ ألا يكفي ما أودعنا لأجيال القادمة من عبء تسديد الديون التي تراكمت على الخزينة اللبنانية نتيجة فساد الطبقة الحاكمة، لنترك لهم معضلة مذهبية جديدة أشد تعقيداً؟... (القراءة).


ـ 'الحياة'
إيران في خلفية بعض ما يحصل في البحرين
إبراهيم الحصين (باحث في الشؤون الإيرانية):

التحولات التي يشهدها العالم العربي والتغيرات السريعة التي أطاحت نظام بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر، وما يحصل الآن في ليبيا، بعدما تبين أن نظام القذافي الذي استمر أكثر من أربعة عقود هو نظام هش قابل للتفكك، يطرح أمام المراقبين بوضوح أن أهداف المتظاهرين والثوار في تلك البلاد تريد التغيير والإصلاح نتيجة لتفشّي البطالة والفساد المالي والإداري وزوال الطبقة الوسطى، وقد تكون هناك أصابع خارجية لتحريك تلك العواصف.هذا ما حصل في بعض الدول العربية في شمال أفريقيا، وعندما ننظر إلى البحرين نجد الأمر مختلفاً تماماً، فمنذ بدأت التظاهرات والاعتصامات في دوار اللؤلؤة، والتي استمرت نحو شهر، تعامل ملك البحرين مع المعارضة بكل صدر رحب ودعا ولي عهد البحرين من الأسبوع الأول المتظاهرين إلى الحوار.
ولا بد من ان نقف وقفة تأملية حول الوضع في البحرين، وان نتساءل من يقف خلف هذه التظاهرات والاعتصامات، ومن الذي كان يموّل المواد الغذائية والتموينية لدى المعتصمين في دوار اللؤلؤة؟ وما أهدافهم ومطالبهم؟طلبات المعارضة البحرينية ليست إصلاحية بل هي إسقاط النظام وآل خليفة من خلال الفوضى والتظاهرات والاعتصامات ورفض الحوار، ولقد سمعنا بمطالب تتحدث عن إقامة جمهورية الملالي في البحرين على غرار التجربة الإيرانية، والتمهيد لتفريس الدولة. فمنذ صرح الخميني بعد نجاح الثورة في إيران عام 1979 بتصدير الثورة إلى العالم العربي خصوصاً في دول الخليج العربي. والقيادة الإيرانية تعمل ليلاً ونـهاراً من أجل تصدير الثورة وتوسيع خطط الثورية الصفوية في المنطقة من خلال التركيز على مسألة الأقليات ذات المذهبية الشيعيـة التي تتوزع في كل دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى، ودعم بعض الجماعات والتيارات الإسلامية المناوئة في بعض البلدان العربية ونـشر الـمـذهـب الصـفـوي الذي يتـبـنى نـظـرية ولاية الـفـقـيـه، ويعتبر حديث النشأة فـي الفـقـه الـشـيـعـي فـي بـعـض الـدول الأفـريـقية والآسـيوية، وذلك مـن أجـل زرع أجنـدة خـاصة مـوالـيـة لـهـم من طريق تأسيس الأحزاب والميليشيات والحركات السياسية لتحقيق أهدافهم.

