ـ 'النهار'
الحزم بعد التغاضي في الموقف الخليجي!
راجح الخوري:
بعدما أسقطت الحرب الاميركية على الارهاب 'الجناح ' الشرقي الافغاني السني، ثم 'الجناح' الصدّامي العراقي السني، تنفس 'الهجوم' الايراني الصعداء وبدأ عملية إختراق منهجية في إتجاه الخليج جنوباً.
إرتاحت طهران من نظام 'طالبان' ثم من نظام صدّام حسين، فتقدمت الى الشرفة العراقية كمنطلق لتحقيق إختراقات اوصلتها الى شواطئ المتوسط عبر 'حزب الله' في لبنان وحركة 'حماس' في غزة.
وعلى هذه القاعدة طرحت ايران نفسها كقوة يفترض ان يقرّ العالم بدورها المحوري على نطاق إقليمي، وخصوصاً انها ماضية في السعي الى امتلاك القدرة النووية .
وعلى امتداد العقد الماضي، واصل مجلس التعاون الخليجي، الذي كان قد أُنشئ قبل ثلاثة عقود لحماية المنطقة من سياسة تصدير الثورة التي نفذتها طهران بما ادّى الى الحرب مع العراق، انتهاج سياسة التغاضي والصمت وديبلوماسية الحياد الايجابي والمراهنة على حسن النية، لكن هذا لم يوقف الاندفاع الايراني، بل وصلت الامور الى حد اعلان الرئيس محمود احمدي نجاد ان الصراع هدفه بالتالي خلق الشرق الاوسط الدائر في المحور الايراني. واذا كانت العباءة السياسية لمجلس التعاون قد استطاعت ان تحمي دول الخليج الست في مواجهة عواصف كبيرة، مثل الحرب الايرانية - العراقية، ثم الغزو الصدامي للكويت، ثم حرب 'عاصفة الصحراء'، واخيرا حرب اسقاط نظام صدام حسين، فإن التحديات الايرانية المتزايدة، والتي تكاثرت بصماتها في امكنة كثيرة مثل اليمن عبر الحوثيين، ومحاولات التحرش بالسعودية، ثم في الكويت التي كشفت عن عمليات تجسس ايرانية، ثم في البحرين حيث افشلت مفاوضات للاصلاح بين السلطة والمعارضة بهدف اسقاط النظام... كل هذا دفع دول مجلس التعاون الى خلع عباءة ديبلوماسية التغاضي والصمت ومباشرة تحرك هدفه وضع حد للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج. إن ارسال وحدات من قوات 'درع الجزيرة' الى البحرين والتصدي المنهجي للمواقف الايرانية المتحاملة على الدول العربية وخصوصا السعودية، ينقل مجلس التعاون من سياسة امتصاص الاخطار الى مواجهة هذه الاخطار بكل الوسائل المتاحة. فبعد مساندة البحرين، عقد وزراء الخارجية اجتماعهم في الرياض ووضعوا خطة من خمسة مبادئ لايجاد حل بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمعارضة يؤمن انتقالا هادئاً للسلطة بما يقفل ابواب التدخل في وجه ايران وابواب التوسع في وجه 'القاعدة'.
ـ 'النهار'
اهتمام دبلوماسي مشوب بالقلق ارتباطاً بتطوّرات سوريا حكومة لبنان مهمّة أم غير مهمّة؟
روزانا بومنصف:
(...) المؤشر الاخر الذي يمكن الاعتداد به سببا يجعل الحكومة صعبة جدا في ولادتها وأصعب في قدرتها على ان تقلع هو التوتر المتصاعد بين دول الخليج العربي وايران على خلفية سياسية وطائفية في حين ان حكومة لـ'حزب الله' فيها الكلمة المرجحة والتقريرية لن يسهل الامور في هذا الاطار. وليس واضحا اذا كان ذلك يساعد الرئيس المكلف. ان موقع الرئيس ميقاتي بات اكثر تعقيدا في سياق التوتر العربي الخليجي الايراني الحاصل وخصوصا اذا ما اتصل اي موقف للبنان بالحصول على دعم حكومته في وجه التجاوزات الايرانية في المنطقة. ناهيك بموضوع الاضطرابات في سوريا التي برزت في الاسابيع الاخيرة وهي الاكثر تأثيرا بالنسبة الى لبنان ليس فقط في الموضوع الحكومي على اهميته،انما بجملة امور وعوامل اخرى ابرزها ما يتعلق بالقلق من تفاعل ما يجري على الارض في سوريا ميدانيا في لبنان. فمع ان التقديرات حتى الان حول تصاعد الاضطرابات واتساعها في سوريا لكي تشمل اكثر من مدينة ومنطقة لا تذهب الى حد رؤية مخاطر حقيقية تتهدد النظام السوري في المدى القصير على الاقل باعتبار ان الرهان لا يزال على ان الفرصة لا تزال سانحة امام الرئيس السوري للاصلاح على رغم ان هذه الاضطرابات وتوسعها تضعف نظامه نتيجة عدم الاستقرار الذي تتسبب به، فان المخاوف الحقيقية هي من المنحى الطائفي في حال برز في التطورات السورية بحيث يستبعد ان يبقى لبنان في منأى عن التفاعل والتأثر بهذا البعد.
ـ 'النهار'
بطالة &laqascii117o;الحزب القائد"
راشد فايد:
قدم الرئيس المصري السابق حسني مبارك 45 سنة من عمره في خدمة مصر، كذلك فعل نظيره التونسي زين العابدين بن علي مع بلده، على ما يقول الاثنان في اعلان ترويجي لاحدى محطات التلفزة الاخبارية.
يستنتج المشاهد ان الرئيسين يريدان ان يقولا لشعبيهما انهما يستحقان ان يبقيا مدى الحياة في سدة الحكم، وحتى توريثها الى الابن او الزوجة. حجة الأول كانت أنه بطل &laqascii117o;حرب أوكتوبر"، وحجة الثاني أنه وفر الاستقرار لتونس. التعليلان غير مقبولين في البلدين، بدليل ان الرئيسين تسللا من جنة الحكم تحت ضغط الشعبين، اللذين لم يستفتيا، يوما، في رئاستيهما، بل كان الترهيب وتزوير الارادة الشعبية جوازي المرور الحتمي للتمديد لكل منهما. المنطق نفسه يجمع بين مبارك وبن علي و"الحزب القائد": يعاني الأخير من مرحلة بطالة تعيشها صنعة المقاومة، يحاول تغطيتها بعمل جزئي مقنع، منه 7 أيار 2008 ثم الانغماس في دور مرشد السياسة الداخلية.
