ـ 'المستقبل'
'المستقبل اليوم':
المعلومات التي سُرّبت ليل أمس وتفيد أن الرئيس المكلّف تخلّى عن وزارة الداخلية للنائب ميشال عون، تعني أن الحزب الحاكم بالسلاح نجح من جديد في فرض شرطه الأساسي الخاص بالسيطرة على هذه الوزارة من خلال الجنرال الغاضب دائماً، وتالياً سحبها من يد رئيس الجمهورية. الرئيس ميقاتي كرر مراراً على مدى الأسابيع الأخيرة تأكيده عدم تخليه عن دعم التوجه بإبقاء هذه الوزارة بيد شخصية بعيدة عن حسابات عون وحزب السلاح، لكن الذي يبدو أن لقاءات الموفدين لها حسابات أخرى.
ـ 'النهار'
'أمن لبنان من أمن سوريا' قيد الاختبار بقاعاً وشمالاً
جهوز أمني يواكب الفراغ الحكومي والحوادث المتنقلة
هيام القصيفي:
بدأ لبنان يعيش بجدية انعكاس الاحداث السورية عليه بعد مرور نحو شهر على اندلاعها. ومع الرصد الاسبوعي لتظاهرات المدن السورية المتنقلة في المحافظات ، تتحول الانظار الى الامن اللبناني الذي تترك عليه الاوضاع السياسية اللبنانية والسورية بصمات واضحة. ويتلمس المسؤولون الكبار العسكريون والامنيون يوما بعد آخر واقعا أمنيا يرخي بثقله على الارض. ورغم ان هؤلاء يتجنبون خوض النقاش من الزاوية السياسية، ثمة تأكيد ان 'قلقا يسود لم يصل بعد الى حد الخوف على مصير الوضع اللبناني. لكن التنبه والحذر ضروريان لمواكبة أي انعكاس أمني، ولا سيما أن لبنان يعيش فراغا سياسيا من دون حكومة ، تزامنا مع التطورات السورية. فتماسك سوريا ينعكس استقرارا على لبنان والعكس صحيح'.
تعددت هوية الحوادث المتنقلة في لبنان، وجاء كلام السفير السوري علي عبد الكريم عن ضرورة ملاحقة القضاء اللبناني ما بثه التلفزيون السوري من اعترافات حول تورط 'تيار المستقبل' في حوادث سوريا، ليضاعف حجم الهواجس المحلية، فيما تحدثت تقارير غربية عن حساسية التواصل الجغرافي اللبناني السوري شمالا، وعن المفاوضات بين دمشق والرياض والتي تتركّز على فك العلاقة السنية اللبنانية مع المدن السنية السورية، مقابل تعهد سوريا تخفيف ضغط 'حزب الله' لبنانيا.
ويرسم بعض المعنيين في لبنان السيناريوات الاقصى المحتملة لانعكاس ما يجري على لبنان إذا قررت سوريا وحلفاؤها الهروب الى الامام، وهو ما يقتضي انفلات الوضع جنوبا مع اسرائيل او احكام 'حزب الله' قبضته على الوضع الداخلي، مستفيدا من الفراغ الحاصل.
لكن الاحتمالين مستبعدان حاليا بسبب عدم وضوح الرؤية الاقليمية للتطورات السورية. وما يحصل لبنانيا قد يكون نوعا من البرمجة المضبوطة لبعض الارباكات الامنية كحوادث رومية والاملاك العامة وخطف الاستونيين وانفجار زحلة. وفي انتظار صورة أوضح للاحداث السورية، يعيش لبنان إيقاعا امنيا يظلّله فراغ سياسي كبير.
تؤكد المعلومات الامنية لدى الجيش وقوى الامن ان القوى الامنية لم توقف اي مجموعات تنقل السلاح الى سوريا، الا ان معلومات امنية أفادت 'النهار' ان سوريا أبلغت لبنان توقيفها مجموعة عبرت البقاع الشمالي الى سوريا وفي حوزتها عدد من بنادق 'بامب اكشن'.
ورغم أن ثمة اقتناعا بأن الحديث عن تهريب السلاح اللبناني الى سوريا رسالة الى الراعي الاقليمي لـ'تيار المستقبل'، اكثر مما هو اقتناع جدي بأن هذا السلاح هو الذي يحرك فعليا حوادث سوريا، فان الحدود المشتركة ستكون موضع عناية في الايام المقبلة، مع العلم ان التنسيق لا يزال مستمرا بين الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية لمتابعة أي تطورات.
والحدود الشمالية والبقاعية مشكلة كبيرة، إذ كان لبنان بعد عام 2005 يطالب والدول الغربية بتوفير المراقبة عليها، ولا سيما لجهة المعابر غير الشرعية. اليوم انقلبت الآية، وصارت سوريا تطالب بضبط هذه الحدود 'إلا أن الامكانات اللبنانية ضئيلة والتدابير على المعابر صارت متشددة من جهة سوريا'.
يشدّد الامن السوري الرقابة على المعابر، وخصوصا على السيارات السورية الآتية من لبنان. ويؤكد مرجع أمني أنه سجل أخيرا تراجع ملحوظ في حركة العابرين بين البلدين. وفي المقابل ترصد القوى الامنية حركة العمال السوريين في لبنان، المعارضين والموالين. فالجيش لن يسمح بأي صدامات بين مجموعات تفتعل مشاكل أمنية، ولا بتكرار ما حدث سابقا في الجامعة اللبنانية حيث كان الجيش جاهزا لقمع اي صدام. من جهتها اتخذت القوى الامنية تدابير ميدانية لمنع التجمعات والانتشار 'غير العادي' على الطرق.
وفيما لا تزال قوى الامن على جهوزها لمواكبة أي تطور أمني، أكد الجيش اللبناني المحافظ على جهوزه أنه يطبق خطط تحرك قطعه بحسب ما تقتضيه الحوادث الامنية، ويرصد بدقة التطورات السورية والانعكاس السياسي لما يجري في الداخل اللبناني على وضعه، وخصوصا أن ثمة قرارات حساسة تفترض قيام حكومة، وكلما كبر الفراغ تعاظمت المشاكل. مع العلم أن الجيش بات بلا رئيس أركان بعد تقاعد اللواء شوقي المصري، وهو دور حيوي صار في عهدة قائد الجيش العماد جان قهوجي. والاولويات ايضا تغيرت لدى الجيش لان البقاع والشمال أصبحا في صدارة الاهتمامات – من دون التخلي عن بيروت وجبل لبنان – نظرا الى ترابطهما الجغرافي مع الداخل السوري، وهما اساسا يشكلان بقعا امنية تحمل توترات معروفة.
