ـ 'السفير'
&laqascii117o;وول ستريت جورنال": واشنطن تعلّق سراً تسليح الجيش اللبناني
ذكرت صحيفة &laqascii117o;وول ستريت جورنال" في عددها الصادر أمس أن الولايات المتحدة جمّدت سرا المساعدات التي كانت تمنحها للجيش اللبناني بعد سقوط الحكومة الموالية للغرب في لبنان في كانون الثاني الماضي، معتبرة أن هذا الأمر يؤكد المخاوف المتزايدة إزاء دور &laqascii117o;حزب الله" في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن تعليق الصفقة اتُخّذ في إطار مراجعة أوسع للمساعدة الأمنية الأميركية للبنان، وهو بمثابة تحذير من &laqascii117o;المستقبل غير الموثوق به للثورات العلمانية التي تجتاح الشرق الأوسط وقدرة واشنطن المحدودة على التأثير فيها".وفيما يبدو أنه قرار مدروس لجهة التوقيت والأبعاد، تقول الصحيفة إنه &laqascii117o;عندما اندلعت &laqascii117o;ثورة الأرز" في لبنان في العام 2005 أثارت الآمال الساعية إلى الديموقراطية الغربية، مثل الكثير من الثورات التي تجتاح المنطقة حاليا، ولكن على نقيض ما هو متوقع جاءت نتائج الثورة مضادة للولايات المتحدة وحلفائها بصعود &laqascii117o;حزب الله" الشيعي، الذي يعد منظمة إرهابية من منظور الغرب، إلى السلطة".
أما لجهة السرية التي أحاطت بقرار التجميد، لا سيّما بعد الموافقة عليه من وزير الدفاع روبرت غيتس، فتعزو الصحيفة اليمينية السبب إلى"مخاوف (لدى السلطات الأميركية) من أن يتسبب الكشف عنه في التدخل في مفاوضات داخلية حساسة في لبنان بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وسياساتها".
وقد أكد مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية، وفق الصحيفة، استمرار تقديم الدعم غير المادي للجيش اللبناني والمتمثل في التدريب، واصفين العلاقات بين الجانبين بالقويّة.
وبلغت المساعدات الأميركية للجيش اللبناني منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز2006 أكثر من 720 مليون دولار، وهي تتضمن المساعدات التقنية والتجهيزات فضلاً عن الدورات التدريبية المتطورة لعناصره.
وقد بلغ هذا الدعم تحديداً، كما أفادت الصحيفة، بين شهري آذار وتشرين الأول من العام 2010 ما لا يقل عن 18 مليون دولار تتضمن المعدات العسكرية والذخائر والصواريخ المضادة للدبابات فضلاً عن قاذفات الصواريخ. أما الشحنات الأخرى التي كان يفترض أن تسلّم بين أواخر السنة الماضية وأوائل السنة الحالية فلم يتضح تماماً ماذا كان مصيرها. إلى ذلك، أعلنت الصحيفة أن &laqascii117o;الولايات المتحدة تعيد حاليا النظر في شكل مساعداتها للقوات المسلحة اللبنانية خلال فترة تشكيل الحكومة في لبنان، وستبتّ السلطات الأميركية في ما يخص استئناف أو عدم استئناف توريد السلاح بعد تشكيل الحكومة الجديدة هناك".وتضيف الصحيفة أنه &laqascii117o;بعد الاشتباك الذي وقع بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في العديسة في شهر آب الماضي، تحرّك المشرعون الأميركيون لإقرار قانون يمنع توريد الأسلحة إلى الجيش اللبناني، إلا أن التجميد الذي قام به الكونغرس حينها كان مؤقتا". أما اليوم، تتابع الصحيفة، فيقول مساعدون في الكونغرس إن التشريعات الحديثة تنظر إلى قطع العلاقات نهائيا إذا سيطر حزب الله على الحكومة الجديدة.وقد عزّز &laqascii117o;التخوف الأميركي من وقوع السلاح بيد &laqascii117o;حزب الله" في حال دخوله إلى لبنان، تكليف الملياردير نجيب ميقاتي، الذي يحظى بتأييد الحزب، بمهام رئيس الحكومة اللبنانية بدلا من سعد الحريري"، وهذا ما اعتبرته الولايات المتحدة &laqascii117o;دليلا على تحول الحزب إلى أكبر قوة عسكرية وسياسية في البلاد". وحسب التقديرات الإسرائيلية، التي أوردتها &laqascii117o;وول ستريت جورنال"، فإن لدى &laqascii117o;حزب الله" في الوقت الراهن ما بين 40 ألفاً و60 ألفاً من الصواريخ، أي أكثر مما كان لديه في فترة &laqascii117o;حرب تموز" في العام 2006.
ـ 'الجمهورية'
إنتبهوا... إنّه جيش لبنان
إلياس المر:
قرأتُ بحزن كبير ما ورد في صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركيّة، عن تجميد المساعدات القتاليّة المقرّرة للجيش اللبنانيّ، والتي عملنا من أجلها طويلا، على امتداد وجودنا في وزارة الدفاع الوطنيّ.
هذه المساعدات، حاربنا جاهدين للحصول عليها، ليس لقيمتها العسكريّة فحسب، إنما لمدلولاتها في مقاومة أعدائنا، حيث يعتقدون بأنهم يملكون كلمة الحسم. كانت إسرائيل مدعومة بلوبي صهيونيّ فعّال، تقف ضدّ حصول جيشنا على ما يحتاجه من أسلحة قتاليّة، ولكننا انتصرنا لمصلحة المؤسّسة العسكريّة.
إنتصرنا لأننا كنّا أصحاب قضيّة، وقضيّتنا هي دولة مركزيّة قويّة، عمادها الأساس - لا بل عمودها الفقريّ - هو جيش لبنانيّ قويّ وواثق بنفسه وفخور بتاريخه، وبطل في مكافحة الإرهاب والعدوّ الإسرائيليّ.لم نتلهَّ عن ذلك، بمعارك جانبيّة، على الرغم من كثرة استدعائنا إلى معارك مماثلة. تجاوزنا افتراءات من هنا، وحروب إلغاء من هناك، حتى لا نسمح للّوبي الصهيوني أن يقدّم خلافاتنا وحروبنا الصغيرة وارتباطاتنا، كدليل يحول دون الحصول على هذه المساهمة الأميركية، في تسليح جيشنا اللبنانيّ.ولكن يبدو أنّ كثيرا ممّا اعتقدنا بأنّه أصبح مكسَبا دائما لوطننا، بدأ بالتآكل، لأنّ هناك من يصرّ على 'أكل' البلد!