وكما برر مبارك وبن علي هيمنتهما و"قبليتهما" على الحكم بما أنجزاه في مرحلة معينة، يحرص &laqascii117o;الحزب القائد" على التذكير بمصادرته انجاز اللبنانيين عموما، والجنوبيين منهم خصوصاً، تحرير الأراضي المحتلة، ليبرر فرض دوره الديّان فوق رؤوس الجميع: فهذا طاهر ولو أثبتت &laqascii117o;ويكيليكس" ادانته، وذلك مدان، ولو أظهرت الوقائع براءته، وهذا وطني وذاك خائن.
القذافي كمبارك وبن علي. كذلك علي عبد الله صالح. الأول &laqascii117o;حرر" ليبيا من السنوسية والقواعد العسكرية الأجنبية، والثاني انهى انقسام اليمن. لكن هل يكفي &laqascii117o;انجاز" في زمن غابر، لاحتكار رأي الشعب وصوته وخياراته وأمانيه ورؤاه؟ لم تعدم هذه الأنظمة وسيلة لاطالة اعمارها، ولم ينقص بعضها، رعاية أو مراعاة أميركية او اسرائيلية. مع ذلك، حين دقت ساعة الحرية لاسقاطها، تهاوت.
بطالة &laqascii117o;الحزب القائد" يغذيها تناقض أدائه السابق مع الديموقراطية اللبنانية، على هشاشتها. وهو يستعين بفائض القوة من جهة، و"السمعة" المكتسبة، من جهة أخرى، ليفترض قدرة لديه على التحكم بلبنان واللبنانيين وحتى المحيط.ربما عليه أن يتعظ من تجربة الثورة الجزائرية. فـ"المجاهدون" سيطروا على البلاد بعد التحرير، وفرضوا منطقهم، و"مصالحهم"، تحت عنوان ان كل شيء مباح للمجاهدين، ما أوصل البلاد الى حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي مطلع تسعينات القرن الفائت.
ـ 'النهار'
حكومة الوصايتين موقتة والكل خارجها؟
علي حماده:
الذين يستعجلون تشكيل الحكومة، ويدفعون شركاءهم الى التسرع يغفلون واقعا بسيطا هو ان تشكيل &laqascii117o;حكومة الوصايتين" صار اليوم اكثر تعقيدا من ذي قبل، وان الواقع الذي قام عليه الانقلاب على الحكومة، ثم الانقلاب على الاكثرية النيابية، واخيرا الانقلاب في عملية التكليف تغير الى حد بعيد. فانتقال البعض من منزلة بين منزلتين" الى الضفة المقابلة صراحة، وترتيب امر التكليف بالتهريب بين &laqascii117o;حزب الله" والنظام في سوريا حصل في مرحلة كان يعتقد فيها انه يمكن الانتقال بالبلاد من مكان الى مكان بلعبة يكون محركها الاساسي الخوف من السلاح، ووهم عودة الوصاية التي ثار عليها اللبنانيون عام 2005، والاعتقاد ان ترويع اللبنانيين من جهة، وايهامهم بأن بلادهـــــــم يمكن ان تبـــــــاع مجــــددا في ســـــــوق الوصايات الخارجية وحدهما كفيلان بضرب فكرة الاستقـــــلال، وتقويض التصميم على المضي قدمـــــا في منع سقوط لبنان في زمـــــن &laqascii117o;الوصايتين" الداخلية والخارجية. ان التعجيل في التشكيل على قاعدة ان اطالة امد الانتظار الذي يمارسه نجيب ميقاتي قوض مناحي القوة والاندفاعة الاولى، واضعف القوى التي وقفت خلفه في الاساس بعدما محضته تأييدا كبيرا وقويا لمساعدته على ان يصبح قوة معتبرة ذات وزن يعتد به في المعركة الكبيرة الدائرة حول موقع لبنان. والحال انه كان لهذا الخيار ضحايا جانبيين لم تدرك جيدا. ان عودة الوصاية القديمة ولو من باب التخـــــويف ما عــــــادت ممكنة كما كانت في زمن مضى، ولم تدرك ان اسقاط لبنان في قبضة وصاية فئوية مسلحة ولو بالاذعــــان الموقت لها يستحيل ان يكـــــون حــــــالاً مقبولا او ممكنا درءا للاذى المباشر. ان حكومة تكنوقراط الكل خارجها يمكن ان تكون حلا موقتا في هذه المرحلة، مع ان طريقة تكليف نجيب ميقاتي وظروفها كانت وستبقى علامة سوداء للاسباب التي صارت معروفة ولا حاجة الى تكرارها من جديد. ولذلك فان ميقاتي (ويفضل غيره) مدعو الى البحث عن اسماء تحظى بقبول الفريقين من خارج النادي السياسي، تكون ذات صدقية مهنية عالية تتشكل منها حكومة تكنوقراط تأتي للعمل لا لإيجاد الحلول الجذرية التي تبقى رهنا بطاولة حوار وطني جدية تضع سلاح &laqascii117o;حزب الله" تحت المجهــــــر لادخالـــــه في كنف الدولـــــة. واما العدالة، فهل من حياة وطنيــــــة ممكنــــة تخلو من العدالة؟
ـ 'السفير'
الدين للإصلاح والطائفية للإفساد
محمد شقير (أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية):
في حمأة الجدل حول الطائفية بتجلياتها المتعددة، غالبا ً ما ينجر الحديث الى اشكالية الطائفية والدين، باعتبار ان البعض يذهب الى ان الطائفية في أبعادها الاجتماعية والسياسية قد ارتكزت على الدين، وانها تستمد منه شرعيتها واستمرارها. وعليه فهو يرمي كل افرازات الطائفية ونتائجها السيئة على الدين، ويحمله المسؤولية عن مجمل الأوضاع التي آلى اليها الاجتماع اللبناني في مختلف ميادينه ومؤسساته. ولعل ما يساعد على هذا الفهم انجرار العديد من علماء الدين الى اكثر من اداء وسلوك وتعبير، يعزز مقولة التماهي بين الدين والطائفية، ليحمّل الدين اوزارا ما كان له ان يحملها، لولا اولئك المنتسبون اليه الناطقون باسمه.
لكن هل هذا التصور عن العلاقة بين الطائفية والدين هو تصور صحيح؟ هل يشرع الدين الطائفية، ويمدها بالقدرة على الاستمرار، ويمنحها القوة على التمدد الى مجمل مفاصل الاجتماع اللبناني ومؤسساته واداراته، ام ان الدين برآء من الطائفية، وانها تنسب اليه زورا ً وبهتانا ً، وانها البست لبوسا ً لم يفصل لها؛ انما فعل الفاعلين لتوظيف الدين لمآرب شتى؟ان هذا السؤال يقود الى ضرورة تحليل ماهية كل من الدين والطائفية، لنرى ان كان الدين يحتضن الطائفية ام ينبذها، يقبل بها ام يرفضها؟
الطائفية نوع من العصبويات التي تستجمع جماعة من الناس، لكن هذا المرة تحت عنوان ديني، بمعزل عن مستوى العلاقة التي تربط افراد هذه الجماعة بذاك الدين، ومدى معرفتهم به، وتماهيهم معه، اذ يكفي الانتماء الاجتماعي فقط، حتى يعد واحدا من افراد تلك الجماعة، حيث يغلب القالب على المعنى، والشكل على المضمون، فلا يبقى من الدين الا اسمه، ومن كتابه الا رسمه، في علقة تحمل في احشائها روح القبلية وقيمها، لكن هذه المرة باسماء وعناوين استعيرت من الدين. اما الدين فهو اعتقاد يقوم على فعل الايمان، الذي يحكى عنه العمل ويصدّقه، هو بالاساس ارتباط بالله تعالى، يقوم على المعرفة به والخضوع له، ويسعى الى الغيب والمجرد، في فعل ايماني، ينحو الى التسامي والتعالي على حدود المادة وقوالبها المصطنعة وحواجزها المبتكرة، ليصبح المعيار امراجوانيا، تفصح عنه صدقية الفعل &laqascii117o;ان اكرمكم عند الله اتقاكم"؛ وان كان من تمايز اجتماعي ما، فيصبح هذا التمايز تواصليا تعارفيا، لا تبنى عليه عصبة ولا يصلح كمعيار &laqascii117o;جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم". ولذلك، الدين في جوهره، يتنافى والعصبية، ولا تتحملها معانيه. فالدين ينحو الى التسامي، والعصبية تقود الى التداني؛ الدين ينسج معيارية من التقوى والخير، عابرة للحدود العرقية والقبلية والفئوية.. والعصبية تقوم على معيارية فاصلة بين الجماعات البشرية، ولذلك الدين يسمح بل يدعو الجميع الى الاستجابة لمعياريته، في حين ان العصبية لا تسمح لمن هم خارج العصبة بالانضواء تحت جناحها؛ الدين في حقيقته تواصل، اما العصبية ففي حدودها تفاصل؛ الدين في اهدافه تعارف، والعصبية في حواجزها تناكر؛ الدين في معانيه دعوة الى تقديم قيم الخير والتعاون والاصلاح، والعصبية تغلب في عصبيتها جميع تلك القيم والمعاني.
ان ما هو حاصل في الاجتماع اللبناني، ليس عصبية دينية، وليس طائفية دينية، بل هو عصبية البست لباس الدين، بعد ان جرد من معناه وافرغ من مضمونه، فكانت النتيجة عصبية أشد، بمضمون اقبح، وأداء أسواء، سواءً في الادارة او السياسة وسوى ذلك.
فالدين لا يقدم من هو ابعد عن الخير والتقوى على من هو اقرب اليهما، حتى لو كان من طائفة مماثلة، في حين ان الطائفية تفعل؛ الدين لا يقدم من هو ابعد عن الكفاءة والنزاهة ونفع بني الانسان على من هو اقرب، والطائفية تفعل؛ الدين لا يقدم من هو ابعد عن الصلاح والاصلاح على من هو اقرب اليهما، والطائفية تفعل؛ لا يمكن للدين ان لا يكون اصلاحيا ً او يحتضن الفساد والمفسدين، والطائفية تفعل.
الطائفية لا تبصر الا العصبة التي اقامت عليها سلطانها وبنت بنيانها، في حين انها تتعامى عن ما سواها، من قيم حقة، وصفات حسنة، من كرائم أخلاق ومدائح افعال. كل ذلك لا تراه في الآخر الذي لا ينتمي الى عصبتها، ولا تبني عليه موقفها، فيكون لديها شرار قومها افضل من خيار قوم آخرين، وفاسدي قومها افضل من صالحي قوم آخرين. لأنها لا تبصر في الآخر خيره او صلاحه، بل لا ترى فيه الا عصبتها؛ حيث تتهاوى القيم الحقة، والمعايير الانسانية، والموازين الاخلاقية، فتتحول العصبة الى صنم، يضاهي أصنام الجاهلية الجهلاء، لأن الله تعالى يأمر بالعدل والاحسان وان يكون المعيار لدينا الخير والتقوى، في حين ان العصبية تأمر بخلافه وأشياء أخرى.
ان مناهضة العصبوية الطائفية هي واجب وطني، وهي أيضا واجب ديني وانساني، وكثيرا ً ما استخدم الدين زورا ً لتكريس الطائفية، وقد آن الاوان لفعل العكس، اي ليقوم الدين بكنس الطائفية وتحطيم اصنامها، وتجريدها من لباسها المدعى بهتانا.
ونخلص مما تقدم الى ما يلي:
1. ان العصبية أمر مذموم دينيا، وكلما اقترب المرء من الدين كلما ابتعد عن العصبية، وكلما اقترب من العصبية كلما ابتعد عن الدين.
2. ان للطائفية أسبابها، ومن أسبابها الابتعاد من المعاني الحقة للدين، وعدم الاستفادة من قيمه الاخلاقية والروحية الجامعة، والعابرة للطوائف والمذاهب.
3. ليس من الصحيح رمي أوزار الطائفية على الدين، لأن الدين اذا كان ينافي العصبية فهو ينافي تمظهرها في الطائفية القائمة.
4. ليس من الصحيح استخدام الدين لتبرير العصبويات الطائفية او شرعنتها، لأن في ذلك تحريفا للدين، واقصاء له عن معانيه النبيلة واهدافه السامية.
5. ان بعض العالمين بالدين، عندما ينزلقون الى ممارسة التعصب الطائفي، فهم يغادرون الدين ومعانيه، وعندما يهتفون بالطائفية، هم ينطقون باسم عصبياتهم، لا باسم الدين ومراميه.
6. في تمييزنا بين الخطاب الطائفي والخطاب الديني، يجب ان نتجاوز التسميات ومظاهر اللباس، فلربما متجلبب بلباس الدين متفوه بالطائفية، وربّ متجلبب بلباس غير ديني، أقرب في خطابه الى الدين ومعانيه.
7. في مقام مناهضة الطائفية وافرازاتها؛ ينبغي عدم الخلط بين الدين والطائفية، حتى لا نوجه سهام النقد والمسؤولية الى الدين، فنضل غايتنا، ونخطئ مكامن العلة فينا. وأخيرا لا بد من القول ان الطائفية في مضمونها العصبوي وتجلياتها الاجتماعية والسياسية والادارية وغيرها قد فتكت فينا، وافسدت علينا حياتنا، واصابت اجتماعنا اللبناني في مقتل، وافرزت الكثير الكثير من السلبيات على اكثر من مستوى؛ وأن يعمل على تهذيبها خير من ان تبقى على فرعنتها، وان كانت الغاية أبعد، هي سرطان هذا الوطن وداؤه، ولكن فينا الداء ومنا الدواء، قد يشق العلاج على المعالج، لكنه افضل من الركون الى المرض.
ـ 'السفير'
لا تبدل في الموقف الفرنسي من سوريا: اقتداء بواشنطن في طلب الإصلاحات
باريس ـ محمد بلوط:
قد لا تستبدل الدبلوماسية، قبل وقت طويل، بيانات الكي دورسيه بغيرها، في التعامل مع ما يحدث في سوريا. وتكتفي باريس حتى الآن بما تقوله مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، كريستين فاج، التي طلبت أمس، كدأبها منذ انطلاق المواجهات في درعا، من السلطات السورية &laqascii117o;أن تتخلى كليا وفورا عن استخدام العنف ضد المتظاهرين. وأن تضع موضع التطبيق برنامجا إصلاحيا يستجيب لتطلعات الشعب"، وفصلت فاج في عرض الطموحات &laqascii117o;ورفع حالة الطوارئ، التي تسهم بالتخصيص، في استقرار سوريا، وفائدتها التي تعود على الجميع".وعلنا لا تلوح بدائل اخرى لنبرة مخاطبة دمشق من باريس. فرغم استمرار الاحتجاجات والتظاهرات في المدن السورية، لا يبدي الجانب الفرنسي استعجالا إلى أكثر من الإستنكار المشروع لإطلاق النار على المتظاهرين، أو إبداء الخيبة من خطاب الرئيس بشار الاسد قبل عشرة أيام الذي &laqascii117o;اتسم بالعمومية ولم يلاق ما انتظره السوريون" كما قال وزير الخارجية الان جوبيه. وينزع الموقف إلى إسداء النصيحة بالإصلاح، اعتقادا منه، رغبة أو تحليلا، أن النافذة لا تزال مشرعة، للتوصل إلى تسوية تحفظ الاستقرار الداخلي السوري.
ولا يأتي الموقف الفرنسي معزولا عن قراءته للموقف الأميركي الانتظاري في استبعاد أي مبادرة تدخلية، تشبه من قريب أو بعيد مواقف أكثر حدة ووضوحا في طلب التغيير والحث عليه، اتخذت في المراحل الأخيرة من الاحتجاج المصري، أو بعد أسابيع من اندلاع الثورة الليبية. وليس أوضح مما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن التدخل الغربي في ليبيا &laqascii117o;غير قابل للتكرار في سوريا، لأننا لا نعلم فعلا، حقيقة ما قد يحدثه، ولا النتائج التي قد تترتب عليه".
والى &laqascii117o;خصوصية ما يجري في سوريا التي تتطلب مقاربة خاصة" كما قال جوبيه مستبعدا ايضا تكرار التجربة الليبية، أوجز عضو في لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية، الموقف من تداعيات الاحتجاح السوري، بأننا نعرف &laqascii117o;ما لا نريد ان يحدث في سوريا وهو ما يقود مواقفنا حتى الآن".
وما لا تريده باريس خاصة، هو ألا تقود أي عملية تغيير للنظام في سوريا، إلى إيقاع فوضى عارمة، وان يؤدي انفكاك القبضة الأمنية الحالية، التي وفرت التوازن ما بين الاقليات في سوريا إلى وضعها، لا سيما المسيحية منها، في دائرة الخطر. كما ان لا رغبة في تجديد السيناريو العراقي في دمشق، فضلا عن انشغال الغربيين في جبهات واسعة تبدأ من أفغانستان وتمر بالعراق، فليبيا، فساحل العاج.
ويقول النائب الفرنسي إنه من غير الممكن ان تتطور المواقف من سوريا بالطريقة التي تطورت فيها من ليبيا. واستبعد وجود نقاش فرنسي لطرح القضية أمام مجلس الأمن، مع وجود دعاة اليه، فيما يتجاوز إعلانا عاما على الاكثر، يحض على احترام إرادة الشعوب العربية، وحقها في التظاهر سلميا، دون أن يخص سوريا بالذكر تحديدا: &laqascii117o;إن أي مبادرة من هذا النوع تحتاج إلى موافقة الجامعة العربية وغطائها وهو أمر لا يمكن ان يحــصل في الظروف الراهنة، وسوريا ليست ليبيا". ولكن توقعات فرنسية تذهب إلى اعتبار الحل الداخلي ممكنا شريطة العثور على عمر سليمان سوري. وقال النائب الفرنسي، انه من المحتمل ان تدعم باريس سيناريو من هذا النوع اذا ما تبين أن الصراع داخل النظام السوري، قد يفضي إلى خيارات ووجوه أمنية وعسكرية من الدائرة الأولى، قادرة على لعب هذا الدور، لقيادة مرحلة انتقالية على الاقل: &laqascii117o;لكن عمر سليمان السوري لم يتبلور حتى الآن، فضلا عن أن النسخة المصرية نفسها لم تنجح في خلافة حسني مبارك، بسبب التشابه الكبير بينهما".
ـ 'المستقبل اليوم'
ما بين كلام السيّد الأمين العام، الذي حدد قبل يومين تركيبة الحكومة المقبلة وشكلها وطبيعتها وعدد وزرائها، وكلام أحد مسؤولي حزبه الذي تولى بالأمس إعلان برنامجها وأولوياتها الكبرى... حُسم أمر الحكومة العتيدة. لشيخ نبيل قاووق، لا عُدم اللبنانيون درره الغالية، حسم أنه 'لن يكون في الحكومة يد تمتد لتطعن المقاومة ولا من يتواطأ مع الإدارة الأميركية لتحقيق الأهداف الإسرائيلية'، وحدد أولوياتها بـ'محاكمة الذين حرضوا إسرائيل على قصف الضاحية واحتلال بنت جبيل'، وأنها أيضاً 'سترفع نهائياً يد الوصاية الأميركية وتحمي إنجازات المقاومة'. دولة الرئيس المكلف، كان كرر مراراً أنه يريد حكومة سياسية مطعّمة بتكنوقراط، مكونة من أربعة وعشرين وزيراً.. لكن ما العمل، فمن بيده الأمر حسم الجدل. لكن الطريف، والغريب في آن، أن مفوّهي الحزب المسلح العباقرة لا يزالون يصرون، في مكابرة ممجوجة، على أن الرئيس المكلف، هو من يشكّل، وهو من يوازن، وهو من يصوغ البرامج ويحدد الأولويات... أليس رئيساً ومكلفاً.. وبه يُناط موقعٌ ودورٌ وصلاحيات حددها الدستور بوضوح ودقّة!!؟ لم يفت قاووق تذكير اللبنانيين، بأن سلاح حزبه هو الذي 'غيّر موازين القوى.. عندما قررنا إجراء تغيير في السلطة'. من يريد معرفة كيف كُسرت الأكثرية، وكيف يعمل حملة السلاح في السياسة، وكيف يجري تضليل الرأي العام لتغطية الانقلاب.. وما الذي ينتظر لبنان واللبنانيين؟
ـ 'اللواء'
قوى لبنانية تنسجم مع نفسها&bascii117ll;&bascii117ll; وأخرى تتناقض مع حالها
عندما يتحوّل الإعلام من تأييد شعب مصر إلى تأييد النظام في سوريا
فادي شامية:
أدى انتقال التحركات الشعبية من بلد عربي (من محور معين)، إلى بلد عربي (من محور آخر)، إلى عدم انسجام في المشهد السياسي لدى بعض القوى السياسية في لبنان&bascii117ll;
فإزاء ما عُرف باسم <ثورة 25 يناير> المصرية، شهدنا مواقف وتحركات تضامنية، نفذتها قوى يسارية وإسلامية في لبنان للتضامن مع المحتجين ضد النظام&bascii117ll; يومها تظاهر المحتجون من تنظيمات وأحزاب مختلفة أمام السفارة المصرية في بيروت للتنديد بالقمع الذي تمارسه السلطات المصرية، وقد تُوّجت موجة التعاطف العارمة بمسيرات راجلة وسيارة واحتفالات بـ <انتصار الثورة المصرية>&bascii117ll; بالعموم؛ فقد تحرّك تضامناً يومها فريق الثامن من آذار مضافاً إليه قوى إسلامية أخرى أبرزها <الجماعة الإسلامية>، فيما التزمت قوى 14 آذار الصمت أول الأمر، ثم أعلنت تعاطفها مع <إرادة الشعب المصري> الذي استمد <روح ثورته من الثورة التونسية وقبلها ثورة 14 آذار نفسها>&bascii117ll; وقد اعتبر فريق 8 آذار هذا الموقف يومها خجولاً، وقد دفعت إليه الضرورة (تعاظم الاحتجاجات وتهاوي النظام) ليس إلا&bascii117ll;
لم تمض أيام على انتصار الثورة المصرية، حتى لاحت ثورة أخرى أطلقت على نفسها اسم <ثورة 15 آذار> السورية؛ اعتمدت وسائل التحفيز نفسها تقريباً (facebook…)، ورفعت شعارات مماثلة لشقيقتها المصرية (الحرية والديمقراطية ومكافحة الفساد&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;)، وسارت بالمسار الشعبي نفسه تقريباً، حتى الآن على الأقل&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وإزاء هذه التحركات الشعبية تحديداً؛ تبدل المشهد لدى المتحمسين سابقاً للثورات العربية، فيما كان لافتاً ثبات قوى 14 آذار على الموقف نفسه: <عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة>، و>احترام إرادة شعوب تلك الدول>، علماً أن المصلحة والرغبة السياسية لهذه القوى تقود بالتأكيد باتجاه التعاطف مع المحتجين في سوريا، وهذا ما لم يظهر، لا في المواقف ولا في التحركات، بل ظهر عكسه، وهو لجم أي موقف أو تحرك محتمل يعبر عن تعاطف مع المحتجين السوريين !&bascii117ll; وهكذا ظهر، في لبنان خلال أقل من شهرين، مشهدان؛ الأول منسجم مع نفسه (14آذار)، بغض النظر عن أسباب ومدى صحة هذا الموقف غير المتفاعل مع الثورات العربية عموماً، إلا من باب احترام رغبات الشعوب في التغيير&bascii117ll; وموقف آخر غير منسجم مع نفسه؛ وقد تعرض للتبدل حسب الاعتبارات الخاصة لكل فريق!&bascii117ll;ولعل حال الفريق الثاني (8 آذار والقوى الإسلامية واليسارية أخرى) يصل إلى قمة تناقضه مع نفسه، عندما يتحوّل إعلامه (<حزب الله> وحركة <أمل> مثلاً) من تأييد الشعب في مصر إلى تأييد للنظام في سوريا، ومن التعاطف مع المحتجين المصريين إلى بث روايات النظام في سوريا، بل بث الأكاذيب التي تسيء إلى لبنان أحياناً في مزايدة غير مفهومة على النظام السوري نفسه!&bascii117ll;
أما لدى اليسار في لبنان (الأحزاب الشيوعية واليسارية والقومية) فثمة تناقض ذاتي في المشاعر؛ من جهة هم متعاطفون مع المحتجين، ومن جهة أخرى فإن المصلحة السياسية والتحالفات الحزبية تدعو إلى التعاطف مع النظام، لذا فإن الترقب هو المخيم على مواقف هذه القوى، علماً أنها كانت ناشطة جداً -وقاسية جداً- في انتقاداتها لقمع النظام المصري السابق للمحتجين، وقد تُرجم ذلك مواجهات مع رجال الأمن اللبناني أحياناً قرب السفارة المصرية في بيروت&bascii117ll; يبقى الإسلاميون السنة ممن لا يرتبط بـ <حزب الله> (<الجماعة الإسلامية> والقوى السلفية مثلاً) فهؤلاء متعاطفون حتى النخاع مع <إخوانهم> المحتجين في سوريا، لكن القيادة السياسية لم تظهّر واقع القواعد والمناصرين، سواء بالمواقف أو التحركات، لأسباب سياسية، وتنظيمية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;مع العلم أن الإسلاميين معروفون بمناصرة ودعم شعوب عديدة وبعيدة؛ على أسس: المظلومية، ورابط الدين، وحق النصرة (الأفغان، والبوسنيون، والألبان، الشيشان، الإيغور&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;)، كما أنهم أنفسهم كانوا متحمسين ومتضامنين مع الثوار المصريين، وكانوا يعيبون على الآخرين برودتهم&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ما يجعل برودتهم الحالية إزاء قتل المدنيين في سوريا لافتة للغاية&bascii117ll; في استعادة كلية لمواقف القوى السياسية إزاء ما يجري في الشقيقة سوريا نجد أن الحذر الشديد هو المسيطر على من يتعاطف فعلياً مع المحتجين المطالبين بالإصلاح (خصوصاً لدى من سبق أن تعاطف مع المحتجين المصريين)، وأن الحسابات السياسية والإقليمية هي التي تسيطر على مواقف الفريق الآخر (رغم أنه دعم الثوار المصريين سابقاً)، فتكون حصيلة ذلك برودة لم يشهدها لبنان سابقاً، إزاء أي حدث آخر بهذا الحجم، في أي دولة بالعالم&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; حتى لو كانت الصين!&bascii117ll;
ـ 'الديار'
&laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" : شراكة وتحالف وعلاقة عضوية راسخة / الإستنتاجات لا تعكس الحقيقة فكيف إذا كانت من فيلتمان؟ بري لرايس في حرب تموز : أوقفوا العدوان... المقاومة أقوى من الجيوش
محمد بلوط:
لم تتوقف محاولات استهداف العلاقة بين حركة &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" لحظة واحدة منذ مطلع التسعينات وحتى اليوم. لا بل ان هذه العلاقة القوية الى درجة التلاحم وضعت في دائرة التصويب المستمر من الخارج والداخل لا سيما بعد العام 2005 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري.كان المطلوب بعد هذا الاغتيال اصابة عصفورين بحجر واحد: اخراج القوات العربية السورية من لبنان ومحاصرة سوريا، واستهداف المقاومة في لبنان من خلال تضييق الحصار عليها وفك الارتباط بين القطبين الشيعيين الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله.
يومها اصطدمت هذه المحاولات التي شاركت فيها جهات خارجية وداخلية بتأكيد حاسم وجازم من قبل &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" على هذا التلاحم المتين الذي يشكل اساس قوة المقاومة ومناعتها. وجاء الرّد ايضا في 8 آذار حين خرج مئات الالوف الى رياض الصلح للدفاع عن الخط الوطني المقاوم والممانع في وجه المؤامرة التي كانت تحاك بعد اغتيال الحريري.وقبل عام 2005 جرت محاولات حثيثة من الخارج والداخل ايضاً للايقاع بين امل وحزب الله لكن الردّ كان ايضا سريعاً وحاسماً وتجلّى في كثير من الاشكال والمحطات ومنها التنسيق في اطار العمل المقاوم خصوصا في العام 2000 عندما اندحرت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن الجنوب ومعها ميليشيا العملاء، وايضا من خلال التحالف الانتخابي واللوائح المشتركة كترجمة لهذا التلاحم السياسي والشعبي بين الجانبين.
وحاولت الجهات المتضررة افتعال حوادث اكثر من مرة لكن حكمة قيادة الطرفين قطعت الطريق على هذه المحاولات، وشكلت يومها اللجان المشتركة ليس على مستوى القيادة فحسب بل ايضا على مستوى القرى والاحياء وانتظمت العلاقة اكثر فاكثر لتنتقل الى مرحلة استقرار دائم مبنية على ثوابت لا يمكن زحزحتها باي شكل من الاشكال.وفي السنوات الماضية حاول المتضررون من هذه العلاقة النموذجية والمميزة بين &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" اللعب من جديد على وتر احداث الخلاف بينهما، وكانوا يسعون في كل مرة الى استمالة احدهما اكثر من الآخر على طريقة &laqascii117o;فرّق تسد" لكن الرّد كان يأتي سريعاً، بمزيد من التنسيق والتعاون بين &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" على كل المستويات.
وفي العام 2009 جرت محاولات مرة اخرى لفكّ تحالف الطرفين في الانتخابات النيابية، لكن الجواب كان كالسابق: لوائح موحدة وتحالف راسخ، وفوز مشترك، وهذا ما حصل ايضا في الانتخابات البلدية قبل ذلك والتي كان يعتقد المتضررون انها مساحة اسهل لاحداث الخلافات والشقاق بين &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله"، لكن كل هذه الرهانات سقطت بعد تشكيل لوائح موحدة وبمشاركة العائلات ايضا.واليوم تراءى للمراهنين على بث روح الفرقة بين &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" ان الفرصة جاءت مع نشر بعض الاخبار والتقارير عن وثائق ويكيليكس المتعلقة بقراءات واستنتاجات للسفير الاميركي جيفري فيلتمان، لا تنطبق ولا تتوافق كليا مع حقيقة موقف الرئيس نبيه بري ورؤيته وقناعاته، لا بل تتعارض ايضا مع ما سمعه فيلتمان ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس من رئيس المجلس خلال عدوان تموز عام 2006.واللافت انه كان قد نشرت قبل ذلك وثائق في اطار مسلسل ويكيليكس عن محاضر للقاءات الرئيس نبيه بري مع مسؤولين في الخارجية الاميركية والسفيرة السابقة، وتضمنت المواقف نفسها التي اعلنها في مناسبات عديدة. وقد اكد رئيس المجلس صحتها خصوصا انها اظهرت بوضوح وبما لا يقبل الشك ان ما يقوله في الاجتماعات المقفلة هو نفسه ما يعلنه في المناسبات والمواقف التي تصدر عنه علنا. لكن ما نشر بعد اسبوعين او ثلاثة تضمن استنتاجات وقراءات خاصة للسفير فيلتمان عن مواقف واراء الرئيس بري، وهي بالتأكيد قراءات خاطئة ولا تعبر عن حقيقة هذه المواقف، كما اكد ويؤكد رئيس المجلس في مجالسه.
لا يحتاج الرئيس بري لشهادة من احد فهو الامين والمؤتمن على تلك المعركة الشرسة التي خاضها قبل وخلال وبعد عدوان تموز، حيث قاد المفاوضات الصعبة التي كانت اشبه بمعركة دبلوماسية قاسية مع الاميركيين الذين حاولوا اطالة امد الحرب، علّ اسرائيل تحقق نصرا على المقاومة والشعب اللبناني، لكن رهاناتهم سقطت ليكون النصر حليف هذه المقاومة التي كان الرئيس بري شريكاً كاملاً واساسياً فيها، مثلما اعلن سماحة السيد نصرالله.
عندما نشرت التقارير التي تشوّه موقف الرئيس بري بهذه الطريقة لم يخف رئيس المجلس استياءه الشديد الممزوج بالمرارة لانه هو الذي قاسى وجاهد اثناء حرب تموز من اجل الحفاظ على لبنان والمقاومة وعلى النصر، لا بل ان الثقة المتبادلة بينه وبين السيد حسن جعلت الثاني يفوّضه في استخدام كل الاساليب في المعركة السياسية والدبلوماسية مع الادارة الاميركية، وقد عبر عن ذلك الامين العام لحزب الله بوضوح. اما الرئيس بري فيضيف &laqascii117o;لقد كشف السيد بعض من الاستراتيجية التي اتبعناها حينها، لكن هناك الكثير يبقى ملكنا، ولا يمكن ان تنال مثل هذه المحاولات من علاقتنا وثقتنا بانفسنا وفي ما بيننا بعد الله عز وجل. يكشف الرئيس بري انه خلال زيارة وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس لبيروت اثناء حرب تموز رأى مشهداً مزعجاً للغاية عندما انتظرت رايس في السيارة ولم تنزل منها الا عندما نزل رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة الى استقبالها خارج قصر السراي قبل ان يبادر الى معانقتها وتقبيلها. كان مشهداً يعبّر عن عنجهية ونظرة متعالية للاميركي تجاه الاخرين.
لكن في عين التينة كان المشهد مختلفاً تماماً، وربما جاء ليعوّض عن المشهد الآخر بطريقة او باخرى. يومها قصدت رايس عين التينة في اطار جولتها على المسؤولين للقاء الرئيس بري، فاستقبلها عند باب القصر مدير عام شؤون الرئاسة والمراسم في مجلس النواب علي حمد، واصطحبها الى الطابق الثاني حيث مكتب الرئيس بري الذي استقبلها عند باب المكتب بطريقة عادية، مع العلم ان رئيس المجلس يرافق او يستقبل العديد من الزوار بغض النظر عن موقعهم عند المصعد في الطابق الثاني متخطيا الاصول البروتوكولية.
وخلال اللقاء دار نقاش بين الرئيس بري والوزيرة رايس حول التطورات الخطيرة المتعلقة باستمرار العدوان الاسرائيلي.حاولت الوزيرة الاميركية حصر الموضوع بقضية الجنود الاسرائيليين الاسرى وعملية التبادل. فقال رئيس المجلس في خصوص التبادل &laqascii117o;اثنان بثلاثة" (اي تبادل الجنديين بالاسرى اللبنانيين). لكنه لاحظ انها تجنبت الحديث عن العدوان الاسرائيلي الذي كان مستمرا، فعدل جلسته بطريقة تحمل دلالات ومعاني كثيرة وخاطبها قائلا &laqascii117o;كان يملك العراق اكبر واقوى جيش في المنطقة، ويقال انه كان يشكل رابع جيش في العالم، ومع ذلك لم يصمد في الحرب معكم والجيوش الحليفة اكثر من 17 يوما. لكنكم حتى الان لم تتمكنوا في العراق بعد ذلك من الانتصار والقضاء على بضعة الاف من المقاومين. هذا هو الفرق بين حرب الجيوش والحرب ضد المقاومين. المقاومة لها اسلوبها وعقيدتها.
اضاف بري لرايس: &laqascii117o;يمكن لاسرائيل ان تشن المزيد من الغارات الوحشية وتدمر المزيد من الجسور والابنية وتقتل المزيد من المدنيين، لكنها بالطبع لن تستطيع ان تقضي على المقاومة او تنتصر عليها. انظري الى قرية صغيرة مثل مارون الراس، رغم كل الامكانيات العسكرية التي استخدمها الجيش الاسرائيلي وادخال قوات النخبة في المعركة فانه لم يستطع ان يوقف المقاومة فيها ويسكتها.(يشار الى ان احد كوادر المقاومة من حركة امل سقط شهيداً في معركةمارون الراس).فكيف في المدن والبلدات الاخرى؟ عبثا تحاول اسرائيل ان تحقق او تلتقط نصرا لكنها لن تستطيع، الاحرى بكم ان توقفوا هذا العدوان قبل اي شيء اخر.
وصلت الرسالة للوزيرة رايس بشكل صريح ومباشر، فحاولت الابتعاد قدر الامكان عن الموضوع، لكنها كانت تصطدم بمفاوض محنّك عرف كيف يقود تلك المعركة التي كان هذا اللقاء احد فصولها وليس آخرها.
انه نموذج من نماذج الدور الذي لعبه الرئيس بري اثناء تلك ا لحرب، وهو نموذج ايضا لدوره وموقفه الثابت الذي لا يمكن ان تشوهّه قراءات خاطئة وتقارير مغلوطة حتى لوجاءت من نافذة &laqascii117o;ويكيليكس" فالاستنتاجات تبقى استنتاجات، وهي طبعا لا تعكس دائما الحقيقة فكيف اذا كانت استنتاجات السفير فيلتمان؟
ولا شك انه في ضوء نشر واذاعة هذه الاستنتاجات الخاطئة والمشبوهة او المشبوه نشرها طرحت اسئلة عديدة وسادت اجواء تخللها اصدار حركة &laqascii117o;امل" بيان غير عادي حمل في ما حمل عبارة موجهة لحزب الله &laqascii117o;اكلت عندما اكلت حركة امل". وكان لا بد من وضع الامور في نصابها فجاء كلام السيّد حسن الواضح والجلّي &laqascii117o;منذ اليوم الاول لحرب تموز وما بعد الرابع عشر من آب كان دولة الرئيس بري شريكا كاملا في قيادة هذه المعركة، وكنا ننسق يوميا كل في موقعه، ولقد تحمل الاخ الرئيس بري امانة دماء الشهداء، وتضحيات وثبات المجاهدين ومعاناة المهجرين، وعمل ليل نهار من موقعه وناضل وفاوض وجادل وخاطر من اجل حماية لبنان وحفظ المقاومة وتحقيق الانتصار.وبمثل هذا الكلام على لسان السيد نصرالله كان من الطبيعي ان تزول الاجواء التي سادت بعد نشر استنتاجات فيلتمان عن مواقف وسياسة الرئيس بري، لا بل ان رئيس المجلس لم يخف ارتياحه لما سمعه واعتبره قطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، واحبط اي محاولة لشق الصف بين حركة &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله".ويقول الرئيس بري في مجالسه &laqascii117o;ان العمل على شق هذا الصف مستمر منذ زمن طويل لكن يفوت هؤلاء ان العلاقات بيننا راسخة وعضوية".ويشير الى هذا التقاطع في الانتساب الى الحركة او الحزب داخل البيت الواحد، فهناك الكثيرون من اشقاء مسؤولين وكوادر واعضاء في الحركة ينتسبون الى الحزب والعكس بالعكس.انها علاقة البيت الواحد، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه المحاولات او ما ينشر من تقارير واستنتاجات للسفير فيلتمان او غير فيلتمان. وفي اجتماع المجلس المركزي لحركة &laqascii117o;امل" تناول الرئيس بري هذه العلاقة المميزة والقوية بين الحركة والحزب، مجددا التأكيد على متانتها وقوتها وثباتها في وجه محاولات النيل منها وشدد على ان احدا لن يستطيع ان يزعزع هذه العلاقة.
ـ 'الديار'
نصر الله حاول طمأنة الشارع ا+لشيعي للعلاقة مع &laqascii117o;أمل"..
ابتسام شديد:
ما ان أنهى الأمين العام لحزب الله خطابه السياسي الذي تقصد أن يكون شاملاً لكل المواضيع والملفات السياسية الساخنة المطروحة على طاولة النقاش الداخلية حتى بدأت ردود الفعل على الخطاب تتوالى من الجانب الآذاري الذي بدا مهتماً بمسألتين محددتين هما الأكثر إثارة للجلبة السياسية الراهنة، الأولى معرفة ماهية موقف الحزب من هجوم سعد الحريري المستمر على السلاح، والمسألة الأهم بالنسبة الى قياديين في14 آذار كانت كيفية خروج نصرالله من مأزق فضائح الويكيليكس وكيفية مقاربته للملف الفضائحي الأخير الذي نشر على لسان &laqascii117o;الحليف الشيعي" للحزب أي حركة أمل.ففي الموقف الآذاري فإن الاحراج الأول لقيادات 14 آذار تلاشى مؤخراً بعدما بات ضيوف موقع أسانج من الصف الآخر، فإذا كان ما قاله سياسيو ثورة الأرز في تلك المرحلة السياسية قاسياً بحق فئة من اللبنانيين وفي شأن حرب تموز وسلاح حزب الله، ولكنه مبرراً تحت عنوان الخلاف السياسي ، فكيف إذاً يمكن تبرير بعض ما قاله سياسيو فريق 8آذار بحق حلفاء لهم.
مؤخراً تنفس سياسيو 14 آذار الصعداء، بعد أن انتقلت كرة النار الويكيليكسية الى الملعب الآخر. في البداية وقع مسلسل ويكيليكس كالصاعقة على رموز 14 آذار، كان ما قاله هؤلاء في حضرة مسؤولي السفارات ودبلوماسييها عن الفريق السياسي الآخر المفترض ان يكون سرياً ومن عدة تلك المعركة ،فإذا به يصبح مشاعاً في متناول الرأي العام وكل الناس، البعض إستاء في البداية وحاول التنصل فيما لا يزال آخرون يحضرون الرد تلو الرد داحضين المعلومات الواردة في البرقيات الأميركية، ومن تجرأ وتحلى بالبطولة أصدر بياناً مقتضباً بأن &laqascii117o;الخطاب ينتمي الى المرحلة السابقة... أو خطاب زمن آخر غير هذا الزمان"، وليد جنبلاط بنفسه لم ينكر تلك الوقائع والصفحة السوداء في حياته عندما تآمر على المقاومة، وكذلك فعل الوزير طارق متري بطريقة تكتيكية &laqascii117o;إعلامية" وذكية. اليوم يبدو ما يرد مؤخراً في الويكيليكس على فظاعته وروائحه كأنه بهت لونه او بات بغير فاعلية، بعض الكلام يمر مرور الكرام &laqascii117o;فليس عجباً ان يضمر قيادي في 14 آذار الشر لحزب الله أو ان يتمنى ان يهزمه الجيش الإسرائيلي او ان لا يخذله الإسرائيلي في حرب تموز"... في تلك الحقبة يقول القيادي الآذاري محاولاً تبرير واعطاء تفسير عملي لكلام ويكيليكس &laqascii117o;انت معركة وجود ..نكون او لا نكون.. في تلك المرحلة نعم كان حزب الله هو العدو والمطلوب القضاء على سلاحه". الاعتراف الآذاري وان كان ثقيلاً ولا يمكن هضمه وتجاوزه بسهولة، فإن الآذاريون باتوا اليوم أكثر تحرراً من عبء ويكيليكس عن المرحلة السابقة، بعد ان انتقل &laqascii117o;حبس الأنفاس" الى الضفة الأخرى. يقول القطب الآذاري &laqascii117o;إذا كان ما قاله سياسيو 14 آذار مبرراً ومعروفاً في تلك الحقبة المشهود لها بالخلاف السياسي، فكيف يمكن تفسير رأي نائب حليف لمرجع سياسي ووصفه الأمين العام لحزب الله بأنه صلاح الدين الأيوبي مثلا"، أو &laqascii117o;غلطة التحالف مع حزب الله وورقة التفاهم معه كما رآها قياديين في التيار الوطني الحر؟".
ليس سراً أن قيادات 14 آذار كانت تنتظر في إطلالة السيد نصرالله ان يتم تجاهل الحقائق الويكيليكسية خصوصاً أن الحزب كان إعتمد سياسة الصمت إزاء التسريبات التي نشرتها إحدى الصحف المصنفة في خانته السياسية عن حلفاء للحزب، لكن مقاربة الأمين العام للحزب لم تعجب الآذاريين، برأي هؤلاء فإن سيد المقاومة تقصد إرسال إشارات المديح لحليفه السياسي و&laqascii117o;مصالحته" مفنداً علاقتهم المتينة وحماية بري للمقاومة بهدف طمأنة الجمهور الشيعي أن لاخلاف بين أمل والحزب، وكذلك فعل بالتأكيد على ثبات التحالف مع التيار الوطني الحر. المقاربة نفسها وفق سياسيو الفريق الآذاري كانت لتكون أكثر إقناعاً لو لم يتبن واستند نصرالله على كلام الويكيليكس المنسوب الى ثورة الأرز وينكر الكلام المنسوب الى قياديي حركة أمل. برأي آذاريين فإن الأمين العام لحزب الله لم يوفق في توضيحه، لأن صورة ويكيليكس تماماً كما حصل مع قياديين في ثورة الأرز هي السباقة للانطباع والترسخ في الأذهان لدى الرأي العام وبالتالي يصعب تجميلها أو ترميمها، وما يصعب ويعقد عملية الإلغاء أن برقيات الوكيليكس صار معترف بها لدى أكثر من مرجع سياسي &laqascii117o;إعترف بأخطاء وبكلام منسوب الى مرحلة سابقة.." أولى تداعيات ويكيليكس كما يقول آذاريون سوف تبدأ بالظهور تباعاً وفي التشكيلة الحكومية التي بات مؤكداً إستبعاد رموز في حركة أمل مقربين من رئيس المجلس ويحظون ببركته السياسية ممن كان تمسك بري بتوزيرهم في الحكومات السابقة، الويكيليكس جعله كما تقول الأوساط غير قادر على طرحهم مجدداً بعد التسريبات الفضائحية...
ـ 'الجمهورية'
الحريري ـ إيران... علاقة تحكمها 'القمصان السود'
دنيز رحمة فخري:
في تشرين الثاني العام 2010 زار الرئيس سعد الحريري طهران على رأس وفد وزاري متنوع الانتماءات السياسية، بما فيهم وزيران من الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية. شكلت الزيارة آنذاك مفاجأة للخصوم قبل الحلفاء، ولا سيما أنها تزامنت مع الأزمة الحكومية التي كانت تعيشها البلاد جرّاء اعتكاف الفريق المقرّب من ايران عن حضور الجلسات الوزارية. زيارة الحريري الى طهران التي هدفت الى إرساء العلاقة الجيدة بين الدولتين، وليس بين أطراف، كما رُدّد تكرارا من هناك، سمع في أثنائها الحريري دعما معلنا للمقاومة التي يجسدها حزب الله، فردّ على طريقته معبّرا عن تمسكه بالدولة المرجع الأساس في أي مقاومة للعدوان، مشددا من إيران على الاستقرار في لبنان الذي هو مسؤولية اللبنانيين في الدرجة الأولى.
وفي لقائه مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، سمع الحريري كلاما واضحا عن ارتباط وجود لبنان وأهميته باستمرار المقاومة التي ستبقى حتى زوال الكيان الاسرائيلي بحسب المرشد الأعلى...