وشكّلت حوادث سجن رومية معيارا اساسيا في التعاون بين الجيش وقوى الامن من أجل عدم انفلات الامر خارج السجن. بالنسبة الى القوى الامنية كانت الرسالة السياسية ظاهرة في سجن رومية، كجس النبض، لكنها أخمدت في الوقت المناسب. اما بالنسبة الى الجيش فكان الخيار بين أمرين 'دولة ظالمة بالنسبة الى وضع السجناء، او التحرك لمنع خروجهم وتحمل عواقب هربهم الى خارج المنطقة'. اتخذ القرار سريعا في اتصال هاتفي بين قائد الجيش والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، اكد الاول خلاله الاستعداد التام للتدخل ومؤازرة قوى الامن، تماما كما أكد لاحقا بالنسبة الى المؤازرة لقمع المخالفات على الاملاك العامة جنوبا.
اما بالنسبة الى خطف الاستونيين، فثمة معلومات متطابقة عن انهم لا يزالون على قيد الحياة. لكن ما لفت الجهات الامنية المعنية مباشرة أن المسؤولين العسكريين في السفارات الغربية لم يبدوا كبير اهتمام بملاحقة تفاصيل الخطف ولا بمتابعة الخاطفين. ورشحت معلومات ان قناة استونية - سورية باتت مفتوحة لمتابعة هذه العملية، فيما تستمر ملاحقة المسؤولين الرئيسيين عن الخطف.
ـ 'النهار و'الحياة'
هل تشعل ايران جنوب لبنان لتخفيف الضغط عن سوريا؟
سليم نصّار:
ينتظر نجيب ميقاتي لعل الأسد يسعفه في اقناع حلفائه بتسهيل مهمته السياسية. وترى جماعة 14 آذار ان قادة 'حزب الله' والعماد ميشال عون ينتظرون حالياً الكلمة الفصل من طهران التي تتجه بدورها نحو الجنوب اللبناني كنقطة تفجير بديلة من غزة.
عندما قررت اسرائيل معاقبة الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول بسبب قرار حظر بيع السلاح لها، جندت لمهمة المعارضة والشغب طالباً فرنسياً يهودياً يدعى كوهين بنديت.ونجحت حركة الطالب كوهين سنة 1968 في تأليب الرأي العام الفرنسي، ضد بطل مقاومة الاحتلال الالماني، الامر الذي دفع الجنرال للاحتكام الى استفتاء شعبي خسره أمام خصومه.
ولما غادر الاليزيه وصف حركة الطلاب بعبارة ذات دلالات بالغة، فقال: 'انهم يعرفون ما لا يريدون... ولكنهم يجهلون ما يريدون!'. ومن المؤكد أن التعليق الذي وصف به ديغول تلك الظاهرة السياسية ينطبق على دعاة المسيرات التي اجتاحت الدول العربية، بدءاً بتونس ومصر... مروراً باليمن وليبيا... وانتهاء بالبحرين وسوريا. وقد نجح هذا التسونامي الشعبي خلال اربعة اشهر تقريباً، في تغيير صورة العالم العربي، الامر الذي فشل الرئيس السابق جورج بوش في تحقيقه من وراء غزو العراق.
وعلى عكس الانقلابات الحزبية والعسكرية السابقة التي شجعتها الولايات المتحدة في سوريا (حسني الزعيم) ومصر (جمال عبد الناصر) وليبيا (معمر القذافي) والسودان (جعفر النميري) وتونس (زين العابدين بن علي)... فإن التغيير هذه المرة جاء بواسطة مواطنين عاديين استخدموا الهواتف الجوالة و'يوتيوب' و'فيسبوك' لتفجير احتجاتهم في الشارع، وارغام الحكام على الانصياع لمطالبهم. وبخلاف الانقلابات السابقة التي امتطت صهوة احزاب القومية العربية والاشتراكية والشيوعية والقومية السورية والبعثية، فإن الدعوة الوحيدة المشتركة بين المتظاهرين في المدن العربية، هي دعوة تغيير الانظمة وحكامها.
أي انها استبدلت دعوات الاصلاح التي اسكتتها غالبية الحكام العرب لأكثر من أربعين سنة، بمطلب مركزي يتمحور حول ضرورة اسقاط هؤلاء الحكام، واستبدال أنظمتهم القمعية المجمدة بأنظمة حرة ليبرالية، عادلة، وقادرة على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية. وقد ساعدتها التنازلات السريعة التي قدمها زين العابدين بن علي وحسني مبارك، على محو الصورة النمطية للقائد المنقذ التي طبعت في أذهان شعوب المنطقة. أي القائد الذي لا يخضع للمساءلة والمحاسبة، كما يحدث لحكام الدول المتقدمة.
لهذه الاسباب وسواها، يرى المراقبون أن أهم ما فعلته القوى المعارضة في الشارع العربي، انها حطمت الايقونة الصنمية لقادة الانظمة السياسية القائمة. وهذا يعني أن عامل التخويف الذي استغله الحاكم لاخضاع الرعايا، قد مورس على الحكام بحيث بات كل واحد منهم مطيعاً للشارع خوفاً من العقاب.
الاسئلة المنبثقة عن اهتمام الدول الاوروبية بتغيير أنظمة الشرق الاوسط، تنبع من حاجة دول الاتحاد الى منطقة مستقرة وموالية للغرب. صحيح ان انهيار منظومة الاتحاد السوفياتي قد محت من الوجود 'بعبع' الشيوعية... ولكن الصحيح ايضاً ان ايران و'القاعدة' جاهزتان لملء الفراغ السياسي في منطقة لم تستقر بعد. من هنا قول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن أمن أوروبا الحيوي لا ينفصل عن أمن دول الشرق الاوسط. ومثل هذا الاعتراف يذكر بالاتفاقات المتبادلة التي وقعت بين الاتحاد الاوروبي ودول البحر الابيض المتوسط. أي الدول التي شاركت في 'مسيرة برشلونة'، مثل اسبانيا وفرنسا وايطاليا. واتفق في حينه على اجراء اصلاحات بنيوية غايتها خلق فرص عمل لآلاف المهاجرين، وايجاد استقرار سياسي وازدهار اقتصادي يسمحان بالتحول الديموقراطي. وتقرر السنة الماضية، اقامة منطقة تجارية حرة للبضائع والخدمات يفترض ان تشدد التعاون والتكامل بين الاتحاد الاوروبي وجيرانه الجنوبيين.
في اعقاب الاحداث التي اسقطت زعيمي تونس ومصر، بادر الاتحاد الاوروبي الى اجراء مراجعة شاملة لسياسة الجيرة الاوروبية. وتبين لأعضائه ان الحدث الكبير يأتي من ليبيا، حيث تشير المعارك بين قوات معمر القذافي وقوات 'المجلس الوطني الانتقالي' الى استمرار الحرب الاهلية على نحو يصعب تقدير نتائجه. وتوقع المجتمعون في 'مؤتمر الدوحة' هذا الاسبوع، ان يطلب القذافي من صديقه رئيس الجزائر عبد العزيز بو تفليقة او من لجنة الاتحاد الافريقي، تسهيل خروجه مع افراد عائلته، في حال اشتدت وطأة القصف الجوي ضد ترسانته، او نضبت مصادره المالية. وهو يرى في صديقيه موغابي وتشافيز، حصانة الملجأ الاخير الذي يعفيه من المحاكمات والسجن. وكان 'المجلس الانتقالي الوطني' قد اصدر وثيقة مؤلفة من ثمانية مبادىء تتحدث عن رؤية ليبيا الديموقراطية، وعن الحفاظ على حقوق الانسان وتثبيت مبدأ فصل السلطات. هذا طبعا، الى جانب الدعوة الى اسقاط القذافي وانهاء حكم استمر 42 سنة.
تحت عنوان: 'اذا سقط الاسد، سنشهد تفكك تحالفات المنطقة'، كتب باتريك سيل في جريدة 'الغارديان' الانكليزية مقالة مزدوجة الهدف. ففي جزء منها طلب الكاتب من بشار الاسد اجراء اصلاحات واسعة، مثلما نصحه اردوغان. وفي جزء آخر لمح الى خطورة تدمير الصيغة التي وضعها الرئيس حافظ الاسد لأنها ستشهد تفكك الوحدات القائمة، لما لسوريا من تداخل سياسي في شتى دول المنطقة.
ويبدو ان الرئيس الاسد مستعد لهذه الخطوات الايجابية، بدليل أنه سارع الى تكليف عادل سفر بتشكيل حكومة تتولى هي تنفيذ هذه المهمات الملحة. واللافت ان تشبث الاسد بالتصريح الذي شدد فيه على خصوصية الوضع السوري – رافضا المقارنة مع تونس ومصر – قد أوقع جهاز الامن في مطبات عدة. ذلك أنها وجدت نفسها مضطرة الى اختلاق روايات خيالية بطلها ارهابي واحد من لبنان، يعمل على تحريض الجماهير وارسال الاسلحة الى المحتجين في عشر مدن وثلاث جامعات. ومع ان المستشارة بثينة شعبان، انتقدت الشيخ يوسف القرضاوي، على خطبة قال فيها: 'ان نظاما يقتل مواطنيه لا يستحق الحكم'، في حين تغاضت عن اداء قناة 'الجزيرة' التي تصور في نشراتها باللغة الانكليزية، سوريا ساحة مشتعلة بالحرائق. علماً بأن صداقة الرئيس بشار مع الامير حمد بن خليفة آل ثاني، من المتانة بحيث انهما يتناوبان الزيارات الودية العائلية كل 'ويك اند' ويشاهدان مع قرينتيهما في دمشق او الدوحة.
في ضوء هذه التغييرات الدراماتيكية على امتداد الوطن العربي، ينتظر رئيس وزراء لبنان المكلف نجيب ميقاتي دوره لعل الاسد يسعفه في اقناع حلفائه بتسهيل مهمته السياسية. وترى جماعة 14 آذار ان قادة 'حزب الله' والعماد ميشال عون، قد تلقوا رسائل الدعم من الاسد، ولكنهم ينتظرون حاليا كلمة الفصل من طهران.
المراقبون في دول مجلس التعاون الخليجي، لا يتوقعون مشاركة ايران في حل ازمات حلفائها، ان كان في البحرين او في سوريا. والسبب انها لا تريد التورط في نزاعات عربية – عربية، خوفا من ان يؤدي تدخلها الى اذكاء الفتنة المذهبية. لذلك اكتفت بالاحتجاج لدى المنظمات الدولية اثناء وصول قوات الردع العربية الى البحرين، ووصفت وجودها بأنه 'احتلال اجنبي'.
ولكن تمنّعها المحاذر في صد قوات الردع العربية في البحرين، لم يمنعها من تسخين الجبهة الفلسطينية بواسطة 'حماس' وكان الهدف من وراء عمليات اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية، اختبار صاروخ بعيد المدى كان المهندس الفلسطيني ابو سيسي، يعمل على تطويره في اوكرانيا. وقد نجح بادىء الامر، بمعاونة البروفسور الاوكراني قسطنطين بتروفيتش، في صنع صاروخ يبلغ مداه عشرة كيلومترات. ثم طالبته 'حماس' بصنع صاروخ لا يقل مداه عن اربعين كيلومتراً بحيث يبلغ الاماكن الآهلة في اسرائيل. وفي آخر رحلة قام بها لأوكرانيا، اعتقل ابو سيسي بواسطة عناصر من 'الموساد' وهو حالياً ينتظر المحاكمة في احد المعتقلات الاسرائيلية.
في ضوء هذه الحادثة، خسرت ايران خطة التخفيف من ضغوط الشارع السوري. وهي حالياً تتجه نحو الجنوب اللبناني كنقطة تفجير بديلة يمكن ان تحقق الهدف المطلوب. ويرى نواب من 14 آذار ان هذا السبب يقف عائقا في طريق تسهيل مهمة الرئيس المكلف، على اعتبار ان ايران تملك اوفر الاوراق حظاً لدى فريق 8 آذار. وتقول مصادر قريبة من دمشق ان سوريا تتردد في الموافقة على اشعال جبهة الجنوب، لأنها مضطرة الى ارسال قواتها لمساندة 'حزب الله' وهذا ما كادت ان تقدم عليه صيف 2006 يوم اعلنت حال الاستنفار بعد نزول فرقة جوية اسرائيلية قرب بعلبك. واضطر ايهود اولمرت الى الاعلان عن نيته قطع خطوط نقل الصواريخ الى الجنوب، وليس منازلة الجيش السوري.
بقي السؤال عن الحكومة التي طالب لها الرئيس نبيه بري بصلاة الاستسقاء لعل السماء تستجيب لصلاة نجيب!
السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون، قال بعد زيارته ميقاتي ان التأخير مرده الى رغبة الرئيس المكلف في تشكيل حكومة متوازنة وواسعة التمثيل.
والمؤكد ان هذه الرغبة بدأت فور اعلان التكليف، ولكن الاضواء الخضراء المفروض ان تضاء من سوريا بقيت حمراء.
ومن اجل رفع العتب قد يضطر نجيب ميقاتي الى تشكيل حكومة تكنوقراط يصار الى اختيار اعضائها بالتعاون مع رئيس الجمهورية وحده. ومع ادراكه المسبق بأنها سترفض من قبل الجميع، فان الاعتذار في ظرف بالغ الخطورة والسلبية، يبقى هو الحل الامثل للحفاظ على سمعة الرئيس الذي حقق انتخابات 2005.
ـ 'الحياة'
واشنطن والتظاهرات السورية
مصطفى زين:
&laqascii117o;اسحقوا الأسد" عنوان مقالة للباحث في &laqascii117o;معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" ديفيد شنكر. هذا السيد الأميركي الخبير في شؤون منطقتنا والمحلل الاستراتيجي في وزارة الدفاع أيام جورج بوش، يمثل وجهة نظر أميركية داخل الإدارة الحالية والإدارات السابقة. وجهة نظر لا ترى أي وسيلة للهيمنة على العالم سوى الحروب والتدمير.
اعتقدنا للوهلة الأولى، بعد انتخاب باراك أوباما رئيساً، وبعد سماع خطبه (في القاهرة وإسطنبول) بأن ممثلي العنصرية الأميركية المركبة من خلفيات دينية واستعمارية انحسر تأثيرهم، وبأن الشعب الأميركي الذي انتخب أول رئيس أسود في تاريخه جعل هؤلاء يعيدون النظر بتوجهاتهم، وإذ بهم معششون في مراكز الأبحاث وفي الإدارات ومراكز صنع القرار. ليس هذا فحسب، بل إنهم نسجوا علاقات مع &laqascii117o;خبراء" و &laqascii117o;مثقفين" عرب، يتبادلون معهم الآراء ويكتبون في المواضيع ذاتها بعبارات واحدة تكاد تكون مترجمة من لغة الحقد العنصري الذي يتحلى بحلة ديموقراطية مرة، وحلة دينية طائفية مرة أخرى.
يستعرض شنكر في مقالته وجهتي نظر داخل الإدارة الأميركية: الأولى ترى أن تغيير النظام في سورية ليس في مصلحة الولايات المتحدة، فلربما أتى بعده نظام أكثر تشدداً. أما وجهة النظر الثانية فترى أن أي نظام آخر أفضل بكثير من نظام الأسد. ولا ينسى أن يذكر بأن الرئيس السوري دعم ويدعم &laqascii117o;حزب الله" ويزوده أسلحة متقدمة، فضلاً عن أنه يؤوي &laqascii117o;حماس"، ويساهم في &laqascii117o;تخريب العراق"، ويتحالف مع إيران: &laqascii117o;هذا هو الشيطان الذي نعرفه ... صحيح أن الأسد لم يقتل الملايين مثل ستالين لكنه قضى العقد الأول في السلطة مكرساً وقته لتقويض الأمن والاستقرار والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط".
ويخلص الكاتب إلى القول إن الإدارات الأميركية المتعاقبة كرست الكثير من الجهد لتغيير سلوك النظام السوري ولم تفلح. و &laqascii117o;في حال نجاة نظام الأسد من العاصفة الحالية، ونحن نقف عاجزين ومكبلين بالمخاوف من السيناريو الأسوأ سيبقى بشار عقوداً، متحدياً سياسة الولايات المتحدة". وينصح شنكر إدارة أوباما بـ &laqascii117o;سحق الأسد" والتخلص منه كائناً ما كان النظام الذي سيخلفه.
إدارة أوباما التي تخلّت مكرهة عن أصدقائها في مصر وتونس وليبيا، بعدما استنفدوا مهمتهم وأثبتوا عجزهم عن إدارة بلدانهم بما يخدم مصالحها، لن تتردد في استخدام ما في جعبتها السياسية والديبلوماسية والإعلامية للتخلص من نظام تعتبره معادياً فشلت في إقناعه بفك تحالفه مع إيران، وبوقف دعمه لـ &laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;حماس" والمعارضة الفلسطينية، ويشكل عقبة أمام المصالحة &laqascii117o;التاريخية" في الشرق الأوسط.
ـ 'النهار'
8 آذار تريدها منها فقط أو تحجب الثقة
لماذا تعثّر ميقاتي في تشكيل الحكومة؟
إميل خوري:
عندما نجحت قوى 8 آذار في ان تنقل الاكثرية من قوى 14 آذار اليها لم تعد 'الديموقراطية التوافقية' التي كانت تصر على تطبيقها تلائمها، بل صارت الديموقراطية العددية هي المقبولة والمطلوبة توصلا الى تشكيل حكومة منها تكون منسجمة ومتجانسة وصالحة للعمل والانتاج. لكن الرئيس نجيب ميقاتي الذي سمته الاكثرية الجديدة لتشكيل مثل هذه الحكومة وجد ان الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد والتغييرات التي تعصف بدول المنطقة لا تسمح بذلك وانه لا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع مواجهة التحديات والاستحقاقات المهمة ولا سيما منها المالية، واذا تعذر ذلك فحكومة من خارج مجلس النواب مطعمة بسياسيين مستقلين او وسطيين وتكنوفراط. لكن الاكثرية الجديدة وبالاخص المتشددين فيها اصروا على تشكيل حكومة من هذه الاكثرية ولا مانع ان تكون مطعمة بعدد محدود من التكنوقراط او المستقلين بعدما بات متعذرا تشكيل حكومة وحدة وطنية بشروط قوى 14 آذار والا فانها تحجب الثقة عن حكومة من خارج مجلس النواب.
وهكذا وضعت الاكثرية الجديدة الرئيس ميقاتي في مأزق، فلا هو يستطيع تشيكل حكومة من الاكثرية وحدها لانها ستواجه معارضة شديدة من قوى 14 آذار، ولا هو يستطيع تشكيل حكومة من خارج مجلس النواب لئلا تتعرض لحجب الثقة فتسقط داخل المجلس او تستقيل قبل ان تمثل امامه.
وتردد ان سوريا لن تتدخل لتسهيل عملية التأليف ما لم يتم ترسيم علاقاتها بالسعودية وبالولايات المتحدة الاميركية كي تطمئن الى مصير وضعها الداخلي، ولكي يصير في الامكان تشيكل حكومة وحدة وطنية او حكومة من خارج مجلس النواب.
وفي انتظار ذلك يجد الرئيس ميقاتي نفسه أمام مشكلة جمع الذئب والغنم او عليه ان لا صحيح يكسر ولا مكسور يأكل، فصار التأجيل وإعطاء الوقت هو الحل بل هو الذي كلف تشكيل الحكومة... حتى اصيبت الدولة من طول الوقت بالانحلال.
ـ 'النهار'
ما يشبه النداء لبرّي وجنبلاط
الياس الديري:
المهم أن تكون هناك حكومة.
ولا أخفي، هنا، عن الرئيس نبيه برّي ووليد بك جنبلاط تساؤلات بعض النخبة، وبعض السياسيين المخضرمين، وبعض الذين يعتقدون أن لدى هذين المرجعين ما يقولانه وما يفعلانه وما يحققانه...
وهذه التساؤلات تدور بمجملها حول تلكؤ، أو تقاعس، أو تردُّد برّي وجنبلاط في الأقدام على خطوة سياسيَّة في اتجاه مبادرة تشترك في دعمها جهّات فاعلة وذات تأثير في الوضع اللبناني الوطني.
ما من عقدة تعصى على الحلول، وعلى أصحاب المساعي الحميدة والنيّات الصادقة. وليس مقبولاً القول إن بعض الشروط من المستحيل الاستجابة لها، أو رفضها، أو الخروج من عقدتها. فالوضع اللبناني بلغ في جموده وشلله وتعطلّه حدوداً تنذر بعواقب وخيمة.
أما لماذا الرئيس بري ووليد بك، فلأنهما على علاقة جيدة بالداخل بكل تناقضاته، وبالخارج بكل حساسيته.
وثمة اقتناع بانهما وحدهما يتمتعان برصيد خاص لدى مختلف القوى، والفئات، والأحزاب والطوائف. وكلمتهما مسموعة. وسعيهما يجد دائماً تجاوباً لدى المرجعيات والقيادات على اختلاف المشارب والاتجاهات.
الى ذلك، لا يخفى على رئيس المجلس ورئيس الحزب التقدمّي الاشتراكي أن الاستمرار في تأخير التأليف وتزايد التعقيدات وتعثّر الجهود، سيؤدي حتماً الى دفع لبنان في اتجاه مفاجآت تتسم بالخطورة، ولا يستطيع اللبنانيون التصدّي لها والوقوف في وجهها.
على العقلاء أو منْ تبقّى منهم ومن الحكماء التخلّي عن حكمة الصمت زين والسكوت سلامة، ومصارحة الرئيس ميشال سليمان، والرئيس نجيب ميقاتي، والجنرال ميشال عون، والسيِّد حسن نصرالله بأن المخاطر اذا، اقتحمت لبنان فانها لن تختار فريقاً سياسيّاً دون آخر، ولن تحوِّل على منطقة أو طائفة دون دون أخرى.
بناء على ما يشبه النداء لبري وجنبلاط أكاد أعدُ اللبنانييّن أنهم على موعد مع خطوة جدّية، تنتشل الوضع السياسي والوطني من هيمنة الفراغ.
ـ 'النهار'
هل لا تزال 'حماه' في الذاكرة ؟
سركيس نعوم:
عن سؤال المسؤول الاميركي الرفيع السابق نفسه المتعلق بقوة الجيش السعودي، أجبت: أنا لست خبيراً بالمملكة لكن ما اسمعه من كثيرين هو ان الحرس الوطني اقوى. علماً أنه أُنشىء اساساً لمواجهة تحديات الداخل. ما هو رأيك في الموقف السعودي من تطورات البحرين؟ سألتُ، أجاب: 'ستعتبره ايران معادياً لها. لكنها قد لا تتدخل ضده مباشرة ربما لأنها غير مرتاحة. لكنها لا بد أن تعبّئ الشيعة في البحرين وحتى في السعودية.
ماذا عن لبنان؟'. سأل. أجبتُ: في رأيي اذا توصلت أميركا وايران الى صفقة أو تسوية شاملة لا تعود الثانية في حاجة الى لبنان، فتتركه لسوريا مع تشديد على ضرورة المحافظة على 'المكاسب' الشيعية فيه. واذا وُجّهت الى ايران ضربة عسكرية ساحقة يمكن اخذ لبنان منها. علماً أن سوريا اساساً لن تترك لبنان حتى وان كان حليفاً، ولن تبادر الى فك حلفها مع ايران.
علّق المسؤول الرفيع السابق نفسه: 'في الصفقة بين ايران واميركا أنا معك. لا تعود ايران في حاجة الى لبنان. اما في الضربة العسكرية فان الأمور ستختلف. قلت مرة للرئيس الاميركي السابق أن اختيار الضربة العسكرية لايران يعني ضرب الحرس الثوري ووزارة الداخلية والمؤسسات النووية و'الباسيج' وعدم 'الدق' بالجيش النظامي. ويعني ايضاً النجاح في قطع أعناق كل هؤلاء. واذا لم تحقق ذلك، ستلجأ ايران الى العالم الاسلامي والعالم العربي والى المجتمع الدولي وتشكو اليهم التصرف العدواني والحربي الاميركي المؤذي. لكنها لن تقوم بأي عمل عسكري مباشر رداً على ذلك. وفي المقابل فقد يحصل بعد شهر أو اكثر تفجير لسفارة اميركية في بلد ما. وبعد مدة يحصل تفجير آخر في مكان آخر. وبعد مدة ايضاً سترى الغاماً تطفو على سطح مياه الخليج. أما اذا كانت اسرائيل هي من وجّه الضربة العسكرية الى ايران فان الاخيرة سترد على اسرائيل مباشرة وبواسطة 'حزب الله'. كل ذلك يعني في رأيي ان الوضع اللبناني لن يتغير كثيراً. الا طبعاً اذا تسبّبت الضربة بتغيير ما في النظام الايراني.
لنعد الى الخليج. جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى كان في البحرين اخيراً. لم ينجح في اقناع الحكم والمعارضة، بالجلوس الى طاولة حوار. لا بل ان احداً من المسؤولين البحرينيين لم يستقبله. على الاقل هذا ما سمعته. وقد يكون غير صحيح.
لنتحدث من جديد عن سوريا، ماذا يمكن ان يحدث فيها اذا توسعت الاحتجاجات الشعبية التي بدأت اخيراً فيها؟ سألت. أجاب: 'رغم التظاهرة الصغيرة التي حصلت فيها لا يزال من غير المحتمل أن تشهد ما شهدته مصر وغيرها. حماه لا تزال في الذاكرة. قام وكيل وزارة الخارجية بيرنز بجولة شرق أوسطية على الأرجح منذ ثمانية اشهر. اتصل بي بعد عودته الى واشنطن وقال: أحمل لك خبرين واحداً طيباً وآخر سيئاً. الطيب ان الرئيس الأذري علييف يُسلّم عليك. والرئيس السوري بشار الاسد يسلّم عليك ايضاً. والسيئ ان الاثنين ديكتاتوريان'. بعد ذلك سأل المسؤول الاميركي الرفيع السابق نفسه:'من هي الدولة الشرق الاوسطية الاهدأ حالياً؟' أجبت: لبنان. فضحك وقال: 'معك حق، ولكن ربما ليس لوقت طويل. كما ان وضع البحرين لن يكون جيداً رغم ارسال السعوديين وحدات عسكرية اليها. ثم لا تنسَ اليمن. الحرب الأهلية فيها على الأبواب'.
ثم انتقل الى السعودية قائلاً: 'قد تتردد أخبار سيئة في الخارج عن الأمير محمد بن نايف نجل وزير الداخلية السعودي ومساعده، لكنه كفوء ومؤهل ومقتدر في مكافحة الارهاب. وقد أثبت ذلك. ووالده كفئ ومؤهل ومقتدر في أمور اخرى. انطباعي العام أن السعوديين يفضلون التحفظ على الاقدام. فمرة كنت في جلسة استماع برلمانية طويلة هدفها مناقشة صفقة سلاح للسعودية. وكانت مهمتي الدفاع عن الصفقة واقناع اللجنة المعنية في الكونغرس بها. أعلمني صبيحة ذلك اليوم السفير السعودي ان بلاده أسقطت طائرتين ايرانيتين لكنه رجاني الا أثير هذا الموضوع في جلسة الاستماع. لم افعل. لكن رئيس اللجنة البرلمانية 'هلكني' بالقول: لماذا نعطي السعودية اسلحة وهي لا تحارب بها ولا تستعملها وتريد دائماً ان نحارب عنها؟ كنت محرجاً. وفي تلك اللحظة فُتح باب القاعة فدخل مساعد لي وأبلغ اليّ ان خبر اسقاط الطائرتين قد أذيع وأعلن فأعلمت رئيس اللجنة واعضاءها بذلك. وطبعاً حصلت الصفقة على الموافقة'.
ماذا قال موظف سابق مهم عن ليبيا القذافي وما يجري فيها؟
ـ 'السفير'
وثيقة سياسية تصوّب على السلاح وتدعو إلى لبنان متصالح مع نفسه
&laqascii117o;المنبر اللبناني المستقل" مولود جديد لـ&laqascii117o;مستقلّي 14 آذار"
دنيز عطاالله حداد:
يحاول المستقلون في &laqascii117o;قوى 14 آذار" بلورة هويتهم والتأكيد على تمايزها مرة تلو الاخرى. يعتبرون انهم الاقرب الى جمهور الاستقلال وانتفاضته في 14 شباط. يقرون بتقصيرهم احياناً في مخاطبة ذلك الجمهور وتطلعاته. يعرفون ان &laqascii117o;ارباكات" &laqascii117o;14 آذار" انعكست سلباً على جمهورها، ويدركون انهم لم ينجحوا دائماً في التواصل مع الشريحة الاوسع من ذلك الجهور الحيوي، الذي وجد في &laqascii117o;14 آذار" عنواناً لـ&laqascii117o;فكرة وطن ومشروع دولة وليس حزب او طائفة او جهة".
وفي محاولة جديدة للبحث عن اطر اوسع تمثيلاً لـ&laqascii117o;المستقلين" داخل &laqascii117o;14 آذار"، يعلن هؤلاء يوم الاربعاء المقبل &laqascii117o;المنبر اللبناني المستقل" كإطار جديد &laqascii117o;للتواصل والحوار".
كانت الفكرة موضع نقاش دائم. وربما يكون سرّعها الكلام عن اعادة تنظيم وهيكلة &laqascii117o;14 آذار". فالتقى في احد مكاتب الوزير ميشال فرعون في الاشرفية حشد ضم إليه النواب فؤاد السعد، مروان حماده، انطوان سعد، دوري شمعون، سيرج طورسركيسيان، اضافة الى النواب السابقين فارس سعيد، منصور البون، سمير فرنجية، الياس عطالله، وشخصيات مستقلة كمحمد عبد الحميد بيضون، ميشال مكتف، الياس الزغبي، كمال اليازجي، شارل جبور، ادمون رباط، ومجموعات من ممثلي هيئات وجمعيات ناشطة في المجتمع المدني تدور في فلك &laqascii117o;14 آذار".
لم يتوقف المجتمعون كثيراً عند الشكل. بعضهم كان يرغب بتسميته &laqascii117o;منبر بيروت" على اعتبار أن العاصمة تختزل صورة لبنان الجامع والمتنوع والمدني. لكن بيضون كان من اكثر المعترضين على التسمية وشاركه بعض الحضور. انتهى النقاش الى التوافق على اعتماد تسمية &laqascii117o;المنبر اللبناني المستقل".
يطمح المشاركون في المنبر لـ&laqascii117o;ان يكون اكثر حيوية واكثر جرأة في مقاربة كل المواضيع. فهو يريد التخفف من حسابات &laqascii117o;الآذاريين" الحزبية والسياسية". يطمح أيضاً &laqascii117o;الى تسمية الأمور بأسمائها، وان يعيد الدينامية الى التواصل مع جمهور &laqascii117o;14 آذار" بلغة تحاكي تطلعاته وجرأته".
وبلغة &laqascii117o;المنبر" يحتاج لبنان إلى &laqascii117o;دينامية مجتمعية جديدة. دينامية غير مقيدة باعتبارات طائفية ومذهبية، قادرة على تجاوز الترسيمات السياسية والطائفية القائمة. دينامية حديثة غير محكومة بهمّ الصراع على السلطة أو همّ الدفاع عن مكتسبات خاصة. دينامية قادرة على المساهمة في تطوير الحركة الاستقلالية ومواكبة التحوّلات الجارية في العالم العربي".
وقد أعدّ المجتمعون وثيقة يفترض ان يتم الإعلان عنها يوم الاربعاء المقبل. ادخلت عليها تعديلات في الاجتماع الاول، كما تمّ تعديلها في الاجتماع الثاني وهي ما تزال خاضعة لنقاشات تفصيلية. وفي الوثيقة إصرار على العمل من اجل الوصول الى &laqascii117o;لبنان متصالح مع نفسه ومع العصر ومتفاعل مع محيطه العربي المتجدد". ويرى المجتمعون ان الوصول الى ذلك &laqascii117o;يحتاج الى أمور أربعة:
- الأول: العمل على وقف مسلسل العنف المستمر منذ أكثر من نصف قرن وإعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين، وذلك من خلال إنجاز مصالحة شاملة بين اللبنانيين على قاعدة الاعتراف بالمسؤولية المشتركة عن الحروب التي دمّرت بلدهم. إذ إن كل فريق منهم احتكم إلى السلاح، في مرحلة من المراحل، لحل خلافه مع الفريق الآخر، أو بدعوى الدفاع عن الذات، كما استعان بقوى خارجية لتلك الغاية، مضحّياً باستقلال الوطن وسيادته. هذا الاعتراف بالمسؤولية المشتركة يتيح لنا إعادة تأسيس عيشنا المشترك على قاعدة العدالة بعد أن فشلنا في تحقيق هذا الأمر في نهاية الحرب على قاعدة قانون للعفو لم يفلح – بمعزلٍ عن تطبيقه الكيفيّ الاستنسابيّ – في طيّ صفحة الماضي.
- الثاني: العمل على إرساء ثقافة جديدة، ثقافة الوصل والعيش مع الآخر المختلف، بعد أن ظل اللبنانيون على مدى عقود أسرى ثقافة عنف وفصل ترى أن توكيد الذات لا يتم الا باستبعاد الآخر المختلف وصولاً الى إلغائه أو استتباعه.
- الثالث: العمل على إعادة تأسيس العيش المشترك الذي هو في أساس العقد الاجتماعي القائم بين اللبنانيين، على شروط الدولة السيدة المستقلّة، المنسجمة مع طبيعة مجتمعها، والحارسة لحقوق المواطن، لا على شروط جماعة طائفية أو حزب سياسي أو دولة خارجية.
- الرابع: تحفيز لبنان للمساهمة في بناء عالم عربي جديد، حرّ وديموقراطي، في إطار سلام دائم وعادل في المنطقة، على قاعدة حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة".
انطلاقاً من هذه الرؤية، يعتبر &laqascii117o;المنبريون" أن من واجباتهم &laqascii117o;تفعيل الحركة الاستقلالية وتجديد خياراتها وتصويب توجهاتها". ويشدّدون على وجوب &laqascii117o;إشراك الطاقات الشابة التي هي اليوم في صلب التحول التاريخي الذي يشهده العالم العربي". ويرون وجوب &laqascii117o;تأمين التواصل مع الطاقات الاغترابية التي لعبت دوراً مهماً في انتفاضة الاستقلال".
ولا يخرج &laqascii117o;المنبر" عن الشعار الاساس اليوم لـ&laqascii117o;14 آذار" فيصوب على سلاح &laqascii117o;حزب الله" ومن خلفه ايران وسوريا معاً. فيعتبر ان اللبنانيين &laqascii117o;لم يتمكنوا من الانتقال من دولة الوصاية الى دولة السيادة بسبب الانتفاضة المضادة التي قادها النظامان السوري والايراني، بواسطة &laqascii117o;حزب الله" والقوى الحليفة". وان &laqascii117o;تلك المحاولة الإنقلابية ادت الى انبعاث الحساسيات الطائفية والمذهبية على نحو لم تشهده البلاد منذ توقف الحرب اللبنانية والى شل قدرة الدولة على ممارسة سلطتها".
وبرأي &laqascii117o;المنبر" ان &laqascii117o;المشروع الانقلابي اصيب بانتكاسة قوية نتيجة موقف غالبية اللبنانيين الرافضة لهذا المشروع وسلاحه غير الشرعي. وقد جاءت التحولات الديموقراطية الجارية في العالم العربي لتُشدّد الحصار على هذا المشروع، من دون ان تضع له حدّاً نهائياً حتى الآن". هل ينجح &laqascii117o;المنبر" في اثبات ديناميته الخاصة ويكون تلوينة متمايزة مستقلة وجاذبة من ضمن &laqascii117o;14 آذار"، ام يكون محاولة من محاولات عدة تعثرت ولادتها فماتت قبل أن تبصر النور؟
ـ 'السفير'
تناقض بين معجزتين
دنيز عطاالله حداد:
اجمل ما في الثورات التي تجتاح العالم العربي انها حطمت صورة اسرائيل باعتبارها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، حسب اللازمة التي كان الغرب يرددها دائما من اجل ان يهين العرب ويحط من قدرهم.. وظل الاسرائيليون يفاخرون بها ويستخدمونها حجة لتفادي تسوية الصراع وحل القضية الفلسطينية.
واهم ما في تلك الثورات انها اثبتت ان العرب يؤسسون لنهوض جدي في دولهم ومجتمعاتهم التي تنتمي في معظمها الى ثقافة القرن التاسع عشر، بعكس الاسرائيليين الذين يقدمون هذه الأيام البرهان على انهم يتجهون نحو انحطاط فعلي لدولتهم ومجتمعهم، اللذين بلغا ذروة التطور والتحديث في العقدين الماضيين.
التجربة العربية ما زالت في بدايات صعودها، وهي يمكن أن تنتج خلال عقد من الزمن نماذج متقدّمة تجعل إسرائيل دولة مثيرة للسخرية والازدراء. والتجربة الإسرائيلية ما زالت في بدايات انحدارها، وهي بلا شك يمكن، خلال سنوات او حتى أشهر، أن تقود مجنوناً مثل وزير الخارجية وزعيم حزب &laqascii117o;اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان الى قمة السلطة. والدليل موجود في استطلاع الرأي الذي نشرته قبل يومين صحيفة &laqascii117o;هآرتس".
التناقض بين التجربتين ظاهر وواضح. لكن الصراع بينهما ليس محتماً. فالعرب يتصالحون مع الغرب وقيمه، والاسرائيليون يتخاصمون معه، ويتحوّلون يوماً بعد يوم من معجزة غربية الى معضلة غربية.. قد تستدعي في المستقبل القريب تدخلاً حاسماً لتغيير وظيفة الدولة اليهودية ووجهتها العامة، بما يتلاءم مع المعجزة العربية الجديدة.
ـ 'الشرق الأوسط'
البحرين.. لا للانتقام!
طارق الحميد:
لا شك لدي في طائفية المعارضة الشيعية البحرينية في المظاهرات الأخيرة التي شهدتها المملكة، ولا شك لدي في أن عملية تزوير إعلامية كبيرة قد تمت هناك من قبل محسوبين على المعارضة لم تنل من سمعة البحرين وحدها، بل ومن جميع دول الخليج العربي، لكن كل ذلك لا يبرر الانتقام.
المطلوب اليوم في البحرين هو معالجة أسباب الأزمة الحقيقية هناك، وتعميق مفهوم المواطنة، وضرورة وضع قوانين إعلامية واضحة، على غرار ما هو موجود في الغرب، وتحديدا بريطانيا وأميركا. ففي تلك القوانين يمنع المساس بالنعرات، وبث التفرقة، والإساءة الشخصية للأفراد دون وجه حق منعا باتا، فلا مجال لبث التفرقة.. نعم تصان الحريات، ولكن ليس على حساب السلم الأهلي. ورغم كل مساحات الحرية المحفوظة، فالحرية مسؤولية أولا، كما أن حريتك تنتهي عندما تتعدى على حرية الآخرين، خصوصا أن للحرية مفهوما مشوشا في العالم العربي، فالحرية لدينا أقرب إلى الفوضى، والإثارة، وحتى التزوير، وخصوصا الإعلام المؤدلج، وكذلك المحسوب على إيران في منطقتنا، من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد.
الأمر الآخر والمهم أنه من الواجب أن يكون هناك نظام صارم في البحرين يجرم تلقي الأموال الخارجية، من أي جهة كانت، سواء الأفراد، أو الأحزاب السياسية، وتحت أي مبرر. فالحكومة البحرينية تعلم تماما أن الأموال الإيرانية كانت تتدفق على المملكة بشكل كبير فترة الحملات الانتخابية، وتحت ذرائع مختلفة، وتجاوزت عنها السلطات البحرينية لأنها لم ترد تصعيدا مع طهران، كما يبدو أن البحرينيين كانوا يعتقدون أن لدى المعارضة الشيعية أدنى درجات العقلانية، والحصافة، للحفاظ على البلاد، لكن الأحداث الأخيرة كانت محبطة، وخصوصا من ناحية انحسار صوت العقل داخل المعارضة البحرينية، لكن أيضا، ومرة أخرى، فإن ذلك لا يبرر القرارات الانتقامية، أو العاطفية.
في دول الخليج يجب أن نكون واضحين تماما بأن خلافنا هو مع نظام الولي الفقيه وليس مع الشيعة، وتحديدا أبناء منطقتنا، لكن وكما أسلفنا فلا بد من قوانين حقيقية واضحة للإعلام، تراعي القوانين المعمول بها في الغرب، وتشترط المهنية الإعلامية، ولا تغفل الأعراف، كما هو الحال في الغرب، وكذلك ضرورة التشدد والحزم تجاه التمويل الخارجي، والتبعية للخارج أيضا، وهذا حق لكل دولة.
ولذا، فإن المؤمل اليوم هو تضميد الجراح في البحرين، وإعادة مسيرة بناء الدولة تحت قيادة الملك حمد، صاحب الإصلاح قبل أن يكون الإصلاح مطلبا عربيا من المحيط إلى الخليج. وهذا هو العشم.
ـ 'صدى البلد'
الفتنة في مواجهة الفتنة!
علي الأمين:
لم يسبق ان وصلت حدة الخطاب المتوتر بين تيار المستقبل وحزب الله إلى ما هي عليه اليوم. حتى في أحداث 7 ايار 2008 لم نشهد هذه الحدة التي بدأت تبرز في البيانات والمواقف بين الطرفين. وقد نحا حزب الله في الايام الاخيرة الى التصويب المباشر على تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، خصوصا بعد تنديد الاخير بالسياسة الايرانية في لبنان والعالم العربي. وشكلت الاتهامات السورية عن دور للحريري في الاحداث الجارية في سورية فرصة اضافية لحزب الله كي يقتص من تيار المستقبل. كما لم يوفر احد نواب حزب الله هذا التيار وحلفاءه من اتهام بالمسؤولية عن السعي الى إحداث فتنة مذهبية في الجنوب على خلفية التعدي على الاملاك العامة التي تشهدها بعض اقضية الجنوب بشكل غير مسبوق هذه الايام.
ويساهم عجز الاكثرية النيابية الجديدة، حتى الآن، عن تجاوز ازمة تشكيل حكومتها، في تسعير هذه المواجهة وملء الفراغ الحكومي بالفتنة المناسبة، ليزيد ذلك من ترسيخ مقولة الانقسام السني - الشيعي في البلد. وذلك بعدما اظهر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حذرا من المبادرة الى تشكيل حكومة قد تجعله لدى بعض الدول وجمهور السنة في لبنان رئيسا لحكومة الغلبة الشيعية على السنة في لبنان.
هذا الانقسام يتخذ طابعا مذهبيا في ظل تناغم او تطابق في اللهجة وفي الخطاب بين السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري ضد الرئيس الحريري، بعدما كان ثمة تمايز مقصود في السابق اتاح بقاء قنوات التواصل قائمة في اسوأ الظروف بين بري والحريري.
وانقطاع التواصل، الذي أكده معاون الرئيس بري النائب علي حسن خليل، تثبته مواقف الرجلين منذ مقدّمات استقالة الحكومة، وظهر أكثر في اندفاعة الرئيس الحريري ضد ماسماه التدخل الايراني، وتسليمه باتهام حزب الله بالتدخل في شؤون البحرين، ما دفع حزب الله، في المقابل، الى تبني الاتهامات السورية الاخيرة لتيار المستقبل بالتدخل في شؤونه الداخلية.
لبنان اليوم، وفي ظل الانقسام المذهبي، تتجلى ازمته في العجز عن تشكيل الحكومة، وفي تسعير المواجهة بين تيار المستقبل والثنائية الشيعية، وفي تردد الرئيس ميقاتي وتهيبه من القيام باي خطوة نحو التشكيل او الاعتذار. والى هذه المظاهر، يمكن تلمس كيف يتلقى لبنان صدى التحركات الجارية في سورية وفي البحرين وفي السعودية وسواها من تلك التي تشهدها الدول العربية منذ مطلع العام الحالي.
فلبنان يتحول الى متلق لأزمات انظمة هذه الدول. هكذا جرى استخدام لبنان في انتفاضة البحرين، من خلال استغلال التعاطف الذي عبر عنه حزب الله حيال هذه الانتفاضة لاختصار الانتفاضة على انها مجرد صدى لايران وحزب الله. وساهم الاخيران بدرجات متفاوتة بتبرير التهمة. وجاء الموقف الايراني الاخير من التحركات الجارية في سورية، واعتبارها مؤامرة ضد المقاومة، ليعزز من اتهام ايران بازدواجية المعايير لصالح حسابات سياسية مذهبية.
في المقابل تبدو القيادة السورية مأخوذة بمنطق رمي المسؤولية على الخارج، مسؤولية تبدو اقل كلفة لديها حين ترمى في اتجاه لبنان، فلبنان يبقى الحلقة الاضعف والاقل كلفة والمتنفس المتاح لمثل هذه الرسائل. اذ حاذرت دمشق من اتهام اي دولة عربية او غربية، واكتفت بالحديث الممجوج عن المؤامرة الخارجية، من دون النظر الى الاسباب الموضوعية التي يصعب تلافيها حين يسلم الجميع بأن النظام الامني، الذي يسيطر على النظام والدولة والحياة السياسية، لا بد ان يستتبع أشكالا متنوعة من الاعتراض الشعبي.
رمي الاتهامات باتجاه لبنان ليس الا محاولة اضافية لاظهار كلفة التغيير في سورية. فإذا كان من الصعب تلمس البعد المذهبي او الطائفي للحراك الشعبي في سورية، ومن العناوين التي يحاذر النظام من استخدامها اليوم، فلماذا لا يكون لبنان صندوق البريد على هذا الصعيد؟
في سورية ثمة غلبة امنية وعسكرية في مقابل غلبة عددية في المجتمع طابعها سني. في لبنان ثمة توازن عددي، وتقارب في القوة والنفوذ يتيحان خطر الانفجار المذهبي. وهذا الخطر الذي تتلقفه بعض القيادات اللبنانية يشكل، على مايبدو، بديلا في اطار فكرة الهروب الى الامام، بديلا من تفجير الحرب ضد الكيان الصهيوني، التي كانت تدرج احيانا كسبيل لتلافي ما يجري في سورية، وقبل ذلك من قبل حزب الله لتلافي الفتنة المذهبية، على ما ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اكثر من خطاب له قبل سنوات.
بين ما يجري على ضفتي الخليج، وفي انحاء سورية، يبدو لبنان عرضة لمحاولات حثيثة لتفجير الفتنة بين السنّة والشيعة، فتنة يرجح ان تنفجر تحت شعار مواجهة الفتنة.
ـ 'الجمهورية'
عناوين الحوار بين بكركي وحزب الـله...
طارق ترشيشي:
من جديد سيعود التواصل بين البطريركية المارونية و'حزب الله'، ذلك على إثر إعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان أنه سيطلب فور عودته الى لبنان إعادة تفعيل لجنة الحوار الخاصة بين بكركي وحزب الله، كاشفا عن انه طلب من وفد الحزب بر