إنتصر اللوبي الصهيونيّ على طموحنا - وبمفارقة تدمي القلب- في تلك اللحظة التي كان هناك من يصرخ في وجهنا بأنّه أطاح بما يسمّيه - زُورا وتجَنّيا- 'المتآمرين على المقاومة في لبنان'!من حقّهم أن يتصارعوا على الحقائب الأمنيّة والدفاعيّة، ولكن ماذا تفيد الحقائب، إذا كان حاملوها، مجرّد 'وكلاء تفليسة'؟
من حقّهم أن 'يتكابشوا' في صراع الأحجام، ولكن ما نفع كلّ الأحجام، إذا بات أصغرها أكبر من رفعة لبنان، وأهمّ من مصلحة لبنان، وأقوى من قوّة لبنان؟قرأتُ خبر الصحيفة الأميركيّة بحزن كبير.الحزن ليس على مؤسّسة عسكريّة، ستبقى الأقوى بفعل إيمان اللبنانيين بها وحكمة قيادتها.الحزن ليس على معدّات قتاليّة سيُحرم منها جيشنا الذي أثبت في الملمّات الكبار، أنّه من أهم الجيوش القتاليّة.إنما الحزن على بلد تديره سياسات المناكدة والتجنّي والأنانيّات، فيما يتفرّج البعض على خطة من شأنها أن تضرب مقوّمات قوّة لبنان ومناعته وممانعته وعزّته!فالسؤال يبقى: من يخدم مصلحة إسرائيل؟
ـ 'الجمهورية'
حزب الله يعجز وميقاتي يستمرّ في إنهاك عون، ماذا يقال عن ميقاتي سرّا؟
اسعد بشارة:
لم يكد حزب الله وحلفاؤه يحتفلون بإسقاط حكومة الحريري، حتى بدأت الأزمة في مكان ما لم يتوقعه حتى اكثر المتشائمين بنجاح الاكثرية الجديدة في عبور المرحلة الانتقالية الى جنّة الحكم.ولم يحاول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حين اكد في خطابه الاخير على ان الحكومة ستشكل وبرئاسة ميقاتي، سوى إعطاء جرعات من المُسكّن لأغرب مسار سلكته قوى 8 آذار، منذ ان قررت قلب الطاولة على الحريري، فبدا المنقلبون وكأنهم، من دون ان يخططوا او يدروا، قد قلبوا الطاولة على انفسهم بحيث باتوا في قلب العاصفة، في وقت تحوّل فريق 14 آذار الى متفرج، مع بعض الشماتة بحزب الله الذي كاد يغرق في رمال متحركة، أوصل اليها قراره بإسقاط الحكومة كردّ اولي على المحكمة الدولية.وربما لا يعكس الخطاب العلني لقوى 8 آذار حجم المشكلة وأبعادها الحقيقية، فما يُقال عن ميقاتي في السِرّ يفوق أضعاف ما يوجّه اليه من انتقادات في العلن، وتكفي نماذج من هذا الكلام لتصوير حجم الاستياء من ميقاتي الذي يَصل الى حد إبداء الشعور بخيبة الأمل والندم على اختياره لتشكيل الحكومة، هذا الاختيار الذي انقلب من رهان على قدرته على المواجهة اقتصاديا وسياسيا، الى استياء من عدم قدرته على الخروج من عقدة الاستظلال بالطائفة.
والآن، وبعد اكثر من شهرين على التكليف، فإن مسؤولية التعطيل خلعت لباس الالتباس والغموض، فأصبح حزب الله وحلفاؤه امام الرأي العام اللبناني مجرد قوى متعثرة تغرق في حرب الحصص والتوازنات، ونال فريق 14 آذار من خصومه شهادة حسن سلوك بمفعول رجعي يَصل الى العام 2005، وما تلاها من محطات تعطيلية بدأت بفرض تشكيل حكومات الوفاق الوطني، ومرّت بانسحاب الوزراء والاعتكاف، وعرجت على استعمال خيار التهديد باستعمال القوة لمنع أكثرية العام 2009 من تشكيل حكومتها، ولم تنتهِ بإسقاط حكومة الحريري بقوة القمصان السود، ولم يعد ينفع الاختباء وراء 14 آذار لتبرير الاكثرية الجديدة فشلها في التوفيق بين نَهم مكوّناتها لامتلاك الحصص والأثلاث المعطلة. وللمرة الاولى، يبدو المشهد اقرب الى وصف الصورة الحقيقية: فحزب الله يقف عاجزا عن التوفيق بين حلفائه، وهو من جهة لا يريد ان يعرّض علاقته بالعماد عون للخطر، اذا ما تجرّأ على الضغط عليه لخفض مطالبه، وهو من جهة ثانية يقف عاجزا امام ميقاتي الذي وجد ان اختياره كان صنّارة نجاة لحزب الله يمكن استثمارها لتوسيع الهامش الناتج عن الحالة الماسّة للأكثرية الجديدة الى حصان معركة يَقف في وَجه الحريري.
وما يزيد من إرباك حزب الله، قيام ميقاتي بشبك علاقة حياة او موت مع رئيس الجمهورية، أدّت الى تركيب محور حقيقي قادر على كبح جماح العماد عون، وبذلك فرض كل من سليمان وميقاتي على الحزب أن يتعامل معهما كأنهما فريق واحد قابل لأن يصبح اكثر تماسكا، اذا ما انضمّ اليه النائب وليد جنبلاط، او اذا ما قرر الرئيس نبيه بري ان يتعاون معه واقعيا.
وبانتظار كلمة السر السورية التي لم تأتِ بعد، والتي لا ينتظر ان تأتي قريبا، نظرا الى انشغال القيادة السورية بما يجري في الداخل السوري، يستمر ميقاتي بمشاغلة حزب الله وإنهاك عون من خلال لعبة الوقت، متسلحا بعدم وجود اي نص دستوري يحدد له مهلة لتشكيل الحكومة، او يفرض عليه آلية للاعتذار عن التشكيل، وما نقل عن ميقاتي في الايام الماضية يؤكد ان الرجل يعتقد أن الوقت يعمل لصالحه. ولأنه، وإن كان سيتحمّل جزءا من مسؤولية التعطيل، فإن الجزء الاكبر سيحمله حزب الله والعماد عون الذي لم يتردد، بإيعاز من حزب الله، بالتلميح الى إمكان اختيار شخص آخر لتشكيل الحكومة، وهو إنذار للرئيس المكلف حرصت قوى 8 آذار على نفي وجوده، وهي لن تعترف به إلاّ متى قررت بدء معركة اسقاط تكليف ميقاتي.
ـ 'النهار'
مؤامرة! أي مؤامرة؟
راشد فايد:
هل يندرج ما يشهده العالم العربي اليوم في اطار خطة أميركية، يسميها اهل الأنظمة مؤامرة، من دون ان يجرؤوا على تحديد جنسيتها؟
تكشف مراجعة كتابات سياسية اميركية نشرت بعد 11 أيلول 2001 ان اغلبها كان يُجمع على اعتبار منطقة الشرق الأوسط نقطة الاهتمام المركزي في العلاقات الاميركية – الاوروبية. وفيما كان الاوروبيون، لا سيما الفرنسيون والالمان، ينتقدون انحياز واشنطن في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، كان رفض بون وباريس دعم الحرب على العراق يغيظ الاميركيين.
في موازاة ذلك، غضبت واشنطن من رفض اوروبا اعتماد الحزم مع ايران، بقدر ما غضب الاوروبيون من رفض الولايات المتحدة الانضمام الى المفاوضات مع طهران. لكن الفريقين، الخارجين من نجاح مشترك في اسقاط المنظومة الشيوعية، في اطار حلف شمال الاطلسي، وجدا في واقع الشرق الاوسط، امتحانا جديداً لقدرتهما على مواصلة التعاون، وتبريرا لاستمرار هذا الحلف. وإذا كانت الحرب الباردة وفرت مبرر وجوده لأكثر من نصف قرن، ومددت حرب البلقان دوره لأكثر من عقد، فإن الشرق الأوسط منطقة رئيسية لتوفير الامن لاوروبا والولايات المتحدة معاً، لصلتها خصوصاً بمسائل استراتيجية ابرزها مخزونات الطاقة، والهجرة وزراعة المخدرات والسلام والارهاب، اضافة الى مشاكل دوله الذاتية، وانعكاساتها خارج الحدود، كالافتقار الى الديموقراطية والنمو السكاني المتزايد والركود الاقتصادي، وغياب خطط التنمية المتبصرة.
في تشرين الثاني 2003، أطلق الرئيس الاميركي جورج بوش الابن، وقادة الدول الصناعية الثماني الكبرى، ما يعرف بمبادرة الشرق الأوسط الكبير. كانت المبادرة منذ بدايتها مثيرة للجدل، وبدت في اشد نسخها طموحاً كأنه محكوم عليها بالفشل. وكان الكثيرون في الشرق الاوسط يشككون في أهدافها المعلنة، في حين كانت أبرز علامات السياسة الأميركية وضوحاً في المنطقة هي احتلال العراق والدعم الأميركي السخي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. وفي ذلك الوقت أيضاً، أوضح قادة دول مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى أنهم ليسوا في قارب واحد مع الولايات المتحدة، مما جعل المبادرة تبدو كأنها مبادرة أميركية من جانب واحد، في وقت وصل رصيد واشنطن في المنطقة الى ادنى درجاته.
يسجل هنا للرئيس الشهيد رفيق الحريري انه كان أول مسؤول عربي حذر من المشروع، ونبه المسؤولين العرب الى 'عواقب خطيرة له' تبدت في كونهم 'ليسوا جزءاً منه'، اي ان رأيهم لم يؤخذ في تقريره ولم يشاركوا في وضعه أو نقاشه، ودعاهم الى 'ضرورة اخذه مأخذ الجد' كي لا يجدوا انفسهم امام نتائجه.
لم يسقط انتهاء ولاية بوش المشروع، اذ كان واضحاً تمسك خليفته من الحزب الديموقراطي المنافس باراك اوباما به. ففي خطابه في جامعة القاهرة في مطلع حزيران 2009 اعاد اخراجه في 7 نقاط ابرزها الديموقراطية والحرية الدينية وحقوق المرأة والتنمية الاقتصادية. قبل ذلك، وعام 2005، عقدت في باريس حلقة دراسية بمبادرة من 'معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية ' قدمت فيها ابحاث تناولت 'هلال الأزمات' وجرت، استنادا إليها، نقاشات في 'الاستراتيجية الأميركية – الأوروبية حيال الشرق الوسط الكبير' (ايران، اسرائيل – فلسطين، سوريا ولبنان، العراق، أفغانستان، باكستان).أحد أبرز الأبحاث ما قدمه مارتن إنديك، وهو نائب الرئيس ومدير قسم السياسة الخارجية في مؤسسة بروكنغز، وكان عمل سابقًا سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ومساعد خاص للرئيس ومدير أول للشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي.
تناول إنديك الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي مقترحا ما سماه 'تطوير استراتيجية مدمجة' خاصة بالشرق الأوسط تقوم على أربعة أسس:
1 - استقرار العراق ( وهو ما يجري حاليا).
2 - العمل على تسوية للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي (لافت تسارع الاعترافات بالدولة الفلسطينية من دول أميركا اللاتينية).
3 - رفض امتلاك ايران أسلحة نووية وتحييدها عن القيام باعمال إرهاب ضد الجهود الأميركية لصنع السلام (انتهى التمايز في المواقف منها).
4 - تشجيع الاصلاح السياسي والاقتصادي والتربوي والديني في العالم العربي.
هل ما تقدم يبرر حديث الحكام عن مؤامرة خارجية 'بعيدة وقريبة' عليهم؟
الجواب، أن فكرة المؤامرة قد تريح تعنتهم، لكنها تستدعي التذكر أن هناك مؤامرة أبعد في التاريخ خطها الزمن يوم سيطرتهم على الحكم، حين صادروا الحريات العامة بحجة تركهم يتفرغون للتخطيط لخلاص شعوبهم من التخلف وتحرير فلسطين، فكان أن نكثوا بهذا العقد الاجتماعي – السياسي وثبتوا لافتات الجمهورية - والجماهيرية – على ملكيات جعلوها وقفا للعائلة والقبيلة.
لم يكونوا لينجحوا في الاستيلاء على الحكم والاستمرار، لولا تواطؤ القوى الكبرى الذي أتاح لهم استخدام القضية الفلسطينية للتحكم في المعارضة الشعبية لإسرائيل والولايات المتحدة بهدف تشتيت الانتباه عن حالات الفشل في الداخل وعلى الحدود والحفاظ على مواقعهم في السلطة والامتيازات.
المؤامرة الفعلية هي في استمرار انظمة ولدت مع منتصف القرن الفائت ولا تزال تعتقد أن الحرية منحة من الحاكم، وأنه هو علة وجود الوطن ومصدر التشريع والحكمة، وكبير الضباط والشعراء والأدباء والروائيين، ومنبع الرقة واللطف وخفة الروح، وسرعة البديهة والنكتة اللاذعة، ومحتكر الوعي والفهم.
هل هي مؤامرة أن تدرك الشعوب أنها مصدر السلطة، وليست عبيدا عند من يستولي عليها في غفلة من الزمن، ويتوهم أنها إرث في العائلة! المؤامرة هي الوهم بأن ما يزيد على 300 مليون عربي في هذا العالم، بينهم فوق الـ38 في المئة تحت سن العشرين يمكن أن يقبلوا الاحتفال، مجددا، باليوبيل البرونزي لبقاء هذا الحاكم أو ذاك على رأس السلطة في زمن الانترنت والعولمة.
ـ 'السفير'
هكذا تؤخر الرهانات المتباينة. ولادة الحكومة الجديدة، ميقاتــي ـ عــون: مــن يصــرخ أولاً؟
عماد مرمل:
عندما نجحت الاكثرية الجديدة في إقصاء الرئيس سعد الحريري عن رئاسة الحكومة بـ&laqascii117o;جراحة سياسية" دقيقة، نفذت بعناية فائقة بعد استخدام &laqascii117o;البنج الدستوري"، رفع الكثيرون القبعة لهذه الاكثرية التي استطاعت تغيير معادلة السلطة وتوازناتها بأداء &laqascii117o;أنيق" ومن دون إراقة أي نقطة دم في الشارع، على رغم التهويل الذي سبق ذلك الانقلاب الأبيض.وعندما نجح الفريق ذاته في تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة بغالبية 68 صوتا، قيل انها &laqascii117o;ضربة معلم" إضافية تعكس براعة في إدارة المواجهة مع قوى 14 آذار وحلفائها الخارجيين، باعتبار ان ميقاتي الذي يتقن حمل العصا من الوسط يمكن ان يكون عنوانا للتغيير الداخلي في طريقة التعامل مع الملفات الساخنة والمعقدة من المحكمة الدولية الى سلاح المقاومة وما بينهما من ملفات مثل التعيينات والقانون الانتخابي، من دون ان يتسبب في الوقت ذاته باستفزاز كبير للطائفة السنية محليا، وكذلك للمجتمع الدولي، بناء على نصيحة تركية بامتياز.
الى هنا، يمكن القول ان الاكثرية الجديدة استطاعت ان تحقق &laqascii117o;نصف انتصار" كان ينتظر ان يجد نصفه الآخر من خلال الاسراع في تشكيل حكومة مريحة، تملأ الفراغ وتستفيد من أخطاء الآخرين لتقدم نموذجا مختلفا في الحكم.
ظن الجميع ان عملية التأليف لن تستغرق وقتا طويلا بعد إعلان قوى 14 آذار عن رفضها المشاركة في الحكومة، لتقتصر عملية &laqascii117o;حصر الإرث" على مجموعة من الأطراف السياسية التي كان يفترض انها متجانسة ومتناغمة ومكملة لبعضها البعض، بما ينبغي ان يمنحها قدرة على الاسراع في التأليف وعلى الغزارة في الانتاج، بعد طول تعطيل وتصريف أعمال حتى من قبل أن تصبح حكومة الحريري مستقيلة.
إلا ان ما حصل لاحقا شكل مفاجأة كبرى. الايام والاسابيع تمر تباعا من دون ان تتشكل بعد حكومة الاكثرية &laqascii117o;الفتية" التي بدأت تجد نفسها محرجة امام اللبنانيين، بينما راح الحريري يراقب بكثير من &laqascii117o;الشماتة" عجز خصومه عن تعويض غيابه. وهكذا، لم يتأخر فقط اكتمال الانتصار السياسي لإئتلاف الثامن من آذار وميقاتي، بل ان بريق ما حققه هذا الائتلاف منذ إزاحة الحريري عن السلطة يكاد يخفت، تحت وطأة الخلافات على تقدير الاحجام والأوزان، وكل ذلك على قاعدة النظرات المتباينة لخارطة طريق ما بعد الحكومة الجديدة.
ولا تخفي شخصية بارزة في الأكثرية الجديدة، امتعاضها من المسار الذي سلكته الامور، بعدما تم تضييع فرصة ذهبية لتشكيل الحكومة قبل قرابة الشهر ونصف الشهر وبالتالي إهدار الزخم الاول الذي تأتى عن تكليف ميقاتي، مشيرة الى ان الرئيس المكلف والعماد ميشال عون انزلقا الى حسابات مبالغ فيها، بدلا من ان يتبادلا التنازلات والتسهيلات، على قاعدة ان كل أنهار الاكثرية الجديدة تصب في نهاية المطاف في بحر سياسي واحد، مهما تعرجت مجاريها.وتنصح هذه الشخصية الحلفاء بان يستدركوا سريعا ما فات وأن يتعاونوا على تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات المتراكمة، &laqascii117o;لأن سعد الحريري لن يميز بين هذا وذاك، ولن يرحم أحدا منكم، ايا كانت مواصفات الحكومة، ما دام هو خارجها..".
ولكن.. أين تكمن الحلقة المفقودة؟
من الواضح ان ميقاتي لا يستعجل التأليف بشروط غيره، مرجحا ان لا خيارات واسعة امام الاكثرية الجديدة التي ستكون مضطرة آجلا أم عاجلا الى تليين طروحاتها وملاقاته في منتصف الطريق، وهذا الأمر يسري بالدرجة الأولى على العماد عون، ولعل الرئيس المكلف يفترض انه يبحر وهذه الاكثرية على المركب ذاته، فإذا غرق هو ستغرق معه، وبالتالي فهي ستكون مضطرة في لحظة الحقيقة الى إنقاذ سمعتها ومصداقيتها وعدم إعطاء أي انطباع بان الحريري محق في تحميلها المسؤولية عن العرقلة والتعطيل أيام حكومته، بدليل انها لم تستطع التفاهم حتى مع من يشكل رمزا للوسطية والاعتدال.
وحتى ذلك الحين، فان الكباش الحاصل مع عون لا يضر كثيرا الرئيس المكلف الذي يستفيد منه على الارجح لإعادة ترميم رصيده وصورته في الطائفة السنية، بعد الاتهامات التي وجهت اليه بانه مرشح &laqascii117o;حزب الله" وبانه جاء الى رئاسة الحكومة على أساس دفتر شروط مسبق، وليس أدل على &laqascii117o;عائدات" هذا الكباش من &laqascii117o;احتضان" المجلس الشرعي الاعلى لميقاتي خلال اجتماعه الاخير رفضا لمحاولة فرض الشروط عليه وتجاوز صلاحياته، خلافا للمناخ الذي ساد الاجتماع السابق وثمة حديث عن &laqascii117o;انبهار" المشاركين في جلسة المجلس الشرعي بميقاتي، الذي دخل عليهم، وتحدث بالتفاصيل، رافعا مجموعة لاءات بأن الفتنة السنية ـ السنية خط أحمر والفتنة السنية الشيعية خط أحمر وأن الطائف عندما أعطى الصلاحيات لرئيس الحكومة، أعطاه اياها لأنه يمثل أمة وليس مذهبا أو عشيرة، مؤكدا أن السنة هم أهل الاستقرار ودعامته.أما العماد عون فله حساباته أيضا. يعتقد &laqascii117o;الجنرال" على الارجح ان &laqascii117o;تذكرة السفر" التي قطعها الرئيس ميقاتي بعد قبوله بالتكليف هي في اتجاه واحد، ولا تتيح له العودة الى الوراء.
أغلب الظن، ان &laqascii117o;الجنرال" يتمسك بمطالبه مراهنا على ان ميقاتي سيستجيب لها، ولو بعد حين، وهو يفترض ان الرئيس المكلف يدرك جيدا انه إذا تراجع الى الخلف واعتذر عن التأليف فهذه ستشكل نهايته السياسية لانه سيكون قد خسر حلفاءه الجدد من دون ان يربح سعد الحريري الذي لم يبتلع بعد &laqascii117o;انقلابه" عليه، ما يعني وفقا لهذه القراءة انه محكوم بالتفاهم مع عون وباقي رموز الأكثرية، والمطلوب القليل من الصبر فقط.
ويرى المتحمسون لمطالب عون أن ميقاتي يبالغ في &laqascii117o;مناوراته" السياسية التي قد تكون مشروعة وطبيعية، ما لم تتجاوز سقف تحسين الشروط التفاوضية لبعض الوقت، أما أن يتحول التكتيك إلى إستراتيجية لكل الوقت، فهنا تكمن المشكلة، كما يعتقد هؤلاء. وهناك في أوساط 8 آذار من يقول انه سبق لـ&laqascii117o;حزب الله" أن نصح ميقاتي باعتماد &laqascii117o;خريطة طريق" معينة، كانت ستقوده إلى التفاهم مع عون والمعارضة السنية السابقة، ولكنه فضل أن يشق دروبه الخاصة، وهذا حقه، إلا أن ذلك يعني أيضا أن عليه تحمل مسؤولية منهجية العمل التي اختارها، فالحزب هو شريك وسيستخدم كاسحة الألغام في الوقت المناسب. ولهذا السبب ربما، قرر &laqascii117o;حزب الله" اعتماد صياغة خاصة وبعيدة عن الأضواء مع العماد عون، واكتفى في ما خص تمثيل المعارضة السنية السابقة بالتمني على الرئيس المكلف إيجاد صيغة ما لإرضاء الرئيس عمر كرامي سواء بتوزير ابنه فيصل أو بأي خيار يحظى بمقبولية الرئيس كرامي، ويسري الأمر نفسه على موضوع تمثيل الحزب القومي وايجاد الصيغة المناسبة للتمثيل. ويبدو أن &laqascii117o;حزب الله" يتصرف على أساس أن واجبه الأساسي يقضي بتقديم كل التسهيلات، من جانبه تحديدا، لمساعدة الرئيس المكلف على إنجاز مهمته، وهو بذلك يريد أن يوجه رسالة إلى من يهمه الأمر مفادها انه ليس صحيحا أن الحكومة هي حكومته وان الرئيس المكلف هو ممثله، بدليل أن ميقاتي يخوض غمار التأليف بهوامش لم تتوفر منذ العام 1990 لأي رئيس حكومة غيره، وهو يتمسك بكل نقطة وفاصلة في الدستور... وهو يدرك أنه صاحب مصلحة استراتيجية في تشكيل الحكومة، وأن نجاحه سيعتبر نجاحا للأكثرية الجديدة كلها.
ـ 'النهار'
هل تآمرت الدولة على ميقاتي؟
غسان حجار:
بدا الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في الايام الاخيرة وحيداً أعزل من كل مقومات الاستمرار والمضي في عملية تأليف الحكومة في ما عدا الكلام الذي أطلقه سابقاً الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله من ان الرئيس المكلّف سيمضي في مسعاه للتأليف، ولا يعلم احد ما اذا كان هذا الموقف يساعده او يحوّله مرشح الحزب ويخلع عنه رداء الوسطية الذي يتجلبب به. وعلى رغم المواقف المؤيدة والداعمة، بدت طريق ميقاتي مزروعة بالاشواك، التي وضعها في طريقه الحلفاء قبل الخصوم. فالشروط المعرقلة لعملية التأليف تأتي من الشارع السني اولاً، وعماده مجلس المفتين الذي يحدد له السقف، الى شروط 'حزب الله' بالعباءة السنية الطرابلسية، لتوزير نجل الرئيس عمر كرامي، تضاف الى ذلك اللاءات السنية بقاعاً وجنوباً من الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق اسامة سعد.واذا تجاوز ميقاتي 'شبح' الوزير محمد الصفدي الذي يَلُوح في كل حين، فإنه سيصطدم بالشارع المسيحي المختلف على تقاسم الحصص، وهو خلاف لا يستطيع الرئيس المكلّف تجاوزه، انْ مع رئيس الجمهورية الذي سيوقع مرسوم التأليف، او مع العماد ميشال عون رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية.
الى كل ذلك، جاء موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دعا الى حكومة تكنوقراط، معتبراً ان حكومة اللون الواحد تناقض ميثاق العيش المشترك، وهو موقف وان كان مبدئياً، الا انه يعرقل المسار اكثر ليحوّل حكومة ميقاتي، في حال تشكيلها، شبيهة في 'عدم' شرعيتها الميثاقية بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد انسحاب الوزراء الشيعة منها. اما الخصوم، فحدّث ولا حرج، وموقفهم غير مستغرب، لانهم بدأوا يخوضون معركتهم السياسية مع ميقاتي باعتباره مرشح قوى 8 آذار المتحالفة مع سوريا، ولانه 'المكلّف' إبعادهم عن السلطة لتنفيذ خطة رفض المحكمة الدولية وبالتالي رفض العدالة التي من المفترض ان تقتص من مجرمي الامس الذين قد يعودون الى سابق عهدهم في كل لحظة. ماذا بعد؟ الأقربون والأبعدون يحاصرون الرئيس المكلّف، ولا ينقذه الا تدخل خارجي يقوم على توافق اقليمي، ومعه لا يمكن ميقاتي ان يردد ان الحكومة تتألف في بيروت، لكن مرسوم التأليف سيصدر بالتأكيد في بيروت... او بالاحرى في بعبدا.
ـ 'الجمهورية'
سقطت الحكومة... اختفى 'الشهود الزور'؟!
دنيز رحمه فخري:
كان يا ما كان في أيام الزمان، ليس الزمان البعيد بل القريب والقريب جدّا، كان هناك ملفّ اسمه ملفّ شهود الزور...وكان هذا الملفّ الرفيق الدائم والحاضر الثابت في مواقف المعارضة السابقة، لا ينقضي نهار من دون ذكره ولا تمرّ مناسبة من دون التوقف عنده، ولا تنعقد جلسة لمجلس الوزراء إذا لم يدرج بندا وحيدا على جدول أعمالها، ولا تسير أمور البلاد والعباد إذا لم يبتّ هذا الملف ويحول الى المجلس العدلي، ولا.. ولا...، وصولا الى معادلة بسيطة: ملفّ شهود الزور يساوي كلّ لبنان، إمّا أن يُحلّ وإمّا أن تخرب في لبنان، إمّا أن تجري المحاكمات لـ'مفبركي' الشهود وإمّا الويل واللعنة على هؤلاء ... ملفّ شهود الزور أم الحكومة... النتيجة إسقاط الحكومة...وراحت البلاد وراحت الأيام ولا من شهود ولا من يشهد إلّا على الغياب والتغيير في العناوين وفق المراحل والظروف والأهواء...
كان يا ما كان ملفّ اسمه ملف شهود الزور كدنا بسببه أن ندخل في حرب أهلية مذهبية ضارية، قبل أن تتغير الأولويات وتتبدل العناوين.الآن نسي فريق الثامن من آذار الملف، ولعلّ هؤلاء الشهود الذين كان يطالب بإحالتهم الى التحقيق ومعرفة من جنّدهم وحرّضهم وشجعهم وموّلهم، وتسبّب بالظلم زورا بالبعض منهم لعلّهم الآن لم يعودوا هم الأعداء. بدايات قصّة شهود الزور أو قصّة 'قميص عثمان' تزامنت مع التصريح الشهير للرئيس سعد الحريري الذي اعترف فيه بوجود ما يسمّى بالشهود الزور، فانسحب الاصطفاف السياسي بين 14 آذار و8 آذار على هذا الملفّ وبات السجال يدور بين مطالب بتحويله إلى المجلس العدلي وآخر رافض للأمر، معتبرا أنّ مجرّد الطلب يعني بجزء منه الالتفاف على عمل المحكمة الدولية وفرملة عمل القضاء الدولي وبجزئه الآخر الوصول إلى إبعاد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمدّعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. حتى كلّف مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال جلسة عقدت في بيت الدين، وزير العدل إبراهيم نجّار بوضع التقرير القانوني للبتّ بهذه المسألة واستبق رئيس مجلس النواب نبيه بري تقرير نجار بالاعلان عن التزامه بمضمونه مهما كان هذا المضمون...لكنه لم يلتزم.
قدّم نجار تقريره، وفيه استحالة تحويل ملفّ شهود الزور الى المجلس العدلي لأنه ليس من اختصاصه، إلّا أنّ تقرير نجار قوبل باقتراح مضاد قدّمته المعارضة السابقة يدعو إلى تحويل الملفّ الى المجلس العدلي وترك البتّ بمدى اختصاصه في دراسته أم لا للمجلس نفسه. وصار النقاش يدور على جنس الملائكة، وبدأ فريق الثامن من آذار في مساره التصعيدي، انسحب وزراء الثامن من آذار من أكثر من جلسة وزارية احتجاجا على عدم بتّ الملف، اتهموا الأكثرية القديمة بتعطيل البلاد، واتهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون رئيس الجمهورية بالتواطؤ مع فريق 14 آذار إثر رفضه والرئيس الحريري التصويت على الملفّ داخل مجلس الوزراء. إستمرت عمليات الكرّ والفرّ بين الفريقين من دون حسم نهائيّ لمسألة شهود الزور، بانتظار مساعي السين - سين المواكبة لهذه المسألة، فسقط الاعتماد على السين-سين وأسقطت معه الحكومة... وغاب ملفّ شهود الزور.
ومنذ ذلك الحين ولم نعد نسمع بشهود الزور. ولم تعد الفتنة التي كان يهدّد بها هذا الملف قائمة، ولم يعد يحكى عن الظلم الذي ألحقه هذا الملف بالكثيرين، هل نام الملفّ لأنه كان مفتعلا؟!هي إذاً سياسة الكيد والمكيالين في بلاد سماتها الأساسية عدم المحاسبة، لا جُمرك على المواقف ولا جمرك على الفعل وردود الفعل، بل قدرة على إثارة أو عدم إثارة ملفّ، أي ملفّ، بمجرّد أنه لا يتناسب حاليّا مع مصلحة الفريق السياسي.اللهمّ إلا إذا وجد هذا الفريق إيّاه أنّ مصلحته تقضي في المدى القريب أو البعيد إثارة هذا الملفّ من جديد، وذلك حسبما ستقتضيه مصالح الأيام المقبلة، يبقى عليه أوّلا تجاوز 'قطوع' تشكيل الحكومة العتيدة.
ـ 'النهار'
النار إيرانية والإطفائية خليجية !
راجح الخوري:
ليس في وسع الذين يمتهنون إشعال الحرائق السياسية والامنية والاستخبارية في الشرق الاوسط والخليج، اتهام غيرهم باللعب بالنار.لهذا من المستغرب او بالاحرى من المضحك ان يصدر بيان عن لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الثورة الايراني يطالب بانسحاب القوات السعودية من البحرين ويتهم الرياض بـ'اللعب بالنار' في الخليج. وجه الغرابة في هذا، ان العالم يعرف من اقصاه الى اقصاه ان ايران هي التي تلعب بالنار، ومنذ زمن بعيد، بدأ مع الاعلان عن تصدير الثورة في بداية الثمانينات، وسبب ازمات ومشاكل كثيرة كانت قمتها حرب الخليج الاولى مع نظام صدام حسين البائد.هذا في الماضي اما في الحاضر فاللعب الايراني بالنار مستمر في تقديم عروضه في امكنة كثيرة. اما الاطفائية فهي خليجية وسعودية خصوصا. فالحديث عن شبكات التجسس الايرانية كما اعلن في الكويت ليس آخر الابداعات التي تأتي من طهران. فقد عرف العالم في الاسابيع القليلة الماضية، ان دخول ايران على خط المفاوضات التي كانت تجري بين السلطة في البحرين والمعارضة الشيعية، هو الذي افشل هذه المفاوضات وتسبب في ازمة 'دوار اللؤلؤة' اذا صح التعبير، بما استدعى طلب المنامة مساعدة مجلس التعاون الخليجي، الذي ارسل وحدات محدودة من 'درع الجزيرة' لحماية المؤسسات وحفظ الأمن.
كان على طهران ان تحترم على الاقل رغبة الجزء الاساسي من المعارضة البحرينية الشيعية، التي طالبتها صراحة بعد هدوء الوضع بان تكف عن التدخل في شؤون البحرين. لكن النظام الايراني يصر على التصعيد والتعقيد، ورغم هذا يتهم السعودية بـ'اللعب بالنار' في الخليج، وهو امر بلا معنى لان من الواضح والمعروف ان السعودية لعبت وتلعب كما قلنا دور الاطفائية العاملة منذ اعوام على معالجة الحرائق والنيران، التي تشعلها طهران في اكثر من مكان. فقد نسفت 'اتفاق مكة' بين الفلسطينيين كما هو معروف، وآزرت سياسة التعطيل في لبنان، التي انتهت بما تسميه قوى 14 آذار الانقلاب على الشرعية الدستورية والانتخابية الذي نفذه حلفاؤه في بيروت. وها هي تحاول ابقاء الحريق عالقا في اذيال البحرين.
وعندما يقرأ المرء بيان مجلس الشورى السعودي الذي يقول: 'ان البيان الايراني غير مسؤول لانه تضمن ادعاءات باطلة وتطاولا سافرا على المملكة العربية السعودية وانه يؤجج نار الطائفية'، فانه يتذكر سريعا مدى الخطورة المتزايدة وقد وصلت الى حد الافتراق الحساس في موقف الشيخ السني يوسف القرضاوي، وآية الله الشيعي علي السيستاني، من موضوع البحرين، رغم انهما من ابرز رموز الاعتدال والحض على منع الانقسام المذهبي الذي يخدم اعداء الاسلام.وهكذا لم يكن مفاجئا ان يصدر المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بيانا يدين بشدة التدخل الايراني في شؤون البحرين الداخلية 'الذي يمثل انتهاكا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار' مؤكدا مشروعية وجود قوات 'درع الجزيرة' في البحرين بناء على طلبها. وعندما يصدر بيان عن دول المجلس الست يعرب عن القلق من استمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس ويصف هذه التدخلات بأنها 'تآمر على امنها الوطني وبث للفرقة والفتنة الطائفية وانتهاك لسيادتها واستقلالها...' فإن ذلك يعني في شكل واضح، ان هذه الدول قررت الانتقال من سياسة التغاضي والصمت والمسايرة والمراهنة على المبادرات الحسنة النية حيال الهجوم الايراني المستمر، الى سياسة الرد والهجوم ووضع النقاط على الحروف.
واذا كان هذا القرار بالتصدي لجبه التحديات الايرانية، لن يردع طهران عن المضي في سياسة اللعب بالنار سياسيا واستخباريا وحتى أمنيا، لانها كما يقولون تتصرف على انها امبراطورية تريد فرض ارادتها ومصالحها من عمق الخليج الى شواطئ المتوسط وما بعد هذه الشواطئ، فان ذلك يمكن ان يضع معظم العرب في موقف حساس وحرج لسببين:
اولا: لان ايران تفترض ان ثورات التغيير العربية المندلعة الآن هي مجرد روافد سياسية ستصب في مصلحتها، كما نقل عن مرشد الجمهورية علي خامنئي اول من امس، وهذا ليس صحيحا، ليس لأن حركة التغيير داخل ايران مقموعة لكنها لم تنته فحسب، بل لان التغيير في العالم العربي سيضاعف من حماسة الايرانيين حيال حركة التغيير الخضراء عندهم.
ثانيا: وهو الاهم لان ليس في وسع الشيعة في العالم العربي من المحيط الى الخليج ان يبتلعوا او يهضموا على سبيل المثال كلاما كالذي سمعوه امس من الرئيس محمود احمدي نجاد عندما دعا الى 'رحيل القوات الاجنبية من البحرين'، قائلا: 'ان من المشين ارسال قوات الى بلد اجنبي فاسحبوها'. والبحرين ليست بلدا اجنبيا والقوات السعودية والاماراتية هناك ليست قوات اجنبية. فاذا كانت طهران تنظر فعلا الى دول الخليج على انها اجنبية، فان ذلك لا يرضي او يتلاءم او يمكن ان يقبله الشيعة العرب وخصوصا الذين يتبرمون بكل شيء اجنبي!
ـ 'النهار'
مطالب عون التعجيزية تؤلّب المتضررين من تأخير الحكومة، جرعة دعم لميقاتي من مراجع دينية وبعض 14 آذار!
روزانا بومنصف:
(...) في اليومين الاخيرين على الاقل ما يتعلق بالتوتر الذي يشتد بين دول الخليج العربي وايران من جهة على وقع ما تعتبره هذه الدول تدخلا ايرانيا لزعزعة أوضاعها الداخلية بما لا يمكن تجاهل تأثيره من حيث غياب التغطية العربية الكافية لحكومة من 'حزب الله' وحلفائه كأصحاب القرار في الحكومة من دون سواهم. وهذا الامر يدركه ميقاتي جيدا كما يدرك معنى تجميد الولايات المتحدة مساعداتها للجيش اللبناني ولو من دون أن تعلن ذلك رسميا في انتظار شكل الحكومة ومن ستضم وبيانها الوزاري.
ومع ان هذا التجميد يمكن ان يخدم المنطق القائل بأن المساعدات العسكرية الاميركية لا يعتد بها لجهة الاسلحة وفق ما يقول كثر من قوى 8 آذار أو ان لبنان افضل من دون هذه المساعدات لأن لديه 'حزب الله' وسلاحه مع تعزيز منطق تعزيز امتلاكه هذا السلاح في وجه اسرائيل لغياب المساعدات الحقيقية للجيش، وهو نقاش كان ولا يزال يدور في أروقة الدوائر السياسية الاميركية منذ اطلاق الجيش اللبناني النار على اسرائيل في الجنوب قبل أشهر، إلا أن أبعاد الخطوة الاميركية تتخطى موضوع السلاح الى تعاون للبنان يدرك أهميته الرئيس ميقاتي كما يدرك أهميته 'حزب الله' وفق المعطيات المتوافرة لدى هذه المصادر. لكن هذه العناصر لا تبدو مؤثرة من حيث تسهيل قوى 8 آذار تأليف الحكومة وعدم عرقلتها باعتبار أنها تظهر بذلك ان العامل الداخلي أقوى بكثير من العامل الخارجي، وهو موجود وفق اقتناع كثر، ولا تبدي هذه القوى استعدادها لأن تؤلف حكومة معقولة ومقبولة يمكن ان تنجح من خلالها هذه القوى بدلا من ان تفشل تبعا للمماحكات التي أظهرتها حتى الآن.
ـ 'النهار'
أزمة لبنانيّي ساحل العاج والحاجة الى الدولة
علي حماده:
(...) ان المواطن الذي يدلي بصوته في الانتخابات النيابية لمن يقيمون الدويلات والجيوش انما يسهم في شكل او آخر في اضعاف الدولة الراعية للجميع، في الوقت الذي لا تستطيع 'الكيانات' غير الشرعية حمايته او الدفاع عن مصالحه، او حتى رعايته عند الازمات.لقد كانت 'ثورة ذوي المقيمين في ساحل العاج محقة امام وزارة الخارجية. وكان يجب ان تتوجّه الى منازل المسوؤلين الكبار ايضاً، بعضهم نظراً الى مسؤوليته المباشرة عن واقع مؤسساتي، وبعضهم بسبب استسلامهم للامر الواقع، وبعضهم الآخر لمسؤوليتهم عما يمكن ان يصيب آلاف اللبنانيين في المستقبل بعد ان يصيروا موضع شبهات امنية في العديد من البلدان.
ان قدرات الدولة اللبنانية محدودة بالنسبة الى لبنانيي ساحل العاج. وجلّ ما تستطيعه هذه الحكومة الراحلة او اي حكومة آتية هو الاعتماد على صداقات لبنان الخارجية لتخفيف المصاعب، وتسهيل خروج اكبر عدد ممكن من الاشخاص بسلامة. انما يبقى الاهم للمستقبل ان يتيقن المواطن اللبناني شأن السيدات اللاتي صرخن من الالم على درج وزارة الخارجية يوم الاحد الماضي ان خيار اللادولة مميت للجميع، وان آلاف الصواريخ وأطنان الشعارات الفارغة، وكل المكاسب المادية التي يحصّلها البعض بالفساد المقيت لا تغني عن دولة حقيقية تكون المرجعية الوحيدة للجميع ولا يشاركها احد. فهل نتعلم من اوجاع ابنائنا في ابيدجان؟
ـ 'الشرق الأوسط'
خطر إيران أكبر
طارق الحميد:
خطورة إيران على منطقتنا ليس من الصعوبة بحال إثباتها، فلا نحتاج أن نفسر كثيرا مما قاله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يوم أمس عن دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا عن السعودية والبحرين، لنرى أدلة العداء، والخطورة، لكن دعونا نتأمل بعض ما قاله نجاد أمس، لنرى خطورة إيران الأكثر ترويعا على المنطقة والعالم، وليس فقط في القضايا السياسية. ففي مؤتمر صحافي عقد أمس في طهران، قال نجاد إن المحطات النووية في بلاده أكثر أمانا من نظيراتها الموجودة في اليابان، وإن الأحداث التي وقعت في محطة فوكوشيما النووية اليابانية لن تتكرر في إيران. وبرر نجاد وجهة نظره بالقول إن &laqascii117o;التكنولوجيا المستخدمة في المحطات النووية في فوكوشيما تعود إلى خمسين عاما مضت، ولكن التكنولوجيا المستخدمة في المحطات النووية الإيرانية حديثة تماما"! فهل بعد هذا العبث عبث؟
فالرئيس الإيراني يقول إن إيران أكثر تطورا في التكنولوجيا المستخدمة في محطاتها النووية من اليابان، بينما رأى الجميع كيف وقفت إيران عاجزة أمام دودة الكومبيوتر &laqascii117o;ستوكس نت"، البرنامج المدمر الذي يعتقد أنه قضى على قرابة خُمس أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، وساعد على تعطيل طهران في سعيها إلى إنتاج أول أسلحتها النووية، ورأينا كيف شكلت إيران وقتها لجنة أزمة تضم مسؤولين إيرانيين من جميع الإدارات المعنية لمكافحة تلك الدودة!وهذا ليس كل شيء بالطبع، حيث أضاف نجاد قائلا، في نفس المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في طهران: &laqascii117o;على حد علمي، فإن حادث (فوكوشيما) لم يكن بسبب الزلزال، ولكن بسبب أمواج المد البحري العاتية (تسونامي)، ونحن ليس لدينا أمواج مد عاتية في الخليج، وبالتالي ليس هناك ما يدعو للقلق"! فهل يعقل هذا الأمر وقد رأينا إعصارا يضرب سلطنة عمان، وهي جزء من الخليج العربي، بل ومقابلة لإيران من ناحية الحدود البحرية، بل وفوق كل ذلك فإن إمكانيات إيران في التعامل مع الزلازل ليست بالشكل المطلوب؟ ورأينا كيف هب العالم كله لمساعدة إيران بعد الزلزال المدمر الذي ضربها قبل أعوام ليست بالبعيدة!
ولذا فإن حديث نجاد عن ما حدث في اليابان وحده يعد دليل خطر على أن تصبح إيران دولة نووية، خطر على المنطقة، وخطر على الإيرانيين أنفسهم، وخطر حتى على الاقتصاد العالمي، واستقراره، ولذا فإن خطورة إيران ليست فقط في ما تفعله بالعالم العربي، من العراق إلى البحرين ولبنان واليمن، وغيرها، بل إن خطورة إيران تكمن أيضا في طريقة تفكيرها، وتواضع إمكانياتها، وإصرارها على امتلاك الطاقة النووية وهي غير مهيأة أساسا للتعامل مع أي طارئ، وهذا أمر يعد أكثر خطرا من نية إيران نفسها. وعليه، فإن خطر إيران ليس بتدخلها في دول المنطقة فقط، أو تزكيتها لروح الطائفية، بل إن الخطر الإيراني يكمن في ضعف الإمكانيات وحجم الغرور، وخطورة النية. فخطر إيران ليس على المنطقة وحدها، بل يطال العالم، كما أسلفنا، وتصريحات نجاد عن اليابان وحدها دليل على حجم خطورة نظام طهران، وطريقة تفكيره.
ـ 'المستقبل'
من يصرخ 'أولاً': الفرع أم 'الأصل'؟
عبد السلام موسى:
(...) ربّ سائل عن 'عض الأصابع' الحاصل : من يصرخ أولاً؟ في تقدير مصادر سياسية مواكبة، أن التنبؤ بمن سيصرخ اولاً مرتبط بالجانب الإقليمي، ما يقود إلى الإستنتاج أن 'حزب الله' أكثر المتألمين مما يجري في سوريا وإيران، رغم بعض المكابرة، لكنه في ورطة، كمن 'بلع المنجل'، من دون القدرة على هضمه، وهو عاجلاً أم آجلاً، سيصرخ أولاً، يليه عون، ذلك أن صرخة الحزب ستفرض عليه التحرر من بعض أثقاله، وأثقلها من دون أدنى شك هو عون.ويتعزز هذا الإستنتاج مع ملاحظة دخول 'حزب الله' بقوة على الخط لتسريع التأليف، من خلال تليين مواقف عون، ما يعني ترقب أن يُسقط عون شروطه، بعد أن باءت محاولات الحزب بالضغط على ميقاتي بالفشل، في ظل تمسكه بصلاحياته الدستورية مع رئيس الجمهورية في تأليف حكومة واقعية، خصوصاً وأن ميقاتي 'بق البحصة' في اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بأن ' الحلفاء الذين رشحوه يضعون العقد في وجهه'، وأن 'مطالب عون تشكل عقداً حقيقية، وان حزب الله لم يبذل ما يكفي من جهود لثنيه عن مطالبه'، مؤكداً أنه 'يعمل تحت سقف الدستور والصلاحيات المعطاة له على معالجة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة'. وترى مصادر مطلعة أن 'حزب الله' بات مجبوراً بتسهيل مهمة ميقاتي، الذي بات بعد مشاركته في اجتماع المجلس الشرعي بوضع أفضل من قبل تجاه حلفائه الجدد، سيما وأن جردة حساب بسيطة يجريها الحزب ستفرز معادلة بسيطة جداً، أن التلويح بالبديل من ميقاتي خيار خاسر، لأن قواعد اللعبة ستتغير، وأن تلميح النائب عون بهذا الخيار