ما يثير الدهشة والاستغراب هو ما يقوم به بعض شيعة العرب الذين يميلون بولائهم إلى أئمة طهران وقم، ويتبنون نظرية ولاية الفقيه. ألم يقرأوا ما كتب الخميني في مؤلفاته وتصريحاته العدائية ضد العرب، حيث وصفهم في كتابه &laqascii117o;كشف الأسرار" بأنهم أسوأ المخلوقات البشرية؟ ألا يعلم بعض شيعة العرب الذين يوالون أئمة قم وطهران ويظهرون ولاءهم سراً وعلانية، أن هناك ما يقارب خمسة ملايين عربي في إيران بمنطقة الأحواز والتي كانت تعرف بدولة عربستان وكان آخر حكامها الشيخ خزعل، علماً أن الشيخ ينتمي إلى المذهب الشيعي الجعفري، وكان له عند علماء الدين في النجف وكربلاء مقام كبير، وكان قصره لا يخلو من وفودهم، ولقد ظلت هذه الدولة تعيش مع بقية الدول المجاورة لها في الخليج العربي إلى ان جاء الحكم البهلوي الفارسي وأطاحها عام 1925، ومضت طهران في خطواتها لتفريس المنطقة وضمها كمحافظة تابعة لإيران حتى بعد سقوط النظام الملكي البهلوي وولادة نظام الجمهورية الإسلامية ذي الأصول الصفوية المبنية على نظرية ولاية الفقيه، والذي يمارس حتى الآن أبشع أنواع الاضطهاد والقمع والاستبداد تجاه العرب في الأحواز، علماً أنهم هناك يمثلون ما يقارب 80 في المئة من المذهب الشيعي الجعفري. كما أن نظرية ولاية الفقيه تنص على أن يكون ولي الفقيه من العرق الفارسي، وكل القوميات والأقليات الأخرى لا تتمتع بمواطنة مع الإيرانيين ذوي الأصول الفارسية سواء أكانوا أكراداً أم عرباً أم أوزبكيين وبلوشاً وغيرهم من الأقليات، والمفارقة الكبرى أنها تريد حماية الأقليات الشيعية التي تتمتع بمواطنة عربية قبل المذهبية.

النظام الإيراني القائم على نظرية ولاية الفقيه ذريعة للغطاء القومي لإعادة أمجاد فارس وإعادة إمبراطورية فارس الغابرة إلى الحياة مرة أخرى على أنقاض الدول العربية وما المشروع النووي والترسانة الصاروخية الإيرانية إلا للهيمنة وترهيب دول الجوار. وتبين للقاصي والداني في العالم بعد دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين لحماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية، ما قامت به إيران من احتجاجات لدى المنظمات الدولية حيث وصفت هذه القوات بالاحتلال الأجنبي وطالبت بانسحابها، وهذا يدل على التدخل السافر في الشأن البحريني وإثارة الاضطرابات وتأجيج الأوضاع، ولم يقتصر الأمر على التصريحات بل تعدى الأمر إلى نشر الأكاذيب والتلفيقات عبر وسائل الإعلام الفضائية الطائفية، حيث اتضح أن هذه الوسائل الإعلامية والتي تقودها الأيدي الخفية المتعلقة بنظام الملالي في إيران تحمل أهدافاً هدامة ضد الكيان العربي في شكل عام والخليجي في شكل خاص من طريق استغلال الخلاف الطائفي وتحريض الشباب لإحداث الفوضى. فدخول قوات درع الجزيرة أربك الحسابات الإيرانية الساعية إلى توسيع أطماعها في الخليج العربي وتفكيك العالم العربي، حيث خسر الإيرانيون حصانهم الطائفي في البحرين. ولم يقتصر الاعتراض على إيران فقط بل تعدى الأمر إلى تصريح عملائها في الخارج، فها هو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومجموعته الحاكمة يصرح بأن التدخل الخارجي في الشأن البحريني يعطي حشداً على خلفية طائفية في مقابل طائفية أخرى، ويأمر بإغلاق البرلمان لمدة عشرة أيام تضامناً مع &laqascii117o;شعب البحرين المظلوم وترحماً للضحايا الذين لقوا حتفهم نتيجة المواجهات الدامية إثر دخول قوات درع الجزيرة" متناسياً قمعه غير المسبوق وقتله 14 من المتظاهرين العراقيين الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية وتوفير الخدمات الضرورية وفرص العمل ومكافحة الفساد. ويتصاعد الموقف الطائفي حين يعلن الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" حسن نصر الله دعمه للفوضويين في البحرين. نجحت إيران في زرع أجندتها في كل من العراق ولبنان وتوظيفها لتتماشى مع مصالحها وأهدافها وطموحاتها التوسعية لكنها فشلت في البحرين.


ـ 'المستقبل'
بواخر سلاح؟!
علي نون:
 
كم بدا بائساً يائساً أداء الممانعين في بلادنا، في الأيام القليلة الماضية.. خصوصاً أداء الآلة الإعلامية للحزب القائد والرائد الذي خَبَطَ بطريقة (مألوفة) مثيرة للعجب! كلمة واحدة عُمِّمت على ذلك الإعلام في مجمله. واشتغل في ضوئها الجميع، كلٌ بحسب طاقته وقلمه وكاميرته ومنبره.. وكانت المحصلة الوحيدة، الأخيرة والفصيحة تفيد بأنّ 'تيّار المستقبل' هو الدينامو المحرّك لمعظم ما جرى في جوارنا، وأنّ ذلك كان جزءاً من 'مؤامرة' متعدّدة الجنسيّات.. لا شك بذلك! كما لا شك بأنّ ساعة الحساب آتية!
يُفهم أن تتولى تلك الماكينة تنفيذ مهمّتها الأساسية بالترويج لمنطق أصحابها والدفاع عنهم. كما يُفهم أن تعتمد لغة حربية من دون فواصل، وفيها كل نواحي الدربكة المألوفة في ساحات النزال والقتال.. وفي الأساس، فإنّ تلك الماكينة قامت من أجل تلك المهمّة وتأصّلت فيها. ويبدو، حتى إشعار آخر، انّها لم تعد قادرة على التعديل فيها، وعلى اعتماد لغة أخرى تميّز بين الناس والساحات والمواجهات والأعداء والأخصام والسياسة والأمن والعسكر والدول وكيفية قيامها وبنائها.. لغة واحدة تركب على أوضاع متفرّقة، وبعضها، الداخلي تحديداً، أكثر تعقيداً بأشواط من سهولة العداء لإسرائيل. ... ويُفهم أيضاً، أنّ تُترجم تلك الماكينة الأداء السياسي والموقف السياسي لأصحابها وبأمانة.. وفي ذلك على أي حال، جزء كبير من 'مأزقها' المهني إذا صحّ التعبير. لكن ما لا يُفهم هو ترويجها بنفسها لقلّة احترافها، وإضاءتها على مكامن ضعف لا يُستهان بها في أدائها!.. من خلال اعتمادها التزوير البائس والتأليف الأكثر بؤساً تنفيذاً لتوجّه سياسي ليست قادرة على مناقشته!
 
من ذلك التزوير، الاستناد إلى 'نبأ' قيل إنّ التلفزيون الرسمي السوري بثّه عن بواخر الأسلحة من طرابلس (بواخر أسلحة!) ثم البناء عليه سيبة يُقصد بها الرد على 'تيّار المستقبل' وقوى الرابع عشر من آذار في محل آخر. نفي الخبر جاء من دمشق وليس من سواها، وعلى لسان مدراء في التلفزيون الرسمي.. لكن القصة ليست هنا، إنما في ذلك الأداء الفقير الباحث عن أي شيء لاستخدامه ردّاً على مواقف السياديين والاستقلاليين من موضوع السلاح إلى لعبة المحاور المؤذية لعموم اللبنانيين، والأكلاف الباهظات لمواقف أحادية اتخذت من دون شورى ولا دستور.. إلى ممارسة سياسية عامة لم تترك حائطاً إلا واصطدمت به، إلى غير ذلك الكثير من تفاصيل لا يتّسع المقام لتعدادها! بديهي القول، إنّ المشكلة هي في الموقف السياسي قبل أن تكون في الأداء الإعلامي، غير أنّ التفاصيل هنا مهمّة وحسّاسة ومؤثرة: يستطيع الإعلام الفاشل أن يُجهض قضية سياسية رابحة، كما يمكنه العكس. وفي حالتنا الراهنة فإنّ المأزق الممانع يبدو مزدوجاً. في السياسة والتبليغ سواء بسواء. وطالما أننا اعتدنا على الشأن الأول، فإنّ لعبة الشأن الآخر لم نعتد عليها ولن نفعل ذلك، لأنّها خطيرة ومؤذية إلى حد بعيد، خصوصاً إذا ذهب الجموح إلى حدود التزوير المعلن، حيث في ذلك إهانة للذات قبل الوصول إلى إهانة الآخر.. كما فيها إعلاء لشأن الغباء وبيعه على أنه ذكاء كامل الأوصاف.. آينشتايني خالص. غريب!


ـ 'الأخبار'

أيتام بوش يستنفرون ضد الأسد
صباح أيوب:
 
... وعندما جاء دور سوريا، تغيّرت النبرة وعلا الصراخ على المنابر الأميركية: يجب إسقاط نظام الأسد فوراً، هي فرصتنا الأخيرة. رغبة أميركية جامحة في إنهاء الحليف الأكبر لإيران وخشية من فقدان ركن أساسي من &laqascii117o;عملية السلام"
&laqascii117o;لأنها سوريا... لأن الوضع حسّاس... ولأن مصلحة الولايات المتحدة على المحكّ"، لم ينتظر المحللون والسياسيون الأميركيون طويلاً هذه المرّة ليرفعوا صوتهم ويُسدوا النصائح لا بل يعطوا الأوامر للرئيس الأميركي بشأن الأزمة السورية. هي سوريا التي طالما تمنّى صقور الإدارة الأميركية السابقة أن تتعثّر كي ينقضّوا على نظامها، والتي لم تغب عن تحليلات مؤيّدي سياسة باراك أوباما الخارجية ومنتقديها. فالحديث عن إسرائيل أو إيران أو العراق أو لبنان أو حتى الثورات العربية الأخيرة، يستحضر دائماً دور سوريا الذي تنسب إليه عادة صفة &laqascii117o;المفتاح" في المنطقة.
واليوم، سوريا في أزمة وأحداثها تحتلّ أخبار العالم وسط عناوين عسكرية (في ليبيا) وتغييرية (في مصر) وأمنية (في إسرائيل). نبرة المداخلات الصحافية للسياسيين والمحللين عالية، وبعض النصائح &laqascii117o;عاجلة" والنظريات تنقسم بين من يريد أن تستغل الإدارة الأميركية فوراً أحداث سوريا وتسهم في إسقاط نظام بشار الأسد لإضعاف إيران، وبين من يخشى أن &laqascii117o;يفقد" سوريا كركن أساسي من &laqascii117o;عملية السلام".
معتمدين على حتمية تأثر النظام السوري بـ&laqascii117o;دومينو" تهاوي الأنظمة العربية، أطلق المحافظون الجدد صرختهم آمرين الإدارة الأميركية بالتحرّك فوراً لإنهاء حكم الأسد. ذرائع &laqascii117o;مساعدة الشعب السوري لنيل حريته" و&laqascii117o;إنقاذ سوريا من حكم فاسد" استخدمت &laqascii117o;رفع عتب" كي تموّه قليلاً الطلب الصريح بالتدخل في شؤون دولة أخرى.
تحت عنوان &laqascii117o;تخليص سوريا من طاغية"، كتب إليوت أبرامز، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة جورج والكر بوش، مقالاً في صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" دعا فيه إلى إسقاط النظام السوري شارحاً الأسباب وموضحاً الطريقة التي يجب أن &laqascii117o;تجيب الإدارة بها" على ما يجري في سوريا. بنظر أبرامز، انهيار نظام الأسد يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة تماماً. لماذا؟ لأنه نظام &laqascii117o;قاتل"، يقول محلل المحافظين الجدد، مشيراً إلى تورّط سوريا في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وآخرين، مضيفاً أن &laqascii117o;السيارات المفخخة التي استهدفت الصحافيين والسياسيين اللبنانيين المعارضين للنظام السوري لها عنوان واحد: قصر الرئيس الأسد".

إضافة الى &laqascii117o;إجرام النظام"، يذكر أبرامز أسباباً أخرى هي &laqascii117o;تحويل سوريا الى ممر للجهاديين إلى العراق، ودعم نظام الأسد لحزب الله وحركة &laqascii117o;حماس" وغيرهما من المنظمات الإرهابية، واحتضانه لقادتها وعناصرها والسماح لهم بالعيش والعمل على الأراضي السورية". بعد تعداد الأسباب، يحاول أبرامز &laqascii117o;غواية" الإدراة الأميركية. يشرح كيف أن الأكثرية السنّية في سوريا، إذا تسلّمت الحكم، ستدخل تلقائياً في منظومة الدول العربية السنية وستقطع علاقتها بحزب الله وإيران، &laqascii117o;هكذا تكون إيران قد خسرت حليفاً مهماً لها وجسر عبورها إلى حزب الله"، يستنتج أبرامز.
المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، لا يكتفي بعرض الأسباب الموجبة للتدخل في سوريا بل يفرض سيناريو على الإدارة الأميركية تنفيذه فوراً وهو ينصّ على: أن ترفض الإدارة الأميركية رفضاً صريحاً وواضحاً – وخصوصاً بعض من سعى للتقرب من سوريا أخيراً – العنف والقمع الحاصلين هناك، أن نحرّك مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لجرّ بشار الأسد إلى المحكمة الدولية ومحاسبته، أن ندعو الجامعة العربية إلى اتخاذ موقف مماثل لموقفها الأخير من ليبيا، ونحفّز الأوروبيين على فرض عقوبات. أبرامز يدعو أخيراً إدارة أوباما إلى &laqascii117o;تصحيح خطئها" واستدعاء السفير الأميركي في دمشق مع شنّ حملة سياسية وأخرى لـ&laqascii117o;حقوق الإنسان" بغية تدمير &laqascii117o;النظام الدموي".

الهجوم على أوباما ومطالبته بالتدخل فوراً في سوريا، ركّز عليه بعض المحللين الساهرين على مصالح إسرائيل وأمنها، وذلك عبر الإشارة الى جهل الرئيس بقراءة أولويات المنطقة وبالتالي تطبيق سياساته الخارجية وفقها. هؤلاء يتهمون أوباما بأنه أخطأ في وضع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في جوهر سياساته في الشرق الأوسط: &laqascii117o;من يراقب منطقياً الأحداث في مصر وتونس يدرك أن مشاكل الدول العربية لا علاقة لها بإسرائيل، وإصرار أوباما الهوسي على فرض وقف الاستيطان وإحياء عملية السلام هو في غير محلّه". إسرائيل كانت دوماً محور التحليلات بشأن الوضع في سوريا، وطمأنتها بأن الأوضاع المتقلبة في المنطقة لن تزعزع استقرارها هي النقطة الاساسية للمطالب التي انهالت على الإدراة الأميركية من على المنابر الإعلامية: أندرو جي تابلر في &laqascii117o;معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى" كتب مقالاً بعنوان &laqascii117o;حان الوقت لقيام الأسد بما وعد به"، يطلب فيه من الولايات المتحدة أن تضغط بكل الوسائل كي تجبر الأسد على التعاون معها. عقوبات اقتصادية، ضغوط إقليمية – دبلوماسية (عبر تركيا مثلاً)، فرض معايير وجدول زمني للخروج من الأزمة... هذا ما يقترحه تابلر على إدارة أوباما شارحاً أن &laqascii117o;قيام الولايات المتحدة بجعل نظام الأسد يتحمّل مسؤولية التزاماته، هو أفضل أمل لواشنطن للتأثير على السياسات المحلية للأسد بهدف إحداث تغيير وتعزيز قيام سلام حقيقي بين سوريا وإسرائيل". تابلر لا يخفي تحذيره من أن &laqascii117o;انتشار الاحتجاجات إلى مدن أخرى والقمع العنيف التي تقوم به قوات الأمن يهدّد بإحداث صدع أكبر في الشرعية السنية للنظام، التي ستؤدي إلى التضييق أكثر على قاعدة النظام العلوية المهيمنة".

تحذير تابلر لاقى صدى عند مجموعة أخرى من المراقبين الذين أسدوا النصائح للمتظاهرين في سوريا. المحلل المختص بالشرق الاوسط، جوشوا لانديس، دعا من منبر الـ&laqascii117o;تايم" السوريين إلى &laqascii117o;توسيع تحرّكهم الى خارج درعا كي تصل الى القرى المجاورة ومنها الى المحافظات الاساسية"، وهو خيّر الشعب السوري &laqascii117o;إما أن تحوّلوا سوريا الى تونس ومصر جديدة أو أن تجعلوها مثل لبنان والعراق غارقة في الحرب الأهلية والطائفية".
التصعيد في لهجة ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد