قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 13/4/2011

ـ 'المستقبل'
معاناة لبنانيي ساحل العاج بين الحرب الداخلية وتقصير 'الخارجية':
الحريري لم يميّز.. والآخرون أعطوا الأولوية لمناصري 'أمل' و'حزب الله'
كارلا خطار:
 
'محسوبيات.. واللي منّو من حركة 'أمل' أو 'حزب الله' ما بيطلع عالطيارة'. بهذه العبارة لخّص لبنانيون ينتظرون دورهم في مطار أبيدجان لـ'المستقبل'، معاناتهم التي نجمت عن انحياز البعثة المرسلة من وزارة الخارجية برئاسة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة للبنانيين المحسوبين على 'أمل' و'حزب الله'، وترك اللبنانيين الآخرين ينتظرون دورهم لاحقاً، على أرض المطار والذين ناهز عددهم الـ1500.
أحد المنتظرين قال: هيدي المسائل اللي عنا هون موجودة بالبلد. زهر والموسوي بيمرّقوا مصالحهم قبل العالم'، في حين قالت لبنانية منتظرة بحسرة مشبعة ببعض الغضب والألم مختصرة معاناة أيام الانتظار على أرض المطار: 'عم يعملوا محسوبيات، اللي تابع لأحزاب معينة، حركة 'امل' و'حزب الله' أو تابع للسفير، بيطلع عالطيارة.. والباقي ما بيطلع'. فيقاطعها أحدهم قائلاً بصوت عالٍ: 'بترجّاك مدام هيدا الحكي مش مظبوط، رجاء بلا هالحكي، لكنها تابعت بإصرار: مبلا مظبوط والباقي ما بيطلع'. عندها يتدخل ثالث ويقول بلهجة هادئة: 'نعم كلها واسطات، نحنا من الجنوب، ولكن دولة الرئيس سعد الحريري بعت طيارات لكل الناس، وبعت الجيش اللبناني معاهن، ونحنا منتشكروا'.

أما اللبنانيون الذين وصلوا الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، فكانت لهم حكايات أخرى مع المعاناة. فعند الرابعة إلا ربعاً من بعد ظهر أمس، وصلت إحدى الطائرات الخاصة تحمل على متنها 50 لبنانياً غالبيتهم من النساء والشيوخ.. بانتظارهم اهل واقرباء يعيشون منذ ايام على امل لقياهم بخير وسلام.. هذا ينظر الى ساعته وذاك عيناه شاخصتان في اللوحة الالكترونية متسائلا 'العلامة الحمرا يعني وصلوا؟؟' وفود تترقب.. دموع تنهمر زغاريد تصدح.. 'حمدالله على السلامة حجة فاتن..' التي وصلت على متن الطائرة الخاصة من أكرا قالت ان خسائرهم المادية لا تقدر. اما ملحم بستاني، وهو رجل في العقد الثامن فكان مع زوجته في 'ماركوزي ريزيدانس' البعيد عن مناطق القتال فلم يشعروا بأي خطر. واشار علي، وهو ينتظر زوج اخته، ان الاخير لديه 'مول' قشّوا منه الاخضر واليابس'.
أضاف 'لو كان للمقاومة اللبنانية صلاحية لساعدتنا اكثر مما فعلت وزارة الخارجية. واللبنانيون يعيشون من دون اي مأكل او مشرب في المطار الا من اهتمت بهم القوات الفرنسية حيث اصطحبتهم الى ثكنها بعدما ألبستهم اللباس الحربي محصنا بالدروع الواقية من الرصاص، فكان الفرنسيون يحضرون الوجبات لنحو 1800 شخص. اما بعدما قطعت القوات التابعة لغباغبو المياه عن الثكنة الفرنسية، اضطر بعض اللبنانيين الى ملء رضاعات الاطفال من مياه المكيفات.

رياض حماده تساءل: 'كل اهالي الجنوب في ساحل العاج الا يستحقون ان ينالوا اهتمام وزير واحد من الوزراء الـ 30 في الحكومة؟ من سيعوض علينا؟'.وتابع: 70% من اللبنانيين الذي يصلون من ساحل العاج لا يملكون اي منزل هنا في لبنان، فكيف ستهتم بهم الوزارة؟يتحدث اللبنانيون والعصبية بادية في وجوههم، فهم يرسلون الاموال سنويا الى لبنان لإعالة عائلاتهم فيما لم تحرك وزارتهم ساكنا لإنقاذ حياتهم من الموت. كلهم يريدون العودة.. وقرارهم ليس مفاجئا لأن املاكهم سلبت منهم بالقوة، فهل يأملون خيرا من وزارة المغتربين التي من المفترض ان تمثلهم وان تعيش مأساتهم لتحاول تحصيل ما خسروه؟ محمد علي مكي وحده لا يريد العودة للعيش في ساحل العاج، هو فقط يريد ان يتصرف بأملاكه ويعود الى لبنان. مصيبة ساحل العاج جمعت اللبنانيين وكوّنت لديهم فكرة عن اهتمام وزارتهم التي تغرد خارج السرب. فها هو وقت الشدة جعلهم يجمعون على ان المعنيين في وزارة الخارجية لم يهتموا بهم ابدا، ويختلفون حول اهتمام الفرنسيين بهم. تقول الحاجة فاطمة: 'لولا الفرنسيون لمتّ مع اولادي، وقد فعلوا المستحيل لانقاذنا من دون ان يفرقوا بيننا وبين المواطنين الفرنسيين'.
في هذا الوقت، غصت باحة مطار رفيق الحريري باللبنانيين، فالطائرة الثانية تأخرت في الوصول. اتى الاهل لاستقبال اولادهم وعائلاتهم حاملين لهم الورود وهم يجهلون في اي رحلة سيأتون. الطائرة التي استأجرتها شركة الشرق الاوسط تونسية وتحمل على متنها نحو 250 لبنانيا. وفي الرابعة والنصف حطت في المطار آتية من أكرا الطائرة والاهالي فقدوا الصبر في الانتظار، اذ من المفترض ان تحمل النساء والاطفال، فعلّق احدهم 'ليه عم يبكوا من اكرا وليه عم يضحكوا من غير بلد!'
طلال سلامة من الواصلين الذين كانوا يبكون وفي قلبه غصة. الشكر الاول وجهه طلال للدولة اللبنانية خصوصا الى السفير اللبناني في اكرا.

وقالت ايرينا اميس ابنة الخمس سنوات انها أتت اول من امس من اكرا وهي اليوم تنتظر والدها.. ما ان لمحته حتى عانقته وراحت تبكي. لبنانيون كثر رفضوا التحدث، هذا ما قالته احدى اللبنانيات 'ما إلنا نفس نحكي.. شو بدي بهدل المسؤولين عنا؟' محمد علي خياط ابن الـ10 سنوات شعر بالخوف، فقد كان الموت يلاحقه واهله، لكنه اليوم مرتاح خصوصا وان كل من يعرفهم في ساحل العاج اتوا الى لبنان وهم بخير.
عباس محمد عبد الرضا اشار الى أن 'العبيد منعوا اللبنانيين من دخول المطار الا انهم كانوا يسمحون لمن يدفع لهم 200 دولار فيختمون على جواز سفره ويتركونه بسلام'.وليم جريج الذي كان في غانا اشار الى 'ان الوضع هناك ليس بالخطير الا ان سلوك الطريق كان خطيرا'. ووسط ضجة الحشود التي تجمعت امام باب الواصلين من ساحل العاج امرأة تفقد وعيها وتتمدد على الارض والى جانبها فتاة وشاب.. فصرخ الجميع طالبا طبيب.. وصل الطبيب عاينها فاستفاقت تسأل عن ابنها، هو كان من المفترض ان يأتي على متن الطائرة الاخيرة لكنه لم يأت.. وهي قطعت الاتصال به'.قرابة 80 ألف لبناني يعيشون في ساحل العاج، وهم يمثلون قوة اقتصادية كبيرة في هذا البلد الافريقي.. كلهم يريدون العودة الى لبنان، لكنهم فقدوا الامل بمن يمثلهم في لبنان. وبعد ان هربوا منه للبحث عن حياة كريمة لهم، ها هم يهربون من المعارك بين قوات الرئيس المنتهية ولايته غباغبو وقوات خصمه الحسن وتارا. فهل ينهي اعتقال الاول مأساتهم ام تسبقه الجهات المعنية في الدولة اللبنانية الى تدارك الوضع لتنهي اهمالها الفاضح قبل ان ينفّذ بعضهم ما كتبه على موقع 'فايسبوك': من يشتري هويتي اللبنانية؟


ـ 'السفير'

بين بري ونصر الله
واصف عواضة:

في إحدى الدورات الانتخابية النيابية في التسعينيات تصدر النائب محمد فنيش نتائج اللائحة الائتلافية بين &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" في جنوب لبنان، وتقدم على رئيس اللائحة نبيه بري ببضع مئات من الأصوات. ثمة من اتصل بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ليبلغه مزهواً بهذه النتيجة، ففاجأه &laqascii117o;السيد" قائلاً: لا تعلنوا النتيجة بالأرقام. نبيه بري هو الأول.. ونقطة على السطر!
هذه الواقعة حضرها زائران للسيد نصر الله سأله احدهما يومها مبتسماً: لماذا هذه الشهامة؟ رد &laqascii117o;السيد" بهدوء: &laqascii117o;المسألة ليست مسألة شهامة. وإن استقرار الجنوب كساحة للمقاومة والتحرير أهم عندي من أي مكسب سياسي ظرفي، وهذا الاستقرار لن يتأمن ولن يتحقق التحرير إلا بصيانة البيت الداخلي، وهذه قضية اكبر من مجلس النواب والانتخابات والأرقام والحصص". مرة أخرى بعد الانتخابات النيابية عام 2005 يُروى انه جاء الى السيد نصر الله من يطرح عليه ترشيح النائب محمد رعد لرئاسة مجلس النواب، مؤكداً دعمه وكتلته لهذا الترشيح، فرد بحزم: مرشحي ومرشح الحزب هو نبيه بري فقط لا غير. سنوات طويلة مضت على هاتين الواقعتين وغيرهما من الامتحانات التي تعرض لها بري ونصر الله، وأمكن تجاوزها ببراعة الرجلين اللذين يحفظان جيداً امثولة &laqascii117o;أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض". ولعل الرسائل التي تبادلها الطرفان في الفترة الأخيرة عبر الأثير كانت أبلغ مثال على الدرس الذي يحفظه قائدا &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" واللذان تعود جذورهما السياسية الى منبع واحد.
في حديثه الأخير المتلفز، وبعد ان أفضى نصر الله بمكنونه تجاه بري و&laqascii117o;أمل"، كاد &laqascii117o;السيد" ان يحمد الله ويشكره على أن الطائفة الشيعية أفرزت حزبين او تيارين رئيسيين كبيرين، كي لا يحكمها حزب واحد ويطغى على ابنائها ويغرق في بحرها، وهو ما يُسعد كل عقلاء الطائفة في الجنوب والضاحية والبقاع على وجه التحديد. فقد اثبتت تجربة الحزب الواحد في كل اقطار الدنيا انها تجربة صعبة آيلة الى السقوط. ويشهد العالم العربي في هذه المرحلة فصلاً درامياً من هذه التجربة بما تحمله من معاناة ودمار ودماء. ولا شك ان تجربة &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" قد نجحت خلال العقدين الماضيين بفضل هذين الرجلين اللذين يتصدران قيادتهما، ووفرت على الطائفة الشيعية وعلى لبنان الكثير من المعاناة التي شهدنا فصلاً دامياً منها في أواخر الثمانينيات، حتى ليخيل للبعض ان بري ونصر الله يكملان بعضهما البعض في بلد كلبنان تحكمه الفنون السياسية على أنواعها.
وبعيداً عن العواطف والوجدانيات التي يتبادلها الطرفان في هذه الايام، يبقى الفضل الأكبر في هذا الواقع للمقاومة التي أطلقها ذلك الرجل الكبير الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وانخرط الطرفان في صفوفها بالتتالي بعد اجتياحي العامين 1978 و1982. فهي التي وحدت الرؤى وفرضت الزواج الأبدي بين الحزب والحركة. ولولا الحياء لقلنا ان ثمة فضلاً للعدو المشترك إسرائيل، الذي لم يميز يوماً بين ابناء جلدة هذا الإمام الذي يحفظ له الشيعة على وجه الخصوص، واللبنانيون على العموم، أنه رجل الوحدة التي كانت كلفتها عالية عليه وعلى رفيقيه.


ـ 'النهار'
منظومة فاقدة الصلاحية!

نبيل بومنصف:

لم يجد مدّ التغيير العربي بكل عصفه حتى اليوم طريقاً الى تغيير مجرد نمط مستحكم بقوى 8 آذار منذ نشأتها جملة وتفصيلاً. ولعل المفارقة أن هذه القوى لا تزال تستعير نمط 'المنظومة' نفسه المستولد من زمن الوصاية السورية في حين يصارع النظام السوري نفسه خطراً مصيرياً عليه من جراء هذه النمطية. لقد كان أمراً بديهياً أن تطلق 8 آذار منظومة هجائية على الرئيس سعد الحريري لهجومه على إيران، ولا داعي لتسويغ الدوافع المعلومة. أما أن يختفي أي صوت لديها عن الخطر المحدق باللبنانيين في البحرين والدول الخليجية قاطبة، وقد بدأت طلائع الإبعاد تنذر بالأفدح، فهو ما يتعين على 'السلطة' الجديدة المتأهبة لحكم لبنان أن تجيب عليه طوعاً أو إكراهاً.
وبمثل ما لام السيد حسن نصر الله الرئيس الحريري لأنه هاجم إيران وهو لا يزال رئيس حكومة تصريف الأعمال، يتعين على 'حزب الله' قاطرة قوى 8 آذار المتأهبة لحكم لبنان وسائر هذه القوى أن تعلن جهاراً 'برنامجهاً' لحماية مئات ألوف اللبنانيين المنتشرين في الخليج في معزل عن موقفها من 14 آذار والرئيس الحريري.
لنقل ان الرئيس الحريري قرر أن يقلب الآية ويذيق قوى 8 آذار طعم ما أذاقته إياه من مرّ المعارضة النكدية، وهذه قواعد اللعبة المتقلبة. فما الذي أعدته القوى الحاكمة الجديدة في القضايا 'السوبرسيادية'؟ ما رأيها مثلاً في موقع لبنان من الأزمة السورية المصيرية؟ لقد كان أقطاب هذه القوى سباقين على نحو مذهل في تأييد خطاب الرئيس بشار الأسد على رغم 'إجماع' سائر الآخرين في لبنان والعالم بأنه كان خطاباً مخيباً. فما دام 'التدخل' في الشؤون السورية مباحاً في تأييد الخطاب، لماذا هذا الصمت الواجم لاحقاً عن مفاعيله السلبية؟ وهل تأييد الشعوب وثوراتها يصح في دول ويسقط في دول أخرى؟

هذه المسألة تكتسب طابعاً مبدئياً صرفاً، ولا تحتمل ازدواجية معايير خصوصاً لأن قوى 8 آذار مقبلة على الإمساك بسلطة لبنان، وما ينطبق عليها لم يعد ينسحب على معارضيها 'المشاغبين'.ولعلها المرّة الأولى التي ستواجه فيها قوى 8 آذار وحلفائها أيضاً في الائتلاف الحاكم اختباراً سيادياً مبدئياً من هذا الطراز وبهذا العيار الثقيل.ولعل أفضل ما يحمله هذا التطور، أن تنقلب الأدوار فعلاً، فتضع 8 آذار وحلفائها في موقع 'الفحص السيادي' بكل احراجاته و14 آذار في موقع 'الفحص المعارض' بكل أثقاله.أما نمط 'المنظومات' هذا فأفضل ما تثبته استعادته هو أنه غدا فاقد الصلاحية ومنقرضاً وأشبه بالهروب الى وسائل عتيقة هرمة من عصور ولّت في بلدان المنشأ فكيف في بلدان الاستعارة. وما تواجهه السلطة الجديدة أفدح بكثير من مجرد احتماء بهذا النوع الرتيب من المنظومات خصوصاً متى كشف حال الحرج الشديد الذي يعانيه أصحابه عند مفرق انتقالي غير مسبوق.


ـ 'السفير'
بدعة &laqascii117o;محكمة لبنان": استمرار التحقيق بموازاة المحاكمة
علي الموسوي:

ليس أدلّ على تسييس المحكمة الخاصة بلبنان، من اعتمادها مفهوم استمرار التحقيق بموازاة المحاكمات، بحيث يواصل المدعي العام دانيال بيلمار وفريق عمله انكبابهم على إجراء ما يلزم من تحقيق، بالتساوي مع بدء المحكمة النظر في مضمون قرار الاتهام الوارد إليها من المدعي العام، والمصادق عليه من قاضي الإجراءات التمهيدية، حتّى ولو كان المتهمّون الواردة أسماؤهم في طيّات هذا القرار، أبرياء وغير المجرمين الحقيقيين.
ولعل إبقاء سيف التحقيق مصلتا فيما عجلة المحكمة تدور وتدور استجواباً واستماعاً لشهود مفترضين يفيدون جلاء الحقيقة ولا يزيدونها غشاوة، مع توسيع بيكار الأسئلة والتطرّق إلى موضوعات أخرى على هامش البحث في متن الجريمة، حتّى ولو لم تكن متصلة بها، لم يوضع بطريقة ملتبسة في قواعد الإجراءات والإثبات المعمول بها في هذه المحكمة الخاصة جدّاً، بل تمّ إيراده عن سابق تصوّر وتصميم، من الذين كلّفوا بوضع هذه القواعد، وعندما يُعرف بأنّ مكتب الشؤون القانونية في الأمم المتحدة، هو من تولّى الإعداد، يزول التعجّب كلّياً، لأنّ هذه الأمم المتحدة تريد إخضاع المحكمة للعبة الأمم، وتسييسها بما يؤدّي الغرض الأساسي منها، وكل كلام المسؤولين في هذه المؤسّسة الدولية عن عدم التسييس هراء، لأنّ الشواهد المستقاة من التاريخ وأحداثه تؤكّد التسييس وعدم مصداقية الأمم المتحدة.وليس على فريق المكتب القانوني للأمم المتحدة أيّ لوم، فالعاملون فيه قاموا بعملهم على أكمل وجه، بتطريز ما حلا لهم وما يوافق المطلوب منهم، إنّما يقع اللوم على الفريق اللبناني الذي يفترض أن يكون قد شارك في إعداد هذه النصوص القانونية اعتماداً على ما تضمّنه قانون أصول المحاكمات الجزائي اللبناني، ما دامت المحكمة تطبّق هذا القانون، في الكثير من قواعدها وآليات عملها، وهو ما يتجلّى بوضوح في غير مادة وبند وفقرة من هذه القواعد التي تحكم مسار المحكمة.

ومن يرجع إلى قانون أصول المحاكمات الجزائية، لا يعثر البتة، على نصّ يجيز استمرار التحقيق في قضيّة ما، في وقت يكون قاضي التحقيق قد ختم التحقيق وتكون المحكمة المعنية بها قد وضعت يدها وباشرت المحاكمة، كما أنّه لم يمرّ في تاريخ القضاء اللبناني إجراء أيّة محاكمة في أيّة دعوى اهتمّ بها الرأي العام، أم لم يبال، لا أمام محكمة الجنايات، ولا أمام محكمة التمييز، ولا أمام المجلس العدلي الذي هو أعلى هيئة قضائية في لبنان، وسار بمحاذاتها تحقيق موسّع تولّته النيابة العامة التمييزية، أو النيابة العامة الاستئنافية، أو النيابة العامة العسكرية، أو النيابة العامة المالية. وبالتالي، فإنّ متابعة التحقيق في المحكمة الخاصة بلبنان والقيام بالمحاكمات اللازمة في وقت واحد، لا يمتّ إلى القوانين اللبنانية بأيّة صلة، بل هو اختراع دولي يرمي إلى إطالة أمد المحاكمة وما يترتّب عليها من استغلال سياسي مكشوف في غير محطّة ومناسبة لبنانية داخلية وإقليمية ودولية، ومن دون الالتفات إلى قيمة الشخص الذي اغتيل في ظهيرة الرابع عشر من شباط 2005، وإلا ما معنى أن يستمرّ المدعي العام في تقديم قرارات اتهامية متتالية في كلّ حين وقد لا تكون مترابطة كموضوع واحد، بحسب المناخ السياسي الذي يخيّم فوق أجواء التحقيق والمحكمة؟
ومع استمرار التحقيق، يتابع المدعي العام نشاطه ويصدر قراراً اتهامياً تلو قرار اتهامي آخر، وإذا ما اقتضى الظرف السياسي تغيير جنسية الموقوفين، أو صفة المتهمّين، فلا بأس في ذلك كما حصل سابقاً، إذ وجّهت تهمة اغتيال الحريري إلى سوريا والضبّاط الأربعة، فحوصرت الأولى وفُرض عزل دولي عليها، وزُجّ بالأربعة في غياهب السجن والاعتقال التعسفي، ولمّا تلاشت أهداف الخطّة السياسية الموضوعة للاستفادة من وقع هذه الجريمة، من خلال تضييق الخناق على سوريا، استدار اللاعبون الكبار ووجّهوا أصابع الاتهام إلى &laqascii117o;حزب الله" لتحقيق ما عجزت حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في تموز 2006 عن بلوغه، وربّما يأتي يوم يجــري اتهام آخـرين بهذا الاغتيال المروّع. ويكفي أن يقول السيّد حسن نصر الله إنّه مستعدّ لتسليم سلاح المقاومة، حتّى تزول التهمة نهائياً عن المقاومة، والنموذج الحيّ والقريب على التغيّر السياسي، ما حصل مع السودان، إذ كان رئيسه عمر البشير مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وعندما تحقّق تقسيم السودان وتقطيع أوصاله، وانفصال الجنوب عن شماله، لم يعد المدعي العام لويس مورينو أوكامبو يلاحقه في العلن كما كان يفعل قبل الاستفتاء الشهير على انفصال الجنوب عن الشمال، وإنْ بقيت التهم المنسوبة إليه قائمة في أدراج المحكمة، ولم تمت بغية استخدامها في أيّة محطّة مستقبلية. إنّه مفهوم العدالة الدولية، ولكنْ بطريقة ملتوية ترتكب فيها جريمة إضــافية بحقّ الإنسانية، ويهون الأمر ما دام يدخل في نطــاق لعبة الأمم وتجاذباتها! وما إفساح المجال أمام المدعي العام لأنْ يصدر أكثر من قرار اتهامــي واحــد في قضيّة واحدة، ما يعني استمرار التحقيق إلى وقــت غير معــلوم، قد يكون سنة، أو سنتين، أو عشر سنوات، أو أكثر، بحــسب تحقّق الغاية السياسية منه وجني الثــمار السياســية منه، سوى تجنّ سياسي على القانون، لا يمكــن أن يقارب إلا بالمفهوم السياسي للعبة الأمم، حــتّى ولو كان هــذا المدعــي العام منزّهاً ومترفّعاً عن كلّ الشبهات، وما على اللبــنانيين سوى الانتظار والانتظار، والبــقاء رهيــنة هذا الانتظار، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.


ـ 'النهار'

الانسحاب الأميركي من العراق يرسم أطر المواجهة
لبنان وسوريا حدّان بين السعودية وإيران   
هيام القصيفي:

(...)  ايران التي انكشف الصراع الخليجي معها في البحرين، لم تقف مكتوفة، في انتظار بلورة اكثر عمقا لما سيؤول اليه وضع القوات الاميركية في المنطقة. وهي راغبة في عدم ذهاب الامور نحو التفجر الكبير، ما لم تضمن كل اوراق نجاحها. وفي الانتظار تكثف الرسائل السياسية. بدأ الرد الايراني من لبنان، حين اطل الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله مستعجلا تشكيل الحكومة، وبذلك تحول لبنان مجددا ساحة الصراع مع السعودية بعد فترة تريث كانت ضرورية لجلاء صورة المواقف العربية. اما بعد التموضع الاخير لكل القوى في المنطقة، فبدأت ايران تكشف اوراقها: لن تترك سوريا مستفردة، ولن تتخلى عن لبنان ولا عن غزة. وهنا جوهر الصراع المقبل، فإلى اي مدى يمكن سوريا، بما تشكل من ثقل سياسي واهمية جغرافية لمشروعي الصراع، ان تصمد في مواجهة طرفين يشدانها اليهما؟ وهل يمكن ان تتكيف مع المتغيرات الامنية والسياسية، لتعيد تثبيت دورها مع طهران في التحكم بمفاتيح اللعبة في لبنان وغزة والعراق، ام تحاول مجددا الامساك بالعصا من نصفها فلا تنقاد الى السعودية وتترك هامش المناورة مع طهران مفتوحا؟
 والى اي مدى يمكن لبنان ان يتحمل عناصر التفجير المحتملة فيه، وهي كثيرة نسبة الى عدد اللاعبين فيه. وقد بدا النائب وليد جنبلاط حريصا في حديثه الاخير الى صحيفة 'الفيغارو' على ان يعكس مخاوف جدية مغايرة لما  كان متعارفا عليه سابقا بقوله 'امن لبنان من امن سوريا'، داعيا الى 'حوار ايراني - عربي بواسطة سوريا'، لانه يدرك تماما ان لبنان وسوريا صارا معا صندوقي الرسائل. واهمية كلام جنبلاط انه يدرك جيداً مدى الثقل الذي يشكله من الآن وصاعدا في ترجيح كفة على كفة، حتى لو احتسبه الآخرون اليوم في خانة الفريق الوسطي، عند قيام استحقاقات خطيرة وحساسة. وهنا لا يعود توزيع الحقائب الوزارية الجديدة امرا جوهريا، ما دامت اللعبة قد صارت اكبر من حجم الحكومة المقبلة، وما دام ثمة مظلة رئيسية يعيش لبنان تحت ظلها ولو رغب اللبنانيون في تناسيها، اي القرار الاتهامي. وهو القطعة الرئيسية لتشكيل البازل اللبناني بصيغته الجديدة بين لاعبين محنكين، السعودية وايران. وصدوره في وقت لا يتوقعه احد سيزيد عناصر التفجير الاقليمية المتعددة اصلا.   


ـ 'النهار'
لبنان: السعودية حضّت البحرين على رفض التنازل
سركيس نعوم:

عن سؤال &laqascii117o;ماذا عن الأردن؟" اجاب المسؤول الاميركي الرفيع السابق نفسه، قال:
&laqascii117o;مرّ الاردن في &laqascii117o;قطوع" كبير. نجح الملك عبدالله الثاني في تجاوزه نسبياً ولكن بصعوبة. في المستقبل لا أحد يعرف ماذا يمكن ان يحصل". قلت: ما يخيف الاردن هو فكرة اقامة دولة فلسطينية خارج اراضي فلسطين. رد متسائلاً: &laqascii117o;هل سيكون لبنان الدولة الفلسطينية؟ انت تعرف اكثر مني ان مسيحييه يهاجرون". علّقت: المهاجرون المسيحيون كثر. هذا صحيح. لكن مسلمين كثرا يهاجرون ايضاً. لن تقوم دولة فلسطينية في لبنان، لأن كل مكونات شعبه ستقاوم ذلك من مسيحيين ومسلمين شيعة وسنّة. &laqascii117o;ماذا عن سوريا في ضوء ما يجري داخلها حالياً؟" سأل المسؤول الاميركي السابق نفسه. اجبت: يرجّح البعض أن تخرج سوريا من الغليان والثورات بشيء من القوة. لكن تقتضي الحكمة الانتظار. وايران ستخرج من الذي تعرضت له في شوارعها محتفظة بقوتها. النظام فيها لا يزال قوياً. وهو نظام عملي يدير الحوار مع اميركا، ولكن بتوقيته ووفق &laqascii117o;أجندته". اليوم ليس وقت الحوار. انه وقت تحقيق انجاز نووي، ووقت اختبار احتمال الشعب أو الحكومة أي النظام أو الاثنين معاً أذى العقوبات الجديدة الدولية والاميركية. اذا رأت ايران ان اميركا او اسرائيل أو الاثنتين ستضربانها عسكرياً، الامر الذي يعيدها الى الوراء 50 او 100 سنة، فانها ستسارع الى التفاوض مع اميركا وحتى التوصل الى تسوية معها. علّق: &laqascii117o;لا تنسَ تركيا. انها قوة اقليمية مهمة تطمح الى دور كبير في المنطقة، وتعمل له". قلت: انت محق. انها قوة مهمة ولها علاقات جيدة مع ايران وسوريا. تريد دوراً، لكنها تعرف انها لا تستطيع ان تكون القوة الاقليمية الاعظم، وتالياً لا يمكن دورها ان يكون الأول او الأوحد في المنطقة. ولذلك فانها تنتظر نضوج الظروف الاقليمية التي تجعلها احد القادة البارزين في محيطها. &laqascii117o;ماذا عن العربية السعودية؟"، سأل ثم اضاف: &laqascii117o;لا مفر من مواجهة شيء من الفوضى في شرقِها حيث تقيم غالبية السعوديين الشيعة، لكن قد لا يحصل ذلك قبل تغير رجال السلطة في المملكة. علماً ان لا امكان لحسم الأمور فيها والتطورات. هناك مشكلة الصحة عند عدد من &laqascii117o;كبار" الامراء المسؤولين.

وهناك خلاف سياسي واضح داخل العائلة المالكة. وهناك خلاف حول سوريا. البعض يحاول تحريض الرئيس الحريري والسنّة عموما في لبنان للوقوف في وجه الشيعة. انظر الى اليمن تعرف مدى التخبّط. اذ بدلاً من ان تحتل قوات المملكة اراضي محاذية لها يسيطر عليها الحوثيون بعد الحاق الهزيمة بهم بطلب من الرئيس اليمني، فان قوات الحوثيين احتلت أراضي سعودية حدودية". سألت: هل يُطلِق ارسال المملكة العربية السعودية قوات عسكرية الى البحرين التي تواجه انتفاضة شيعية (كان ذلك قبل ارسال هذه القوات) مرحلة زعزعة الاستقرار السعودي انطلاقاً من المنطقة الشرقية حيث للشيعة وجود مهم؟ اجاب  ضاحكاً: &laqascii117o;لا حاجة الى الجيش السعودي، ففي البحرين جيش باكستاني شقيق. على كل البحرين هدأت بعض الشيء بواسطة الحوار وإن لم يكتمل بعد. طبعاً يريد المنتفضون، وهم يشكلون قرابة 70 في المئة، من الشعب البحريني استقالة رئيس الحكومة. ملك البحرين قد يعطيهم ذلك ولكن بعد الحوار اي بعد نجاحه وليس قبل ذلك. علي عبدالله صالح رئيس اليمن اتّهم علانية اسرائيل واميركا و"القاعدة" بتخريب اليمن. ثم اتصل بأحد كبار مساعدي الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض معتذراً في صورة غير مباشرة، وذلك بقوله إنه لم يقصد ما قاله. هذا تذاكٍ في غير محله. تشتم في العلن وتتهم ثم تعتذر او تتراجع في السر". ماذا عن العراق؟ سألت. اجاب الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: &laqascii117o;نحكي عن العراق في لقائنا الثاني. لكن دعني قبل ان نفترق اليوم اقول لك اموراً ثلاثة: الاول، ان المحكمة الدولية (اي الخاصة بلبنان) لن يطلع منها شيء. والثاني، ان الأوضاع في المنطقة الكردية العراقية ليست جيدة. مسعود البرزاني احد ابرز قادة بل مسؤولي هذه المنطقة، كان دائماً متعاوناً مع جهة ما، تارة اسرائيل، وتارة أخرى الـ كي. جي. بي. (K.G.B) السوفياتي. وهو ربما لا يزال يمارس طريقته. اما الثالث، فهو ان &laqascii117o;زعيم" ليبيا معمر القذافي لن يغادر ليبيا. قد يُقتل، لكنه لن يغادر". ماذا دار في اللقاء الثاني مع الموظف الاميركي الرفيع السابق اياه، الذي شارك فيه صديق يعمل بنشاط في احدى &laqascii117o;ادارات" الادارة الاميركية؟.


ـ 'الجمهورية'
عونvsميقاتي: نبش قبور الاتصالات
ليندا مشلب:
 
قد ينفع الترقيع مع سجن روميه وسواه من السجون موقتا، لكنّه لم يعد ينفع مع 'السجن الكبير'، أي الترقيع على ما يبدو، بعد أن نشرت منظمة الشفافية العالمية (CPI) دراسة عن نسبة الفساد المستشري داخل البلدان، فاحتل لبنان المرتبة 127 من أصل 178، ورُسم بالأحمر الداكن في خريطة الفساد، ما يعني أنه من بين أكثر البلدان فسادا. على مدى عشرين سنة الماضية، اي منذ العام 1992، برزت في لبنان ظاهرة التوظيف السياسي للملفات الإدارية والاقتصادية والمالية، وجرى زج بعضها في معارك تحت شعار محاسبة المرتكبين ومحاكمة الفاسدين، فكانت الملفات تستخدم للضغط اكثر مما هي خطوات جريئة لأياد بيض، ووظفت ملفات الفساد إما من خلال قوى سياسية، وإما من خلال أجهزة أمنية رسمية اختبأت وراء وجوه، أو لبست لبوس شخصيات نيابية اتخذت محاربة الفساد عنوانا، وتكاثرت وتناسلت هذه الظاهرة منتصف التسعينيات لتصل إلى أوجها مع بداية عهد الرئيس إميل لحود، وخصوصا بين العامين 1998و2000، في المواجهة المعلنة بين فريقي لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري.واستمر الوضع على هذه الحال إلى حين عودة العماد ميشال عون من منفاه العام 2005، وخوضه انتخابات نيابية وتشكيله ما عرف لاحقا بتكتل التغيير والإصلاح، الذي جعل مكافحة الفساد أبرز عناوينه الإصلاحية.صوّرت مقاربة هذا العنوان الإصلاحي على أنه غير تقليدي، فالعماد عون نفي من الحكم وأقصي من بناءات الجمهورية الثانية، وجعلته أعوام النفي الـ15 بعيدا من لوثة السلطة وتلاوين الإفساد التي رافقت الممارسة السياسية بين العامين 1992 و2005. حمل البرنامج البرتقالي عناوين إصلاحية متعددة، لكنها ظلت شعارات بسبب عدم مشاركة عون في السلطة التنفيذية حتى العام 2009، وهو دخوله الاول الى الحكومة عبر عدد من الوزارات، من بينها وزارة الاتصالات، الوزارة الأمنية والاقتصادية بامتياز. وهنا بيت القصيد.

وضع الوزير جبران باسيل يده على عدد من الملفات في هذه الوزارة وأحالها الى القضاء، غير أنه لا يزال يشكو حتى اليوم عدم مواكبة قضائية لعمله. ومن بين هذه الملفات، واحد تقدم به إلى أجهزة الرقابة المالية والقضائية والإدارية، تضمّن مئات الصفحات هي عبارة عن إخبار بوجود هدر في إدارة ملف الخلوي منذ العام 1994، بما يفوق المليار دولار، تطال شركتي الخلوي السابقتين Libancell وCellis التي كان للرئيس نجيب ميقاتي حصة وازنة فيها. كما ان باسيل ورث ملفا آخر كان يهدف الى اعفاء الشركتين المذكورتين من متوجبات ضريبية لمصلحة الدولة على خلفية ربحهما الدعوة التحكيمية في ملف الخلوي. وهو الملف الذي تصدى له وزراء التيار في حكومة السنيورة، ومنعوا تمريره ونجحوا في ارجاء بته، لكنّه بقي نارا تحت رماد، اذ اعيد تحريكه في نهاية العام 2010، لكنّ الحاجة الملحّة إلى تسمية الرئيس ميقاتي مطلع هذا العام، وضعته مجددا في الدرج لئلا يحدث تشويشا على عملية تأليف الحكومة ويعكّر صفو العلاقات بينه وبين عون.

لكنّ اللافت أنه، وقبل يومين، أعيد هذا الملف إلى التداول وفوجئ الجميع بتناول النائب السابق إيلي الفرزلي مجمل ملف الاتصالات في وقت كثر الحديث عن قرب اتفاق حول الحكومة، فتخطى الفرزلي إخبار باسيل الذي تعود مفاعيله الى العام 1994 ونبش الملف من أصله بالرجوع الى العام 1988،عندما أسس الأخوان ميقاتي شركة للاتصالات الدولية لتملأ حاجة اساسية عاناها اللبنانيون آنذاك بفعل تضرر قطاع الاتصالات وندرة الخطوط الهاتفية الدولية عبر شركة 'تيلي أوريان' التي عرّفت اللبنانيين يومها إلى ما ظلّ يسمّى أعواما بـ'تلفون ميقاتي'. وفي كواليس هذا الملف ان ثمة استخداما لمرافق الاتصالات العائدة للدولة من دون ترخيص او اذن منها، وهو قد يكون المقصود في كلام الفرزلي. والأهم ان هذا الملف قد يتحول جزائيا لكنه يبقى رهن العلاقة المتأزمة بين عون وميقاتي على خلفية تشكيل الحكومة. ومن هذه الزاوية يمكن فهم التنافس المخفي على هوية وزير الاتصالات المقبل، فهل يستخدم هذا التلويح بوجه ميقاتي في حال استمرار التباين في ملف تشكيل الحكومة، فيصبح كغيره من الملفات التي توظف سياسيا ليس إلا؟


ـ 'الجمهورية'
سوريا ودروس 'الثورة الخضراء'
اسعد بشارة:
 
منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي بات يطلق عليها مسمّى الثورة السورية، وحزب الله يتعاطى بكثير من الحذر العلني إعلاميّا وسياسيّا مع ما يجري في الداخل السوري. وإلى الآن لم يصدر عن أي مسؤول في حزب الله أيّ موقف واضح دعما للنظام السوري، وهذا الأمر لم يكن مستغربا نظرا لأنّ قيادة حزب الله تعرف أنّ هكذا موقف سوف يضيف أعباء على أعباء بالنسبة للقيادة السورية، فضلا عن أنه لا يمكن أن يفيد هذه القيادة بشيء في سعيها إلى إخماد الثورة السورية ومنع انتشارها وتحوّلها إلى حركة يمكن أن تستنسخ النتائج التي حققتها الثورتان التونسية والمصرية.
إلّا أنه على الرغم من اكتفاء حزب الله بدعم إعلامي غير مباشر للقيادة السورية عبر قناة المنار اتخذ طابعا لبنانيّا تحريضيّا على قوى 14 آذار، وأتى على شكل بث أخبار عن تمرير أسلحة من مرفأ طرابلس إلى اللاذقية، وعن تمويل لثوّار سوريا، فإنّ الحزب لم يكتفِ بالتفرّج على ما يجري في سوريا، بل كان على تواصل دائم مع القيادة السورية، هو في الحقيقة تواصل وتشاور ثلاثي إيراني سوري وحزب الله، للمساعدة في توجيه النصح والمشورة على الأقل، وذلك انطلاقا من قراءة لا يمكن إدراجها في علم الغيب أو الأسرار مفادها أنّ أيّ اهتزاز يتعرض له النظام داخل سوريا، سوف تكون ارتداداته أكثر من سلبية، على كلّ من إيران وحزب الله كون سوريا تشكّل الحليف الوحيد لإيران في المنطقة، والقادر على أن يكون على درجة عالية من الموثوقية، والمؤهّل أن يمدّ جسرا آمنا بين ايران وحزب الله بحكم الموقع الجيوستراتيجي لسوريا، وبحكم عراقة هذا التحالف الذي نشأ فور انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والذي نما وترسخ إلى درجة أصبح حزبه يشكّل مطلبا دوليّا وعربيا وإقليميا.

منذ بداية التحركات الاحتجاجية السورية تعمّد حزب الله أن يتصرف بعقل بارد، من دون أن يعني ذلك أنّ هواجسه بعد تطور الأوضاع إلى مخاوف، فقام بإصدار تعميم داخلي منع بموجبه عناصره وقيادييه من الدخول إلى سوريا، لقطع الطريق على أيّ احتمال للتوظيف الإعلامي لمعلومات مسرعة تحدثت عن مشاركة عناصره في إخماد الاحتجاجات في درعا. وتأكيدا على الاستمرار بالامتناع عن الظهور قدر الإمكان بعيدا عن موقع مَن يطلق مواقف الدعم غير المجدية، تفادى أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله التطرّق، ولو بكلمة واحدة، إلى ما يجري في سوريا، فلم يدعم النظام الحليف ولم يخوِّن الثوّار، بل طبّق مبدأ التزام الصمت والتحفظ.
غير أنّ هذا الصمت من قبل إيران وحزب الله إزاء الأحداث السورية لم يمنع الخارجية الإيرانية من إعلان موقف غير ديبلوماسي دعما للقيادة السورية، مفاده أنّ سوريا تتعرض لمؤامرة غربية بهدف زعزعة بلد يدعم المقاومة، ويعكس هذا الموقف عمق التنسيق الضمني بين القيادتين الإيرانية والسورية، وقيادة حزب الله، وقد توافرت معطيات لأكثر من جهة عربية ودولية تتحدث عن تشجيع إيران للقيادة السورية على عدم التهاون في ضبط الاحتجاجات، لأنّ هذا التهاون سيعطي إشارة تردّد تترجم زخما لحركة الشارع في الاستمرار بالاحتجاج حتى تهديد النظام، وأضافت المعطيات أنّ القيادة الايرانية ذكّرت سوريا بأنّ الحزم الذي استعملته إيران لضبط الثورة الخضراء، هو الذي أعطى النتائج الملموسة لا الحوار ولا التنازل، ولا الرضوخ لمطلب الإصلاح تحت ضغط الشارع. والواضح أنّ ترجيح خيار التشدّد في التعامل مع الثورة السوريّة قد سلك طريقه، وهذا الخيار، إذا كان يعني الوصول إلى مواجهة عض أصابع مفتوحة في سوريا، فهو بترجمته اللبنانية بدأ يظهر على شكل انحياز سوريّ إلى منطق تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، فحزب الله المتضرّر من الإخفاق في توليد الحكومة، قام من خلال اتصالاته بالقيادة السورية بالطلب باستعمال كلّ رصيد القيادة السورية لتشكيل الحكومة، لأنّ ذلك سيعطي انطباعا إضافيا بأنّ صورة خيار التشدّد واعتماد أسلوب المواجهة، لا يكتمل كله سوريّا أو لبنانيّا، إلّا بتخطي عقدة الخشية من الآثار السلبية لحكومة لا تتمثل فيها الأغلبية السنّية.


ـ 'الجمهورية'

زينب حَبيبة أهل البيت

... وقد شاء الله تعالى أن يُكرّم هذه السيدة الجليلة منذ ولادتها، حينما أتت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين قائلة له: 'سَمّ هذه المولودة'. فأجاب 'ما كنتُ لأسبقَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم'. وكان جواب النبي بعد قدومه من سفره، حينما طلب منه الأمير أن يُسمّيها: 'ما كنت لأسبقَ ربّي'، عندها هبط جبرائيل قائلا: 'سَمِّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم'.
حبيبة أهل البيت
وتَعلّق أهل بيت العصمة بالطفلة الصغيرة زينب تعلّقا شديدا، فكان النبي يبكي حينما تُحدّثه، وكان أمير المؤمنين يُكثر من الحديث معها بما يُظهر علمها ومعرفتها، كقوله لها: 'قولي واحد'، فقالت: 'واحد'، فقال 'قولي اثنين'، فسكتت، فطالبها: 'تكلّمي يا قُرّة عَيني'، فقالت: 'يا أبتاه، ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجرَيته بالواحد'. حَقّا إنها كما قال لها الإمام زين العابدين: 'أنت بحمد الله عالمة غير مُعلّمة، وفَهِمة غير مفهّمة'. وتعلّق الحسنان بأختهما زينب تَعلقا ظهرت معالمه في صور كثيرة في حياتهما، كتلك الصورة الرائعة التي رأى فيها الإمام الحسين، وهو صغير السِن، أخته زينب نائمة والشمس مُسلّطة عليها، فوقف يُواريها بجسده المبارك من الشمس.
وكانت، إذا أرادت زيارة جدّها، تخرج ليلا والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأبوها أمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من المرقد المُطهّر، أخمد أمير المؤمنين القناديل، فسأله الإمام الحسن مرة عن ذلك، فأجاب: 'أخشى أن ينظر أحد إلى شَخص اختك زينب'.
دورها الاجتماعي
كان للسيدة زينب دور بارز في تحصين المجتمع النسائي وتطويره، فحينما كانت في الكوفة، كان لها مجلس في بيتها تُفسّر فيه القرآن الكريم، وذكر الشيخ الصدوق أنه كانت لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، حتى شُفي الإمام زين العابدين من مرضه.
عبادتـهـا : قال من عرفها: ما تركت السيدة زينب تهجدها طول دهرها، حتى ليلة الحادي عشر من المحرم. ويُحدّثنا الإمام زين العابدين أنه رآها تلك الليلة تصلّي من جلوس، بل ذكر عبادتها في طريق الشام، فقال: 'إن عمّتي زينب، مع تلك المصائب والمِحَن النازلة بها في طريقنا إلى الشام، ما تركت نوافلها الليلية'.


ـ 'اللواء'

إحتمالات
عامر مشموشي:
 
يبدو أن الأمين العام لحزب الله وجد نفسه مضطراً لإضفاء مسحة تفاؤل بالنسبة إلى تأليف الحكومة لكي يخفف من وطأة الأزمة الداخلية التي يعيشها تحالفه والتي وسّعت الهوّة بين هذا التحالف وبين الرئيس نجيب ميقاتي إلى درجة انعدام الثقة، لعلّه بذلك يستعيد الإمساك بالمبادرة، وتستعاد الثقة بين الاثنين&bascii117ll;
لكنه، وكما يبدو أيضاً اصطدم من جديد بإصرار حليفه العماد عون على الشروط إياها التي طرحها على الرئيس المكلف منذ اليوم الأول، وملخصها حصول تحالف الأكثرية الجديدة على ثلثي أعضاء الحكومة التي ستؤلف وحصوله هو على الثلث الضامن، الأمر الذي وضع الأمين العام أمام خيارات أحلاها مرّ، هل يضحي بالرئيس ميقاتي ويسحب بساط الثقة التي أولاه إياها من تحت قدميه، ومن سيكون البديل عنه، أم يزعّل حليفه ويُطلق يد الرئيس ميقاتي في التأليف، وهل مثل هذا الخيار ممكن؟
الأكيد أن الأمين العام لن يُقدم على أية خطوة، تُغضب رئيس تكتل التغيير والاصلاح لألف اعتبار واعتبار، ويُفضّل في حال ضاقت الخيارات التضحية بالرئيس ميقاتي الذي اختاره لتشكيل الحكومة وخاض في سبيل ذلك معارك مع أقرب المقرّبين إليه كالرئيس عمر كرامي وغيره، وحرص في خطابه الأخير على امتداحه، وتجديد الثقة به، من دون أن يبدّل في قناعاته، ومن دون أن يفته الإعراب عن تعاطفه مع مطالب العماد عون في أن يكون له حصة وازنة في الحكومة العتيدة، توازي تمثيله النيابي والشعبي، تماماً كما يقول ويردد رئيس تكتل التغيير والاصلاح كلما سُئل عن أسباب التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة&bascii117ll;
وهذا التعاطف الموصوف مع العماد عون من جانب الأمين العام لحزب الله، من شأنه وخلافاً لما أشاعه في خطابه الأخير، أن يبقي على أزمة التأليف في المربع الأول، وربما يعيدها إلى الصفر، كما يفهم من كلام رئيس تكتل التغيير والصلاح بعد اجتماع التكتل أمس في الرابية والذي تجاوز فيه كل التوقعات التي أشاعها خطاب الأمين العام السبت الماضي&bascii117ll; فهل هناك كلمة سر بين الحليفين، بحيث يعلن أحدهما شيئاً فيعلن الثاني عكسه في ما يتعلق بموضوع تأليف الحكومة وتوزيع الحصص بين قوى الصف الواحد، لتبقى أزمة التأليف عالقة تراوح مكانها ريثما تتوضح مسارات وصور التطورات في المنطقة ولا سيما على الساحة السورية، كما تتناقله بعض الأوساط المطلعة على خفايا وخبايا الطبخة الوزارية لثنائي قوى الثامن من آذار، أم أن الاثنين ضاقا ذرعاً بمطالب الرئيس المكلف واشتراطاته التي لا تتماشى مع أهداف الانقلاب، فقررا التخلّص منه بالتي هي أحسن&bascii117ll;


ـ 'اللواء'
هل يتم إتباع الخطة ذاتها التي اعتمدت لعودة النازحين في حرب تموز على من غادروا أبيدجان؟ اللوبي الإسرائيلي ينتظر بفارغ الصبر رحيل اللبنانيين عن القارة السوداء
<الجالية اللبنانية تُدير 40 بالمئة من إقتصاد ساحل العاج، وهي دائماً مقرّبة من السلطة>
حسين زلغوط:

بعد أن وضعت المعارك في ساحل العاج أوزارها مع إنتفاء الأسباب التي أدت إلى حصولها، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في العاصمة أبيدجان، بدأت الأسئلة تُطرح حول ما ستؤول إليه أوضاع أفراد الجالية اللبنانية الذين غادروا هذا البلد عائدين إلى لبنان، وكذلك حال الذين فضّلوا البقاء بعد أن اطمأنوا إلى استتباب الوضع الأمني وخوفاً على ضياع جنى عمرهم بفعل موجة السرقات والنهب التي اجتاحت المنطقة وطالت غالبية متاجر ومنازل اللبنانيين والتي من الممكن أن تستمر في ظل الفوضى التي ما تزال تعمّ الشارع العاجي&bascii117ll;

ومن نافل القول أن الجالية اللبنانية في بلاد <الكاكاو> هي الأكبر من بين الجاليات غير الأفريقية في هذا البلد وهي تعدّ أكثر من ستين ألف شخص، وهي متمكّنة اقتصادياً ومالياً ومقرّبة دائماً من السلطة مما يجعل موقفها السياسي دقيق نظراً للتقلبات التي تحصل والتي تُسفر بفعلها الكثير من الدماء على غرار الحرب الأخيرة التي أدّت إلى الإطاحة بالرئيس غباغبو الذي كان على علاقة جيدة بالجالية التي باستطاعتها أيضاً التأقلم مع الرئيس واتارا بعد أن يتسلم سدة الحكم، وقد جرى بالفعل التواصل معه وهذا التواصل سيترسخ ويتفاقم بعد أن تعود الأوضاع الأمنية إلى طبيعتها&bascii117ll; وإذا كانت الجالية اللبنانية تعدّ الأكبر من بين الجاليات العربية، فإنها أيضاً تُدير حوالى 40 بالمئة من اقتصاد ساحل العاج، وهي استفادت من موجة خصخصة مؤسسات الدولة في نهاية التسعينيات، كما أن الاقتصاد اللبناني يساهم في دعم القدرة الشرائية في ساحل العاج أكثر من الاقتصاد الفرنسي&bascii117ll;هذه اللمحة الموجزة عن موقع الجالية في ساحل العاج يمهد الطريق أمام فتح نافذة للإطلالة منها على مصير هذه الجالية في الوقت الراهن&bascii117ll;

تؤكد كل المصادر العليمة بواقع الحال الأبيدجاني أن لا خوف على الجالية اللبنانية هناك على المستوى الوجودي، حيث أن أي مسؤول عاجي يتسلّم زمام الحكم يعي تماماً أن الجالية اللبنانية تشكل الرقم الصعب في مختلف القطاعات حتى أن لها تأثيرا فعّالا على المستوى السياسي، مما يجعلها في منأى عن أي تصرّف يحدّ من نفوذها المالي والاقتصادي&bascii117ll;وتتوقع هذه المصادر أن لا تطول رحلة عودة اللبنانيين إلى أبيدجان، فعدا عن أن هؤلاء لهم منازلهم ومتاجرهم وأعمالهم، فإن هناك سبباً رئيساً يحثّهم على الاسراع في العودة وهو العامل الاسرائيلي الذي ينتظر بفارغ الصبر ترك اللبنانيين القارة السوداء التي تشكل في رأي الاسرائيليين رافداً أساسياً للاقتصاد اللبناني، هذا عدا عن أن اسرائيل تعتبر أن الدعم المالي الأساسي الذي يأتي إلى <حزب الله> إضافة إلى إيران هو من المغتربين اللبنانيين في الخارج وعلى وجه الخصوص من أفريقيا، وهي لذلك تقوم بمحاربة الجالية اللبنانية ومزاحمتها في شتى القطاعات للحدّ من قدرتها على الامساك بزمام الأمور وتقوية نفوذها أكثر فأكثر&bascii117ll;
وفي تقدير المصادر أن ما جرى في أبيدجان ستكون آثاره محدودة على اللبنانيين وهي ستقتصر على سرقة بعض المنازل والمخازن والمتاجر، وأن هذه الجالية ككتلة بشرية واقتصادية ستبقى على نفوذها الذي يجعلها عنصراً أساسياً في الحياة في ساحل العاج على كافة الصعد&bascii117ll; وتذهب المصادر إلى الاعتقاد بأن الطريقة والسرعة التي اعتمدت في عودة النازحين الجنوبيين خلال حرب تموز لعدم تحويل الجنوب إلى أرض محروقة، هي ذاتها ربما تتّبع في عودة أبناء الجالية الذين وصلوا إلى لبنان فور عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي نزحوا منها، وبذلك فإن اللبنانيين بحافظون على وجودهم في أبيدجان، ويحدّون من الخسائر التي يمكن أن تلحق بهم فيما لو بقوا بعيداً عن هذا البلد الذي يحتضنهم منذ عدة عقود، مع الإشارة هنا إ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد